رواية لعنتي وعذابي الجزء الثاني للكاتبة منى الأسيوطي الفصل الثاني عشر
نحن نعيش في مجتمع يظن الظنون مهما كانت. اولها هو ضعف الانثي. يظنون ان كل انثي ضعيفة هشة غير قادرة علي حماية نفسها. وهم لا يعلمون ما نحن عليه. نحن جبروتنا يعادل 100 رجل بينهم. ولا يعلمون ما نخفية عنهم بهذا الوجه والمعالم الرقيقة. نحن في أشد الأوقات نظهر أنفسنا. لسنا عالة علي أحد. و لسنا بهذا الضعف الظاهري أمامهم. كل انثي لديها قوي. سواء بالعقل. بالجسد الخ.
بقلم رضوي ياسر.
منزل الديب...
فى نهاية اليوم التالى، بعد أن تعافى سراج، وحان وقت خروجه من المشفى، ساعد إسلام وسيف والدهم على النهوض وأثناء خروجهم من باب الغرفة حيث وجد شقيقة الأكبر في انتظارة برفقة عبيدة، فقد ذهب جميع الأبناء للعمل ليقول سراج.
سراج. انتو لسة واقفين من امبارح!
الياس بحب. وأقف عمرى كلة، انت اخويا الصغير
عبيدة. يلا بينا نروح بقى اسيل كلت دماغى بالتليفون.
سراج ببسمة. ربنا يخليكم ليا و...
ليتبخر باقى حديثة حين وجد الممر الواقفين فيه أمام الغرفة التي كان يمكث بها، قد أصبح ممتلئ بعدد هائل من الحراسة الشخصية لينظرو جميعا بصدمة لما يحدث حين وجدو سما تتقدم من وسط طاقم حراستها وهي تتألق بملابس رسمية وتتساير مع ذلك الشخص الذي كان برفقتها بالأمس وهو المدعو زيدان، لتصمت حين وجدت والدها يقف خارج الغرفة ويبدو أنه أصبح بحالة جيدة تسمح له بالخروج، لتقف امامة قائلة...
سما. حمدلله على السلامة
سراج...
سيف. الله يسلمك
إسلام. ماكانش في داعى تيجى احنا معاة وهنروحة
سما. انا إللى أقرر إذا كان في داعى ولا لاء. حضرتك كويس؟
ليومئ سراج برأسه دليلا على نعم دون ان يتحدث، لتلتفت لزيدان الواقف بجوارها قائلة.
سما. تمام. يلا بينا. زيدان خليهم يجهزو العربيات والقصر جاهز؟
زيدان. كلة تمام
الياس. قصر اى!
سما ببسمة. القصر بتاعى هننقل فيه انا وبابى واخواتى
عبيدة بحزم، اكيد لاء طبعا. انتى من أمتى بتاخدى قرارات من نفسك
الياس. استنى يا عبيدة بس. جوزك عارف باللى انتى بتقوليه دا
سما بهدوء. جوزى مش بيكلمنى
عبيدة بحدة. وحيات أمك! دا قليل ان ما طلقك
سما بصدمة. يطلقنى!
الياس. بس اسكتو، لينا بيت نتكلم فيه، يلا ورايا.
لينهى الياس ذلك النقاش ويتجهو جميعا صوب سيارتهم، لتذهب سما برفقة أسرتها وطاقم حراستها وودعت زيدان ليرحل إلى منزلة.
منزل حربى...
ذلك النقاش الذي يدور بين حربى وابنة، في حضور باقى أفراد الأسرة ليقول حربى بحدة...
حربى. أنت مجنون، جواز اى دلوقت والدنيا والعة عندهم كده
سليم. انا مطلبتش المستحيل، انا بقول نكتب الكتاب وهنحتفل مع بعضنا، انا مش عايز فرح
حورية. ليه ياحبيبى، داانت وحيدى وأول فرحة عندى، ازاى يابنى مش عايز فرح؟
سليم. يا أمى الفرح دا شكليات ومنظرة على الفاضى.
عائشة. بس يا سليم احنا عيلة كبيرة ولازم...
سليم مقاطعا. انا إللى هتجوز مش العيلة
حربى. وأنا مش هزعل اخواتى منى، فاهم
سليم، يا سلام، طب ما عمى سلام جوز عثمان ابنة من غير فرح
حربى. لأن ابوى كان لساته ميت مبقالوش سبع شهور
حورية. أنت قلبت ليه ياحربى. أهدى كل حاجة ليها حل
لتميل خديجة على شقيقها قائلة بهمس حتى لايسمعها أحد.
خديجة. قفل على الموضوع دا دلوقت أبوك قلب صعيدى ودا معناة انة جاب اخرة منك
عائشة. طيب اجلو الخناق دا، ويلا نطمن على عمو سراج زمانة رجع
حربى. يلا.
منزل الديب.
لقد أصبح الوضع جنونيا بين أفراد تلك العائلة، والجميع في حالة صدمة من ذلك الثنائى، فبعد ذلك التغير الجذري الذي طرأ على سما، وأسر أصبح منفعل كثيرا، ليعلو صوت صراخة في وجة سما حين علم من والدة انها تريد الرحيل من المنزل والذهاب لمنزلها الخاص ليصرخ بها قائلا.
أسر. على جثتي. فاهمة
سما بهدوء. وطى صوتك، انا مش جارية عندك.
أسر، والله ياسما لو جبت أخرى من عمايلك السودة دى، لاقتلك وأخلص منك
سما. ورينى شطارتك يا ابن عمى
أسر. انتى اكيد اتجننتى
سما بتنهيدة. طيب اهدى ونتكلم بالعقل
أسر بغضب. عقل. انتى خليتنى فيا عقل، انتى عايزة ليه تجيبى أخرى
سما بصوت مرتفع. يعنى انت عايز اى دلوقت!
أسر. عايز اعرف ليه خبيتى عليا؟
ليعم الصمت المكان، وتظل سما تنظر له ولا تعلم بماذا تجيبة، هل تقول له كما اخبرتهم جميعا بالسابق انها وصية والدتها الراحلة، ام تخبرة بالحقيقة الكاملة وترتمى بين يدية ليضمها في عناق قوى يقضى على كل مخاوفها، ليمر الوقت وهو مازال يقف في مواجهتها وينتظر ردها على سؤالة، لما لم تخبرة بالحقيقة، ليصرخ بها مرة اخرى قائلا.
أسر. انطقى، ومتطلعيش زربينى عليكى
سما بهدوء بات يستفزة كثيرا.
سما. زرابين مين. اعرف انت بتقول اى ولمين يا ابن عمى
أسر بحدة. اتلمى وانطقى انا جوزك انتى بتستهبلى ss في بيتى ومراتى وانتى ليكى عين كمان تبجحى سما. لاعاش ولا كان اللى يقول عليا كلمة غلط وخلى الطابق مستور وأمك وأبوك واقفين وخالينى ساكتة
أسر بغضب. تقصدى اى!
الياس. انا مش فاهم حاجة.
سما. تمام، يبقى نفهم كلنا، أسر بية الديب ليه غراميات بعدد شعر راسة. يا جبروتك زعلان انى خبيت عليك أن انا ssوانا مزعلتش لما عرفت أن حب عمرى مقضيها وعايش حياتة، يامفترى دا أطول واحدة قعدت معاك 3ايام
أسر بصدمة. انتى جبتى الكلام دا منين!
سما. هو دا اللى فارق معاك، تحب اقولك أسمائهم كلهم يا دنجوان عصرك وأوانك، تحب اجبلك تاريخك الأسود كلة وانا قاعدة مكانى، يا قادر داانت غلبت اونكل الياس.
الياس بحدة. الكلام ما حقيقى؟
أسر. يا بابا ان...
الياس. حصل ولا محصلش
أسر بحزن. حصل بس.
ليقاطعة الياس الذي نهض للتو وهو يقترب منة والسعادة تزين وجهة ويفتح ذراعيه محتضن ابنة وسط دهشة الجميع قائلا.
الياس. حبيب أبوك يابنى، والله كنت شاكك انك ابنى، الحمدلله طلعت زباله زى اللى جابك
أريج بغضب. الياااااااس
الياس ببرأة مصطنعة، اى فرحان بابنى
أريج. والله، هي دى تربيتى ليك يا اسر.
أسر. بس والله من يوم ما اتكتبت على اسمى انا ما عملت اى حاجة تضايقها، وقطعت علاقتى بكل البنات
سما. عارفة
أسر. لما انتى عارفة، ليه عملتى فيا كده؟ ليه صغرتينى في عين نفسى قبل الكل، ليه تستغفلينى وانا كنت بتمنالك الرضا ترضى، ليه تقللى من رجولتى بالطريقة دى، اى الوحش اللى عملتو معاكى عشان انتى تعملى معايا كده؟
لتصمت سما والصدمة تحتل ملامحها فهى لم تكن تقصد ذلك ولكن قد حدث ما حدث وهي حقا أخطأت بحق زوجها، ليقطع نظراتهم لبعضهم البعض صوت رنين هاتفها بأسم مراد، لتجيب قائلة.
سما. اى يا مراد؟
مراد. نجيب كلمنى وبيقول الشحنة وصلت
سما. طيب اطلع على السويس استلم الشحنة وخلى منة تسهل الإجراءات
مراد. طيب هسافر بس في حاجة كنت عايز اقولك عليها
سما. خير
مراد. عرفو مكان الياس بية
سما. طيب.
لتنهى الحديث وتغلق الهاتف ليقول أسر بغضب.
أسر. بقى انا عمال أكل في نفسى من الصبح وانتى مش فارق معاكى وجودى اصلا. بس والله لاربيكى ياسما عشان تعرفى قيمتى كويس
لينهى حديثة وهو يسحبها معة للأعلى حيث توجد غرفتة وتجاهل أصوات الجميع المنادين باسمة.
لم اكن أظنك هكذا. انتي تلك الضعيفة. أصبحت هكذا. واصحبتي تعامليني هكذا. انا من نضجت عشقا لكي. وقلبي ينبض بحبكِ. سأعاقبك وانا اعلم اني سأعقاب نفسي اولا علي عقابك. وبعد عقابك لن اتحمل هكذا. اريد ان اضمك لي. اريدك أن تستكنين من نبضي. لا اتحمل. سعدت فقط لرويتك هكذا مع هذا التغير. سعيد جدا بك ولكن لماذا لم تخبريني. اعلم اني أخطأت مسبقا. ولكن الماضي ذهب. فلتنظري معي لحاضري. بقلمي رضوي ياسر.
بعد مرور نصف ساعة. غرفة الياس.
بعد ان دلف بها للداخل ألقاها على الأرضية الصلدة، ونزع رابطة عنقة وقام بتقيد يدها ليدلف لغرفة تبديل الثياب ويعود برابطه عنق أخرى وقيد قدمها بها.
لتظل تجلس هكذا لمدة نصف ساعة ولم تبدى اى اعتراض عما فعلة بها الآن، لأنها تعلم أنه معه كل الحق فيما يفعله، تركها مكانها وذهب للمرحاض من اجل الاستحمام ليجعل الماء تطفئ نيران قلبة التي اشعلتها تلك الصغيرة. ليخرج أخيرا وهو يرتدى شورت قصيرا يصل لركبتة ولا يرتدى شئ آخر ليجلس أمامها على الأرضية ويظل ينظر لها كمن يبحث عن شئ ما، ولكنة لم يجد سوى أعين قوية تنظر له. ليقطع لحظاتة الحائرة صوتها قائلة.
سما. هتفضل رابطنى كده؟
أسر. تصدقى لو قولتلك مش عارف
سما بغضب. طب فكنى بقى لحد ما تعرف. انا مش شغالة عندك
أسر. انتى ليكى عين كمان تزعقى! انا مش عايز اسمع صوتك فاهمة
سما. يوووووووة ما انت كنت هتموت وانزل واحتك بالناس
أسر. تحتكى، مش تخبى عنى حياة بحالها. انا معرفكيش فاهمة يعنى اى معرفكيش
سما. طب فكنى
أسر. هو دا كل اللى همك
سما. أسر بطل بقى وفكنى.
أسر بحدة. لاء، يخربيت ابوكى بقى انا بقالى عمر بحالو بتحايل عليكى عشان تفكى وتخرجى، ويوم ما تخرجى بعد 3ايام ترجعيلى وانتى ss
سما. طب فكنى ونتفاهم
أسر. والله لو شوفتى قفاكى ماانا فاكك. وهربيكى من اول وجديد ويا انا يا انتى
سما. يووووة بطل اسلوبك دا بقى
أسر. حاضر. هبطل. بس يكون في علمك يا بنت عمى، انتى ماعدش ليكى مكان هنا
سما. يعنى اى!
أسر. يعنى لحد ما ترجعيلى سما القديمة، مراتى وبنتى وحبيبتى، مش عايز اشوف وشك هنا
سما بصدمة. ا انت بتطردنى!
أسر. اعتبرتها زى ما تعتبريها
لينهى حديثة وهو يقوم بفك قيدها وينهض سريعا ويواليها ظهرة قائلا.
أسر. مع السلامة يا بنت عمى
لتمر عدة ثوانى حتى أستمع لصوت إغلاق الباب ليعلم انها رحلت ليلتفت وينظر لاثرها قائلا بهمس.
أسر. هتوحشينى.
بعد مرور تلاثة ايام من رحيل سما الديب من المنزل، أصبحت حالة أسر مزرية، فهو لم يعتاد على بعدها عنة،
ليحاول الياس وسراج إصلاح الأمر ولكن العند قد تملك منهما فهل سيغلبة الشوق ام ماذا؟
ماذا تظنين انا بفاعل. اراكي تقفين مع هذا وذاك. وانا واقف. الا تعلمين ما يحدث بي عندما تقفين معهم. أكاد اموت غلياناً عليكي. وانتي تبتسمين لهم. اراكي في كل شئ انظر له من شدة عشقي لكي وانتي تقفين معهم. لن اتركك هكذا. انتي لي وحدي مهما حدث. لي انا. ملكي انا. لا تبتسمين لهم هكذا. ابتسامتك تخصني وحدي انا. - بقلمي رضوي ياسر.
احداى شركات ss
دلفت حبيبة برفقة مازن لمقابلة سما، للتحدث معها بشأن شقيقها ليقابلهم مراد قائلا بترحيب.
مراد. يا اهلا وسهلا نورتونا
حبيبة ببسمة. ميرسى
مازن. شكرا. سما فين؟
مراد. موجودة، خير في حاجة؟
مازن بجمود. شئ شخصى
حبيبة. براحة يا مازن مالك! ممكن تقولها أن احنا محتاجنها يا...
مراد مقاطعا. مراد. اسمى مراد
حبيبة. عاشت الاسامى يا مستر مراد، ممكن تبلغها انى هنا.
مراد. والقمر اسمة اى؟ احنا ملحقناش نتعرف يوم المستشفى
حبيبة. حبيبة الياس الديب
مراد. يا اهلا وسهلا يا قمر ثوانى هبلغها وراجع
حبيبة. اوكيه
لينتظر مازن رحيل مراد حتى قبض على ساعدها قائلا.
مازن. اى إللى انتى بتهببية دا؟
حبيبة. اااة أيدى يا مازن مالك!
مازن. مالى في عينك. واقفة تهزرى مع الزفت دا وتتسامرى ولا كأن في حيوان واقف جنبك
حبيبة. مالك يا مازن انا مش فاهمة انت زعلان ليه!
مازن. هتعرفى مالى لما أكسر إيدك اللى حطيطيها في ايد الحيوان دا
حبيبة. والله! وبصفتك اى أن شاء الله؟ انت مالك أسلم ولا اهزر انا مش جاريتك فاهم
مازن. قصدك اى!
حبيبة. أقصد انك متدخلش في اللى ميخصكش ا...
مازن مقاطعا بحدة. انتى تخصينى
حبيبة، اخصك بأمارة اى؟
مازن. بأمارة انى ابن عمك وهتجوزك واربيكى من اول وجديد
حبيبة. تتجوز مين يا اخويا. داانت بتحلم
مراد. هتشو...
ليبتر حديثة سما التي أتت إليهم وهي مبتسمة قائلة.
سما. يا اهلا يا اهلا
حبيبة. عاملة اى يا سما
سما بتنهيدة. الحمد لله
لتلاحظ سما توتر الأجواء بين حبيبة وبين مازن الذي ينظر لها بغضب لتقول.
سما. مالك يا مازن؟ مين عصبك!
حبيبة. مفيش متشغليش بالك
مازن. لاء فى
حبيبة. يعنى انت عاوز اى دلوقت!
مازن. نتجوز
سما بصدمة. نعم!