قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنتي وعذابي الجزء الثاني للكاتبة منى الأسيوطي الفصل العاشر

رواية لعنتي وعذابي الجزء الثاني للكاتبة منى الأسيوطي الفصل العاشر

رواية لعنتي وعذابي الجزء الثاني للكاتبة منى الأسيوطي الفصل العاشر

شقة أسر، صباحا...
استيقظ أسر في الصباح الباكر وبدأ الاستعداد للذهاب للعمل، لتضرب انفة رائحة القهوة اللذيذة التي تحملها سما، التي دلفت للتو والبسمة تزين ثغرها قائلة...
سما. صباح الخير
أسر. صباح النور يا روحى
لينهى حديثة وهو يلتقط الفنجان من يدها ويتفحص ما ترتدية من اجل الذهاب للعمل برفقتة لتقول حين لاحظت نظراتة.
سما. مالك! بتبصلى كده ليه؟
أسر. انتى هتنزلى كده!
سما بتوتر. م مالى؟ هدومى وحشة؟

لينظر مرة أخرى ملابسها بتقيم، وكانت عبارة عن تنورة جلدية باللون الأسود تصل لفوق ركبتيها بقليل وبلوزة حمراء اللون واسفلها تيشرت اسود وترفع شعرها على هيئة ذيل حصان وتضع القليل من مساحيق التجميل، ليقول أسر مرة أخرى.
أسر. سما غيرى الهدوم دى
سما. كده هنتاخر و...
أسر بحدة. يتحرق الوقت على الشغل مستحيل تنزلى كده
سما. طب اهدى طيب. حاضر هغير، بس وطى صوتك عشان انا بتوتر
أسر. هوطى صوتى لما تقلعى المسخرة دى.

سما بدهشة. مسخرة!

منزل الديب صباحا.
بعد رحيل الجميع للعمل وتبقت النساء بالمنزل وانضمت حورية لهم بعد رحيل أبنائها وزوجها للعمل. ليجلسوا جميعا يحتسون الشاى سويا ويتحدثون من اجل زفاف أبنائهم لتقول اريج.
أريج، اللى هما يقولو علية يا حورية
حورية. يعنى اى يا أريج بقولك الواد بيقولى مش عايز فرح
سناء. يالهوووى هيتجوزو على الساكت كده
مها. ليه هو احنا عندنا حاجة وحشة. لازم نعمل فرح.

أريج. يا طنط انا مقدرش اتدخل اللى رويدا تقول علية هيتنفذ. دا قرارها هى
اسيل. قرار اى يا أريج. البنت لازم يتعملها فرح
أريج. طيب لما الياس والولاد يرجعو نبقى نشوف الموضوع دا
حورية. ماشى.

فى شركة الفتايات...
الكل يعمل على قدم وساق من اجل ذلك المشروع الكبير وتجلس ريم برفقة روايدا وعائشة من اجل التحدث في شئون العمل...
ريم. خلاص فهمت، هروح دلوقتى واتفق معاهم
روايدا. تمام. وكل حاجة تمام
عائشة. خلاص بكرة هنروح الموقع ونشوف اى اللى ناقص
ريم. كلنا هنروح. احنا كتير. ممكن اتنين مننا يروحو والباقى يباشر الشغل من هنا
عائشة. خلاص ماشى. انتو كنتو بتشتغلو في اى.

ريم. في كل حاجة. حتى كان لينا مستشفى عشان إسلام دكتور وبابا كان بيشتغل في كل المجالات كان عندنا مدارس وشركات معمار وديكور و حتى الفاشون وصناعة الاحذية كل اللى يخطر على بالك
عائشة. احم. هو إسلام مسافر امتى؟
ريم. أعتقد النهاردة بالليل، مش متأكدة
عائشة. يوصل بالسلامة
روايدا. هي سما كل دا مجتش
عائشة. انا مشوفتهاش. رنى عليها.

لتمسك روايدا هاتفها النقال وتجرى اتصالا هاتفيا بسما التي أجابت بعد ثوانى معدودة قائلة بأقتضاب.
روايدا. اى يابنتى فينك
سما. في الشركة الأم
روايدا. اى دا. ازاى!
سما. بعدين ياروايدا
روايدا. طيب خلاص، بس شكلك متضايق
سما. انا هطق سيبينى دلوقت لما أشوفك
روايدا. طيب يا حبيبتى. سلام
سما. سلام
لتنهى الاتصال وتغلق الهاتف وتنظر لعائشة التي قالت لها.
عائشة. ها. فينها؟
روايدا. في الشركة الأم مع أسر.

عائشة. اى دا هي لحقت تشتغل هنا عشان تروح الشركة الأم
ريم. يمكن عشان انا هنا هي مشيت
روايدا. لاء شكل كده في حاجة حصلت. لما نشوفها بالليل نبقى نعرف. يلا روحو شغلكم
عائشة. تمام
ريم. اوك.

شركة الديب...
حيث يتواجد أسر وسما.
مكتب أسر.
يجلس أسر على مكتبة يباشر عملة ويحاول كتم ضحكاتة وتحاشى النظر لسما التي تجلس على الأريكة امامة بتذمر وغضب لتقول بعد عدة دقائق.
سما. انا هفضل مرزوعة كده
أسر. هتقعدى معايا لحد ما المكتب بتاعك يجهز
سما. ولحد بقى ما المكتب يخلص هعمل اى؟
أسر ببسمة. تقعدى قدامى واتفرج عليكى
سما. ليه هو انا فرجة؟
أسر. احلى فرجة شوفتها في حياتى
سما بحدة. اااااسر
أسر. عيونه
سما. يوووة.

أسر. انتى متعصبة ليه دلوقت!
سما. لا هو انت بتعمل حاجة تعصب مش كفاية ملبسنى على كيفك لا كمان مقعدنى كده ولا شغلة ولا مشغلة كان مالها قاعدة البيت
أسر. طبعا لازم تلبسى على كيفى مش انا جوزك ولازم تسمعى كلامى ولا اى؟
لتدير وجهها للجهة الأخرى ولا تجيب علية لينهض من على كرسية ويتجة صوبها ليمسك يدها ويوقفها قائلا...
أسر. قمرى زعلان ليه دلوقت!
سما. بقولك اى سبنى في حالى.

أسر. مالو حالك. وبعدين حالك هو حالى. انتى حياتى ياسما انا بحبك اوووى و...
ليقطع حديثة حين استمع لصوت والدة الذي دلف للتو دون استأذان قائلا...
الياس. بتعمل اى ياض؟
لتنتفض سما وتبتعد عن أسر والخجل يسيطر عليها ليقول أسر
أسر. عملت اى. انا بتكلم معاها، اصلها زعلانة
الياس. مزعلها ليه! مالك ياسما؟
سما بتوتر، م مفيش يا اونكل
أسر. في اى يا بابا؟

الياس. شركة مهران حددت ميعاد النهاردة وابن سالم مهران هيجى يقابلك عشان محتاجين الأرض اللى جنب المنتجع بتاعهم، عايزك تتفق معاهم وتشترى الأرض دى
أسر. حاضر يابابا
الياس بغمزة. وصالح مراتك يا زفت انت
لينفجر أسر ضاحكا حين فهم مقصد والدة الذي خرج من الغرفة وهو يتمتم ببعض الكلمات قائلا.
الياس. الواد دا حمار معرفش طالع لمين. اكيد مش ليا.

فى مكان ما. يجلس ذلك الشخص المجهول يتحدث مع أحد اصدقائة عبر الهاتف قائلا.
المجهول. اشوفها مرة واحدة بس. هتجنن عليها
صديقة. طب وبعد ما تشوفها. ما انت عارف انها اتجوزت من أسر الديب
المجهول. دااللى قاهرنى، انا بحبها اووى، وكان نفسى أكون انا جوزها مش أسر
صديقة. انسى يا صاحبى، عشان تعرف تعيش
المجهول. وهو انا من غيرها عايش اصلا.

بعد مرور ثلاث ساعات. شركة الديب...
بعد ان انتقلت سما لمكتبها وبدأت العمل الذي كلفها به أسر وانتهت منة بعد ساعتين لتمسك الملفات وتقوم بحملها متجه لمكتب أسر لتستوقفها رنا السكرتيرة قائلة.
رنا. آنسة سما. أسر بية معاة ضيف جوة
سما. طب وفيها اى! انا داخلاله
رنا. انا اسفة بس هو طلب منى ان محدش يدخل علية
سما بحدة. وأنا مش اى حد. انا سما الديب. اوعى من قدامى.

لتدفعها سما بخفة وتبعدها عن طريقها وتدفع باب المكتب دون استأذان قائلة.
سما. أسر انت قايل ل، كمال!
ليتجمد الحديث بفمها ولا تستطيع الحديث وهي ترى الشرر يتطاير من عين أسر بسبب دلوفها بتلك الطريقة وذلك العاشق القديم الذي عاد بعد مرور ثلاث سنوات من افتراقهما لتقول بتوتر.
سما. احم. ا ازيك يا استاذ كمال
كمال ببسمة. كويس جدا. اخبارك اى يا سما
سما. مدام سما يا استاذ كمال. خير اى سبب الزيارة.

أسر. الأستاذ كمال طلع ابن سالم مهران
سما بدهشة، بجد!
أسر بحدة. خير. عايزة اى؟
سما. الملفات اللى...
كمال مقاطعا. اتجوزتى امتى يا سما؟
سما. مكتوب كتابى على أسر الديب والفرح كمان شهرين ياريت تنورنا
كمال. اكيد لو في مصر هنورك
سما. اممممممم ماانت بتحب السفر
كمال. اه جدا. والله انا المفروض ماكونش هنا بس بابا تعبان وعشان كده انا بباشر الشغل مكانة
سما. الف سلامة علية. ها يا أسر هتشوف الملفات دلوقت ولا اجى بعدين.

لينهض كمال قائلا. لالا بعدين اى تعالى انا وأسر بية اتفقنا على كل حاجة خلاص
يلتفت لأسر مكمل حديثة قائلا...
كمال. نتقابل بعد يومين ونمضى العقود يا أسر ليه
أسر بإقتضاب. نورت
كمال. شكرا. فرصة سعيدة. بعد اذنكم
لينهى كمال حديثة ويتجة للخارج وتلك البسمة الماكرة تعلو شفتية لينتظر أسر خروج كمال ليتحدث قائلا.
أسر. أظن أنى منبة على رنا محدش يدخل عليا
سما. هو انا اى حد!
ليقترب منها ويقبض على ساعدها قائلا.

أسر. انتى بالذات مكنتش عايزك تيجى دلوقت. انتى اى اللى جابك. طبعا اكيد عرفتى ان الزفت دا هنا وجاية تطمنى علية. اى وحشك اووى كده
سما. أنت واعى للى انت بتقولة
أسر بصوت مرتفع. اتكلمى معايا عدل بد ما عدلك
سما. بطل تزعقلى وإياك تتكلم معايا كده. فاهم
أسر. لا مش فاهم يا سما هانم، واضح انى اتساهلت معاكى كتير انتى محتاجة تتربى.
ليقطع لحظاتهم صراخ الياس بإسم ابنة قائلا.
الياس. اااااسر.

ليلتفت ذلك الثنائى على أثر الصوت ليجدو خلفهم كل من الياس وعبيدة وسراج واسلام وسيف ومازن وزين الذين حضرو على أثر صوتهم المرتفع ليقول عبيدة...
عبيدة. في اى!
سما. مفيش
أسر. لاء فيه وهترجعى تقعدى تانى في البيت
سما. انا مش لعبة في إيدك حبة تقولى انزلى الشغل وحبة تقولى ترجعى تقعدى في البيت. انا مش تحت رحمتك فاااهم
أسر بحدة. وطى صوتك احسن لك وانتى بتتكلمى معايا
سما بصراخ. بطل تؤمرنى بقى.

لتصرخ سما عاليا حين رفع أسر يدة كى يصفعها لتضع يدها سريعا على وجهها كحركة تلقائية لحماية وجهها ولكن مهلا لم يصيبها شئ ولكنها تقسم انها استمعت لصوت تلك الصفعة لتفتح عيونها ببطء لتجد إسلام يقف أمامها ومن الواضح أنه تلقى تلك الصفعة عنها وصمت رهيب عم المكان لتنظر للجميع ودموعها حبيسة بين جفونها لتنقل نظرها لأسر الذي يقف مصدوم من فعلته وكيف له ان يحاول صفعها ليقطع لحظاتهم حديث سما حين قالت بثبات وهدوء.

سما. طلقني
تلك الكلمة الصغيرة التي اخرجتها من بين شفتيها والقتها على مسامع الجميع لتصيبهم بالصدمة ولكنها أصابت أسر في لب قلبةوقبل ان يتحدث كانت رحلت من امامة وتركت المكان لتهرول لسيارتها بالأسفل وتستقلها سريعا وتبتعد عن الشركة بأكملها، أما في داخل الشركة مازال الوضع كما هو ليقطع صمتهم زين حين قال.
زين. أسر اى حصل لكل دا
أسر بصدمة. هي قالت طلقنى!

سراج بحدة. بص يابنى انا صحيح مبقاليش شهرين عارف ان ليا بنت وصحيح هي مش متقبلة وجودى وصحيح برضو انتو اللى ربتوها وليكم فيها اكتر منى بس دا ميدكش الحق انك تمد ايدك على بنتى حتى لو كنت جوزها
إسلام. خلاص يابابا حصل خير
أسر. انا آسف يا إسلام انا مكنتش اقصد كده
إسلام. أحمد ربك انها جت فيا لأنك لو كنت لمستها كان زمانا ماسكين في بعض لأنها في الأول والآخر أختى حتى لو هي مش معترفة بكدا.

الياس. خلاص يلا كل واحد على مكتبة وانت تعالى ورايا
لينهى الياس حديثة وهو يشير لابنة بأن يتبعة لينصاع الجميع لرغبته.

فى مكتب الياس.
منذ أن دلف الياس لمكتبة وهو يجلس على كرسية وينتظر أن يتحدث أسر عما حدث ولكنة ظل واقفا مطأطأ الرأس لأسفل ولا يتحدث ليقطع الياس تلك اللحظات قائلا.
الياس. هتفضل واقف عندك كتير. تعالى اقعد
ليتقدم أسر ويجلس أمام أبية ولكنه مازال صامتا ليقول الياس مرة اخرى.
الياس. ما تتكلم يابنى اى اللى حصل؟
أسر. أنت مكنتش تعرف ان ابن سالم مهران هو كمال
الياس. كمال مين؟
أسر بألم. مش فاكر كمال يابابا.

الياس بدهشة. كمال سالم. انا ازاى مخدتش بالى
طب اى اللى خلاك تتنرفز على سما انا اللى حددت الميعاد وسما يابنى متعرفش اصلا
أسر بغضب. الهانم وقفت تتساير معاة وولا عملت احترام لوجودى لا وكمان عزمتة على فرحنا وبتقولة نورنى والبية بيقولها اكيد هنورك وانا اساسا قايل لرنا متدخلش حد عليا من اول ما شوفتة بس الهانم ازاى تسمع كلامى وولا عملتلى اعتبار و...

الياس مقاطعا. كل اللى حصل دا ميدكش الحق انك تمد ايدك عليها وكمان محترمتش وجودى ولا وجود عمك وأخواتها ولا عبيدة وولادة
أسر. انا آسف بس...
الياس. مبسش اتفضل روح وصالحها
أسر. انا هروح أقطع لسانها اللى اتكلمت بية وطلبت الطلاق. بكل سهولة بتقولى طلقنى
الياس. حقها انت اهانتها قدامنا وكنت هتضربها ومستنى منها اى تحضنك
أسر. يووووه خلاص بقى يابابا هي اللى نرفزتنى.

الياس. طب قبل ما اتنرفز انا، ومش هيهمنى انك بقيت شحط قوم صالح مراتك حالا
أسر. حاضر.

لينهى حديثة وهو ينهض متجه للخارج ليترك الياس يستعيد تلك الذكرى التي تجمع بين سما وكمال حين كانو طلاب بالجامعة وكانت طبيعة سما انها لا تكون صداقات مع أحد إلا ذلك الكمال الذي اعتبرته أعز رفيق لها وكانت تصتحبة بكل الأماكن ولسذاجتها لم تكتشف وجة الحقيقى، ولم تعرف نواياه إلا حين حاول الاعتداء عليها، ولكن لحسن حظها حضور أسر في الوقت المناسب ولم يستطع حتى وضع يدة عليها، ليقرر أسر عقد قرانة عليها بعد ذلك حين أصابه شغف عشقها وقرر البوح عنة، ليختفى كمال بعد ذلك، ولم يظهر الا في ذلك الوقت، ليتنهد الياس قائلا.

الياس. ربنا يستر.

بعد مرور نصف ساعة، منزل الديب.
يدلف اسر للداخل وهو يحمل باقة ورد حمراء اللون ويبحث عن سما لتقابلة والدتة قائلة.
أريج. أسر. اى يابنى اللى رجعك بدرى!
أسر. عادى يا حبيبتى. سما فين؟
أريج. معرفش، هي مش معاك؟
أسر. نعم. يعنى هي مجتش هنا!
أريج. لاء
ليخرج أسر هاتفة ويجرى اتصالا هاتفيا بسما ولكن هاتفها مغلق. ليحاول مرة اخرى ثم أخرى ولكن دون جدوى ليتصل بشقيقتة الصغرى ليأتية الرد بعد عدة دقائق قائلة.
حبيبة. ألو.

أسر بتوتر. حبيبة سما عندك؟
حبيبة. لاء هي مش معاك!
أسر. لاء مش معايا. مكلمتكيش طيب؟
حبيبة. لاء
أسر. طب شوفيها تكون مع روايدا او عائشة او خديجة
حبيبة. أسر احنا راجعين على البيت وسما مجتش الشركة اصلا، هو في اى!
ولكن أسر لم يجيبها وأغلق الهاتف وأجرى اتصالا آخر بوالدة ليجيب الياس قائلا.
الياس. صالحتها
أسر بخوف. انا مش لاقيها
الياس. نعم! يعنى اى؟
أسر. قفلت تليفونها ومش لاقيها
الياس. يعنى اى. اختفت.

أسر. انا اللى ضيعتها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة