قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنتي وعذابي الجزء الثاني للكاتبة منى الأسيوطي الفصل الرابع والثلاثون

رواية لعنتي وعذابي الجزء الثاني للكاتبة منى الأسيوطي الفصل الرابع والثلاثون

رواية لعنتي وعذابي الجزء الثاني للكاتبة منى الأسيوطي الفصل الرابع والثلاثون

بعد مرور عدة أشهر...
منزل مراد، مساء...
يدلف مراد للداخل والإرهاق حليفة بعد يوم شاق بالعمل، ليعقد حاجبية حين وجد المنزل مظلم، لينير الإضاءة وينظر في ساعه يده، ليجدها قد تخطت الثانية صباحا، ليحدث نفسة بضيق قائلا.
مراد. طبعا نامت، انا غبى أزاي ما أخدتش بالى أن الوقت اتأخر كده.

ليتنهد وهو ينزع سترته ويتجة صوب غرفته، وتفاجأ حين قام بفتح الباب ووجد منة مازالت مستيقظة، وتجلس على حافة الفراش وهي بكامل زينتها ليقول.
مراد. أنتي لسه صاحية لحد دلوقتي!
منة ببسمه، مستحيل انام وانت بعيد عنى
ليبدأ في فك ازرار قميصه وهو ينظر لها قائلا.
مراد. بس إي الجمال دا؟
منة. عندى ليك خبر حلو
ليتقدم مراد ويجلس بجوارها محتضن يدها قائلا.
مراد. خبر اى يا روحى؟
منة. انا حامل
مراد...

نظر مراد لها بصدمة، هل ما استمع اليه الآن صحيحا؟ ام أذنة تحتاج لطبيب حتى يداويها، لمح نظرتها القلقة له وهي تقول...
منة. مراد انت زعلت؟
مراد. انتى مجنونة، مين قالك انى زعلت، انا بس شاكك في اللى سمعته، معلش يا روحى عيدى اللى قولتية تانى كده
منة. انا حامل
مراد بسعادة. حامل، انا سمعت صح، حامل يعنى بيبى جديد و و و انا بحبك اووى
منة. وأنا بموت فيك، مبسوط؟

مراد. مبسوط بس، دا انا هطير من الفرحة، ربنا يباركلى فيكى وفي يوسف وفي القمر اللى جاى
منة. ويباركلنا فيك يا حبيبى.

منزل زيدان، صباحا...
تململ في نومتة حين شعر بشئ ما على وجهة، وأيضا يشعر بشئ رطب فوق انفة، ليفتح عينية بثقل، وترتسم البسمة على شفتية، حين رأى صغيرة إياد يعبث بوجهه، ويقوم بعضعضة انفة ليقول.
زيدان. أنت بتعضنى ليه؟ دا انا نايم يا مفترى
ليقهقه الصغير وكأنه يفهم حديث والده، ليكمل حديثة قائلا.
زيدان. يخربيت حلاوتك، وانت قمر زى أمك كدا
لتدلف لحن للداخل وقد استمعت لحديثة قائلة ببسمة.
لحن. صباح الخير.

زيدان. صباح النور يا قلبى
لحن. امممممم اى المعاكسة اللى على الصبح دى بقى؟
زيدان. وهو في حد عاقل يشوف الحلويات دى ومايعاكسش
لحن. ههههههههههه طب انا اقول اى دلوقتى؟
زيدان بحب. انتى متتكلميش، انتى المفروض تقعدى كده وانا اللى اقول وانا بمتع عينيا بالجمال دا
لحن بتوتر. احم. ا طيب هات إياد عشان افطره
زيدان. بعشقك وانتى مكسوفة كده
لحن. وأنا بعش...

لتبتر حديثها حين همم الصغير دليلا على اعتراضة لما يحدث الآن، ليقول زيدان...
زيدان. فطرى المفجوع قطاع الأرزاق دا
لحن، هههههههههههه، معلش يا روحى هفطره وانت قوم خد شاور والفطار هيكون جاهز
ليقبل باطن يدها قائلا. تسلم إيدك يا قلبى
لحن. ربنا يخليك يا حبيبى، يلا قوم
لينهض سريعا وهو يقول. خمس دقايق وراجع
لتحمل لحن إياد واتجهت للخارج قائلة. متتاخرش
زيدان. حاضر يا قلبى.

الحب هو اسمى لغات الحياة السعيدة، فإذا وجدته يجب عليك التمسك به.

منزل كيان...
يهرول الصغار صباحا، وكالعادة تصيح هناء خلفهم، واستيقظ كيان على أثر صوتهم المرتفع، ليبتسم تلقائيا على أفعال صغيريه الذين دائما ما يثيرون الشغب، ليتكأ على حافة الباب قائلا.
كيان. وبعدين بقى في موال كل يوم دا؟
هناء بتعب. والله العظيم انا تعبت
كيان بقلق. مالك يا روحى؟
لتتقدم هناء وتجلس على أحد الكراسى بإرهاق واضح على ملامحها قائلة.
هناء. متقلقش يا روحى، هبقى كويسة.

مالك بخوف. مامى انتى تعبانة؟
مليكة ببكاء. مامى
ليتقدم كيان من الصغار قائلا. مفيش حاجة يا حبايبي، مالك خد أختك وادخلو الأوضة بتاعتكم ألعبو شوية
مالك. حاضر يا بابا
لينصاع مالك لحديث أبية ويدلف للداخل برفقة شقيقتة التوأم، ويتقدم كيان من هناء ويحملها بين يدية متجها بها لغرفتهم، ووضعها على الفراش بهدوء قائلا.
كيان. مالك يا قلبى؟
هناء. متقلقش هبقى كويسة
كيان. هو اى إللى مقلقش! شكلك تعبان قومى غيرى هدومك دى.

هناء. أغير ليه بس؟
كيان. هنروح المستشفى نطمن عليكى، شكلك مش عاجبنى
هناء. قولتلك هبقى كويسة، ادينى بس اى قرص للصداع وهنام شوية
كيان بحدة. انتى مبتسمعيش الكلام ليه؟ قولتلك قومى
هناء باعياء. طيب متزعقش، هقوم
لتنهض بثقل، وما هي الا عدة خطوات واستمع كيان لصوت ارتطام جسدها بالارضية، حين سقطت مغشى عليها، ليصرخ باسمها قائلا...
كيان. هنااااااء.

اتجة صوبها وحملها سريعا، وقام بوضعها على الفراش، ثم قام بمهاتفه الطبيبة، التي حضرت سريعا...
بعد مرور ساعة.
فتح كيان باب الغرفة لتتقدمة الطبيبة للخارج بعد ان فحصت هناء، وينظر لها بقلق قائلا.
كيان. خير يا دكتورة
الطبيبة. واضح جدا انها مش بتاكل كويس وكمان مش بتنام بإنتظام، ودا مش كويس للى زيها
كيان. للى زيها ازاى يعنى! هي مالها؟
الطبيبة ببسمة. المدام حامل تقريبا في التالت
كيان بإندهاش. حامل!

الطبيبة. ياريت تتابع مع دكتورة خاصة، عشان تطمن على البيبى، ودى شوية فيتامينات هتاخدها وأن شاء الله هتكون كويسة
كيان. شكرا لحضرتك
لتذهب الطبيبة ويغلق كيان خلفها بابا منزلة، ويدلف مرة اخرى لغرفتة ليجد هناء قد استعادت وعيها، فتقدم وجلس بجوارها قائلا.
كيان. انتى كويسة؟
هناء. اه هو اى اللى حصل؟
كيان. اغمى عليكى والدكتورة قالت انك مش بتاكلي كويس و ولا بتنامى كويس
هناء بارهاق. متقلقش انا كويسة.

لتنهى حديثها وهي تحاول النهوض، ليمسك كيان يدها قائلا.
كيان. انتى رايحة فين؟
هناء. هقوم أخلص اللى ورايا
كيان. اقعدى مكانك ومتنرفزنيش
هناء. وشغل البيت والأكل و...
كيان مقاطعا. انتى حامل وغلط عليكى الإرهاق دا
هناء بصدمة. حامل، عشان كده انت زعلان
كيان. انتى مجنونة، انا زعلان من نفسى عشان اهملتك، وسايب كل حاجة عليكى، لدرجة انك مش بتنامى ولا بتاكلى.

هناء بحب. بس انت مش فاضى، والشغل كلة فوق دماغك، وأنا مش زعلانة منك
كيان. حقك عليا، انا اسف
هناء ببسمة. عايز بنت ولا ولد؟
كيان. كل اللى يجى حلو، انا مش معترض الولد زى البنت
هناء. طب انت هتفضل زعلان كده!
كيان ببسمة. مش زعلان يا روحى، ربنا يباركلى فيكم يارب
هناء. ويبارك فيك يا حبيبى
الحياة ليست دائما تسير كما نريد، ولكن المهم هو الشعور بالقناعة، حتى تمر كل اللحظات العصيبة.

منزل الديب، صباحا
غرفة الياس...
استيقظ على صوت حبيبتة، وهي تدعوه للاستيقاظ، قائلة.
اريج. الياس، حبيبى يلا اصحى
ليهمهم أثناء نومه قائلاً...
الياس. اممممممم في اى يا اريج؟
اريج، كفاية نوم بقى يا الياس قوم يلا
لينهض بضجر جالسا على الفراش ويفرك عينية قائلا...
الياس، قومت اهو عايزة اى؟
اريج. كل سنة وانت طيب يا روحى
الياس، وانتي طيبه يا قلبي، بس اي المناسبه!

اريج، النهاردة عيد ميلادي يا قلبي، بس واضح انك نسيت
ليقترب منها الياس، ويحاوط خصرها بيديه، ويهمس بآذنها قائلا.
الياس، تصدقي شكلي نسيت فعلا
اريج بضيق، حصل خير، قوم يلا اجهز وعشر دقايق والفطار هيكون جاهز
الياس بلامبالاة، انا عايز اومليت
اريج. حاضر.

لتنهي حديثها وتنهض متجه للخارج، ولم تلاحظ تلك البسمة التي ارتسمت علي شفتي زوجها ,لتتقدم وتقوم بفتح الباب فتتفاجأ بسراج يتكأ علي حافة الباب من الخارج لتشهق قاىله...
اريج، في اي يا سراج؟ واقف كده ليه!
ليقدم لها سراج وردة حمراء اللون وهو يبتسم قائلا...
سراج، كل سنه وانتي طيبه
اريج بسعادة، وانت طيب.

ليفسح لها المكان وتركها ورحل، لتعلو ملامح الاندهاش وجهها، وهي تتقدم للخارج، ولكنها توقفت فجأة حين شعرت انها تدعس علي شئ ما اسفل قدميها، ابتسمت تلقائيا حين رأت الارضية مغطاه بأوراق الورود الحمراء، فنزعت حذائها المنزلي حتى تلتمس بشرة قدميها تلك الورقات الناعمة، وسارت بخطوات بطيئة تتامل المنزل من حولها الذي تفاجئت انه مزين بالكامل، وتوقفت في منتصف الدرج حين وجدت عبيدة واقفا فقالت...
اريج، صباح الخير.

عبيدة، صباح النور، اتفضلي
لينهي حديثة وهو يقدم لها علبه مقفله من المخمل الاحمر، لتنظر للعلبه باندهاش قائله...
اريج، اي دي كمان؟
ليقول عبيدة قبل ان يتركها ويرحل...
عبيدة. كل سنه وانتي طيبة
لتقول اريج عقب رحيله بصوت مرتفع.
اريج، هو في اي؟ كلهم بيمشو ليه!
لتكمل سيرها وتهبط الدرج لتجد فلذة كبدها أسر يقف بآخر الدرج وهو يحمل مغلف اسود، ويبدو أنه خاص بحفظ الملابس، لتبتسم له قائله...
اريج. صباح الخير يا حبيبى.

أسر. صباح النور، اتفضلى
ليقدم لها المغلف وهو يبتسم لتمسكه من يدية قائله.
اريج. اى دا بقى!
اسر، هتعرفى حااالا
لينهى حديثة وهو يطلق صافرة من بين شفتية، ويعقب بعدها قائلا...
اسر، يلا يا بنااات
لتخرج كل من حبيبة وريم وعائشة وخديجة وآخرهم سما، التي ظهرت عليها علامات حملها الثانى من أسر
لتمر الفتيات بجوار أسر بسعادة، لكى ينفذو مخطط الياس من اجل الاحتقال بعيد ميلاد زوجته، لتقول سما...

سما، يلا يا طنط، تعالى معانا
اريج. اجى فين!
خديجة. هتعرفى يلا
لتمسك ريم وعائشة يد اريج ويسحبوها خلفهم للاعلي مرة اخري، ولكن دلفو بها لغرفة سما واسر
وتبعها خديجة وسما التي توقفت امام اسر حين امسك يدها قائلا...
اسر، بحبك
سما، وانا بموت فيك، هطلع لطنط وانت شوف باقي التجهيزات، وشوف موسي فين
اسر، من عيوني، بس هتغنيلي النهاردة
سما ببسمه، حاضر.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة