قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل الرابع والعشرون

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل الرابع والعشرون

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل الرابع والعشرون

كانت كارمن تجلس ساهمة تفكر فى أدهم، ذلك الحبيب الذى استيقظت بعد ليلة رائعة بل هى أروع ليلة فى حياتها كلها، لتجده قد غادر المنزل، بل غادر المدينة بأكملها وسافر، دون أن تراه ليعلنها صريحة ودون كلمة واحدة، لقد ندمت، وانتهى الأمر.

أفاقت من شرودها على صوت وجد وهى تقول بحنان:
القمر سرحان فى ايه؟

ابتسمت كارمن ابتسامة لم تصل لعينيها وهى تقول:
أبدا ياماما، مش سرحانة ولا حاجة.

قالت وجد:
لأ سرحانة وفى حاجة مضايقاكى كمان، من يوم ما أدهم سافر وانتى حالك مقلوب، مبقيتيش تاكلى ولا تشربى ولا حتى تضحكى زى الأول، حتى الاولاد لاحظوا ده، وقلقانين عليكى زيى بالظبط ياكارمن، حبيبتى انتى مش معتبرانى زى مامتك ولا ايه؟

قالت كارمن بحب:
انتى الأم اللى ربنا عوضنى بيها عن حرمانى من أمى الحقيقية، ربنا يعلم بحبك أد ايه.

ابتسمت وجد قائلة بحنان:
يبقى تفضفضى، فضفضى يابنتى جايز ترتاحى وتلاقى عندى الحل للى مضايقك.

قالت كارمن بحزن:.

أدهم ياماما، أدهم مبيحبنيش، بدأت أحس انه اعتبر جوازنا غلطة، وعشان كدة بعد وسافر، ساب ولاده اللى روحه فيهم واللى مكنش بيقدر يبعد عنهم ولو يوم واحد، كل ده عشان ميبقاش معايا، عشان ميشوفنيش ولا افكره بغلطته اللى اكيد ندمان عليها، وده واجعنى اوى ياماما، ده غير انه واحشنى وكمان الأولاد مفتقدينه، متعودوش يعدى يومهم من غير ما يشوفوه، وأدهم بقاله ٣ أيام مسافر، نفسى أشوفه، أسمع صوته، اطمن انه بخير، ده مكلمنيش ولو حتى مكالمة واحدة يطمنى عليه.

ربتت وجد على يد كارمن قائلة:
أدهم بيحبك أد ما بتحبيه ياكارمن، متشكيش أبدا فى حبه ليكى زى ما انا متأكدة من حبك ليه، كلنا شايفين عشقكم لبعض الا انتوا، كل واحد فيكم شايف عشقه بس ومش شايف عشق التانى ليه.

نظرت كارمن الى وجد بدهشة لتبتسم وجد قائلة:
تحبى أثبتلك؟

لمعت عينا كارمن لتظهر لهفتها على وجهها وهى تومئ برأسها ايجابا، لتحمل وجد الهاتف وتتصل بأدهم وهى تفتح مكبر الصوت لتسمع كارمن صوت أدهم الذى اشتاقت اليه ينساب عبر الهاتف تظهر ابتسامته فى صوته وهو يقول:
ست الكل بنفسها بتتصل بية.

قالت وجد بقلق مصطنع:
أدهم.

لينتقل قلقها اليه على الفور ويقول فى خوف:
مال صوتك ياماما، حد من الاولاد جراله حاجة؟

أسرعت تقول فى نفى:
لا ياحبيبى هما كويسين، بس كارمن هى...

لتصمت فيقول هو فى وجل:
مالها كارمن ياماما؟طمنينى عليها بسرعة.

لتبتسم كارمن بحنان وتبادلها وجد الابتسامة وهى تشير الى الهاتف باشارة أهو، بيحبك وبيخاف عليكى، افرحى بقى وبطلى عكننة، قلتلك مبحبهاش.

أخفت وجد ابتسامتها لتقول بحزن مفتعل:
هى بس تعبانة شوية ومقدرتش انهاردة تقوم م السرير
زفر أدهم بقوة وهو يقول بقلق:
والدكتور قال ايه؟

قالت وجد:
مرضيتش نجيبلها دكتور ياحبيبى
قال أدهم بحدة:
طب ده اسمه كلام ياماما؟
قالت وجد:
هنعمل ايه ياابنى بس، هى اللى صممت.

قال أدهم:
خلاص ياماما، أنا جاى على أول طيارة مسافة السكة، سلام.

أغلقت وجد الهاتف وهى تنظر الى كارمن المصدومة من رد فعل أدهم، هل هو حقا يحبها ويخاف عليها؟ هل فعلا سيعود من أجلها؟، لتقول وجد بحنان:
أديكى سمعتى بودانك، وعرفتى بيخاف عليكى ازاى، قومى بقى ظبطى نفسك ونامى فى السرير واعملى عيانة، وابقى ادعيلى بقى.

ابتسمت كارمن فى حب وقبلتها فى وجنتها وهى تضمها اليها قائلة:
ربنا يخليكى لية يااحلى ماما.

ضمتها وجد بحنان قائلة:
ويخليكى لية يااحلى بنوتة، يلا بقى. جوزك فى السكة.

خرجت كارمن من حضنها وهى لا تدرى من أين تبدأ لتسرع باتجاه حجرتها ليوقفها صوت وجد قائلة:
إلبسى القميص الأسود اللى جبتهولك آخر مرة، أكيد هينطق عليكى.

ابتسمت كارمن بخجل وهى تومئ برأسها ثم ترسل لها قبلة طائرة وتسرع الى حجرتها لتبتسم وجد قائلة:
معلش ياابنى قلقتك وجبتك على ملا وشك، بس أعمل ايه، أصل دماغك ناشفة وأنا عارفة دماغك دى كويس ومكنش ينفع معاك غير كدة، بس ياريت تكون مستعد للمفاجأة عشان كارمن انهاردة هتبهرك.

كان أيهم يميل ليضع الوردة بجوار جورى كعادته كل يوم ولكنه توقف ليبدل رأيه وهو يجلس على الكرسى بجوارها متأملا اياها لثوان وهو يبتسم بحنان ملاحظا ارتفاع دقات قلبها من خلال ذلك العرق النابض فى عنقها وأنفاسها المتسارعة، ليدرك أنها مستيقظة وتتظاهر بالنوم، مال على أذنها قائلا:.

على فكرة أنا عارف انك بتبقى صاحية وبتحسى بية بس مش عايزة تشوفينى عشان يمكن تضعفى، بس انهاردة انا مصمم تفتحى عيونك ياجورى وتبصيلى.

كانت جورى تستمع الى كلماته بشوق أثار قلبها، أوحشتها نبرات صوته الرجولية الحانية، هى فعلا منذ ذلك اليوم الاول والذى أحست بوجوده تتظاهر بالنوم لتشعر به وهو يقف ليتأملها لثانية ثم يميل فيضع الوردة بجوارها لتتنشق هى عطره شوقا، وتشعر بقربه الذى يملأها عشقا، تخشى أن تفتح عينيها فتتواجه مع عينيه ويضيع سحر اللحظة، فتتألم من جديد، تفاجأت اليوم من ادراكه باستيقاظها وتظاهرها بالنوم، ترى كيف أدرك ذلك؟حقا لا تدرى، طال صمتها وكاد أيهم أن ييأس ولكنه قال فى رجاء:.

وحياة أغلى حاجة عندك، لو لسة فى قلبك ذكرى واحدة حلوة لية، افتحى عيونك ولو ثوانى.

فتحت جورى عينيها ببطئ فوجدت عينيها متقابلتين مع عينى أيهم العاشقتين، أحست بنار الشوق تلفحها، تصرخ بها أن تنسى كل ما فات وتلقى بنفسها بين أحضانه لتشعر مجددا بالاكتمال، فهى دونه تشعر بأنها غير مكتملة ينقصها شعورها بالحياة، تأمل عينيها الجميلتين بشوق أضناه وهو يقول هامسا:
ياه، أد ايه عنيكى دول وحشونى، كنت بحلم باليوم اللى هشوفهم فيه من تانى.

نظرت اليه بعتاب وعيونها تترقرق بالدموع، ليستطرد بحزن:
عارف انى غلط وغلطتى كبيرة أوى، بس طمعان حبنا يشفعلى عندك، ويخليكى تسامحينى.

نزلت دموعها ليمسحها بيده برقة وهو يقول بحزن:
عشان خاطرى بلاش دموع، أنا مستهلش أى دمعة منهم، ياريتنى مت قبل ما أكون السبب فيهم.

وضعت يدها على فمه بسرعة قائلة بخوف:
بعد الشر عنك.

استمع الى نبراتها الملهوفة والتى حملت حبا وقلقا ليذوب قلبه حبا وتشعل لمستها لشفتيه جسده عشقا، قبل يدها الساكنة على شفتيه فأنزلتها بخجل من اظهار مشاعرها تجاهه بتلك الصورة الواضحة، ليبتسم بحنان قائلا:
لسة بتخافى علية، لسة بتحبينى ياجورى، قلبى مكدبش علية، صح؟

قالت بهمس مرير:
أيوة لسة بحبك، بحبك رغم شكك فية، ورغم جرحك واهانتك لية، قلبى فعلا خاين زى ما قلتلى بس بيخونى أنا، مش قادر يسمع كلامى لما قلتله لازم ننساه ونكمل حياتنا من غيره، مش راضى يرحمنى، أنا تعبانة أوى ياأيهم، نفسى أدوس على قلبى واختار أبعد بكرامتى اللى اتهانت معاك بس مش قادرة، والله ما قادرة.

غلف الحزن عينيه، ليمسك يدها وهو يقول:
سامحينى ياجورى، عشان خاطرى سامحينى، تعرفى قلبك مش راضى ينسانى ليه، لأنه عارف من جواه انى بعشقك وانك حياتى كلها ويمكن ده السبب فى انه مش قادر يطاوعك ويبعد عنى، لأنى من غيرك أموت والله.

نظرت اليه فى عتاب ليقول باابتسامة:
خلاص، آسف، مش هجيب سيرة الموت تانى. بس والله العظيم انتى النفس اللى أنا عايش بيه، متحرمنيش منك ياجورى.

قالت جورى بمرارة:
مش قادرة أنسى انك شكيت فية وقلتلى كلام كل ما افتكره بنهار ولا قادرة أنسى انك بسهولة كدة طلقتنى ورميت الدبلة فى وشى.

قال أيهم بلوعة وهو يتذكر أفعاله المخزية:.

والله كان غصب عنى، غيرتى عميتنى وانا شايف غيرى بيلمسك، أنا لو أبويا أو أخويا قالوا عنك كلمة حلوة بتجنن من الغيرة، ما بالك بقى أدخل ألاقيكى فى حضن واحد غريب، لأ وكمان بيحبك وكان طالب يتجوزك، مقدرتش أفكر ساعتها غير فى وجعى، وازاى أوجعك زى ما وجعتينى، متفتكريش كان سهل علية أجرحك بكلمة او أطلقك، أنا دبحت قلبى بسكينة تلمة قبل ما أدبحك، حسيت بروحى بتنسحب منى مع كل كلمة قلتهالك، احساس رهيب متمناش لحد يدوقه ولا يحس بيه، ومن ساعتها لا قادر آكل ولا أشرب ولا أنام ولا ارتاح. لحد ما فتحتى عيونك وبصتيلى، حسيت انى لقيت خلاص راحتى اللى غابت عنى بغيابك، انا عارف انك مش هتسامحينى بسهولة بس أوعدك، لو اديتينى فرصة واحدة، واحدة بس ياجورى، هنسيكى كل وجعك منى، ياترى هتقبلى تديهالى؟

نظرت اليه تمزقها الحيرة، أتسامحه وتمنحه تلك الفرصة أم تكمل حياتها بدونه، تأملت حياتها فى الأيام الماضية، لتدرك أنها كانت بلا حياة، تتنفس فقط، لتدرك أنها أيضا لا تستطيع العيش دونه، انها تتنفسه عشقا، لتنظر اليه قائلة بثبات:
هديك الفرصة دى ياأيهم بس...

قاطعها وقد أشرقت ملامحه وهو يقول:
مفيش بس، والله العظيم حرمت، ومستحيل هجرحك أو أزعلك تانى، من انهاردة هعيشك فى سعادة، هكون لك فرحة عمرك زى ما انتى فرحة عمرى وده وعد منى ليكى.

ابتسمت فى حنان ليضمها اليه وهو يغمض عينيه وهو يحس لأول مرة منذ أيام بالراحة، والسعادة.

قال مهيب بغضب:
هتجننى ياماما، مش عارف أعمل معاها ايه عشان تسامحنى وترضى تتجوزنى
قالت وجد بهدوء:
اهدى كدة وتعالى اقعد جنبى.

زفر مهيب وهو يفعل ما طلبته منه والدته لتربت على قدمه بحنان قائلة:
انا عايزاك تسمعنى من غير عصبيتك دى اللى بتضيع كل حاجة حلوة منك، ها هتسمعنى، ولا أريح دماغى.

تنهد مهيب قائلا:
هسمعك
قالت وجد:
انت صحيح بتحب مايا وهى كمان بتحبك، بس انت جرحتها كتير، هى استحملت منك اللى نفيش واحدة فى الدنيا تستحمله، كفاية انك محستش بيها وروحت اتجوزت واحدة غيرها و...

قاطعها قائلا بعصبية:
كنت أعمى ومخدتش بالى، مش قاصد يعنى ياماما
نظرت اليه بعتاب قائلة:
قلتلك من غير عصبية، ومتقاطعنيش تانى.

أومأ برأسه فى خجل لتستطرد قائلة:.

مشاعر مايا كانت واضحة وأكيد خدت بالك منها بس انت فسرتها بطريقتك واتعاملت معاها على انها مشاعر اخوة، ضغط على جرحها وانت بتحكيلها تفاصيل حياتك ومأخدتش بالك من كمية الوجع اللى أكيد كانت بتظهر عليها، وهى كانت بتنسى ألمها وبتنصحك بقلب طيب ميهمهوش غير سعادة حبيبه، ولما حسيت بحبها وحبك ليها، اتخليت عنها من تانى بس المرة دى قتلتها لأنها عرفت انك بتتخلى عنها بارادتك وانت عارف بمشاعركم ومتأكد من حبكم لبعض، حتى ما اعتذرتش ليها وجت منك انت، لأ سبت ديالا هى اللى تقولها وتشمت فيها، تيجى انت بعد ما اكتشفت كدبة ديالا وخداعها، تقولها خلاص ديالا راحت فى داهية نتجوز احنا بقى، طبعا مش هتوافق، لأنهاحست بأنانيتك، انت مفكرتش انك لازم تداوى جراحها قبل ما تفكر تطلب منها طلب زى ده، مفكرتش ازاى تنسيها اللى شافته منك قبل ما تطلب منها تبدأوا حياة جديدة مع بعض، رغم انها بتحبك بس مش هتقدر تكمل معاك وانت بالشكل الانانى ده وبردو مش هتقدر تبعد عنك.

قال مهيب بحيرة:
طب والحل، انا المفروض أعمل ايه؟بجد مش عارف، كل اللى اعرفه انى مستحيل أبعد عنها حتى لو انتى بنفسك اللى طلبتى منى ده
قالت وجد بابتسامة حانية:
وانا مقلتلكش ابعد، انا بقولك اديها وقت تنسى، خليك متابعها من بعيد لبعيد، حسسها انك جنبها وفى ضهرها، بس مش ضاغط عليها ولا موترها، وريها انك اتغيرت وبتفكر فيها قبل ما بتفكر فى نفسك، الحب أفعال يامهيب مش كلام.

ابتسم مهيب قائلا:
حاضر ياماما، واوعدك ان انا بجد اتغير، وأحسسها بالتغيير ده
ثم قبلها من وجنتها قائلا:
انا ماشى بقى عشان متأخرش.

قالت وجد بحنان:
خليك شوية، أدهم راجع من السفر، أهو تشوفه قبل ما تمشى
ابتسم مهيب قائلا:
أدهم مش هيعوز أول ما ييجى م السفر يشوفنى انا ياماما، أكيد هيعوز يشوف حبيبته، وانا كمان حبيبتى واحشانى وعايز اروح أشوفها، سلام ياقمر.

تابعته وجد وهو يغادر لتبتسم فى حنان ثم تنتفض على صوت راجى يقول بحب:
مش عارف من غيرك كانت حياتى هتبقى عاملة ازاى ياوجدى
التفتت اليه تبتسم بحب قائلة:
انت واقف من امتى؟

اقترب منها ليمسك يدها ويقبلها بحنان قائلا:
من اول ما اتعصبتى على مهيب لما قاطع كلامك، بس ايه العقل ده كله، جمال وعقل، يابختى بيكى
تركت يده لتضم وجهه بحنان قائلة:
انا بجد لسة جميلة فى عنيك ياراجى؟

وضع يديه على يديها التى تضم وجهه قائلا فى عشق:
انتى فى عينى احلى من عرايس اولادك ياوجدى، انتى اجمل ست بتشوفها عينية، جمالك من برة وجوة، انتى نعمة بحمد ربنا عليها ليل ونهار
قالت وجد لعشق:
طول عمر كلامك حلو ياراجى، بس انهاردة كلامك مش بس حلو، كلامك بيدوخ، ربنا يخليك لية يا عشرة عمرى.

اقترب راجى من شفتيها ليقول هامسا أمامهم:
ويخليكى لية ياحبيبتى
ليقبلها بحب، ثم يبتعد ناظرا الى عينيها العاشقتين، مبتسما وهو يأخذ بيدها ويتجه الى حجرتهما لينالا بعض السعادة، انها حقا، سعادة العشق.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة