قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل العاشر

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل العاشر

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل العاشر

الحال ايضا كان لا يختلف عند اديم. الذي جلس على مقعد بسيط جدا. لاحظ ان ورود لا تطيق وجوده.
- قائلا باستغراب. ليه حاساك؟ مش طايقى وجودى.
كانت ترتب له السرير. عندما سمعت صوته وسؤاله المزعج مثله. التفت اليه.
- قائلة بقوة. ماكنش في داعى تتعب نفسك وتيجى هنا. كان ممكن تخلى الصحافة تكتب عن انجازاتك وتبرعك للدار كل سنة. وكدة كنت هتوفر مجهودك ووقتك الثمين.

انصدم من كلامها واستغربها بشدة، كيف تجرات ان تقول له هذا الكلام الموجع، برر لنفسه انه من الممكن ان يكون سمع عن طريق الخطا. فسائلها بهدوء.
- قائلا باستفهام. هو اللى انتى بتقولى ده صح، ولا ايه؟
اجابته بقوة وجراة غير معتادة منها.
- اكيد طبعا صح.
- قائلا بعدم تصديق. وهو يقوم من على المقعد بعصبية. ايه اللى انتى بتقولى ده، وازاى تتجراى من الاساس.
- انت هينتنا بزيادة اوى.

- انا هنتكوا. انا ساعدتكوا. دى كلمة شكر منك.
- فى. بس من غير الصحافة. هو دينكم معلمكوش حاجة.
تضايق من سخريتها الواضحة من دينه. قائلا بهدوء عكس البركان الذي به من وقاحتها وجرائتها على دينه.
- دينا يا محترمة علمنى احترام الاديان. ومساعدة الجميع دون التفكير مين مسلم او مسيحى.
- انا ماقصديش اغلط في الدين الاسلامى او فكره انا بحترم كل الاديان برضو.
- اومال لو قصدك كنتى عملتى ايه؟

- انت اللى خرجت خارج دايرة الدين لم جبت الصحافة النهاردة. علشان تتباهى وتتفاخر قدام الناس.
- لو بتتكلمى على التباهى كنت اتباهيت من اول السنه اتبرعت فيها للدار. لكن انا بقالى عشر سنين بتبرع للدار من غير ما حد يعرف، والنهارده حبيت اجي واشوفها في مشكلة.
- احنا بقالنا عشر سنين بنبعت ليك دعوة علشان تيجى وعمرك ما جيت. واليوم اللي قررت تيجي فيه جيت مع الصحافه مش لوحدك.

- ما اقدرش انكر ان انا كنت عارف بوجود الصحافه النهارده بس...
- من غير بس يا مستر أديم حضرتك ضيعت الثواب اللي فضلت 10 سنين تعمله. الرب يسامحك. رمت كلماتها الثقيلة في وجهه، ثم ذهبت من امامه.
حاول ان يتكلم معها. لكن هي كانت اغلقت الباب في وجهه، امسك شعره يحركه للوراء والخلف بعصبية شديدة، ويزفر في ضيق وغضب، سائلا نفسه بعدم تصديق.

- جابت الجراة دى منين علشان تكلمنى بالوقاحة دى. وتقف قدامى هي مين من الاساس؟ دى انا اصغر موظف بيترعب منى وعمره ما اتجرا يقف قدامى بالطريقة. حتى نسمة اللى بعتبرها اختى الصغيرة عمرها ما عملتها. دى بنت انا قد عمرها مرتين. ازاى تكلمنى بالطريقة دى. وتهين كرامتى اللى مافيش حد على الكوكب عمره ما عملها. ازااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااى. قالها بعصبية.

فى تلك الحظة. منذ ان تركتها لم تجلس نسمة على اقدامها، وتعض على شفتيها بشدة، تضرب قبضة يدها في يدها الاخرى بتوتر، وتدب في الارض بحذائها العالى، لتخرج مشاعرها العنيفة وغضبها الواضح عليها، فهى توا تموت على اديم من الغيرة، تموت ان تعرف، هل ورود او زهور مازالت عنده ام رحلت، ام ماذا، قررت ان تذهب اليه وتعرف، اين المشكلة في ذلك، واذا سائلها على سبب حضورها ساتجيبه باية شىء، المهم ان تتاكد ويرتاح قلبها اللعين، وبالفعل ذهبت اليه وطرقت على باب غرفته بادب، ثم فتحته ودلفت اليه واغلقت الباب ورائها بهدوء، رات في خضراء عينيه الذي تحول الى الاسود الداكن، كم من العصبية والغضب غير طبيعيان، شرارت غضب تخرج من عينيه تكاد ان تحرق المكان باكمله، اقتربت منه فسالته بقلق.

- قائلة باستفهام. في حاجه يا مستر؟
هب فيها بانفعال.
- قائلا بعصبية. حته بنت صغيره تقولى انا الكلام ده.
رفعت حاجييها باستغراب.
- قائلة باستفهام. بنت مين؟!
تجاهل الاجابة على سؤالها، وتابع عصبيبته.
- قائلا بغضب. كان قرار زفت لم قررت اجى هنا.
اردفت نسمة بهدوء.
- قائلة بتوضيح. يا مستر انت جاى علشان موضوع ادم، ولا نسيت.
- ادم هو السبب في اللى انا بعيشه دلوقتى.
ترددت ان تسائله. لكنها حسمت الامر.

- قائلة بغيرة. هي البنت المسيحية اللى كانت هنا قالتك حاجة ضايقتك.
- انتى واعية بالكلام اللى انتى بتقولى؟
ابتلعت ريقها بصعوبة.
- قائلة بتلعثم. انا ما قصديش.
- نسمة ابقي تانى مرة حاسبي على كلامك، وما اسمهاش بنت. اسمها ورود.
- حاضر يا مستر بس من وقت ما خرجت من عند حضرتك. وانت متعصب.
- اننا نجيب الصحافة كان اكبر غلط.
- ايه اللى حصل لدى كله؟!
- انى كنت رافض الموضوع بتاتا. لكن حضرتك اصرتى.

انصدمت من كلامه الموجع.
- قائلة باندهاش. انت بتلومنى في الاخر. انا كنت بدور معاك على حل.
- انا ما بلومش غير نفسي.
- وبتلومنى معاك يا مستر، وخاصة انا نصيب الاسد.
- الغلطان الوحيد في حوار ده هو ادم. اللى وصلنا نيجى هنا.
- انت ايه اللي مضايقك للدرجه دي؟ ما احنا قضينا يوم جميل، واللي شايفى ان حضرتك مبسوط اوي وقررت تبات هنا النهاردة.
- انت قصدك ايه؟
- قالت بكذب. وهي تعطيه ظهرها. ما اقصدش حاجه.

امسكها من ذراعها، واقفها امامه بالقوة.
- قائلة بوجع. سيبني يا مستر ما ينفعش كده.
لاحظ نظرات الحزن مرسومة على معالم وجهها. ودموعها اقسمت عليها بعدم النزول ؛ حتى لا تهان كرامتها اكثر من ذلك، يكفى الى هذا الحد من الاهانة والتشويه لمشاعرها الرقيقة، اغمض عينيه بغضب من نفسه، كيف تمادى معها الى تلك الدرجة واهانها بتلك الطريقة، فتح عينيه.
- قائلا بحنية. انا اسف يا نسمة.
رفعت وجهها اليه.

- قائلة بحدة. اسفك مرفوض يا مستر.
اتسعت عينيه بصدمة.
- قائلا بذهول. انتى بتقولى ايه؟
تخلصت من ذراعه بعصبية.
- قائلة بوجع. ايه ما توقعتاهش؟!
- هو انا عملتلك ايه؟
- لو سمحت يا مستر مش عايزة اتكلم.
- نسمة انا...
- لو سمحت.
- ماكنش قصدى اتعصب عليكى. وطلعت فيكى.
- انت قولت اللى عايز تقوله وبزيادة كمان.
- نسمة ده من عشمى فيكى انتى اختى الصغيرة.

هزات راسها بوجع. و دموعها خانتها ونزلت على وجنتيها بغزارة، عندما لمح بكائها، رفع وجهها بيده.
- قائلا بحنية. ليه بتعيطى انا اسف؟
-قالت بالم. وهي تبعد يده عنها. ياريت الاعتذار بيقدر يحل كل المشاكل ويطيب وجع القلب.
- بقولك اضيقت من الكلام اللى سمعته.
- واللى وجعتك ماقدرتش تقولها كلمة. لكن انا عادى.
- ماقصديش. وبعدين انتى مش غريبة على.
- اه انا اختك الصغيرة وناقص تقول كمان بنتك.

- نسمة انتى اختى وغصب عنى اتعصبت عليكى.
انفجرت فيه.
- قائلة بصراخ. انا مش اختك.
انصدم من كلامها وصراخها في وجهه، ودموعها التي تنزل على وجهها بغزارة دون توقف، سائلا نفسه ماذا حدث لكل ذلك، مجرد مشادة بينهما عادية وستنتهى ما الجديد في ذلك.
- كفاية كل شوية عايز تفكرنى انى اختك.
- اومال انتى ايه؟
هنا كانت الحسرة عندما طرح سؤاله المستفز عليها.

- قائلة بوجع. انا مش حاجة. قالتها وانصرفت من امامه، وفتحت باب غرفته وصعقته ورائها بقوة، ليتحدث ذلك الباب الصامت عن وجعها وعن صمتها الذي تعانى منه بسببه.

(فيلا كارم النوار اديم وادم)
قالت صافى بسخرية من الحاحه على ابنته للذهاب الى منزلها.
- بقالك ساعه يا كريم بتهبد وبتقول تارا لازم تيجى معايا البيت تعالى تعالى تعالى. ما تسيبها براحتها. لحد ما اعصابها ترتاح تبقى ترجع للقصر الملكى بتاعك.
- انتى بتتكلمى على اساس انها بنتك انتى. دى بنتى انا.
تضايقت من كلامه، ولكنها لم تظهر ذلك عندا فيه.
- قائلة ببرود. ما فيش تعليق على كلامك المتخلف ذيك.

- اللهم طولك يا روح.
- كريم انا صبرى قرب ينفذ منك. فما بال بنتك بقى.
تجاهل كلامها وكانها نكرة، ووجه حديثه الى صغيرته.
- قائلا بحنية. يلا يا تارا جهزي نفسك وتعالى معايا.
ضربت صافي كف على كف.
- قائلة بسخرية. كريم انت واقع على ودنك. قولتلك تارا ما هتروحش معاك في حتة وهتفضل معايا هنا.
قال بحدة، وهو يرفع اصبعه في وجهها بتحذير.
- صافى خليكى في نفسك وماتحشريش نفسك في اللى مالكيش فى.

ساعة كاملة شجار حاد بينهما لا ينتهى، والله الاطفال لا يفعلوا ذلك، راسها اصيبت بالصداع من كلامهما، وطلبت منهم كثيرا ان يكفوا عن فعل ذلك، لكن هيهات وهيهات فكريم وصافى يقفون لبعض على الواحدة، ولا الاطفال، ملت منهما حتى صرخت في وجههم بنفاذ صبر.

- قائلة بارهاق. بابى صافى انا طالعة انام. قالتها، ثم انصرفت من امامهما وتجاهلت نداء والداها عليها، فلاثنان لديهم طاقة للشجار تكفى دول العالم، وهي متعبة واعصابها مدمرة مما تعيشه مع زوجها، فهى تعيش الحزن والحسرة والقهر بمختلف اشكالهم، وهي تصعد الدرج بانكسار تتذكر زوجها، عيناك مثل الماء، مثل مطر الربيع، جلبت لعمرى الف حياة خالية من العشق، قلبى مرتبط بك حتى الابد، كل قطعة منى معك، انتزع قلبى واخذه من مكانه، عيونك لست صدفة، بقي نصفى الاخر معك، لا بالكلام او السكوت، فهناك مليارات من الاهات مدفونة بداخلى، عشقك يلتصق بيدى دون ان المسه، لا استطيع اجبار قلبي عن نسياك، اه امسكنى بيدك فكل طرفى حطام، قدرى في يدك يا حبيبي، لا يبقي ولا يذهب الالم، كلما اشتاق اليك يفقد قلبى التمييز بين الصواب والخطا، ربما الحب هو هاوية من الحزن، مع العلم اننى ساسقط واتحول الى حطام، ولكن ان مددت يدك في كفك، وكانه بعيد بالكيلو مترات، مستحيل وممكن في نفس الوقت، كل من سينظر الى وجهى سيراك، وان اردت الذهاب حبي مستمر لك، الحياة ربطتنا في نفس المكان، ولن يفك ابدا، عقلى هذه الليلة بحالته الماساوية، لا يدعنى انام لساعات...

- شوفتى اخرت تفاهتك البنت سبتنى ومشيت.
- ما هردش عليك. قالتها تجاهل، وانصرفت من امامه متوجهة لغرفة اللفينج روم ؛ لتريح اعصابها، دلفت الى الغرفة، وجلست على الاريكة باخر الغرفة، وارخت جسدها عليها، معتقدة انه ذهب، ارجعت راسها للخلف باريحية، واغمضت عينيها، لتترك الهموم تتراكم عليها، واذا فجاءة سمعت صوت الباب وهو يغلق، فتحت عينيها على الفور، راته كريم، قامت من على الاريكة بعصبية وذهبت اليه.

- قائلة بضيق. كريم انت بتعمل ايه؟
اقترب منها ؛ حتى وصل اليها.
- قائلا بهمس. عايز نتكلم على انفراد.
صرخت في وجهه.
- قائلة بغضب. انت اتجننت.
- صافى احترمى نفسك.
عبثت في شعرها بغضب.
- قائلة بعدم تصديق. كريم الاولاد فوق. ايه الزفت اللى انت بتعمله ده؟
- انا عايز اتكلم معاكى.
- اطلع برا يا كريم.
- طب خلينا نتجوز مش عيب ولا حرام.
- على جثتى يحصل اللى في دماغك.
- ليه رافضة نكون مع بعض؟

- افتح الباب يا كريم ماتخلنيش اكسر المكان واهد الدنيا على دماغك.
- صافى انتى بتحبينى وانا بحبك.
- قالت بعصبية. ملعون الحب اللى هيدخلنى جهنم. ثم تابعت بطلب وهي تحاول ان تاخذ المفتاح من يده.
- هات المفتاح. ادم لو شافك تحت هيقتلنى.
- ماهدكيش المفتاح غير لم نتكلم.
- مافيش كلام ما بينا، او اى حاجة تجمعنا.
- احنا بنضيع عمرنا على الفاضي.
- كريم جيب المفتاح انت اتجننت.
- اه مجنون بيكى خلينا نتجوز و تكونى ملكى.

- اخرس ادم لو سمعك هيموتنى ويموتك.
- ادم بيحبنى وبيعتبرنى زى باباه. واكيد لو عرف هيرحب ويوافق.
- وكمان بالمرة يعمل لينا فرح.
- انتى بتترقى يا صافى؟
- انت شايف ايه؟
- انا محتجالك في حياتى.
- كريم بطل جنون وهات المفتاح.
صرخ فيها.
- قائلا بعشق. انا بحبك بحبك بحبك.
وضعت يدها على فمه ؛ لتخرس نبضات قلبه ؛ لتمنعه ان يشعر بها، تطلب منه ان يسكت، ويصمت كل خلية مشتاقة لها.
- قائلة ببكاء. اسكت فوق لنفسك.

- من يوم ما بقيتى ملك كارم وانا موت.
رفعت يدها من على فمه.
- قائلة باسى. كفاية انت اللى اخترت.
- كان غصب عنى. ماكنتش اعرف انى لم اتجوز هقابل اول حب في حياتى.
- كفاية علشان ولادنا.
- كل يوم اقول هنسي. يجرى يوم والوقت يعدى. بس ما بنساش مش قادر انسى يا صافي بحاول. وكل مره قلبي يرجعنى لنفس النقطه ليكى ويطالبنى بالمستحيل.
- عايز ترجع وقت ما كنش اصلا في صالحنا، بالعكس دى كان ضدنا اوى.

- خلينا نرجعه احنا مع بعض هنقدر.
- كريم بنتك بتطلق وحياتك اصلا بايظة.
- كل اللى بشوفه وبعانى منه لانك بعيدة.
- وهفضل بعيدة انا وانت محناش لبعض.
- مقتنعة ان احنا مش لبعض.
- بقوة.
- افضلى عذبى في نفسك لحد لم تموتى من الفراق. او تحركى الجبل اللى جواكى. قالها بغيظ من رفضها التام لحبه. اخرج المفتاح من جيب بنطاله، فتح الباب امام انظارها، ثم استدار لها وامسك يدها ووضع المفتاح فيه.

- قائلا بطلب. خلى بالك من تارا.
هزات راسها ايجابا. ثم تابع بعشق. وكمان خلى بالك من قلبى.
- تانى يا كريم.
- عمرى ما هبطل احبك. قالها بتحدى، وثم دلف من امامها...
وضعت يدها على قلبها الذي يدق سريعا لاجله، وتركت العنان لاوجاعها ان تخرج.
- سائلة نفسها ببكاء. انا كمان موت لم بقيت ملك راجل تانى. اه يا حبيبي. اللى الدنيا حرمتنى منك بدرى بدرى.
- بحبك يا صافى. لكن عندك وقرارات القدر اللى بتحطنا في مواقف مش لينا.

بنحب بعض محناش لبعض والله حرام دا بينو
وعد يكوينا بعد و يقول زمنا منتوش لبعض
بنحب بعض محناش لبعض والله حرام دا بينو
وعد يكوينا بعد و يقول
زمنا منتوش لبعض
طب يا زمان قرب ودعنا يا زمان ارحم دموعنا
يا زمان لو كان نصيبنا ازاي حنقدر نقولة لاااا
يا حبيبي كان غصب عنا و حنعمل اية مكتوب ودعنا
لو كان زمنا في
لحظة بعنا ازاي حنقدر نقولة لاااا
طب يا زمان قرب ودعنا يا زمان ارحم دموعنا.

يا زمان لو كان نصيبنا ازاي حنقدر نقولة لاااا
يا حبيبي كان غصب عنا و حنعمل اية مكتوب ودعنا
لو كان زمنا في لحظة بعنا ازاي حنقدر نقولة لاااا...
مهو اصل حال الدنيا كدا نتعب ولاا نطول حتى رضا
ولاا حد يجي في صفنا ولاا حد لينا يسمع ندااا
طب يا زمان قرب ودعنا يا زمان ارحم دموعنا
يا زمان لو كان نصيبنا
ازاي حنقدر نقولة لاااا
يا حبيبي كان غصب عنا و حنعمل اية مكتوب ودعنا.

لو كان زمنا في لحظة بعنا ازاي حنقدر نقولة لاااا
طب يا زمان قرب ودعنابنحب بعض محناش لبعض والله حرام دا بينو.

الساعة التاسعة مساء، تخرج ورود من الدار متوجهة الى الكنيسة. لتؤدى صلاة الستار او صلاة النوم مثلما يطلقوا عليها، ويقرأ في صلاة النوم أو الستار على الساعة التاسعة ليلا: اُذْكُرْ يَا رَبُّ دَاوُد َ، كُلَّ ذُلِّه ِ. كَيْفَ حَلَفَ لِلرَّبِّ، نَذَرَ لِعَزِيزِ يَعْقُوبَ: « لاَ أَدْخُلُ خَيْمَةَ بَيْتِي. لاَ أَصْعَدُ عَلَى سَرِيرِ فِرَاشِي. لاَ أُعْطِي وَسَنًا لِعَيْنَيَّ، وَلاَ نَوْمًا لأَجْفَانِي، أَوْ أَجِدَ مَقَامًا لِلرَّبِّ، مَسْكَنًا لِعَزِيزِ يَعْقُوبَ » [28]. ونص: هوذا مَا أَحْسَنَ وَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَسْكُنَ الإِخْوَةُ مَعًا! [29]. وكذلك نص[30]: يَا رَبُّ، إِلَيْكَ صَرَخْتُ. أَسْرِعْ إِلَيَّ. أَصْغِ إِلَى صَوْتِي عِنْدَ مَا أَصْرُخُ إِلَيْكَ. لِتَسْتَقِمْ صَلاَتِي كَالْبَخُورِ قُدَّامَكَ. لِيَكُنْ رَفْعُ يَدَيَّ كَذَبِيحَةٍ مَسَائِيَّةٍ [31]...

تدلف الى الكنيسة تقف امام الرب، وتخرج العقد الذي ترتدى من صدرها وتضعه بين يدها وتضمه امام صدرها
- قائلة بخشوع. اني أختُم، يا ربّ نهاري بشكرك َ، كما افتتحتُهُ بتسبيحِكَ
فاختم بالخير كلّ أعمال حياتي
لتكن يا ربّ، خدمتُنا لرضاك
وصلاتُنا لحمدك
وحياتُنا لمجدك.

أحِل َّ، يا رب ّ، أيها الملاك المُلازم نفسي الشقية وحياتي الذليلة لا تُهملْني أنا الخاطئ، ولا تبتعدْ عني بسبب إسرافي وتبدُخي، ولا تعطِ مجالاً للشيطان الشرير، لأن يسود على جسدي هذا المائت، بل إمسِك بيدي الشقيّة المسترخية وإهدني إلى طريق الخلاص، نَعَم يا ملاك الله القدّيس الحارس والساتر نفسي الشقيّة وجسدي.

أيها الملاك المُلازم نفسي الشقية وحياتي الذليلة لا تُهملْني أنا الخاطئ، ولا تبتعدْ عني بسبب إسرافي وتبدُخي، ولا تعطِ مجالاً للشيطان الشرير، لأن يسود على جسدي هذا المائت، بل إمسِك بيدي الشقيّة المسترخية وإهدني إلى طريق الخلاص، نَعَم يا ملاك الله القدّيس الحارس والساتر نفسي الشقيّة وجسدي، سامحني بكل ما أحزنتك به جميع أيام حياتي، وإن كُنتُ قد أخطأتُ في نهاري اليوم، فكُنْ أنت ساتراً لي في هذه الليلة، واحفظني من جميع حِيَل المُعانِد لكي لا أُسخِطَ الله بخطيئة من الخطايا، وتشفّع من أجلي إلى الرب، ليثبّتَني في مخافته ويُطهرنَي لصلاحه عبداً مُستحقاً.

آمين.

لم يطيق ان ينام، ظل يتقلب في فراشه يمين ويسار ويحاول في النوم ان يسرقه، لكنه ابى ان ينام، قام من على السرير، وهو يزفر في ضيق، يعلم جيدا سبب شعوره بعدم النوم، لقد ضغط على نسمة كثيرا، حتى صرخت في وجهه، لقد تسببت بذلك تلك الطفلة العنيدة، رفع الغطاء من عليه وفتح باب الغرفة ودلف منها، كان باب غرفة نسمة مغلق، اراد ان يطرق الباب عليها، لكن يده خجلت مما فعله معها، فنسمة غالية عليه بشدة ولها معزة خاصة في قلبه، دلف الى الخارج ليكتشف اسرار ذلك المكان وهو يسير في الحديقة، راى انوار الكنيسة مضئية، فقادته اقدامه ان يذهب اليها، ليكتشفها فهو كمسلم موحد بالله الواحد الاحد لديه فضول نحوها، دخلها وجد منظر جميل الى تلك المشاكسة وهي تصلى وشعرها يرفرف على ظهرها ويتخطاه، بعد ان انتهت وجه حديثه لها.

- قائلا بعتاب. انت ظلمتينى اوى.
التفت له بوقار على اثر صوته.
- قائلة بادب. حضرتك اللى ظلمت نفسك لم جبت الصحافة هنا.
اقترب منها حتى وصل اليها.
- ثم قال بتوضيح. انتى ماتعرفيش الظروف اللى جبرتنى اعمل كدة.
- ايا كان الظروف اللى تخليك تضيع شىء جميل عملته لمدة عشر سنين.
- ضيعته؟! انا اصلا همنع الصحافة تنزل اى حاجة بكرة.
انشرحت ابتسامتها.
- قائلة بسعادة. بجد.
سعد لسعادتها الطاهرة والبريئة.

- قائلا. علشان ربنا يرضى عنى.
- كدة الرب يحبك وتكون الملاك البرىء.
- قال بمكر. يعنى ما كنتش الملاك.
- لا طبعا ملاك بس الموقف ده ضايقنى من حضرتك اوى.
رمقها نظرة غريبة مملوءة بالتساؤل.
- قائلا باستفهام. انتى ايه؟
- انا ورود...
- ما انا عارف. في جديد؟
- اه انا يتيمة اب او ام. ممكن يكون ليا اب وام بس ميعرفوش او انا مااعرفهمش.
- انا كمان من غير اب وام
- قالت ببرائة. هو انت كمان زى؟
لم يخجلها.

- قائلا بروية دون الضغط على مشاعرها. هو مش اوي بس بابا مات و عندي اخ واحد.
- اسمه ايه؟
- قال بغيظ. ادم.
- و مالك متغاظ كدة ليه وانت بتقولها.
- اصل ادم هو السبب في وجودى هنا النهاردة.
- ايه هو مستر ادم؟ هو كمان بيحب يتبرع زيك.
قال باندهاش وهو يكتم ضحكته.
- ادم يتبرع.
- اكيد بيحب بقى يبني مساجد ويعمل حاجات صالحة كتير.
- اه انا اخويا من اوائل الناس اللى بتحب تعمل خير كتير اوى.

- شىء جميل اكيد ده عند الرب لى مكانة عالية اوى.
- اه طبعا ادم اخويا غير كل البشر مختلف.
- ازاي هو مختلف؟!
- من غير كدب هو مختلف عن كل البشر في تصرفاته.
- اكيد شخصية كويسة وصالحة زيه مابتسبش سجادة الصلاة.
- ادم ما بيسبش سجادة الصلاة.
- شىء مشرف اوى ليكوا كعايلة.
- انتى طيبة اوى يا ورود.
- شكرا يا مستر اديم.

فى تلك اللحظة كان يقف في بالكون غرفته عارى الصدر، و ماسك السجارة في يده، يدخن بشراهة، واليد الاخر يتحدث في الهاتف.
- قائلا بغضب. مامى مانعة خروجى.
تحدثت كاميليا بمايعة معه على الهاتف.
- قائلة بسخرية. اى ده هي صافى اتجننت.
- شوفتى عمايل صحبتك. حاجة خرا.
- طب هتعمل ايه يا حبيبي؟
- مش عارف يا كوكى هموت واخرج وهي مصرة على عدم خروجى.

- ادم مش متخيلة يعنى انت النهاردة هتنام من غير مصيبة. قالتها وانفجرت في الضحك عليه.
- لم اقابلك.
- لم بقي تقابلنى وتعرف تخرج من حصار صافى.
- بقولك ايه يا كوكى ما تكلميها.
- اكلمها في اى؟
- ما هي صحبتك. حاولى تخليها تخرجنى النهاردة.
- انا طلعنى من الحوار ده خالص.
- يعنى ماوحشتكيش.
- اكيد واحشتينى بس لا.
هب فيها بانفعال.
- قائلا بعصبية. عارفة لو ماخرجتش النهاردة انسينى.
قالت بهدوء وهي تهدا من عصبيته.

- طب عايز تخرج ليه؟
- انا ما يتعلمش على واتحبس في البيت.
- طب يا حبيبي بطل عصبية واهدى.
- هو انا عيل صغير للحركات دى.
قالت تارا باستفهام، وهي تدلف الى غرفته.
- بتصرخ ليه يا ادم؟
التفت اليها. ثم تحدث باغلاق الهاتف. سلام بقي دلوقتى. وتابع قائلا بكذب.
- ما بزعقش متضايق من تصرفات صافى.
هزات راسها بتفهم.
- قائلة بتردد. طب انا عايزة...
- مالك يا تارا تعالى هنا.
قالت بايجاب وهي تغلق باب الغرفة ورائها.

- متضايقة بس وحبيت اقعد معاك.
دلف الى الغرفة، واخذ تى شرت وارتداه على جسده العارى.
- قائلا بسخرية. ومالقتيش الا انا وتقعدى معايا.
قالت باستهزاء. وهي تذهب اليه.
- كلامك صح لانك انسان تافه من برا ومن جوا.
- شكرا على المجاملة الرقيقة.
- انت انسان مستفز.
- هذا من فضل ربى.
- يا نهار على الشك الرخيص. زمانك هتموت ان صافى منعت عنك الخروج.
- بنت عمى فعلا.
- الصراحة عندها حق.

- انتى مش بنت عمى انتى بنت ستين في 100 و 80.
- اصل يا ادم انت لم بتخرج لازم تعمل مصيبة من مصايبك.
- دى انا غلبان.
- فعلا واسال الشوسل ميديا.
- الله يحرقهم دول مخلينى سمعتى خرا.
- مظلوم وبيكتبوا عنك من غير ما تعمل حاجة. كداب. انت اصلا هتموت محروق.
- ليه يا تارا دى انا غلبان؟
- ادم اضحك على العالم كله ماعدا انا.
- طب سبيكى منى، ايه اللى مضايقك.
تنهدت بحزن.
- قائلة باشتياق. زين واحشنى اوى.

- موضوعك شكله كبير. تعالى نتكلم في البلكونة.
هزات راسها ايجابا ودلفت معه عند سور البلكونة ووقفوا بجوار بعضهم البعض...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة