قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل العاشر

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل العاشر

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل العاشر

دلف أدهم الى حجرة أطفاله ليجد جودى نائمة كالملائكة، قبلها بحنان ثم دثرها بالغطاء جيدا، التفت الى جود الذى يعطيه ظهره ويبدو نائما لولا هزة جسده الضعيفة والتى أنبأت أدهم أن جود مازال مستيقظا، اقترب وجلس الى جواره ليديره اليه ويفاجأ بدموعه على وجهه، تلك الدموع التى اوجعت قلب أدهم ليقول بقلق:
مالك ياجود؟فيه حاجة واجعاك ياحبيبى؟

اعتدل جود جالسا وهو يهز رأسه نفيا قائلا بحزن:
انا كويس يابابا، متقلقش
قال ادهم فى حيرة:
أمال بتعيط ليه ياحبيبى؟
قال جود:
عشان خايف على مس كارمن، هى هتبقى كويسة يابابا؟صح؟

ابتسم ادهم بحنان قائلا:
هتبقى كويسة ياحبيبى، شرخ بس فى ايدها، وبالعلاج هتبقى كويسة
قال جود بلهفة:
بجد يابابا؟يعنى مش هتسيبنا وتروح لربنا زى ماما؟

نظر أدهم الى طفله بهدوء يخالف مشاعره الحزينة على خوف ابنه من فقدان حنان الام مجددا، فجود قد يظهر عنيدا قويا ولكن ادهم يدرك أنه الأكثر حساسية بين التوأمين وان عنده وقوته ما هما الا غلافا يحمى به نفسه من الأذى، تماما مثله، ليقول بحنان:
الله يرحم ماما ياحبيبى، متقلقش ياجود، مس كارمن هتبقى كويسة ومش هتسيبنا أبدا، إلا إذا، .

صمت أدهم وهو يشعر بغصة فى قلبه من أفكاره التى تجتاحه الان، قال جود بتساؤل:
إلا اذا ايه يابابا؟
قال أدهم بصعوبة:
الا اذا اتجوزت ياحبيبى، ساعتها بس هتسيبنا.

قال جود وقد بدأت دموعه تترقرق بعينيه مجددا:
بس انا مش عايزها تبعد عننا يابابا، عشان خاطرى، لو بتحبنى متخليهاش تسيبنا
نظر اليه أدهم قائلا فى حنان:
أد كدة بتحبها ياجود؟

قال جود:.

بحبها اوى يابابا، كنت بشوف اصحابى بيتكلموا عن مامتهم بس مكنتش بقدر افهم كلامهم، ولما كنت بشوف أمهاتهم معاهم كنت بتمنى يكون لية انا وجودى أم تبقى معانا بالشكل ده، احنا حوالينا كتير يابابا بيحبونا بس انا محستش باللى اصحابى كلمونى عنه غير لما شفت مس كارمن، لقيت معاها معنى ان يكون لية أم تحبنى وتخاف علية وتهتم بية، انا يمكن زعلان انى مقلتلهاش قبل كدة انى بحبها وكنت دايما ابينلها ان أى حاجة بتعملهالنا متهمنيش بس انا اول ما اشوفها هقولها، هقولها انى بحبها اوى يابابا.

أحس ادهم بقلبه يتمزق من الألم على ولديه، لأول مرة يشعر بأنهما يفتقدان أما بحياتهما، ولأول مرة يدرك كم كبرا صغيريه، ولأول مرة أيضا يدرك مدى تعلق توأمه بكارمن، ليدرك خطر اليوم الذى ستغادره فيهم كارمن على مشاعر توأميه، بل على مشاعره قبلهما، لتصدمه كلمات طفله وهو يقول:
ليه يابابا متجوزش انت مس كارمن ويبقالنا ام زى اصحابى، وأهى كدة متبعدش عننا؟صح؟

لم يدرى أدهم بم يجيب طفله، ولا يدرى لماذا رغم معرفته بمشاعره تجاه كارمن الا انه لم يفكر بالزواج منها مطلقا، ربما يخشى أن يظلم فتاة مثلها مع زوج وطفلين، لذا قال بهدوء مفتعل:
الموضوع مش سهل زى ما انت فاكر ياجود، نام دلوقتى وسيب بابا يحلها بطريقته.

أومأ جود برأسه قائلا:
حاضر يابابا، تصبح على خير
ابتسم ادهم قائلا:
تلاقى الخير ياحبيبى
تمدد جود ليدثره ادهم بحنان مقبلا اياه قبل أن يغادر الحجرة مغلقا الباب خلفه ومتجها الى حجرة كارمن.

أفاقت وجد على صوت ولدها أدهم يقول بحنان:
قومى ياماما ارتاحى فى أوضتك وأنا هفضل جنبها
نظرت وجد الى كارمن النائمة فى براءة ثم نظرت الى عينى ابنها التى تحمل مشاعر كثيرة لتستسلم قائلة:
طيب ياأدهم هروح أرتاح فى أوضتى بس صحينى كمان ساعتين عشان انت كمان محتاج تنام وترتاح ياحبيبى
أومأ ادهم براسه قائلا:
حاضر ياماما، تصبحى على خير
ربتت على وجنته قائلة:
تلاقى الخير.

غادرت وجد الغرفة مغلقة الباب خلفها ليقترب أدهم من سرير كارمن ويجلس على الكرسى بجوارها، حاول أن لا ينظر اليها ولكنه وجد عينيه رغما عنه تذهب اليها تستقر فوق وجهها الجميل، تأملها بشغف، تذكر ابتسامتها وعينيها اللامعتين وغمازتيها، ابتسم بحنان لتختفى ابتسامته وهو يتذكر كلمات ولده، تساءل فى صمت، هل آن الأوان ليتزوج من جديد، هل يجازف بقلبه تلك المرة ويبدأ حياة جديدة، وهل يستسلم للعنة العشق التى أصابته؟كان فى زيجته الأولى راضيا بنصيبه وبحياته الهادئة لا يريد عشقا فقد سمع من أقرانه عن عذاب العشق ليخبره عقله أن السلامة فى الابتعاد عنه، ولكنه الآن امام خيارين كليهما مر، اما أن يبتعد عن العشق ويعيش حياة مملة رتيبة ولكن هادئة او يستسلم لعشقه فيجلب له مزيجا من السعادة والشقاء، أفاق من أفكاره على صوت كارمن الهامس باسمه، ليقترب منها وهو يظن انها أفاقت ليدرك انها مازالت نائمة وأنها تنطق باسمه فى نومها ليعقد حاجبيه وهو يرى وجهها الأحمر، ليلمس جبهتها بقلق ويشعر بحرارتها المرتفعة ويدرك أنها تهذى من السخونية، نهض يحضر بعض المياه وقطعة قماش وجلس بجوارها يسوى لها بعض الكمادات، فتحت عينيها لتراه أمامها، ابتسمت بحب ثم أغمضت عيناها مرة أخرى ليبتسم هو بحنان، أحس بحرارتها تعود طبيعية، ليبعد المياه والقماشة وهو يتلمس جبهتها ليتأكد، زفر بارتياح وظل يتأملها قليلا ولم يدرى بنفسه وهو يغمض عينيه من الارهاق لينام بجوارها ويذهب فى سبات عميق.

تفاجأت جورى بأيهم وهو يقف امامها فى الجامعة لتقول بدهشة:
أيهم، ايه اللى جابك هنا؟
تاملها أيهم بشوق صامت أربكها لتقول بتلعثم:
أنا، أنا ماشية
لتسرع من امامه ولكنه أوقفها يمسك بذراعها لتنتزع ذراعها منه بحدة قائلة:
انت اتجننت، ازاى تمسكنى بالشكل ده؟

صمت مجددا لتزفر قائلة:
اوووف، انت هتفضل ساكت كدة؟
قال ايهم بحب:
غصب عنى وحشتينى.

قالت بارتباك:
انت عايز منى ايه ياأيهم؟
قال بعشق:
عايزك انتى
اقترب منها لتبتعد قائلة:
متقربش منى، انت مجنون.

قال بحزم:
مش جديدة علية كلمة مجنون على فكرة، وبعدين أنا الوحيد اللى من حقه يقرب منك، حتى انتى مش هتقدرى تمنعينى
تلفتت جورى حولها بقلق قائلة:
أبوس ايدك بطل جنانك ده وامشى.

نظر اليها بثبات قائلا:
ماشى بس بشرط
نظرت اليه بتساؤل ليستطرد قائلا:
تقابلينى بعد ما تخلصى محاضراتك فى الكافيتريا اللى جنب الجامعة.

قالت بارتباك:
ولو مجتش؟
ابتسم قائلا:
هتلاقينى فى بيتكم بشرب قهوتى مع طنط نوال.

قالت بيأس:
خلاص هاجى بس امشى دلوقت
كاد ان يتحدث ليقاطعه صوت عاصم يقول:
أيهم، مش معقول، انت رجعت امتى؟

التفت اليه ايهم قائلا:
مبقاليش يومين ياعاصم، وحشتنى والله
قال عاصم:
مش باين ده لولا ادهم اخوك مكنتش، .

ليقطع كلامه وهو ينظر لجورى بدهشة قائلا:
جورى
نظر أيهم بغيرة الى عاصم وهو يلاحظ نطقه اسمها دون ألقاب، قالت جورى بارتباك:
اذيك يادكتور عاصم.

ليرتاح ايهم قليلا وهو يرى ان جورى لم ترفع الألقاب مثل عاصم، ليقول ايهم:
انتوا تعرفوا بعض؟
قال عاصم:
انا بدى لجورى مادة العلوم الصحية.

ثم تردد للحظة قائلا:
وانتوا تعرفوا بعض منين ياأيهم؟
شعر أيهم بغيرة عاصم ليدرك مشاعره تجاهها ليقترب من جورى وهو يضع يده على كتفها قائلا:
جورى تبقى خطيبتى، هى لسة مش رسمى بس قريب اوى هتكون رسمى.

غامت عينا عاصم بالحزن ليقول:
الف مبروك، عن اذنكم عندى محاضرة
ليغادرهم عاصم فتبتعد جورى عن ايهم قائلة بحدة:
انت ازاى تحط ايدك علية بالشكل ده وازاى تقول انى خطيبتك ادام، .

قاطعها قائلا فى برود:
عاصم صح؟ يهمك فى ايه عاصم؟
قالت بحزن:
يهمنى مجرحش انسان محترم زيه، انسان لسة متقدملى من يومين ورفضته متحججة بدراستى وفجاة يطلعلى خطيب، طب أنا مقلتلوش ليه، ها، ليه؟

ارتاح ايهم لرفضها عاصم رغم أنه شاب تتمناه الكثيرات ليترجم سؤاله الحائر الى كلمات قائلا:
طب ليه رفضتيه ياجورى؟

قالت باندفاع:
عشان بحب...
وصمتت وهى تدرك انها كادت تعترف بحبه ليقول أيهم بأمل:
عشان بتحبى مين ياجورى، عشان بتحبينى صح؟

زفرت جورى قائلة:
خلاص ياأيهم لو سمحت، امشى دلوقتى وانا هخلص محاضراتى واحصلك
امسك يدها قائلا بحنان:
انا همشى بس هستناكى، متتأخريش علية.

تأملت نظراته التى جعلتها تقول دون وعى:
مش هتأخر
ترك يدها وملس على خدها بحنان قائلا:
خلى بالك من نفسك وياريت لو متحضريش محاضرة عاصم
ثم تركها مغادرا لتتنهد قائلة بهمس:
مجنون بس بتحبيه ياجورى، بس ياريت تفكرى شوية بعقلك وتشوفى حبك ده موديكى على فين؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة