قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنتي وعذابي الجزء الثاني للكاتبة منى الأسيوطي الفصل الرابع عشر

رواية لعنتي وعذابي الجزء الثاني للكاتبة منى الأسيوطي الفصل الرابع عشر

رواية لعنتي وعذابي الجزء الثاني للكاتبة منى الأسيوطي الفصل الرابع عشر

شركة ss، مكتب سما...
تجلس على مكتبها شاردة فيما يحدث لها في الاونه الاخيرة، تمسك القلم بين يديها وتتلاعب به، وكأنها تلهو ذاتها عن التفكير، ولكن هيهات فقد تذكرت كل شئ، وأخيرهم حين جائها زين ليخبرها بموعد زفافة هو وسليم ومازن، لتبتسم بمرارة حين استرجعت ذلك المشهد وكأنه يعرض أمامها...
فلاش بااك...
قصر ss...

تجلس في الداخل بمفردها كما اعتادت في الفترة الأخيرة، وتشاهد احداى القنوات الاقتصادية، ليقطع لحظاتها صوت رنين جرس الباب، تلمح تلك الخادمة الفلبينية وهي تهرول لفتح الباب، وتنظر سما لساعة الحائط لتجدها قد تخطت الحادية عشر مساء، لترفع نظرها حين اتت الخادمة وهي تقول.
الخادمة. سيدتى، يوجد شخص بالباب يريد مقابلتك وهو يدعى زين الديب
سما. ادخلية على الفور
الخادمة. حسنا.

لتنهى الخادمة حديثها وهي تتجة مرة اخرى للخارج، وما هي الا ثوانى معدودة دولف زين مبتسما، وحين رأتة سما نهضت سريعا قائلة بترحاب.
سما. يا أهلا يا أهلا
زين. أهلا بيكى يا اوزعة
سما بضحك. انا مش اوزعة، أنت اللى طويل
لتنهى حديثها وهي تلتفت الخادمة التي مازالت واقفة وهي تقول.
سما. كوبان من القهوة جين
الخادمة جين. حسنا سيدتى
لتنهى حديثها وترحل وتتبع سما حديثها قائله بحماس.
سما. اقعد اقعد، دا انت جيت في وقتك.

زين. إشمعنى!
سما. مفيش بس كنت قعدة هموت من الزهق
زين بهدوء. خلاص ارجعى
سما ببسمة حزينة. ياريت اقدر
زين. اى اللى مانعك!
سما. أنت عارف اى اللى مانعنى
زين. أسر بيحبك
سما. بس انا غلطت في حقة
زين. ممكن اعرف ازاى بقيتى كده؟
سما. صدقنى مش من مصلحتك انك تعرف
زين. ماشى يا سما. انا كنت جاى اعزمك على فرحى الخميس دا
سما بسعادة. مبروووك يا زين
زين. وسليم ومازن كمان هيتجوزو معايا
سما. ربنا يهنيكم.

زين. كان زمانك بتتهنى معانا. بطلى عند وارجعى بقى
سما. مش عند، بس كده احسن للجميع
زين بحدة، انتى مجنونة، احسن لمين، كلة زعلان بسبب غبائك دا، انتى ليه مصممة تنرفزينى
سما ببكاء. أنت مش فاهم حاجة
زين. انا سامعك، فهمينى، عرفينى اى السبب اللى يخليكى تخدعينا كلنا السنين دى! اى السبب اللى يخلى الملاك يبقى شيطان
سما بصدمة. شيطان!
زين. انتى فاكرانا عيال، أسر عرف انك بتشتغلى تبع المافيا.

ليكمل حديثة بصراخ بعد ان نهض وأمسك ساعدها بعنف قائلا.
زين. ماااافيا، ابن خالى متجوز زعيمة عصابة، سما الرقيقة الكيوت اللى بتخاف من خيالها، طلعت اكبر كدابة، ياشيخة حرام عليكى بقى
لينهى حديثه وهو يترك المكان ويرحل والغضب حليفة ويتركها ودموعها تتسابق على وجنتها
باك...

تعود من شرودها حين استمعت لصوت طرقات خفيفة على باب مكتبها، لتزيل تلك الدمعة الهاربة وهي تأذن للطارق بالدخول، لتدلف هناء ومنة من اجل التحدث بأمور العمل.

شركة الديب، مكتب اسر.
يجلس أسر على مكتبة ويمسك بهاتفة النقال، ينظر لاسمها على هاتفة، يريد الاتصال بها، ولكن كرامته المجروحة تمنعة من ذلك، يريد أن يحتضتنها، يريد أن يشعر بوجودها، ليتنهد بقوة وهو يلقى الهاتف بإهمال على مكتبة ويتركة ويذهب لتلك النافذة الزجاجية ويبتسم حين تذكر ماذا فعلت بعد ان علمت بنجاحها وبتفوق.
فلاش بااااااك...

تدلف للداخل برفقة حبيبة ورويدا وهم يصرخون من شدة فرحتهم بعد ان علمو أنهم قد تفوقو في الجامعة.
حبيبة. انا نجحت يا بشرية
روايدا. ناجح ومنقول للمرحلة الثالثة يا ناس
سما. يا اهل الدار لقد تخرجت
ليهرولو جميعا حيث تجتمع باقى العائلة وقد وجدو أن الياس وعبيدة وزين وأسر يستعدون للذهاب للعمل لتوقفهم حبيبة قائلة.
حبيبة. على فين يا نجم انت وهو
آلياس بصدمة. نجم!
أريج بحدة. بنت حسنى ملافظك.

حبيبة. اى يا مامى احنا نجحنا، مفيش مبروك
اسيل. طب مازن عمل اى؟
رويدا. تقريبا سقط
عبيدة. نعم!
حبيبة. عادى يا اونكل، مازن لو نجح مش هيلاقى اى مكان يعلق منة بنات، ولا هيلاقى بنت تعبرة. ااااااه
لتتأوه بصوت مرتفع حين دلف مازن وصفعها على مؤخرة رأسها عندما أستمع حديثها وهو يدلف للداخل قائلا...
مازن. ليه هو انا وحش؟
عبيدة. عملت اى؟
مازن بثقة. نجحت
ليتقدم أسر من سما وهو يبتسم قائلا...
أسر. الحلو عايز اى هدية النجاح.

سما بخجل. شكرا، مش عاوزة
أسر. لا والله ما ينفع، تحبى اجبلك اى!
سما بهدوء. والله مش عاوزة حاجة
أسر. امممم، طب اى رأيك نطلع الساحل يومين؟
سما بسعادة. بجد!
أسر. جد الجد ياقلبى
ليلتفت لوالدة الذي يتابع الموقف من بدايتة ليكمل حديثة قائلا.
أسر. دا بعد إذنك يا بابا
الياس. موافق واهو كلنا نغير جو
حبيبة. يعيش بابى يعيش بابى
ليفيق من دوامة افكارة عندما انتبة لدلوف عمة سراج لمكتبة ليحمم قائلا...
أسر. احم، أهلا يا عمى.

‏سراج. مالك يابنى؟ واقف كده ليه!
‏أسر بتنهيدة. تعبان
‏سراج، سلامتك يا بنى من التعب، ربنا يريح بالك
‏أسر. وهتيجى منين الراحة ياعمى طول ما بنتك بعيدة عنى.
‏سراج ببسمة. بتحبها؟
‏أسر. بحبها بس، دى طلعت عينى على ما قالتلى انها بتحبنى، وبهدلتنى على ما اتجوزتها، وفضلت مستحمل كل دا، وفي الآخر شوف وصلت لأية.

‏لينهى آخر جملتة وابتسامة السخرية تعلو شفتية، ليقترب منه سراج ويضع يدة على كتفه قائلا.
‏سراج. اقولك على حاجة؟
‏أسر. اتفضل يا عمى
‏سراج، لو بتحبها بجد اوعى تسيب المشاكل تأثر على حياتك، اوعى تعمل زى عمك، عشان ميجيش عليك الزمن وتبقى لوحدك زيى
‏أسر بتنهيدة. حاضر.

‏منزل ssمساء...
‏دلفت إلى منزلها والإرهاق حليفها فقد كان اليوم مرهق للغاية، لتصعدلغرفتها وتبادل ثيابها بملابس بيتية مريحة، وتتقدم من المكتبة الخاصة بها الموجودة لغرفتها وتمسك أحد الروايات للكاتب الكبير نجيب محفوظ، وتجلس على كرسيها الهزاز وتبدأ في قراءة الكتاب بتركيز.

‏منزل الديب...
‏يجتمعون جميعا في حديقة المنزل يتسامرون ولكن كان زين وريم يجلسون بمفردهم وكذلك أيضا سليم ورويدا، بينما مازن لم توافق حبيبة بأن يجلسواسويا يتحدثون، ليظل ينظر لها والغضب حليفة ليقطع لحظاتهم دلوف أسر وهو يقول...
‏أسر. مساء الخير
‏الجميع. مساء النور
‏اريج. غير يا حبيبى عقبال ما اجهزلك العشا
‏أسر. ماليش نفس. انا هاخد شاور وانام. بعد اذنكم.

‏لينهى حديثة ويتركهم ويصعد لغرفتة لتقول اريج بعد رحيله.
‏اريج. وبعدين معاك يا بنى!
‏الياس. متقلقيش يا روحى، أسر راجل، هيعدى الأزمة دى على خير
‏اريج. يااارب.

‏عند رويدا وسليم...
‏يجلس سليم برفقة رويدا بالحديقة الخلفية يتحدثون عن حياتهم المقبلة.
‏رويدا. بس انا اللى هغير الديكور
‏سليم بهيام. غيرى اللى انتى عايزاة، وسيبك بقى من الديكور والكلام دا، بحبك
‏رويدا بخجل. ب بس يا سليم
‏سليم. يالهوى على سليم واللى جابو سليم
‏رويدا. عيب يا سليم
‏سليم. عيب اى يا روحى! هو انا قولت حاجة
‏رويدا. سلييييييم، أنت عارف انى بتكسف.

‏سليم. أقسم بالله بعشق اسمى من شفايفك
‏ليقترب منها أكثر قائلا.
‏سليم. عارفة انا عايز اى دلوقتى، انا عايز...
‏لم يستطيع إكمال حديثة بسبب انها نهضت وهرولت من امامة قائلة.
‏روايدا. يالهوووى اسكت
‏لينظر لاثرها وينفجر ضاحكا على فعلتها الطفولية.

‏أما عند زين وريم.
‏حيث يجلسون في ردهة المنزل يتسامرون.
‏ريم. يعنى انت بجد بتحبنى
‏زين، من اول لحظة شوفتك فيها دخلتى قلبى، بغض النظر عن عمايلك السودة
‏لتضحك قائلة. هههههههههههه، دا انت قلبك اسود قوى، انا مش وحشه يا زين، انا بس كنت خايفة
‏زين بعدم فهم. خايفة ازاى يعنى! مش فاهم
‏ريم. كنت خايفة سما تاخد بابى واخواتى منى، كنت خايفة ابقى لوحدى، الوحدة وحشة اوووى يا زين.

‏زين بهدوء. كان المفروض تحكمى عقلك، وتعرفى انها عانت كتير وأنها كانت لوحدها
‏ريم. ربنا يصلح حالها، بس بصراحة سما ايدها تقيلة اووى
زين. هههههههههههه، بصراحة مكنتش فاكرها ناشفة اوووى كده.
ريم. بتضحك. سبتها تضربنى عادى كده
زين. هي ايدها أخف من أيدى، لانى لو كنت طولتك وقتها كان زمانى مكسرك على عاملتك السودة دى
ريم. أخف اى، دا انا قعدت 3ايام وشى وارم، وبعدين انا كنت اعرف منين أنه من أعداء العيلة.

زين. واديكى عرفتى، ياريت تصلحى علاقتك باختك
ريم. تفتكر هتسامحنى
زين. سما قلبها ابيض وطيبة
ريم بتنهيدة. هحاول.

منزل ssمرة أخرى...
يصدع صوت هاتفها بالرنين مرة وراء مرة، لتتقلب في نومتها بضيق، تفتح عينيها ببطئ شديد لتجد نفسها مازالت جالسة على الكرسى، وبيدها ذلك الكتاب التي كانت تقرأ فيه، فيبدو انها غفت دون ان تشعر، لتنتبه للهاتف الذي صدع بالرنين مرة اخرى لتلتقطة من على الطاولة بجوارها لتجد اسم مراد يزين شاشة هاتفها، لتجيب قائله.
سما. اى يا بنى في اى!
مراد بغضب. انتى متخلفة برن عليكى من امتى؟

سما. متخلفة! حسن ملافظك يا زفت
مراد. مش وقتة الكلام دا، انتى فين؟
سما. هكون فين يعنى، اكيد في البيت
مراد. الفريد كلمنى، وقالى حاجه مفهمتهاش، ولما سألته يعنى اى؟ قالى انتى عارفة
لتعقد سما حاجبيها قائلة...
سما. حاجة اى دى!
مراد. قالى (أبلغ عزيزتى ss ان اليوم العاشرة مساءا، سيأتي صياد الذئاب للكوخ الرئيسى للقضاء على الصغير)
لتتنضفض سما واقفة وهي تقول بخوف.
سما، ولسة فاكر تقولى فاضل عشر دقايق وتبقى عشرة.

مراد. انا مش فاهم حاجة
سما بصراخ. في أنهم بعتو قناص عشان يقتل أسر يا حيوان. بسرعة عايزة الحرس يسبقنى على فيلا الديب وحصلنى على هناك وهات زيدان معاك
لتنهى الاتصال وهي تهبط الدرج سريعا وبيدها مفتاح سيارتها وتجرى اتصلا اخر بشخص ما قائله.
سما. جه الوقت اللى ترد لى في الجميل
الشخص. رقبتى سدادة
سما. في قناص قريب من فيلا الديب قدامك خمس دقايق
الشخص. حاضر.

لتدلف للسيارة سريعا وصوت احتكاك الإطارات يصدر صوتا مرتفعا دليلا على تحركها بسرعة فائقة ويتبعها سيارات حراستها الذين تفاجئو بهيئتها حين هبطت بفستان بيتى قصير وحافية القدمين، لينطلقو خلفها دون اى حديث، مازالت في اتجاها صوب منزل عائلتها ومازالت تحاول الاتصال باسر ولكن دون جدوى.

بعد مرور سبع دقائق اقتحمت سيارة سما بوابة منزل الديب ويتبعها السيارات المرافقة لها، ليتفاجأ الجميع بتلك السيارة التي دلفت للتو ليشهر الشباب أسلحتهم التي اخفضوها سريعا حين خرجت سما من سيارتها، ليهرول إسلام لها حين رأى حالتها قائلا بخوف.
إسلام. في اى!
سما. أسر، أسر فين؟
أريج بخوف. ابنى ماله؟
سما بصراخ وهي تنظر لساعة هاتفها.
سما. هو فييين؟
حبيبة. أسر فوق في اوضتة قال هياخد شاور و...

لتصرخ سما عاليا ولم تستمع لباقى حديث حبيبة لتهرول للأعلى وهي تتصل بذلك الشخص مرة اخرى لتقول قبل ان تلقى الهاتف من يدها.
سما. نفذ. اقتلة
ليتبعها الجميع للأعلى ولكنها سبقتهم ودفعت الباب بقوتها ودلفت صارخة حين رأت أسر يقف أما طاولة الزينة الموضوعة مقابله للنافذة قائلة.
سما. اااااسر، أبعد عن الشباك.

لتهرول سريعا وتحتضنة بخوف ولكنها فجأة شعرت بشئ مؤلم للغاية يجتاح جسدها واستمعت لصراخ الجميع لتتهاوى بين يدى معشوقها واخر ما رأتة وجه وعلامات الذعر والخوف تحتل ملامحة.
ليصرخ سيف قائلا. سمااااااا
الياس. شيلها يا أسر بسرعة
ليهرول إسلام ويتفحصها قائلا.
إسلام. الطلقة في كتفها اليمين، يلا على المستشفى.

ولكن أسر لم يجيب على أحد وظل محتضن سما ولا يعى لما يحدث حوالية، ليحاول الشباب أخذ سما من بين يدية ولكن دون جدوى، لانه يحتضتنها بكل بقوته، ولما لا يفعل وهو يشعر انها ضاعت من بين يدية، ليتقدم الياس من أسر ويصفعة بقوة قائلا.
الياس. ااااااااسر سما بتموت، سيبها
ليظل أسر يحرك بؤبؤ عينية يمينا ويسارا بقوة دليلا على الضياع الذي يشعر به، لينتبه أخيرا على حال صغيرتة ويحملها سريعا متجها المشفى وهو يقول...

أسر. سما. لا اوعى تسيبنى، سما خاليكى معايا، انا آسف، والله العظيم اسف.

فى أحد المشفيات الخاصة ب ss، هرج ومرج بالداخل منذ أن دلفت سما للداخل واتجهت لغرفة العمليات، الصحافة بكل مكان، انتشر الخبر بسرعة البرق عن محاولة اغتيال ss، يجتمع الكل بالمشفى عائلة الديب وعائلة حربى وزيدان ومراد وهناء ومنة، الكل بلا استثناء أحد، ولكن ما يقطع طيات القلب هو أسر الذي يجلس على الأرضية أمام باب غرفة العمليات، وملابسة البيتية مغطاة بدماء من يهواها قلبة، يضع رأسة بين يدية ودموعة تشق مجراها على وجنتية، يبكى قهرا والمآ على حبيبتة، مازال الجميع ينتظرون خروج إسلام الذي دلف برفقه شقيقتة، ووافق الطبيب عندما علم ان إسلام طبيب جراحة، لقد مرء الكثير والكثير من الوقت، ليقطع لحظات انتظارهم خروج إسلام بتعب قائلا.

إسلام. الحمد لله.
لينهض أسر سريعا ويمسك يد اسلا بترجى قائلا.
أسر. طمنى، قولى انها هترجعلى
إسلام. اطمن والله كويسة، هي هتخرج على العناية تقعد تحت الملاحظة وبعد كده هتتنقل أوضة عادية
ليحتضنة أسر بسعادة قائلا.
أسر. شكرا. شكرا يا إسلام
إسلام. شكرا اى. دى أختى يا بنى، متقلقش أن شاء الله تقوم بالسلامة
أسر بتنهيدة. يااارب.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة