رواية لعنتي وعذابي الجزء الأول للكاتبة منى الأسيوطي الفصل العشرون
فى المشفى، غرفة اريج...
يجلس الياس بجوار تلك الناعسة ويتأمل ملامحها المرهقة ليتذكر كيف تألمت وكيف كانت تصرخ بشدة وكيف كانت تبكى ويبتسم حين تذكر خروج طفلة من احشائها ويعقد حاجبية حين تذكر كيف صفعة الطبيب كى يعلو صوت بكائة ويتذكر حين بكى عندما رأى ذلك الصغير ورفض حملة خوفا من أن يأذية ليفيق من شرودة على صوت طرقات خفيفة على الباب ودلوف إحدى الممرضات وهي تحمل الصغير مبتسمة قائلة...
الممرضة. مساء الخير
الياس. مساء النور. هو كويس
الممرضة. متقلقش يا فندم هو بخير بس محتاج يرضع
الياس بتفهم. امممممم ماشى. بس هي لسة تعبانة
الممرضة. متقلقش يا فندم كلها كام ساعة وهتقوم تجرى ولا كأنها تعبانة. بس البيبى لازم يرضع
الياس. طيب
ليقترب منها ويبتسم قائلا...
إلياس. أريج، أريج، قومى يا قلبى
لتفتح عيونها ببطء شديد وتنظر له مبتسمة قائلة.
أريج. الياس. حبيبى. أنت لسة زعلان منى
ليقبل جبينها بحب قائلا...
الياس، انا عمرى ما ازعل منك و...
ليبتر حديثة حين ارتفع بكاء الصغير لتلتفت اريج قائله.
أريج. اى دا. هو ماله بيعيط ليه
الممرضة. محتاج يرضع
أريج. طب هاتيه
لتنهى حديثها وهي تعتدل لكى تجلس بمساعدة الياس ثم أخذت الرضيع من الممرضة التي رحلت فور اعطائها الصغيرلتنظر له بحب قائلة.
أريج. قلب مامى. دا شبهك يا إلياس
الياس. بطلى بكش
أريج. انا بكاشةبرضو
الياس. احلى بكاشة شافتها عينى
أريج. أنت سميته اى؟
الياس بمرح. يااااااه دى كانت خناقة كبيرة بين امى وجدى
أريج باندهاش. ليه كده
الياس. ابدا يا قلبى جدو عايز يسمية إياس عشان يبقى قريب من اسمى وامى صممت انة يبقى اسمة أسر
أريج. حلو إياس
الياس. بس انا كتبتة أسر
أريج ببسمة. أسر الياس سامى منير الديب
الياس. أسر بية لوسمحتى
أريج. ربنا يبارك فيه
الياس، يارب يا قلبى.
منزل الزينى...
يجتمع الكل بغرفة حورية يشاهدون تلك الصور التي أرسلتها اريج لشقيقتها حتى تريها مولودها ليقول عثمان...
عثمان. ربنا يبارك فيه يارب، اسمع يا سلام خد شبل وروحو باركو ل الياس
سلام. حاضر يا بوى
شبل. أختك بتحب الياس اوووى اكدة. الواد شبة ابوة جدا
حورية. فعلا. حتى اريج قالتلى ان لون عنينة زى لون عين إلياس
عثمان. هو لحق يتشبة يابتى
سلام. والله شبة ابوة
حربى. عقبال حبايب بابا ما ينورو الدنيا.
سلام. اى دا. أنت عرفت هما اى
حربى بسعادة. اه ولد وبنتين
عثمان. تقومى بالسلامه يابتى. سلام ابقى اتصل بمتولى المقاول وقولة يجى عشان يوسع الدار
سلام. نوسع الدار ليه يا بوى
عثمان. سلامة نظرك يا ولدى. أنت مش شايف الدار ضاقت علينا عشان العيال ربنا يزدهم ويبارك فيهم
سلام. ربنا يخليك لينا يا بوى وتجوزهم
عثمان. تسلم يا ولدى. وانت ياحربى هتجيب خلجات(ملابس)العيال ميتى.
حربى، كنت هاخد ام نور وام عثمان وننزل نشترى لانى مفهمش في الحاجات دى
رشا. طب بمناسبة السعادة اللى هتغرق الأوضة دى انا عندى خبر حلو
شبل. خبر اى دا
رشا بسعادة. انا حامل
شبل بصدمة. حامل كيف يعنى
ليصفعة سلام على مؤخرة رأسة قائلا...
سلام. ارحمنا من حالة التخلف اللى بتجيلك فجاءة دى
عثمان. مبروووك يا ولدى
شبل. الله يبارك فيك يا بوى.
وفاء. مبروك يا خيتى عقبال ما تقومى بالسلامة
رشا. تسلمى يا خيتى
حورية. مبروك يا ام نور
رشا. الله يبارك فيكى يا خيتى.
بعد مرور اسبوع، منزل الديب...
الإضاءة الملونة والبالونات تزين المكان ويوجد كم هائل من الأشخاص المقربين وأيضا البعض من صفوة المجتمع والبعض من تجار الاسحلة كل هؤلاء الاشخاص يجتمعون لتهنئة الياس الديب احتفالا بذلك الصغير ونجد أيضا من بين الحضور ماج وتونى وشبل وسلام...
يقف الياس برفقة عبيدة واريج وصغيرها بين يديها واسيل وماج وتونى...
ماج، يا اللهى انة نسخة مصغرة من ذلك الاحمق أريد أن أحمله.
الياس. لا ابعدى يديك العن صغيرى
ماج. كف عن هذا الهراء أيها
أريج بحدة، كفى، إياكم والبدء بتلك المناقشات البذيئة
ماج. حسنا صديقتى لا تغضبى. اعطنى ذلك الصغير
لتتقدم ماج وتمسك بالصغير من بين أيدى اريج لتنظر له بحب قائلة.
ماج. يا اللهى انة رائع. تونى هل رأيت هذا الملاك
ليتقدم تونى ويحملةقائلا.
تونى. اووووو يا صغيرى، لا أصدق انك تشبة ذلك الوحش
الياس. من تنعت بالوحش أيها الخنزير
أريج. يكفى إزعاج. أنه يوم صغيرى.
تونى ببسمة. حسنا يا صغيرة لا تنزعجى هكذا
عبيدة. حسنا كيف تسير أمور العمل تونى.
أريج. لا حديث عن العمل عبيدة فقط استمتعوا بتلك الأوقات
تونى. انظر أيها الأحمق أن صغيرك يبتسم
الياس بسخرية، أن كنت عاشق للصغار لما لم تنجب واحدا
تونى، لم يحين الوقت بعد
ماج. عذرا
لتنهى كلمتهاوهى تترك المكان، ليصفع الياس تونى على مؤخرة رأسة قائلا...
الياس. تسع سنوات ولم يحين الوقت بعد أيها الحقير
عبيدة. يا رجل تلك الفتاة مغرمة بك.
تونى. أخشى فقدانها
لتقبض اريج على ياقة جاكيته قائله بحدة...
اريج، سوف تفقدها بسبب صمتك هذا اذهب وأخبرها. وقدم لها ذلك الخاتم اللعين
اسيل. هيا تونى انك تحمل ذلك الخاتم منذ خمس سنوات
تونى. لا. لا أستطيع. ماذا أن رفضتت الزواج بى
الياس. هيا تونى كفى هراء. الفتاة مغرمة بك. الكل يعلم ذلك ما عدا انت أيها الابله
تونى بتوتر، ولكن...
أريج. اذهب تونى. هيا يا رجل
تونى. حسنا.
لينهى حديثة وهو يضع الصغير بين أيدى اريج ويرحل باحثا عن ماج ليقول عبيدة.
عبيدة. انا رايح اتفرج على العبيط دا
الياس. استنى خدنى معاك ليعك الدنيا
ليتقدم سراج من اريج واسيل قائلا.
سراج. اسيل ما شوفتيش سما
اسيل. شكلها كان تعبان وطلعت الأوضة ترتاح شوية
سراج. طيب ماشى.
ليتركهم ويرحل متجها لغرفتة بعد ان بحث عنها بكل مكان بالحفل ولم يجدها. لقد أصبحت غريبة الأطوار في الآونة الأخيرة ليتنهد بقوة حين وجدها بغرفتهم ولكن يبدو انها مريضة ليقول بقلق.
سراج. سما. كنت عمال ادور عليكى. مالك انتى كويسة
سما. اه مفيش حاجة. شوية إرهاق بس
سراج، شكلك تعبانة. تعالى نكشف عند دكتور
سما ببسمة. لا متقلقش انا كويسة. هغسل وشى. وهبقى تمام
سراج. طيب متتاخريش.
لينهى حديثة وهو يقبل جبينها وتركها ورحل لتنظر لأثرة باكية...
سما. كان نفسى اقولك انى حامل. بس انا عارفة انك مش هتفرح
لتضع يدها على بطنها وتكمل بحزن قائلة.
سما. انا آسفة
ليعلن صوت بكائهاحين تذكرت حديث سراج مع شقيقة.
فلاش باك...
تنظر لذلك الجهاز بيدها بأعين دامعة لا تصدق انها أصبحت تحمل بين احشائها قطعة من زوجها لتهرول إلى الأسفل باحثة عنة كى تخبرة هذا النبأ السعيد لتصتدم بسناء قائله.
سما. سورى يا طنط.
سناء. على مهلك يابنتى. رايحة فين كده
سما. بدور على سراج. مشوفتيهوش
سناء. قاعد مع الياس في المكتب
سما. شكرا يا احلى طنط
لتنهى حديثها وتطبع قبلة على وجنتها وترحل لتقول سناء عقب رحيلها...
سناء. لا حول ولا قوة الا بالله. البت اتجنت...
وقفت أمام غرفة المكتب وقبل ان تقوم بفتح الباب صدمت من حديث سراج لشقيقة...
سراج. لا يا عم عيال اى. انا كده ملك زمانى. انا بحب أعيش حر.
الياس بحدة. سرااااج تتعدل. امال كنت بتتجوز ليه
سراج. عشان بحبها.
الياس. ياحيوان ولما انت بتحبها مش عايز تخلف ليه
سراج. انا مبحبش القيود. انا حر. ممكن بعدين أفكر في العيال إنما دلوقت لاء.
الياس. غور من وشى ياسراج. جتك القرف
باك...
لتنهض لكى تهبط للأسفل ولكن تلك الدوامة التي عصفت بعقلها جعلتها تترنح لتحاول ان تتماسك ولكن بدون جدوى لتسقط مغشى عليها...