قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل السادس والعشرون

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل السادس والعشرون

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل السادس والعشرون

دلف مهيب الى منزل والديه، حيث تجتمع العائلة تنتظر فى قلق وخوف مكالمة من الخاطف لطلب فدية فى مقابل رجوع مايا إليهم، وقفت علية عندما رأت مهيب قائلة فى انهيار:
بنتى فين يامهيب، وديت بنتى فين؟والله لو جرالها حاجة ما هسامحك، فاهم، مش هسامحك أبدا.

نكس مهيب رأسه فى حزن فى حين ربت راجى على كتفها قائلا:
اهدى بس ياعلية، مهيب ملوش ذنب فى اللى حصل، ومايا هترجع حتى لو هدفع ثروتى كلها عشان ترجع.

التفتت اليه علية قائلة بلوعة:
ترجع فين يا راجى، بنتى راحت خلاص، محدش اتصل بينا لحد دلوقتى، يبقى بنتى ضاعت، ضاعت ياراجى، وانتوا يعنى بنتى هتهمكم فى ايه؟هتهمكوا فى ايه قولولى؟

ثم نظرت بحقد الى كل من كارمن وجورى الواقفتين بصمت يرمقون ما يحدث بأعين حزينة، لترجع بعينيها الى راجى قائلة:
ولادك و اختاروا خلاص، ومبقتش بنتى ليها وجود فى حياتكم، معدتش تهمكم، صح ولا انا غلطانة؟

قال مهيب بمرارة:
بلاش الكلام ده ياعمتى، انتى مش عارفة غلاوتها عندنا ولا عارفة انتى بتقولى ايه.

التفتت اليه توكزه فى صدره قائلة:
انت بالذات متتكلمش معايا، ياما جرحتها، ياما عذبتها وهى ياحبة عينى كانت بتستحمل وتكتم جواها، لغاية ما خلاص، بنتى ضاعت منى، ضاعت منى.

وانهارت بالبكاء لتنهض وجد وتأخذها فى أحضانها لتتركها تبكى حتى هدأت، تتابعها الأعين بشفقة، اقترب راجى من مهيب الذى يبدوا حزينا، مكسورا وضعيفا ليقول له فى حزن:
مفيش أخبار جديدة يامهيب؟

هز مهيب رأسه نفيا وهو يقول بحزن:
مفيش أى جديد يابابا، لما مشيت ورا العربية، هربت منى، ولما كشفنا على أرقام العربية، طلعت مزيفة، ومفيش ولا مكالمة من اللى خطفوها وده عندى ملوش غير معنى واحد.

نظر اليه الجميع بترقب ليقول راجى بقلق:
معناه ايه ياابنى؟

قال مهيب فى انكسار ولوعة:
لو اللى فى بالى صح، تبقى مصيبة يابابا.

قال راجى فى قلق:
ما تتكلم ياابنى علطول وكفاية ألغاز.

قال مهيب وهو ينظر الى والده بمرارة قائلا:
معناه ان اللى خطفها مش عايز فلوس يابابا، ويكون عايزها هى.

علا نحيب علية وتعالت الشهقات ليقول راجى بفزع:
ايه اللى خلاك تفكر بالشكل ده ياابنى؟

قال مهيب فى مرارة:
ايهاب يابابا، شاف مايا واقفة مع واحد مرتاحلوش نهائى، وكان بيبصلها بطريقة معجبتوش وهى كانت متعصبة ع الآخر وخايفة لدرجة انها طلبت من ايهاب يوصلها، ودى مش طبيعة مايا، مايا قوية ومش سهل حاجة تخوفها، انا، انا شاكك ان يكون الراجل ده ورا حكاية خطفها.

قال أدهم فى عصبية:
وهو ميعرفش الراجل ده؟

قال مهيب وهو يهز رأسه نفيا:
لأ، أول مرة يشوفه وكل اللى فاكره عن شكله، انه راجل كبير فى السن وان خنصر ايده الشمال مقطوع.

شهقت علية بصدمة، ليقول أيهم فى حيرة:
مش معقول.

نقل الجميع نظراتهم بين علية شاحبة الوجه بشدة وبين أيهم الذى استطرد بحيرة:
عامل البوفيه اللى ادى المخدر لجورى قالى ان دى نفس مواصفات الراجل اللى خلاه يعمل كدة، معقول يكونوا الاتنين نفس الراجل؟

نظروا اليه بحيرة لتقول وجد:
عامل بوفيه مين، ومخدر ايه اللى اداه لجورى، وازاى منعرفش حاجة عن الموضوع ده ياايهم؟

ألقى أيهم نظرة خاطفة لجورى التى شحب وجهها لتذكرها تلك الحادثة ليعود بنظره الى والدته وهو يقول بضيق:
دى حكاية طويلة هحكيهالكم بعدين، المهم ان الراجل ده شكله قاصدنا و بيضرنا واحد ورا التانى.

قال مهيب بقلق:
معرفتش عنه حاجة تانية ياأيهم؟

قال أيهم:
مفيش غير اسمه واللى ندهلوا بيه واحد من رجالته، كان اسمه تقريبا صديق، بس صديق ايه معرفش.

نظر كل من راجى ومهيب فى نفس اللحظة الى علية ليدركوا سر شحوبها ويعلموا انها ميزت ذلك الرجل وتعرفت عليه ليقترب مهيب من عمته قائلا فى عصبية وسط دهشة الجميع:
مش صديق ده هو الراجل اللى شفته انا ومايا معاكى ياعمتى؟

قالت علية بارتباك:
لأ، آاه، أصل...

ليقاطعها راجى قائلا بغضب:
انتى لسة بتشوفى صديق ياعلية بعد العمر ده كله؟
تبادل الجميع النظرات الدهشة، بينما قالت علية بخوف:
لأ يااخويا، ده يومها بس قابلته بالصدفة.

قال أدهم بحيرة:
انت تعرف الراجل ده يابابا؟

قال راجى بغضب:
الباشا كان متقدم لعمتك زمان و انا رفضته لما عرفت انه نصاب وبتاع ستات وكان طمعان فى فلوسها.

قالت علية بغضب:
متقولش عليه كدة ياراجى، صديق بيحبنى وكان...

قاطعها قائلا فى حدة:
انتى لسة بتدافعى عنه بعد العمر ده، لسة مشفتيش حقيقته؟مسمعتيش ابنى بيقولك ايه، صديق كان بيبص لبنتك ازاى، وراحلها الشركة كمان، عارفة ده كله معناه ايه؟

هزت رأسها نفيا وقد تجمعت الدموع بعينيها قائلة:
مش عايزة أعرف، مش عايزة أعرف، ومش ممكن صديق يعمل كدة، أنا متأكدة، مستحيل.

هز راجى رأسه يأسا وهو يقول:
مفيش فايدة فيكى ياعلية هتفضلى طول عمرك مغمضة عنيكى عن حاجات واضحة زى الشمس.

نزلت دموع علية فى صمت بينما قال مهيب فى عصبية:
تفتكر الراجل ده بيعمل معانا كدة ليه يابابا؟

قال راجى بحزن:
أكيد بينتقم منى فيكم، مش بعيد كان مدبر مصيبة لجورى أو يكون هو ورا الرصاصة اللى كانت تقصد أدهم وجت فى رعد.

نظرت كارمن بسرعة الى أدهم الذى أغمض عينيه الما وهو يتذكر مقتل جواده، لتمسك يده بحنان ليفتح عينيه وينظر الى أيديهم المتشابكة ثم يرفع عينيه اليها لتومئ له بعينيها أنها بجانبه، ليبادلها ايماءتها يخبرها بعينيه الحانيتين أن رسالتها قد وصلته وأنه يحمد الله على وجودها بحياته، لينتبه الى مهيب مجددا عندما سمعه يقول فى قلق:.

مش بعيد يكون هو كمان ورا الرسالة اللى وصلتنى، بس اللى انا خايف منه انه يكون خاطف مايا مش عشان ينتقم، لأ، عشانها حليت فى عينيه.

قال راجى فى ألم:
مع الراجل ده مستبعدش أى حاجة.

قالت علية بعصبية:
ما قلت مستحيل، انتوا ايه مبتفهموش، خليكوا قاعدين تظلموا فى صديق، وسايبين البنت المخطوفة دى، أنا هقوم أمشى وسايباهالكوا خالص.

نظر اليها راجى وهى تغادر غاضبة ليقول بسرعة وهو يخشى ان تكون توقعاته صحيحة:
مهيب، أدهم، أيهم، ورا عمتكم بس متخلوهاش تحس بيكم، عشان لو اللى فى بالى صح، يبقى هى اللى هتوصلكم لصديق، وساعتها محدش يتصرف بدماغه، كلموا البوليس وعرفونى، مفهوم؟

أومأوا برءوسهم وهم يتجهون للخارج، تتبعهم العيون بقلق وتبتهل القلوب لرجوعهم سالمين.

قال عادل بحدة:
مش معقول ياسوسن، كل اما اقولك حدديلى ميعاد مع أهلك، تماطلى بالشكل ده، انا كدة هحس انك رافضانى ومش عايزة ترتبطى بية.

نظرت اليه سوسن بعتاب قائلة:
يوم ارتباطنا يا عادل أنا عايشة بحلم بيه من يوم ما عرفتك، ومش هحاسبك على كلامك ده لأنى متأكدة انه من ورا قلبك وانك عارف أد ايه انا بحبك ونفسى أرتبط بيك.

تنهد عادل قائلا:
طب بتأجلى ليه ياسوسن مقابلتى لأهلك؟

قالت بصبر:
انت عارف ان ابن عمى كان متقدملى وبابا كان موافق بس انا رفضت ودى حاجة عندنا فى الصعيد مش سهلة بس بابا قدر يتفهم انى مبحبوش واتقبل ده، مش هينفع تيجى دلوقتى وتتقدملى، بابا ممكن عشان لسة رافض ابن اخوه وعشان ميزعلش عمى يرفضك انت كمان.

قال عادل بغيرة:
وهو باباكى هيفضل يرفض فى العرسان عشان خاطر أخوه ميزعلش.

قالت سوسن:
اهدى بس وافهمنى، احنا بس محتاجين شوية وقت لحد ما ابن عمى يخطب.

نظر اليها عادل باستنكار قائلا:
نعم يااختى، انتى عايزانى أستنى لما ايه؟، افرضى ابن عمك مرضاش يخطب، أتسوح أنا؟

ابتسمت وهى تربت على يده قائلة:
اطمن، مش هتستنى كتير، ماما قالتلى انبارح ان عمى كلم عمتى على بنتها، يعنى كل الموضوع ان عمى عايز يخطب لابنه من العيلة، وبنت عمتى بتحب ابن عمى، يعنى الموافقة مضمونة والموضوع مش هياخد وقت، ثم تعالى هنا انت مش كنت دايما تقولى هستناكى العمر كله، جاى دلوقتى وبترجع فى كلامك.

نظر الى عينيها بحب قائلا:
انا مرجعتش فى كلامى ياسوسن، أنا مستعد استناكى عمرى كله، بس ابقى متأكد انك لية، مش خايف تضيعى منى وترتبطى بغيرى.

قالت سوسن بحنان:
متخافش ياعادل، أنا ليك ومستحيل أكون لغيرك، كل اللى بطلبه منك شوية وقت وانا بنفسى اللى همهد الموضوع لبابا، ها يا عادل، هتستنانى؟

ابتسم قائلا بعشق:
هستناكى ياعمرى، هستناكى.

كانت كارمن تقف فى الحديقة تتابع الأطفال فى شرود، تفكر فى أدهم وماذا يفعل الآن مع إخوته، تخشى عليه، فلو أصابه مكروه، لتنفض أفكارها فى عنف، ترفض وبكل شدة أن تفكر فى هذا الاحتمال، فأدهم سيكون بخير، يجب أن يكون بخير، أفاقت على صوت جود يقول فى قلق:
انتى كويسة ياماما؟

ابتسمت كارمن وهى تربت على شعره قائلة فى حنان:
آه ياحبيبى كويسة.

نظر اليها قائلا فى تردد:
هو أنا ممكن أطلب منك طلب؟

ابتسمت قائلة:
انت تؤمر أمر ياقلبى انت.

نظر اليها قائلا:
هو، ممكن يعنى، متجيبيش أطفال؟، احنا مش عايزين اخوات ياماما.

أصابت كارمن الصدمة من كلمات الصغير خاصة وهى ترى الرجاء فى عينه وعين جودى التى تتابع ما يحدث فى صمت، لا تدرى بما تجيبه، لتقول بعد لحظة:
طب ممكن أعرف ليه ياجود؟

ترقرقت الدموع فى عين جود وهو يقول:
عشان متروحيش لربنا وتسيبينا زى ماما لما راحت لربنا بعد ما ولدتنا.

نظرت كارمن اليهما وقد تحطم قلبها من الحزن عليهما، مازال يؤثر فيهما موت أمهما، ومازالا يخشيان الفراق، لتقول بحنان:
متقلقوش ياحبايبى انا لا يمكن أسيبكم وأمشى، حتى لو جبت نونو صغير، هفضل معاكم، وأخدكم فى حضنى كلكم زى ما عايزة دلوقتى حالا آخد حضن كبير، من ولادى حبايبى
لتفتح ذراعيها مستطردة:
تعالوا فى حضنى بسرعة.

ليندفعوا الى حضنها، يبحثون عن الحنان و الأمان، لتمنحهم إياه بسخاء، فهى تعلم جيدا كيف هو شعور من فقد حنان الأم وتدرك جيدا كم يؤلم هذا الشعور.

دخلت علية الى كل غرف المنزل الخاص بصديق، تبحث عنه بجنون ولكنها لم تجده، أعادت الاتصال به لتستمع الى رسالة المجيب الآلى يخبرها أن الرقم مغلق أو خارج التغطية لتزفر بغضب، تتساءل، أين هو الآن، ترى هل هو حقا وراء اختطاف ابنتها، مجرد التفكير بذلك الاحتمال يصيبها بالجنون، ولكن لا، مستحيل، يجب أن لا تستسلم لذلك الشيطان الذى يخبرها بأنه خائن جبان، صديق حبيبها ولا يمكن أن يفعل ذلك بها، ولكن اذا كان فعلا برئ من اتهاماتهم، لماذا ذهب الى مايا فى عملها ولماذا خافت مايا منه؟أيكون قد أدرك أنه، لا بالطبع لا، لا يمكن، بل هل يمكن؟

أمسكت بحقيبتها وأسرعت بالنزول من الشقة وهى تمسك بهاتفها وتتصل بعزيز، الساعد الأيمن لصديق والذى رد على هاتفه قائلا:
أهلا بست الكل، خير ياهانم.

قالت علية دون مقدمات:
انت فين؟

قال عزيز:
تحت أمرك ياهانم، أؤمرينى.

قالت علية بحزم:
عايزة أقابلك حالا
قال عزيز:
مينفعش بالليل ياهانم، أصلى فى مشوار كدة.

قالت علية بتصميم:
حالا ياعزيز قلتلك، عندى مصلحة ليك، وهديك اللى انت عايزه
قال عزيز بابتسامة جشعة ظهرت بصوته:
أوامرك، تحبى نتقابل فين؟

قالت علية وعينيها تلمع بالدموع: هقولك ياعزيز، هقولك...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة