قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع عشر

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع عشر

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع عشر

تجمدت أسيا مكانها تشعر بإنسحاب الدماء من وجهها..!
للحظة تخيلت أنهم يعودوا لنقطة الصفر مرة اخرى ويصبحون سجناء ثم قتلى!..
ارتجف كيانها كله لتلك الافكار التي بدأت بهز ثباتها بعنف فكادت ترتعش وهي تنظر لأدم هامسة بخوف:
-هياخدونا تاني بس المرة دي مش هيرحمونا!
اشار لها أدم بٱصبعه محذرًا:
-هشششش
ثم سمع صوت الرجل الفلسطيني الذي يبدو أنه وصل الان، يزمجر فيهم بغضب مصطنع:.

-شو بدكن من بيتي، روحوا من هون، روحوا قبل ما حاكي الشرطة هلاّ!
تنهد أدم بعمق وهو يأمر عقله بالتدخل. ، بإنقاذ أرواحهم التي كالمغناطيس تجذب قبضة القدر القاسية لها!..
لينتبه للفراش والمساحة أسفله فأشار لأسيا بسرعة آمرًا:
-يلا خشي تحته بسرعة، بسرعة عشان لو فتشوا البيت
اومأت بسرعة وبالفعل تركضت تنزل اسفل الفراش يتبعها أدم الذي حاول تحريك -فرشة الفراش- لتغطي الظاهر منهم...

كان صوت تنفس أسيا المضطرب عالي، عزاءًا لروحها التي تأن رعبًا!
فوضع أدم إصبعه على شفتاها وكأنه يكتم الصوت بتلك الطريقة، ثم همس لها بهمس حاني:
-هششش اهدي متخافيش، مش هيلاقونا ومش هخليهم يعملولك حاجة اوعدك
نظرت أسيا للجهة المقابلة ولم تُعيره إنتباه...
فيبدو أن لصفعته صدى واضحًا على روحها قبل جسدها!؟..
مرت دقائق اخرى قبل أن يجدوا الرجل الفلسطيني يدلف وهو يردد بارتياح:
-أدم، خلص فيك تطلع يلا راحوا.

إنتظر أدم دقيقة وكأنه يتأكد ثم خرج بالفعل، ليجد الرجل يعتذر بصدق:
-اسف لانه عرضتكم لهيك موقف ماتوقعت إنهن يفتشوا البيوت كمان..!
ابتسم أدم بسخرية متمتمًا:
-امال هيسبونا بسهولة كده!
ابتسم الرجل بهدوء ثم خرج مرة اخرى. ، حينها نظر أدم لأسيا ليردف بصوت أجش:
-أسيا آآ...
ولكنها قاطعته حينما توجهت نحو الباب لتغلقه ثم عادت للفراش لتتمدد عليه وتغمض عيناها ببرود غير عابئة بذلك البركان الذي على وشك الإنفجار...!

بلحظة كان امامها يقبض على ذراعها بعنف مزمجرًا:
-هو انا مش بكلمك ولا ايه؟!
نظرت لقبضته بحدة ثم عادت تنظر له بصمت، وكأنها قررت طعنه بسكينها الأنثوي المسموم!
وهو التجاهل...
التجاهل الذي يحظره ادم نهائيًا من قاموس حياته!
لم يحتمل أدم فهزها بعنف وهو يصرخ:
-ردي على أمي، الظاهر إني لما دلعتك فكرتي انه ضعف!
ردت هي الاخرى وكأنها تبصق الكلمات في وجهه ؛.

-انت اللي لما سكتلك على مد ايدك مرة واتنين فكرت انه ضعف، بس لا يا ادم لا كفايه
سمع صوت صكيك أسنانه التي هزتها بقوة من الداخل ولكنها تماسكت امامه وهو يخبرها بحدة:
-اوعي تتوقعي انك تهينيني واسكت ابدًا، قولتلك الا الاهانة لو على موتي مابسكتش عليها!
لم ترد عليه وأدارت وجهها للناحية الاخرى فرمى ذراعها بعنف حتى تمددت على الفراش لينهض مكملاً زمجرته القاسية:.

-اتخمدي انا سايبلك الجمل بما حمل، زهقت منك اصلاً ومن شخصيتك السليطه الدبش!
ثم صفع الباب خلفه بعنف لتعض هي على شفتاها بقوة تحاول إحتجاز تلك الدموع التي تحارب لتخرج للنور. ، ثم همست بصوت يكاد يسمع:
-ايوه انا دبش برضو ماتضربنيش!..
ثم تمددت كالجنين تضم ركبتاها لصدرها وتكتم شهقاتها الطفولية بصعوبة...
حينها ادركت الحاجز الشاهق بينها وبين أدم!..

بمجرد أن رأت سيليا رجال مظهرهم يغني عن كل شيء، ركضت بسرعة قبل أن يروها نحو الغرفة، وصراخ شروق الفزع كان ترنيمة تضفي على الجو خلفية مُرعبة...!
فأمسكت بهاتفها بسرعة تتصل بجواد الذي قال بصوت هادئ:
-ايووه يا سولي، عاوزه حاجة احنا قربنا عليكم؟
همست بصوت منخفض خشية أن تُكشف:
-جواد تعالوا بسرعه في ناس غريبه جم بره وشروق عمالة تصوت والنبي تعالوا بسرعه
-خلاص خلاص استخبي انتِ واحنا خمس دقايق وهنبقى هناك.

أغلقت الهاتف وهي تبحث عن مخبئ جيد بالغرفة، ففتحت الدولاب لتدلف به بسرعة وهي تحمد الله أن تيا تغط بنوم عميق!..

في الحين الذي كان أدهم فيه يركض بجنون نحو القصر غير عابئًا بصراخ جواد المُحذر...!
وصلا بالفعل للقصر ليجدوا الحارس ساقط ارضًا وفاقد الوعي...
ركض أدهم يتبعه جواد للداخل ليجدوا شخصان، احدهم يحاول الأعتداء على شروق والاخر يقف كحارس له..!
كانت نسبة غليان الدماء في عروق أدهم اقوى من أي قوة سيستخدمها ضدهم فاهتاج وهو يُخلص شروق من بين قبضتا ذلك الرجل...
يضربه بعنف وجواد يفعل نفس الشيء مع الرجل الاخر...

استمرت المعركة الدامية حوالي عشر دقائق سيطر فيها جواد وأدهم على الوضع..!
ركض أدهم نحو شروق التي كانت متكورة أرضًا على نفسها ليحملها بين ذراعيه يضعها على الأريكة ليركض جواد يبحث عن سيليا وأبنته...
بدأ ادهم يربت على خصلات شروق برفق يهمس لها بصوت حنون حاول به ترميم ما هدمته رجفة الذعر!..
اهدي يا بندقتي خلاص انا هنا. ، هششش اهدي.

كانت شهقاتها تتعالى وهي تدفن وجهها بصدره، ليهبط جواد مع سيليا التي ركضت تحاول تهدأة شروق بينما جواد يتجه لهؤلاء المعتوهين ليحملهم بمساعدة ادهم ويربطهم في احدى الكراسي بإحكام...
ثم جلب سطل من الماء البارد ليلقيه في وجوههم مما جعل الاول يهب صارخًا بفزع:
-ايه ايه كفايه!
لم ينتظر أدهم فكان يُسدد له لكمة عنيفة وصوت يخرج كالزلزال يكاد يهز المكان:
-مين اللي بعتك يا * عشان تعمل اللي عملته!

كانت نظراته المتوترة تنتقل ما بينه وبين جواد الذي كان متأهبًا لأي هجوم...
ليضربه أدهم مرة اخرى ويعيد سؤاله الهيستيري:
-انطق يا * مين انطق ميييين
حاول جواد إمساكه وهو يقول بشراسة:
-اهدى يا ادهم ماتتعبش نفسك انا هتصل بالبوليس وهو يتصرف!
وبالفعل أخرج هاتفه يدعي الاتصال ليردف هو حمو بسرعة:
-خلاص خلاص بوليس لا انا هقولكم مين قالي اعمل كده بس تسيبونا
رفع جواد حاجيه بانتصار ليتابع حمو بصوت مرتجف:.

-دي البت منار اللي ساكنه معاك ف العمارة يا ادهم.

عند تلك النقطة. ، واللحظة التي صرخ فيها السكون بالحقيقة...!
شعر أدهم أن تلك الصفعة التي تلقاها كانت بيداه هو!..
نعم بفضل جنون تلك الشمطاء به والعشم الذي تقبله هو، كادت نهاية أن تُصك بنقطة لبداية جديدة سوداء!..
لم ينتظر أكثر فأمسك بيد شروق يسحبها برفق وهو يردد بصوت أجش:
-انا هاخد شروق وهروح، اتصل بالبوليس يا جواد
اومأ جواد موافقًا بتأكيد ليصرخ الاثنان بتذمر مرتعد...!

وصل كلاً من أدهم وشروق للمنزل...
أدخل شروق برفق حتى جعلها تتسطح على الفراش لينهض متمتمًا بجدية شاردة:
-ريحي انتِ عقبال ما اروح وهرجعلك تاني
أمسكت يده بسرعة بقلب ينبض هلعًا لتردد بقلق:
-رايح فين يا ادهم؟ اوعى تعمل حاجة متهورة بالله عليك
ربت على يدها بخفة يتشدق ب:
-متخافيش
ثم غادر بالفعل لتتمدد شروق وهي تتنفس بصوت عالي...
شيء ما تغير بتلك الحياة التي تعيشها..!
شيء إنسدل من بين خيوط كادت تخنقها!

مرت دقائق على مغادرة أدهم لتسمع شروق صوت طرقات على الباب..
تنهدت وهي ترد بصوت هادئ:
-ايوه جايه اهو ثواني
ثم نهضت تتجه نحو الباب، ما إن فتحته حتى وجدت شخصًا ما تراه لأول مرة يقول بابتسامة:
-انتِ انسة شروق صح؟!
عقدت ما بين حاجبيها وهي تسأله متوجسة:
-ايوة انا انت مين وعايز ايه؟!
مد يده لها ب كيس صغير يحتوي على شيء وملفوف بأحكام. ، ليستطرد بصوت هادئ وناعم كجلد الثعبان:.

-انا جمال صاحب ادهم، هو مش هنا ولا ايه؟
هزت رأسها نافية:
-لا لسة نازل
زاد احكام خيوطه التي صُبغت بدماء الشيطان وهو يخبرها:
-طب ممكن تديله الحاجة دي لما يجي، هو كان طالبها مني!
نظرت شروق له بتردد وكأنها تحيك مسألة حسابية بعقلها، لتأخذها منه موافقة على مضض...!
ليغادر ذلك الشاب بهدوء وما ان غادر المنزل حتى امسك بهاتفه يتصل ب ابن عمها كريم:
-الووو ايوه يا كريم بيه
-هاااا اديتها الحشيش ياض؟

-ايوه طبعا والحمدلله ماشكتش فيا
-تمام جدا يلا اتصل بالبوليس بسرعة واستنى اما تشوف البوليس بعينك عشان الكلب جوزها ممكن يجي في اي لحظه!
-تمام يا ريس متقلقش
أغلق الاخر الخط لتتسع ابتسامته الخبيثة وهو يُمني نفسه بنتائج خطته المزدهرة...!

بعد فترة...
كانت سيليا في احدى الغرف التي سيقيمون فيها هي وجواد وطفلتهم مؤقتا لحين عودة أدم وأسيا...

كانت تقف امام المرآة تمشط خصلاتها بشرود وهي تحدق باللاشيء...
وفجأة شعرت بجواد يحتضنها من الخلف ببطء، فاهتزت بعنف وهي تهمس له:
-جواد انت بتعمل ايه ابعد
نظر لأنعكاس صورتها الساحرة بالمرآة، بدايةً من الشورت القصير حتى ركبتاها والتيشرت الذي يُظهر ذراعاها البيضاوين...
كان مظهرها سارق لقلبه. ، قلبه الذي كان من حصائد قدرتها الانثوية!

قبل عنقها الابيض الظاهر ببطء كاد يُذيب أعصابها لتعترض وهي تبعده مرددة بجدية:
-جواد قولتلك ابعد مش عاوزاك تقربلي ابعد
لم يبتعد جواد بل استمر ولكنها دفعته فجأة بعنف بعيدًا عنها حتى كاد يسقط ثم صرخت:
-متنساش اتفاقنا ابعد بقااااا عني مش طيقاك
حينها لم يتمالك نفسه بل دفعها بعنف لترتد للخلف بقسوة ثم زمجر فيها:
-في ستين داهية قال يعني انا اللي هموت عليكِ، انا مش بحب بواقي غيري اصلاً!

ثم تركها وغادر تاركًا اياها تعاني صدمة كلماته القاسية...!

واخيرا وبعد مرور ساعات...
كان كلاً من أدم وأسيا في المطار. ، لم يُصدقا أن ذلك الكابوس انتهى واخيرًا...
ركبا الطيارة معًا تحت اشراف الشرطة التي كانت متخفية...
طيلة ساعات سفرهم كانت أسيا تتجاهل أدم تمامًا وهو كان يظهر البرود فقط الذي سيطر على تعابيره الجامدة...!

فرحة داخلية رهيبة أخترقت قلب أسيا بمجرد أن وصلا أرض مصر بعد ساعات عديدة..
شعرت أن شيء كاد يختنق اصبح يرفرف داخلها الان!..
نظرت لأدم وكادت تنطق بابتسامة ولكن قُتلت تلك الابتسامة عندما وجدت فتاة ما تقترب من ادم فجأة صارخة بسعادة:
-ادم. ، مكنتش متوقعه اني اشوفك بعد كل السنين دي.

ثم احتضنته هكذا دون ان تعير كل الواقفين انتباه، وعندما لمح ادم تلك النيران التي استعرت بعينا أسيا لم يُمانع احتضانها ليزيد الطين بلاً!..
وهو يهمس بخبث:
-ولا انا كنت متوقع يا ليلي!
حدقت فيهم أسيا بجنون قبل أن تتقدم منهم بحقيبتها دون ان تنتظرهم...
اصبحت في الطريق العام للسيارات ولكن فجأة شعرت بدوار يداهما بالاضافة لجزع النفس الذي اصبح يراودها مؤخرا...

سقطت الحقيبة من يدها ولم تشعر بنفسها وهي تسقط امام سيارة ما فاقدة الوعي...!
سيارة اصدرت ابواقها العالية وهي تقترب منها بسرعة مُخيفة جعلت ادم يصرخ بهلع وهو يقترب نحوها...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة