قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لك وعدي للكاتبة مي علاء الفصل الثالث عشر

رواية لك وعدي للكاتبة مي علاء الفصل الثالث عشر

رواية لك وعدي للكاتبة مي علاء الفصل الثالث عشر

اليوم التالي
في فيلا أحمد فريد
كانت ضحكات الجميع تملأ غرفة الجلوس، فقد كانت ميساء تلقي الكثير من النكد المضحكة لهم.
دائما كانت ميساء فتاة مرحة تحب الضحك، لذلك إذ تواجدت في مكان ما، فهذا المكان لن يخلو من الضحك ابدا.
- يكفي يا ميساء، فقد تعبت حقا
قالتها غادة و هي تلتقط انفاسها التي انقطعت بسبب كثرة الضحك، فقالت ميساء
- ماذا؟، يكفي؟، مازلت في البداية فقط.

عاد عمار من الخارج بعد ان انهى المكالمة التي أتت له، و قال
- سأغادر الأن
- لا، اجلس معنا قليلا
قالتها ميساء برجاء، فقال بهدوء
- لدي عمل الآن، عندما أعود...
قاطعته ميساء بخبث
- حسنا اذهب، و لكن عد باكرا لنذهب انا وانت و نيروز و امي و سارة لعشاء فخم، حسنا؟
- فكرة جيدة
قالتها سارة و هي تبتسم، فقال عمار
- حسنا، سنذهب لعشاء فخم كما تريدين
إبتسمت ميساء بسعادة و قالت
- شكرا لك يا أخي العزيز.

هز رأسه ثم غادر، فألتفتت ميساء و قالت
لنيروز
- نيروز، هيا بنا
سألتها نيروز
- إلى اين؟
- لغرفتي، فأنا سأحتاج مساعدتك في ترتيب أغراضي
إبتسمت نيروز و هي تنهض، و قالت
- حسنا، هيا بنا
امسكت ميساء ذراع نيروز و سحبتها خلفها بحماس، فضحكت نيروز و هي تقول
- لن اهرب، سأتي معك دون أن تمسكي بي.

كانت سارة تتابع نيروز بنظراتها الحانقة، فعلاقة نيروز بميساء اشعرتها بالغيظ و الضيق، فهي لم تتوقع أن علاقة ميساء و نيروز جيدة لهذه الدرجة، إذا الآن، أصبح عليها أن تتقرب من ميساء، فبالتأكيد ميساء ستحاول أن تجعل
نيروز و عمار يتقربان من بعضهما مرة أخرى، و هي لن تسمح بذلك، و ايضا هي لا تريد أن تضطر لمحاربة ميساء، ف ميساء ستصبح بطاقة رابحة لنيروز، و هي لن تقبل بالخسارة ابدا.

في منزل عائلة نيروز
خرج صفوان من المرحاض بعد أن اغتسل، ثم إتجه لغرفته ليكمل ارتداء ملابسه، اغلق أزرار قميصه الاسود ثم رتب خصلات شعره بيديه ثم ربطه، خرج من غرفته ليتجه لغرفة والدته و يخبرها بأنه سيخرج لبعض الوقت و لكنه لم يجدها، اخرج هاتفه ليتصل بها و هو يتجه لغرفة الجلوس لعله يجدها هناك و لكنها لم تكن.

في غرفة الجلوس، اعاد الاتصال بوالدته مرة أخرى و هو يسير في الممر ليذهب للمطبخ، فوالدته تقوم بتعليق ملاحظات عند الثلاجة، و قد كانت تاركة واحدة له، مد يده و أخذ الورقة الصغيرة و هو يقرأ المكتوب بها
- صفوان، لقد ذهبت للسوق و قد أخذت معي تلك الفتاة التي تحتجزها، لا تغضب، و لا تقلق فهي وعدتني بأنها لن تهرب.

إتسعت مقلتي صفوان بصدمة و غضب، كيف لوالدته أن تأخذ عائشة؟، كيف لها أن تثق بأنها لن تهرب؟، هي حتما ستهرب، اسرع و خرج من المطبخ كالمجنون ليتجه للغرفة التي يحتجز بها عائشة، فوجد باب الغرفة مفتوح، كيف اخذت والدته المفتاح من غرفته دون أن يشعر؟
- تبا
خرجت من بين شفتيه و هو يضرب الحائط
بقبضته، ثم التفت ليغادر المنزل و ليذهب للسوق و يبحث عن والدته وعائشة التي يدعي ربه أن توفي بوعدها و لا تهرب.

في السوق القريب من منزل عائلة نيروز، كانت عائشة تسير بجانب والدة صفوان بهدوء، تنظر حولها بترقب فهي تريد أن تحفظ كل شيء وقعت نظراتها عليه لكي تعرف الطريق عندما تهرب، ستهرب و لكن ليس الآن، فهي تحتاج الآن كسب ثقة هذه المرأة التي بجانبها.

قد فكرت عائشة مليا بما ستفعله، فبعد ادراكها صعوبة الهروب من النافذة الموجودة في الغرفة، وجدت أن اسهل طريقة هي خداع هذه المرأة الطيبة، ستتحمل لطفها و المشاعر الدافئة التي تنبعث منها، ستتحملها بصعوبة بالغة و لكن في
نهاية المطاف ستهرب لذلك ستتحمل.
تذكرت ما فعلته صباحا لكي تجعل والدة صفوان تخاطر و تجلب لها مفتاح الغرفة من صفوان، و تأخذها ليذهبا معا للسوق.

طرقت عائشة على الباب أكثر من مرة و هي تهتف بهدوء
- هل من أحد هنا؟، أريد أن أتحدث مع أي شخص فأنا اشعر بالملل
كانت عائشة تعلم أن والدة صفوان تكون مستيقظة في هذا الوقت المبكر، سمعت صوت الأخيرة و هي تقول
- ماذا هناك؟
إبتسمت عائشة بخبث و قالت
- اشعر بالضجر، هل لكِ ان تتحدثي معي قليلا
- بالتأكيد
- جيد، إذا ادخلي لي لنتحدث، و ايضا اريد ان اعتذر منكِ عما بدر مني بالأمس
- لا بأس.

قالتها والدة صفوان بسماحة، و اردفت
- اسفة، لا استطيع ان ادخل فالمفتاح ليس معي بل مع صفوان، و ايضا انا الان سأذهب للسوق، فعندما أعود...
قاطعتها عائشة بسرعة
- اريد ان اتي معكِ، ارجوكِ
لم تلقى إجابة من والدة صفوان، فتابعت عائشة برجاء
- ارجوكِ خذيني معكِ، أقسم اني لن اهرب منكِ، فأنا لا اريد الهرب، فقط اريد ان استنشق بعض الهواء فأنا اشعر بالاختناق هنا
- لا اثق بك.

- أقسم، أقسم اني لن اهرب، ماذا تريدين مني أن أقول لتثقي بي؟
ظلت والدة صفوان صامتة، تشعر بالتردد و الحيرة، هي تريد أن تفتح لها و لكنها خائفة من ان تهرب.
- كيف لي ان اضمن عدم هروبك؟
صمتت عائشة للحظات، ثم قالت
- سأعطيكي شيء غالي علي جدا و لن أستطيع أن اهرب و أتركه
- ما هو هذا الشيء؟
- قلادة، لقد أعطاني اياها والدي المتوفي.

كانت نبرة الحزن تملأ كلماتها دون إرادة منها، فعندما شعرت والدة صفوان بصدقها من نبرتها الحزينة قالت
- حسنا، انتظري
إتجهت والدة صفوان لغرفة صفوان و دخلتها بحذر، تقدمت من طاولة المكتب الخاصة به و فتحت أحد ادراجه ببطء، هي كانت تعلم المكان الذي يضع فيه صفوان مفتاح الغرف، أخذت المفتاح و هي تنظر لصفوان النائم، اغلقت الدرج ثم التفتت و خرجت من الغرفة لتعود لعائشة و تفتح لها.

- قفي هنا يا عائشة و لا تتحركي، فأنا سأذهب لرجل البطاطا ذاك و كما ترين كم هو مزدحم لذلك ظلي هنا إلى حين أعود لكِ و لكن لا تذهبي لأي مكان، حسنا؟
- حسنا
قالتها عائشة بهدوء، فتركتها والدة صفوان و
إتجهت ل بائع البطاطا، فكرت عائشة للحظة أن تهرب و لكنها طردت تلك الفكرة من رأسها سريعا، فهي قد اعطت أغلى ما لديها لتلك المرأة و لن تستطيع أن تهرب بدون تلك القلادة.

التقطت انفاسها و هي تنقل نظراتها حولها بهدوء، كم مر من الوقت و هي لم تأتي للتسوق، بل لفترة طويلة لم تتسوق و لم تذهب للمحلات لكي تشتري ملابس لها فهي دائما كانت تجد الملابس جاهزة في خزانتها.

نظرت لتلك الفتاة التي بجانبها و التي كان تتحدث على الهاتف و كانت تخبر الطرف الاخر برغبتها في الذهاب للمول لشراء بعض مستحضرات التجميل و الملابس الجديدة و الحقائب، إبتسمت بسخرية على حالها، فهي منذ فترة طويلة حرمت من كل شيء تقوم به أي فتاة عادية، هل هي الان فتاة غير عادية؟ غير
طبيعية؟!
شعرت عائشة فجأة بيد خفيفة تتلمس جسدها من الخلف، فنظرت بطرف عينيها للرجل الذي يقف بجانبها، قالت بهدوء حازم
- ابعد يدك.

ابعد الرجل يده بسرعة و وضعها بجانبه، فعادت عائشة و نظرت امامها مرة أخرى، فأقترب منها الرجل و همس في اذنها
- ماذا تفعلين هنا أيتها الفاتنة، ما رأيك أن تأتي معي؟
التفتت بحدة و نظرت له و قالت بخشونة
- هل تريد أن اشوه وجهك؟
مسح الرجل جسدها بنظراته الشهوانية و قال بخفوت
- موافق أيتها المثيرة
- جيد.

قالتها بتوعد ثم مدت يدها لتخدش وجهه باظافرها الطويلة، بوحشية، فتراجع الرجل للخلف سريعا و هو يصرخ بألم، فقالت بشماتة
- تستحق ذلك
تجمعت انظار الناس عليهما و هم يتمتمون ب
- ماذا يحدث؟
بينما هتف الرجل بغضب و هو يتلمس وجهه
- سأريكِ أيتها الفتاة الوقحة الحقيرة
نظرت له بإستخفاف و قالت بطريقة مستفزة
- اريني ماذا ستفعل بي أيها الغبي
ابعد يديه عن وجهه و تقدم منها بخطوات غاضبة و هو يرفع يديه و يقول بتوعد
- سأريكِ.

كادت أن تصل يديه لوجهها و لكن تلك اليد التي ظهرت فجأة لتمسك بذراع الرجل بقوة منعت وصولها لوجهها.
رفعت عائشة نظراتها لذلك الشخص فوجدته، صفوان، كانت ملامح وجهه غاضبة جدا، فعلمت انه اتى ليبحث عنها، من المؤكد أنه ظن انها ستهرب، هتف الرجل بإنفعال و هو ينظر لصفوان بغضب
- من انت؟، ابتعد
نظر له صفوان بجمود، و دفع يد الرجل بقوة ليتبعها بلكمة قاسية وجهها لوجه الرجل، فيسقط الأخير على الأرض بعنف.

قال صفوان بخشونة
- هذه لأجل وقاحتك معها
ثم التفت و امسك برسغ عائشة و سحبها خلفه.

في منزل عائلة نيروز
كان صفوان يجوب الغرفة ذهابا و إيابا و هو يصرخ بغضب، يسب و يلعن، بينما كانت والدته جالسة على الأريكة، تخفض رأسها بحرج، أما عائشة فكانت تستمع لكلماته التي يوبخ بها والدته ببرود.
- هل انتهيت من توبخيك لها؟، اتمنى ان تكون انتهيت فأنا اريد ان اذهب للمرحاض؟
قالتها عائشة ببرود و هي تنظر له، فتوقف و رمقها بغضب، كم يود أن يقتلها الآن.
تجاهل صفوان قول عائشة المستفز و عاد لينظر.

لوالدته ليتابع بحسم
- سأقول هذا مرة واحدة فقط كتحذير، لا تقتربي منها يا أمي مرة أخرى، حتى إذ كانت تحتضر، اتركيها، حسنا؟
تمتمت والدته بخضوع
- حسنا
- هل اذهب الآن؟
قالتها عائشة بملل، فنظر لها صفوان و قال بصرامة
- دورك لم يأتي بعد لتذهبي
رفعت عائشة زاوية فمها باستخفاف و قالت
- دوري!، هل تعتقد اني سأسمح لك بتوبيخي؟
نهضت و اقتربت منه و تابعت بجمود
- لن اسمح لك بذلك
ثم التفتت و نظرت لوالدته من فوق و قالت.

- اعيدي لي قلادتي التي اخذتيها مني كضمان
لعدم هروبي
- اوه، لقد نسيت، تفضلي
اخرجت والدة صفوان القلادة من حقيبتها و مدت يدها لتعطيها لعائشة، فأسرع صفوان و أخذها من يد والدته، فألتفتت عائشة بسرعة و نظرت له بحدة و قالت بإنزعاج
- ماذا تفعل؟، أعدها لي
- هل هذه القلادة غالية عليكِ كثيرا؟
سألها و هو ينظر للقلادة، فأجابت
- نعم، لذلك أعدها لي
- لن تستطيعين أن تهربي من هنا دونها، صحيح؟

سألها بخبث باطن، فأجابته بنفاذ صبر
- نعم، هيا أعدها لي
إرتسمت على شفتيه إبتسامة عريضة و هو يقول
- جيد، إذا أنا سأحتفظ بها لكي أضمن عدم
هروبك إذ اتيحت لكِ الفرصة
إتسعت مقلتيها بغضب و هي تتقدم منه و تهتف
- ماذا؟، لن اسمح لك ان تحتفظ بها، أعدها لي
مدت يدها لتأخذ من يده و لكنه تراجع للخلف و هو يطبق يديه بإحكام على القلادة، التقطت انفاسها بغضب و قالت بتحذير
- أعدها لي و إلا...
قاطعها بتهكم.

- ماذا ستفعلين مثلا؟، هل ستقومي بتشويه وجهي بأظفارك؟
- بل أسوء، سأقتلع عينيك
قالتها بشراسة و هي تنظر له بحزم، فضحك بأستخفاف و قال بتحدي
- اريني ما لديكِ
- صفوان، أعده لها
قالتها والدته بصرامة و هي تنهض، فنظر لها
صفوان بجمود و قال
- لن أعيدها
اتت ان تقول شيء و لكن صوت رنين هاتف المنزل منعها و جعلها تتركهم لتذهب و تجيب على المتصل.
- سأقتلع عينيك دون تردد أو خوف، لذلك أعدها لي لكي لا تسير في الشارع دون عينين.

قالتها كتحذير اخير، فقال بتهكم
- هل من المفترض أن أخاف الان؟
كورت قبضتها بغيظ، ثم تقدمت منه بسرعة وهي ترفع يدها و تسبقها لوجهه، و لكنه تفاداها بمهارة لكي يسرع بعدها و يتقدم منها لينحني و يحملها على كتفه العريض، فصرخت بحنق و غضب
- ايها الحقير، انزلني، أعدها لي
اصبحت تضرب الهواء بقدميها و هي تهتف.

بكلماتها تلك بلا توقف، بينما صفوان كان متجاهلها تماماً، يسير للغرفة ليدخلها و يلقي بها على الفراش باهمال، تأوهت بألم ثم رفعت رأسها بعنف و هتفت و هي تبعد خصلات شعرها
- سأقتلك أيها الوغد، سأقتلك إن لم تعد القلادة لي
انهت قولها بشراسة و نهضت لتتقدم منه بخطوات غاضبة سريعة و يدها تسبقها، فأمسك بيدها و ادارها خلف ظهرها و هو يجذبها له بقوة، نظر لحدقتيها المشتعلة بغضب و رفع زاوية فمه ببرود و قال.

- لما كل هذا الغضب يا عزيزتي؟، هل من أجل القلادة فقط؟، هل هي مهمة لهذه الدرجة؟
- نعم، أعدها لي
قالتها بعنف و هي تحاول ان تتملص من قبضته،
و لكنه كان أقوى من أن تتملص منه.
قال صفوان بتهكم
- هل تريني غبي لكي اتخلى عن الشيء الذي يضمن لي عدم هروبك!
توقفت عن محاولتها للتملص منه و قال بجفاء
- نعم انت غبي لأنك قمت بخطفي و احتجازي هنا، هل تعتقد انك ستظل على قيد الحياة بعد ان اعود لعملي و يعلمون انك قمت بخطفي؟

- هل اعتبر هذا تهديد؟!
- بل تحذير
- انا لا أخاف منكِ و لا من تهديداتك الضعيفة
- ضعيفة!، هل تعتقد اني امزح، أو اني أفعل ذلك لكي اشعرك بالخوف!
- نعم
اجابها ببرود، فقالت بهدوء
- حسنا، انتظر و سترى ماذا سيحدث في
المستقبل
تابعت بهمس متوعد
- سأجعلك تتذكر تحذيراتي لك، و في حينها ستأكل اصابعك من الندم
ضحك باستهزاء و قال ببرود
- انتظر ذلك اليوم، بفارغ الصبر.

ترك يدها بهدوء و تراجع للخلف بضع خطوات و هو ينظر لها بإستخفاف، بينما هتفت عائشة بحدة
- إذا لن تعيد القلادة لي، صحيح؟
- نعم
صمتت لبرهه ثم قالت بجمود
- لا تعتقد اني سأتوقف عن محاولة الهروب من أجل قلادة
رفع زاوية فمه ببرود و قال
- سماع هذا يسعدني، فأنا استمتع برؤيتكِ
تحاولين و تفشلين بكل بساطة
رمقته بحنق و هو يلتفت و يغادر الغرفة بهدوء، ضربت الأرض بقدمها بغضب و هي تهتف بغيظ
- تبا لك، تبا.

في فيلا أحمد فريد
في غرفة ميساء
انتهت كلا من نيروز و ميساء من وضع جميع ملابس ميساء في الخزانة بنظام، ثم جلسى الاثنين في الشرفة ليتابعون حديثهم الذي لم ينتهي، فقد كانت ميساء تتحدث عن مغامراتها التي قامت بها و هي في امريكا، و بعد ان انتهت اصبحت نيروز تتحدث عن افعال عمار القاسية
معها، هي تخبرها بذلك لأنها تريد أن تعلم ما سبب تغيره؟، ما سبب الكره الذي يكنه لها؟

- انا لا اخبركِ بكل ذلك لكي تقولي لي انكِ ستذهبين لتوبخينه
قالتها نيروز بإنزعاج ل ميساء التي اعتذرت و قالت
- لم أقصد إزعاجك يا نيروو، انا فقط أردت أن اساعدكِ
- ليس بتوبيخه يا ميساء تستطيعين مساعدتي، انتِ تستطيعين مساعدتي بقول سبب تغيره، بالتأكيد تعلمين ما السبب
توترت ميساء بعض الشيء، و لكنها قالت بثبات لم تتقنه بقوة
- ماذا؟، انا، انا لا أعلم ما السبب.

شعرت نيروز بالاستياء، فنقلت نظراتها للفراغ و صمتت، فالتزمت ميساء الصمت أيضا، فهي
تخاف من أسئلة نيروز التي لا تستطيع أن تجيب عليها بسبب عمار و تحذيره لها.
قطعت نيروز الصمت فجأة عندما تذكرت حديثها القديم مع ميساء و الذي اشعرها الآن بالحيرة و الريبة، لذلك سألت
- ميساء، لقد اخبرتيني سابقا بأن عمار فقد ذاكرته بسبب حادث تعرض له
بلعت ميساء لعابها بتوتر و مثلت البلاهه
- انا!

- نعم، لا اعلم كيف تخطيت هذا الأمر كل تلك الفترة و لم اتذكره، يبدو اني أهملت ذلك الجزء و اهتميت بأمر خداعه لي، و لكن الآن تذكرت، لذلك هيا اخبريني ما ذلك الحادث الذي تعرض له عمار؟
خرجت حروف ميساء متلعثمة من بين شفتيها دون ارادة منها
- انا، انا لا أتذكر ما تقولينه، هل انا اخبرتك بذلك حقا؟!
- نعم
قالتها نيروز بسرعة، و تابعت برجاء
- ميساء لا تمثلي الجهل الآن، رجاءً اخبريني.

بلعت ميساء لعابها مرة أخرى بتوتر، ثم صمتت، تفكر، كيف تهرب من الإجابة عن سؤالها، نهضت فجأة و هي تضع يدها على بطنها و قالت بصوت متألم
- معدتي تؤلمني، اااه، سأذهب للمرحاض
و خلال ثواني اختفت ميساء من أمام نيروز التي تنهدت و عادت لتنظر للفراغ، و شردت.

بدأ الليل يسدل ستائره
وقف عمار أمام المرآة يعدل هندام ثيابه، كان يعلم ان نيروز تحدق به منذ خروجه من المرحاض حتى هذه اللحظة، و لكنه تجاهل ذلك و لم يعطيها أي اهمية.

بنيما نيروز، كانت جالسة على الاريكة خلفه تحدق به بشرود، فالأسئلة تدور في رأسها دون توقف، فهي تريد أن تعرف، ما الحادث الذي تعرض له عمار؟، لقد عادت و سألت ميساء عن الأمر و لكن الأخيرة تهربت منها للمرة الثانية، و هذا ازعجها بل اشعرها بالريبة، فهل هناك شيء لا يريدون أن تعلمه؟!
نهضت بحزم و تقدمت منه لتقف خلفه و تقول بجمود
- اريد ان اسألك عن شيء يا عمار
نظر لها من فوق كتفه و هو يلويها ظهره و قال بجفاء.

- ماذا؟
- ما الحادث الذي تعرضت له لتفقد ذاكرتك بسببه؟
ساد الصمت للحظات، هي تنتظر بفضول اجابته، و هو يشعر بالصدمة، من أين علمت بالأمر؟، عاد و نظر امامه بهدوء و قال
- من اخبرك بهذا الهراء؟
- ميساء
- كاذبة
قالها و هو يلتقط زجاجة عطره، فقالت بسرعة
- ليست كاذبة، فأنا أعلم انك فقدت ذاكرتك سابقا بسبب ذلك الحادث الذي تعرضت له
بلع لعابه ثم التفت بعد ان ترك زجاجة العطر على المنضدة، بينما أردفت نيروز.

- لقد قمت بسؤال ميساء و لكنها لا تجيبني، فقط تتهرب، فهل هناك شيء لا تريدون أن
اعرفه؟
قالت كلماتها الأخيرة ببطء و هي تحدق به بعمق، فنظر لها بهدوء و قال بجفاء
- نعم، لقد تعرضت لحادث سيارة و قد فقدت ذاكرتي
- ما كان سبب ذلك الحادث؟
سألته بقلق، فقال
- ليس من الضروري أن تعلمي، و ايضا انا لا اريد ان أتذكر تلك الأيام لذلك لا تتحدثي عن هذا الامر أمامي أو امام احد
- لماذا؟

سألته بحيرة، فنظر لساعة يده و قد تجاهل سؤالها بقوله
- الساعة السابعة، هيا بنا
ثم اتجه للباب، فزفرت بضيق ثم التفتت لتتجه للأريكة و تأخذ حقيبتها و تتبعه.

في منزل عائلة نيروز
طرق صفوان على باب غرفة والدته و دلف، تقدم منها و جلس بجانبها على الفراش، كان يعلم انها حزينة منه بسبب توبيخه لها صباحا و كأنها ابنته و هو والدها و ليس العكس، و ما جعله يدرك ذلك اكثر أن طوال اليوم لم تحدثه، لم تكن تنظر له حتى.
- اسف
قالها بندم وهو يمسك بيدها، فسحبت والدته يدها و قالت بإقتضاب دون أن تنظر له
- غادر
تجاهل طردها له و قال
- لم أقصد فعل ذلك، فقد غضبت، و انتِ.

تعلمين، عندما أغضب لا أدرك ما افعله
نظرت له بغضب و قالت بإنفعال
- غضبك هذا على الجميع و ليس علي يا صفوان، يجب أن تفرق بيني و بين الجميع
اومأ برأسه و تمتم بلباقة
- حسنا، هل تقبلين اعتذاري؟!
- ليس بهذه السهولة، فأنا سأقبله مقابل شيء
قالتها و هي تبتسم، فبادلها الإبتسامة و سأل
- ما هو؟
- القلادة، أعدها ل...
قاطعها بصرامة
- لا
- صفوان
قالتها بضيق، فنهض صفوان و قال بتهذيب.

- ارجوكِ يا أمي لا تقحمي نفسك بهذا الأمر، و لا تقتربي منها مرة أخرى، حسنا؟
رمقته بضيق قبل ان تبعد نظراتها عنه و هي تقول بإقتضاب
- حسنا
هز رأسه برضا ثم غادر.

في إحدى المطاعم الفاخرة
بعد ان اخذ النادل طلباتهم، نهضت نيروز و استأذنت للذهاب للمرحاض، و بعد ثواني لحقتها سارة.
دلفت نيروز للمرحاض و توقفت امام المغسلة لتضع يدها اسفل الصنبور الذي تدفقت مياهه على يديها تلقائيا.
- كنت أعلم انكِ ستتبعيني إلى هنا
قالتها نيروز بلهجة متهكمة و هي تنظر لصورة
سارة المنعكسة على المرآة، فإبتسمت سارة ببرود و هي تستند بجسدها على الحائط، و تقول بجفاء.

- لا تعتقدي بأنكِ تقدمتي علي بمجرد جلوسك بجانب عمار أو ملازمتك له اليوم، فأعتقادك سيكون خاطئ
التفتت نيروز و نظرت ل سارة ببرود و هي تقول بثقة و خبث
- بل تقدمت عليكي بخطوة يا عزيزتي سارة، لذلك احذرك من خسارتك القريبة، فأنتِ لن تستطيعي اخذ مكاني عند عمار ابدا، مهما حاولتي، ستفشلين
ضحكت سارة بخشونة ثم قالت باستنكار ساخر
- انا سأفشل!، امام من؟، انتِ!
رفعت زاوية فمها بإستخفاف و تابعت بحزم.

- هذا هراء، فأنا لا أفشل ابدا، خاصا امام
امثالك
إبتسمت نيروز بتهكم و قالت بتوعد
- امثالي!، حسنا، سترين أمثالي كيف سيجعلون منكِ خاسرة
- لن انتظر رؤية ذلك اليوم، لأنه لن تحدث ابدا
قالتها سارة بجفاء قبل ان تلتفت و تغادر المرحاض، فألتفتت نيروز بعنف لتنظر لصورتها المنعكسة على المرآة و تتمتم بغيظ من بين انفاسها الغاضبة
- ايتها الحقيرة، سترين كيف سأهزمك شر هزيمة.

ثم اخذت مناديل ورقية بعنف لتجفف يديها و تخرج لتعود لمقعدها، نظرت لعمار الذي كان يقف بعيدا عنهم ليتحدث على هاتفه بحرية، سمعت همس سارة الخبيث لها
- شاهدي هذا جيدا
التفتت نيروز برأسها و نظرت لسارة التي منحتها إبتسامة ماكرة و هي تنهض و تتجه لعمار.

تابعتها نيروز بنظراته الحائرة، لا تعلم ماذا تنوي سارة ان تفعل، و لكنها متأكدة انها ستفعل شيء يشعرها بالغضب و الغيظ و قد يدفعها شعورها ذاك للتسرع في القيام برد فعل غير لائق، لذلك حاولت أن تتماسك و تتمالك نفسها من البداية.

إتسعت مقلتي نيروز و هي ترى عمار يغادر مع سارة بعد ان همست له بشيء، فتملكها الفضول أكثر لمعرفة ما تنوي الأخيرة فعله، لذلك نهضت و اتبعتهم بعد ان القت نظرة على ميساء و غادة الذين كانوا مُنغمِسين بالحديث، لذلك لم ينتبهوا حتى لعودتها.
خرجت نيروز لفناء المطعم و توقفت على بعد.

امتار منهم، كانت تحدق بهم بقوة، تحاول ان تسمع ما يتحدثون عنه و لكنها لم تستطع أن تسمع كلمة واحدة لبعد المسافة بينهم، عقدت نيروز حاجبيها بحنق و هي ترى دموع سارة تسيل على وجنيتها، رفعت زاوية فمها بتهكم و هي تتمتم بغيظ
- كم هي خبيثة، تنزل دموع التماسيح بهذه السهولة.

كورت نيروز قبضتها بغضب و صدمة، و اشتعلت عينيها الرماديتين بنيران الغيرة عندما رأت عمار يقترب من سارة و يعانقها، و هي بادلته العناق، كيف له أن يعانقها هكذا؟، هو الذي اقترب، هو الذي عانق سارة، كم هو خبيث و وقح!، فكرت بذلك و لكنها عادت لتفكر بهدوء، أن هذه الخبيثة الشقراء التي تسمى سارة، هي التي جرفته و استعطفته، و لكن ان كان
ذلك، فهو من المفترض الا يفعل ذلك، لا يفترض عليه عناقها.

لم تكثر في تفكيرها، فقد إتجهت لهما بخطوات غاضبة سريعة و هي تهتف بغضب
- ابتعدي عنه أيتها الحقيرة، الفاسقة الخبيثة.

انهت جملتها فور وصولها لهما، لم تتح لهما الفرصة حتى أن ينظروا لها، فقد قامت بالتقاط شعر سارة الأشقر بين اناملها بوحشية و ابعدتها عنه بسحبها، فصرخت الأخيرة بفزع و ألم، بينما ظل عمار ينظر لما يحدث بصدمة و ذهول، لم يدرك ما يحدث امامه إلا عندما تخلصت سارة من قبضة نيروز لتسرع له و تختبئ خلفه و هي تقول بجزع
- عمار، انقذني من هذه المجنونة
التقطت نيروز انفاسها بغضب و هي تنظر لسارة باستحقار، صرخت بتوعد.

- لن أتركك أيتها الحقيرة، فأنا سأريكِ كيف تقتربين من زوجي جيداً
انهت جملتها و مدت يدها لتلتقط شعر سارة مرة أخرى، و لكن يد عمار منعتها من الوصول لمبتغاها، فقد امسك برسغها بقوة فنظرت له بحدة و قالت بشراسة
- ماذا تفعل!، اتركني
- نيروز، توقفي عن هذا الجنون الذي تفعلينه الآن
قالها بحزم و هو ينظر بها بصرامة، فهتفت بإستنكار حاد.

- أتوقف عن هذا الجنون!، هل تراني مجنونة لفعلي ذلك؟!، هل تريديني أن اصمت و انا أراك تعانق هذه الخبيثة أم ماذا؟!
صرخت بأخر كلماتها بحنق و غضب، فدفع يدها بحدة و قال بجفاء
- لا تحاولي أن تتقمصي دور الزوجة الغيورة يا نيروز، فأنا أكره ذلك، خاصةً إذ كانت من زوجة لا أحبها، حسنا
انهى جملته و التفت لسارة ليقول بقلق
- هل انتِ بخير؟
نظرت له سارة ببراءة مزيفة و تمتمت
- نعم.

رتب خصلات شعرها برفق ثم حاوط كتفيها بذراعه ليسير معها لداخل المطعم بعد ان رمق نيروز ببرود، بينما كانت إبتسامة سارة الخبيثة تتراقص على شفتيها بخفاء، فقد نجحت في تنفيذ ما ارادته و بكل سهولة و بدون مشقة، كم تشعر بالذكاء.
تابعتهم نيروز بنظراتها التي لمعت بالدموع حتى اختفوا من امامها، كم تشعر بالقهر و الحنق القاتل، شعرت بالاختناق من دموعها، لذلك.

غادرت، هي لن تستطيع أن تجلس معهم و لو لثانية، فقد تموت حينها من مشاعرها القاتلة التي بداخلها.
اجلس عمار سارة على المقعد و اعطاها كوب ماء، فنظرت لهما غادة، ثم قالت بقلق
- ماذا هناك؟، ماذا بك يا سارة؟، لماذا مظهرك غير مرتب؟، هل حدث شيء؟
- يا الله، ماذا حدث؟
قالتها ميساء، فأخبرهم عمار عما فعلته نيروز، فتعالت الدهشة على ملامح ميساء التي لم تصدق ما يقال، بينما قالت سارة و قد عادت للبكاء المزيف مرة أخرى.

- لا أعلم هي لماذا تعاملني هكذا، انا لم أفعل شيء، انا فقط اخذت عمار لفناء المطعم لاتحدث معه بحيرية، و لكي أخبره عن أمر التهديد الذي وصل لي، و لم استطع ان اتمالك
نفسي لذلك بكيت و، و..
اعاقتها دموعها عن إكمال جملتها، فنهضت غادة بسرعة لتتقدم من سارة و تربت على ظهرها بحنان و تقول
- لا تبكي يا عزيزتي
نظرت ميساء حولها و هي تسأل
- إذا نيروز، اين هي؟
- لا أعلم، كانت بالخارج.

قالها عمار بلامبالاة، فنهضت ميساء واتجهت لخارج المطعم لترى نيروز، و لكنها لم تجدها، فعادت لداخل المطعم و اتجهت لعمار و سألته بقلق
- نيروز ليست بالخارج، فأين هي؟
نظر لها عمار و اجاب بجفاء
- لا أعلم
- كيف لا تعلم يا عمار، إنها زوجتك
- يبدو أنها غادرت
حدقت به بحدة، ثم قالت بحنق
- كيف انت بارد هكذا!، يجب أن تنهض و تعيدها
رمقها ببرود ثم عاد و نظر امامه بهدوء، فاردفت ميساء بحزم
- حسنا، انا سأذهب لأعيدها
- اجلسي.

قالها بجمود دون أن ينظر لها، فقالت بحدة
- لن اجلس، انا معك، هي اخطئت و لكن خطأها جاء من غيرتها عندما رأتك تعانق سارة التي لا يجب أن تعانقها
نظر لها بتهكم و اعاد قولها الأخير باستنكار
- لا يجب أن اعانقها!، اتعلمين، انتِ تشعريني اني قمت بتقبيلها
- ميساء، انهي هذا الحديث الآن و اجلسي
قالتها غادة بصرامة ل ميساء التي رمقت عمار بضيق قبل ان تعود لمقعدها و هي تشعر بالقلق على نيروز.

في الشوارع الهادئة، كان نسيم الخريف المنعش يلفح جسد نيروز برفق و يبعثر خصلات شعرها السوداء لتنثره حول وجهها بنعومة، و مع ذلك الطقس، كانت دموعها تسيل على وجنتيها كالأشواك التي تجعل قلبها ينزف من كثرة الالم، فدموعها لا تريحها ابدا، مهما حاولت أن تتفادى الألم و تتخطاه، يعود هو ليغرز خنجره في جرحها الذي لم يطب بعد.
فجرح الماضي لم يطب للآن، فكيف لها أن تتحمل جروح أكثر!

تحاول أن تكمل حياتها، ان تتمسك به لأنها
تحبه، هي مستعدة ان تمحي كل الآلام التي سببها لها في اللحظة التي يعود فيها لها، كم تطوق لذلك اليوم، كم تطوق ليوم اجتماعها به الذي لن يأتي ابدا!
توقفت للحظات و هي تنقل نظراتها الحزينة حولها، اين هي الآن و أين هو؟، هي تبكي و تفكر به، و هو لا يكترث لها حتى، هو مع تلك الخبيثة، اهو يحبها؟، اهو معجب بها؟، هو دائما يقف ضدها من أجل سارة، فما معنى ذلك؟!

اخفضت رأسها لتمسح دموعها بهدوء، و لتتوقف عن التفكير به أو بأي شيء يجعل جروحها تنزف مرة أخرى، ستذهب لمكان تود أن تذهب له و بشدة، مكان يشعرها بالامان، هي ليست متأكدة من ترحيب ذلك المكان بها و لكنها ستذهب.

توقفت نيروز امام منزل عائلتها و بداخلها تردد، كورت قبضتها لتطرق على الباب و لكنها شعرت بالعجز و الضعف، خائفة من ان تطرق على الباب فلا يستجيب لها أحد، أو يتم طردها من قبل والدتها و اخيها، بكلتا الحالتين ما بداخل هذا المنزل لا يرحبون بها، لذلك تراجعت عن تلك الخطوة، لا تريد أن تهان مرة أخرى او تتألم، فما بها يكفيها.

تراجعت للخلف لتجلس بجانب المنزل على السلم، اسندت رأسها على الحائط و هي تتنهد بعمق، ثم شعرت بألم في حلقها من دموعها التي تحبسها اسفل جفونها، تريد أن تتوقف عن البكاء، تريد أن تخمد تلك النيران التي تشتعل بداخلها، و لكن رغبتها لا تتحقق ابدا، طبقت جفونها و
هي تهمس بانكسار
- لقد خسرت هذه المرة
ثم سالت دموعها الحارة على وجنتيها.

في فيلا أحمد فريد
دلف عمار لغرفته و خلفه ميساء التي لم تترك اذنه منذ أن عادوا من المطعم، فهي تريده أن يتصل بنيروز التي لا تجيب على اتصالتها، فقد تجيب على اتصاله هو، و لكنه يرفض، فهتفت ميساء بإنفعال حاد
- حسنا، لا تهاتفها، و لكن إذ حدث لها شيء فهذا سيكون بسببك
ثم التفتت ميساء و غادرت الغرفة بعد ان صفقت الباب بعنف، فزفر عمار بضيق و هو يلقي.

بربطة عنقه على الفراش بغضب ثم اتجه للمرحاض و دخله ليأخذ حماما ساخنا ليريحه، فعقله لم يتوقف عن التفكير بها، كم يشعر بالقلق عليها.
هو لا يظهر ذلك و ايضا هو لن يتصل بها و لن يبحث عنها، فهي من اختارت المغادرة لاعتقادها انه سوف يتبعها و لكنها مخطئة، فهو لن يفعل ذلك، لذلك يجب عليها أن تتحمل عواقب اختيارها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة