قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنتي وعذابي الجزء الثاني للكاتبة منى الأسيوطي الفصل السادس عشر

رواية لعنتي وعذابي الجزء الثاني للكاتبة منى الأسيوطي الفصل السادس عشر

رواية لعنتي وعذابي الجزء الثاني للكاتبة منى الأسيوطي الفصل السادس عشر

ألم، حزن، قهر، مشاعر مختلطة بسبب تلك الصغيرة، التي مازالت تملك سرا، لم تعترف به بعد، ولكن بكلمة واحدة من فم معشوقها، جعل كل حصونها تنهار، لتكسر كل القواعد التي اوصتها بها والدتها، وتعود تلك البريئة لحضن زوجها...
فى المشفى...

تصرخ بالجميع عندما أخبرتها حبيبة صباحا بتلك الكلمة التي قالها أسر لشقيقته حين سألته عن أحوال سما ليجيب بتلك الكلمة. تعبت، كلمة واحده جعلت قلبها يدمى من الخوف، ليتسأل قلبها، ماذا يقصد ب تعبت؟ هل سيتركها! هل سينفصل عنها؟ ليعلو صوتها مطالبا بالرحيل من المشفى، تريد أن تراه الان.
غرفة سما...
سما. انا عايزة أخرج دلوقتى
الطبيب. يا آنسة سما صع...
سما مقاطعا. هخرج يعنى هخرج
الطبيب. بس.

سما. وانت مالك، المستشفى انا المالكة ليها وانت بتشتغل عندى، يبقى تنفذ كلامى وخلاص
حبيبة. يا بنتى اهدى
سما. مش ههدى، تعالى ساعدينى أغير هدومى
حبيبة باستسلام. حاضر.

فى أحد الأماكن العامه حيث يجلس إسلام وعائشة يتحدثون في أمور العمل في وقت استراحة الغداء، لتقول عائشة بضجر...
عائشة. هو احنا سيبنا الشركة وطلعنا نتغدى عشان نتكلم عن الشغل، اى يا عم أفصل بقى
إسلام. عم وافصل! مالك يا عائشة بقيتى بيئة زى اخوكى كده؟
عائشه. هههههههههههه، والله كلكم ظالمين سليم، دا كيوتى
إسلام بسخرية. كيوتك!
عائشة. اه كيوتى، مالك متفاجأ من الكلمة كده ليه؟
إسلام. ازاى كيوتى بحجمة دا!

عائشة. داااااقمرررر
إسلام. ربنا يهنى سعيد بسعيده يا ستى
لتلاحظ أنه يتحدث وينظر خلفها بضيق، لتقول...
عائشة. بتبص على اى ورا!
وكادت ان تلتفت ولكنة أمسك يدها سريعا متجاهلا تلك الرعشة التي سارت بجسده وجسدها قائلا.
إسلام. متبصيش
عائشة. ليه!
ولكنه لم يجيبها بل تحدث بهمس شديد قائلا.
إسلام. دى جاية علينا
عائشة. أنت بتقول اى؟ انا...
ليقطع حديثها تلك الفتاة التي وقفت أمامها قائلة بدلال...
هاى انا روز.

لتنظر لها عائشة بضيق شديد، حين رأت ملابسها التي تظهر أكثر ما تخفى لتقول.
عائشة. افندم!
روز. انا حبيت نتعرف، دا الكارت بتاعى
لتنهى حديثها وهي تخرج كارت من حقيبتها الصغيرة وتضعة أمام إسلام قائلة.
روز. هستنى تليفونك
لتنهى حديثها بغمزة من عينيها بوقاحة، وكادت أن ترحل لتمسك عائشة يدها بغضب شديد وهي تنهض قائلة.
عائشة. استنى عندك، انتى هبله ولا اى! وهي رجل الكنبة اللى معاه مش مالية عينك؟

روز. وانتى زعلانة ليه؟ هو انا كنت كلمتك انتى!
عائشة بحدة. طب اتكلى على الله من هنا بدل ما ازعلك
إسلام. عائشة خلاص اقعدى، ممكن يا آنسة تمشى؟
روز بوقاحة. روز اسمى روز يا...
عائشة. انتى عبيطة يابت!
روز. بت! انتى لوكل اووى
عائشة. هو انتى لسة شوفتى حاجة.

لتنهى حديثها وهي تسقط تلك الحمقاء ارضا وتصفعها وتكيل لها العديد من الضربات، ليقف إسلام قليلا من الوقت والصدمة تحتل ملامحة، ليقرر أخيرا نزع عائشة من فوق تلك الفتاة ولكن دون جدوى لينتهى بهم الأمر في قسم الشرطة...

أما في شركة الديب.

يجلس ذلك العاشق شارد الذهن، يفكر بما حدث معه في الفترة الأخيرة، لا يصدق ما يحدث الان، حدسة يخبرة أنه يوجد شئ غامض، لا يعلم ماذا يفعل معها، كل ما يشعر به أنه اشتاق لصغيرتة الخائفة، التي كانت تتشبث باحضانه دائما، اشتاق لاحساس الحامى لها، اشتاق لشعوره بها بين يدية، اشتاق لعبيرها وبشدة وهو يداعب انفة، ليضع رأسة على المكتب بتعب وارهاق شديد، يا اللهى أنه يريدها الآن بين احضانه ولتذهب تلك الوصية للجحيم، ليرفع رأسه بثقل حين أستمع لصوت باب مكتبة يفتح، لينتفض واقفا حين رأها أمامه، لا يعلم ماذا يجب أن يفعل الآن، يلاحظ شحوب وجهها، وذراعها المعلق بعنقها بواسطة تلك الضمادة الطبية، والتعب البادى عليها، لينهض بهدوء ويقترب منها قائلا.

أسر. اى جابك هنا! وسبتى المستشفى ليه؟
سما. جيت عشانك
أسر. كدبة جديدة؟
سما. والله ا...
أسر مقاطعا. اياكى تحلفى، لانى خلاص جبت أخرى من عمايلك، انا تعبت
سما ببكاء. متقولش كده، انا هقولك اللى حصل، وراضية بعقابك، واللى تقول علية هنفذة، ومش هضايقك تانى
أسر. بس انا مش عايز أسمعك، خلاص طاقتى خلصت، مبقتش قادر يا بنت عمى
لتمسك يدة سريعا وتحدثت بنبرة راجية قائله.

سما. وحيات أغلى حاجة عندك، اسمعنى، والله انا كذبت عليك الحقي...
ليقاطعها أسر وهو يسحب يديه من يدها ويواليها ظهرة قائلا.
أسر. اطلعى برة
سما ببكاء. أسر، اسمعنى بس، الفريد...
أسر بحدة. برااا
لتتراجع للخلف بصدمة وبكاء وتنظر له قائله بحزن.
سما. متسبنيش يا أسر
أسر. انتى طلعتى وهم كبير اووى، والوهم مرض، وأنا لازم أخف من المرض دا
لتشهق ببكاء شديد وهي تهز رأسها يميا ويسارا رافضة ما يقوله لتقول.

سما. متقولش كده، انا من غيرك اموت، انا ماليش حد غيرك، انا متلغبطة وخايفة ومش عارفة اعمل اى؟
لتقترب منه وتقف إمامة وهي تكمل حديثها قائلة...
سما. انا مستعدة اتعاقب منك، اعمل كل اللى انت عايزة فيا، بس متسبنيش، متبعدش عنى، والله ما هقدر ابعد عنك، أسر والله بحبك
أسر. سبينى يا سما دلوقت، انا مش قادر اسمع كلمة زيادة.

سما. هتبعدنى عنك برضو؟ طب. اقولك تعالى نعمل الفرح معاهم، أنت مش كنت عايز نتمم جوازنا، انا موافقة والله موافقة بس متسبنيش
أسر بسخرية. فرح. انا مبقتش عايز حاجة خلاص.

سما بهستيريا. طب طب اقولك بلاش فرح، مش عايزة فرح و و و أن انا موافقة برضو نتمم الجواز، موافقة على اى حاجة تقولها، بس متسبنيش، هنقل كل حاجة باسمك، انا مش عايزة حاجة، ه ه هكتب كل الأملاك ليك، خد كل حاجة بس ابقالى انت، والله انا انا كذبت عليك، انا مش هنفذ باقى الوصية دى، انا مش عارفة هما بيعملو فيا كده ليه، انا انا.
أسر. هو لسة في باقى!

لينهى حديثة وعلامات السخرية تحتل وجهه، لتقول بتعب وبكاء وهي تجلس على الارضية...
سما. لسة ليها باقى، حاولت بس مش هقدر، ليه يحكمو على حياتى، الله يسامحك يا مامى، يارتنى كنت موت معاها، ولا انى اتحط في الموقف دا، انا مش عايزة حاجة تانى خلاص
لترفع نظرها له و تقول بحزن شديد.
سما. بعدك خلاص مش عايزة حاجة
لتحاول النهوض من على الارضية ولكن لم تستطع، لتقول له بهدوء.
سما. لو سمحت اندهلى حبيبة من برة.

لينصاع لرغبته بهدوء شديد وما هي الا عدة ثوانى حتى دلفت حبيبة للداخل، وما أن رأت سما على الارضية حتى هرولت لها وساعدتها على النهوض قائلة...
حبيبة. سما، انتى قاعدة كده ليه!
سما. عايزة امشى من هنا
حبيبه بقلق. حاضر يا حبيبتى
لتخطو بها للخارج لتتوقف أمام الباب وتلتفت لأسر قائلة.
سما. اعمل اللى يريحك، بس خلينى على ذمتك، واوعدك مش هتشوفنى تانى
لتنهى حديثها وتذهب تاركه اياة بقلب محطم حزين.

شركة حربى...
يجلس سليم يتابع أعماله بتركيز شديد ليقطع حديثة دلوف خديجة قائلة بخوف.
خديجة. سلييم
لينهض سليم فور دخولها العاصف قائلا بقلق.
سليم. في اى يا خديجة. انتى كويسة؟
خديجة. عائشة كلمتنى وقالت انها في القسم مع إسلام
سليم. نعم!
خديجة. بابا فين؟
سليم. تعالى معايا.

قسم الشرطة...
فى مكتب أحد الضباط يقف كل من إسلام وعائشة وتلك الوقحة روز ليقول الضابط.
الضابط. وبعدين بقى في اليوم دا، انتى يا بنتى انطقى عملتى فيها كده ليه؟
إسلام. ممكن متزعقش لأنها خايفة
الضابط. وانت بقى هتعلمنى اتكلم ازاى؟ وبعدين انت تقف ساكت ومسمعش صوتك بدل ما اخرسك لباقى عمرك
إسلام بحدة. نعم...
ليقطع حديثة حين دلف أحد الضباط قائلا بمزاح وهو يدعى حسام.
حسام. اى يا درش، أنت مش كنت مروح يابنى!

مصطفى بحدة. جاتلى بلوة ومش عارف طلعتلى منين؟
يلتفت حسام للخلف ليجد روز وهي بحاله يرثى لها وعائشة والتي تتمسك بذراع إسلام بقوة من شدة خوفها واسلام الغاضب والضيق يظهر على ملامحة ليقول.
حسام. اى دا!
لينهى حديثة وهو يشير لاسلام وعائشة وروز
مصطفى. بلوة يا اخويا
حسام. اهدى طيب
ليكمل حديثة حين التفت لروز قائلا بهدوء.
حسام. مين عمل فيكى كده يا انسة؟
روز بألم. اللوكل دى.

لتشير لعائشة التي تهجم وجهها والتفتت لها بحدة وكادت لتذهب لها لتشبعها ضربا مرة اخرى ولكن توقفت حين تمسكها إسلام بقوة قائلا بصوت مسموع للجميع.
إسلام. اتهدى بقى
عائشة. سبنى والله لاقطعلها لسانها، بقى انا عائشة الزينى لوكل
حسام بهدوء. عائشة الزينى
عائشة. ايوا
حسام، ممكن البطاقة
مصطفى. ما تطلب لها ليمون بالمرة
حسام. استنى انت بس
لتمد عائشة يدها بهويتها وهي تقدمها لحسام قائلة.
عائشة. اتفضل.

حسام بصدمة. انتى أخت سليم
ولكن قبل ان تجيبة وجدت شقيقها ووالدها والياس وسراج وأسر يدلفون للداخل دون انتظار الأذن من أحد ليحتضن سليم شقيقتة بخوف شديد قائلا...
سليم. عائشة، انتى كويسة؟
عائشة. اه يا حبيبى متخافش
أسر بصدمة. روز
روز بتوتر. ه هاى أسر
مصطفى. والله عال انتو مين وازاى تدخلو مكتبى كده!
حسام. اهلا سليم
ليلتفت سليم على أثر الصوت لتعلو البسمة وجهة سريعا وهو يترك شقيقتة ويحتضن حسام قائلا بسعادة.

سليم. اهلا بالواطى
حسام. هتفضل حيوان كبير
مصطفى بضيق. حسااااام هتشلنى
حسام. ههههههه اهدى طيب، الموضوع مش مستاهل، انا هحلها روح انت
مصطفى. يكون احسن انا رايح انام
لينهى حديثة وهو يأخذ مفاتيحة وهاتفة الشخصى ويترك المكان ولكن قطع رحيلة دلوف ذلك الشخص وهو يدعى المأمور محمد قائلا بترحيب.
محمد. اهلا اهلا الياس بية
الياس ببسمة. اهلا بسيادتك
محمد. أنت رايح فين يا مصطفى!
مصطفى. مروح يا فندم.

محمد. طيب خلى الواد حمادة يجبلنا قهوة
مصطفى بصدمة. نعم!
محمد. مالك في اى؟ اسمع الكلام
الياس. مالوش لزوم يا باشا، انا هاخد عيالى وهمشى عشان عندى شغل
محمد. هو اى اللى حصل يا مصطفى؟
مصطفى. اللى حصل أن الآنسة دى ضربت الآنسة دى
ليشير الى كل من عائشة و روز
أسر. روز انتى تعرفى عائشة منين؟
روز. م معرفهاش
سليم. امال ضربتك من الباب للطاق
حربى. عائشة اى اللى حوصل؟
إسلام. محصلش حاجة يا عمى...

عائشة مقاطعة. نعم يا اخويا! لاء حصل هو انا مجنونة
الياس. طب اى اللى حصل
عائشة. ابدا يا اونكل احنا كنا بناكل في مطعمفى استراحة الغدا والبتاعة دى جت عند الطربيزة وأدت الكارت بتاعها لاسلام وغمزتلة واتكلمت بقلة أدب وفي الآخر قالت عليا لوكل
سراج. عشان كده انتى ضربتيها
عائشة. ايوا يا اونكل
حربى. وفي الآخر طبعا جيتى القسم
الياس. مش وقتة ياحربى.

ليمر بعض الوقت حتى تم الصلح بين الطرفين وخرجو من القسم سويا، ليذهب الجميع ما عدا أسر الذي أنتظر رحيلهم ليقف أمام روز قائلا بحدة.
أسر. ابعدى عن اى حد يخصنى، فاهمة
روز بتوتر، ا انا مكنتش اعرف...
أسر. بطلى استعباط بدل ما اعرفك مقامك يا بنت المرشدى، واعتبرى دا آخر انذار ليكى.

ليتركها أسر ويرحل مسرعا بسيارتة، وما أن ابتعد عن القسم، حتى اوقف السيارة بجانب الرصيف وهو يتنفس بعنف ويسترجع تلك الذكرى برفقة روز...
فلاش باك...
فى الجامعة...
ما أن أنهى أسر محاضراته، حتى خرج وهو يبحث عن زين ابن عمته، ليلمح روز تقف مع عدة فتيات، ليقترب منها حتى يسالها عن مكان رفيقة وابن عمتة، فهى كانت معشوقة زين، ليتوقف فجأة حين استمع لحديثها مع احداى الفتايات قائله.
روز. بس انا وراة وراة.

الفتاة 1، بس زين بيحبك وغنى وجان وفي كل المواصفات اللى تتمناها اى بنت
روز. وأنا مش بحبة، انا بحب أسر، بس هو مش واخد باله منى خالص
فتاة 2، طب زين ذنبة اى؟
روز. كنتى عايزانى اعمل اى يعنى؟ انا بدور على اى حاجة تقربنى من أسر...
باك...
ليفيق من طيات الماضى بسبب رنين هاتفة ليجيب قائلا.
أسر. ايوا يا مازن
مازن. اى يا بنى انتو روحتو فين كلكم كده؟
أسر. انا جاى اهو وهفهمك كل حاجة
مازن. ماشى. سلام
أسر. سلام.

منزل حربى. في الحديقة...
بعد عودة حربى باسرتة لمنزلة، دلوف للداخل ولكن تبقت عائشة برفقة إسلام لتقول بتوتر.
عائشة. ا ا اسفة م...
إسلام مقاطعا بحدة. اسفة! انتى مجنونه صح، بقى انا إسلام الديب على آخر الزمن ادخل قسم وبسبب عيلة زيك
عائشة. أنت بتقول اى؟ انت مشوفتهاش عملت اى و...
إسلام. وانتى ماااالك، هو انتى مراتى، خطيبتى، حبيبتى، انتى مالك؟
عائشة بحزن. عندك حق، انا اسفة، بعد إذنك.

لتنهى حديثها وهي تترك المكان وتدلف للداخل ورحل إسلام غاضبا، وما ان دلفت ورأتها حورية حتى هرولت إليها محتضناها بقوة قائلة بعتاب...
حورية. عائشة. اخص عليكى كده تخضينى
عائشة، انااسفة يا ماما
حربى بحدة. والله عال، بقى انا حربى الزينى بتى تركب بوكس وتدخل قسم، يا زين ما ربيت والله، وفي الآخر راجعة تقول اسفة
عائشة. شوف العقاب اللى حضرتك عايزة وانا هنفذة.

حربى بغضب. غووورى من وشى واياكى أشوفك برة أوضتك، فااااهمة
عائشة بهدوء. فاهمة، بعد اذنكم
لتنهى حديثها وتصعد لغرفتها بالأعلى وما ان دلفت للداخل، حتى هرولت الفراش سريعا وارتمت علية باكيا بشدة، مر الكثير من الوقت وهي مازالت تبكى، لتصبح الرؤية لديها ضبابية بسبب تورم عينيها من كثرة البكاء لتقول بهمس قبل ان تسقط في دوامه النوم.
عائشة. انا بحبك يا إسلام.

بعد مرور يومان. يوم الحناء...

لقد أتى الزفاف سريعا، ومازالت سما معتكفة داخل قصرها، لم تخرج منه، ولم ترد على اتصالات الجميع لها، لقد سئم الجميع من تصرفات أسر، حتى أنه يتذكر حين دلف للمنزل في ذلك اليوم الذي رفض وجودها في حياتة، ليتفاجأ بصورها تملئ المكان، صورها بمفردها وصور تجمعهم سويا، ليعلم أن حبيبه أخبرت الجميع بما حدث بينة وبين سما، لتقرر اريج معاقبته على بعدها عنه، بمحاصرته بذكراها وصورها حولة...

منزل الديب، مساء...

اجتمعت عائله الديب وعائلة حربى في بهو حديقة منزل الياس، بدى الأمر رائعا، بداية من الأنوار الملونه وصوت الموسيقى المرتفع، البسمة تزين شفاه الجميع، حتى أسر الذي بدى سعيدا للغاية من اجل شقيقاتة، ولكن ما كان يؤرق الجميع بسمة السعادة البالغة التي ارتسمت على وجه كل من حورية واسيل واريج، وبعض النظرات الغامضة التي يرسلونها لبعضعم، لقد صممت حورية على إقامة حفل حناء مصرى، وهو بارتداء الفتايات العبايات الملونه المزرقشة، ووضع الحناء على أيديهم، لتكسبها لون برتقالى مائل الحمرة قليلا، ليبدون بإطلالة خاطفة للانفاس، حيث ارتدت حبيبة عبائة من اللون الأحمر وكذلك رويدا وريم اما عائشة التي تتحاشى النظر لاسلام ارتدت عبائة باللون الأسود لتعكس بياض بشرتها، وأما خديجة ارتدت عبائة من اللون الأزرق القاتم، ليقطع لحظاتهم السعيدة هذا الكم الهائل من السيارات، ليعلم أسر انها هي محبوبتة، ليعزف قلبة لحن رائع بعدما فقد الأمل في رؤيتها الليلة، لتهبط من سيارتها وسط طاقم حراستها وهي تتألق بعبائة من اللون الوردى، كما طلبت منها اريج ان تفعل، وتركت العنان لخصلاتها ليداعبها الهواء البارد، ولكن ما أفسد المنظر تلك الرابطة المثبتة بعنقها كى تحمل ذراعها المصاب عليها، لينظر لها أسر بعينين تحمل الشوف، فشل في اخفائة وهي تتقدم وتحتضن والدتة، ليلاحظ بسمتها الشاحبة كحال وجهها، فقدانها للوزن بشكل ملحوظ، يبدو الإرهاق جليا على ملامحها، ولكنه توقف عن تفكيرة وتخشب في جلستة حين مرت بجوارة وكأنها لم تراة، انها لم تنظر له قط، ليلعن نفسة بداخلة، ألم يطلب هو منها ذلك، قال لها ابتعدى عنى، ولكن لما ذلك الوخز الذي يشعر به في قلبة، ليستمع لما قالته والدتة بهدوء.

أريج. يا حبيبتى يابنتى، شكلك تعبان، اطلعى أوضتك ارتاحى شوية
سما بتعب. متقلقيش يا طنط انا كويسة
اسيل بعتاب. كويسة فين يا سما، بطلى عند واطلعى ريحى شوية
سما، صدقينى يا عمتو انا كويسة
إسلام. لا سما مش كويسة، انتى مش شايفة نفسك، هو انتى مبتاكليش ولا اى!
سما بارهاق. وهيفيد بأى الاكل والروح تعبانة، عندكم حق بعد اذنكم هطلع ارتاح.

لتنهى حديثها وتصعد سريعا للأعلى دون انتظار الرد من أحد، لتهرول للداخل حين شعرت أن دموعها على وشك الانهيار، ليقول أسر بعد رحيلها سريعا.
أسر. بعد اذنكم.
ليتبعها للداخل سريعا لتحاول اريج معرفة ما به ليمسك الياس يدها سريعا قائلا بحب...
الياس. سبية يا روحى، خلية يرجع لعقله.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة