قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الرابع عشر

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الرابع عشر

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الرابع عشر

تجلس كما هي. ، الفراغ الموحش يحتل حدقتي عيناها وهي تنظر للاشيء!
لا تريد سوى رؤيته، سوى الهروب لملاذها، الاختباء بين حنايا روحه فلا تُعتمها ظلمة ليله!..
مرت دقائق منذ أن خرج ذلك الأبله من عندها والذعر يفرغ ثبات روحها...!
وفجأة وجدت الباب يُفتح و أدم يدلف بشموخه المعتاد...!
رؤيته أطفأت أخر شمعة للأمل داخلها...!
أمل أن ذلك حلم. ، لا بل كابوس، كابوس تمنته ولأول مرة!

كان ذاك الرجل قد فك وثاقها فنهضت صارخة تحتضن أدم وهي تردد بصوت مذهول:
-أدم. ، هو احنا فعلاً ف اسرائيل يا أدم؟! أدم رد عليا انا خايفه!
ضمها له برفق يحيطها بين ذراعيه، يحاول إخماد لوع قلبه المُحترق فيعاود إحياء رماده من بين غصون الماضي؟!..
أبعدها برفق يصفف خصلاتها برقة متمتمًا بصوت حاسم:
-أسيا أنا عايزك تهدي، شيلي الرهبة من اسرائيل من دماغك، احنا ف بلد اجنبية وبس وكلها فترة وهنرجع بلدنا تاني!

أبعدت يداه بسرعة تصرخ بجنون:
-ماتقوليش أهدي، احنا مخطوفين انت مُتخيل!؟
ثم أكملت ببحة باكية تسأله:
-ادم انا خايفه اووي، هما عايزين مننا ايه؟ انت تعرف الناس دي منين يا أدم!؟
تحسس وجنتها بحنان يحاول زرع الطمأنينة بين أرض جوارحها البور...!
ثم همس بتحذير:.

-اسمعيني يا أسيا، الموضوع اكبر مانتِ متخيله! الموضوع دلوقتي له علاقة بالداخلية عندنا ف مصر، عشان كدة الناس دي جابونا هنا عشان ماحدش يعرف يتصرف من مصر، بيعجزوهم بس!
سألت أسيا لاهثة:
-وانت مالك بالداخلية؟! انت قولت انك بتتاجر ف السلاح وبس
تنهد أدم تنهيدة طويلة تحمل في طياتها الكثير:.

-ده كان زمان، قبل ما أشتغل مع البوليس، شغلي معاهم خلاني تعمقت علاقاتي وسط المافيا وتجار السلاح، وحاليًا الناس دي وصلهم خبر فعايزني أنفذ لهم اكبر صفقة ف تاريخهم بما اني على علاقة بالبوليس يعني عايزني انا اللي اتصرف!
بدأت تبكي بصوت عالي وشهقاتها تملأ المكان. ، تشعر باللكمات تزداد مُسددة لروحها بعنف..!
حاولت تهدأة نفسها وهي تسأله بخوف:
-وهتعمل ايه يا أدم؟!
هز رأسه نافيًا:.

-مش هينفع نتكلم هنا يا حبيبي، بس صدقيني مش هنطول هنا كتير
سألته مرة اخرى وهي تفكر:
-طب ازاي قدروا يوصلوا لنا رغم كل الحرس اللي كانوا موجودين
تنهد أدم بصوت مسموع ثم هتف بشراسة:
-قالوا استأجروا واحد من الحرس بكل بساطه عشان يدّلهم على الباب السري للقصر!
وفجأة وجدته يخلع قميصه بسرعة، فتسارعت نبضات قلبها بقلق وهي تسأله مستنكرة:
-انت بتعمل ايه؟!

وجدته يشق القميص بعناية ليضعه على خصلاتها بدقة حتى أصبح ك (الشملة) التي يرتديها البدو لتغطي شعرها كاملاً...!
حينها نظر في عيناها مباشرة لتفوح الغيرة وهو يخبرها بنبرة تملكية ؛
-قولتلك مليون مرة مش مسموح لراجل غيري يشوف شعرك ولا اي حاجة منك
وبحركة مباغتة جذبها من خصرها له لتصطدم بصدره العريض الذي ظهر من -الفنله- الخفيفة التي يرتديها، لتلفح أنفاسه الساخنة عنقها الابيض فتجعل عرقها يثور بارتجافة عنيفة...

خاصةً وهي تسمعه يهمس امام شفتاها:
-إنتِ بتاعتي انا بس...!
غمست وجهها عند رقبته، تتنفس بصوت عالي وأنفاسها تُشعل رغبته بها رغم كل شيءً. ، لتردف بهمس حاني ؛
-أدم انا بعشقك، وبعشق غيرتك عليا
شعرت بصوت يبتسم وهو يتشدق بعبث محاولاً التخفيف عنها:
-وانا بعشق امك، وصدقيني مشتاق اوي اني اثبتلك ده بس لما نرجع يا رووووح الروح!
لتضحك هي وهي تشدد من احتضانه. ، بينما هو تظهر ملامحه المحفورة بمشاعره الحقيقة!

ليظهر الغيظ والجنون مختلطًا بغضب الشياطين...!

كان تنفس شروق بصوت عالي علامة على قيام حرب دامية يُحركها نيران العشق..!
فكرة أنه اقترب من تلك المخلوقة تحرقها. ، تُدميها داخليًا ببطء شديد!
بل وأنها ستُنجب طفل منه ايضًا؟!..
عندها لم تشعر بنفسها وهي تهز أدهم النائم بعنف وتصيح:
-أدهم، ادهم قوووووم
هب أدهم مفزوعًا يردد بهلع:
-ايه ايه القيامة قامت ولا ايه؟!
ضغطت على أسنانه بحنق حتى اصدرت صوت صكيك عالي، ثم أخبرته بجنون:.

-قامت قيامتك يا شيخ، قوووووم يا ابو الواد قوم
ابتسم أدهم يشاكسها كالصبيان:
-ايه هو انا طولت ف الغيبوبة لدرجة اننا خلفنا ولا ايه؟!
عندها اقتربت منه اكثر تصرخ بصوت عالي غير مبالية بأي شيء:
-انت بتهزر كمان؟! يا خاين يا واطي، قوم ام اربعه واربعين حااااامل
عقد ما بين حاجبيه يسألها ببلاهه:
-ام اربعه واربعين مين يا حبيبتي؟!
كادت تبكي وهي تصرخ به:.

-حبك بُرص وعشرة خرص، مناااار هانم مكلماك وبتقولك ادهم انا حامل يا ادهم انت لازم تتصرف
قالت اخر كلماتها وهي تقلد صوت منار برقة ساخرة..!
مرت دقيقتان وهو متسع الحدقتان. ، عيناه ثابتة بجمود بارد أطاح صواب شروق التي اكملت صارخة:
-انت ساكت لية؟ انت قربت منها!؟ رد عليا قول..
تنهد أدهم بهدوء قبل أن يضيق عيناه وهو يسألها مستنكرًا:
-أنتِ من رأيك أعملها ولا؟!
لم تنظر له وهي تتابع باختناق:.

-والله انا مابقتش عارفه حاجة..!
حلقت على ثغره أبتسامة باردة، جامدة تحوي بين ثغراتها غليان قاسي!..
ليرد بعدها:
-تمام، خليكِ مش عارفه حاجة
ابتلعت شروق ريقها بتوتر مغمغمة:
-يعني ايه؟!
رفع رأسه واستطرد بثبات جامد:
-يعني انا هكمل جوازي من منار يا شروق
رمشت شروق عدة مرات وكأنها تحاول فك تعاويذ جروفه التي جلدتها بقسوة..
لتهمس بصوت متحشرج على وشك البكاء:
-طب وانا؟! واللي حصل بينا؟!
وقبل ان يرد صرخت به:.

-كانت مجرد شهوة بس صح؟!
لم يرد عليها. ، بل لا يستطع ان يرد عليها..!
كلامها يُصيبه في مقتل، يشعره أن ثقتها به مدفونة لا يستطع بعثها حتى...!
ليبتسم بسخرية متمتمًا دون النظر لها:
-ما اجتمع رجل وامرأة الا وثالثهما الشيطان بقا...
امسكت ذراعه المُصاب دون ان تنتبه لتشده وهي تزمجر كالمجنونة:
-طلقني، طلقني حالا
اومأ موافقًا وقال:
-حاضر، اول ما تاخدي ورثك وينتهي الحوار ده هطلقك يا شروق!..

كانت سيليا في غرفتها، إنتهت من وضع ملابسها وهندمت نفسها ثم إتجهت للخارج...
ولكن تصمنت مكانها للحظة وهي ترى جواد يقف امام فتاة ما صارخة الجمال. ، تقترب منه كثيرًا. ، تنظر في عيناه وهي تنطق بصوت تماوج بينه الدلال:
-وحشتني اوي يا جواد
عاد للخلف يضع بينهما مسافة واضحة، وإنغمست حروفه بالبرود وهو يسألها:
-ياااه؟! عادي كده تختفي وتفهمينا انك ميته وتيجي فجأة تقولي هاي يا جواد وحشتني؟!

حينها أقتربت منه سيليا بسرعة، تضع يدها على كتفه الذي كاد يهتز من لمستها التي تثيره مشاعره التي يخمدها نحو سيليا
خاصة وهي تقترب منه هامسة:
-مين دي يا حبيبي؟!
تجرعت ملامح نشوى بالجمود وهي تقول دون ان تعير سيليا اهتمام:
-ممكن نتكلم لوحدنا، في حاجات لازم نتكلم فيها، وكمان...
صمت برهه تراقب تعبيرات كلاهما لتكمل:
-عايزة اشوف بنتي!
لم يُحرك جواد عينيها عن نشوى ليقول آمرًا سيليا:
-سيليا ادخلي جوه.

سألته سيليا بأصرار:
-مين دي يا جواد؟!
صرخ حينها بعصبية فاجئت كلاهما:
-قولت ادخلي جوه كلمة واحدة متنسيش نفسك!
كتمت أنفاسها وهي تحدق بكلاهما. ، ليشحب وجهها ببطء ثم بدأت تعود للخلف شيءً فشيء..
وصلت امام الغرفة ولكن قبل ان تدلف رمت عيناها نحوهم لتتلف نظراتها المشتعلة عندما وجدت تلك الفتاة تُقبله فجأة وهي تحيط به...
وهو لا يُعطي رد فعل عنيف كما توقعت!..

بعد فترة عند أسيا و أدم...

دلف نفس الرجل مع بعض الرجال، ليحيط أدم كتفي أسيا بحنان وحماية تلقائية!..
ابتسم الرجل بسماجة وهو يردد بالأنجليزية:
-أ رأيتم كرماء اكثر مننا؟! ولكن مزحنا كثيرا حان موعد العمل
صرخ أدم فيه مستنكرًا بروده:
-فلتقل ما لديك وتغرب عن وجههي الان
نظر الرجل نحو أسيا التي كان كيانها كالذي أصابه زلزال بفعل كلماته!..
ليتابع بخبث:
-ولكن الان العمل ليس معك، زوجتك العزيزة هي من ستتخذ القرار.

اقترب منهم قليلًا لتتحول ملامحه للجدية متشدقًا ب:
-اسمعيني جيدًا. ، أنتِ من ستختاريت عقاب زوجك، إما أن نقتله امام عينيكِ، او نقضي انا وانتِ بضع ساعات لطيفة
قال اخر كلمة يتبعها بغمزة خبيثة من عيناه جعلت الدماء تفور بأوردة أدم الذي نهض يود قتله وهو يصرخ بصوت يشبه زئير الاسد:
-يا * يا * قسمًا برب العباد سأقتلك، سأقتلك ولو خسرت حياتي مقابلاً لذلك!
ابتعد الرجل مسرعًا ولكنه نظر لأسيا يسألها بجمود:.

-فلتقرري سريعًا سيدتي...
صمتت أسيا لحظة كانت نقطة لتحديد مصير. ، ثم هتفت بصوت أجش جعل الدهشة ترتسم على وجوه جميع من بالغرفة:
-أقتله...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة