قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل الحادي والعشرون

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل الحادي والعشرون

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل الحادي والعشرون

قال صديق بعينين تلمعان بالنصر:
آدى أيهم وجورى وحكايتهم خلصت خلاص، طلقها وأهى مرمية فى المستشفى، ومهيب كمان هتروحله رسالة بكرة تعرفه حقيقة مراته وإزاى طلع أكبر مغفل لما ضحكت عليه، ما فاضلش غير أدهم ودى حكايته حكاية والحل الوحيد عشان أوجع راجى فيه انى أموته ياعلية.

قالت علية بخوف:
لأ ياصديق، كله إلا الموت، أنا صحيح عايزة أنتقم من أخويا فى عياله وافرقهم عن اللى بيحبوهم زى ما هو فرقنى عنك، صحيح نفسى أكسر قلوبهم زى ما كسر قلبى، لكن توصل للقتل، لأ طبعا، مستحيل.

اقترب منها صديق يمسك يدها قائلا:
اسمعينى وافهمينى كويس، أدهم مبيحبش مراته زى ما قلتيلى واجوزها عشان ولاده، لو فرقته عنها مش هينكسر، موته بقى هيكسر ضهر راجى، ده غير ان ثروته هتتقسم عل اتنين مش تلاتة وانتى بقى ساعتها تخلى بنتك تشد حيلها وتتجوز مهيب، والفلوس كلها تبقى فى ايدك.

قالت علية بتردد:
بس...

وضع اصبعه على شفتيها قائلا:
من غير بس، انتى عمرك مشيتى ورايا ومكسبتيش؟

نظرت اليه تهز رأسها نفيا كالمغيبة، ليبتسم مستطردا وهو يقول:
يبقى تمشى ورايا المرة دى كمان وأوعدك انى هحققلك انتقامك.

اومأت برأسها ايجابا ليقول:
جهزى نفسك عشان نظبط المسائل، وننفذ الخطة.

نظرت اليه بحيرة ليسحب اصبعه من على فمها وهو يفرك اصبعيه السبابة والإبهام وهو يقول:
الفلوس ياحبيبتى. ظبطينى عشان اظبط الدنيا
ابتسمت وهى تتجه لحقيبتها وتفتحها لتخرج منها مبلغا من المال الذى يحتاجه لتنفيذ خطته الجهنمية.

قال عادل بصدمة:
لأ اهدى كدة وفهمينى بالراحة.

قالت سوسن من وسط دموعها:
زى ما قلتلك، واحد اتصل بجورى وقالها ان أيهم وعاصم بيتخانقوا خناقة كبيرة فى مكتبه، جريت هى على المكتب فملقتش غير الدكتور عاصم اللى نفى الكلام ده، ولما قامت تروح لأيهم البيت لأنها مش عارفة توصله بالفون، داخت وكانت هتقع، دكتور عاصم لحقها وسندها، ودخل أيهم ساعتها وافتكره حاضنها، طبعا اتهمها بالخيانة وبكل غباء طلقها
نظر لها بعتاب لتقول متلعثمة:.

قصدى يعنى، المهم، هو خرج من هنا وهى أغمى عليها، و
فجبناها المستشفى علطول، الدكتور حمدى قال ان دمها كان فيه نسبة مخدر كبيرة، وانها كان ممكن تروح فيها، بس الحمد لله ربنا ستر، بعد ما فاقت افتكرت أيهم وطلاقها منه وكلامه ليها، جالها انهيار عصبى والدكتور ادالها حقنة مهدئة ومن ساعتها وهى نايمة.

ثم صمتت لثانية لتتمالك نفسها وتأخذ نفسا عميقا ثم تقول بمرارة:
أنا معرفتش أعمل ايه، لو اتصلت بطنط نوال، ممكن يجرالها حاجة لما تعرف باللى عمله أيهم، ومش هعرف آخدها عندى لأنى ساكنة فى بيت مغتربات زى ما انت عارف، مكنش أدامى غير انى اكلمك تيجى تقولى اعمل ايه ياعادل.

ربت عادل على يدها بحنان قائلا:
اهدي بس واطمنى، انا هتصرف
قالت فى حيرة:
هتعمل ايه؟

قال فى هدوء:
هتاخدوا يومين أجازة من الجامعة وتسافروا شرم، هتقعدوا فى شقتى اللى هناك، منها جورى تريح أعصابها على ما اشوف المجنون التانى ده وأتصرف معاه، ومنها مامتها بردو متحسش بحاجة لغاية لما نصلح الأوضاع، قومى اتصلى بيها وقوليلها ان وراكم بحث يخص الجامعة واضطريتم تسافروا فجأة عشان تلحقوا تخلصوه، وانا هفهم أيهم اللى حصل ونحصلكم على هناك.

قالت سوسن بحزن:
تفتكر هيصدق كدة بسهولة، وحتى لو صدق تفتكر جورى هتسامحه بالبساطة دى؟

ربت على يدها قائلا:
احنا هنعمل اللى علينا والباقى على ربنا
قالت سوسن:
ونعم بالله.

ثم نظرت اليه بحب مستطردة:
ربنا يخليك لية ياعادل، مش عارفة من غيرك كنت هعمل ايه...
ابتسم وهو ينظر الى عينيها قائلا بمشاكسة:
كنتى هتعملى صينية بطاطس
ابتسمت فاستطرد قائلا:
أيوة كدة فكيها ومتشيليش هم، يلا قومى كلمى مامة جورى، واعملى اللى قلتلك عليه.

قاطع كلامهم صوت عاصم يقول بارتباك:
احم، انا اسف لو كنت قاطعتكم بس غصب عنى سمعت كلامكم، والحقيقة انا عندى شك فى حاجة لو طلعت صح، ممكن عن طريقها نثبت براءة جورى أدام أيهم.

نظر اليه عادل بتساؤل لتقول سوسن:
الدكتور عاصم ياعادل...
ثم نظرت الى عاصم قائلة:
وده عادل صديق أيهم.

نظر لها عادل باستنكار لتقول بخجل:
وخطيبى
قال عاصم:
الف مبروك.

ابتسم عادل قائلا:
الله يبارك فيك، لو ممكن حضرتك بس توضحلى اكتر ازاى ممكن نثبت براءة جورى.

عدل عاصم من وضع نظارته الطبية وهو يقول:
الحقيقة انا شاكك ان حد بيحاول يفرق بين جورى وأيهم والدليل على كدة المكالمة اللى جاتلها، والمخدر اللى اكيد اتحط فى عصيرها، ده غير وجود أيهم فى مكتبى فى اللحظة دى بالذات، يعنى لو وصلنا لعامل البوفيه وضغطنا عليه شوية، ممكن نعرف مين اللى وراه، ولا ايه رأيكم؟

قالت سوسن فى أمل:
والله فكرة...
لتصمت وهى ترى نظرة عادل الزاجرة لها وليلتفت عادل بعدها لعاصم قائلا:
كلامك منطقى جدا يادكتور، وانا معاك نروحله حالا، واهو بالمرة نضرب الحديد وهو سخن؟ولا ايه؟

اومأ عاصم برأسه لتلتمع عينا سوسن وداخلها ينمو الأمل فى اظهار براءة صديقتها وإرجاع المياه لمجاريها بين جورى وأيهم.

قالت ديالا بحدة:
قلتلك ياماما، مفيش فايدة، لسة بيحبها، مش قادر ينساها حتى بعد ما عرف انى حامل لسة بيحنلها ومش قادر يبعد عنها، أنا تعبت ياماما، بصراحة الجوازة دى معدتش جايبة همها، مهيب مزنقها علية اوى، والدكتورة بقت طماعة ومعنتش عارفة أكفيها فلوس منين، بتهددنى انها هتقول لمهيب انى مبخلفش وانى مثلت عليه انى حامل.

صمتت ديالا وهى تسمع صوت آنية تكسر لتلتفت ببطئ وصدمة تخشى ما ستراه لتتسع عينيها وهى ترى مهيب يقف جامدا تتقافز شياطين الدنيا على وجهه لتزدرد ريقها بتوتر وهى تغلق الهاتف قائلة بخوف:
مهيب.

اقترب منها مهيب ببطئ قائلا بنبرات أثارت القشعريرة بجسدها:
أيوة مهيب، مهيب اللى اتخدع فيكى وصدقك، مهيب اللى بيتمنى انه لا كان شافك ولا عرفك ولا دخلك حياته يامجرمة.

أنهى كلماته وهو يصفعها بعنف لترتمى على الأرض تبكى، نظر اليها باحتقار قائلا:.

تعرفى لما سمعتك انبارح بتقولى لصاحبتك انك اتجوزتينى عشان تحرمى مايا من حبيبها زى ما حبيبك حبها واتحرمتى منه، عرفت انك انتهيتى بالنسبة لى، ورغم انى كنت عايز اموتك بس خفت على ابنى اللى فى بطنك ومقدرتش اعملك حاجة، بس الحمد لله ان ربنا كشفك وعرفت حقيقتك، ظهر غشك وكدبك وأرفك بس خسارة انى أضيع نفسى وأوسخ ايدى بدمك، وكفاية عليكى ارميكى من حياتى للأبد، انتى طالق ياديالا، طالق، طالق.

ليتركها منهارة ويسرع الى حجرته ليلملم أشياءه وهو يتصل ليحجز على اول طائرة مسافرة للفيوم، ليعود الى حبيبته مايا.

صدر صوت رسالة آتية من جواله، ليفتح هاتفه ويجدها رسالة من رقم غريب، قرأ نصها الذى يقول
مراتك بتخدعك، هى أصلا مبتخلفش، اتأكد من الدكتورة لو مش مصدقنى، بالشفا يامغفل.

نظر الى الرسالة يقرأها مرة أخرى، ليقول بمرارة:
انا فعلا مغفل عشان سبت جوهرة وبدلتها بواحدة مزيفة الكل كان عارف حقيقتها الا انا
ليصرخ بندم:
إلا أناااا.

كان أدهم يمتطى جواده رعد، يتنقل به بين جنبات المزرعة، يتأمل بهدوء ماحوله، تشرد أفكاره الى من شغلت عقله وملكت قلبه، وجعلته يسهر الليالى فقط ليتأمل ملامحها الجميلة النائمة كالملاك البرئ، يتذكر ضحكاتها، غمازتيها الرائعتين، لمساتها له خلال نومها وتمرير يدها كالقطة على صدره، تثير فيه أعتى المشاعر حتى انه يضطر لأخذ حمام صباحى بارد كل يوم ليطفئ شوقه اليها، انه يرغبها، يعشقها، يود لو يحول زواجهم الصورى لحقيقة واقعة، يود لو يغمرها بعشقه ولكنه يخشى رفضها، ويخشى ايضا موافقتها فقط كى ترد له الجميل، يراها سعيدة بوضعهما كما هو، نعم يرى منها فى بعض الأحيان نظرات تدل على عشقها ولكنها تخفيها بسرعة فيتخيل انها فقط اوهامه، أفاق من أفكاره على صوت صهيل جواده، ليربت على عنقه مهدئا اياه وهو يقول:.

هش، اهدى يارعد.

ليصهل الجواد مجددا، ويشعر أدهم بتوتره لينظر حوله بسرعة يحاول أن يجد سببا لقلق جواده ليسمع صوت اطلاق النار ليرتفع الجواد ملقيا بأدهم أرضا، تأوه أدهم من الألم ليسمع اطلاق النار مرة أخرى، ويرى جواده يخر صريعا على الأرض، اندفع أدهم اليه ليرى جرحه ينزف بغزارة ليقول بألم:
رعد، اهدى أنا...

ليصمت وهو يرى دمعة نزلت من عين جواده ليغلق بعدها عينيه الى الأبد، ليصرخ أدهم بلوعة: رعد...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة