قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن

رواية لعنة عشقك للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن

في مستشفى خاصة...
كان أدم في حالة هيستيرية، ينتظر امام غرفة الفحص دون روح، دون قلب او حتى عقل!..
وكأن مؤشراته الحيوية متوقفة على تلك المخلوقة التي تستنفز طاقته الطفيفة للحفاظ على هدوءه وثباته...!
كان يسير يمينًا ويسارًا بتوتر واضح، وكأنه طفله يكاد يفقد أمه!

حينها أقترب منه أدهم يربت على كتفه مرددًا بصوت مطمئن هادئ:
-اهدى يا أدم، إن شاء الله خير متقلقش هتبقى كويسة
تحركت عينا أدم تلقائيًا نحو غرفة الفحص ليهمس وقد استوطنت عيناه نظرة راجية، مظلمة ولامعة بدموع مُجمدة!..
ليهمس دون أن ينظر لأدهم:
-اخرجي يا أسيا، قومي وأنا اوعدك مش هزعلك، ارجوووكِ ما تحرمنيش منك!

مر وقت قصير حتى وجدوا الطبيب يخرج أخيرًا..
فركض أدم نحوه بلهفة يسأله:
-هااا هي كويسة ولا ايه؟ رد عليا ايه اللي حصلها!؟
رفع الطبيب حاجبا متعجبًا، وقال:
-هو أنت مديني فرصة يا أدم بيه! على العموم الأنسة بخير وقفلنا الجرح وحطينالها شوية محاليل وهي حاليًا واخدة بينج ونايمة، اول ما تفوق تقدروا تدخلولها، حمدلله على سلامتها
تمتم أدهم بامتنان:
-شكرًا يا دكتور تعبناك معانا.

ابتسم الطبيب باصفرار ثم غادر، بينما ادم كان كمن استرد روحه للتو...
ولكن حتى يراها لن يعود مجرى حياته كما كان!..

مر ساعة ونصف تقريبًا ذهب أدهم فيهم يُحضر طعام لأدم وله ولأسيا عندما تستيقظ. ، وليتأكد من تواجد بعض الحرس امام المستشفى كحماية لهم...!
بينما أدم لم يستطع الأنتظار اكثر!
سيدخل ويراها الان وعلى أي وضع...
وبالفعل إتجه نحو الغرفة ليفتح الباب وقد رُسم على ثغره ابتسامة متوهجة تفننت اللهفة فيها...

ولكن تلك اللمعة المتوهجة أصبحت كرة من النار تشتعل وكأنها تُصلي صاحبها عندما لم يجد أسيا على فراشها. ، بل وجد الغرفة فارغة!

أصبح صوته تنفسه عالي، ينظر حوله في تلك الغرفة الكبيرة...
صمت. ، صمت موحش يُعيق تفجر اللعنة التي تحط على صدره..
ثم إنفجار متوقع عندما صرخ بصوت هز اركان المستشفى:
-أسياااااااا
دقيقة ووجد الممرضة التي كانت تشرف عليها وأدهم الذي دلف لتوه يسأله بخوف:
-في ايه يا أدم!
ولكن الأجابة كانت متمثلة في فراغ فراش أسيا، فلم يستطع النطق!
فيما نظر أدم للممرضة يزمجر فيها بجنون:.

-هي فيييين؟ فين مراتي؟! أزاي ماكنتيش معاها! راحت فين انا ما غيبتش الا 4 دقايق بس، هي فيييييييين؟!

والممرضة كانت كالأزهار الرقيقة عندما تواجه أعاصير الجو العنيفة!..
ظلت تهز رأسها بسرعة وهي تردد بصوت مرتعد من هيئة ادم:
-والله العظيم ما أعرف، أنا كنت بعمل حاجة عقبال ما هي تصحى!
وفجأة رن هاتف ادم فأجاب بسرعة يهتف بصوت أجش:
-الووو مين؟!
حينها أتاه صوت أسيا الجامد:.

-اسمعني كويس يا أدم يا صفوان، أنا مشيت بمزاجي! أنا ماتخطفتش أنا هربت عشان أعرف اوجعك وأكسرك زي ما أنت كسرتني بقتل أبويا! حبيت اعرفك بس عشان ما تفكرش إنهم خطفوني تاني، لأ انا مشيت بكامل إرادتي وقوايا العقلية...

ثم أغلقت الخط دون سماع رده، لتسود عينا أدم بظلمة مخيفة. ، ظلمة كانت عنوانًا يحوي شناعة فعلة أسيا!
ليصرخ وهو يلقي الهاتف حتى تدمر مصطدمًا بالحائط:
-اااااااه. ، هاجيبك يا أسيا، مش انا اللي مراتي تهجرني!

عاد جواد إلى منزله بعد ساعات...
إتجه إلى الغرفة التي يحبس بها سيليا على الفور...
لا ينكر توتره. ، خوفه. ، هواجسه التي تنمو في كل دقيقة محتلة تفكيره!
دلف ليجدها كما تركها. ، فاقدة للوعي!
حاول إخفاء تلك الانتفاضة التي هزت جسده وهو يُسرع نحوها ليفك قيدها بسرعة...
حملها بين ذراعيه يتجه بها نحو المرحاض، وضعها في البانيو بعدما ملأه بالمياه الدافئة لترطيب جروحها...!

عندما تساقطت المياة تُغرقها، بدأت تستعيد وعيها شيءً فشيء...
وأول من هاجمها كانت صورته أمامها، لم تتحرك وهي تهمس له بصوت مُتعَب:
-حققت اللي أنت عايزه، ونجحت بجدارة، أنا فعلًا مش هقدر أبين جسمي قدام راجل تاني
ثم ضحكت بسخرية مكملة:
-ولا حتى ست! شاطر. ، شاطر يا جواد بيه
ثم إحتدت عيناها بشراسة وهي تتابع همسها الحارق:.

-بس مهما عملت هيفضل قليل قدام النار اللي بتولع ف صدرك وأنت بتتخيل اللي مفروض مراتك سلمت لنفسها لواحد مش جوزها رغم كلامك المتخلف!
ضغط بأصبعه على جرحها حتى كاد ينزف كما تنزف روحه الان. ، ثم قال بقسوة:
-اخرسي، ماعتقدش بعد اللي هيحصل هتقولي نفس كلامك!
تأوهت بصوت مكتوم دون أن ترد عليه، ليحملها بعد فترة متجهًا بها إلى الخارج ليرميها على الفراش بقوة جعلتها تأن بألم، ثم استدار ليغادر وهو يأمرها بصلابة:.

-هتلاقي عندك ف الدرج مرهم حطيه على جروحك، وهما 10 دقايق وأدخل الاقيكِ لبستي عشان هنمشي!
تنهدت هي بقوة وبالفعل امتثلت لأوامره...!

بعد فترة كانت معه في سيارته...
تسأله كل لحظة نفس السؤال الذي كانت أجابته شريدة وسط ملكوت مجهول!
جواد رد عليا احنا رايحين فين ؟!
واخيرًا وصل بها إلى المكان المجهول، فتح ابواب السيارة إلكترونيًا وأمرها ببرود كاد يُصيبها بذبحة قلبية:
-انزلي يلا مستنية ايه؟
نزلت من السيارة بسرعة وإنطلقت نحوه تمسكه من ذراعه بقوة وهي تسأله متوجسة من القادم:.

-أنت جبتني هنا لية؟! واحنا هنعمل ايه ف العمارة دي هاا رد عليااا؟
زفر بعمق وهو يبعد يدها عنه. ، دقيقة ووجدت رجلاً ما يقترب منهم بهدوء تام وجواد يحيه ببسمة مصطنعة...!
تراجعت للخلف ببطء مذعورة. ، تشعر أن كل شيء مُظلم. ، مخيف!
تشعر أن ذلك الهواء الذي تستنشقه أصبح ثقيلًا على رئتيها...!

زاغت عيناها تبحث عن عينا جواد، عندما كان يخبرها دون أن ينظر لها:
-أنتِ هاتشتغلي مع نادر، وأظن مش غريب عليكِ إنك تقضي وقت حلو وتكسبي فلوس، وهتعيشي هنا برضه عشان ما نشحطتكيش في المواصلات، اما اختك تقدري تجبيلها شقة في نفس العمارة بفلوسك
مد يداه في جيبه وأخرج شيك ليعطيه لها وهو يتشدق بخشونة:
-الفلوس اللي كنا متفقين عليها اهي..

ثم صمت برهه يأخذ نفسًا طويلاً قبل أن يرفع عيناه يلتقي بعيناها الجامدة بنظرة لا حياة فيها. ، ثم نطقها بهدوء تام:
-أنتِ طالق يا سيليا! ارجعي لوساختك، بس المرة دي الخروج منها مش بمزاجك!
أستقل سيارته وهو يشير لها بإصبعه:
-مع السلامة يا زيتونة!
كانت تهز رأسها نافية وهي تراه يبتعد عنهم ببطء ليستقل سيارته. ، فخرج صوتها اخيرًا تصرخ بجزع:
-لا لا لا، مش من حقك، مش من حقك تحكم عليا إني اعيش مومس طول حياتي لا...

تعالت صرخاتها المقهورة عندما سحبها ذلك المعتوه من ذراعها نحو الداخل بعنف، واسفًا. ، لم تستطع المقاومة اكثر فسقطت مغشية عليها بين ذراعي ذلك الرجل!

كانت شروق تقف في - البلكونة - تنشر بعض الملابس بصمت تام...
دخل أدهم ليشهق لاعنًا من خلفها:
-أنتِ متخلفه؟! أيه اللي أنتِ لابساه وطالعة بيه البلكونة ده؟
تركت الملابس من يدها ببرود، ثم نظرت له وهي ترسم تعابير الصدمة المصطنعة على صفحة وجهها الابيض:
-ايه! هو انت شايفني طالعة بقميص نوم؟! مهو بنطلون وتيشرت زي باقي البشر!
أمسكها من ذراعيها يضغط عليهم بقوة وهت يزمجر فيها بعصبية بدأت تتفجر داخله:.

-قولتلك مليون مرة ما تخرجيش البلكونة بزفت نص كم
ثم بدأ يسحبها للداخل مرة اخرى، ولكنها نفضت يده عنها بقوة وهي تغمغم:
-اوعى كدة أنت ملكش حكم عليا، روح اتحكم ف حبيبة القلب اللي كانت ف حضنك!
مسح على شعره يتنهد بقوة وقال:
-انا مش هينفع أسيب منار خلاص، اتربطت بيا للأبد!
أشاحت للناحية الاخرى تكمل ما كانت تفعله مردفة ببرود:
-وأنا مالي! برضه روح اتحكم فيها هي يلا طريقك اخضر...

جذبها له مرة اخرى حتى إلتصقت بصدره الذي شعرت بضخاته العنيفة تزلزلها هي!
ليهتف بنبرة حملت لونًا واضحًا من التملك والصلابة:
-أنتِ مراتي!
تأففت وهي تحاول الابتعاد عنه قائلة بملل:
-ايه هي لبانة! كل شوية مراتك مراتك مراتك، لا انا مش مراتك ومش هكون...
ثبتها امامه مباشرةً وعيناه تغرق بين بحر عيناها البنية. ، ليهمس محذرًا:
-ماتخلنيش أخدك من ايدك كدة على اوضتي عدل وأوريكِ إنك مراتي يا بندقتي!

تلوت بين يداه وقد اصطبغت وجنتاها بالأحمر القاتم وهي تغمغم:
-اصلك قليل الادب وسافل. ، ابعد بقا
وفجأة سمعوا صوت عالي يبدو انه شجار في مدخل المنزل...
فركض أدهم مسرعًا نحو الاسفل وشروق تتبعه بعد أن ارتدت خمار ...
ليجدوا بعض الاشخاص يقفون امام منار التي ما إن رأت ادهم حتى ركضت له ترتمي بين أحضانه وكأنها تحتمي به، ثم همست له بصوت مرتعد خالطه البكاء المزيف:
-إلحقني يا أدهم، هما دول، دول اللي اغتصبوني!

وفي اللحظة التالية حاول أحد الرجال أن يسحبها من بين أحضان ادهم، ليبعدها ادهم خلفه ثم بدأ يضرب ذلك الرجل بعنف...
بدأت حرب دامية والصراع يزداد بينهم، وأدهم يستخدم كل قوته الجسدية حتى لا ينهار أمامهم الثلاثة...!
وفجأة اقترب احدهم من شروق ليبتعد بها نوعًا ما ثم بدأ يضمها له بشهوة وهو يُقبل كل جزء يظهر منها. ، ظلت تصرخ وتصرخ، تنادي باسمه بفزع بينما الاخر يحاول تمزيق ملابسها...
ولكن لا حياة لمن تنادي!..

دلفت جمانة لغرفة أدم...
رغم مغادرة تلك المعلونة الا أن تعويذتها لازالت تسيطر على أدم!..
أدم الذي فقد طعم الحياة. ، فقد راحته وسكينته!
سُرق كل شيء من بين يداه كالسراب، تمامًا كالسراب الذي يحلق أمامك ولكن عندما تحاول لمسه. ، يحترق كلاكما!

كان يدخن بشراهة مرة بعد مرة بلا توقف، إلى أن احتضنته جمانة من الخلف تستند على ظهره العريض وهي تهمس:
-ادم. ، وحشتني!
أبعد يداها عنه وهو يرد دون تعبير واضح ؛
-انا سايبلك فلوس كتير ف الفيزا كارت بتاعتك، فمش هتحتاجي مني فلوس، أمشي بقا من قدامي!
وقفت أمامه تضع يداها في خصرها وهي تستطرد مستنكرة:
-نعم! هو أنا مش بجيلك الا لو عايزة فلوس ولا ايه؟ ده انا بقالي ايام مش عارفة اتلم عليك!

زفر بعمق، وردد دون أن ينظر لها بما جعل التوتر يحتل جزءًا يُحسب من نظراتها:
-إنتِ اتجوزتيني عشان الفلوس، وحاولتي تسرقيني وتهربي بالفلوس، ومستحملة الأهانة دي برضه عشان الفلوس، وانا مستحملك عشان ابوكِ اللي رباني وبعتبره ابويا. ، عشان انا لو طلقتك يا جمانة
ثم نظر في عيناها يكمل بنبرة مُخيفة:
-هتتدمر حياتك كلها!
ثم عاد لموضعه وتابع:.

-فخلينا كل واحد فاهم التاني وساكت، وقولتلك من ساعة ما حاولتي تهربي بفلوسي وانا مش بعتبرك مراتي ومش هعتبرك. ، فمتحاوليش على الفاضي!
كانت جمانة مسلوبة الرد امام جبروت كلماته...
فبدأت تتراجع ببطء لتغادر بملامح شاحبة...!
صدر صوت من هاتف أدم يعلن وصول رسالة، فأمسك به بملل ليفتح الرسالة، ولكن ما إن فتحها حتى تجمدت عيناه على تلك الصور...

فقد كانت صور لأسيا بملابس قصيرة للغاية وهي شبه قاطنة في أحضان ذلك المعتوه ابن خالها !

أطلقت سهمها بمهارة في الهدف فأصابه حتى لم يعد هناك فرصة للفرار!..
برزت عروق أدم بشدة وأحمرت عيناه وكأنها من الجحيم وهو يقرأ كلمتها الباردة في اخر الرسالة
ايه رأيك فيا؟! ...
وقد عرفت البريئة كيف تحرق الشيطان!..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة