رواية لعنتي وعذابي الجزء الثاني للكاتبة منى الأسيوطي الفصل الخامس والثلاثون والأخير
منزل الزيني بالصعيد...
غرفة نزار، مساء
دلف نزار للغرفة بعد يوم شاق بسبب العمل المتراكم عليه.
، فقد اهمل العمل في الاونه الاخيرة، يجلس علي حافة الفراش بتعب وهو يبتسم حين وجد الغرفة مزينه وتفوح بداخلها رائحة عطر زوجته، الذي بات يعشقة اخيرا، ليستند علي الوسائد خلفة وهو يتذكر ما حدث معه، يوم زفاف سما واسر بعد ان رأي فاتن وهي في كامل زينتها، وقد ابتهج كثيرا لما فعلته سما سراج معها، حيث تبدلت فاتن نهائيا، واصبحت اكثر مرحا، ليقع هو اخظرا بغرامها، ليفيق من دوامه افكاره حين وجدها تخرج من المرحاض وهي تتالق باحداي الملابس النسائية، ابتسمت تلقائيا حين وجدته قد عاد من عمله، فاقتربت منه وقبلت وجنته بحب قائله...
حمدلله علي السلامة
الله يسلمك، وحشتيني
لتنظر له بخجل، وهذا هو حالها بعد حفل زفاف سما سراج، ليصبح نزار الصامت كثير التحدث عن جمالها، ليكمل حديثة قائلا...
عملتي اي عند الدكتورة النهاردة؟
احم، قالتلي اني حامل
طب الحمد لله ا...
نزار، نزار، مالك ساكت ومبرق اكدة ليه!
أنتي حامل؟
اممممممم حامل
حامل بجد
اه والله حامل
قربي تعالي
اهو، في اي؟
ليمسك يدها ويجلسها بجوارة قائلا
انا بحبك اوي.
منزل حربي، غرفه سليم...
تجلس رويدا وهي تأن من الالم، لا تعلم ماذا دهاها اليوم، لما تشعر بذلك الالم منذ الصباح، يجيب عليها ان تنهض وتذهب لمنزل ابيها حتى تحضر حفل عيد ميلاد والدتها، ولكنها لا تقدر علي النهوض حتى من مكانها، لا تعلم ماذا يجب ان تفعل فهي بنصف شهرها التاسع وقد اخبرتها الطبيبه الاسبوع الماضي انها لن تلد تلك الايام، ولكن حقا ذلك الالم لا يحتمل، قطع شرودها دلوف سليم للغرفة قائلا.
سليم، يلا يا روحي كده هنتاخر، الحفلة ابتدت، ابوكي دا رهيب و...
ليبتر حديثة حين لاحظ شحوب وجهها، وجبينها المتعرق، فاقترب منها وجلس علي ركبتيه امامها وامسك يدها قائلا بقلق...
سليم، رويدا انتي كويسه يا روحي
رويدا ببسمة. اه يا روحي متقلقش، انا بس مش قادرة اقوم البس، ممكن تساعدني
سليم. بس كده، انتي تؤمري، انا عنيا للاميرة رويدا
لينهي حديثة وهو يحملها بين يديه ويتجه بها صوب المرحاض.
غرفه حربي...
تقف حوريه امام المرآة وهي تهندم حجابها، وعيون حربي تلاحقها في كل مكان، حتى اصابتها بالتوتر، لتزفر في ضيق قائله.
حوريه، حربي
حربي، روحة
حوريه، بطل تبصلي اكدة، انت موترني
لينهض من مكانه ويحاوط خصرها بيديه نت الخلف ويستند بذقة علي كتفها الايسر، ويحدثها وهو ينظر في المرآه قائلا...
حربي، انا ببصلك عشان مش مصدق انك معايا، انتي احلي حاجة ابوي علملها ليا، انا بحبك.
حورية ببسمه، ربنا ما يحرمني منك، انت احسن راجل في العالم دا كله، انا اللي حظي حلو اني اتجوزتك، وهفضل احبك لاخر يوم في عمري يا سيد الناس كلها
حربي، ربنا يبارك في عمرك يا روحي.
منزل الديب...
تجمعت العائلة في الحديقة الاماميه، وسط سعادة الاطفال وضحكاتهم، وحب الكبار لبعضهم، ولكن كانت سما واسر وعبيدة واسيل يتابعون ذلك الثنائي الصغير، الذين يتشاجرون علي اتفه الاسباب، لتتنهد اسيل قائله.
اسيل. وبعدين يا ولاد عيب كده
روفان، انا معملتش حاجة عشان يزعقلي
عبيدة، خلاص بقي يا موسي
موسي بغضب. والله يا جدو لو جابت اخرها معايا لهضربها.
روفان بحزن. انا مخصماك، كده عايز تضربني، متتكلمش معايا تاني
موسي. انتي هبله ولا فيكي حاجة، انتي تنرفزيني وتقوليلي مخصماك، بابا خليها تسكت احسنلها
اسر، هو انت خليت فيها بابا
سما. الواد دا شبهك في كل حاجة، حتى في خلقة الضيق
اسر بغمزة. دي احلي حاجة فيا
ليزفر موسي بضيق طفولي قائلا.
موسي، متزعليش
روفان ببسمه، مش هتزعقلي تاني
موسي، لاء
روفان، ولا هتضربني
موسي. لاء، بس اقسم بالله لو عملتي كدا تاني لهضربك.
لتضرب روفان الارض بقدميها قائله قبل ان تترك المكان وترحل
روفان. انت وحش
تبعها موسي وهو يتوعد لها، لتلتفت سما وتنظر لاسر قائله
سما، الواد مش سايب منك حاجة، دبش زيك
ليضحك اسر بعلو صوته لينتبه لهم الجميع، ليتقدمو جميعا نحوهم ليقول الياس...
الياس، ضحكونا معاكم
اريج، في اي بتضحكو عليه؟
اسر. مفيش يا ماما، بس سما بتعاكسني
ريم، باين اووي انك بتشتغلنا
زين. فعلا يا روحي
مازن. ما تقولو اي اللي بيضحككم.
سما سراج، بيضحك عشان قولتلو ان موسي طالع دبش زيه
سراج. والله يا بنتي عندك حق
حبيبه. امال روفان فين؟
اسلام، هتلاقيها في ديل موسي
خديجه، كانت هنا من شويه
عائشة. هي ماما ماجتش ليه لحد دلوقتي!
سيف، هتلاقيها بتجهز يا روحي
سما الديب، تصدقي فعلا اتأخرو
الياااااس
ليلتفتو جميعا علي اثر الصوت، ليجدو حربي يدلف للحديقة ويبدو علي ملامحه القلق الشديد، ليقول الياس
الياس، في اي مالك؟
سراج. اتاخرتو كدا ليه؟
حربي. رويدا تعبانه اووي و...
لتقاطعه اريج بصراخ، بنتي، بنتي مالها يا حربي
حربي. اعتقد انها بتولد
لتذهب اريج باتجاة منزل حربي ليوقفها قائلا
حربي. استني سليم خدها علي المستشفي وحوريه معاهم، وانا جيت اقولكم
اسر بقلق، طيب يلا كله علي العربيات
سراج. طب والولاد
عبيدة. سما واسيل يقعدو معاهم، وهنبلغكم بالتليفون
اسيل. ماشي يا روحي متقلقش.
سما الديب. بس ابقو طمنونا
سراج. ماشي، يلا
ليهرول الجميع ويصعدو سيارتهم متجهين إلى المشفي.
في احداي المستشفيات حيث توجد رويدا، دلفت عائله الديب إلى الداخل ليتعرف عليهم جميع العاملين بالداخل، وبعد ان علمو مكان تواجد رويدا، اسرعو جميعا للاعلي حيث قسم النساء والولادة، ليجدو سليم وحوريه يقفون خارج غرفة العمليات، وصوت صراخ رويدا يصدع بالمكان، ليقول اسر بفزع.
اسر، هي بتصرخ كده ليه؟
سما. ادعيلها يا حبيبي، وان شاء الله هتقوم بالسلامة
اسر. يارب.
اريج، يا حبيبتي يا بنتي، يارب بنتي يا رب
احتضنها الياس في محاوله منه للتخفيف عنها قائلا
الياس، اهدي يا روحي، بامر الله هتكون كويسه
عبيدة. هو اي اللي حصل يا سليم
سليم. معرفش، هي مكانتش قادرة تغير هدومها، وانا ساعدتها وبعدين سبتها علي السرير، ودخلت اخد شاور طلعت علي صوت صريخها ولقيت السرير غرقان دم وجبتها علي هنا
ريم. معقول محستش انها بتولد!
حبيبه. اكيد كانت حاسه بس سكتت
خديجة. غبيه ليه تستني لما تتعب كدا
عائشة. اعتقد اننا المفروض ندعيلها
لتقترب حوريه من سليم قائله
حوريه. اهدي يا ضنايا، ربنا معاها
سليم بخوف. يارب يا امي يارب
صمت عم المكان بعد ان استمع الجميع لصوت بكاء طفل ليتنهد الجميع براحة، لتخرج الطبيبه من الغرفة ليقابلها سليم قائلا بلهفة
سليم. طمنيني رويدا كويسه؟
الطبيبه. الحمد لله يا سليم بيه، زي الفل
حوريه. جابت اي، اصلها كانت رافضة تعرف جنسه اي
الطبيبه، يتربي في عزكم، جابت ولد وبنت
سليم بدهشه. اتنين!
حربي. هههههههههههههه ابوك جاب ثلاثة مرة واحدة
الياس. لاحظ انك بتتكلم عن بنتي يا زفت انت
حربي. ابني يا جدع وفرحان بيه
الطبيبه، حمدلله علي سلامتها، تقدرو تشوفوها لما تتنقل الاوضة بتاعتها.
بعد مرور بعض الوقت، وقد انتقلت رويدا لغرفتها، واجتمعت العائله معها، حتى قالت باسف
رويدا. اسفه يا بابي، بوظت المفاجأة بتاعتك
اريج. بس يا هبله، دي احلي مفاجأة واحلي هديه جاتلي
خديجة بحماس. هتسميهم اي يا سليم؟
سليم بتنهيدة. انا هسمي الولد ورويدا تسمي البنت
عائشة. طب قولوا بقي
لينهض سليم ويحمل صغيرة من حضن رويدا ويتجه به صوب والدة ليضعه بين يديه قائلا بحب.
سليم. حربي، حربي سليم حربي الزيني
ليحتضن حربي سليم بسعادة بالغة وارتفع صوت التصفيق بالغرفة ليقول حربي
حربي. ربنا يخليك ليا يا ولدي
سليم. ويخليك ليا با بابا
ريم. طب والبنت هتسموها اي
رويدا. بما اني بوظت الحفله، فهسميها اريج
اريج بصدمه. اي، لالالا شوفو اسم تاني
سليم بسعادة. خلاص يا خالتو حسم الامر، حربي واريج سليم الزيني.
ليمل اسر علي سما قائلا بهمس حتى لا يسمعه احد
اسر. هو انتي هتجيبي اي؟
سما. معرفش لسه مش باين، بتسال ليه!
اسر. لو ولد هسميه الياس
سما ببسمه. طب لو بنت؟
اسر، هسميها سما
سما بضيق. تاني، قصدي تالت
اسر، تالت ورابع وعاشر وحياتك، انتي احلي حاجة حصلتلي
سما. بحبك
اسر، وانا بموت فيكي.