قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل التاسع

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل التاسع

رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل التاسع

دلفت مايا الى المنزل تنهمر دموعها على وجهها، حمدت ربها لعدم وجود أمها فى المنزل حتى لا تراها بتلك الحالة، أزالت زينتها بسرعة وخلعت ملابسها ونزلت تحت الدش، تزيل آثار دموعها وحزنها مع المياه الجارية، أنهت حمامها ولفت نفسها فى المنشفة ووقفت أمام المرآه، تنظر الى نفسها بمرارة، فاليوم الذى بدأ سعيدا انتهى حزينا، تماما كقصة حياتها، لمست شفاهها فى حنين، تتذكر كيف قبلها مهيب وكيف ذابت بين ذراعيه، ثم ادراكها بأنه مازال رجلا متزوجا بغيرها، لتشعر بيد تعتصر قلبها بلا رحمة، لبست أول قميص وصلت اليه يدها وجلست على سريرها تسترجع كل ما حدث طوال اليوم، لتشعر بضربات قوية برأسها، أمسكت هاتفها لتستمع الى اغنيتها المفضلة والتى تعبر عن حالتها (على بالى لشرين).

حبيتو بينى وبين نفسى
وماقولتلوش على اللى فى نفسى
ماعرفش ايه بيحصللى لما بشوف عنيه
مابقتش عارفة اقولو ايه، ماعرفش ليه خبيت عليه
بضعف اوى وانا جنبه، وبسلم عليه
كل حب الدنيا ديا فى قلبى ليك
ده انت اغلى الناس عليا وروحى فيك
ده انت لو قدام عنيا اشتاق اليك
على بالى ولا انت دارى باللى جرالى
والليالى سنين طويلة سيبتهالى
يا انشغالى بكل كلمة قولتهالى.

الكلام لو كان يعبر على الحنان، كنت قولت انى بحبك من زمان، كل يوم الشوق بيكبر عليا بان، . على بالى، .
لتغلق الهاتف، وتمسح دموعها وهى تقول بهمس حزين:
انسى بقى يامايا وحاولى تنامى شوية
دلفت والدتها الى الحجرة فى نفس اللحظة وهى تلقى نظرة واحدة عليها لتقول بحدة:
مالك يابنت سعد، ايه اللى حصل خلاكى معيطة بالشكل ده؟
قالت مايا بضيق:
محصلش حاجة ياماما، انا تعبانة ومحتاجة أنام.

قالت والدتها فى غضب:
بقى محصلش حاجة، ع العموم، بكرة هعرف ايه اللى حصل بطريقتى
قالت مايا بملل:
اعملى اللى يريحك ياماما بس ابوس ايدك سيبينى انام
قالت علية بسخرية:
نامى يااختى نامى، اهو ده اللى انتى فالحة فيه.

كادت ان تغادر الغرفة عندما استوقفها صوت مايا يقول بهدوء:
هو انتى كنتى فين ياماما؟مشفتكيش فى الحفلة، والكل كان بيسأل عليكى
قالت علية بارتباك لاحظته مايا على الفور:
واحدة صاحبتى تعبت فجأة واضطريت اروحلها
قالت مايا:
صاحبتك مين؟
قالت علية بارتباك:
صاحبتى، صاحبتى، سناء.

ثم قالت بحدة:
وبعدين يعنى، هو تحقيق ولا ايه؟
قالت مايا بيأس:
ولا تحقيق ولا حاجة، كنت بطمن عليكى بس
قالت علية بسخرية:
لأ فيكى الخير
ثم غادرت الحجرة لتقول مايا بقلق:
ياترى مخبية عنى ايه ياماما؟

فتحت نوال الباب لتفاجأ بابنتها جورى تقف على الباب تبتسم فى حب وهى تقول بسعادة:
مساء الخير على أحلى أم بالدنيا
ابتسمت نوال قائلة:
مساء السكر على أحلى بنوتة فى الدنيا.

قبلتها جورى فى وجنتها ثم دلفت الى المنزل، قالت نوال:
شكلها كانت حفلة حلوة ومزاجك رايق ع الآخر
ابتسمت جورى قائلة:
كانت حلوة اوى ياماما، وكنت عاملة زى سندريلا بالظبط لغاية، .
وصمتت تتذكر كلمات أيهم لتقول والدتها:
لغاية ايه؟

ابتسمت تنفض أفكارها قائلة:
أبدا ياستى، لغاية الساعة ماجت ١٢، وساعتها جريت من الحفلة وجيت لك علطول
ابتسمت نوال قائلة:
كان نفسى اشوفك وانتى منورة الحفلة بس لولا تعب خالتك و كتر خيرها ست وجد سمحتلى آخد أجازة عشان اروحلها، رجعت من عندها بس عشان أشوفك وانتى رايحة الحفلة، ورجعتلها علطول ولسة جاية من عندها من شوية، بعد ما بنتها عايدة جتلها.

لم تسمع جورى اى كلمة بعد كلمة ست وجد التى ظلت ترن فى أذنها مرارا وتكرارا، لتتذكر مجددا الفارق الكبير بينهما، حاولت أن تنسى الأمر فاليوم هى سعيدة للغاية ولا تريد لأى شئ أن يعكر صفو سعادتها لذا قالت:
ألف سلامة عليها ياماما، هبقى افوت عليهم بكرة اطمن على خالتى واشوف عايدة بقالى زمان مشوفتهاش.

ثم تثائبت قائلة:
أنا داخلة انام ياماما عشان ورايا محاضرة مهمة الصبح، تصبحى على خير
قالت نوال:
تلاقى الخير ياقلب ماما
لتدخل حجرتها ووالدتها تدعوا لها أن يديم سعادتها الواضحة على ملامحها.

كانت كارمن تجلس الى جوار وجد بالحديقة، تضع بعض اللمسات الأخيرة على رسمتها بينما يلعب التوأمين بالكرة، تأملتهم لثوان وهى ترى جود يوبخ أخته لرميها الكرة بعيدا لتترقرق الدموع فى عينى جودى، كادت ان تتدخل لتجد جود وقد اقترب من اخته ليضمها بحنان ويهمس فى أذنها بكلمات هدأتها على الفور، لترتسم على شفتى كارمن ابتسامة حانية، لتنظر وجد الى ابتسامة كارمن وتنظر الى سبب ابتسامتها فتبتسم بدورها ثم تعود بنظراتها الى كارمن لتتسع ابتسامتهاوهى ترى حنان الأم يغمر نظراتها، حانت منها التفاتة الى رسمة كارمن لتقول فى دهشة:.

مش ده أدهم ابنى؟

نظرت كارمن الى وجد بارتباك قائلة:
آه، أيوة، أصل يعنى، شفته وهو راكب على حصانه وحسيت انى لازم أرسمهم
أمسكت وجد بتلك الرسمة وهى تبتسم قائلة:
ده حصانه رعد، بصراحة ياكارمن انتى موهوبة أوى، الصورة كأنها حية وهتنطق، كأنى شايفاهم أدامى.

ابتسمت كارمن قائلة:
دى شهادة كبيرة، بجد فرحتينى
قالت وجد فى حنان:
انتى فرحتينى اكتر من يوم ما جيتى البيت هنا، لقيت حد بجد برتاح فى الكلام معاه، ورغم فرق السن ما بينا بس انتى مش محسسانى بده، مع الأولاد طفلة ومدرسة وأم، ومعايا صديقتى وبنتى، انتى نعمة من ربنا انعم علية بيها ياكارمن.

اغروقت عينا كارمن بالدموع وأسرعت تضمها قائلة:
الكلام ده كتير علية، ربنا يخليكى لية
ضمتها وجد بحنان واغروقت عينيها بالدموع لتبتعد قائلة:
بس بقى يابنتى، قلبتيها نكد كدة ليه، مبحبش النكد عل الصبح كدة خلى شوية لبليل.

تراجعت كارمن وهى تضحك بشدة، ولكن مالبثت أن توقفت ضحكتها لتختفى وهى تصرخ قائلة:
ماتخرجش م البوابة ياجود، جوووود.

أسرعت تجرى خلف جود الذى لم يستمع لكلماتها وخرج من البوابة ركضا وراء الكرة ليخرج ادهم على صراخها ويرى ما ذلك المشهد ليركض هو الآخر ورائهما، يلعن الحارس لعدم وجوده على البوابة ويتوعد له، كانت كارمن خلف جود تماما عندما رأت سيارة تأتى مسرعة باتجاه جود لتصرخ بهلع باسمه قبل ان تأخذ بيده وتدفعه بعيدا لتصطدم هى بالسيارة بدلا منه وتقع مضرجة بدمائها ليصرخ أدهم باسمها فى لوعة.

كان أدهم يمشى أمام ممر حجرة نوم كارمن بعصبية، يكاد يجن، ليخرج الطبيب مع والدته فيسرع اليه أدهم قائلا:
خير ياساهر، طمنى
قال ساهر يطمئنه:.

اطمن ياأدهم، هى نايمة دلوقتى بعد ما اديتها الحقنة المنومة، وبعدين انت قلقان كدة ليه، احنا مش وديناها المستشفى واتأكدنا بنفسنا ان مفيش نزيف داخلى، كل الموضوع شرخ بسيط فى ايدها الشمال يعنى اقل من شهر وهتفك الجبس وتبقى كويسة اوى، اهم حاجة بس ترتاح وتاخد العلاج وهتبقى تمام.

قال أدهم بارتياح:
الحمد لله
نظر اليه كل من وجد وساهر ليمرر يده فى شعره بارتباك قائلا:
الحمد لله يعنى ان احنا اطمنا عليها، دى فدت ابنى بحياتها
قالت وجد بحب:
بنت حلال والله، ربنا يحميها.

قال ساهر:
والله انا مش قادر أنسى اللى حصل لغاية دلوقت، لما اتفاجأت بجود أدامى وحاولت أتفاداه وأفرمل بسرعة بس للأسف مش بسرعة كافية، مش عارف لولا كارمن.

لينظر اليه أدهم بحدة، ليستطرد ساهر بتوتر:
قصدى لولا الآنسة كارمن اتصرفت ربنا العالم كان ايه اللى هيحصل
لييتطرد بفضول قائلا:
إلا قولى ياأدهم هى الآنسة كارمن تبقالكم ايه؟

قال أدهم بضيق، وهو يلاحظ اعجاب ساهر بكارمن:
مربية الأولاد
أومأ ساهر براسه ليقول باعجاب:
شكلها حنينة اوى عشان الولاد مبطلوش عييط من الخوف عليها، عموما، انا همشى دلوقتى عشان عندى مستشفى وهعدى بالليل اطمن عليها.

قبض ادهم على يده بقوة وهو يقول بحدة رغما عنه:
بتهيألى هى هتنام للصبح فمفيش داعى تتعب نفسك
قال ساهر دون أن يلاحظ غيرته:
تمام، أشوفكم بكرة.

وذهب تاركا أدهم يغلى من الغيرة، لتقترب منه وجد وتحدجه بنظرة فاحصة وهى تقول:
مالك ياأدهم؟

تجنب ادهم النظر الى عينيها وهو يقول:
مالى ياماما؟أنا كويس أهو
قالت وجد بحنان:
لأ مش كويس، ومش هتبقى كويس غير لما كارمن تبقى كويسة.

نظر اليها بدهشة قائلا:
بتقولى ايه ياماما؟
اقتربت منه وجد قائلة:
بقول اللى انت مش قادر تقوله بلسانك بس عنيك وكل حتة فيك بتقوله ياأدهم
أخفض أدهم عينيه قائلا:
بس ياماما، .

قاطعته قائلة:
من غير بس، كارمن دى جوهرة نادرة، مش كل واحد بيعرف قيمتها، بس هى خلاص لقت اللى هيقدرها ويحميها ويحافظ عليها وعمره مايفكر يبيعها، لكن لو فرط فيها فيه غيره هيحبها ويحافظ عليها، فوق ياأدهم، فوق قبل فوات الأوان.

نظر اليها ادهم نظرة طويلة ليقول بعدها بهدوء:
أنا هروح أطمن ع الأولاد
ثم قال بتردد:
هو، هو مين اللى هيبات معاها ياماما؟

ابتسمت وجد تدرك قلقه لتقول:
انا ياقلب ماما، باباك مسافر وانا هسهر جنبها متقلقش
قال بارتباك:
انا، انا مش قلقان، بعد اذنك.

وغادر تتابعه وجد قائلة بهمس حنون:
مش قلقان، ده انت الود ودك تسهر انت جنبها وتاخد بالك منها، عندك وكبريائك واقفين فى طريق حبك ياأدهم، نفسى أعرف خايف من ايه بس؟، ربنا يريح قلبك ياابنى يارب.

كان أيهم يدور فى حجرته كالأسد الحبيس، يتسائل فى حيرة عن سر اختفاء جوريته، وعدم ذهابها الى الجامعة اليوم، هل هى بخير؟هل أصابها مكروه؟إنه فقط لا يدرى، لا يدرى، زفر بقوة، كم اشتاق اليها ولم يمضى على فراقهما سوى يوم واحد، كيف استطاعت ان تتغلغل فى كيانه بتلك الصورة؟هل اصابته هو الآخر لعنة العشق؟، ترى ما السر فيها كى يعشقها بتلك الصورة، ألأنها فاتنة؟كلا فقد قابل العديد من الفاتنات بالخارج ولم يؤثروا فيه مثلما أثرت به تلك الجورى، فكل ما فيها يجذبه.

كل ما فيها مميز، جمالها، نظراتها، خطواتها، عطرها، كلماتها وحتى صمتها، ففى طريقهم الى منزلها التزمت الصمت المطبق، وكلما حاول استدراكها للكلام معه، أخرسته بنظرة واحدة من عينيها الرائعتين ليصمت تماما ويتعبد فى محرابهما، حتى اوصلها الى منزلها لتنزل بكل رقة ولا تقول سوى كلمة واحدة، شكرا، ليدق قلبه وجعا لفراقها ولكن بوعد أن يراها فى الصباح ليرجع من جامعتها خالى الوفاض، ولكنه لن ييأس سيذهب اليها مجددا، وان لم يجدها سيذهب الى منزلها، سيحاصرها ويحاصرها حتى تستسلم لعشقه، فقد بات أسيرا لها وهو سعيدا بأسرها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة