قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السبعون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السبعون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السبعون

فيلا كارم النوار
الجميع كان يركض من مكان لمكان ؛ حتى يكون جاهز على الوقت، فاليوم مختلف عن اى يوم، فاليوم حفل زفاف اديم كارم النوار على حبيبته نسمة حسان الشوادفى، كان طوال الوقت معها على الهاتف. الذي يضعه على تسريحة المراة في وضع الصوت.
- قائلا بسعادة وهو يمشط شعره. مش قادر من السعادة.
ردت عليه بسعادة، والفتاة تمشط لها شعرها.
- قائلة بعدم تصديق، وهي تضع الهاتف على اذنها. ولا انا يا اديم.

- وقال كنتى بتقولى ليا نستنى شهر.
- ما انت في الاخر عملت اللى في دماغك وكتبت الكتاب يوم الحنة.
- طب كنا هنكتبه امتى؟
- يوم الفرح زى ما الناس كلها بتعمل.
- انا بقي غير الناس. سيبك من كل الكلام ده. اى رايك في الفستان؟

نظرت الى الفستان الذي وصل لها منذ ساعة، فقد انبهرت بجماله ورقيه وجميع من في المكان اعجب بجماله، واختلاف شكله الغير مالوف. فقد كان عبارة عن فن حقيقى يتجسد امامها، وقصة حب اسطورية دونت بكل تفاصيلها، واستطاع ذلك الفستان ان يشرح كل شىء دون ان يتحدث، عبر عن كل جوارح الحب والاشتياق الذي كان بينهما.
- قائلة بانبهار. تحفة فنية يا اديم. البنات هنا هتتجن على.
- الفستان مايجيش حاجة في جمالك.
- ميرسى.

- يا نهار ابيض على الرقة.
- خلاص بقي البنت سمعانى.
- بنت مين؟!
- اللى بتعمل ليا شعرى.
- طب تمام اسيبك تكملى. سلام. قالها وهو يغلق الهاتف معها.
اقتحم عليه ادم الغرفة.
- قائلا بسعادة، وهو يصفق. مبروك مبروك مبروك.
التفت اليه والابتسامة على محياه.
متابع ادم.
- قائلا بغناء. يا ولاد بلدنا يوم الخميس هكتب كتابى وابقى عريس والدعوة عامة وهتبقي لمة وهبقي ليا في البيت ونيس. يا ولاد بلدنا.

- كفاية يا ادم كفاية. صوتك وحش اوى.
تجاهل سخريته من صوته الاكثر من رائع.
- قائلا بصوت عالى، وهو يذهب اليه ويرتمى في حضنه. مبروك يا اااااااااااااااااااااااااااااديم.
قال بسعادة، وهو يبادله الحضن.
- الله يبارك فيك. عقبالك يا حبيبي.
قال بدعاء، وهو يخرج من حضنه. يارب.
قال باستفهام، وهو يغمز له.
- اى قررت تعرفنى على حبيبتك؟
ارتبك من سؤاله بشدة، ولكنه تصنع الشجاعة.
- قائلا بتوضيح. اطمن عليك وتتجوز...

- واخلف وبعد كدة تقولى صح؟
- مش للدرجة دى.
- طب امتى هتقولى هي مين؟
- قريب يا اديم بس نفرح بيك الاول.
- انت ليه بتحسينى انت وصافى انى بنت.
قال بمزح، وهو يعبث بوجنتيه.
- هو في بنت بالجمال ده؟
قال بحنية، وهو يبعد يده.
- بطل هزارك البايخ ده.
- مش مصدق انك النهاردة هتتجوز نسمة.
- ولا انا مصدق، بس فرحان انها رجعت ووافقت تكون ليا.
- هي كانت هتلاقى عريس احسن منك.

- كانت هتلاقى كتير ؛ لانها انسانة مخلصة وطيبة اوى. كفاية انها استحملت هبلى وقت ما كنت عايز ارتبط بورود.
- اديم هي ورود بالنسبالك ايه؟
فهم مقصد اخيه من السؤال فطمئانه.
- قائلا بصدق. زيك بالظبط. اختى الصغيرة مش اكتر ولا اقل.
ثم تابع بخبث.
- قائلا بمكر. وبعدين دى بتحب واحد معاها في الكلية.
ارتبك بشدة ووضح عليه.
- قائلا بتلعثم، وهو يحاول السيطرة على نفسه. هو انت تعرفه؟
- ياريت اعرفه كنت جوزته ليها.

في تلك اللحظة، كانت وصلت تارا وزوجها زين الذي نزل من السيارة سريعا، وفتح الباب الخلفى لبناته عائشة وخديجة اللتان نزلوا بسعادة وحماس، امسكت تارا خديجة وزين امسك عائشة، وتوجهوا الى باب الفيلا، وعندما وصلوا رنوا الجرس، وفي خلال دقائق فتحت لهم صافى التي عاتبتهم.
- قائلة باستفهام. وهي تتيح لهم الطريق ؛ حتى يدخلوا. ايه اللى اخرك يا تارا؟
قالت تارا بايجاب، وهي تدلف للداخل، ومعها ابنتها وورائها زوجها.

- الكلام ده تقولى لزين مش ليا.
رمقته نظرة عتاب.
- قائلة بغضب. انت سبت كل الايام وجاى تتاخر.
قال باسف.
- غصب عنى يا صافى.
- اصرفها فين دى؟
- عديها بقى كفاية على اديم. هو فين؟
- الحق نفسك واهرب.
- خلاص بقي.
- فوق بيجهز نفسه.
قال، وهو ينصرف من امامهما.
- اسيبكوا بقي تجهزوا نفسكوا على راحتكوا.
بعد ذهابه رات صافى خديجة وعائشة ثنت ركبتيها في مستواهما.
- قائلة بصدق. وحشتونى يا اشرار.
ردت عليها عائشة بشقاوة.

- قائلة بطفولة. انتى اتر صافى.
قالت بحب، وهي تاخذهما في حضنها.
- اتر يا حبايبي.
اقتحم زين عليهما الغرفة.
- قائلا بفرحة، وهو يصفق. يا نهار ابيض عندنا عريس يا ولاد عريس يا ولاد.
نظر اليه اديم بابتسامة.
- قائلا باستفهام. اي يا عم التاخير دى كله.
- صافى لسى قايلة نفس المقطع.
- لا تعليق.
نظر الى ادم الذي التفت له.
- قائلا بتمنى. عقبالك يا ادم. ما اشوفك في وضعنا.
رد عليه بابتسامة.
- قائلا بصدق. قريب ان شاء الله.

انصدم من رده.
- قائلا بعدم تصديق. هو انت ناوى تتجوز؟!
- وليه لا؟
- الله اكبر يبقي هنشوف القمر بتاعك النهاردة.
- مش بالظبط اوى.
- يعنى ماهنشوفهاش.
- ليه بتقول كدة؟!
- لان مافيش فرصة احسن من كدة.
ساله اخيه بخبث.
- قائلا باستفهام. هو انت مكسوف منها؟
قال بارتباك، وهو يبتلع ريقه.
- وهتكسف ليه!
- اسال نفسك.
- هتعرف يا اديم هي مين؟ بس في الوقت المناسب. عن اذنكوا. قالها وهرب من كثرة اسئلتهم. واغلق الباب ورائه.

بعد ذهابه. نظر زين الى اديم.
- قائلا باستغراب. هو ليه ماعايزاش يقول هي مين؟ مكسوف.
- وايه اللى هيخلى يتكسف؟
- ممكن تكون فقيرة مثلا.
- لا لان حبيته ورود.
اردف زين بعدم فهم.
- قائلا باستفهام. ورود مين؟! ورود بتاعتنا.
- اه هى.
- ادم بيحب ورود طب ازاى.
مط شفتيه بعدم فهم.
- قائلا بصدق. مش عارف هو حبها وخلاص.
- يعنى ساب بنات العالم كلها وجاى يحب خطيبتك.
اردف اديم بحزم.

- قائلا برفض تام. هي مش خطبتى ولا كانت في يوم هتكون خطبتى.
- بس كان هيكون في ارتباط.
- ورود من الاساس ماكنتش موافقة.
- يعنى انت موافق على علاقته بيها.
- وايه المانع؟!
- بس هيكون في حاجز.
- حاجز ايه؟! دى كان مجرد هبل رايح ارتبط بواحدة اصغر من ادم.
- الصراحة الفروق كانت كبيرة اوى.
- وانا كنت زى الاهبل ماشى ورى وهمى.
- ما انا حاولت معاك لكن انت كنت مصر.

- الحمد لله ان الواحد ماغلطش الغلط ده، والنهاردة هتجوز من حب عمرى.
- مبروك يا اديم انا فرحان ليك بجد.
- ادم مش راضى يعترف ان ورود حبيبته.
- لانه مكسوف منك.
- ما انا النهاردة بتجوز علشان يقتنع ويعترف بيها لكن...
- يا ابنى الموضوع مش سهل زى ما انت فاكر.
- لا سهل جدا.
- انت بيتهياليك.
- هو بيتعذب بالشكل ده.
- لان ضميره بيعذبه.
- ايه اللى يوجعه هي كانت مراتى. ده كان مجرد وهم.

- طب اهدى لان النهاردة فرحك مش عايزين عصبية.
-...
كان نائم على السرير، وبيده الهاتف يحدثها بهمس.
- قائلا بحنية. هتلبسى ايه النهاردة؟
ردت عليه برقة. وهي نائمة على سريرها ايضا.
- قائلة بوداعة. هخليها ليك مفاجاة.
- ماعايزاش حاجة خارجة.
- متخفش وبعدين ده ذوق اديم.
- انتى عايزانى اغلط.
- مقصديش اصل هو اللى اختار ليا الفستان.
- طب صورى ليا احدد اذا كان حلو ولا وحش.
- ادم بطل شغل اطفال.

- الفستان لو طلع خارج ماهتحضريش الفرح.
- اكيد بتهزر.
- لا مبهزرش وهعملها فعلا.
- طب ليه تزعلنى؟
- لانى مهسمحش الفستان يكون مفصل جسمك او حتى حد يبص عليكى.
لاحظت انه انفعل بشدة.
- قائلة برجاء. طب ممكن تهدى.
- لا تورينى الفستان دلوقتى لام تقابلى اللى هيحصل منى.
- انت ليه انفعلت كدة.
- ورود انا بحبك.
- عارفة يا حبيبي.

- اديم سالنى النهاردة على حبيبتى مقدرتش اقوله انك الانسانة اللى حبيبتها. لانى خوفت وارتعبت من فكرة انى بصيت ليكى.
- ليه يا ادم ما انت عارف الحوار.
- الموضوع صعب مش زى ما انتى متخيلة.
- هيعدى وبكرة تقول ورود قالت.
- امتى بس. وانا مش قادر اذكر اسمك في جملة مفيدة.
- احنا مابنسرقش.
- يا حبيبتى انتى امانة اخويا ليا.
- واخوك النهاردة بيتجوز اول واخر حب في حياته.
- انا اسف انى اتعصبت عليكى.
- بتهرب زى كل مرة.

- فين الهروب هيجى اليوم واعلنك قدام الناس انك حبيبتك.
- كنت قوله النهاردة.
- ورود ماتعصبنيش.
- يفضل انى اسكت.
- يكون افضل.

- طب سلام. قالتها بحزن واغلقت الهاتف معه. ودلفت الى المرحاض لتحضر نفسها، خلعت كل ملابسها ودلفت تحت صنبور المياه، ربما يزيل قليلا من الحزن والاحباط الذي اصابها في تلك العلاقة، التي انهكت كل شىء بها قدمت كثير له، وهو رافض بكل الطرق الاعتراف بها، او اعلانها حبيبته امام الجميع، ما الصعب في ذلك؟ اخيه اليوم سيتزوج بمن اختارها، لقد اعلنها اديم صراحة بان نسمة حبيبته، والاعلان لم يكن فقط، بل اعترف بها واليوم سيتوجهها امام الجميع بانها الوحيدة التي تحتل كل معارك قلبه، ولا يوجد منافس واذا وجد فستكون المعركة خاسرة، لكن ادم كل ما عليه ان يحبها في الخفاء...

حل الليل سريعا، باختلاف كل الاوقات، فاليوم سيشهد على مولد حب جديد، بين نسمة واديم، اولئك الاثنان الذان عانوا كثيرا في حياتهم، واليوم سترضى عليهم كل الكائنات الحية، واولهم وقبل كل شىء الملك، الذي له ملكوت السماء والارض...

انتهى من تجهيز نفسه، وسبق اسرته في الذهاب اليها، وبعد عدة دقائق وصل اليها، واصطف بسيارته الفاخرة امام عمارة منزلها، ورن عليها ليعرف ماذا تفعل توا؟ ومتى تنزل اليه؟ ترن ترن ترن، كانت تجلس على مقعد امام المرآة تعدل من حجابها، فستان احسان واعتمدت عليه حجاب باللون الاحمر...

عندما سمعت صوت هاتفها الملقى على فراشها، ذهبت اليه واخذته وردت عليه.
- قائلة باستفهام. خلصت ولا لسى؟
- دى من بدرى انا مستنياكى تحت بالعربية.
- طب ثوانى وجاية ليك.
- ماتتاخريش عليا.
- حاضر. قالتها واغلقت الهاتف معه، وذهبت عند المراة، ونظرت الى نفسها نظرة اخيرة، بعد ان اطمأنت على شكلها، اخذت الحقيبة السوداء السورايه، ودلفت خارج غرفتها رائتها امها التي انبهرت بجمالها.

- قائلة باعجاب. ايه الجمال دى كله.
- بعض ما عندكوا يا دكتورة رقية.
- احنا عندنا بس مش دى كله.
- قالت باستفهام، وهي تنظر الى نفسها. يعنى حلو.
- يجنن.
- هيعجب مالك؟
- يا روحى لو لبستى ايه؟ هينبهر من غير تفكير.
- مش معنى يعنى؟!
- لانه بيحب، واللى بيحب مابيشوفش غير كل جميل من حبيبه.
- طب ما بابا كمان بيحب.
- بابكى غلط في حقى جامد.
- عارفة. بس اعترف بده وراجع يصلح غلطه.
- بعيد عنى.
- انتى بتحبى يا مامى.

- الحب خلص مع كتر غلطه فيا. نظرت لها بحيرة، لا تعرف ماذا ستقول لها، وهي تعلم بان اباها اخفق كثيرا في حقها، وجرح قلبها بطريقة صعب تخيلها. لاحظت الحيرة عليها، قالت لها بوداعة.
- يلا الحقى مالك قبل ما تتاخرى.
قالت بوداع، وهي تقبلها على وجنتيها بحب.
- سلام.
- ابقي سلميلى على مالك.
- حاضر. قالتها وهي تغلق الباب ورائها.

بعد انتهى من تجهيز نفسه، اخبره اخيه بان يذهب ويحضر ورود الى قاعة الزفاف، هزا راسه ايجابا وذهب اليها سريعا، حتى وصل امام البناية واتصل بها، واخبرته انها دقائق وستنزل، وبالفعل بعد دقائق دلفت من البناية...

جعلته يصمت في مكانه وينزل من السيارة ؛ حتى يشاهد جمالها كاملا فقد كانت مرتدية فستان بسيط باللون الاخضر الملوكى مفصل بدق على معالمها الانثوية، يظهر مدى جمال رشاقة جسدها واثارته، ويشبه لون عينيها في الليل واعتمدت مكياج رقيق جدا، وتركت شعرها الطويل منسدلا على ظهرها، كانت تسير ببطء على اوتار قلبه، لقد خصصتك لنفسى وجعلتكى ملكة على قلبى، فليس من حقك انى تكونى بذلك الجمال البارز، فانت جميلة الى حد الجنون، كيف يمكننى العيش هكذا، فانا مشتاقا اليك، ما السفن التي تغرق عند شواطئك القاسية، المسك جروحى فان الازهار تتفتح بين يديك، والطيور تعيش على رقة صوتك، وعندما تبتسمى بتلك الطريقة تجعلينى افقد صوابى واضل طريقى الاف المرات، عينيك ساحرة لو اننى اترك نفسى داخلك، امسكينى واسحبينى في داخلك ببط رويدا رويدا، فانا مازالت تلميذا في بحر عينيك، عندما وصلت له امسك يدها وقبلها.

- قائلا باعتذار. انا اسف.
- قالت بحزن، وهي تسحب يدها من يده. عادى اتعودت على كدة.
- ورود انا فعلا ماكنش قصدى.
- عادى يا ادم. قالتها وهي تتخطاه، وتفتح باب السيارة وتركب فيها.
استدار لها وفتح الباب ودلف بها جلس بجوارها.
- قائلا بندم. وهو يغلق باب السيارة. انا فعلا اسف.
قالت بحزن وهي تنظر امامها.
- ما انا قولتلك انى اتعودت.
قال بطلب، وهو يجز على اسنانه بغضب.
- بلاش طريقتك دى.
- ادم اطلع احنا كدة هنتاخر.

- ممكن تبصى ليا؟
-، بقيت على وضعها ولم تلتفت له.
هب فيها بانفعال.
- قائلا بعصبية. لو سمحتى.
التفت اليه والحزن يملا وجهها.
قال بصدق، وهو يمسك يدها بحنية.
- مقدرش اشوفك بالشكل ده.
- هنتاخر على الفرح.
قال بحنية، وهو ينظر الى شفتيها باشتياق.
- عايز ابوسك.
اتسعت عينيها بصدمة.
- قائلة برفض. ادم ماي...
هجم على شفتيها وقبلها بقوة تعبيرا على اعتذاره وحبه لها...

في تلك اللحظة كانت انتهت الفتيات من تجهيز اهم عروس في المجتمع المخملى، وقفت في منتصف الغرفة بفستانها الفخم الذي صممه زوجها لاجلها...

فهى اول واخر امراة ترتديه، لقد صممه بكل الحب والشوق اليها، وجعله منحوتا على جسدها الممشوق، وجعله ساحرا لاجل جمال عينيها، الذي يغوص فيهما ويتناسى من هو؟ واين هو؟ اخذتها امها في حضنها وظلت وقت طويلا بين احضانها، تدعو لها بالهداية والصلاح ودوام السعادة والاطمئنان، قبلت نسمة راسها بحب وحنان و امتنان لها بان ربتها احسن تربية بعد وفاة والداها وجعلتها من اهم السيدات في المجتمع المخملى والناجحات واليوم ستوفى بعهدها امها الله وتعطيها زوجة لانسان احبته من اعماق اعماق قلبه وعانت كثيرا في عشقها له، فاخيرا سنحت لها الفرصة وستكون ملكة على اوتار قلبه اليوم، بعد ان انتهت الاحضان والقبلات، دلف اديم اليها كانت تقف في نصف الغرفة، تسارعت دقات قلبه بسرعة، عندما راى تلك الحورية ترتدى فستان الزفاف، انا من قبلك كنت مثل نحلة العسل، انظرى الى فانا تحولت الى فراشات عندما رايتك، لو اصبحت هواء كل لحظة يلامس وجنتيك، لقد كرست حياتى على طريقك، لو عشت الف عام لا استطيع ان اكتفى من حبك، اعطينى يداك فالحياة جميلة عندما احبك، رفع الطرحة من على وجهها، وظهر جمالها الرقيق والبسيط، لقد كانت فائقة الجمال، قبلها على راسها ثم على ارنبة انفها، وهمس في اذنيها.

- قائلا بحميمية. انتى النهاردة ملكى.
انقبض قلبها من الخوف.
- قائلة بخجل. اديم.
قال بهمس، وهو ينظر داخل عينيه.
- يا روحه.
اقتحمت امه عليهما تلك اللحظات الرومانسية.
- قائلة بعتاب. اى يا اديم؟ نسيتنى ولا ايه؟!
ابتعد عن حبيبته باعجوبة.
- قائلا بتبرير، وهو يسلم. هو انا اقدر.
قالت بدعاء، وهي تاخذه في حضنه.
- ربنا يحفظك ويتم ليك على الخير.
قال بدعاء.
- اللهم امين.
ابتعدت عنه بصعوبة.

- قائلة بغضب منه، وهي تمسح شفتيها. ايه الجنون ده؟
صرخ فيها بانفعال.
- قائلا بغضب. انتى ملكى. عارفة يعنى ملكى.
- ده الاعتذار بتاعك.
- انا اعتذرت ليكى، لكن حضرتك ماكنتيش قابلة اعتذارى.
- فقولت تجبرنى.
ضم حاجبيه باستغراب.
- قائلا باستفهام. اجبرك؟!
- اه تجبرنى على شىء انا ماعيزهوش.
- انت بتحبنى زى ما انا بحبك.
- طريقتك همجية مرفوضة يا ادم.
- غصب عنى يا ورود. انا عايز اقول لكل الناس، بس غصب عنى.

اعتدلت في مقعدها بخيبة امل، ولم ترد عليه.
- لو سمحتى حاولى افهمينى.
- اطلع يا ادم احنا كدة هنتاخر على الفرح.
- تولع الناس المهم انتى.
- لو سمحتى كفاية تاخير اكتر من كدة.
عض على شفتيه بغيظ، واعتدل في مقعدها وصار بها الى قاعة الحفل.
كان يقود السيارة، وينظر اليها من حين لاخر، فهو منذ ان رائها تخرج من العمارة انبهر بجمالها الفتان والاخذ للعقول...
اردفت بضيق من نظراته التي لم تكن بريئة ابدا.

- قائلة بطلب. ممكن تركز يا مالك.
قال بصدق، وهو يطالها باشتياق ولهفة.
- حاولت بس مش قادر قدام الجمال دى كله.
التفت له بغضب.
- قائلة بضيق، وهي تنظر له.
- لا حاول احسن نعمل حادثة.
- يا شيخة فال الله ولا فالك.
- انت هتجيب الفال ده لنفسك.
- احسان احنا مخطوبين. - وايه يعنى؟! هو احنا متجوزين؟
- لا. - يبقى خلاص ركز قدامك.
قال بضيق، وهو يبعد انظاره عنها ويركز في القيادة.
- حاضر.

بعد ساعة وصل جميع المدعوين الى القاعة، وقف الجميع ينتظر تطل عليهم العروس، بدات الموسيقى تشتعل رويدا رويدا، وتحمس اجواء الحفل، وتظهر العروس من بعيد على ساحة مغطاة بالورود، ومعها امها التي تمسك يدها بحنية مثلما كانت تفعل عندما كانت في الصغر، تعالت الزغاريط والتصفيق الحار من صافى التي تقف بجوار اديم، وتارا التي تصفق بسعادة شديدة، عقب ظهور نسمة كاملة امام الجميع، تسطع الانوار بطلتها الرقيقة، ذهب اليها اديم بسعادة ودقات قلب متسارعة، اشتعلت الالعاب النارية بكثرة في السماء ومكتوب عليها نسمة واديم، سلط الجميع انظاره على تلك الالعاب المبهرة التي جعلت من اسم نسمة واديم محلق عاليا في السماء وسط الانبهار والاعجاب فهذا فرح اسطورى بما تعنيه الكلمة من معنى، وصل الى عندها سلم على امها بحب وامتنان، وبعد ان انتهى من السلامات والقبلات، وقف امامها وامسك يدها وقبلها بحنية، ثم رفع الطرحة عن وجهها الراقى، ابتسم عندما راى ابتسامتها المشرقة، وضع قبلة على جبهتها، ثم امسك يدها وسار بها عبر الممر الطويل المزين بالورود، تعالت الزغاريط والتصفيق الحار، واشتغلت الالعاب النارية في السماء بكثرة، الف الصلاة الف السلام على الحبيب خير الانام، الف الصلاة الف السلام على الحبيب خير الانام، الف الصلاة الف السلام على الحبيب خير الانام، ادخلي عمري بخطوتك اليمين، اضوي ايامي وعتمات السنين، قرت عيوني بشوك مقبلة يالملاك اللين العذب الرزين، اسمعي نبضي ورا صوت الدفوف، من لمحتك ضيع الشوق الحروف، يا ضيا عيني والله ما تشوف، اضحكي يا نور عيني واسعدي، خلي الفرحة في عمري تبتدي، العمر قبلك وهن ما يحتسب، هذي الليلة ترى ها مولدي، في وسط قلبي حفرت اسمك هنا، نورا بن تركي تراها لي انا، نصفي الثاني وفرحة دنيت، دامي دام لي حياتي في هنا، وقفوا في وسط القاعة واعطت باقة الورود الى تارا، لترقص مع زوجها اول رقصة معه، امسكها من خصرها وقربها له بشدة، واصبح لا يفصل بينهما شىء، وتراقصوا على اغنية تسمحلى ليا بالرقصة الاولى، بدا يغنى لها باحساس عالى لها.

- قائلا بعشق، وهو يداعب انفها بحميمية وسط خجلها الشديد. هلأ عمري، تزين فيكى، تزين فيك أهلي وأهلك فرحوا فيّ، فرحوا فيكي، إسمحي لي من الرقصة الأولى، إسمحي لي من الرقصة الأولى، إسمحي لي من الرقصة الأولى، إسمحي لي من الرقصة الأولى، وصلك إحساسي فيكي...
ارتمت في حضنه بحب وعشق.

- قال بسعادة. وهو يحتضنها بقوة. تسلمي لي ما أحلاكى، الثوب الأبيض شو محلاكي، راح كمل حياتي معاكي، وقضي عمري غنش فيكي، راح بتصيري أم أولاد، ونعمر بيت السعادة، من فرحة قلبي راح نادي، خليكي بعمري خليكي...
خرجت من حضنه ونظرت له بعدم تصديق.
تابع وهو مازال يغنى لها.
- إسمحي لي من الرقصة الأولى، إسمحي لي من الرقصة الأولى، إسمحي لي من الرقصة الأولى، إسمحي لي من الرقصة الأولى، وصلك احساسى فيكى.

كانت تنظر له بحب، وهو يطالعها باشتياق ولهفة. وضع يده على شفتيها بحميمية.
- قائلا بصدق. زينتي عمري وأيامي، عمري وأيامي، صارت حقيقة أحلامي، حقيقة أحلامي، زينتي عمري وأيامي، عمري وأيامي، صارت حقيقة أحلامي، حقيقة أحلامي، بدي تتهنى غرامي، بدي تتهني بغرامي، بدي تتهني بغرامي، بدي تتهني بغرامي، وأعمل كل اللي بيرضيكي...

اختضفها الى حضنه ودار بها وسط صياح اصدقائه بفرحة وسعادة. وعلى راسهما ادم الذي كان سعيد بشدة لاجل اخيه، وورد التي كانت تقف بجواره، فهى اول مرة ترى فرح بحياتها على تلك الشاكلة، قالت بسعادة، وهي تصفق لهما.
- الفرح تحفة يا ادم.
قال ادم بانبهار وسعادة لاخيه.
- اه فعلا جميل.
قالت بصدق، وهي تستدير له.
- انا اول مرة احضر فرح بالشكل ده.
- افراحنا مختلفة.
- اه. بس احنا افراحنا جميلة برضو.

- دى اكيد كفاية انك تحضريها.
- شكرا يا ادم.
- هو انتى لسى زعلانة منى؟
- انت شايف ايه؟
- شايف انى لازم اصالحك.
- خلاص ماتشغلش دماغك.
قال بصدق، وهو يمسك يدها ويسير.
- ازاى؟ وانتى اجمل كائن في حياتى.
- قالت باستغراب، وهي تسير معه. ادم انت واخدانى على فين؟
- هتعرفى دلوقتى.

تسلمي لي ما أحلاكي، الثوب الأبيض شو محلاكي، راح كمل حياتي معاكي، وقضي عمري غنش فيكي، راح بتصيري أم أولاد، ونعمر بيت السعادة، من فرحة قلبي راح نادي، خليكي بعمري خليكي، فرحوا فيّ، فرحوا فيكي...
انزلها برقة ونظر في عينيها.
- قائلا بطلب. إسمحي لي من الرقصة الأولى، إسمحي لي من الرقصة الأولى، إسمحي لي من الرقصة الأولى، إسمحي لي من الرقصة الأولى، وصلك إحساسي فيكي...

فى تلك اللحظة كان وصل احسان ومالك، دلفوا الى القاعة بجوار بعضهم البعض، وجدوا ادم ورود في وجههما. غمز مالك له بمكر.
- قائلا بخبث. رايح فين؟
هب فيه بانفعاله المعتاد.
- قائلا بهزار. وانت مال امك.

كانت وصلت اناهيد وزوجها وابنتهم نوران. فتركها زوجها وذهب الى كريم ليبارك له، وهي كانت تبحث عن صافى، فلم تستطع ان تجدها وسط الحشود، فعندما رات ادم ذهبت له، سمعته يقول ذلك. فضربته على ظهره. - قائلة بهزار. سمعاك يا قليل الادب.
- قال بتبرير، وهو يلتفت لها. ماقصديش يا طنط.
- ولو قصدك ما انت قليل الادب.
- انا اسف نورتينا.
- مبروك عقبالك.
- يارب.
قالت باستفهام، وهي تغمر له على ورود.
- مين القمر؟!
رد عنه مالك.

- قائلا بايجاب. ورود يا ماما صحبتنا.
- صحبتك انت. لكن شكلها تخص ادم.
اردفت ورود برقة.
- قائلة بادب، وهي تمد يدها لتسلم عليها. ازى حضرتك. اتشرفت بمعرفتك.
قالت بطيبة، وهي تمد يدها لها.
- انا اكتر يا روحى.
رمقته نظرة امتنان ثم تخلصت من يده وذهبت الى احسان وسلمت عليها.
- قائلة بسعادة. الف مليار مبروك يا حبيبتى.
قالت بفرحة وهي تضمها الى داخل احضانها.
- الله يبارك فيكى. عقبالك.
- بمشية الرب.

- ادم لو فضلت اقول لك بطل قله ادب هتسكت لا. فعلشان كدة انا رفعت الرايه البيضاء.
- هحاول اكون مؤدب.
- دى استحالة.
- ما علينا. فين صافى.
قال بايجاب، وهو يشير لها على مكان امه.
- هتلاقيها عند اديم وسط الحشود الكتيرة دى.
- طب يلا سلام. قالتها وانصرفت من امامه.
بعد ان ذهبت التفت الى صديقه.
- قائلا بعتاب. بقي يااا تقراى فتحة وتخطب من غيرى.
- والله يا ادم الموضوع جيه كدة.

- ليه صحيت من النوم قالو ليك هتخطب دلوقتى.
- مش كدة بس احسان واهلها مابيحبوش الزحمة.
- هو انا بروح امك اللي كنت هعمل زحمه
- الموضوع يا ادم كان عائلى، لكن الفرح هبقي ادعيك.
- والله كثر خيرك وتدعيني ليه.
تدخلت احسان في الحديث.
- قائلة بتوضيح لادم. من غير زعل هي كانت قرايه فاتحه وناني يوم رحنا جبنا الشبكه.
- قال بعتاب، وهو يوجه الحديث لمالك. بتتكلم ببساطه وكأننا انا وانت مش صحاب من زمان.

- طب ورود ما زعلتش رغم اني ما عزمتهاش.
- قال بتوضيح، وهو يحدثها. ورود انتى عارفها من كام شهر، لكن انا ومالك عشرة عمر.
- في الفشل والضياع.
- يبقى انت بقى ما كنتيش حابه اني اكون موجود.
- انا دلوقتي عرفت انت كنت بتسقط ليه.
- احسان.
- لانك غبي.
- شايف بتغلط فيا ازاي وانت ساكت.
- ما اقدرش اتكلم دى احسان ولا انت ناسي.
- ولا عايز افتكر. عن اذنكو. قالها وهو يسحب ورود من يدها وينصرف من امامهما.

- صحبك ده بيفهم ازاى؟
- سيبك منه تعالى نروح نتفرج.
هزات راسها ايجابا وذهبت معه.
الثوب الأبيض شو محلاكي، راح كمل حياتي معاكي، وقضي عمري غنش فيكي، راح بتصيري أم أولادي، ونعمر بيت السعادة، من فرحة قلبي راح ناااااااااااااااااااااااااااادي خليكي بعمري خليكي، إسمحي لي من الرقصة الأولى
إسمحي لي من الرقصة الأولى
إسمحي لي من الرقصة الأولى
إسمحي لي من الرقصة الأولى
وصلك إحساسي فيكي...

بعد ان انتهت الاغنية، اشتغلت اغنية اخرى اشعلت اجواء الحفل، وتراقص عليها بعض من الناس وخاصة زين الذي امسك يد نسمة واديم، وانضمت اليهم صافى وتارا وكريم وامسكوا يد بعضهم البعض وتراقصوا بسعادة وفرح على ايقاع اغنية ربك لم يريد، ربك لما يريد احلامنا هتحقق وكلامنا هيتصدق والغايب هيعود، ربك لما يريد قلبى العاصى يسلم، وعيونا هتتكلم ولا شىء يبقى بعيد، ربك لما يريد الصعب بيتهون والحزن بيتلون طول ما الايد في الايد، ربك لما يريد هلاقيك بتقربلى تفتح حضنك قبلى، ولا فية بينا حدود، ربك لم يريد ربك لم يريد ربك لم يريد، كانت الابتسامة لا تفارق وجه احد منهما، فالسعادة غير مشروطة تحتاج الى الصبر والسعى والكفاح، ليس سهلا ان تكون سعيدا، اذا كان عليك ان تشترى السعادة فافعل ولا تبالى براى احد فيك...

ترك يدها وامسك يد صافى وكريم وتراقصت هي في المنتصف بفرحة وسرور...
- قائلة بدلع، حب لاخر حتة لقلبك، حب للاخر حتة في قلبك دوب دوب ما تخبيش شوقك ولا حبك دوب دوب.

سيب احساسك يخدك ليا اهجر ناسك واسكن فيا، بكرة دة لسة حكاية بعيدة لسة في علم الغيب، ربك لم يريد ربك لم يريد ربك لم يريد ربك لم يريد ربك لم يريد، تتراقص بدلع وشقاوة، وتشاركها الطرحة الطويلة سعادتها، بان تتحرك معها في سهولة ويسر، حب كأنك حلم معدى عيش عيش ما تخليش ولا ثانية تعدى عيش عيش، خد من حضنك اروى حنينك واقسم حزنك بينى وبينك، وارضى بكل الى بيتقسم دة المكتوب مكتوب.

ذهب اليها وامسكها من خصرها، وتراقص معها وغنت له بسرور.
- قائلة بابتسامة. ربك لما يريد احلامنا هتحقق وكلامنا هيتصدق والغايب هيعود، ربك لما يريد قلبى العاصى يسلم، وعيونا هتتكلم ولا شىء يبقى بعيد، ربك لما يريد الصعب بيتهون والحزن بيتلون طول ما الايد في الايد، ربك لما يريد هلاقيك بتقربلى تفتح حضنك قبلى، ولا فية بينا حدود، ربك لم يريد ربك لم يريد ربك لم يريد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة