قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل الثامن

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل الثامن

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل الثامن

كان مهيب يتابع مايا وأيهم بعينيه حتى رأى ضحكتها وميلها على أذن أخيه تهمس له ببعض الكلمات، ليعلم وقتها أنه قد فاض به الكيل ولن يتحمل مشاهدتهما سويا على هذا الحال ولو للحظة أخرى، لينطلق باتجاههم حتى اذا ما وقف أمامهم حتى أمسك بيد مايا بقوة ليسحبها خلفه مبتعدا غير عابئا بشئ لينظر أيهم إثرهم فى دهشة ثم تعلوا وجهه ابتسامة وهو يقول:
اخويا طلع أجن منى.

ليهز رأسه وهو يتجه الى والدته، حيث تجلس أميرته الفاتنة
ابتعد كل من مهيب ومايا عن الحفل حتى قالت مايا بعصبية:
ايدى يا مهيب، وجعتنى ياأخى
ليتوقف مهيب على الفور ويلتفت اليها ليمسك يدها ويلمس مكان قبضته بحنان قائلا:
آسف والله، مكنش قصدى.

اغمضت عينيها تأثرا من لمسته الحانية وشوقا اليه، لتفتح عينيها وهى ترجع خطوة الى الوراء ليترك يدها قائلة بهدوء مفتعل:
خلاص يامهيب محصلش حاجة
اقترب منها يضع وجهها بين يديه لتحبس هى أنفاسها فى صدمة وهو يقول:
لأ حصل، حصل انى معنتش قادر أكتم مشاعرى أكتر من كدة، معنتش قادر اشوفك ومعملش كدة.

ليختتم جملته بقبلة اودع بها كل مشاعره، كانت قبلة رقيقة مشتاقة، أيقظت أحاسيسها وهزت كيانها وفاجأتها بقوة، جعلتها عاجزة عن التفكير، وعاجزة عن المقاومة بل انها رفعت يدها لتضم راسه اليها ليشعر بتجاوبها ويعمق قبلته، ينزل بيده على ذراعيها العاريتين لتنتفض مايا وهى تفيق من تلك الأحاسيس وتبتعد عنه بقوة، لا تدرى من أين جاءتها تلك القوة وهى فى قمة لحظات ضعفها تتذوق قبلة لطالما حلمت بها، نظر اليها بعشق، يلاحظ تورد خدها وأنفاسها المتلاحقة تماما كأنفاسه، ادرك الآن فقط أنها تبادله مشاعره ليقول فى سعادة:.

انتى كمان بتحبينى، صح يامايا؟قوليها بقى وريحى قلبى.

اغروقت عيناها بالدموع وهى تتراجع الى الوراء، مد يده اليها، ودت لو أمسكتها وارتمت بحضنه لتعترف بمشاعرها التى أخفتها كثيرا ولكن ذلك المحبس الذهبى فى يده اليسرى أفاقها من أحلامها بقسوة لتسرع بالهرب من امامه، كاد أن يسرع خلفها لولا تذكره لتلك النظرة الأليمة فى عينيها عندما رات محبسه ليدرك واقعه المرير، ويشعر بالتمزق فهو امام خيارين كليهما مر إما أن يخرب بيته بيده أو يضيع منه مايا، شعر بأن فراق مايا هو الخيار القاتل، لتلمع عينيه بتصميم وهو يذهب خلفها غافلا عن تلك العينين اللتين كانتا تنظران الى ما يحدث بغضب وحقد، . ووعييد.

وقفت جورى تتحدث مع كارمن التى تعرفت عليها من خلال وجد، لقد شعرا سويا بالارتياح لبعضهما البعض على الفور، شاركتهم وجد الحديث قائلة:
وناوية تتخصصى فى ايه بعد ما تخلصى كليتك ياجورى؟
ابتسمت جورى قائلة:
نسا وتوليد.

عقدت كارمن حاجبيها قائلة:
اشمعنى التخصص ده يا جورى؟
ابتسمت جورى قائلة بمزاح:
يمكن عشان التعامل مع الستات أسهل.

لتبتسم كلا من وجد وكارمن، بينما استطردت جورى بجدية قائلة:
الحقيقة، إنى أساعد حد يجيب طفل للدنيا يسعد اهله، ده فى حد ذاته حاجة بتسعدنى أنا شخصيا
قالت كارمن:
فعلا حاجة تفرح القلب، وامتى بقى هتخلصى وتتخصصى؟
نظرت إليها جورى قائلة:.

يااه، لسة بدرى ياكارمن، انا لسة يادوب فى سنة رابعة والسنة دى اول سنة يسمحولنا نختلط مع المرضى فى المستشفيات على فكرة، لسة بقى سنة خامسة وسادسة واللى هندرس فيها باقى المواد وندرب فى المستشفيات تدريب كامل، وبعدين سنة الامتياز ودى احلى حاجة فيها ان مفيهاش امتحانات، ساعتها بقى ابقى اختار تخصصى.

قالت كارمن فى صدمة:
على كدة هتكونى بيت وأسرة امتى؟
كادت جورى ان تجيب عندما قاطعهم صوت أيهم يقول بهدوء:
وفيها ايه لو اتجوزت و كملت دراستها فى بيتها؟

اغمضت جورى عينيها للحظة وهى تستمع الى صوت أيهم الرجولى الجذاب لتقول وجد فى حنان:
تعالى ياايهم، شوف جورى كبرت ازاى وبقت عروسة زى القمر
احمر وجه جورى خجلا فى حين تأملها أيهم قائلا:
هى فعلا كبرت وبقت زى القمر، بس عروسة أشك، أنا مش شايف فى ايديها دبلة مثلا.

نظرت اليه بحدة تشتعل عينيها الفيروزيتين لتلتقى بعينيه الزرقاوتين وتشتعل الشرارة بينهما، لتبتعد بعينيها على الفور ويشعر هو بالتسلية وتشعر ايضا وجد باهتمام صغيرها لتقول بخبث:
ياسيدى بيتقدملها كتير بس هى بترفض، ومامتها بتشتكيلى، آخرهم كان دكتور عندها فى الجامعة.

لا يعلم أيهم لماذا شعر بالغيرة من كل من أراد هذه الفاتنة عروسا له، هل أثرت فيه بتلك السرعة حتى تحتل قلبه تلك المشاعر؟
حتما لقد أصابه الجنون، لحظة، انه بالفعل مجنون كما يطلقون عليه فى عائلته، استأذنت كارمن لتطمئن على الأطفال فى حجرة نومهم، ليقترب رجلا منهم يحييهم بهدوء ثم يلتفت الى جورى قائلا:
ممكن الآنسة تسمحلى بالرقصة دى؟

كادت أن ترفض لولا تدخل أيهم الذى قال بحدة:
الآنسة مش هترقص غير معايا انا
لتنظر اليه جورى بدهشة، ووجد بابتسامة ليعتذر الرجل بينما أمسك أيهم بيد جورى قائلا:
تعالى معايا.

سارت معه دون اعتراض ودون وعى من تصرفاته المجنونة، ليقف بها فى منتصف حلبة الرقص ويضع يدها الممسكة بيده على كتفه بينما وضع يده الحرة على خصرها لتشتعل نيران الخجل بها ويتورد خدها، أمسك بيدها يتأمل وجهها الجميل والذى أخفضت نظراتها منه خجلا، يشعر بها بين ذراعيه، يستنشق عبيرها بتلذذ، يود لو يخطفها الآن ويعقد عليها ولا يتركها إلا وهى له قلبا وقالبا، يتعجب من جنون مشاعره ليدرك ان الجنون فى الحب هو من سمة عائلة الفيومى، عندما يعشق أحدهم، يعشق بقوة وبجنووووون، اقترب من أذنها هامسا:.

بصيلى ياجورى.

نظرت الى عينيه دون ارادة منها، فبادلها نظراتها، مد يده ليلمس شعرها الناعم قائلا:
الضفيرتين اختفوا.

ثم نظر الى فمها الكرزى قائلا:
وتقويم الأسنان كمان، بس لسة براءة الدنيا فى ملامحك
أحست جورى نفسها أسيرة لهمساته لتقول بهمس:
انت لسة فاكر؟

ابتسم قائلا:.

ازاى أقدر أنسى، انتى دايما كنتى فى بالى، عنيكى دى اللى لونهم كان دايما بيشدنى واللى كانوا بيبصولى بنظرة فضلت تطاردنى فى أحلامى كتير، واللى كنت دايما بقاومهم لأنى كنت بحس فيهم بانبهار طفلة بمراهق شايفة فيه أحلامها، اول ما شفتك انهاردة وشفت فى عنيكى نفس النظرة عرفت ان مشاعرك مكنتش مشاعر طفلة، قلبى ساعتها دق لأول مرة فى حياتى واتمنيت تكونى بين ايدية زى دلوقتى، اتمنيت تكونى لية انا وبس زى ما شفت فى عنيكى نفس الأمنية، ياترى انا احساسى صح؟أصدق قلبك اللى حاسس بدقاته وأصدق عنيكى اللى بتحاول تخبى بس مش عارفة.

ثم لمس العرق النابض فى عنقها مستطردا:
أصدق كل حتة فى جسمك، كل رعشة بتقول ان عندك نفس احساسى
لم تدرى بماذا تجيبه، فكلماته قد جعلتها مغيبة عن العالم بأكمله، حانت منها نظرة الى يده التى تلمس عنقها لترى ساعته
أفاقت من سحره لتمسك يده بعفوية أذابته وتعدل وضعها لترى الوقت، عندما رات الساعة التى تشير الى قرب منتصف الليل، لتقول بتوتر:
أنا لازم أمشى
أمسك يدها قائلا:
مردتيش علية
قالت بتوتر:
أيهم، بجد لازم أمشى.

كم بدا اسمه وكأنه خلق لتنطقه شفتيها فقط، قال بلهفة:
خليكى شوية
أسرعت بالمغادرة قائلة:
اتأخرت، سلام.

تابعتها عيناه يشعر بروحه تغادره مع ابتعادها عنه، أسرع خلفها لا ينوى أن يختتم اليوم دون حصوله على جواب منها، أتبادله مشاعره المجنونة وتقبل بالارتباط به أم يعتبر تلك الليلة حلما جميلا سيفيق منه صباحا، يعلم أنه لا يريدها فى حياته حلما بل يريدها واقعا ملموسا، ملموسا جدا.

كانت كارمن تقف مع وجد وأدهم تستمع الى حديثهم بصمت، تسترق بعض النظرات الى أدهم لتلاحظ أدق تفاصيله، لتلتقى عيناه بعينيها، وتشيح بوجهها خجلا لضبطها متلبسة بالنظر اليه، بينما سمعته يقول لوالدته:
مش عارف ولادك راحوا فين، حتى بابا كمان، فجأة اختفوا وتليفوناتهم مقفولة.

قالت وجد بهدوء:
بابا قالى ان واحد صاحبه تعب وراحله المستشفى يطمن عليه واخواتك سيبك منهم وبما ان ولادك ناموا وكارمن رفضت ترقص انهاردة مع اى حد بسببهم، خدها وارقصوا شوية وبلاش توترنى ياأدهم.

نظروا اليها بدهشة لتقول بحزم مصطنع:
يلا امشوا.

نظرت كارمن الى أدهم الذى هز كتفيه بقلة حيلة لتبتلع كارمن ريقها بصعوبة، مد يده اليها لتتردد للحظة قبل ان تمنحه اياها، لتتلاقى الأيدى وتتلاقى القلوب، قاومت كارمن رعشة سرت بجسدها عندما أحاط أدهم بيده خصرها لتضع هى يديها على كتفيه تتجنب النظر اليه، بينما تشتعل النيران بقلب أدهم يقاوم رغبته الحارقة فى أن يضمها بين ذراعيه، استرقت كارمن النظر اليه ليتوقف الزمن عندما تلاقت أعينهم ليتأمل وجهها البرئ بشغف وتشعر هى بالحيرة، تخشى ان تصدق نظراته لتتجمد بين يديه فجأة ثم تبتعد بحيرة، بينما هو يخشى ان مشاعره باتت واضحة ولن يستطيع كتمانها أكثر من ذلك.

اقترب راجى من زوجته ليقبلها من خدها بحب، التفتت اليه قائلة بحنان:
حمد الله ع السلامة
قال بحنان:
الله يسلمك
سألته قائلة:
أخبار توفيق ايه ياراجى؟
ابتسم قائلا:
بقى أحسن الحمد لله
قالت بابتسامة:
الحمد لله.

قال فى حيرة:
الحفلة خلصت اوام كدة؟
قالت فى سعادة:
انهاردة بس اطمنت على ولادنا ياراجى
عقد حاجبيه فى حيرة قائلا:
تقصدى ايه ياحبيبتى؟

ابتسمت وهى تربت على وجنته بحنان قائلة:
متشغلش بالك، انت بس ادعيلهم
ابتسم فى حنان قائلا:
بدعيلهم فى كل صلاة وبشكر ربنا انه رزقنى حبك ياوجدى
بادلته نظرة العشق الذى مازال مشتعلا رغم مرور الزمن.

قال أيهم وهو يلهث:
انتى يابنتى استنى بس، دوختينى
توقفت تنظر اليه بدهشة قائلة:
انت مشيت ورايا كل ده، . طب ليه بس؟
قال بابتسامة:
كنت عايز أوصلك ياسندريلا
نظرت اليه فى دهشة لاطلاقه عليها ذلك اللقب الذى أحست به اليوم، ليستطرد بمرح:
تصدقى انك انهاردة عملتى كل حاجة هى عملتها، ظهورك زى الأميرة فى حفلتى، ورقصك معايا وجريك الساعة ١٢، واللى خلانى اجرى وراكى كل المسافة دى زى المجنون.

قالت بهدوء يخالف سعادة قلبها بكلماته:
بس انا مش سندريلا ولا انت أميرى ياأيهم
اقترب منها قائلا:
انتى مصدقة كلامك ده؟

قالت بثبات:
لازم أصدق، بعد اللى شفته انهاردة لازم أصدق ياايهم، احنا مش فى قصة خيالية، حتى لو كنت أمير أحلامى فبعد حفلة انهاردة، شفت الواقع والفرق الكبير ما بينا، وقررت أفوق ياأيهم، لازم أفوق
مد يده يود ان يمسك يدها لتبتعد قائلة بحزم:
أنا لازم امشى، بجد اتأخرت
قال فى حزم اشد:.

هوصلك، الوقت اتأخر ودى مفيهاش كلام، ورغم رفضى للى قلتيه شكلا وموضوعا بس انا هعديه مؤقتا وهيبقى لينا كلام كتير بعدين، تعالى بقى ناخد تاكسى عشان بعدنا كتير عن العربية.

كادت ان ترفض ولكنها رأت التصميم بعينيه لتستسلم وتمشى بجواره، تشعر بنداء قلبها الذى يطالبها برمى كل العوائق التى تمنع امساكها الآن بيده وعدم تركها أبدا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة