قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل العشرون

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل العشرون

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل العشرون

قال جود بحيرة:
انتى ليه كل مرة بتقعدى أدام حمام السباحة و مبتنزليش المية، بتتفرجى بس علينا ياماما؟
ربتت كارمن على رأس جود بحنان قائلة:
عشان مبعرفش أعوم ياحبيبى.

قالت جودى:
بس حمام السباحة بتاعنا صغير وممكن تنزلى فيه من غير ما تغرقى، أو خلى بابا يعلمك تعومى ياماما.

نظرت اليها كارمن وشردت فى كلماتها، تتساءل فى صمت، هل من الممكن أن تطلب من أدهم فى يوم من الأيام أن يعلمها السباحة، لقد ازدادا تقاربا منذ ذلك اليوم الذى عرفها فيه برعد، ذلك الجواد الرائع، ولكن هل يمنحها ذلك التقارب الأمل فى أن تطلب منه طلبا كبيرا مثل هذا؟، أفاقت على صوت جود يقول:
هتخلى بابا يعلمك ياماما، عشان تنزلى معانا؟

ابتسمت قائلة:
بابا مش فاضى اليومين دول ياحبايبى، لما يفضى هقوله.

ابتسم ادهم الذى كان يستمع الى حديثهم خلسة، يدرك تهربها من الحاههما بحجة انشغاله، يعلم انها من المستحيل أن تطلب منه أن يعلمها السباحة، سيمنعها خجلها، أو ربما فكرة اقترابه منها ولمسه اياها، فمنذ ركوبهما الخيل معا وهى تتجنب ملامسته اياها، بل انها وضعت تلك الوسادة الطويلة بينهما عند نومها بحجة انها تتقلب كثيرا اثناء النوم وتخشى ان تقلقه لينتظر حتى تنام وينزعها ويضمها الى صدره لتفيق فى الصباح لتجد نفسها بين أحضانه ليسمعها تهمس بغيظ:.

الظاهر نومك فعلا وحش وبترفسى المخدة ياكارمن.

ليمنع ابتسامته من الظهور بقوة، فطفولتها ومرحها يضفى على روحه سعادة لم يكن يحلم بها، أفاق من أفكاره على صوت كارمن وهى تقول:
كفاية عليكوا كدة انهاردة، دلوقتى ميعاد الغدا، يلا عشان تاخدوا الشاور بتاعكم ونتغدا مع بعض.

اقترب أدهم منهم فى تلك اللحظة ليهلل كل من جود وجودى قائلين:
بابا.

ابتسم وهو يجلس على ركبتيه كعادته معهما لينطلقوا الى حضنه يضمهما بحنان لتبتسم كارمن بحب لعائلتها التى تعشقها، التقت عينيها بعينيه، لتتشابك عيونهم ويقطع تشابكهم ابتعاد الاطفال عن حضن أبيهم وجود يقول له:
هتتغدى معانا يابابا؟

ابتسم أدهم قائلا:
آه ياحبيبى وهقضى معاكم اليوم كمان.

هلل الأطفال فرحين، ليقول أدهم بحنان:
يلا روحوا خدوا شاور، وقولوا للدادة تحضرلنا الغدا.

أسرعوا ينفذون أوامر والدهم ليقترب أدهم من كارمن وعينيه لا تحيد عنها، تسارعت دقات قلبها كلما اقترب منها خطوة، لتبتلع ريقها قائلة فى توتر:
حمد الله ع السلامة.

ابتسم وهو مازال يقترب قائلا:
الله يسلمك.

تراجعت كارمن خطوة عندما احست بأن المسافة الفاصلة بينهما تكاد تكون معدومة لتنظر خلفها بتوتر الى حيث حمام السباحة ثم تنظر مجددا لأدهم، حاولت أن تعبر بجواره مغادرة المكان ليمنعها بيده، نظرت اليه فى حيرة ليبتسم وهو يتأمل ملامحها فى صمت، لتحاول العبور من الجهة الأخرى ليمنعها مجددا، قالت بتوتر:
أدهم.

قال وهو يرفع حاجبه:
نعم
قالت فى حزم:
عدينى.

رفع حاجبه مرة أخرى وهو يقول بابتسامة:
ما تعدى.

عقدت حاجبيها بحيرة من تصرفاته وكلماته، هل يمزح معها؟ لتصاب بالصدمة، أدهم حقا يمزح معها، أفاقت من صدمتها على صوته يقول:
هاتى ايدك.

نظرت الى يده الممتدة باتجاهها لتمنحه يدها دون وعى، التفت بها الى حمام السباحة ليقفا قبالته، فنظرت اليه بتوتر ليقول بابتسامة:
ايه رأيك؟

نظرت الى حمام السباحة ثم عادت بنظراتها اليه قائلة:
مبعرفش أعوم.

ابتسم قائﻻ:
عارف
ثم رفع حاجبه الأيسر ليستطرد قائلا:
خايفة؟

نظرت الى عينيه ونظرتهما التى تعشقها ليختفى شعور الخوف من قلبها ويتبخر نهائيا وهى تقول:
مش خايفة.

ابتسم قائلا:
يبقى يلا بينا.

قبل ان تعى كلماته وجدته يقفز الى حمام السباحة لتقفز معه الى أعماق المياه، ثم يسبح أدهم صاعدا الى السطح وهو يسحب كارمن معه لتشهق كارمن ما ان لامس الهواء وجهها ليقول أدهم فى حزم:
اسندى على كتفى.

وضعت كارمن كلتا يديها على الفور على كتف أدهم، تتسارع أنفاسها من الإثارة وتتسارع أنفاسه فى المقابل من مظهرها المغرى، وقطرات المياه تتساقط على وجهها ويتساقط شعرها بعشوائية حوله، نظر الى لسانها الذى تمرره على شفتيها لتغيم عينيه بالرغبة فى تقبيل تلك الشفتين، ليقاوم مشاعره بشدة وهو يغلق عينيه ليفتحهما مجددا وهو يقول بهدوء:.

من بكرة الساعة ٥ هدربك على السباحة لمدة ساعة كاملة كل يوم، اشترى حاجة محترمة تقدرى تنزلى بيها حمام السباحة مش عايز مايوهات، ومش عايز جسمك يبان، مفهوم؟

أومأت برأسها كالمغيبة وهى مازالت تحت تأثير كلماته ونظراته واحساسها بملمس جسده المشدود تحت يدها، اتجه أدهم الى خارج حمام السباحة ساحبا اياها خلفه، حتى خرج أدهم منه وحملها خارجه لتصبح مجددا بين ذراعيه ليبتعد عنها أدهم اولا وهو يمرر يده فى شعره بتوتر، ثم يمسك روب الاستحمام الخاص بالمسبح ويلبسها اياه قائلا:.

روحى خدى شاور فى حمام اوضتنا وانا هاخده فى الحمام التانى وحصلينى على اوضة السفرة عشان وعدت الولاد نتغدى معاهم.

اومات براسها مجددا ليقترب منها قائلا بهمس:
قلتلك قبل كدة مبحبش الكلام بالاشارة، قولى حاضر ياأدهم.

قالت بخجل:
حاضر ياأدهم.

ابتسم متأملا ملامحها الجميلة لآخر مرة قبل ان يغادر لتزفر كارمن قائلة فى هيام:
أنا موتى هيكون على ايدك ياأدهومتى، بحبك أوى، لأ، حب ايه بس، ده انا بعشقك.

دخل عامل البوفيه يحمل كوبا من عصير الليمون ويضعه أمام جورى ثم انصرف، ليقول عاصم فى هدوء:
ممكن بس تهدى وتشربى العصير، عشان أفهم منك ايه الحكاية.

شربت جورى بعضا من العصير وهى تشعر بالفعل ببعض الهدوء، قائلة فى توتر:
زى ما قلت لحضرتك يادكتور، فيه واحد اتصل بية وقالى ان حضرتك وأيهم بتتخانقوا خناقة كبيرة فى مكتب حضرتك وياالحقكوا ياملحقكوش، طبعا جريت على مكتبك وانا زى المجنونة، بس زى ما حضرتك شايف، مغيش حاجة وشكله واحد بيستظرف.

وقف عاصم واتجه ليجلس أمامها، يتساءل قلبه بصمت ترى على أى منهما انتابها القلق؟، ليسخر من قلبه قائلا له، بالتأكيد على من يدق له قلبها أيها الأحمق، أما زلت تتساءل؟

ليقول بثبات:
أكيد فعلا حد بيستظرف، لأنى من آخر مرة شفته معاكى وأنا مقابلتوش، بس بصراحة الموضوع مش مريحنى والأحسن تتصلى بخطيبك وتقوليله.

نهضت جورى قائلة:
معاك حق يادكتور، أنا لازم أوصله حالا و...

لم تكمل جملتها وهى تشعر بالدوار فجأة حتى كادت أن تسقط، ليسرع عاصم ويسندها، قائلا فى قلق:
جورى انتى كويسة؟

دخل أيهم فى نفس اللحظة ليفاجأ بهما فى ذلك الوضع ليحترق قلبه ألما وتشتعل عينيه غضبا، اقترب منها بحدة ينتزعها من بين ذراعى عاصم، لم تشعر بعنفه لاحساسها بالدوار، نظرت اليه بارتياح قائلة:
كويس انك جيت ياأيهم، أنا كنت لسة...

قاطعها قائلا باحتقار:
فعلا كويس انى جيت عشان أعرف أد ايه انك واحدة رخيصة وخسارة فيكى الحب اللى حبيتهولك، انتى أحقر واحدة شافتها عينية، لما انتى عايزاه هو، وافقتى علية ليه؟دبحتينى ليه؟انطقى.

كانت جورى تستمع اليه فى صدمة ولكنها سرعان ما تمالكت نفسها وهى تسمع اهاناته لها وسوء ظنه بها لتتحول ملامحها الى الجمود، قال عاصم بغضب:
انت فاهم غلط على فكرة، الموضوع...

قاطعته جورى بنظرة صارمة واشارة من يدها له بالصمت قائلة بصوت رغما عنها حمل ألمها ومرارتها مهما حاولت أن يبدو صوتها باردا وغير مهتما:
أنا ميرضنيش ترتبط بواحدة خاينة ياأيهم، ياريت تطلقنى.

نظر اليها باحتقار قائلا:
أكيد مش هخلى على ذمتى واحدة خاينة ياجورى، انتى دبحتى قلبى بس هعيش ياجورى، انتى طالق.

شعرت جورى بقبضة حديدية تعتصر قلبها وأحست بروحها تسحب منها والكون يدور من حولها، راقبته بعين ذائغة ينزع دبلته ويرميها بوجهها مغادرا بغضب لتسود الدنيا من حولها وآخر ما سمعته هى صرخة باسمها انطلقت من فم عاصم لتقع مغشيا عليها على الفور.

استيقظت مايا على صوت رنين هاتفها، نظرت الى شاشته لتجده رقما غريبا عنها، أجابت على الهاتف قائلة بصوت يغلب عليه النعاس:
ألو.

لم تجد ردا لتعيد كلمتها وقد بدأ النعاس يفر من عينيها قائلة:
ألو، مين معايا؟

سمعت نفسا على الطرف الآخر، وكأن صاحبه كان يحبسه ليطلقه مرة واحدة فى صوت أشبه بتنهيدة، لا تدرى لم أحست أن محدثها هو مهيب، تألم قلبها ونزلت من عينيها دمعة وهى تقول بلوعة:
إنسانى بقى يامهيب، إنسانى.

ثم أغلقت الهاتف لتنزل دموعها فى صمت وهى تفتح ملف الصور به تتأمل صورته بوجع لتمرر أناملها على وجهه قائلة فى مرارة:
وحشتنى اوى ياحبيبى، اوى، بس لازم تنسانى احنا خلاص مش هينفع نكون لبعض
فى حين أغلق مهيب الهاتف قائلا فى لوعة:
مش بإيدى أنساكى يامايا، ياريت كان بإيدى.

نظر الى الخارج من خلال النافذة ليرى وجه محبوبته فى وجه القمر ليتساءل فى مرارة:
هل حكم عليه بالعيش هكذا؟، وكأن حياته لا معنى لها دونها، لا طعم ولا رائحة، تركته حبيبته دون سعادة، دون حب، ودون حياة.

تراجعت ديالا الى حجرتها لتنظر الى نفسها فى المرآة بغيظ قائلة:
بردو بنت الجمال قدرت تفوز عليكى ياديالا وتاخده منك، أخدت منك كل حاجة لتانى مرة...

ثم نظرت الى بطنها المسطحة قائلة فى مرارة:
حتى البيبى اللى فكرتى هيبيع الدنيا كلها عشان خاطره مش هقدر أجيبه، ومش عارفة لحد امتى هقدر اوهمه انى حامل، أنا تعبت، تعبت.

لتصمت لثانية ثم تقول وقد التمعت عيناها بالتحدى:
برده مش هسيبلك مهيب يامايا، وانا اللى هضحك فى الآخر وبكرة هنشوف.

قالت سوسن بتوتر:
احنا فى المستشفى ياعادل، جورى تعبت اوى واحنا معاها
قال عادل فى قلق:
طب ادينى أيهم ياسوسن.

قالت سوسن فى حزن:
أيهم مش معانا ومينفعش تكلمه، انا هنا مع الدكتور عاصم، الموضوع معقد اوى، ومش هينفع أحكيهولك على التليفون.

قال عادل وقد ازداد قلقه:
طيب اهدى انتى بس وانا قريب من المستشفى، دقايق وهتلاقينى عندك.

قالت سوسن بارتياح:
تمام، مستنياك
قال عادل:
سلام دلوقتى.

أغلقت سوسن الهاتف وهى تقترب من حجرة جورى وتدلف إليها لتجد جورى نائمة كالملاك، يجلس بجوارها الدكتور عاصم تبدو ملامحه حزينة متألمة، لتقول لنفسها بحزن صامت:
ليه بس بنعشق الناس الغلط واللى ممكن يإذونا ومبنشوفش الناس اللى ممكن نعيش معاهم فى سعادة، وليه لما بنعشق مبنشوفش من العشق غير العذاب، ياه ع القدر لما يلعب بينا ويبلينا بلعنة العشق، يارب ريح قلوبنا ياااارب.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة