رواية لعنة حب للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس عشر
بعد مرور تمن سنوات، ليليان كانت فيهم مشيت بعد موت عمتها و عاشت في اسكندرية و أدهم كان بيدور عليها و طبعا بعد موت نجلاء كان صعب يوصلها لأن كل الوسائل اتقطعت بينهم و حتى عنوان خالها اللي راح لي كانوا عزلوا و محدش يعرف مكانهم و كمان أهل ليليان سابوا بور سعيد و راحوا يقعدوا في القاهرة عشان والدها اتنقل من الشركة اللي كان بيشتغل فيها، ، ظروف ليليان كانت مش سهله خالص خصوصا بعد ما اكتشفت انها مريضة نفس مرض عمتها، ، الموقف مكنش قلق بالنسبالها لأنها عاشت مأساة المرض مع عمتها و شافت أعراضه و التعب اللي كان بيحصلها و تقريبا عرفت ان المأساة هتتكرر معها تاني، ، قبل ١٠ شهور و بعد خطوبتها بشهرين، ليليان كانت بتحس بتعب رهيب و مجهودها بدأ يقل و مكنتش اول مره تحصلها بس زادت اكتر، فقررت تروح تكشف...
و بعد أن أنهت الفحوصات اللي الطبيب طلبها منةا تنهد و قال لازم تتدخل جراحي، و طبعا في حالتك لازم نلجا لزراعة القلب و طبعا العملية صعبة، و في دكتور اسمه أدهم النشار دا ممكن يساعدك كتير، ليليان اتقبلت الموضوع عادي و خرجت من عنده و طبعا عمرها ما هتروح لادهم، و حتى وقتها قررت تفسخ خطوبتها لأن مش ذنبه ياخد واحدة مريضة حياتها مهددة بالخطر...
خالد خطبيب ليليان و هي اشتغلت عنده بقالها تمن سنين شركه دعاية و اعلان في اسكندرية و اتخطبوا من سنه و ليليان كانت بتاجل الجواز لأنها كانت حاسه انها بتظلمه معها و بعد بشهرين كانت اكتشفت مرضها و طبعا كانت مترددة تقول حتى أهلها مكنوش يعرفوا حاجه.
كانت ليليان تجلس تباشر عملها كالعادتها كل يوم، طرقت ندي الباب ودخلت
ليليان بابتسامة: تعالى يا ندوش
ندى: اوعي تكوني فطرتي من غيري؟
ليليان: هههههه لا يقلبي مستنياكي طبعا
ندى: اممممم أيوه كدا...
ليليان: هو خالد جي ولا لسه؟
ندى: اهااا جي
ليليان: امممم ماشي
ندى: ليليان هو انتي ماجلة الجواز ليه انتم بقالكم ٧ سنين عارفين بعض و السنة التامنة اتخظبتوا...
ليليان: عادي حاسه اني مش جاهزه...
لاحظت ندى الخاتم التي ديما ترتدي ليليان
ندى: على فكره الخاتم دا تحفه اووووي، انا كل مره بنسي اقولك...
ابتسمت ليليان و تذكرت أدهم وقالت اهااا اصله كان حد غالي عليا اووووي هو اللي جايبه
قالت ندى مزحه: الحب الأول ولا ايه؟
شردت ليليان في كلمتها و قالت لا مكنش في حب و لا حاجه
ندى: هتفطري اي؟
ليليان: لا مليش نفس، انا هقوم امشي
ندى بدهشه: تمشي تروحي فين؟
ليليان: اصل واحده صاحبتي جايه إسكندريه
ندى: مين دي؟
ليليان: رضوي واحده صاحبتي من ايام الجامعه و بقالي كتير اوي مش بشوفها من ساعه آخر مرة نزلت القاهرة...
ندى: وهي جايه ليه؟
ليليان: مفيش يا ستي هي كانت هنا اصلا لأنها شاغله مرشده سياحيه وكانت جايه مع وفد اجنبي و قالت تعدي عليا عشان تشوفيني
ندى: خلاص اشطا قولتي لخالد ولا؟
ليليان: البركه فيكي بقا
ندى: هههههه ونبي ما هتسكتي غير ما يطردنا احنا الاتنين
ليليان: هههههه.
ذهبت ليليان إلى منزلها لكي تنتظر قدوم رضوي، دق الباب وقامت لتفتح...
ليليان: يااااه مش مصدقه اني بشوفك تاني والله
رضوي: وحشتني اووووي والله و قامت بضمها إليها
ليليان: تعالى ادخلي، دخلوا وجلسوا الاثنين
رضوي: عامله اي واخبارك مع خالد
ليليان: عايزة اسيبه مش قادرة أكمل يا رضوي ما ياريتني ما سمعت كلام ماما
رضوي بصدمه: نعم؟! ليه أن شاء الله اوعي تكوني بتفكري في أدهم يا ليليان.
ليليان: مش قادره انسي والله، و مش عايزة أظلم خالد معايا، خصوصا بعد ما عرفت اني عندي فشل في القلب و احتمال اموت في ايه وقت اصلا
رضوي اتصدمت: اييييه؟
ليليان: محدش يعرف اصلا
رضوي مش مصدقة و بتحسب ليليان بتهزر و قالت انتي بتهزري صح
ليليان: والله لا من سنه، تعبت اووووي و حسيت ان مجهودي بدأ يقل و من أقل حاجه بتعب و حتى دلوقتي مقدرش اخد نفسي انا عايشه على البخاخة اصلا
رضوي عيطت: ليليان انتي بتقولي اي؟
ليليان: عادي انا مش زعلانه بالعكس انا مبسوطه جدا
رضوي: نعم؟!
ليليان: ايه اخبار باقي الشله تعرفي حاجه عنهم؟ تصدقي وحشوني اوي نفسي أكلم يوسف و زين
رضوي: اهااا بس مش بقينا بنتكلم على طول بسبب كل واحد و ظروف شغله و بتقابل أنا و زين على طول و يوسف ساعات...
ليليان: وادهم
رضوي بحيرة: حرام عليكي اللي بتعملي ف نفسك دا؟
ليليان: انا بسال بس.
رضوي: ليليان أنتي مخطوبه و خالد بيحبك و بيحاول يرضيكي بكل الطرق وانتي برضو تفكيرك كله في أدهم
ليليان: انا عايز اسيب خالد خلاص اكيد مش هينفع أجل الفرح اكتر من كدا و كمان انا مريضة يعني موضوع الجواز دا فاشل بالنسبالي و بصراحة هو مش مضطر يستحمل...
رضوي: ليه يا ليليان؟
ليليان: والله مش عارفه بس مش قادره ابدله اي مشاعر حاسه اني بظلمه و كمان مريضه
رضوي: طب وازاي محدش يعرف.
ليليان: عادي مش لازم اقول كل الناس اني تعبانه
رضوي: طب هو انتي ازاي معملتيش اي عمليات لحد دلوقتي؟
ليليان: مش هعمل اصلا...
ليليان: ازاى؟
ليليان: هستني لحد ما حالتي تسوء خالص و قلبي يوقف
رضوي زعقت فيها و قالت: ليليان أنتي اتجننت
ليليان: لا متجننتش، بس خلاص تعبت بقا مش قادره و لا قادره اعيش حتى الذكريات بتموتني
رضوي: انتي اللي عامله في نفسك كدا
ليليان: انا؟ حاولت.
رضوي: يا بنتي انتي مقلعتش الخاتم بتاعه اصلا حاولتي اي بس؟
ليليان: هتاكلي اي؟
رضوي: ليليان انتي بتتهربي من الكلام ليه؟
ليليان: عشان مش عايزة افتكر حاجه، مش عايزة بعد ما تمشي اقعد اعيط لحد ما نفسي يروح عرفتي ليه مش عايزة أقع تاني عشان المره دي مش هقدر اقوم
رضوي: ليليان انا شايفه ان خالد فرصه كويسه و هيعوضك لو اديتله الفرصه
ليليان: انا مش قابله العوض...
رضوي: انتي ازاي بتحبي كدا؟
ليليان: مش عارفه، بس بتمنى اموت عشان ابطل احبه...
رضوي: طب انتي مقولتيش لأهلك ليه؟
ليليان: مش حابه اقلق حد عليا، و بعدين امي ممكن تموت فيها الصراحة
رضوي: على فكره لازم تبدي علاج
ليليان: ربنا يسهل، انتي عامله اي؟
رضوي: كويسه، على فكره يوسف بيسألني عليكي
ليليان: ياااه لسه فاكرني
رضوي: ماهو اللي بيحب مبينساش
ليليان بألم: فعلا
رضوي: مش ناويه تنزلي القاهره و تقابلهم طيب
ليليان: لا مش عايزة...
رضوي: على فكره أدهم في مصر
ليليان: سمعت انه بقى دكتور كبير و عنده مستشفي لجراحة القلب
رضوي: اهاااا تقربيا بقى أشطر دكتور جراحه قلب في مصر
ليليان: امممم عرفت، هو اتجوز ولا لسه؟
رضوي: لا لسه و على فكرة دور عليكي كتير مسابش مكان غير لما راحه، و سهر خلفت و سالي هتتخطب
ليليان: اي دا بجد؟
رضوي: اهااا
ليليان: ابقى اديني رقمها عشان اباركلها
رضوي: ليليان انتي لو مبدتيش علاج انا اول ما اسافر هروح لأهلك و اقولهم.
ليليان: وحياه العشره اللي ما بينا متقوليش لحد، على فكره انا مش تعبانه والله انا كويسه
رضوي: كويسه ا ازاي؟
ليليان: يعني الحمد الله...
رضوي: انتي بجد غريبه اووووي
ليليان: لا بس نفسي ارتاح من أي وجع بقا، بقالي تمن سنين بتعذب مجاش على دلوقتي يعنى؟
رضوي: ارحمي نفسك يا بنتي
ليليان: ادعيلي أن ربنا يرحمني
لم تقدر رضوي السيطره على دموعها و زفرت الدموع من عينها
ليليان: متبقيش نكديه بقا...
رضوي: حاضر.
ليليان: هتمشي أمتي؟
رضوي: شويه كدا عشان الحق اروح بقا
ليليان: اشطا استنى اقوم اجهز الغدا بقا...
فالمستشفى كان أدهم يمر على المرضى و بعد ذلك ذهب إلى مكتبه، وجد زين في انتظاره
أدهم: انت هنا من امتى؟
زين: من شويه، سلمت على يوسف و بعد كدا جيتلك
أدهم: وحشاني والله
زين: محدش بقى يشوفك
أدهم: والله معنديش وقت كل شويه بيكون عندي عمليه
زين: ربنا يعنكم
أدهم: يارب، انت اخبارك اي؟
زين: الحمد الله تمام اهو
أدهم: أخبار سهر و سالي ايه؟
زين: اهي كويسه و سالي تمام و هتتخطب
أدهم: و رضوي.
زين: بقيت تمام و مرشدة سياحية اهي، بس طبعا هى علاقتها مكنتش قوية غير بليليان
أدهم بحزن: اهاااا
زين: لسه بتفكر فيها بعد كل دا؟
أدهم: اهااا نفسي الاقيها بس للاسف مش عارف اوصلها حتى عمتها ماتت و أهلها عزلوا...
زين: زمانها اتجوزت يا أدهم شوف حياتك بقا
أدهم: مش قادر انسى والله...
زين: هتفتح المستشفى الجديده أمتي
أدهم: كمان اسبوعين كدا
زين: هتبقى مستشفى النشار ولا اي؟
أدهم: لا مستشفى ليليان لعلاج لجراحة القلب..
زين: ليليان
أدهم: اهاااا
زين: هتفضل مجنون طول عمرك حتى بعد ما كبرت، ضحك أدهم بحزن
زين: مش ناوي تتجوز؟
أدهم: لا...
زين: يا ابني عمرك هيجري على الفاضي
أدهم: ليه على الفاضي ماانا بقيت دكتور شاطر ومش يف مصر بس و في امريكا و الامارات
زين: اهاااا بس برضو
أدهم: اتجوز أنت يااخويا
زين: ههههههه ماشي يا أدهم
أدهم: هو يوسف وراها عمليه ولا اي؟
زين: مش عارف انا سيبته وطلعت
أدهم: اممممم ماشي محدش يطلع منك بمعلومه.
زين: مش هتخرج
أدهم: لا مش فاضي يا دوب بخلص شغل الساعه تلاته الفجر وبروح انام ساعتين و بعدين برجع المستشفى تاني دا لو مطبقتش و فضلت هنا...
زين اتنهد و كان مستغرب جدا تقريبا أدهم كل حاجه اتغيرت فيه...
لم تذهب ليليان الي العمل، وظلت في المنزل، دق جرس الباب قامت ليليان لتفتح...
ليليان: اتفضل دخل خالد وجلس على الاريكه
خالد: مجتيش الشغل ليه؟
ليليان: كنت تعبانه
خالد: وامبارح مشيتي
ليليان: عادي عشان رضوي كانت جايه
خالد: انا مقصدش حاجه يا حبيبتي بس قلقت عليكي...
ليليان: ماشي
خالد: انا كلمت عمي و حددنا ميعاد الفرح
ليليان: ومين قالك تعمل كدا
خالد: عشان مفيش سبب لتأجيل و لا انتي عندك
ليليان: عادي.
قام خالد وجلس جانبها وقال عادي يا حبيبتي بس عشان انا عايزك تكوني معايا، اقتراب خالد منةا وحاول تقبيلها ولكنها ابتعدت عنه وقامت فجأه
خالد: ليليان أنتي غريبه اوووي، انتي حتى مش عاوزه تقربي مني
ليليان: خالد انا مش عايزة أتكلم في حاجه لوسمحت
خالد: من حق اعرف انتي بتعملي ليه كدا؟
شعرت ليليان بضيق صدرها و عدم قدرتها على التنفس و قالت بوهن ممكن تسيبني لوحدي
خالد: ماشي يا ليليان، ذهب خالد و تركها...
جلست ليليان على الاريكه و أخذت تاخد نفسها بصعوبه، و بدأت فالبكاء...
ذهب خالد إلى منزله و هو يشعر بالضيق من أفعالها
ندى: مالك يا حبيبي مضايق ليه؟
خالد: مفيش انا هدخل أوضتي
ندى: بسبب ليليان برضو
خالد: ايوه انا مبقتش فاهم حاجه والله
ندى: يمكن متوتره عشان الفرح وكدا
خالد: لا يا ندى الموضوع اكبر من كدا
ندى: معلش يا حبيبي اديها فرصه بس
خالد: ماشي.
ندى: أدهم كلميني وقال انه عايزك أن اللي تستلم شغل الدعاية والإعلان من المستشفى اللي هيفتحها هنا؟
خالد: هو هيفتح واحده هنا
ندى: اهاااا هو عمل السنه اللي فات في بورسعيد والسنادي واحده في القاهره و واحده في إسكندرية
خالد: اممممم خلاص تمام هو مقالش اسم المستشفى
ندى: ليليان زي بتاعت بور سعيد
خالد بتعجب: نعم؟
ندى: والله مسمى المستشفى كدا
خالد: دي مين ليليان اللي يعرفها
ندى: حبيبته...
خالد: زي اسم ليليان.
ندى: اهاااا ما عشان كدا مكنتش بحبها ف الاول بسبب اسمها دا...
خالد: انا هشوفه هيجي أمتي
ندى: تمام ماشي، احضرلك الاكل
خالد: لا.
كانت رضوي نايمه، دخلت سميره الغرفه...
سميره: رضوي يابنتي كفايه نوم كدا؟
استيقظت رضوي، وقالت اي يا ماما
سميره: يا بنتي انتي بقالك يومين نايمه من ساعه ما جيتي
رضوي: كنت تعبانه يا ماما وانتي عارفه اني كنت مطبقه اصلا
سميره: هي ليليان اتجوزت ولا لسه؟
رضوي: لا لسه
سميره: اومال يا بت مالك مش فرحانه ليه انك شوفتيها؟
رضوي بحزن: ليليان عندها القلب يا ماما
سميره: يا حزني...!
رضوي: محدش يعرف من أهلها حتى وكمان عاوزه تسيب خطيبها
سميره: يا عيني عليكي يا بنتي، طب وهي عامله اي؟
رضوي: بتقول انها كويسه...
ذهبت ليليان إلى الشركه و دخلت إلى مكتبها، و بدأت تباشر عملها، دخلت ندى لها وقالت لسه جايه طبعا
ليليان: اهااا في حاجه ولا اي؟
ندى: لا بس انا زعلانه منك
ليليان: اي دا ليه؟
ندى: عشان انتي مش بتعبرني صاحبتك مع اني بعتبرك صاحبتي و اختي
ليليان: والله بعتبرك صاحبتي واختي
ندى: كنتي هتتكلمي معايا
ليليان: هتكلم في أي؟
ندى: في اللي مضايقك ويخليكي تاجلي فرحك.
ليليان: مفيش حاجه والله يا ندى بس انا مش حابه موضوع الجواز دلوقتي...
ندى: مش مقتنعه بس ماشي، علي فكره إنهارده عندنا عشا مهم
ليليان: ينفع مجيش
ندي: لا طبعا هزعل منك والله و خالد نفس الكلام
ليليان: هو هيبقى في البيت ولا في المطعم
ندى: على حسب بس غالبا هيبقى في البيت
ليليان: خلاص هخلص شغل و اروح وبعدين ابقى اجيلكم على البيت
ندى: اشطا...
أنهت ليليان عملها و ذهبت الي المنزل و قامت بتغير ملابسها، ارتديت فستان بعد الركبه، مقفول من أعلى باللون الأسود، و قامت بلف شعرها، اتاها اتصال من خالد...
خالد: اي يا روحي انتي فين؟
ليليان: لسه هنزل
خالد: خلاص ماشي...
ليليان: سلام...
كان أدهم يجلس معهم...
ندى: بقى مكنتش عايز تيجي
أدهم: والله الشغل انا واخد الساعتين دول بالعافية
خالد: امممم ماشي يا عم
أدهم: المهم انتم عاملين اي؟
خالد: تمام اهو.
أدهم: هتتجوز امتى؟
خالد: يعني على آخر الشهر
أدهم: مبرووك
خالد: عقبالك
ندى: انا هقوم افتح الباب بقا، قامت ندى لتفتح الباب ودخلت هي و بعدين ليليان خلفها، احست ليليان بارتفاع نبضات قلبها و لم تفسر ذلك و لكنها زادت اكتر، شعور لم يرودها منذ تمن أعوام...
خالد: تعالى يا ليليان...
تجمدت ملامح أدهم عندما سمع الاسم و دار بجسده لكي يراها.