قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل الخامس والعشرون

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل الخامس والعشرون

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل الخامس والعشرون

وجدت مايا ذلك الرجل الذى يدعى صديق يقف أمامها عند خروجها من عملها، يرمقها بتلك النظرة التى لم ترتح لها على الاطلاق، اقترب منها بهدوء لتتوجس خيفة منه، مد يده اليها قائلا:
اذيك يا مايا.

تجاهلت يده الممدودة اليها قائلة فى برود:
مهيب قالك قبل كدة مبسلمش على رجالة، الظاهر انك نسيت.

أرجع صديق يده الى جواره قائلا بسخرية:
سبحان الله مع انى اول مرة شفتك فيها كانت ايديكى فى ايدين ابن خالك ده ولا انا غلطان؟

قالت فى حدة:
والله ده شئ ميخصكش، خير بقى، حضرتك عايز منى ايه؟

اقترب منها دون ان يحيد بنظره عن عينيها ليقول بنبرة اقشعر لها بدنها:
عايزك.

تراجعت خطوة الى الوراء وهى تقول بصدمة:
أفندم؟

ابتسم وهو يتأمل ملامحها الجميلة برغبة قائلا:
من أول لحظة شفتك فيها وانا حاسس بحاجة بتشدنى ليكى، عمرى فى حياتى ما واحدة أثرت فية بالشكل ده، وصدقينى أنا عرفت كتير، لقيت نفسى بصمم انك تكونى لية ومش هسكت ولا ارتاح غير لما ألاقيكى فى حضنى.

اتسعت عينا مايا بصدمة وهى تقول:
انت أكيد مجنون.

لتفيق من صدمتها وهى تقول بعينين مشتعلتين غضبا:
لو فكرت للحظة واحدة انى ممكن أوافق على كلامك ده تبقى أكيد اتجننت، وانا مش هقف لثانية واحدة كمان عشان أسمع كلام واحد مجنون، للأسف خدت من وقتى كتير.

واستدارت لتغادر فاذا به يمسكها من يدها بقوة قائلا:
اقفى هنا واسمعينى، انا لسة مخلصتش كلامى.

نزعت يدها من يده بغضب قائلة:
إياك تلمسنى تانى وإلا قسما بالله هصرخ وألم عليك الدنيا.

كاد صديق أن يتحدث لولا أن قاطعهم صوت ايهاب يقول بقلق:
فيه حاجة ياآنسة مايا؟

التفتت مايا الى ايهاب قائلة بتوتر:
لأ مفيش ياايهاب، أكيد الأستاذ غلطان فى العنوان، ممكن لو سمحت توصلنى فى سكتك.

نقل ايهاب نظره بين صديق ومايا لتستقر نظراته على مايا قائلا:
أكيد، اتفضلى معايا.

ابتعدت مايا مع ايهاب تتبعهم عينا صديق الذى قال بغضب:
بقى كدة يامايا، طيب مبقاش صديق ان مكنتيش فى خلال يومين بالكتير فى حضنى، بإرادتك، أو، غصب عنك.

فتح أدهم باب حجرته بلهفة ليقف مصدوما، يرى ذلك الجمال النائم بسلام، اقترب منها بعد أن أغلق الباب ليرى وجهها الشاحب، أصابه القلق فاقترب منها أكثر ليجلس بجوارها على السرير يتلمس جبهتها ووجنتها بقلق ليتأكد من عدم اصابتها بالسخونية، اطمأن قلبه عندما تأكد من ان حرارتها طبيعية، ليتأمل وجهها الذى اشتاق اليه بعشق وهو يقول بهمس:.

قلقتينى عليكى يا كارمن، ياترى فيكى ايه؟، وشك مخطوف كدة ليه، الخوف عليكى هيموتنى، ياترى حالتك دى بسبب اللى حصل بينا؟
ليتنهد مستطردا:.

أنا مقدرش أقولك آسف على أجمل مشاعر عشتها معاكى واللى هتفضل ذكرى حلوة هعيش عليها، انا خايف بس تفتكرى انى استغليت طيبتك و شفقتك علية يوميها، بس والله انا كنت ضعيف وغصب عنى استسلمت لمشاعرى ناحيتك، أنا لو آسف بجد، فهكون آسف انى أجبرتك تتجوزينى بس بردو كان غصب عنى والله، مشاعرى من ناحيتك كانت أقوى منى، مقدرتش أتخيلك لحد غيرى، خدت الأولاد حجة عشان أضغط عليكى توافقى وانا عارف ان قلبك طيب وهتوافقى عشانهم، كان نفسى يومها أقولك انى محتاجلك أكتر من الأولاد، كان نفسى أقولك انى عمرى ما حسيت انى عايش غير لما شفتك، عمرى ما قلبى دق غير ليكى، وعمرى ما اتمنيت حضنى يضم حد أدك، انتى حياتى ياكارمن، بس والله لو راحتك وسعادتك فى بعدك عنى انا مستعد أبعد، حتى لو فى بعدك عذابى ياحبيبتى.

مال ليقبل يدها برقة ليشعر بضغطة يدها ليرفع عينيه اليها لتقابله عينيها العاشقتين المغروقتين بالدموع وهى تقول:
عمر راحتى ما كانت فى البعد عنك، انا تعبت لما انتى بعدت عنى، أنا كمان أول مرة قلبى دق دق عشانك انت، واول مرة اتمنى حد، اتمنيتك انت، وفى حضنك بس حسيت انى لقيت نفسى...
لتتأمل ملامحه بعشق مستطردة:.

آخر ليلة لينا مع بعض، كل لمسة لمستهالى كانت بتاخدنى فوق السحاب، كل همسة كانت بتطيرنى من السعادة، أنا اللى خفت تفتكر انى استغليت ضعفك وحبيت أورطك معايا بس والله انا كمان ضعفت واستسلمت لأنى مش بس بحبك أنا بعشق...

لم تكمل كلمتها التى ضاعت بين شفتى أدهم، فى قبلة حملت مشاعره الثائرة، لتبادله قبلته بنفس القوة والمشاعر، يضم رأسها بيديه، ينهل من رحيق شفتيها حد الارتواء، قطع قبلتهما ليتنفسا وهو يضع جبهته على جبهتها ناظرا الى عينيها بعشق، ليسألها بعينيه أيكمل ما بدأه أم يكون حملا عليها مع ارهاقها وتعبها الواضح لتبتسم فى عشق وهى تأخذ بيده لتمدده بجوارها ليرفع الغطاء كاشفا عن قميصها الأسود الرائع ذو الحمالات الرفيعة والذى يظهر الكثير من جسدها ويجعلها فاتنة للغاية، شهية ولذيذة كقطعة من الشيكولاتة ومغرية بشكل قطع أنفاسه ليدرك سبب خجلها ورفعها الغطاء حتى رقبتها، تأملها فى عشق لا يصدق ان هذا الجمال كله ملكا له ليرفع وجهها الذى أخفضته خجلا ويقول بعشق:.

من انهاردة انتى ملكى أنا وبس، بحبك ياكارمن، بعشقك ياأميرتى.

لتبتسم له كارمن قائلة بعشق:
وأنا بعشقك ياأدهمى.

لتتقابل الشفاه فى قبلة عبرت عن العشق الذى يجمعهما، وتتسارع الأيدى تثير أعتى المشاعر فى جسديهما، يتخلصون من لعنة العشق، ويتذوقون فقط حلاوته، لينتهى بهم الأمر وهما فى قمة السعادة، يشعرون بلذة العشق، ليقبلها أدهم فى جبينها المتعرق قبلة طويلة مفعمة بالمشاعر ليعتدل آخذا اياها فى حضنه لتضع يدها على صدره وتغمض عينيها وهى تشعر لأول مرة بالسعادة المطلقة دون الخوف من الغد.

ابتسمت جورى وهى تنظر الى فستان الزفاف الأبيض والذى لطالما تخيلته فى أحﻻمها، ولكنه لم يكن أبدا بتلك الروعة لتجد يده تحيط بخصرها من الخلف، يضمها الى صدره قائلا بنعومة:
عجبك؟

التفتت جورى الى أيهم دون أن تخرج من محيط ذراعيه، قائلة فى سعادة:
حلو اوى، يجنن ياأيهم.

ابتسم أيهم فى حنان وهو يتأمل ملامحها السعيدة قائلا:
انتى اللى تجننى بحلاوتك وشقاوتك ياقلب أيهم.

ابتسمت بخجل وهى تلاحظ قربه الشديد منها لتقول بارتباك:
احم، أنا اتأخرت على فكرة ولازم أمشى.

ابتسم يدرك تهربها من قربه، ثم قال بحزم:
مش قبل ما تقيسى الفستان عشان نشتريه، ونختار فرش الجناح بتاعنا، الفرح آخر الشهر وأنا مش مستعد أأجل ولو يوم واحد.

ابتسمت جورى قائلة:
خلاص ياأيهم، هتصل بماما وأقولها انى هتأخر شوية، عشان نخلص كل حاجة.

ثم قبلته بخفة على وجنته قائلة:
أنا ميرضنيش زعلك ياحبيبى.

أمسكها من خصرها وهو يقول بشقاوة:
متلعبيش بالنار ياجورى، عشان هتلسعك، أنا ممكن حالا أعمل فعل فاضح فى الطريق العام وهنبات فى القسم وساعتها لازم تسترى علية، آه بقولك ايه الحكاية مش سايبة وأنا ورايا رجالة.

ضحكت جورى وهى تقول:
مجنون.

ابتسم وضحكتها العذبة ترن فى أذنيه كالأنغام وهو يقول:
اذا كان جنانى هيسعدك بالشكل ده، أنا مستعد معقلش أبدا.

ابتسمت بخجل و هى تقول:
مجنون فعلا بس قسمتى انى أحبك انت.

لمس خدها بنعومة وهو يقول:
وانا كمان ياجورى قسمتى انى أحبك ياوردة حياتى.

نظرت اليه بعشق، ليتنهد قائلا:
قلتلك ايه أنا، امشى أدامى قبل ما أتهور.

ثم نظر اليها وهو يرفع حاجبيه صعودا ونزولا قائلا:
الا قوليلى ياجورى، هو ماينفعش نخلى الفرح آخر الأسبوع؟

لم تستطع جورى تمالك نفسها لتنطلق ضحكتها مجلجلة ليعض أيهم على شفتيه قائلا:
يخربيت جمالك، صبرنى يارب لآخر الشهر، بنت نوال هتجننى.

كان مهيب يتابع تحركات مايا من بعيد، يزداد عشقه لها وهو يراها تعمل وتصدر الأوامر هنا وهناك بجدية تامة وحرفية، لاحظ أيضا تعاملها مع ايهاب والذى بدا عاديا للغاية ولا وجود للمسات او نظرات تدل عل ارتباطهما، كانت أحيانا ما تتقابل نظراته معها لتحمل نظراتها عتابا وألما وتحمل نظراته ندما وشوقا، من أجل فراق فرض عليهم، تغمرهم التعاسة، فأصعب ما فى الحياة هو فراق الأحبة، كانت مايا تغادر الشركة لترى مهيب يقف مستندا على سيارته ينتظرها ليعتدل واقفا فور رؤيتها ويتجه اليها فى حين وقفت هى متسمرة تراقب اقترابه بقلب مضطرب حتى وقف أمامها ليقول:.

مش ناوية تحنى علية بقى وتسامحينى يامايا، انا بجد تعبت من بعادك، ومش قادر أتحمل أكتر من كدة.

قالت مايا ببرود مصطنع:
زى ما قدرت تستحمل فراقنا قبل كدة وكنت هتستحمله العمر كله لو كنت كملت مع ديالا، يبقى هتقدر تتحمل يامهيب، قلتلك حكايتنا خلصت وياريت نقفل الموضوع ده.

قال مهيب فى ألم:
ياه يامايا، جبتى القسوة دى كلها منين، انتى لايمكن تكونى البنت اللى عرفتها طول عمرى وحبيتها.

ترقرقت الدموع بعينيها واختفت واجهتها الباردة المصطنعة وهى تقول بمرارة:
جبت القسوة من جراح كنت بلملمها عمر بحاله، من قلب اتكسر ألف مرة وكل مرة كنت بداويه عشان أكمل وأقدر أعيش، لكن المرة دى خلاص موت قلبى بايديك واللى بيموت مبيرجعش تانى يعيش يا مهيب، ارحمنى بقى بجد كفاية انا معنتش حمل جرح واحد تجرحهولى، انسانى بقى زى ما انا نسيتك.

نظر الى عينيها مباشرة وهو يقول بألم:
عايزة تفهمينى انك خلاص نسيتينى ومبقتيش تحبينى.

نظرت اليه وقد اختلجت ملامحها، تود أن تكذب وتنهى كل شئ ولكن لسانها لا يطاوعها على الكذب بل هى من تمنعه بصعوبة عن قول، لا لم أنساك حبيبى ولن أتخلى عن حبك فى قلبى مادمت حية وأتنفس.

ليتنفس الصعداء وهو بتسم قائلا فى هدوء:
اجابتك وصلتنى، انا كمان مش ممكن أنساكى وهتفضلى لآخر يوم فى عمرى حبى الاول والاخير، وهيفضل عندى الأمل انك تسامحينى ونبتدى مع بعض من جديد.

نظرت اليه مايا فى حيرة، هو يبدو مختلفا، هل تخلى عن أنانيته؟، قلبها الخائن يرقص من السعادة لتمسكه بها ولكنه أيضا خائف من أن يتخلى مهيب عنها فى يوم من الأيام، حاولت انهاء حيرتها بالمغادرة، لتلبس نظارتها الشمسية، وتلتفت مغادرة تتبعها عيناه ولكنه مالبث أن انتابه القلق وهو يرى سيارة تقترب منها وتتوقف فجأة بغتة، لينزل منها بعض الأشخاص الملثمين والذين اختطفوا مايا ووضعوها بالسيارة ليصرخ مهيب باسمها فى لوعة وهو يسرع الى سيارته يتمنى من كل قلبه اللحاق بها، فهل سيستطيع؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة