قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل السادس عشر

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل السادس عشر

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل السادس عشر

قال راجى بحيرة:
والله ما انا عارف هواجه اختى ازاى ولا أقولها ايه ياوجد؟
اقتربت منه وجد تضع يدها على يده بحنان قائلة:
قولها كل شئ قسمة ونصيب ياراجى، وابنك خلاص اختار نصيبه.

تنهد راجى قائلا:
فعلا كل شئ قسمة ونصيب ومفيش حاجة بايدينا، ده قدر، بس انتى عارفة اختى علية، هتقوم الدنيا.

ثم تنهد مستطردا:
انا كان نفسى فى مايا لحد من ولادى ياوجد، لكن أهو النصيب بقى، هنعمل ايه؟، أدهم واختار يتجوز كارمن، وايهم اختار يتجوز جورى، وخلاص مايا مبقالهاش نصيب مع ولادى.

تنهدت وجد قائلة:
انا كمان كان نفسى فيها، بس مش لأدهم ولا لأيهم.

عقد راجى حاجبيه قائلا:
أومال لمين؟
ترددت قائلة:
ل، لمهيب.

قال راجى باستنكار:
مهيب متجوز ياوجد.

قالت وجد بحزن:
بس مايا محبتش غيره، و الكلام ده من زمان اوى ياراجى، للأسف مختارتش من ولادك غيره، وهو كمان محبش غيرها بس مكنش حاسس بحبه، ولو انى ملاحظة فى الفترة الأخيرة انه بدأ يفهم مشاعره، بس بعد ايه بقى.

فكر راجى بكلماتها، ربما وجد على حق، فقد تغيب عنه اشياء كثيرة، أما حبيبته وجد فلا يغيب عنها شيئا، خاصة مشاعر الحب، تلتقطها فى العيون، وتدركها على الفور، ليقول بأسى:
لو مكنش فيها خراب بيوت، كنت طلقت ديالا منه وجوزتله مايا، بس أنا مقدرش اخرب بيت حد بايدى، ما بالك ببيت حد من ولادى، ولو كانت اختى او مايا يقبلوا، والله كنت جوزتهالوا وتعيش معاه كزوجة تانية، بس مستحيل حد فيهم هيقبل بالوضع ده.

تنهدت وجد قائلة:
سيب كل حاجة للأيام، كل واحد هياخد قسمته ونصيبه، ادعيلهم انت بس وربنا هيقدرلهم اللى فيه الخير
قال راجى فى امل:
يارب يا وجد، يااارب يسعدهم مع حبايبهم زى ما ربنا فرحنى معاكى.

كان راجى يجلس مع وجد ومعه أولاده أدهم ومهيب و اخته علية ليلقى اليها خبر خطبة أيهم وزواج أدهم، قالت علية بصدمة:
خطبت لأيهم جورى ياراجى، سبت بنتى مايا بنت الحسب والنسب وخطبت لابنك بنت نوال ياأخويا؟

انتبه مهيب على ذكر مايا لتعتصر قلبه قبضة قوية، يتساءل فى مرارة، هل كان من المفترض أن يرتبط أيهم بمايا؟ياالله، أخاه الذى يحبه يتزوج حبيبته، انه العذاب فى حد ذاته، حمد الله فى سره لارتباط أخيه بأخرى والا كان الموت أهون له، ليفيق من شروده على صوت والده يقول:
اهدى ياعلية وافهمينى، كل شئ قسمة ونصيب، وابنى نصيبه جه كدة، وربنا يكتب الخير لمايا ونصيبها يبقى احسن باذن الله.

احس مهيب بالاختناق، كاد ان يتحدث، ان يرفض كلام أبيه، ان يرفض كل ما يشير الى ان مايا ستصبح فى يوم من الأيام ملكا لرجل آخر، ولكن بأى حق سيرفض، بأى حق؟ربت ادهم على يد مهيب وهو يشعر بصراعه والمه البادى على وجهه، لينظر اليه مهيب ليرى تعاطفه ويدرك ان مشاعره باتت واضحة ليخفض بصره فى مرارة، قالت علية بجمود:.

انت شايف كدة ياراجى؟عموما انا بنتى جوهرة واكيد هتلاقى اللى هيقدرها، بنتى الف من يتمناها وطالبها بس انا قلت ابن خالها اولى بيها.

نظر مهيب الى عمته يود ان يصرخ بها قائلا: كفى، كفى ترديدا لكلمات تذبحنى، ولكن نظرة ادهم الحازمة أخبرته ان يصمت ليشيح بوجهه فى ضيق، قال راجى بارتباك ليغير الموضوع:
صحيح ياعلية، مايا فين، مجتش معاكى ليه؟

نظر مهيب بلهفة مرة أخرى الى عمته ينتظر اجابتها، فقد كان يود لو سالها هذا السؤال بنفسه فمايا لم تأتى للشركة منذ ذلك اليوم المشئوم ولا ترد على اتصالاته أيضا، لتنظر اليه علية شذرا، ثم تنظر لأخيها قائلة:
البنت تعبت اوى من يومين، ولما جبتلها الدكتور قالى لازم تغير جو.

وصمتت للحظة تتأمل شحوب وجه مهيب عندما علم بمرض مايا، لتستطرد قائلة بتشفى:
سفرتها عند اعمامها فى المنصورة تقضى هناك يومين تريح فيهم أعصابها وتبعد شوية عن الشغل.

هنا لم يستطيع مهيب أن يلتزم الصمت ليقول بغيرة واندفاع:
ازاى تسيبيها تروح عند اعمامها لوحدها، هو سعيد ابن عمها مش كان طالبها للجواز
نظر اليه الجميع ليدرك تسرعه باظهار مشاعره ليقول بارتباك:
بتهيألى الوضع كدة غلط، ولا ايه يابابا؟

نظر اليه راجى يشعر بوجعه ليقول بهدوء حزين:
كدة ياابنى، مايا لازم ترجع ياعلية
رفعت علية حاجبها بتحدى قائلة:
سعيد اتجوز ياراجى، وبنتى فى أمان عند اعمامها، ومقدرش أرجعها قبل ما تريح أعصابها ولا عايزنى اخسرها ياأخويا.

قالت وجد بسرعة:
لأ طبعا ياعلية، انتى عارفة أخوكى بيحبها اد ايه
نظرت علية اليها بسخرية قائلة:
بيحبها أوى الصراحة.

لتلتفت الى أخيها الذى قال:
اكيد بحبها زى ولادى بالظبط، ربنا يطمنا عليها وألف سلامة على مايا ياعلية
نهضت وهى تأخذ حقيبتها قائلة ببرود:
الله يسلمك، أنا ماشية بقى عشان عندى مشوار
ثم استطردت بسخرية قائلة:
مبروك عليك جواز ولادك ياأخويا.

تجاهل راجى نبراتها الساخرة قائلا:
الله يبارك فيكى ياعلية
غادرت بخطوات سريعة ليقول راجى بحزن:
ربنا يستر، مش مطمن لكلامها ولا نظراتها، حاسس انها ناوية على حاجة
قال ادهم بثبات:
هتعمل ايه يعنى يابابا؟

هز راجى كتفيه قائلا:
مش عارف، ربنا يلطف
قال مهيب بالم:
تفتكر هتجوز مايا حد من اللى متقدمينلها يابابا؟

اقترب راجى من مهيب ليربت على كتفه قائلا بحزن:
انساها ياابنى، ومتخربش على نفسك، انت جايلك طفل فى السكة ولازم يتربى بين أمه وابوه
نظر مهيب الى والده بصدمة، هل ادرك والده مشاعره هو الآخر، بالطبع نعم، فالعشق يظهر مهما حاولنا اخفاؤه، ليخفض عينيه بانكسار قائلا:
معاك حق يابابا، عن اذنكم.

غادر مهيب تتبعه الأعين، حزينة عليه، ليقول ادهم:
مهيب صعبان علية، كانت مايا علطول ادامه بتعشقه وهو مش حاسس بيها ولا حاسس بحبه ليها هو كمان ويوم ما حس وقف القدر ما بينهم.

تنهد راجى قائلا:
العشق نعمة بتسعد صاحبها بس فى حالة اخوك لعنة لانه مش هيقدر يتخطاها ولا يواجهها، ولا هيقدر يفرح بعشقه.

ثم نظر الى أدهم قائلا:
ياترى العشق فى حياتك انت كمان ياادهم هيبقى نعمة ولا لعنة؟
قال أدهم بارتباك:
عشق ايه يابابا، انا، انا بتجوز كارمن بس عشان خاطر الاولاد، وانت عارف الكلام ده كويس
رفع راجى حاجبيه فنظر أدهم الى ساعته ليقول متهربا من نظرات والده:
بالمناسبة انا اتأخرت علي أولادى اوى ولازم أروحلهم عشان احكيلهم حدوتة قبل النوم، عن اذنكم.

غادرهم ادهم لينظر راجى الى وجد مبتسما وهو يقول:
من اول مرة شوفته فيها مع كارمن وانا متأكد انه بيحبها، بس اللى شفته فى عينيه من يومين وهو واقف من بعيد يراقبها وهى بتلعب مع ولاده، كان عشق ياوجد، عشق.

اقتربت منه وجد لتمسك وجهه بين يديها قائلة:
مهما حاولوا يخبوا عشقهم هيبان عليهم زى مابان علينا ياراجى.

اقترب من وجهها ليضمه بين يديه وهو يقول امام شفتيها بهمس:
بحبك ياوجد، بحبك ياعشقى.

ليقبلها قبلة رقيقة، عبرت عن مشاعر عشق ولد منذ سنوات وزادت نبضاته مع كل لحظة مرت عليهم وسيظل قويا رائعا مهما تمر عليهم من سنوات.

مايا، قاعدة لوحدك ليه ياقمراية؟
نظرت مايا إلى هدى ابنة عمها والتى رغم سنها الصغير إلا أن مايا تعتبرها رفيقتها الروحية، نفس العقل، نفس القلب، ونفس النظارة الطبية ذات الاطار الأسود والتى تمنحهم تميزا ملحوظا، تنهدت مايا قائلة:
بفكر شوية ياهدهد، تعالى ياحبيبتى اقعدى جنبى.

جلست هدى بجوارها تتفحص ملامحها الحزينة لتقول بهدوء:
لسة بتفكرى فيه؟

قالت مايا بحزن:
مش عارفة أنساه، غصب عنى مش قادرة، ده حب الطفولة، حب العمر كله، مستحيل هقدر أنساه، مهما حاولت
أومات هدى برأسها قائلة:
للأسف حاسة بيكى، لأنى بردو بحب هانى ابن خالتى من صغرى ومستحيل أتخيل فى يوم انى أقدر أنساه أو أبعد عنه.

ابتسمت مايا فى حزن قائلة:
فيه فرق كبير بينى وبينك ياحبيبتى، فى حالتى، انا حبيت وهو محسش بية وضاع منى خلاص، لكن انتى حبيتى وهانى كمان حبك وخلاص هانت ويخلص جامعته ويخطبك من عمى، وبإذن الله متفرقش بينكم اى حاجة و أحضر فرحكم قريب ياارب.

ابتسمت هدى قائلة:
طب عشان الدعوة الحلوة دى، انا هخدك مشوار نغير جو، ايه رأيك؟
نظرت اليها مايا بتردد، لتنهض هدى قائلة فى حماس:
متتردديش، قومى بينا، يلا.

ابتسمت مايا وهى تمد يدها إليها تحاول ان تتفاعل معها ومع مرحها وحماسها لتنسى ألمها ولو لساعات قليلة.

قالت علية فى حقد:
هموت ياصديق، كل ثروة أخويا دى هتروح لشوية خدامين، وبنتى، بنتى هتطلع من المولد بلا حمص.

قال صديق وهو يقترب منها ليأخذها فى أحضانه:
طب اهدى بس ياعلية، اهدى وخلينا نفكر.

ابتعدت عنه وهى تقول فى مرارة:
أهدى ايه بس، بقولك اخويا هيجوز ولاده لشوية خدامين، أخويا ساب بنتى، بنت الأصول وراح يجوز ولاده لشوية بنات لا ليهم أصل ولا فصل، لتانى مرة أخويا بيكسرنى، ده انا لسة مسامحتوش عشان فرق ما بينا زمان، ييجى دلوقتى ويذلنى ويفضل على بنتى، بنت نوال الدادة، وبنت الملاجئ، كسر ضهرى بقولك.

قال صديق:
قلتلك اهدى واحنا هنتصرف، الأمور متتاخدش بالعصبية دى، كدة مش هنعرف نفكر صح
زفرت علية قائلة:
مش قادرة ياصديق، هتجنن.

قال صديق:
اسمعينى كويس، سيبيهم يفرحوا، سيبيهم يفتكروا انهم فازو وعاشوا بسعادة، وخلينا احنا نخططلهم ونضربهم ضربة تقضى عليهم، وبكدة نتتقم من راجى على كل حاجة عملها فينا زمان ودلوقتى
اقتربت منه قائلة بلهفة:
بجد ياصديق، هتبرد نارى منه ومن اولاده.

ابتسم وهو يشدها من خصرها قائلا:
وحياة علية هتشوفيهم بيقعوا واحد ورا التانى، وهبرد نارك وآخد بتارى من راجى، بس بقولك ايه ما تيجى تبردى نارى أنا الأول وأهو بالمرة أظبطلك ضغطك اللى على ده
لم تستطع علية كتمان ضحكتها لتطلقها مجلجلة ليقول صديق بخبث:
إلعب
ازدادت ضحكاتها ليضمها اليه وفى عينيه ظهرت نظرة ساخرة لو رأتها علية لأدركت أنها أخطأت فى حق نفسها خطأ فادحا، وأنها ستدفع ثمن ذلك الخطأ غاليا، غاليا جدا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة