قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لك وعدي للكاتبة مي علاء الفصل التاسع والعشرون

رواية لك وعدي للكاتبة مي علاء الفصل التاسع والعشرون

رواية لك وعدي للكاتبة مي علاء الفصل التاسع والعشرون

في ذلك المكان الذي لا تعرفه نيروز و التي لا تعلم ماذا حدث بالظبط و كيف أصبحت هنا فجأة!، فهي كانت واقفة مختبأة تترقب عمار و أثناء ذلك شعرت بأحد يطبق على فمها بكفه بقوة و يسحبها للخلف ثم بدأت رؤيتها تتلاشى و فقدت وعيها.

و الآن هي لا ترى شيء، تشعر بهذه القيود التي حول رسغيها و قدميها و هذه القماشة التي على فمها، تسمع صوت حركة خفيفة من حولها و لا تستطيع تمييز شيء، فكرت بريبة، هل هي مخطوفة!، تسارعت افكارها بإضطراب و تشتت، اين عمار؟، لماذا هي هنا؟، لماذا يدها و قدمها مقيدين؟، اخرجت صوتها المكتوم أثر القماش الذي يصعب عليها الحديث.
- اين انا؟، من انتم؟
- اهدئي.

سمعت هذا القول من صوت خشن بجانبها، فبلعت لعابها و حاولت أن لا تضطرب اكثر، هتفت
- من انت؟، و ماذا أفعل انا هنا؟، و لماذا تعيقون حركتي بربطي هكذا!
و اردفت بخفوت مع رجفة سرت في جسدها
- هل أنا مخطوفة؟!
- كم انتِ ذكية
سخر منها صاحب نفس الصوت السابق، فلم تستطع هذه المرة إخفاء الإرتجاف الذي ظهرت في صوتها
- لماذا؟، ماذا تريدون مني؟
لم تتلقى اي رد، فصمتت بدقائق و عادت لتقول.

- هل تريدون المال؟، أستطيع أن أعطيه لكم، اتصلوا بزوجي و أعلموه انكم أختطف...
قاطعها الرجل بصوته الأجش
- انه يعلم
- ماذا؟!
ثم إبتسمت بأمل و تمتمت
- سيأتي لي، بالتأكيد
- لن يستطع أن يصل لكِ، لا تتأملي
ثم شعرت به امامها و هو يردف
- انتِ لن تخرجي من هنا ابدا يا عزيزتي، لذا لا تضعي الآمال، و إذ خرجتي من هنا ستكونين ميتة لا محال
- ماذا فعلت لكم لهذا كله؟

صرخت ببكاء حين تملكها الخوف و الذعر من كلماته، سمعت صوته و هو يبتعد
- إنها أوامر من سيدتنا، ليس لنا علم بشيء
ما زادها قوله إلا حيرة، فمن الذي يحمل في قلبه الحقد لها ليفعل بها ذلك؟، إنها لا تتذكر انها
عاملت احدهم بطريقة سيئة لكي يعاقبها و يختطفها، شهقت بزعر حين ألقي عليها الماء البارد، فأخذت تنتحب و هي ترتجف من البرودة و الخوف.

كان صفوان يجوب الغرفة ذهابا و إيابا و هو يصرخ و يوبخ عمار الجالس على الأريكة بعنف و يحمله ايضا ذنب ما حدث لأخته و ما سيحدث، يكاد يجن حقا، و يكاد القلق و الخوف عليها يفقده صوابه.
و يزداد الحال سوءاً مع عمار الذي إتجه كل ما فيه من قلق و خوف و غضب إلى قدمه التي أصبحت تؤلمه، لكنه لم يعبأ، فهو يستحق هذا الالم و يتفق مع صفوان و يستحق هذا التوبيخ و العنف من الاخير ف نيروز اختطفت بسببه، كم.

يندم الآن، يندم على أنه تعامل مع أمر سارة بطريقة خاطئة، لم يفكر بطريقة صحيحة و لم يحاول أن يتوقع ما قد تفعله.
وصلت الشرطة بعد اتصال صفوان بهم و استدعائه لهم، اخبرهم عمار بكل شيء منها الرسائل التي كانت تصل له من سارة، لكن قال له المفوض
- لن نستطع أن نأخذ بإتهامك دون دليل، خاصة أنها مريضة عقلية فهذا يصعب الامر
صرخ به عمار بعنف
- ماذا تعني!، ألن تتحركوا و تبحثون عنها؟، ألن تجازوا سارة على فعلتها!

- سنبحث عن زوجتك بالتأكيد، انا اتحدث عن إتهامك فقط
تدخل صفوان
- اعثروا على نيروز و من ثم سنرى أمر سارة
، سنجد دليل مع الوقت يثبت اتهام عمار لها
هز رأسه المفوض و قال
- حسنا، لكنا سنحتاج معلومات أكثر عن زوجتك، اريد صورة لها ليبحثوا رجالي عنها، و ايضا اريد منك يا سيد عمار أن تصف لي ما أرته لك سارة، كيف كان المكان و الرجلين؟
تنفس عمار بقوة و هو يطبق جفونه، هز رأسه بأس و هو يجيب.

- لم يكن هناك شيء ظاهر، كانت الصورة على جسد الرجلين و نيروز في الوسط و لا شيء آخر ظاهر
- حسنا، رجالنا بدأوا في البحث عنها، و سنبذل قصار جهدنا.

في فيلا صفا
استأذن زين قبل دخوله لغرفة مكتب صفا، قالت الأخيرة
- هل هناك شيء؟
- نعم سيدتي، صفوان يعتذر عن عدم إتمامه للمهمة
- لماذا؟، هل حدث شيء معه!
صمت زين لوهلة ثم اجاب بأسف
- قد اختطفت أخته
- يا الله، كيف حدث هذا!
- لم احصل على معلومات كافية منه، لكنه طلب مني المساعدة، يريد منا أن نساعده في البحث عن أخته بجانب الشرطة، نتمنى أن تواف..
قاطعته صفا
- بالتأكيد، ساعده، خذ الرجال و ابحثوا عنها معه.

- حسنا سيدتي، و شكراً لكِ
ثم استأذن زين و غادر، فتنهدت صفا و اخذت تدعو الله.

علم الجميع بالأمر، فأخذت ميساء تبكي و غادة تدعو الله، بينما اسماء و والدة نيروز حالتهم أكثر سوءاً، فقد فقدت الأخيرة وعيها من هول الخبر و أصيبت اسماء بحالة صدمة حيث ظلت محدقة لفترة طويلة غير مستوعبة لما قيل لها و حين استوعبته اخذت تصرخ و تبكي و صفوان بينهما مشتت.
حل الظلام و مازال البحث مستمراً من خلال رجال الشرطة و معهم عمار، أيضا من خلال
صفوان و رجال صفا.

- هل هناك أخبار عنها يا بني، هل وجدتهموها؟
سألت والدة نيروز ببكاء صفوان عبر الهاتف، فأجابها بإحباط
- لم نجد لها أثر حتى الآن
ثم اردف بحسم
- لكنا سنستمر حتى نجدها
ازدادت والدته في البكاء، فقال بألم
- لا تبكي، نيروز ستعود، سأعيدها سليمة، هذا وعد مني
اخذت تنتحب و هي تقول
- بالتأكيد هي خائف الآن، ماذا يفعلون بها الآن لا نعلم، انا خائفة عليها جدا، قد يلحقوا بها الأذى.

- لن اسمح بهذا أن يحدث، سأقتلهم جميعا إذ لمسوا شعرة واحدة منها
- اثق بك يا صفوان، أعدها لي و لا تخذلني
- لن اخذلك
اغلق سريعا بعد ان انتهى قوله، تنفس بقوة و هو يمسح عينيه من الدموع التي لمعت فيهما، ثم عاد ليكمل البحث مع بقية الرجال.
بينما في مكان آخر حيث عمار و رجال الشرطة، اجلس رجلين من الشرطة عمار على الكرسي بعد ان سقط أرضا، كان ألم قدمه فظيع و كان يتزايد مع الوقت، أقبل عليه المفوض و قال له.

- يبدو عليك التعب، تستطيع أن تغادر فنحن لن نكف عن البحث بعد رحيلك
- لا، سأظل، سأتحمل
قالها و هو يلهث، ثم اخرج من جيبه علبة دواءه الذي لم يود أن يأخذ منها سابقا، و قال و هو يطبق جفونه محاولا التحمل
- اريد ماء
فقدم له المفوض زجاجة من الماء، فأخذها منه عمار.

في فيلا صفا
دخلت عائشة على والدتها أثناء حديث الأخيرة مع احدهم عبر الهاتف، جلست و ظلت تستمع لما تقوله صفا للطرف الآخر و في النهاية علمت أنه زين، انهت صفا المكالمة فسألتها عائشة مباشرةً
- ماذا هناك؟، لماذا هذا التوتر الذي استشعرته منكِ أثناء حديث
تنهدت صفا و اجابتها بسرد ما حدث لأخت صفوان نيروز، حزنت عائشة لسماع ذلك و قلقت على صفوان لذا سألت عن حاله
- و كيف حاله هو الان؟

- لا أدري، فأنا لم احدثه، لكن من المؤكد أنه حزين و يكاد يقتله القلق و الخوف عليها
- لم يجدوها للان؟!، لا أثر لها؟، من فعل ذلك، هل يعرفون؟
- للأسف لم يجدوها، فهم من الصباح يبحثون عنها ولا يجدون لها أثر، لكن زوجها يتهم احدهم و لا أعرف أكثر
ساد الصمت منهما، ثم قالت عائشة
- ألن تساعديه في إيجادها؟
- فعلت، رجالي يساعدونه في البحث عنه بجانب رجال الشرطة
هزت عائشة رأسها و هي تتمتم
- جيد.

ثم ابعدت نظراتها و هي تفكر في شيء قد خطر فجأة على بالها، و خلال ثواني كانت قد قفزت
من مقعدها و غادرت الغرفة مسرعة، فشعرت صفا بالحيرة لذلك.

قطع ذلك الهدوء المريب صوت خطوات احدهم يقترب من كرسيها، رفعت نيروز رأسها و هتفت بلهفة
- هل هناك احد؟، هل أتيتم أخيراً!
انتهت من قولها و لم تسمع صوت الخطوات ذاك، فبلعت لعابها و هي تشعر بالخوف، هتفت مرة أخرى
- ارجوكم، أحدكم يجيبني
- ماذا تريدين؟
فزعت حين اتى هذا الصوت الأجش من خلفها، تسارعت انفاسها و دقات قلبها، اخذت تهدأ من روعها ثم قالت بعد لحظات بصوت مرتجف
- ماذا تنوون أن تفعلوا بي؟

- ماذا تتوقعين انتِ!
رد بجفاء، فصمتت لوهلة ثم اردفت
- هل ارسلكم أحد لخطفي أم انكم تريدون أعضائي لبيعها!
- ما رأيك؟
- لماذا تسألني بدلا أن تجيبني!
صرخت بغضب انتهى بتهدج صوتها، رفع زاوية فمه و قال بتفكير
- يبدو اني سأعيد القماشة لفمك مرة اخرى
تنهد صاحب القول السابق ثم نهض ليقف امامها و اردف
- هل انتِ جائعة؟
- اريد الخروج من هنا
- رغبتكِ لا نهتم بها
عضو عل شفتيها بغضب قم صرخت بإنفعال.

- زوجي سيجدني، و سيلقنكم درساً
شعرت بأنفاسه و صوته القريب منها و هو يقول
- لن يجدك، لا تتأملي
ارتبكت و تلعثمت و هي تخرج حروفها
- لماذا اقتربت؟، ابتعد عني
لم تتلقى منه رد، فأردفت بخفوت
- ابعد ما فوق عيني
- لماذا!، هل تريدين أن تريني؟
سخر بلطف، ثم ساد الصمت للحظات و هو يتأملها، قطع الصمت بقوله الخبيث
- كم انتِ جميلة، اتشوق لرؤية عينيكِ لذا...
تحركت بعنف محاولة التخلص من ما يقيدها بجانب هتفافها الشرس.

- فك قيودي لأصفعك أيها الوغد، آآآه
تأوهت حين طبق على فكها بكفه بقسوة، اقترب من وجهها و همس بخشونة
- كم انتِ شرسة يا عزيزتي و طويلة اللسان، و لكن هذا قد يعجل في رغبتي في قتلك، لذا احذري
- فاليعجل لا يهمني
صرخت به بغضب و عناد، فرفع زاوية فمه بإستمتاع و قال بخبث
- أو قد يجعلني أفعل أشياء أخرى.

انهى جملته و فك ربطة القماش عن عينيها و ابعدها، رمشت نيروز بجفونها أكثر من مرة لتتضح رؤيتها لما حولها، حدقت به للحظات و لحدقتيه التي تحدق بها ايضا لكن بطريقة غريبة، اعادت رأسها للخلف بخوف و حذر فلا شيء يظهر من وجهه إلا عينيه السوداء و حواجبه الكثيفة الذي رفعها، اعتدل في وقفته و قال بهدوء
- هل تريدين ان تعلمين من وراء خطفك!، حان
الوقت الآن.

ثم صفق مرتين ليدخل أحد الرجال و كان لا يظهر من وجهه إلا عينيه و حواجبه مثل هذا الذي امامها، كان ممسك بحاسوب، و حين وصل امامها جعل الشاشة مقابلة لها لترى الفيديو الذي قام بتشغيله و الذي اظهر وجه سارة التي كانت تحمل رسالة لنيروز في هذا الفيديو.
- كيف حالكِ يا عزيزتي، من المؤكد انكِ مصدومة الآن لرؤيتي، هل كنتِ تعتقدين اني كنت اهددك لإخافتك فقط!، منذ زمن و انتِ غبية
و ضحكت ثم اردفت بلهجة متهكمة.

- هل انتِ خائفة!، هل ترتجفين!، لا تخافي لن اجعلهم يقتلوكِ اليوم
ارتشفت القليل من قدح القوة التي كانت تمسك به ثم تابعت
- هل تريدين ان تعلمي ما هي نواياي؟، سأخبركِ بأهمهم، سأحصل على عمار، و انتِ!، انتِ ستصبحين تحت التراب، لا تقلقي بشأن طريقة قتلي لكِ، فأنا لن اقتلكِ، انا سأهيأ الأجواء فقط لحدوث هذا
و قهقهت مرة أخرى قبل ان تلوح لها بكفها مودعة اياها.

انطفأت الشاشة لتعلن عن انتهاء الفيديو، زاغت نيروز بعينيها بتشتت و هي تتنفس بسرعة، ثم صرخت بهستيريا و هي تشعر بالقهر
- انكِ مجنونة، مجنونة، تبا لك تبااا
وجدت من يصفعها بقوة لتسقط بكرسيها على الأرض، فبكت.

أصبح عمار في الفيلا، في غرفته و امامه
ميساء و غادة، كانتا قلقتين عليه جدا، فلم يكن يتحدث معهم فهم يتحدثون إليه و هو كأنه في عالم آخر.
جلست غادة بجانبه و اخذت تربت على ظهره بحنان و هي تقول له بصوت دافئ محاولة التخفيف عنه
- سيجدونها يا عزيزي، لا تقلق، ستعود لنا نيروز سالمة.

وجدت دموعه تسيل على وجنتيه ببطء ثم اخذت تتزايد مع ارتفاع صوت بكاءه، دهشت غادة لوهلة و لم تعرف كيف تتصرف ثم ضمته لها و قد امتلأت مقلتيه بالدموع، و بعد رؤية ميساء لهذا لم تستطع التماسك فبكت هي أيضا.
- إذ حدث لها شيء سأموت يا أمي، لن استطع ان اعيش في هذه الحياة دون علمي بأن خطواتها مازالت تدق هذه الأرض، إذ ذهبت للأبد سأذهب.

معها، سأفعل ما بوسعي لأعيدها، سأقتل سارة إذ تطلب الأمر، انا لن اتخلى عن نيروز، لن استسلم بهذه السهولة
لم تعرف غادة ماذا تقول، لذا تنهدت بألم و همست له
- ستجدها، ستكون بجانب قريباً.

أشرقت شمس يوم جديد دون أن يتذوق احدهم طعم النوم أو الراحة، و دون أن تجف دموعهم، و دون أن يكف رجال الشرطة و صفوان و زملائه عن البحث لكن دون جدوى.
تعالى رنين هاتف صفوان للمرة الألف و لكنه لا يجيب على والدته و اسماء الذي يعرف انهم هما الذين يتصلون به، فماذا سيقول لهم!، إنه لم يجدها للآن!، ستزداد حالتهم سوءاً.

بينما في ناحية أخرى غادر عمار الفيلا ليتجه للمقر الذي به الآن رجال الشرطة و لكنه غير وجهته و اتصل بالمفوض ليخبره ب
- سأذهب لسارة في المستشفى، سأجعلها تتحدث عنوة، انا لن انتظر أكثر
- اين انت الان؟
- في الطريق لها
- حسنا ارسل لي العنوان، سأتي معك لأستجوابها، انا و لست انت
ركز المفوض على جملته الأخيرة و هو يقولها، فوافق عمار و لكنه اشترط
- لكن إذ لم تعترف سأتدخل انا، و لن تمنعني.

- ارسل لي اسم المستشفى و العنوان و سأنتظرك في الأسفل.

فتحت نيروز عينيها بصعوبة و بطء أمام الضوء المسلط على وجهها و قد ادركت لاحقا انه ضوء الشمس، جالت بنظراتها حولها و تساءلت، اين هي؟، لم تكن في هذه الغرفة بالأمس حسب تذكرها، بل المكان بأكمله مختلف؟!، بل ماذا حدث لها؟، كيف لا تتذكر شيء بعد أن صفعها ذلك الوغد!، هل فقدت وعيها بعد بكاء مرير أم انهم وضعوا لها شيء في الماء الذين سقوها به!

اعتدلت بإستنادها على كفيها، و شعرت بألم قوي في رأسها فتأوهت، ثم اخرجت صوتها
- اين انا؟، اين انت...
لم تكمل لملاحظتها أن قيودها قد حرروها منها، فدب بداخلها الأمل و نهضت، لكن ألم رأسها جعلها تقف للحظات تدلكها بحذر، إتجهت للباب المعدني و بحثت بنظراتها عن قبضته لتفتحه لكنها لم تجد، فضربت على الباب بكفها أثناء
هتافها
- هل هناك احد؟، ساعدوني، اخرجوني من هنا
أتاها صوت من خلف الباب
- لا أحد سيساعدكِ، لذا اصمتي.

خاب أملها و انطفئ، فللحظات اعتقدت انهم تركوها هنا بمفردها تلقى حتفها و هذا كان أفضل بالنسبة لها، تراجعت للخلف و هي تشعر بالخيبة و الاختناق، توقفت في منتصف هذا الإتساع الذي من حولها و نظرت للأعلى حيث النافذة الصغيرة التي تنفذ منها أشعة الشمس الدافئة و امتلأت مقلتيها بالدموع و هي تتمتم بفتور و ألم
- اين انت يا عمار!

خرجت عائشة إلى الخارج بخطوات متسارعة، صعدت السيارة و أمرت السائق بأن يغادر و
يذهب بها للعنوان التي ستخبره به، ذهل السائق و لم يعرف كيف يتصرف، فهل يغادر بها هكذا بكل بساطة أم يجب أن يخبر سيدته أولا!، صرخت به عائشة بشيء من العنف حين وجدته حائر و لم يتحرك
- لماذا لم تتحرك!، هيا تحرك
اضطرب قليلا، نظر لها بتردد و أخبرها
- يجب أن أعلم السيدة صفا قبل ان اخذك إلى المكان الذي تريدينه.

- حسنا أخبرها، لكن هيا تحرك، و إلا سأترجل و اوقف سيارة أجرة و هكذا انتم لا تضمنون عودتي
فكر السائق سريعا بقولها ثم اومأ برأسه و هو يتمتم
- حسنا، سأتحرك
بعد طريق طويل استغرق ساعة و نصف،
ترجلت عائشة من السيارة و طلبت من السائق أن ينتظرها ثم اختفت عبر الممر القصير الضيق الذي يؤدي لمنزل صغير، طرقت على الباب الخشبي القديم عدة مرات إلى أن أتاها صوت امرأة
- من الطارق؟
- عائشة يا ريهام.

ساد الصمت و انتظرت عائشة دقيقة كاملة إلى أن استجابت ريهام و فتحت الباب
- عائشة!، ماذا تفعلين هنا؟
- اريد مساعدتك، بل مساعدة زوجك
- زوجي!، ماذا تريدن منه!
ظهر الخوف على ملامح ريهام و هي تقول قولها السابق، فريهام قد كانت تعمل مع عائشة في الحانة ثم تركتها بعد ان تزوجت بل بيعت لزوجها و الذي كان معروف بأنه مجرم و يعرف
جميع من لهم في الأعمال الغير قانونية.
- هل هو موجود؟

سألت عائشة بعجلة، فزاغت نظرات ريهام بتوتر و حيرة، فطمأنتها عائشة بقولها
- انا أريده أن يساعدني في أمر خطير، ارجوكِ إذ هو في الداخل اتركيني أقابله، و لكم المقابل
ظلت ريهام صامتة لوهلة، ثم غمغمت و هي تتيح لعائشة الطريق لتدخل المنزل.

دخل المفوض للغرفة الذي يحتجزون فيها سارة و ظل عمار منتظرا في الخارج بناء على أوامر المفوض.
كانت سارة جالسة على كرسي تنظر للطرق من خلف زجاج النافذة الكبيرة، شعرت بدخول شخص و رأته من صورته المنعكسة على
الزجاج لكنها لم تلتفت، و لم تستجب حين نادى عليها، فاضطر المفوض إلى أن يقترب و يضع كفه على كتفها فمثلت هي الفزع حيث انتفضت من مكانها و هي تحدق به بذعر بعينين متسعتين، حاول الأخير مطمأنتها.

- اهدئي، انا لست شخص سيء
ارتاح المفوض حين رأى اثر كلماته عليها، عادت سارة لتجلس على مقعدها بهدوء، فأردف المفوض
- انا هنا للتحدث معكِ فقط، فهل تستطيعين أن تجاوبي على اسألتي؟
- من انت؟
أتاه سؤالها و هي تدير رقبتها لتنظر له من الاسفل، إبتسم بلطف ليكسب ثقتها و قال
- انا شخص يحتاج مساعدتك
- ما هي الأسئلة الذي تريد أن اجاوب عليها؟
أحضر المفوض كرسي و وضعه امامها ثم جلس، قال بهدوء.

- لقد اخبرني الطبيب الذي يشرف على حالتك أن عقلك سليم و تستطيعين أن تتذكري كل شخص مر في حياتك و كل موقف و كل لحظة قضيتيها، و انكِ ايضا تستطيعين أن تجاوبني عن هذا...
صمت لوهلة قبل ان يتابع ببطء
- نيروز، هل تعرفين اين هي؟
راقبها بحدقتيه بعناية و لم يجد أي تعبير ظاهر على ملامحها، و قد طال انتظاره، فأمسك بيدها فقد لاحظ انها شردت، و اعاد السؤال عليها مرة أخرى، فأجابته
- نعم أعرفها.

- جيد، إذا هل تعرفني اين هي؟
- لماذا تسألني عنها!
صمت المفوض لثواني، ثم اجاب
- لقد أختطفت و لا أحد يعلم اين هي
فوجئ المفوض حين وجدها تبكي فجأة، سألها
- ماذا هناك؟، لماذا تبكين فجأة؟
زادت من بكاءها الزائف و اجابته بحروف متقطعة
- عليها، فكيف هم اختطفهوا!، إنها طيبة و جميلة و لا تستحق ما حدث لها
تضاربت الأفكار داخل عقل المفوض و أصابته الحيرة، فما يراه الآن متناقض تماما مع الإتهام الذي ينطق به عمار.

- اريد ان ارتاح
نهضت سارة وهي تقولها، فنهض المفوض و تمتم
- حسنا
إتجهت سارة للفراش و استلقت عليه و هي
مازالت تبكي، القى عليها المفوض نظرة سريعة قبل ان يغادر.
هرع عمار للمفوض فور رؤيته يخرج من الغرفة و سأله بلهفة
- هل اعترفت؟، هل قالت اين نيروز؟
نظر له المفوض بجدية و قال
- يبدو أن أتهامك خاطئ
- ماذا تقصد؟!

قص عليه المفوض ما حدث، ظل عمار صامتا لبرهه ثم أصبح يقهقه، دام على هذه الحالة دقيقة كاملة قبل ان تزول و يصرخ بغضب
- إنها ممثلة بارعة، كيف تصدقها؟!، سأجعلها تتحدث
اندفع عمار للغرفة و دخلها بعنف، لحق به المفوض سريعا ليوقفه، جال عمار سريعا بنظراته في ارجاء الغرفة فوجدها جالسة تنظر
له فتقدم منها و جذبها من شعرها غير مبالي بما قد يحدث له لاحقا، صرخ بها بهستيريا
- اين هي؟، سأقتلك إذ لم تخبريني، اين نيروز؟

حاول المفوض ابعاده عنها لكنه فشل، فأسرع لينادي احدهم، بينما ترك عمار شعر سارة ليخنقها بدلا عن ذلك، وجدها تبتسم له بطريقتها المستفزة أثناء نطقها بجملتها
- لقد قلت لك اني سأنتظر زيارتك، و انت لم تتأخر علي
ثم همست بصعوبة لأن انفاسها انقطعت
- لن اخبرك عن مكانها حتى أن قتلتني.

ثم نظرت إتجاة الباب حين عاد المفوض و معه اثنين من الذين يعملون في المستشفى، فمثلت سارة البكاء جانب محاولتها البائسة في إبعاده عنها، تدخل المفوض و الرجلين و بسهولة هذه المرة ابعدوه عنها، صرخ المفوض بعمار
- ما الذي تفعله!، هذا خاطئ، هذه جريمة
- انها تمثل، إنها تعرف مكان نيروز، إنها تعرفه لكنها لا تريد أن تخبرني به.

اخذ عمار يصرخ بكلماته تلك بهستيريا و انفاسه تتلاحق، ظل المفوض ينظر له لبرهه فهو متفهم لرد فعل عمار، وضع كفه على كتف الأخير و قال بهدوء و لهجة يستطيع أن يفهمها و يستوعبها الذي امامه
- حتى و إن كانت تعرف مكانها، ليس بهذه الطريقة الذي فعلتها انت ستجعلها تخبرك، يجب أن نتصرف بعلاقنية قليلاً
و لم يجدي معه نفع، بل كأن عمار لم يستمع له، أكمل صريخة بتوتر و ريبة.

- يجب ألا نتأخر في ايجادها، قد يفعلون بها شيء، لذا سأجعلها تقر بكل شيء هذه الحقيرة
و كاد أن يندفع عليها عمار مرة أخرى، لكن
المفوض منعه و سحبه للخارج بقوة.

قابلت عائشة زوج ريهام، و قصت عليه أمر اختطاف نيروز و طلبت منه...
- اريد مساعدتك في ايجادها، في معرفة الرجال الذين اختطفوها و كانوا خلف اختفاءها
هز الرجل رأسه و قال مشترطا
- سأحصل على مئة ألف على هذا الأمر
- لك ما تريد
وافقت دون تردد، فأخذ الرجل يسألها ليستفسر
- هل تعرفين مع من يعملون الخاطفين؟، و اخبريني بالتوقيت الصحيح الذي اختفت فيه التي اختطفت و المكان إذ كان هناك شهود.

- ليس لي إجابة على كل هذا، لكن سأتحدث مع احدهم بالتأكيد هو يعرف هذه التفاصيل، اسمح
لي
ثم نهضت و ابتعدت عنهم لتتصل بصفوان، لكنه لم يجيب فأخذت تتصل بلا توقف إلى أن اجاب، و قد كان رده عنيفا غاضبا
- مادمت لا اجيب فهذا يعني أن لا جديد، فلماذا تتصلون؟
شعرت عائشة بالإحراج، و اعتذرت
- اسفة لأتصالي بك، لكن هناك أمر طارئ
- عائشة!
همس بإستغراب، بينما تابعت عائشة
- هل تستطيع أن تأتي لي؟، ام اتي لك؟

لم تتلقى رد منه، فأسرعت لتوضح
- انه ليس أمر يخصنا نحن، بل يتعلق بأختك
- اختي!، نيروز!
- نعم، فأنا لدي شخص يستطيع أن يساعدك في إيجادها
- كيف هذا؟
- سأخبرك حين نتقابل
صمت لوهلة ثم قال
- اين انتِ؟
أعطته العنوان، و أنهى المكالمة بعدها بقوله
- سأكون عندك قريباً.

أوصل المفوض عمار امام الفيلا و كان الأخير معترض على ذلك، لكن كان المفوض مصر على ذلك، قال في النهاية بنفاذ صبر
- انت لن تأتي معي لمكان، انا سأذهب لأرى عملي لأقوم به بأكمل وجه و انت ستبقى هنا، و إذا حدث شيء سأخبرك سريعا
تابع المفوض و هو ينظر امامه
- هيا اذهب و خذ قسطا من الراحة
ترجل عمار بغضب من السيارة و صفق الباب بقوة، نظر للمفوض من خلف زجاج نافذة السيارة و قال بإستنكار و لهجة حادة.

- هل تحسب اني سأظل جالساً مكتوف اليدين!
هدده المفوض بطريقة غير مباشرة
- هل أحضر رجالي يمنعوك من الخروج!
رفع عمار زاوية فمه بلامبالاة ثم تركه و دخل للفيلا.

لم يشعر صفوان بالراحة في حديثه مع هذا الرجل المريب الذي احضرته عائشة، انتهى من اعطاءه التفاصيل الصغيرة الخاصة بأمر خطف نيروز، و أستعد المغادرة، إتجه لسيارته و قبل أن يفتح بابها التفت لعائشة و سألها
- هل انتِ واثقة من هذا الرجل؟
- انه يستطيع أن يجد اختك خلال يومين كما قال، لذا لا تقلق و ثق به
هز صفوان رأسه ثم اردف بتردد
- ماذا ستفعلين الان؟
- سأعود للمنزل
اجابته بهدوء، فعرض
- حسنا، هيا لأوصلك.

- لا داعي لهذا، السائق معي
هز رأسه بالإيماء و هو يغمغم، فأضافت هي بإهتمام
- يبدو عليك التعب و الإرهاق، حاول أن تأخذ قسطا من الراحة
- لا وقت للراحة، يجب أن اجدها
- ستجدها بإذن الله في اقرب وقت
باسم بفتور، ثم تمتم
- سأغادر الأن
اومأت برأسها و هي تمنحه إبتسامة صغيرة، ثم لوحت له بكفها و هو يغادر بسيارته.

هرعت كلا من غادة و ميساء لغرفة مكتب عمار حين سمعوا ضجيج داخله، فور دخولهم للغرفة وقفوا لوهلة ينظرون لعمار الذي كان يحطم الزجاج و يلقي بأي شيء تلتقطها يده، اسرعت ميساء إليه حين رأت يده تنزف و منعته من أن يحطم أو يلقي بشيء آخر، اسرعت غادة تساعدها في ذلك حين كان يقاومهما.

كان عمار غاضب، يائس، حزين، فلم يجد شيء يفرغ به غضبه إلا هذا الذي يفعله، يريد أن يحطم كل شيء لعل النيران التي بداخله تهدأ فشعوره بالعجز من القدرة على ايجادها و عدم قدرته سابقا على حمايتها تجعله يحترق من
الداخل و يتألم.
ترك آخر ما بيده دون أن يلقي به ثم سقط على الأرض، صرخت ميساء بفزع و جثت على ركبتيها كما فعلت غادة، و ساندوه، اخذت الأخيرة تبكي و هي تقول بنبرة قلقة.

- انك تخيفنا عليك، انت هكذا تؤذي نفسك، هل اخذت دواءك؟
لم تنتظر غادة رده فهي تعلم أنه غادر صباحا سريعا دون أن يتناول شيء حتى، فأمرت غادة ميساء بأن تحضره، فأسرعت الأخيرة لتفعل ذلك في حين اكملت غادة حديثها لعمار محاولة أن تعطيه طاقة، أن تزرع بداخله العزم حتى يستطيع أن يتماسك و ينهض مرة أخرى.
- هل تعتقد بإهمالك لنفسك و بهذا الذي تفعله ستجعل نيروز سعيدة!، هل هكذا ستستطيع أن تنقذها!، هل تعتقد هذا؟!

حرك رأسه بالرفض و هو يطبق جفونه و يبكي، ملست غادة عل شعر ابنها بحنان و هي تضمه، حاولت التماسك و هي تتابع بصوتها الباكي
- مادمت تعلم ذلك يجب أن تحارب حالتك، أعلم انك حزين، انك تتألم، انك تكاد تجن في كل لحظة تمر و انت مازالت في مكانك و لم تجدها، لكن يجب أن تأخذ كل هذا على إتجاه آخر، ضع مشاعرك بعيدا لتستطيع أن تتحرك
اتت ميساء و هي تلهث، اعطت غادة الدواء و كوب الماء لتشربه لعمار.

ظلت عملية البحث مستمرة إلى مساء اليوم التالي، و أحوال الجميع كما هي بل ازدادت سوءاً.
في فيلا صفا
كانت عائشة جالسة مع صفا، تعالى رنين هاتف
عائشة برقم ريهام، فأجابت بلهفة
- ريهام!، مرحبا
- مرحبا، زوجي يريد التحدث معكِ
- حسنا
سمعت صوته بعد ثواني، فسألته مباشرةً
- هل هناك جديد بالامر؟
- نعم لهذا احدثك، لقد عرفت اسم العصابة الذين أخذوها و هم اين الآن
- حقا!، إذا اخبرني لأخبر صفوان و رجال الشرطة
قال بوقاحة.

- لكن سيزيد اجري، فأنا قد عثرت عليهم خلال يوم و نصف
اجابت بعجلة و هي تلتقط ورقة و قلم
- لك ما تشاء، اعطني التفاصيل.

اوقف عمار سيارته أمام مستشفى الأمراض العقلية و ترجل، إتجه لموظفي الاستقبال و طلب زيارة سارة لكنهم رفضوا في البداية بسبب ما سببه من ضجة في المرة الماضية، و لكن بعد إلحاح من عمار وافقوا و سمحوا له بزيارتها لمدة قصيرة.
- ها قد أتيت لرؤيتي للمرة الثانية.

قالتها سارة بتهكم فور دخول عمار للغرفة، كور الأخير قبضته و ضغط عليها ليتماسك، لا يريد أن يفقد صوابه عليها و يتصرف بطريقة خاطئة، اليوم اتى ليحصل على ما يريد لذا لا يجب عليه أن يتصرف بحماقة و يجب عليه أن يتحمل.
تقدم للداخل و جلس على الأركية المقابلة لفراشها التي تجلس عليه هي، تنفس بعمق قبل ان يقول بجدية
- ما المقابل الذي تريدينه من أجل تحرير نيروز؟
- اريدك انت، لكن هذا ليس مقابل.

- هذا يعني انكِ لا تنوين...
قاطعته قبل ان يكمل و اكملت عنه
- نعم، لا انوي الإفراج عنها
- لماذا؟، ماذا فعلت هي لكِ لتكوني سقيمة الصدر عليها هكذا؟
- هكذا، انا أكرهها و لا أحبها و أريد أن امحيها عن وجه الأرض حتى لا تخرب خططي كما فعلت بعودتها سابقاً.

كان كل حرف يخرج من بين شفتي سارة يظهر مدى كرهها و بغضها على نيروز، كان عمار يريد أن يصرخ بها و يوجه لها نفس الكلام و يظهر لها كرهه لها، لكنه صمت، و طال الصمت لثواني إلى أن قطعه بقوله الذي يحاول
أن يستعطفها به أثناء نهوضه و اقترابه منها
- انتِ تريدين ان نعود كالسابق، حسنا لنعد لكن اتركي نيروز، سأجعلها بعيدة عنا بطريقتي
رفعت حاجبيها بسخرية و هي تستنكر
- هل أصدقك!، انت لن تتركها إذ حررتها انا
قال سريعا.

- و هل تعتقدين اني سأكون بحال أفضل إذ اختفت نيروز من حياتي و قتلتيها!، هكذا انا لن استطع ان أتقبلك حتى
فكرت في قوله للحظات و هي تجول بنظراتها، بينما جلس امامها، عادت لتنظر له، قالت بأسف و لهجة ساخرة
- كلامك لم يقنعني للأسف
تعالى رنين هاتف عمار، أخرجه من جيبه و نهض ليجيب على إتصال صفوان
- اين انت يا عمار؟، نحن في طريقنا لمكان
نيروز
- هل وجدوها؟
سأله عمار بلهفة، فأجاب صفوان.

- نعم، لقد علمت مكانها و نحن متجهين لهناك و معنا رجال الشرطة
إبتسم عمار بسعادة و هو يقول بعجلة
- حسنا، انا اتى حالا
ابعد الهاتف عن اذنه و هو يلتفت لسارة، تنهد براحة قبل ان يقول بإنتصار
- هذه اخر زيارة لي لكِ هنا، المرة القادمة سأتي لزيارتك و انتِ خلف القضبان، و ستكون نيروز معي
اعتدلت سارة سريعا في جلستها و اضاقت عينيها و هي تسأله ببطء
- ماذا تقصد؟
- لقد علمنا مكان نيروز.

أصبح رجال الشرطة و عمار و صفوان و زملائه أمام المكان الذي توجد به نيروز، كان رجال الشرطة موزعون في أرجاء المكان و قد كانوا حذرين.
- المكان محاصر، الأفضل لكم أن تخرجوا و انتم معلنون استسلامكم حتى لا يتأذى احد
كرر هذا القول المفوض عبر مكبر الصوت، و لكن لا يوجد استجابة، تقدم الأخير بحذر للبوابة و خلفه رجلين شرطة مسلحين.

تعالى رنين هاتف صفوان في جيبه فأخرجه و اجاب، سمع صوت عائشة و هي تحذره بخوف و عجلة
- لا أحد يفتح البوابة، فهناك فخ لكم، ستقتلونها
نظر عمار لصفوان بصدمة فقد كان صوت
عائشة مرتفع فسمع عمار ايضا قول عائشة، تسارعت أنفاس و ضربات قلب صفوان و هو يرفع بصره لينظر للمفوض الذي وضع كفه على قبضة البوابة الحديدية، صرخ و هو يهرع لهم و خلفه عمار
- لا تفتحه، هناك فخ، لا تفتحه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة