قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل الثاني والعشرون

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل الثاني والعشرون

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل الثاني والعشرون

وقف أيهم فى مكانه الذى يذهب اليه كلما شعر بضيق، كان ينظر الى النيل شاردا فى افكاره، يشعر بأنفاسه تغادره ببطئ وبروحه تسحب منه، أحس بيد توضع على كتفه ليلتفت ويرى صاحب تلك اليد ليجده صديقه عادل، التفت مجددا ناظرا الى النيل وهو يقول فى ضيق:
ايه اللى جابك دلوقتى ياعادل؟، من فضلك سيبنى، عايز أقعد لوحدى.

وقف عادل الى جواره ينظر الى النيل بدوره قائلا:
اللى جابنى غبائك ياصاحبى
عقد أيهم حاجبيه قائلا بغضب:
عادل انت اتجننت؟

نظر اليه عادل قائلا بهدوء:
انت اللى اتجننت لما ظلمت انسانة بريئة من غير ماتتأكد وخسرتها بتسرعك وغبائك
جز أيهم على أسنانه وهو يمسك عادل من ياقة قميصه قائلا بغضب:
تعرف لو مكنتش صاحبى، كنت وريتك الغباء شكله ايه.

ثم تركه واتجه ليغادر المكان ليقف مصدوما من وجود عاصم أمامه يقف فى توتر، ليخرج من صدمته ويتجه اليه فى غضب قائلا:
انت ليك عين تورينى وشك ياحقير، ياجبان.

ليلكمه بقوة فى وجهه، ثم كاد ان يلكمه مرة أخرى لولا أن كبله عادل يمنعه من التعرض له مرة اخرى، قال عاصم وهو يفرك فكه بألم:
انت ظالنى وظالمها على فكرة، جورى بريئة.

قاوم أيهم عادل وهو يحاول الافلات منه قائلا لعاصم بعصبية:
اخرس خالص مش عايز أسمع صوتك ولا عايز أسمع اسمها، ابعدوا عنى بقى وسيبونى فى حالى.

قال عادل وهو يلهث من محاولات أيهم الافلات من قبضته:
اسمع منه بقى، جورى بريئة زى ما قالك ومعانا الدليل على برائتها، والله العظيم جورى بريئة.

توقف أيهم عن الحركة تماما وهو ينظر الى عادل فى صدمة، ليومئ عادل برأسه مؤكدا على كلامه، قال عاصم بثبات:
اسمع التسجيل ده، ولو مش متأكد احنا مستعدين نجيبلك عم صالح عامل البوفيه لغاية عندك يأكدلك كلامه.

عقد أيهم حاجبيه وكلمات عم صالح تنساب الى أذنيه من خلال تسجيل الهاتف لتصيبه بصدمة كبيرة:
والله يابهوات هقولكم على كل حاجة بس أبوس ايدك يادكتور عاصم بلاش البوليس أنا عندى عيال ولو انا اتسجنت هيتشردوا، انا مش حمل بهدلة وانا فى السن ده.

قال عاصم:
قول ياصالح، متخافش، مش هنعملك حاجة ولا هنبلغ البوليس.

ابتلع صالح ريقه قائلا:
فيه راجل كبير جالى وقالى احط برشام فى عصير الست جورى وأدوبه كويس وأدهولها فى ايدها ولما رفضت هددنى يخطف حد من عيالى، وانا مش أد الناس دى، خفت على عيالى يادكتور، الضنا غالى.

أغلق عاصم التسجيل وهو ينظر الى ملامح أيهم الشاحبة ليكمل قائلا:
بص ياأيهم فى اليوم ده جه تليفون لجورى من واحد بيقولها ان انا وانت بنتخانق فى مكتبى، جريت طبعا على مكتبى ملقتش حاجة م الكلام ده، ولما لقيتها مرعوبة ولون وشها مخطوف طلبتلها عصير، وهى قايمة تجيلك داخت وسندتها ساعة ما انت دخلت، هو ده كل اللى حصل وربنا شاهد علية.

قال أيهم بنبرات منهارة:
انتوا عارفين ده معناه ايه؟

نظر عادل وعاصم إليه بشفقة على حاله، ليفرك أيهم وجهه مستطردا:
أنا كدة ابقى ظلمتها، ظلمتها و مديتهاش فرصة تدافع عن نفسها، وبكل غباء الدنيا طلقتها، طلقتها
نظروا الى حالة انهياره بحزن، لا يدرون كيف يخففون عنه...
تجمعت الدموع بعينيه وهو يقول:
مستحيل هتسامحنى، أنا عارف، خلاص خسرتها للأبد.

ربت عادل على كتفه قائلا:
كل حاجة ممكن تتصلح بس نوصل للى حاول يفرقكم عن بعض.

مرر أيهم يده فى رأسه قائلا فى مرارة:
وهتفرق فى ايه؟، خلاص جورى ضاعت منى.

أمسكه عاصم أيهم من كتفيه قائلا بغضب:
بالسهولة دى بتستسلم، يا خسارة حبها ليك، ياخسارة تمسكها بيك، تعرف أنا كمان حبيتها بس لما حسيت انها بتحبك بعدت واتمنيتلها الخير، لو كنت حسيت من ناحيتها بذرة حب لية كنت حاربت الدنيا علشانها، فوق ياأيهم وحارب عشان ترجعها ليك، ولو هتتخلى عنها بالسهولة دى يبقى سيبها احسن وساعتها هقرب انا وأعوضها عن كل العذاب اللى عاشته طول عمرها، وهعوضها عن جرحك ليها كمان.

نظر أيهم الى عاصم لا يستطيع أن يغضب منه رغم غيرته الشديدة من تصريحه بحب جوريته، ولكنه محق فى كل كلمة قالها، فاذا استسلم الآن فهو لا يستحقها والأفضل لها أن تكون مع عاصم، لم يستطع تحمل الفكرة لذا قال فى اصرار:
جورى مش ممكن تكون لحد غيرى ياعاصم.

ثم التفت الى عادل قائلا:
يلا بينا نروحلها بيت طنط نوال ياعادل.

نظر عادل اليه بحزن، أقلق أيهم ليقول بخوف:
فيه ايه ياعادل؟، انطق.

قال عادل بتردد:
أصلك يعنى، بعد ما، طلقتها جالها انهيار عصبى ونقلوها المستشفى
قال أيهم فى صدمة:
انهيار عصبى، أنا السبب، أنا السبب.

ثم أمسك يد عادل قائلا فى لوعة:
اسم المستشفى ايه.

قال عادل وهو يربت على يد أيهم قائلا:
اهدى بس، هى دلوقتى بخير، وخرجت من المستشفى، وديتها هى وسوسن شقتى اللى فى شرم الشيخ، عشان مامتها متحسش بحاجة، بس بلاش تروحلها دلوقتى، الدكتور محذر من أى ضغط نفسى عليها.

قال أيهم فى حزن:
أنا بس عايز أشوفها وأطمن عليها، وواحدة واحدة هقرب منها وأرجعها لحضنى من تانى.

قال عاصم فى هدوء يخالف ألم قلبه:
طيب أنا هستأذن دلوقتى وربنا يصلح الحال ما بينكم ياأيهم.

التفت أيهم الى عاصم قائلا فى امتنان:
انا مش عارف أشكرك ازاى ياعاصم، انت فعلا انسان نبيل
ابتسم عاصم بحزن قائﻻ:
انا معملتش حاجة، سلام.

وغادر ليقول أيهم لعادل:
يلا بينا على شرم ياعادل، بسرعة.

كان مهيب يقف بعينين غاضبتين، تشتعل نيران الغيرة بقلبه، يرى مايا تقف وسط مجموعة من العمال، تلقى اليهم ببعض الأوامر، ينظر اليها البعض وكأنها الشمس فى جمالها بينما تبتسم الى إيهاب الذى يقول لها بعض الكلمات، لقد جاء من المطار رأسا الى هنا ظنا منه أنها بمفردها ليجدها محاطة بمجموعة من الرجال يود الآن لو قام باختطافها من وسطهم، لتلمع عينيه وهو يرى أنها فكرة لا بأس بها، ليتجه ناحيتها بخطوات سريعة وينتبه الجميع له إلا هى، فقد كانت تعطيه ظهرها ولكنها لاحظت صمت الجميع لتلتفت لترى إلام ينظر جميعهم، وتتفاجأ بمهيب يتجه اليها بخطوات غاضبة ليومئ للجميع برأسه ثم يسحبها من يدها وسط صدمتها ليمشى مبتعدا بها عن الجميع، توقفت مايا قائلة فى عصبية:.

انت مش هتبطل أسلوبك ده؟

اقترب يواجهها وهو يقول بتصميم:
لأ مش هبطل، وبصى يامايا، أنا جاى من سفر وعلى آخرى عشان عايزك فى موضوع مهم، ومش حمل مناهدة ولا معارضة، الكورة فى ملعبك دلوقت، ياتيجى معايا برضاكى، ياهشيلك وهاخدك غصب عنك، وانتى عارفانى، مجنون وأعملها، كل اللى عايزه فرصة، فرصة واحدة، هتسمعينى فيها والقرار بعد كدة قرارك انتى، اتفقنا؟

نظرت الى عينيه لا تدرى أتوافق أم ترفض؟ ولكنها استسلمت لتسمعه تلك المرة فقط ثم تغادر منهية تلك المهزلة للأبد.

كانت كارمن بالخارج مع الطفلين عندما سمعت بما حدث لرعد لتسرع على الفور بالعودة الى المنزل، تركت الطفلين للدادة وأسرعت الى حجرتهما ودلفت اليها بسرعة، لتجد أدهم جالسا على الأرض، يستند برأسه إلى الحائط يغمض عينيه بألم، هالها مظهره لتسرع اليه وتجلس على ركبتيها أمامه تتفحصه بسرعة لترى مدى اصابته فوجدت أنها فقط بعض الخدوش، لتعود بعينيها إليه، ليرفع هو عينيه اليها فى تلك اللحظة وترى بهما ولأول مرة نظرة احتياج اليها، لتسرع وتفتح له ذراعيها ليرتمى بينهما بألم، بشوق، وبلهفة، يعتصرها بقوة حتى أنها شعرت بأنها ستختفى بين ضلوعه، ضمته بحنان وربتت على ظهره مهدئة وهى تهمس فى أذنه قائلة:.

عيط ياأدهم، خرج اللى جواك، متكتمش مشاعرك بالشكل ده، أنا عارفة رعد كان بالنسبة لك ايه.

وكأنه كان ينتظر كلماتها لتتساقط دموعه فى صمت، تشعر بها وهى تبللها، ربتت على رأسه بحنان، وظلا هكذا لفترة طويلة، حتى هدأ أدهم وابتعد عنها دون أن يخرجها من محيط ذراعيه، يتأمل وجهها بضعف، بشوق وتردد، ليقول بصوت هامس:
أنا محتاج انهاردة أنسى كل حاجة جوة حضنك ياكارمن، محتاجلك اوى.

نظر الى شفتيها برغبة ليقترب منها بسرعة ويلتقطهما فى قبلة قوية، شغوفة، وعاشقة وقد عجز عن كبح جماح نفسه وهو فى قمة ضعفه، ليبتعد عنها فقط ليمنحها فرصة لتتنفس، أو ربما فرصة للهرب، ولكنها ظلت مستكينة بين ذراعيه، تخفض عينيها بخجل، رفع وجهها اليه بأنامله لتواجه عينيه عينيها الجميلتين، قال برجاء ألا ترده خائبا:.

عارف انى بطلب منك تضحية كبيرة، بس بجد محتاجلك، عايز أنسى معاكى كل حاجة، ولو رفضتينى فصدقينى هعذرك و...

لتقاطعه هى باحتضانها إياه بقوة تمنحه الإذن فى أن ينسى الدنيا بين أحضانها ليضمها الى صدره يستنشق عبيرها بشغف ليتوه بين خصلات شعرها، أخرجها من حضنه ليضم وجهها بيده ويعود ليقبلها مرارا وتكرارا ولكن تلك المرة بنعومة أذابتها لتنزل يده وتفتح سحاب فستانها يتلمس ظهرها العارى برقة لتنتفض بين ذراعيه وتبتعد قليلا، نظر الى عينيها ولاحظ خجلها وخوفها الفطرى، ليقول هامسا:
متخافيش ياكارمن.

فقط احتاج الأمر أن يقول تلك الكلمتين لها لتشعر على الفور بالأمان، فهو على الرغم من كل شئ، حبيبها، لتعود الى محيط ذراعيه يقبلها بحنان لتتركه تلك المرة يفتح سحاب فستانها ليسقط أرضا، وتدارى هى جسدها بخجل، تأملها بعشق ملك عليه جوارحه، لينهض وينهضها معه ليحملها ويتجه بها الى سريرهما، مددها برقة واعتلاها يقبلها بعشق قبلات متفرقة على وجهها وعنقها، حتى وصل الى شفتيها فقبلها بشوق قبلة تلو القبلة حتى نسى مع قبلاته ولمساته وعشقه لها كل شئ، نسى ألمه، عذابه، وتذكر فقط أنه عاشق لها حتى النخاع.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة