قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل السابع عشر

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل السابع عشر

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل السابع عشر

وقفت كارمن بفستان زفافها الأبيض، تقف على يمينها جورى بفستان خطبتها زمردى اللون، بينما تقف على يسارها وجد تظهر فرحتها جلية فى كل ملامحها، سعيدة بارتباط ولديها بهاتين الفتاتين، فكليهما يحتل مكانة كبيرة فى قلبها وتعتبرهما ابنتيها اللتان عوضاها عن عدم انجاب الفتيات...

تذكرت وجد مهيب فى تلك اللحظة، كم تغير منذ ان غابت عنه مايا، أصبح عابس الوجه، حزين القلب، كادت أن تبكى لذكرى حزنه ووجع قلبه، ولكن اليوم لا مجال فيه للدموع فولديها على وشك الارتباط بعشقهما، انها سعيدة للغاية وخصوصا لعلمها أن أدهم قد وقع أسيرا للعشق...
فقد كان زواجه الأول دون حب، كان باردا خاليا من المشاعر أما الآن وهى تسلم كارمن اليه ترى عينان تشعان بالفرحة و الشوق...

نظر أدهم الى كارمن لا يصدق أنها صارت زوجته وأن له الحق فى لمسها، ليفيق من أفكاره مؤنبا نفسه على استسلامه لمشاعره التى لطالما أنكرها، يجب أن يتذكر دائما أن كارمن ما هى الا ام بديلة لأولاده فهو لن يستسلم للعشق ليعيش ضعفه وألمه وعذابه، اتفاقه مع نفسه قبل أن يكون معها، ان تكون أما بديلة لأولاده ويكون هو بديلا لها عن الفقر والاحتياج بما سيوفره لها من حياة تتمناها الكثيرات...

أصابت كارمن خيبة الأمل حين تغيرت نظرة أدهم من نظرة معجبة بها بل نظرة تحمل أكثر من الاعجاب كما تمنت، الى نظرة كلها برود، تنافس الجليد نفسه فى برودته وهو يأخذ بيدها ليذهب بها الى الحديقة حيث تقام الحفلة، ليجلسها فى المكان المخصص لهم ويجلس بجوارها صامتا، لياتى التوأمين ويرجعا البسمة الى شفتيها لتظل تتحدث معهم وتضحك غافلة عن عينين تعلقا بضحكاتها مع طفليه رغما عنه.

أما عند وجد، سلمت جورى بدورها الى أيهم وهى تبتسم مغادرة، ليقول لها ايهم بعشق:
يخربيت جمالك، انا مش مصدق ان الجمال ده كله بقى ملكى خلاص
ابتسمت فى خجل قائلة:
لسة شوية، انهاردة خطوبتنا بس مش فرحنا على فكرة.

رفع أدهم حاجبه الأيسر قائلا:
ده على أساس المأذون اللى لسة ماشى دلوقتى كان ايه ان شاء الله، ياحبيبتى انتى دلوقتى مراتى ومستعد أخطفك حالا واروح بيكى فى مكان لوحدنا ومحدش يقدر ينطق بكلمة.

رفعت جورى حاجبها بدورها وهى تقول:
حيلك حيلك، قلتلى بقى، عشان كدة صممت نكتب الكتاب مع الخطوبة، لأ خد بالك بقى، ايدك دى تروح كدة أو كدة، مش هتلاقيها أصلا، وإياك شوف، إياااك، عقلك يوزك وتقول دى سهلة، لا ياحبيبى انا لحمى مر.

قال ايهم فى دهشة:
ايه ده كله يابنتى، راحت فين الرقة، انتى اتحولتى ولا ايه؟
عقدت حاجبيها ليقترب منها قائلا فى خبث:
حد قالك مثلا انى هموت وألمس ايديكى كدة
وقرن قوله بلمس يدها بعاطفة أذابتها، لتبتلع ريقها بصعوبة وهى تقع اسيرة لنظرة عينيه ليستطرد قائلا وهو يدرك تأثيره عليها:
ولا حد قالك مثلا انى هموت وأخدك فى حضنى كدة
ضمها اليه برفق يغمض عينيه مستنشقا عبيرها الأخاذ، ثم اقترب من اذنها هامسا فى عشق:.

ولا حد قالك مثلا انى هموت وأبوسك فى خدك كدة.

ليقبلها قبلة ناعمة بطيئة فى وجنتها، علت دقات قلبيهما تشاركهما مشاعرهما، لينظر الى وجهها هامسا أمام شفتيها:
اللى بجد هموت عليه هو انى أبوس شفايفك اللى جننونى من أول يوم شفتك فيه.

ابتعدت عنه جورى بخجل وهى تدرك انه لو قبلها فى تلك اللحظة، فلن تستطيع المقاومة، لتتجنب التقاء عينيها بعينيه وهى تدرك أن كل كلامها منذ لحظات لا معنى له وانه ان اراد ان يقترب منها سيقترب وهى لن تستطيع منعه، ليبتسم هو من خجلها قائلا:
بحبك ياجورى، والله بعشقك.

رفعت عينيها اليه قائلة بهمس:
انا كمان يا ايهم بعشقك، بس لو لية خاطر عندك متقربش منى تانى لأنى فعلا مش هقدر أقاوم وهستسلم ليك بس هزعل أوى بعدها من نفسى، احنا صحيح اتجوزنا بس انا عايزة نفضل زى المخطوبين بس، عشان يوم ما نقرب من بعض، منسيبش بعض أبدا.

ابتسم بحنان قائلا:
ولو انه طلب صعب اوى علية بس هحاول ياجورى، اعمل ايه بس؟جمالك مجننى، مخلينى عايز أعمل حاجات لو اقولهالك مش بعيد يغمى عليكى من الكسوف ياقلبى.

اغمضت جورى عينيها قائلة فى يأس:
انت مفيش فايدة فيك على فكرة، هتفضل قليل الادب وانا ماشية
لتبتعد وهو يقول بمرح:
خدى بس هقولك، هتخرجى للناس لوحدك كدة، جورى، استنى يامجنونة.

ليتبعها وهو يهز راسه مبتسما وهو يقول:
والله احنا الاتنين جوز مجانين.

كان الجميع ينظر الى كل عروسين بعيون تملؤها السعادة ما عدا علية التى كانت ملامحها باردة، تنظر الى ساعتها كل فترة تتمنى مرور الوقت حتى تستطيع الخروج من هذا الجحيم، طلب الدجى من كل عروسين أن يتقدما الى الدائرة المخصصة للرقص، من أجل رقصة السلو، ليمسك ادهم بيد كارمن التى أمسكتها رغما عنها وهى تشعر بالمرارة لشعورها بأنه مجبر على تلك الزيجة، بينما أمسك أيهم بيد جورى لتنساب الأغنية، تتسلل كلماتها الى وجدان كل عاشق فيهم، لم يستطع أدهم ان يحيد بنظره عن وجه كارمن لتحين منها نظرة اليه وتتشابك العيون على كلمات (٦٠ دقيقة حياة للرائعة أصالة).

ممكن تخليني في حضنك
محتاجة إني أسمع صوت قلبك
نبضه بيحييني نبضه بيحييني
أصل أنا لما بكون متشافة
بتوتر أصل أنا خوافة
في حضنك إحميني
في حضنك إحميني.

والساعة اللى بعيشها في قربك 60 دقيقة حياة
والوقت الضايع طول بعدك من عمري أنا مش حسباه.

قال ايهم بعشق:
حضنى ده ملكك انتى وبس وقت ما تحتاجيه هتلاقيه
ابتسمت جورى فى خجل قائلة:
وانا مش عايزة من الدنيا أكتر من كدة، حضنك أستخبى فيه من الدنيا كلها.

، على الجانب الآخر، استمرت الأغنية.

في ناس يومياً بقابلها
مضطرة إني أضحك وأجاملها
وفي أول فرصة أسرق نفسي
وأخد نفسي أما بقابلك
أدامك أنا ببقى خجولة صعب إني أعبر بسهولة
بوصف جوايا بوصف جوايا
في حاجات بينقص معناها لو بالشفايف قولناها
إحساسها كفاية إحساسها كفاية.

قالت له كارمن بعينيها:
كل كلمة الاغنية بتقولها بتعبر عن شعورى من ناحيتك ياأدهم ياريتك تحس بية
لتجيبها عينيه:
خايف أصدق عنيكى وخايف اصدق مشاعرى، بس وعد منى ليكى هيفضل حضنى أمانك وحمايتك لآخر لحظة فى عمرى.

انتهت الرقصة ليصفق الجميع ويفيق أدهم وكارمن من سحر اللحظة لتعود ملامحهم جامدة مرة أخرى وهم يعودون لأماكنهم.

، . كانت ديالا تميل على اذن مهيب قائلة بسخرية لا تعكس مشاعر الحقد فى قلبها من الحب الظاهر بعيون كل عروسين:
اخواتك ازاى يتجوزوا الأشكال دى، هيبوظوا سمعة عيلة الفيومى بالشكل ده
زفر مهيب بقوة قائلا:
خليكى فى حالك ياديالا وملكيش دعوة بااخواتى على الأقل اتجوزوا باللى بيحبوهم.

نظرت اليه فى حدة قائلة:
تقصد ايه يامهيب؟
تنهد مهيب قائلا:
مقصدش
ثم قال بحزم:
ياريت مسمعش الكلام اللى انتى قلتيه ده بيتقال أدام حد تانى، مفهوم؟

تراجعت فى مقعدها قائلة فى ملل:
اووف، مفهوم ياسيدى، انا قايمة رايحة الحمام.

أومأ مهيب برأسه وهو يتمنى لو لم يحضرها الى الحفل فلم يعد يطيق كلماتها المتعالية والمستفزة ليفيق من أفكاره على مشهد هز قلبه وأصابه بالمرارة، كانت مايا تدلف الى الحفل فى تلك اللحظة، متأبطة ذراع إيهاب، كانت تبدو فى غاية الجمال، شعر بالغيرة تقطع أحشائه، هل وافقت على إيهاب عريسا لها، لو وافقت لحكمت عليه بالموت، قال فى همس مرير:.

ولو مكنش إيهاب هيبقى واحد غيره ولا عايزها تترهبن يامهيب، اكيد فى يوم من الايام هترتبط بحد تانى، حد غيرك انت هيكون حضنه ملجأها، آااه، بيوجعك تفكيرك، عادى، زى ما وجعتها قبل كدة، بس زى ما هى اتعودت على ان حضن غيرها كان ملجأك، انت كمان لازم تتعود حتى لو مجرد التفكير بيقتلك، انت اللى عملت كدة ومحستش بمشاعركم غير متأخر، متأخر اوى يامهيب.

نظر اليها وهى تتحدث مع والدته بابتسامتها التى يعشقها لتنزل من عينه دمعة، ليشيح بوجهه وهو يمسحها بأنامله بسرعة، غافلا عن تلك العينين التى رأت نظرته ودمعته لتدرك ان المه فى بعدها قويا كما ألمها فى بعده، ولكنه قرارها الذى لن تتنازل عنه بعد الآن، لا حب بعد اليوم، انتهت لعنة العشق، وانتهى كل شئ.

قال أيهم فى فرح:
مايا، وحشتينى بجد، مكنتش مصدق انك هتيجى؟

نظرت جورى الى مايا، تتذكر كلمات والدتها بان والد أيهم كان سيزوجه تلك المايا وتذكرت انه يوم لقائهم فى الحفل كانت مايا ترقص معه، لتقتلها الغيرة، ولكن شيئا ما فى ملامح مايا وكلماتها ازال تلك الغيرة من قلبها وهى تستمع اليها تقول فى مرح:
ازاى مجيش ياابنى ده انا مستنية اليوم ده من زمان، بس والله القمر دى خسارة فيك.

ثم التفتت الى جورى قائلة:
نفسى اقولك مبروك، بس انتى خدتى مصيبة هتخليكى تلفى حوالين نفسك
ثم اشارت لنفسها قائلة:
ابن خالى وطاقق زيى.

ابتسمت جورى وقد انتقل مرح مايا اليها قائلة:
متقلقيش، أخد واحدة اجن منه
قالت مايا فى فرحة:
ياجمالوا بقى.

لتغمز ايهم قائلة:
مبروك ياابن خالى
ابتسم ايهم قائلا:
عقبالك يابنت عمتى.

ندم ايهم على الفور عند نطقه بجملته عندما اختفى المرح من ملامح مايا لتبتسم ابتسامة لم تصل لعينيها وهى تقول:
ان شاء الله، اسيبكم بقى عشان ابارك لأدهم
غادرتهم مايا لتميل جورى على اذن ايهم قائلة:
هى مايا جرالها ايه كانت بتضحك وفجأة كل ملامحها اتقلبت
تنهد ايهم قائلا:
دى حكاية طويلة هحكيهالك بعدين.

، . على الجانب الآخر، قالت مايا لأدهم:
ألف مبروك ياأدهم
ابتسم أدهم قائلا:
الله يبارك فيكى يامايا.

نظرت مايا الى كارمن قائلة:
مبروك حبيبتى وربنا يسعدكم
ابتسمت كارمن قائلة:
الله يبارك فيكى.

اقتربت مايا من ادهم هامسة فى أذنه:
والله وجه اليوم اللى شفت فيه الحب فى عينيك وبصراحة البنت تستاهل
قال باابتسامة مفتعلة:
مش هتبطلى رومانسيتك دى ابدا يامايا، فاكرة الكل بيحب وعايش قصة حب
ابتسمت قائلة:
رومانسية، ها، انكر براحتك، بس انا مش لوحدى اللى شايفة القصة هنا، والكل بيدعيلك على فكرة تستسلم لمشاعرك.

تنهد ادهم قائلا:
طب امشى بقى من هنا وبطلى الكلام العبيط ده
لتبتسم مايا هامسة له:
أنا همشى، بس مش عشان خاطرك، لا، عشان خاطر الغلبانة دى اللى عينيها والعة من الغيرة عليك.

اختطف أدهم نظرة سريعة الى كارمن ليرى الغيرة واضحة جلية فى عينيها لتخفض نظراتها بخجل عندما التقت عينيها بعينيه ويدرك هو أنهما يسيران سويا بدرب خطر على كليهما، لن يكون به سوى العذاب.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة