رواية لعنتي وعذابي الجزء الثاني للكاتبة منى الأسيوطي الفصل الخامس عشر
مشفى ss...
يقف الجميع يشاهد هذا الشجار بين مراد وزيدان، صوتهم المرتفع أدى لاجتماع العاملين بالمشفى وعائلة الديب تشاهد ما يحدث بصمت رهيب وأيضا عائلة حربى يشاهدون فقط وتحاول كل من هناء ومنه تهدئة الوضع، ولكن دون جدوى، ليحاول ايضا مدير المشفى ان ينبههم ان هذا لا يصلح بالمشفى من اجل راحة المرضى، ولكنه لم يتلقى سوا التجاهل منهم.
مراد. يعنى انت عايز اى دلوقت!
زيدان. عايز افهم ازاى تسببها كده، ازاى الفريد معرفش يتصرف، أنت مجنون، دى كانت ممكن تموت فيها
مراد. انا رنيت عليها كتير، وهي ماكنتش بترد عليا، وبعدين انت بتزعقلى ليه، هو انا اللى مسئول عن حمايتها ولا انت؟
زيدان، وانت المسئول عن الشغل مع البهايم دول، انا هعرف منين انها في خطر من غير ما انت تقولى
مراد. هما كانو عايزين أسر، مش هى.
زيدان. وانت عارف انها مجنونه، ومستحيل تسيب حد يأذية، ولا نسيت عملت اى في جون
منه بصوت مرتفع، باااااااااس اسكتو، والله سما لو سمعت كلامكم دا لتخلص عليكم
هناء. انتو مش واخدين بالكم انتو فين!
لينظر مراد وزيدان حولهم، ليجدو العاملين يشاهدون ما يحدث وعلامات الدهشة تحتل ملامحهم ليصرخ بهم زيدان قائلا.
زيدان. انتو بتتفرجو على اى، غورو كل واحد على شغلة
ليهرول الجميع من أمامهم، ويقول مراد عقب رحيلهم.
مراد. لما سما تفوق لينا كلام تانى.
فى أحد الأماكن بإيطاليا...
هرج ومرج بعد انتشار خبر اغتيال سما الديب او كما يلقبوها ssليعم الخوف قلوب الجميع، ويحاول البرتو ان يبث الاطمئنان بهم قائلا.
البرتو. تماسكو قليلا، فهى ما زالت على قيد الحياة
باولو. هل تمزح البرتو، أقسم لك انها ستقتلك أيها الأحمق
البرتو بخوف. م م. ك كيف ستعلم إننى الفاعل
باولو بحدة. انها ss، وستعلم بكل شئ عاجلا ام آجلا، وأنا لن أضحى بحياتى من أجلك.
لينهى حديثة ويترك المكان والخوف يحتل قلوب الجميع.
عودة مرة أخرى للمشفى، ولكن بعد مرور عدة ساعات، وقد تم نقل سما لغرفة عادية، ولكن مهلا أنه جناح كامل، أنه شاسع للغاية، ليسمح بجلوس الياس وأسر وسراج واسيل واريج وعبيدة واسلام برفقتها بعد رحيل الباقى من عائلتها، وتبقى بالخارج مراد وزيدان ومنه وهناء في انتظار عودة سما لرشدها...
فى الداخل...
تبدأ سما تدريجيا في استعادة وعيها، لتجد يدها محاصرة بين أيدى احد، لتفتح عينيها ببطء شديد، لتجد أسر يجلس بجوارها، ويدة تحتضن يدها في عناق يبثها خوفه وقلقه عليها، لتقول بوهن شديد.
سما. اسر
لينتفض أسر واقفا ويقترب منها بشدة قائلا بسعادة.
أسر. سما، حبيبتى، انتى كويسة؟
سما. انا كويسة، بس عطشانة اوووى
إسلام ببسمة. مينفعش تشربي دلوقت، بس ممكن نبل شفايف بس.
لينهى حديثة وهو يسكب بعض من قطرات الماء على أنامله ويمررها على شفتيها، ثم يكمل قائلا...
إسلام. حاسة بحاجة بتوجعك؟
لتنظر لأسر بحب قائلة.
سما. كان في حاجة بتوجعنى، بس دلوقت خلاص
أسر. سلامتك من الوجع يا قلب أسر
سما. انا اسفة، ا...
ليضع أسر يدية على شفتيها قائلا...
أسر. هشششششش، خلاص يا قلبى، متقوليش حاجة خالص، ليه وقفتى قدامى، انا حسيت روحى بتطلع لما شوفتك كده.
سما. انا اللى كنت هموت فعلا لو كانت الطلقة دى جت فيك، انا من غيرك ولا حاجة، انا بحبك يا أسر
الياس بمزاح، يابت احترامى وجودنا طب
عبيدة. عاملة دماغ بنج يا جدعان اعذوروها
سراج بقلق. الحمد لله انها قامت بالسلامة
إسلام. هههههههههه، معلش دلوقت تفوق
لتعقد سما حاجبيها وهي تنظر للجميع قائلة.
سما. اى دا! امال فين الباقين؟
اسيل. روحو يا حبيبتى، وهيجو بكرة
سما، مراد وزيدان فين؟
أسر بضيق. بتسألى عليهم ليه؟
سما. لو سمحت يا أسر هما فين؟
إسلام. واقفين برة
سما. طب ناديهم
لينصاع إسلام لرغبة شقيقتة ويخرج من الغرفة، وما هي الا عدة ثوانى حتى دلف إسلام و يتبعة مراد وزيدان وهناء ومنه، لتهرول منه إليها قائله ببكاء.
منة. سوما، انتى كويسة؟
سما. انا كويسة. مراد
مراد. من غير ما تتكلمى، عارف هتقولى اى
سما. كويس انك عارف، موبايلى فين؟
أريج. اهو يا حبيبتى.
لتنهى اريج حديثها وهي تنهض من مكانها وتتجة صوب سما وهي تعطية لها تحت نظرات أسر الغامضة.
سما. شكرا يا طنط
لتمسك هاتفها وتقوم بإجراء مكالمه هاتفية ب صديقها الفريد قائلة.
سما. مرحبا
مرحبا بكى يا صغيرة
لتشهق سما حين رأت الفريد يدلف من باب الغرفة، ليقترب منها ويتفحصها بعينية ثم يقول...
الفريد. يا إلهى انك بخير يا فتاة، لقد اعتقدت إننى سأفقدك للأبد
سما. ليس الآن أيها المشاغب
الفريد. لدى شخص يريد رؤيتك.
لتضيق سما عينيها في محاولة فهم ما يقصد، وما هي الا ثوانى معدودة حتى فتحت عينيها على مصرعهم حين رأت تلك البسمة الماكرة على شفتية لتقول بتوجس.
سما. الفريد، لا تعبث معى. أقسم س...
لقد اصبحتى ثرثارة مثل ذلك اللعين
لينتفض الياس واقفا حين رأى تونى وتتبعة ماج يدلفون للداخل ليقول الياس بدهشة.
الياس. تونى
تونى. لقد اشتقت لك أيها الوقح
الياس. كيف. ماذا.
ماج. اووووو لماذا تتعثر في الكلام أيها ال.
ليحتضنها إلياس بسعادة قائلا...
الياس. لقد اشتقت لكى أيتها ال
سراج. مرحبا تونى
تونى. مرحبا أيها اللعين الغائب، لقد ارهقتنى حتى عدت
ليعقد سراج حاجبية بعدم فهم قائلا.
سراج. انا لا افهم شيئا
ليلتفت تونى لسما قائلا.
تونى. يا اللهى، انتى لم تخبريهم بالحقيقة أيتها الفتاة
سما بتوتر من نظرات الجميع.
سما. ا اصمت تونى، ليس الآن
ماج. متى أذن ياصغيرتى
سما. سنتحدث لاحقا ماج. هناء
هناء. نعم.
سما. اوقفى الدعم، وانتى يا منة اطلبى من الكل يرفع حمايته عن البروتو والباقين
مراد. بس الباقين مالهمش دعوة
سما. انا اللى أقرر مش انت، زيدان عايزة تقرير مفصل عن تحركات البرتو
زيدان بتنهيدة. ماشى
مراد. طب وانا هعمل اى!
سما. أنت عارف هتعمل اى
ليومئ برأسه دليلا على فهمه لحديثها ليقطع حديثهم سراج قائلا.
سراج. انا مش فاهم حاجة، هو في اى
سما. قولت نتكلم بعدين، انا عايزة انام
أسر. مش بمزاجك
سما. نعم!
ليركل أسر الكرسى بغضب وهو يقول.
أسر. انا مش تحت مزاجك، انتى هتتكلمى دلوقتى، وتقولى كل حاجة، انا معنديش استعداد أفضل المغفل في عين الكل، انطقى
زيدان بهدوء. براحة يا باشمهندس
أسر. وانت مالك انت، انا اساسا مش طايقكم
الياس بحدة. اسر، اتلم وراعى وجودى انا وعمامك
أسر. انا آسف يا بابا، بس انت مش شايف عمايلها
الياس. اهدى طيب
سما. سبونا لوحدنا
مراد. طيب يلا يا زيدان، يلا يا بنات.
لينهى مراد حديثة ويتبعة الجميع للخارج ليلتفت الياس لاسلام قائلا.
الياس. اسلام لو سمحت خد اريج واسيل وماج وروحهم على البيت
إسلام. حاضر يا عمى
الياس. ماج هيا اذهبى برفقتهم للمنزل
ماج. حسنا
لينصاع الجميع لرغبة الياس ليتبقى سراج والياس وعبيدة وأسر والفريد وتونى فقط برفقة سما ليقول تونى. حسنا الياس ابتعد أريد أن أجلس
ليبتعد الياس عن الأريكة قائلا.
الياس. أجلس أيها العجوز.
تونى. سأعلمك من هو العجوز فقط بعدما تنتهى سما من حديثها
الياس. ههههههههه ياللهى، أنت لم تتغير، من هذا الفتى
لينهى حديثة وهو يشير إلى الفريد
تونى. الحقيقة أنه ابنى، الكذب أنه الذراع اليمنى لأكبر زعيم مافيا في إيطاليا
الياس. ماذا! سما انا عايز اعرف كل حاجة
سما بتنهيدة. حاضر، بس عشان خاطرى يا اونكل متزعلش منى
الياس ببسمة. انا عمرى ما ازعل منك، انتى بنتى يا سما
سما. ربنا يخليك ليا يا اونكل.
الياس. انا سامعك يا حبيبتى، قولى كل حاجة
سما. الحكاية بدأت...
منزل الديب مساء...
يجلس سليم برفقة رويدا التي تبكى منذ أن عاد شقيقها من المشفى، وقام بتهشيم كل ما يقابلة وحين حاولت رويدا ردعة حتى لا يتأذى، قام بصفعها...
فلاش باك...
صوت اطارات سيارتة كان مرتفع بشدة، دليلا على غضبة، ليدلف للداخل وهو يلقى كل ما يقابله على الأرض، ليهرول الجميع للخارج على أثر الصوت لتقول اريج بخوف. أسر مالك يا حبيبى؟
اسيل. مالك يا بنى!
زين. أسر أهدى
أسر بصراخ. ابعدووووو عنى.
لتقترب رويدا منه ببطء وتمسك يدية قائله.
رويدا. أسر حب، اااااه
أريج. بنتى
تصرخ رويدا عاليا حين صفعها اسر، ليهرول سليم للداخل حين أتى على أثر صوتهم العالى ليرى أسر وهو يصفع حبيبتة ليحتضنها قائلا بحدة.
سليم. أسر انت اتجننت!
ليظل أسر ينظر لشقيقتة بصدمة، ولا يصدق ما فعلة توا، ليترك المكان سريعا ويصعد لغرفتة، ليأخذ سليم رويدا ويجلس في حديقة المنزل الخلفية.
باك...
سليم. خلاص بقى يا روحى، بطلى عياط.
رويدا ببكاء. ا ا انا م معمل معملتش ح حاجة
سليم. انا عارف يا روحى، اهدى بقى، هو بس متعصب من اللى حصل، واحنا لازم نقدر اللى هو فيه
رويدا. دا دا ضربنى، انا م مش مصدقة ا أنه ضربنى
انا آسف
ليلتفتو على أثر الصوت ليجدو أسر يقف خلفهم ومعالم الحزن والإرهاق تحتل وجة، وما ان رأته رويدا حتى انفجرت باكية مرة اخرى، ليجلس بجوارها ويحتضنها ويمرر يدية على شعرها قائلا.
اسر. انا اسف يا قلب اخوكى، حقك عليا متعيطيش.
رويدا. أنت ضربتنى جامد، وا وانا معملتش حاجة، ا انا كنت خ خايفة عليك
اسر. انا غبى ومتخلف حقك عليا، متزعليش منى، انا بس كنت متعصب وعفاريت الدنيا كانت بتتنطط في وشى، يا رويدا انا تعبان، و والله ما بقيت مستحمل حاجة تانى، حقك عليا
لتجفف رويدا دموعها قائله...
رويدا. مالك يا حبيبى، اى اللى تاعبك
اسر ببسمة حزينة. متقلقيش انا هبقى كويس
سليم. تعالى بقى اعزمك على العشا برة
رويدا. لا ماليش نفس.
اسر. لا اسمعى الكلام، يلا روحى وانبسطى
روايد ببسمة. حاضر يا حبيبى
لتنهى حديثها وهي تقبل وجنته وتنهض برفقة سليم، لينظر لاثرها ببسمة ثم ينهض ويتمدد على العشب الاصطناعى بالارضية وينظر للسماء ويتنهد بقوة متذكرا ما حدث بالمشفى...
فلاش باك...
سما. الحكاية بدأت لما فتحت وصية مامى، وطلبت منى أنفذ كلامها بالحرف الواحد
سراج. وكانت اى الوصية دى؟
سما. اول حاجة انى اعمل شركة بأسمى بالفلوس اللى سابتهالى في البنك باسمى، وماابقاش عبيطة ويضحك عليا بكلمتين، قالتلى خليكى جبروت، الكل لازم يخاف منى، لازم أكون كابوس لكل حد يفكر يأذينى، قالتلى اوعى تحبى، قالتلى الحب ضعف...
لتكمل حديثها ودموعها تنهمر على وجهها قائله.
سما. قالتلى انها حبت بابى بجنون، لدرجة انها استحملت كل عمايلة معاها، قالتلى اوعى تبينى حبك، اوعى تمشى ورا قلبك، قالتلى لازم يكون ليا كيانى الخاص بيا، قالتلى انها وصت انى اتسمى على اسمها، بس قالتلى اثبتليهم ان سما الديب اللى ماتت غير سما الديب اللى عايشة، قالتلى لو ابوكى مرجعش، اوعى حد يعرف الحقيقة، قالتلى خبى على الكل الحقيقة لحد ابوكى ما يرجع، قالتلى خلى ابوكى يعرف انتى بقيتى اى، قالتلى ابوكى متجوز غيرى وعندو اولاد، قالتلى انى لو ضعفت هبقى صفر على الشمال في حياة سراج الديب، انا نفذت كلامها بالحرف، حتى لما حبيت مقولتش، وهي قالتلى على تونى وماج وانا وصلتلهم وكلمتهم وفهمت تونى كل حاجة مامى قالت عليها، وهو ساعدنى وكان الموضوع سهل اوووى بما ان اونكل علاقتة بتونى مبقتش زى الأول، وبقو قليل قوى لما يتكلمو، واتعرفت على الفريد وبقينا صحاب وبقى هو اللى بيفهمنى اعمل اى، لحد ما ف يوم كلمنى وقالى ان الناس اللى اونكل الياس كان بيتعامل معاهم بيدورو وراة، وأن حياتة في خطر، طلبت منة يساعدنى ادخل جوة العالم دا، الأول تونى رفض بس بعد كده ساعدنى وبقيت انا الممول الاساسى ليهم، بقو ميمشوش خطوة من غير إذنى، بس انا مكنتش ظاهرة ف الصورة ومراد هو اللى كان بيتعامل معاهم.
اسر بهدوء. طب انا ذنبى اى؟
سما. انا من الأول كنت رافضة الجواز، انا مكنتش حابة نوصل للنقطة دى
اسر بحدة. اممممممم يعنى دى اخرة انى حبيتك، انا اللى غلطان انى اتمسكت بيكى، انا اللى غلطان انى حبيت واحدة كدابة، انا اللى غلطان انى سلمتك قلبى، انا اللى غلطان انى وثقت في واحدة زيك
الياس. اااسر اسكت وسيبها تكمل كلامها
اسر بانفعال، انا مش هسمع منها حاجة تانى، بصى يا بنت عمى تخرجى من هنا وكل واحد يروح لحاله.
سما. اسر انت...
اسر مقاطعا، اخرسى بقى متجبيش أسمى على لسانك، انا خلاص قرفت من عمايلك دى
سراج. اسر
اسر بهدوء على عكس ما يشعر به...
اسر. نعم
سراج، إياك تكلم بنتى كده، ومش مسموح لأى حد يكلمها كده، حتى لو كان جوزها
عبيدة. اهدى يا سراج واقعد خلينا نتفاهم براحة.
سراج منفعلا، لا مش ههدى، انا بنتى ضاعت بسببى وبسبب غبائى، انا السبب في ان بنتى بقت كده، سما انا اللى ظلمتها زى ما ظلمت امها، ومش هسمح لحد مهما كان يزعق لبنتى فاهم يا ابن اخويا
لينظر أسر لهم جميعا بغضب ثم يترك المكان ويرحل...
باك...
ليتنهد أسر بقوة قائلا.
اسر. الله يسامحك يا بنت عمى على وجع قلبى دا.
نتمادي في الخطأ الكثير من الأحيان، ولا نعير أحدا انتباهنا ونستمر هكذا ولكن لا نكن نعلم ما سوف يحدث، نظن أن كل شئ سيكون علي ما يرام ولكن كيف هذا وكل تلك الاخطأ نحن من افتعلها. ولكن هل نفعل كل تلك الاخطأ بدون هدف واضح أم لكل فعل رد فعل . اكيد لتلك الاخطأ أسباب مهما كانت ولكن الاستمرار في الخطأ يوتر العلاقات ويفسدها - بقلم رضوي ياسر.