قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الخامس عشر

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الخامس عشر

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الخامس عشر

ظهرت ابتسامة باردة على ثغر ذلك الرجل، ليشير بإصبعه للرجلان آمرًا:
-توقعت ذلك، أجلبوه خلفي
ثم استدار يغادر الغرفة، وكاد احد الرجال يسحب أدم ولكنه نال نظرة استوطنتها الشراسة والغل. ، فتراجع مرتعدًا بتوجس...
ليُسرع أدم محتضنًا أسيا التي شددت من احتضانه وهي تردد بهلع واضح:
-أدم هما هيقتولك فعلاً! أدم اوعى تسبني..
هز رأسه نافيًا ليهدأها:
-مايقدروش يقتلوني، على الاقل حاليًا.

إتسعت حدقتاها وقالت بصوت إتسعت فجوة الخوف بين جذوره:
-قصدك انهم هيقتلوك بعد ما تنفذ اللي هما عاوزينه؟!
ربت على شعرها بحنان، ليطبع قبلة عميقة على قمة رأسها مغمغمًا بصوت خشن:
-حتى لو قتلوني الموت عندي أهون من إن راجل تاني يلمسك! انا اقسمت انه لمجرد تفكيره ده بس هقتله، فما بالك لو جرب ينفذ!؟
دفنت نفسها بأحضانه...
لا تدري لمَ يُعاندها القدر هكذا فيُظهر لها ربيع الان وسط العواصف...

ام هي من كانت عمياء بغشاوة قلقها من وفجأة اُزيلت تلك الغمامة عندما تفتت قسوته لشظايا...!
سمعته يهمس عند أذنها مباشرةً:
-خليكِ قوية وواثقة، إنتِ مرات أدم صفوان!
اومأت عدة مرات مؤكدة. ، ثم نظرت لعيناه مكملة بنبرة لم ينسحب منها نغمات الخوف:
-ارجعلي بسرعة، انا مش هقدر اكمل من غيرك!..
إلتقط قبلة سريعة خفيفة لشفتاها، ليحدق بعيناها الزرقاء. ، يغرق بين بحور عشقها التي أذابت جليد قلبه، ليهمس بنبرة حانية:.

-خليكِ فاكرة دايمًا اني بعشقك، واني هعمل اي حاجة عشان تخرجي من هنا سليمه!
ثم امسك يدها ليُقبل باطنها بعمق جعل قشعريرة باردة تسير على طول عمودها...
نزفت دمعة ملتهبة رغمًا عنها وهي تهمس له لتقلده كما يخبرها دائمًا:
-خليك فاكر إني مهووسة بيك ومش هقدر من غيرك..!
ليبتسم لها بهدوء حنون ثم يغادر مع ذلك الرجل، لتنهار هي ارضًا باكية تنادي بأسمه...
وجملة واحدة تضرب أجراسها بعقلها.

لا ندري بقيمة الشيء الا بعد فوات الاوان !..

بعد ساعات أخرى...
إنقضى أمر وصية والد شروق واخيرًا تحت إشراف من الشرطة بناءًا على طلب أدهم
واخيرًا جذب شروق ليغادروا تلك البلدة سريعًا...
طوال الطريق وأدهم لم يتحدث مع شروق ٱطلاقًا الا عند الضرورة...
وهي كذلك، كانت ملتزمة الصمت تصدر له -الوش الخشب- كما يقولون!..
وصلا بعد ساعات إلى منزلهم...
دلفوا الى العمارة ليتقابل ادهم مع منار على السلم، بينما شروق سبقته للمنزل..

ابتلع ريقه بتوتر، فهو لم يُهيء نفسه لتلك المواجهة بعد...
لم يُنظم افكاره المشعثة يمينًا ويسارًا...
وقفت امامه مباشرةً تهمس له بنبرة تشبه جلد الافعى:
-بكلمك مش بترد عليا لية؟ انت مش مُدرك المصيبة!؟
جز على أسنانه بغيظ. ، فهي سببًا واضحًا لإنقلاب صفحة حياتهم للسواد!
ثم اردف بحدة:
-على فكرة انتِ لو مش ملاحظة بس انا مش مُجبر اني اساعدك لما تتعرضي لاغتصاب، ده كرم من اخلاقي مش اكتر.

ثم تركها مكانها متصمنة تحدق في اثره
مرت دقائق معدودة عليها قبل ان تُخرج هاتفها لتتصل بشخص ما...
وبعدما اجابها قالت بصوت منخفض:
-اسمعني يا واد يا حمو، عاوزاك ف مصلحة
-...
-اسمعني لا لا مش قتل ولا حاجة، ده. ، آآ اغتصاب وبت مووووزة هتعجبك جدا!..

في جوف الليل...
استيقظت أسيا على صوت الباب يُفتح وشخص ملثم يدلف على أطراف اصابعه..!
تملك منها الذعر وهي تجده يقترب منها جدًا. ، اخذت تتراجع للخلف بسرعة هامسة بصوت مذعور:
-انت مين وجاي لية؟!
لم يرد عليها ولكن قبل ان تستطع الصراخ كان يكتم فاهها بيده واليد الاخرى تحاول تمزيق ملابس اسيا التي اخذت تنتفض بين يداه...
وكأنها في حرب تحاول إيقاف العدو عن سلبها اعز ما تملك...!

حاولت أسيا الفكاك من بين براثن المجهول، وفجأة وجدته يسحبها معه للخارج، بعدما ربط شيء على فاهها...!
خرجوا بسرعة ركضًا من ممر فارغ تمامًا وفجأة وجدت أسيا نفسها تقف أمام أدم الذي كان يقف في أخر الطرقة...
لم يعطيها فرصة السؤال فسحبها من يدها بسرعة وهو يصرخ بها:
-اجري يا أسيا مفيش وقت..!
بدأت تشعر أنها في دوامة، دوامة متلاطمة ما بين كذب وحقيقة فلم تعد قادرة على رصد الواقع المرير..!

خرجوا بالفعل من تلك العمارة ليجدوا سيارة في إنتظارهم، إستقلوها بأسرع ما يمكن لتنطلق السيارة من ذلك المكان...
وإنطلق الصراخ وجرس الأنذار بعدها لتشتعل نيران مرحلة جديدة مُفعمة بالأرهاب..!

بعد حوالي ثلاث ساعات...
هبط كلاً من أدم وأسيا من السيارة بعدما أرتدوا شال ثقيل يخفي وجوههم العربية..
إتجهوا مع الرجل إلى منزل ما صغير ليدلفوا بسرعة، حينها رفع أدم الشال عن وجهه، تنفس بصوت عالٍ قبل أن يقول ممتنًا لشخص ولأول مرة:
-شكرًا جدًا يا حضرت الظابط، بجد شكرًا
ابتسم الأخر ثم تمتم بجدية:
-الشكر ليك يا أدم، انت اتبهدلت عشان تساعدنا كتير دلوقتي جه وقت تدخلنا احنا
ثم أشار للغرفة وتابع بهدوء:.

-دي اوضه هتقعدوا فيها مؤقتًا انت والمدام، ومتقلقش ده بيت واحد من الفلسطينين تبعنا، هتفضلوا هنا مش هتخرجوا ابدًا لحد ما ندبر موضوع سفركم لمصر
اومأ أدم مؤكدًا ثم صافحه ببسمة شاحبة ليغادر الضابط حينها نطق الفلسطيني مرحبًا بصوت هادئ:
-اتفضلوا اتفضلوا، بتقدروا تعتبروا البيت بيتكن!

سحب أدم اسيا المتصنمة من ذراعها بخفة، دلف بها إلى الغرفة، ليمسك يداها الباردة كالثلج!
شحوب وجهها وبرودته جعلاها كزهرة اقتُطفت في شتاءٍ قاسي...!
ضمها أدم له من دون مقدمات، وبالطبع رفعت يداها تحيطه بسرعة..
تستكين في جوف ملاذها. ، أمانها. ، وسارق رهبتها المتجبرة!..
إلتقت النظرات في نظرة دافئة، ناعمة جعلت قلب كلاهما يدق بتناغم يُطرب الروح...
لتهمس أسيا بصوت مبحوح:
-خلاص الكابوس خلص؟!

حاول ادم الابتسام بمرح ليٌخفي شحنة التوتر التي توزعت في الجو:
-خلاص فاضل أخر إفيه ف المسلسل وهنمشي علطول
صدرت ضحكة خافتة قصيرة عن أسيا التي أردفت:
-اول مرة اعرف اني بحب مصر اووي كده
سمعت ضحكت أدم الرجولية فرفعت رأسها بسرعة تسأله:
-ادم احنا ازاي خرجنا ومين الحيوان اللي خدني من الاوضه؟
ضيق أدم عيناه يسألها مستنكرًا:
-حيوان؟ اللي خرجك حيوان؟!
ردت باندفاع ؛
-ايوة انت ماتعرفش عمل ايه ده حاول آآ...

وضع أدم إصبعه على شفتاها بسرعة يقاطعها بنبرة حازمة:
-بطلي التسرع في الحكم على الناس ده، وعلى فكرة بقا دي كانت واحدة مش واحد
رفعت أسيا حاجباها متجمدة ونظراتها متعلقة بنظرته الضاحكة..!
بدأ النور يخترق جفونها فأردفت بسرعة:
-بنت؟ ازاي دخلوها كلية الشرطة دي شاذة يا أدم!
عندها إنفجر أدم ضاحكًا. ، لم يستطع كبت ضحكته على لفظها التلقائي...
ليعود لجديته بسرعة وهو يخبرها:.

-مكنش ينفع يجي البوليس المصري بكل بساطه يهجم على مكان متأمن وعليه حراسة قد كده ويقولهم سوري اصلنا عاوزين اسيا وادم! كان لازم خطة مُحكمة، اسمعي ياستي، اللي هربتك دي انضمت لهم من بدري وهي طبعًا ظابط بس محدش يعرف، يعرفوا انها عربية انتقلت لاسرائيل قريب وبتشتغل معاهم، المهم لما وصلت لها الاخبار راحت بليل لما اتأكدت انه كله نام ولبست قناع علي اساس انها راجل منهم بس سكران شويتين ودماغه هبت منه ف حاول يقرب منك وانتِ هربتي منه. ، احسن ما يعرفوا ان حد هربك منهم بالتالي هيبتدي يشكوا!

ظهرت أبتسامة بلهاء على ثغر أسيا التي تابعت بانهبار:
-يا خرااااشي ايه الدماغ الألماظااات دي!
أمسك وجهها بين يداه الخشنة، يُداعب أنفها بأنفه هامسًا بنبرة هائمة:
-عليا النعمه ما في ألماظات غيرك يا قشطه أنت..
ابتسمت أسيا في حنو وهي تمسك يده لتطبع قبلة ناعمة على باطنها جعلت شيء يهتز داخل أدم بعنف...!
أشار لها نحو الفراش بعيناه غامزًا بخبث:
-بقولك ايه، ما تيجي ونجيب مليجي.

ضربته أسيا على صدره برقة لتدفن وجهها بأحضان والاحراج يكسو وجهها...
حينها سمعت تنهيدته الطويلة وهو يهمس وكأنه لا يمل تلك الكلمة:
-اااه يا روح الروح، اقسم بالله بعشقك يا طفلتي!..
وطفلته أصبحت أسيرة. ، عاشقة. ، وسجينة عشقه ذاك دون ان تشعر!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة