قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنتي وعذابي الجزء الثاني للكاتبة منى الأسيوطي الفصل الثاني والثلاثون

رواية لعنتي وعذابي الجزء الثاني للكاتبة منى الأسيوطي الفصل الثاني والثلاثون

رواية لعنتي وعذابي الجزء الثاني للكاتبة منى الأسيوطي الفصل الثاني والثلاثون

منزل الديب صباحا، غرفة سراج...
يجلس سراج على حافة الفراش برفقة سما يتحدثون...
سراج. اهدى يا روحى، أديها وقتها وانا متأكد انها هتسامحك
سما ببكاء. البنت مش طايقانى يا سراج، دى سامحت اسر وانا لاء
سراج. أسر اتظلم كتيييرقوى معاها، ربنا يسعدهم
سما. عشان خاطرى يا سراج كلمها، والله قلبى مبقاش مستحمل اللى بيحصلى دا
سراج. طيب اهدى، وأنا هكلم حربى لأنها بتسمع كلامة
سما. حاضر.

أما بالأسفل...
غضب، غيرة، تحدى، إصرار، مشاعر مختلطة تحيط الاجواء، يحاول كل من الياس وعبيدة واريج واسيل تهدئة الأجواء بين أسر وسما، ويقف باقى الشباب والفتايات يشاهدون ما يحدث بصمت شديد...
الياس. عيب إللى انتو بتعملو دا
سما. انا مغلطتش
أسر. أقسم بالله هخنقك، انا قولت لاء يعنى لاء
سما. مش بمزاجك، لازم نقدر الناس
أسر. انا قليل الذوق مالكيش فيه
سما. انا قولت هنعزم نزار يعنى هنعزمة.

أريج. يابنى مفيهاش حاجة، واكيد مراته هتيجى معاة
أسر بسخرية. اه مراتة وبنته اللى سماها على اسم المحروسة مش كده
اسيل. يا حبيبى مفيهاش حاجة، الراجل معملش حاجة غلط
أسر. لاء يعنى لاء، والله ألغى الفرح وانكد عليها
عبيدة بضيق، ما تتلم ياض بقى، اعملولنا احترام شوية
سما. انا مش شايفة حاجة غلط، انا قولت نعزم اونكل سلام واونكل شبل
أسر. انتى عارفة كويس اوووى ان محدش منهم هيجى وهيبعتو اللزج نزار
سيف. أسر.

ليلتفت أسر وينظر لسيف الذي أشار له بعينية على خديجة وعائشة ليقول.
أسر. احم متزعلوش يا بنات بس انا بجد مبحبوش
عائشة بضحك، هههههههههه ومين فينا بيحبة
خديجة. احم بصراحة هو فعلا بنى آدم تقيل
أسر. شوفتى حتى بنات عمه مش طايقينو
سما. بس أنتم بنفسكم حكيتولى هو عمل اى عشان يلاقينى، وتعب جدا وقعد فترة كبيرة يدور عليا، يبقى لازم نشكرة، وبعدين هو عمرة ما اتعدى حدودة معايا، بالعكس طول عمرة ذوق وجنتل مان و.

أسر بحدة. جي، اى يا ختى! سما اتقى شرى، وبطلى تستفزينى
موسى بغضب طفولى. بااااس بقى، مامى بطلو تتخانقو بقى
سما. أنت بتزعقلى!
موسى. طبعا لاء، اسف بس بجد بطلو خناق
أسر. امك بقت بتمشى من دماغها كتير
سما. تقصد اى؟
أسر بتعب. عايزة اى يا سما، عايزة تعزمى نزار حاضر، بس افتكرى انك انتى اللى ابتديتى
لينهى حديثةويتجة للخارج لتنظر سما لالياس بقلق قائلة.
سما. اونكل هو يقصد اى؟

الياس بضحك. هههههههههه لما انتى جبانة بتتحديه ليه!
سما. يالهوى ابنك بيدبرلى مصيبة
عبيدة. ههههههههه قابلى بقى
سما. ربنا يطمنكم.

منزل حربى. غرفة سليم...
استيقظ سليم صباحا على صوت بكاء مرير، لينظر بجوارة باحثاعن زوجتة ولكنة وجد الفراش خالى، لينهض بثقل متجها للمرحاض وطرق على الباب بخفة قائلا.
سليم. رويدا، رودى مالك يا روحى، رويدا افتحى الباب دا، رويدا بتعيطى ليه ما...
ليبتر حديثة حين فتحت رويدا الباب واحتضنتة بقوة قائلا ببكاء.
رويدا. سليم
سليم. مالك يا عمر سليم، بتعيطى ليه؟

ابتعدت عنة وفتحت يدها ليجد بداخلها تلك القطعة البلاستيكية بيضاء اللون لينظر لها باندهاش قائلا...
سليم. اى دا!
لتشير رويدا للخطان المطبوعين بداخل تلك القطعة قائلة بسعادة.
رويدا. انا حامل
سليم بهدوء. حامل ازاى؟
رويدا. هههههههه والله انا مش مصدقة
سليم. حامل، يعنى بابا وبيبى وماما و...
لتصرخ رويدا عاليا حين سقط سليم مغشى علية قائلة.

رويدا. سلييييييييم، سليييييم مالك يا حبيبى، سليييم، يا خالتوووو، يا اونكل حررربى
لتنظر رويدا لحربى وحورية الذين دلفوا للداخل مسرعين على أثر صراخها، لتصرخ حورية حين وجدت سليم ملقى على الارضية قائلة.
حورية. ابنى
حربى. حصل اى يا بنتى؟
رويدا ببكاء. اغمى علية لما قولتلو انى حامل ومش...
حورية. مين إللى حامل!
رويدا. انا يا خالتو حامل
حربى بسعادة. بجد يا بنتى
رويدا. ايوا يا اونكل بس نفوق سليم الأول
حربى. متقلقيش.

ليمسك حربى بقنينة المياة الموضوعة على الكمودوقام بسكبهافوق رأس سليم، ليشهق عاليا وينهض فزعا قائلا.
سليم. اى في اييي؟
حربى. قوم الله يكسفك، اجمد ياض مالك؟
حورية. مبروك يا حبيبى
سليم. مبروك على اى؟
رويدا. على الحمل يا حبيبى، مالك!
سليم ببكاء. بجد حامل
رويدا. اه والله التحليل اهو، وقوم نلبس نروح المستشفى نتأكد
ليحتضنها سليم بسعادة قائلا. ربنا يخليكى ليا ويحفظك يا روحى وتقومى بالسلامة.

حربى. ربنا يسعدكم يا ولاد
سليم ورويدا. يارب.

منزل كيان...
يجلس كيان برفقة اسرتة من اجل تناول الطعام سويا، يرتشف قهوتة وهو يستمع لزوجتة.
هناء. انا مش عارفة هلحق اشترى الهدوم وكل اللى محتاجاة في يوم واحد ازاى؟
كيان. عادى يا روحى، انا مش رايح الشغل النهاردة، وهنزل معاكى نجيب كل اللى انتى عايزاة
هناء اندهاش. بجد!
كيان. ايوا يا روحى بجد، خلص، هناء، هناء
بتر حديثة وظل ينادى باسمها حين هرولت من امامة وتركت المكان، لينظر لطفلية قائلا...

كيان. خلصو فطاركم كلة
ويهرول خلفها دون ان يستمع لحديث ابنائة، دلف لغرفتة وتفاجأ حين وجدها تجلس على الفراش وتدفن وجهها بين كفيها وتبكى بقوة، ليغلق الباب ويتجه صوبها وجلس بجوارها وشدها لداخل احضانة، لتتمسك بقميصة وتنفجر باكية مرة اخرى، لتظل على هذا الوضع بعض الوقت، وتبدأ في الهدوء تدريجيا حتى تحول بكائها لشهقات خافتة، ليقبل أعلى رأسها بحب قائلا.
كيان. خلاص هديتي
هناء. ا اسفة
كيان. مالك يا روحى؟

هناء. مفيش، متشغلش بالك
كيان بعتاب. لو مشغلتش بالى بيكى هشغلة بمين؟ انتى كل حياتى يا نونا قولتيلى بقى زعلانة ليه يا عمرى؟
هناء، عشان حسيت أن كل حاجة فوق دماغى، الولاد والبيت والشغل و...
كيان مقاطعا. اسف، انا عارف انك شايلة كل حاجة لوحدك، بس وعد منى هساعدك على اد ما أقدر، متزعليش يا عمرى انا
هناء. انا بحبك اوى يا كيان
كيان. وأنا بموت فيكى يا قلب كيان انتى.

منزل مراد...
تقوم منه بترتيب المنزل، ويجلس مراد برفقة طفلهم يوسف، وهو يقوم بمساعدتةفى مشاهدة أحد الأفلام على جهازةاللوحى، ويتابعهاوهى تتنقل هنا وهناك بكل خفة ورشاقة، حتى انتهت من تنظيف وترتيب الغرف الخارجية، وتنهدت بتعب قائلة.
منه. هرتب أوضة النوم وبعدين ننزل
مراد. استنى انا جاى معاكى
ليترك يوسف وحدة على الأريكة، ويمسك يدها ويقبلها قائلا.
مراد. كفاية عليكى كده انتى تعبتى، انا اللى هرتب أوضة النوم.

منة. اى إللى انت بتقولو دا! لا طبعا مستحيل على آخر الزمن هتنضف انت
مراد. وفيها اى لما انضف انا، تعالى بس اقعدى كده وقوليلى اعمل اى
لينهى حديثة وهو يسحبها من يدها واتجة بها لغرفتة وجلست على احد الكراسى الموجودة بالغرفة، ليقبل رأسها قائلا.
مراد. اول حاجة هتغيرى فرش السرير صح!
منة. ايوا
مراد. طب فين الملايات بقى؟
لتشير منة باتجاة غرفة تبديل الثياب قائلة.

منة. هتلاقيهم في أوضة اللبس، في الدولاب الفردى بعد هدومك
مراد. ماشى
ليختفى مراد داخل تلك الغرفة عدة ثوانى، وعادة وهو يمسك بأحد الشراشف النظيفة، وبدأ في رحلة تنظيف الغرفة، ليجلس بعد مرور ساعة والتعب حليفة قائلا.
مراد. ااااااة لا والله بتتعبو
منة بضحك، ههههههههههه حسيت بيا يعنى؟
مراد ببسمة. انا طول عمرى حاسس بيكى، انا هقوم اخد شاور بدل ما انا شبة الخدامين كدا، بعدين نبقى ننزل
منة. ننزل فين؟

مراد. اى يا بنتى انتى لحقتى تنسى، فرح سما وأسر بكرة، هننزل نشترى فستان لقمرى وبدلة لأبن قمرى، والغلبان اللى قدامك برضو يشترى بدلة، وبعدين هنتغدى برة النهاردة
لتحتضنة منه بقوة قائلة. ربنا ما يحرمنى منك
مراد. ولا منك يا روحى.

منزل زيدان...
تقف لحن في المطبخ من اجل إعداد الطعام، بعد رحيل زوجها للعمل، وصغيرها اياد قد غفى ووضعتة في مهدةوايان يشاهد أحد البرامج الكرتونية، لتشهق بخوف حين شعرت بيد ما توضع على خصرها، لتتفاجأ بعودة زوجها باكرا من العمل لتقول.
لحن، حرام عليك يا زيدان خضتنى
زيدان. سلامتك من الخضة يا روحى
لحن. حمدلله على السلامة، راجع بدرى يعنى!
زيدان. الله يسلمك يا روحى، انا اصلا مروحتش الشركة.

لتعقد حاجبيها قائلة. امال كنت فين؟
زيدان. تعالى وأنا اقولك
لينهى حديثة وهو يسحبها للخارج، لتتفاجأ ببعض المشتريات الجديدة لتقول.
لحن. دى هدوم الفرح؟
زيدان ببسمة. اه ويارب زوقى يعجبك
لحن. حبيبى ربنا يخليك لينا، ورينى بقى جبت اى
زيدان. من عيونى.

سعادة عادت لتخيم على الجميع، بعد سنوات كثيرة من الحزن والالم، عادت البسمة تحتل شفاةالجميع، ليعلم الجميع أن الحزن لا يدوم، عندما يمر بنا وقت ضيق وترى من يجتمع حولك ومن يتركك ويفر هاربا، أعلم أن كل شئ من تدابير المولى عز وجل، وله في ذلك حكمة حتما ستعرفها يوما ما...

منزل الديب مساء...
يجتمع الكل في الحديقة الأمامية، وصوت ضحكاتهم ومزاحهم يصدع في ارجاء المكان، ليقطع لحظاتهم تلك الصغيرة وهي تمسك بحافظة ملابس صغيرة، وتتبعها والدتها وهي تحمل بعض الأشياء بيدها لتقول.
روفان. موسى
موسى. نعم
روفان. قولى الفستان دا البس علية انهى جزمة
لتنهى حديثها وهي تفتح الحافظة وتخرج فستان قصير للغاية ذو حمالات رفيعة وتشير لبعض الاحذية التي تحملها والدتها، ليقول موسى لوالدة.

موسى. بابا هو انت قولت لماما اى الصبح على الفستان اللى كانت لابساة
أسر. إشمعنى!
موسى. أنت قولت لمامى الصبح هو دا فستان ولا اى الكلمة التانية عشان مش فاكرها
الياس بضحك. ههههههههه قالها هو دا فستان ولا قميص نوم
موسى. ايوا شاطر يا جدو، هو دا فستان ولا قميص نوم!
روفان. يعنى اى؟
موسى. الفستان دا قصير جدا، هو انتى اللى هترقصى بكرة في الفرح
أسر بمزاح. اوووو، منور يا مازن.

لتنطلق ضحكات الجميع على حديث أسر، لتقول اريج.
أريج. بس انا شايفة الفستان حلو جدا يا موسى، دا هيبقى تحفة عليها
موسى. يا تيتة دا عيب البنات كلها، شايفين كل حاجة تحفة ومش بتفكرو زينا
سيف. زى مين لامؤاخذة؟
موسى. زى الرجالة يا خالو
إسلام. سما هو ابنك مالو؟
موسى. ماليش هي طلبت رأيى وانا قولتلو
لينهى حديثة وينهض واقفا وقبل ان يلتفت نظر لها قائلا.

موسى، وياريت متبقيش زى الهبلة بكرة وتمشى ورا يوسف ابن اونكل مراد في كل حتة، اعقلى شوية
لتنفجر باكية بعد حديثة معها وتركها ورحل ونظرت لمازن قائلة.
روفان. ااانا ع عايزة فستان تانى
لتهرول للأعلى وينظر مازن بضيق لأسرقائلا.
مازن، ابنك ابن الكلب دا بيتكلم بنتى كدا ليه، هو فاكر نفسة ابن مين في البلد
أسر بضحك. ههههههههههه ابنى، ابن اسر الياس الديب، ويعمل اللى هو عاوزة.

أسر. اتحرقو انتو الاتنين اعمل انا اى دلوقتى، اجبلها فستان منين دلوقت
سما سراج. سيبلى انا الموضوع دا، انا هتصرف
أسر. اطمن سما هتجبلها بدلة رقص و...
الياس. الواد دا صوتة حلو اوووى
ليصمت الجميع حين استمعو لصوت غناء موسى، لينهضو ويتجهو صوب الصوت، ليجدو موسى يمدد جسدة على العشب وينظر للسماء ويغنى مقطوعة من
اغنية ام كلثوم، فات الميعاد
ليتفاجأ بوجود الجميع خلفةحين ارتفع صوت صفيرهم وتصفيقهم الحار، ليقول موسى.

موسى. في اى؟
الياس. في أن صوتك حلو اوووى يا قلب جدك انت
سليم. طب يا جماعة انا عندى ليكم خبر حلو
أريج. خير يا ابنى
ليحتضن رويدا ويقربها منه قائلا بهيام.
سليم. رويدا حامل
لتصرخ الفتايات عاليا ويهرولو محتضنين رويدا وكذلك الشباب الذين انهالو على سليم بالتهنئة والمباركات.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة