قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس عشر

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس عشر

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس عشر

وصل جواد مع سيليا إلى قصر آدم صفوان بمجرد أن وصله خبر...!
يلوم نفسه في كل لحظة كان أدم فيها يحتاجه ولكنه كان منشغلاً بحياته الخاصة..!
بمجرد أن وصل وجد أحد الضباط ليسأله جواد بسرعة مهتاجًا:
-ايه اللي بيحصل، فين ابن عمي يا حضرت الظابط؟
أشار له الضابط برفق مغمغمًا:
-جواد بيه ياريت تهدى، جاتلنا اخبار إنهم خلاص لقوا أدم بيه والمدام وقريب هتلاقيهم هنا.

ضيق جواد عيناه التي كانت نسخة مطبوعة عن عينا نمر تخشبت أسنانه الحادة، ليؤكد الضابط كلامه:
-الموضوع ده مفيهوش هزار اكيد مش هقولك حاجة انا مش متأكد منها
حينها اومأ جواد بارتياح:
-تمام، متشكر لتعبك يا حضرت الظابط بس ممكن افهم مين اللي خطف ادم ولية؟!
هز رأسه نافيًا بأسف:
-مع الاسف معنديش معلومات ممكن أفيدك بيها، أفضل لما ادم يرجع بالسلامة تبقى اسأله
اومأ جواد موافقًا وإلتزم الصمت...

ليغادر ذلك الضابط بهدوء فيبقى كلاً من سيليا التي كانت تحمل الطفلة بين أحضانها بصمت..
ذلك المشهد اللعين يتكرر بذاكرتها كل 30 ثانية وكأنه يود احراق الاخضر واليابس من باقي ذكرياتها!..

فلاش باك###
ظلت سيليا مكانها تراقبهم بأعين متسعة، ولكن بعد لحظة حدث مت يصرخ به قلبها آمرًا فوجدت جواد يدفع بتلك البلهاء بعيدًا عنه ويصفعها بعنف جعلها تترنح لتصطدم بالباب من خلفها...
نال الجو لحظة من السكون قبل أن ينفجر تيار الماضي مغموسًا بأعاصير الحاضر في خلفية جواد الذي اصبح يصرخ كالمجنون:.

-انتِ حقيرة و * لا حتى الزبالة بيبقوا عندهم شوية خجل، لكن إنتِ لأ، انتِ عاهرة بنت عاهرة، حاجة ممكن اي حد يشتريها بفلوسه! إنتِ حتى ماينفعش تكوني ام، انتِ مجرد عاهرة بقرف من لمستها...
وبحركة مباغتة أمسكها من ملابسها يجذبها بعنف مزمجرًا:
-انتِ * وهتفضلي طول عمرك * انتِ حتى النظرة خسارة فيكِ يا * ينعل ابو معرفتك ال*.

ثم ضربها في الحائط بعنف جعلها تتأوه متألمة فأكمل دون ان يُعيرها انتباه:
-عارفة دخلتها جوه لية؟ عشان ماجرحش حياءها بالألفاظ ال* اللي يستاهلها امثالك بس، عشان هي حبيبتي ومراتي وام بنتي، بنتي اللي رمتيها ومافكرتيش تسألي فيها
ثم رماها نحو الخارج بقوة متابعًا وكأنه يُلقي شيء في سلة المهملات:
-روحي للي جيتي من عنده، وملكيش عيال عندي يا *!

لم تستطع نشوى كبح دموعها أكثر من ذلك فاصبحت تهبط كالشلالات...!
بعمرها لم ترى جواد بهذه الحالة. ، ولكن يبدو أنها هي من جعلته سجين ٱنتقامه ويجب تحريره امامها...!

ركضت مسرعة من المنزل وهي تمسح دموعها...
وعندما أستدار جواد ووجد سيليا تتابعهم بابتسامة راضية...
لم يظهر أي رد فعل كان يلهث بصوت مسموع فقط ليتركها ويتجه لغرفته..
ومن حينها ولم يتحدث أيًا منهما حتى عندما أتاه خبر ٱختطاف ادم من الخادمة التي اتصل بها بالقصر عندما وجد هاتف أدم مغلق...
سحب سيليا وطفلته وغادروا دون كلمة، فلا يمكنه انتظار قدوم ايًا من هؤلاء الحثالة مرة اخرى!
باك###.

إستفاقت على صوت الطفلة يُداعب أذنيها برقتها المعهودة:
-سولي. ، انا عايزه أرسم
قطبت سيليا تسألها ببسمة هادئة:
-ترسمي ايه يا حبيبتي؟!
هزت الطفلة رأسها وهي تمط شفتاها ببراءة:
-مش عارفه، تيا عاوزه ترسم
داعبت وجنتها بحنان تُشاكسها مرددة بحنو:
-وانا عيوووني ل تيا!
وبالفعل نهضت تاركة إياها لتسير متجهة لجواد الذي كان يقف في احدى الاركان يتصل بأدهم ليخبره ما حدث...

كادت أن تربت على كتفه بهدوء ولكن وجدته يستدير بحركة مفاجأة فارتدت للخلف بعنف جعلها يُسرع بالتقاطها بين أحضانه قبل أن تقع..!
لم تستطع النطق امام سحر تلك اللحظة. ، كانت تنظر للمعة عيناه التي وُلدت اليوم ولأول مرة!
وهو كان غارقًا بين غابات عيناها الزيتونية، ليُقرب وجهه من وجهها جدًا ثم همس بتخدر:
-عيونك بتتوهني يا زيتونة!
تلعثمت الحروف على شفتي سيليا التي حاولت الفكاك ولكنه كان يضمها له بإحكام...

لتعض على شفتاها بتوتر مغمغمة:
-تيا. ، آآ...
ابتسم بسمته الرجولية المعهودة وهو يسألها:
-مالها تيا؟
تنفست اكثر من مرة وكأنها تُحارب ذلك الوضع الذي يكاد يُذيب عظامها، لتنطق بسرعة:
-تيا عاوزه ترسم وانا كنت جايه اسألك لو في مرسم هنا ترسم فيه بما اننا مطولين هنا
جذب خصرها له أكثر حتى باتت ملتصقة به ليقول بعبث:
-طب ما تيجي انا عاوزك ف رسمة احلى!
عقدت ما بين حاجبيها تسأله بعدم فهم:
-رسمة ايه؟!

اقترب من اذنيها ليهمس ببطء وأنفاسه تلفح ضد عنقها:
-العريس والعروس!
تلون وجهها على الفور بأحراج، لتهمس بصوت مبحوح:
-جواد بطل قلة ادب وركز شوية
ابتسم بخبث متابعًا ببراءة:
-منا مركز اهو لو ركزت اكتر من كده هيبقى فعل فاضح ف الطريق العام وامام الموظفين!
كادت تبتسم رغمًا عنهت فاقترب هو منها اكثر وعيناه مُسلطة على شفتاها، يشعر باشتياق غريب نحوها...

اشتياق ليس لمجرد امرأة ولكن اشتياق لها هي شخصيًا. ، لماسته الفريدة!
بمجرد ان لامست شفتاه شفتاها وجد من يصرخ كالعادة لتصرعه بصوتها:
-باااابييييي
حينها إنتفض يبعد عن سيليا بسرعة مزمجرًا بحنق:
-لا بقا، كده كتير دي تاني مرة اقسم بالله! حد باصصلي في ام البوسه دي!
مصمصمت تيا شفتاها وهي تردد بغيرة طفولية:
-بوسني انا يا بابي، انت مش بتحب تيا؟

احتضنها بسرعة يغرقها بين احضانه هامسًا من بين ضحكاته التي اختلطت بضحكات سيليا:
-تعالي يا حبيبة بابي، تعالي يا هادمة اللذات ما طول مانتِ ورايا مش هخلف تاني ابدا!

نهضت أسيا تجلس على الفراش، حركت رأسها تلقائيًا تنظر ناحية أدم ولكن وجدت الفراش فارغ بل وممتلئ بالدماء!..
أطلقت صرخة عالية وهي تتحسس تلك الدماء التي جعلت الذعر ملكًا متوجًا على عرش جوارحها:
-اااااااادم!
ازداد بكاؤها وهي تردد بجزع:
-لا يا ادم ماتسبنييييييش!
ولكن لا حياة لمن تنادي. ، اصبحت تنادي وتنادي ولكنها على ما يبدو في غرفة عازلة للصووت!
ومع استمرار صراخها كاد صوتها يختفي فبدأ يخفت شيءً فشيء...!

هبت جالسة على الفراش شاهقة بعنف تتنفس بصوت عالي. ، أغمضت عيناها تحاول نسيان ذلك الكابوس الذي أرق نومتها الهادئة منذ فترة...
نظرت بسرعة نحو أدم لتجده يفتح عيناه ببطء يسألها بقلق:
-مالك يا حبيبي؟
هزت رأسها نافية بابتسامة ضعيفة:
-مافيش، معلش صحيتك كابوس مزعج
كاد يضمها لأحضانه ولكنها همست بصوت مختنق، يرجو الارتياح:
-ادم انا مش عايزه انام..
طبع قبلة حانية على جبينها ولكن قبل ان ينطق قاطعته:.

-انا خايفه وعاوزه اصلي، هتيجي تصلي معايا؟!
سؤالها جعل جسده يتخشب بصمت مُخزي. ، فأدركت هي الحقيقة المكتوبة على جدران مشاعره، فقالت بلهفة مكملة:
-لو مابتعرفش تصلي ممكن اعلمك عادي، ولا ايه؟!
ابتسم لها بخفوت وبالفعل نهضا معًا متوجهين نحو المرحاض...
لتبدأ أسيا تشرح كل شيء بداية من الوضوء وهو كان منتبهًا لها وكأنها تزرع بداخله نورًا لأول مرة يخترق حواجزه...!

عند ادهم وشروق...
في ظلا توتر أدهم المُهيمن على الأجواء، سحب أدهم شروق من يدها دون أن ينطق بحرف، فصرخت به بغيظ:
-اوعى كده هو انت ساحب بقره وراك؟! ما تهدى وتقول انا هديت
هز رأسه نافيًا، ثم جز على أسنانه بعصبية وهو يخبرها:
-لا انا ماهديتش، امشي قدامي حالاً يلا هنروح على قصر ادم
عقدت ذراعيها وهي تسأله:
-وهنروح نعمل ايه عند نمس بوند ده؟!
إحتدت نظرته تخبرها انها اخطأت التصويب فاستطردت بسرعة:.

-ماتاخد السلعوه بتاعتك
كاد يبتسم ولكنه تمالك نفسه وهو يقترب بوجهه منها هامسًا بمكر وهو يلاعبها بحاجبيه:
-ماعنديش غير سلعوه واحدة اللي متجوزها! ومش ناوي اتجوز تاني كفاية عليا سلعوايه هيبقوا اتنين هياكلوني!
ثم استدار يسير متجهًا نحو الباب لتقف هي لحظة متجمدة مكانها تحاول إستيعاب اهانته التي ابتلعتها هكذا دون تعبير واضح...
لتصرخ بأسمه وهي تركض نحوه:
-ادهممممم، خد هنا استنى ياض انا هاوريك السلعوه بس.

بينما ادهم يضحك وهو يهبط السلالم وهي خلفه...

بينما في الاعلى تقف تلك السلعوه تستمتع لأصواتهم الضاحكة التي كانت بمثابة عويل تود إخماده بأي طريقة كانت!..
لتركض بسرعة تمسك هاتفها لتتصل بنفس الشخص:
-الووو ايوه يا حمو
-...
-بقولك ايه بص بسرعة هما نزلوا دلوقتي من البيت، عايزاك تفضل وراهم وتنفذ النهارده
-...
-لا مش هينفع استنى اكتر، النهارده عاوزه خبر إغتصاب البت دي يكون عندي!
-...
-ماشي يلا سلام!

ثم أغلقا الخك وهي تبتسم بخبث دفين، تُمني نفسها بتلك اللحظة التي ستكون بداية حياة وانتهاء حياة اخرى...!

كان كلاً من شروق وسيليا يجلسان معًا منذ وصول أدهم وشروق...
وعلى الطرف الاخر أدهم وجواد يتناقشا بكافة الامور..!
نهض جواد بعد دقيقة تقريبًا ليقول بصوت أجش:
-طب يا جماعه ضروري انا وادهم نروح الشركة ومش هنتأخر
اومأتا الاثنتان بابتسامة هادئة، لتُسرع شروق مرددة بمرح:
-احسن احسن خلينا نتكلم ونفرشح بالكلاك براحتنا عشان مافهمتش منك ف التليفون كويس، هااا بقا اتعرفتي على جواد ازاي؟!
ثم ابتسمت ساخرة لتتشدق ب:.

-من ساعة ما قولتيلي التليفون وانا وادهم مش مصدقين انك البنت اللي كان جواد بيحكي عنها.

وهكذا استمر الحوار بينهم يتحدثا في كافة الامور...
إلى أن سمعوا طرقات عنيفة على الباب، فارتجف جسد سيليا تلقائيًا بخوف، مما جعل شروق تنهض هاتفة بتوتر:
-انا هروح افتح الباب خليكِ هنا بالبنت
ويا ليتها لم تفتح. ، فكان الجحيم بانتظارها!

في فلسطين...
كان أدم يرتدي التيشرت استعدادًا للخروج متجاهلاً نداء أسيا التي اخذت تردد بحنق دفين:
-ادم انت رايح فين؟ الظابط قال خليك هنا، اوعى تسبني هنا لوحدي
لم ينظر لها وهو يخبرها بصوت اجش:
-انا مش هبعد عن هنا يا أسيا بس لازم اشوف الراجل راح فين ده اتأخر اوووي
عندها إنفلتت زمام اعصابها التي كانت تتحكم بانفجارها فصرخت بصوت عالٍ:
-قولتلك ماتسبنيش لوحدي انت مابتفهمش؟ مفيش راجل يسيب مراته كده يا بيه.

وبالتأكيد. ، الطبع يغلب التطبع..!
فجأة تجمدت مكانها باهتزازة عنيفة حينما سقطت صفعة أدم على وجهها لتردها ارضًا...
مهما حاول أن يكون لطيفًا حنونًا معها تُخرجه عن طور هدوءه...!
وهو ليس بأنسان آلي ليتحكم في طبعه بهذه السرعة فيصبح الحلم الوديع...!
اغمض عيناه يلعن بصوت خافت وقد بدأ الندم يزحف لنظراته، ولكن قبل ان ينطق سمع صوت ضجيج بالخارج قريب منهم جدًا...
وأحدهم يصرخ بالأنجليزية:.

-اجلبووووهم لي، سأقتلكم إن لم نجدهم الليلة انا متأكد انهم هنا
وكانت تلك الجملة التي فهمها ادم جمدته مكانه وهو يُدرك أن اللعبة لم تنتهي بعد ...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة