قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السادس والعشرون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السادس والعشرون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السادس والعشرون

بعد اخبرها بان رئيس الجامعة يريدها، تسمرت في مكانها من الصدمة، وشلت اقدامها عن الحركة، وخرس لسانها عن الكلام، فاباها اذا عرف سيعاقبها عقابا شديدا وعنيفا...
قال مالك بتوبيخ لها، وهو يصرح في وجهها.
- يتك القرف فيكى وفي شكلك اول يوم ليا في الكلية اروح لرئيس الجامعة. ربنا ينتقم من الكفرة.
لاحظ حدة صديقه معها. فحدثه بهدوء.
- قائلا برجاء. اهدى يا مالك دى مش اسلوب تتكلم بى معاها.

- اجيب الهدوء منين دى كانت ساعة بنت كلب لم خبطت فيها.
- بقولك ايه ما تكلم ابوك.
قال بغيظ، وهو يرمق احسان نظرة ضيق.
- اكلم ابويا دى هيسمعنى اوسخ الالحان. وكل ده بسبب البومة.
- بقولك ايه سيبك من البومة وخليك معايا. كلم ابوك ما هو اللى هيخرجك من الحوار ده كله.
- مادى كله بسببها. هو انا غلطت فيها.
- خلاص يا مالك اللى حصل حصل ك...

قطعه عن مواصلة حديثه رسالة على هاتفه، اخرجه من جيب بنطاله، وفتحه وجد الفيديو الفاضح لصديقه وتلك الصامتة التي تسمرت في مكانها، ولم تعلق على حرف واحد من الذي قالوه، اتسعت عينيه بصدمة والفيديو يظهر في معالم وجهه بالتفصيل. ً. ام هي كان يخباها بيده ليتعمق في السيطرة عليها، فهذا كان ليس هدفه بل من حظها الا لا يراها احد.
- قال بغضب، وهو يتابع المشاهدة. مصيبة.

- قال باستفهام، وعينيه مسلطة على تلك الصامتة التي تنظر الى الاشىء. ملامحها رقيقة بشدة بخلافها سلاطة لسانها، وبشرتها بيضاء وجميلة. اكبر من اللى انا في.
قال ادم وهو يعطيه الهاتف ليرى.
- بكتير.
انسحبت انظاره من عليها، وركز في كلام صديقه، واخذ الهاتف منه ليرى. اتسعت عينيه بصدمة، واخذ نفس عميق الى صدره.
- قائلا بعصبية. مين ابن الكلب اللى عمل كدة.
- اكيد هنعرف ونجيبه. المهم ان وشها ماظهرهش.

- يا اخى ياريته كان ظهر.
- من قلبك تتمنى ليها كدة.
اعطى الهاتف له.
- قائلا بضيق، وهو ينظر اليها. مالك انتى مابتتكلميش ليه؟
-...
- انت يا بنتى.
-...
فرقع باصابع يده امام وجهها، ليلفت انتباهها ويخرجها من حالة الصمت. نجح بحركته البسيطة تلك.
- قالت بتلعثم، وهي تنظر له بخوف. با با هيقتلنى.
- هو بابكى لوحدك ما انا هكون معاكى.
- لا انا غيرك انا بابا صعب اوى.
- كلهم كدة صعبين.
- افهمنى انا غيرك.

- ومدام صعب بتعملى مشاكل ليه؟
- لانك غلطت في حقى.
- كان ممكن اعتذر ليكى.
- انت خبطتنى من غير حتى ما تهتم ايدى وجعتنى ولا لا.
- ايدكى لسي بتوجعك.
- ليه ماعملتش كدة اول ما خبطتنى.
- انا اسف يا ستى.
- اسفك ماينفعش بحاجة.
- طب اعملك ايه علشان اكفر عن غلطتى.
- مااروحش لرئيس الجامعة.
- دى حاجة مستحيلة. انا ممكن بس اتخلص من الفيديو.
هزات راسها بعدم فهم.
- قائلة باستغراب. فيديو ايه؟
- واحد وسخ صورنى وانا بابوسك.

وضعت يدها على فمها. وعينيها تنطق بالخوف والذعر الذي اصابها.
- قال بحنية، وهو يقترب منها ليخلصها من حالة الخوف التي انتابتها. اهدى خالص وشك مش ظاهر. نهائي.
- قالت بخوف، وهي ترتعش من الفكرة. ما الكلية كلها عارفة انى البنت دى.
- مصيرهم ينسوا المهم ان وشك مش ظاهر.
- قالت بعتاب له، وهي تبكى. ازاى تبوسنى.
بكائها وجعه بشدة ولامس قلبه الذي لاول مرة يشعر بوجوده.
- قائلا بشفقة. كان غصب عنى انت استفزتينى.

- واى حد يستفزك تعمل معاى كدة.
- انا اسف.
- اعمل ايه باسفك انت عملت ليا فضيحة.
اردف مالك بوجع من اتهامها له، ودموعها التي تحرقه قبل ان تحرقها.
- قائلا بعتاب. انتى اللى عصبتينى. وخرجتينى عن شعورى.
- كان ممكن تنزل وتعتذرلى.
- هعتذرلك مليون مرة بس اهدى.
- انا بابا هيقتلنى.
- ماحدش هيقدر يقربلك وشك مش ظاهر.
- يا فرحتى بواحدة محترمة زى تبقي سمعتها على كل لسان.
- ماحدش يقدر يتجرء يتكلم عليكى. وان حصل هقطع لسانه.

- انت بتتكلم على اى اساس.
- احمدى ربنا ان هي وصلت لحد كدة.
قالت بعصبية، وهي ترفع يده لتضربه.
- انت وسخ وقليل الادب
امسك يدها بقوة، وجذبها الى حضنه بيده الاخرى ؛ ليسيطر على انفعالها.
- قائلا بعتاب. تانى بتكررى نفس الغلط. طب ممكن نهدى بقي؟
هبت فيه بانفعال. وهي تحاول التخلص من احضانه.
- قائلة بصراخ. انت واحد قليل الادب وسافل سيبنى.
- لم تبطلى جنات ومد ايدك على الفاضى والمليان.
- انت اللى ابتدت مش ااانا.

- اهو الموضوع وصل للفضيحة بسبب عنادك.
- انت عارف نفس اموتك دلوقتى واشرب من دمك.
- من ناحية القتل اهالينا هيخلصوا علينا.
- انت انسان وسخ وقليل الادب ازاىتفكر تبوسنى.
- من قلة الستات اعذرونى.
- سبنى يا حيوااااااااااااااااااااااااااااان.
- هسيبك لم تهدى وتبطلى صراخ.
- ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااالله يلعنك.
- بطلى قلة ادب.
- قلة الادب دى امك اللى تعرفها.

- يا بنتى ارحمينى من طولة لسانك بدل ما اضربك.
- ما انت مره علشان تتضرب واحدة ست.
- اعمل فيكى اي بوستك كنتى هتموتى. المرة دى هغتصبك.
- قالت بصراخ، وهي تحاول التملص منه. سيبنى بقولك سيبنى.
- قال بجراة، وهو يغمز لها بوقاحة. ماتخليكى شوية في حضنى تدفينى.
ارتعشت اوصالها وهرب الكلام من على شفتيها وكس الخجل كل تفصيلة في وجهها. اعجب بصمتها ودقات قلبها التي شعر بها.

- قال بغزل، وهو يقربها اكثر منه. شكلك حلو وانتى ساكتة.
ادم انفجر من تصرفات صديقه الغير مفسرة اليوم.
- قائلا بعصبية. يا عم روميو رئيس الجامعة مستنيك.
لاحظ فعلته فتركها بهدوء. ثم وجه حديثه له.
- قائلا بطلب. الفضيحة دى تموت في ثوانى.
قال وهو يدلف من امامه سريعا.
- علم وهينفذ على الوقت
اما مالك نظر لها.
- قائلا بهدوء. يلا.
- بتتكلم كانك عازمنى على العشى.
- يا ستى بعد ما تخلص الكارثة دى هعزمك.

- انا مش عايزة اعرفك بعد المصيبة دى.
- والله الحال من بعضه. يلا علشان مانتاخرش.
هزات راسها ايجابا، وسارت بجواره الى رئيس الجامعة.

في تلك اللحظة كان الجميع يشاهد الفيديو، والفضيحة التي حدثت توا، خرجت من محاضراتها ولاحظت انشغال الطلبة في هواتفهم النقالة، لم تبالى لهم، اتصلت بالسائق، حتى ياتى وياخذها، وخرجت الى الخارج لتنتظره رات ادم قادم في اتجاه الكلية، ويبدو عليه الاستعجال والتوتر، ارادت ان تساله عن حاله، ولكنه سار بجوارها ولم يهتم بها مثقال ذرة، وهذا اصابها بخيبة امل شديدة، حقا صدق غى كلامه فهو لا يريد ان يعرفها بتاتا، وقف في منتصف الكلية.

- قائلا بحزم وصوت عالى. كل واحد محمل الفيديو الزبالة ده يشيله فورا.
تدخل شخص لطيف، ووقف امامه.
- قائلا ببرود. واللى مش هيشيله.
- قال ادم بتحذير، وهو يرمقه نظرة تهديد. هيتسبب في فضيحة لنفسه ولاهله.
- وانت باى صفة تامرنا.
- بصفتى انى انا آدم كارم النوار.
- تصدق انا خفت. ابن مين انت يا شبح في البلد دى.
- مش ذنبى انك مش مذاكر الناس النضيفة اللى موجودة في البلد.
- نضيفة اسلوبك عجبنى.

- بقولك ايه شكلك جديد وجاى تنطط على قديمه.
- اه جديد وقولت اسلى وقتى.
- بقولك ايه تطلع من دماغ بدل ماخليك تدخلها وتغلط غلطة عمرك.
- لا دى انت شاطر وبتعرف تتكلم.
- قال ادم باقتراح، وهو يغمز له. بقولك؟ ما تيجى برا راجل للراجل.
- عجبنى فين؟ وامتى؟
- بعد ما تخلص الفضيحة دى.
ضحك على كلامه.
- قائلا بتعريف، وهو يمد يده له. سراج وحيد الالفى. ابن وزير الاعلام.
ضحك ادم على اسلوبه.

- قائلا بترحاب، وهو يسلم عليه. اتشرفت بمعرفتك. مالك داخل سخن كدة ليه.
- كنت عايز اعمل نمرة فاكرك ضعيف.
- انا ضعيف هنشوف بعد الكلية.
- لا يا سيدى الله الغنى.
- بس حلو الدخلة.
- عجبتك.
- جداااا.
قال سراج، وهو يمد يده.
- صحاب
- قال ادم بتاكيد، وهو يمد يده له. دى اكيد يا ابنى.
- بس صحبك دى لعيب. من اول يوم سخن كدة.
- مالك بيحب يجيب من الاخر مالوش في الهرى.
- وانت ليك في ايه؟
- في كله.

- احنا كدة مش صحاب احنا اخوات.

عى الجانب الاخر، كان يقف هو وهي بجوار بعضهما البعض امام رئيس الجامعة، الذي من نصف ساعة انطلق فيهم بوصلة من التوبيخ والتهزيق، وتعليمهما قواعد الادب والاحترام التي خرجوا عنها، متجاهلين كل مبادى الاخلاق او الف باء احترام لا يوجد، سائلا نفسه بعصبية، في اية مكان يوجد شاب يقبل فتاة، واين في دار العلم والادب، فهذه لم تعد كلية بل اصبحت بيت للدعارة، تمارس فيها اقبح واجرء الذنوب، سائلا نفسه في اى شرع واى دين ينتمى ذلك الفعل المهين والوقح، اين ابائهم وامهاتهم من تربيتهم، فالولد لديه وقاحة توزع على دولة باكملها لقد اتصل باباه ليخبره، والرجل لديه كم من الذوق والاحترام بخلاف تصرفات ابنه وكلها دقائق وسياتى، ام الفتاة امامه محجبة وواضح عليها الادب والاخلاق لكن ما شاهده في كاميرات المراقبة بخلاف الفيديو الفاضح لها اظهر مدى جراءة ووقاحة وطولة لسانها عكس رقة ملامحها، واهلها الذي اكتشف ان امها دكتورة جامعية لقد اتصل بها، وستاتى بعد دقائق ايضا، ام احسان كانت تريد ان تتحدث معه وتمسح بكرامته بلاط المكتب، لكن مالك غمز لها بان لا تفعل حتى لا تصعب الامور، وتتحمل قليلا فهما اخطائوا وعليهم ان يتعاقبوا. اردف رئيس الجامعة بعدم تصديق.

- قائلا باستنكار. ازاى تعملوا كدة؟
غمز لها مالك بان تلتزم الصمت. فتحدث هو مكانها.
- قائلا برجاء. حضرتك موقف وحصل اتمنى تسامحنا.
هب فيه بانفعال.
- قائلا بعصبية. والفضيحة اللى حصلت في قلب الحرم.
- قالت احسان بعصبية، وهي تنظر الى مالك بغضب. الفضيحة دى هو اللى اتسبب فيها مش انا.
اردف رئيس الجامعة بهدوء ؛ للحد من صراخها واسلوبها الانفعالى.
- قائلا بحنية اب. يا انسة حضرتك ردتى عليه واستفزتى.

- حضرتك بتبرر فعلته ان هو يخبطنى بالعربية. من غير حتى ما يعتذر ليا.
- كان ممكن تتكلمى بهدوء من غير سلاطة لسانك.
قالت احسان بضيق، وهي ترمق مالك نظرة كره.
- الهدوء ما ينفعش مع الاشكال اللى زى دى
- فحضرتك قولتلى تتصرفى وتعملى فضيحة انتى وهو.
- حضرتك انا مااسمحش بكدة.
- وسمحتيله ان هو يبوسك.
- لانه سافل وغير محترم.
- لا وانتى اللى مقرائة في المسجد.
- بطل سفالة وقلة ادب.
-...

طرق الباب بخفة، قطعهما عن مواصلة تتطاولهم على بعضهم امام رئيس الجامعة، دون ادنى احترام لوجوده من كلاهما، وخاصة تلك الاحسان العنيفة والشرسة، دلف عمر الصياد والد مالك، رحب به رئيس الجامعة بحفاوة فلديه ذوق واحترام، او لغة المال هي التي تتحدث توا، بعد ان انتهت السلامات والترحاب المبالغ فيه، جلس عمر قبالته على مقعد مكتبه بوقار، ورمق ابنه الذي يقف امامه نظرة عتاب، ثم وجه انظاره الى رئيس الجامعة.

- قائلا بعملية. ممكن افهم ايه اللى حصل؟
- تشرب ايه حضرتك الاول؟
- ماتتعبش نفسك. ايه الموضوع؟
قال بادب، وهو يدير له اللاتوب ليشاهد من اول اليوم في ضرب ادم يدها بسيارته، ثم تصرفها في تدميرها، انتهاءا بالقبلة الفاضحة التي واضح فيها وجههما سويا...
- اتفضل اتفرج.
بعد ان انتهى من المشاهدة، رفع وجه عن الجهاز.
حدثه رئيس الجامعة.
- قائلا بوقار. شفت تصرف ابنك.
تحدث بعملية.

- قائلا باستفهام. وانت شايف ابنى غلطان وهي لا؟
- لا حضرتك انا مابقولش كدة. الاتنين غلطانين.
هتف عمر بانفعال على كرامة ابنه التي هدتها تلك الصغيرة.
- دى ضربت ابنى بالقلم وهانته وسط زمايله.
- ابنك باسها قدام الكلية ومهمهوش حد.
- دى شىء طبيعى على وقاحتها وقلة ادبها.
-هبت فيها احسانم بانفعال
- قائلة بقوة. انا ماسمحلكش تتكلم عنى بلاسلوب ده.
- قال بضيق من ردها. وهو ينظر لها بحدة.

اومال تسمحيلى بايه انك تضربنى زى ابنى مثلا.
- دى اقل واجب اعمله معاك ومع ابنك.
- شايف قلة ادبها يا حضرة الرئيس.
هب فيها رئيس الجامعة بانفعال.
- قائلا بامر. اخرسي يا احسان.
- انا ماتخلقتش علشان اخرس او اكتم صوتى انا ليا حق وهاخده.
- انتى بنتى مين علشان مش هامك حد.
قالت بشجاعة، وهي ترمقه نظرة استحقار.
- انا بنت راجل احسن منك بكتير.
انصدم من كلامها.

- قائلا بانفعال. صحيح انك بنت قليلة الادب ووقحة ومالقتيش حد يربيكى.
- انا متربية احسن منك ومن ابنك.
قالت امها بامر. التي دلفت الى الداخل في انفعال.
- احسان.
قالت بخوف، وهي تلتفت لامها. التي اتت سريعا عندما وصل لها الامر.
- ماما هو اللى غلط فيا مش انا.
- ايه يا حبيبتى اللى حصل.
- مافيش حاجة يا ماما.
- هو انا موصتكيش بلاش مشاكل.
- قال مالك بسخرية. وهو يضحك عليها.
دى انتى طلعتى خبرة في المشاكل.

لم تهتم بوجود اباه وامها او رئيس الجامعة. هتفت فيه بتوبيخ.
- قائلة بغضب، وهي تلتفت له. اخرس يا حيوان.
انصدمت امها من طريقتها وجرائتها.
- قائلة بعتاب. اى قلة الادب اللى بتتكلمى بيها دى.
نظرت رقية لمالك.
- قائلة برقة. انا اسفة يا حبيبي.
- مامى انتى بتقولى ايه.
- بقول اللى حضرتك مفروض تعملى.
- انى اعتذر لواحد وقح وقليل الادب زى ده.
- اعتذريله يا احسان.
- مستحيل اعتذر لحد ولو فيها موت.

وجه عمر حديثه لرئيس الجامعة.
- قائلا بتوضيح. شوفت تصرفها حضرتك.
تحدثت رقية بهدوء.
- قائلة برجاء. معلشى سامحها.
قالت احسان بانفعال. وهي تنظر لمالك الذي لم ينطق بحرف منذ وجود والداه، ليس احتراما بل خوفا من سحب الفيزا.
- ويسامحنى ليه هو انا اللى غلطت ولا الحيوان ده.
- قال عمر بتوضيح، وهو ينظر الى رقية. يا مدام بنت حضرتك من ساعة ما جت مش عارفين نمسك لسانها.
- اعذرها حضرتك بنت صغيرة مش فاهمة حاجة.

اردف رئيس الجامعة بتوضيح.
- قائلا بعتاب على ابنتها. يا دكتورة ده مش اسلوب ولا طريقة حتى الباشا مهندس بيكلمها طلعت في.
- هو اللى غلط فيا من الاول.
- لو سمحت حضرتك انا ما اعرفش ايه اللى حصل.
قال بادب، وهو يشير لها على المقعد الذي امام عمر.
- اتفضلى الاول يا دكتورة.
هزات راسها ايجابا، وجلست عليه بوقار.

الغريب في الامر انك تريد الحديث، ولكن ليس لديك كل الصلاحيات للتعبير عن نفسك، هل انا الشخص السعيد الذي يراه الجميع، ام انا الوحيدة التي تضمها غرفة من اربعة حوائط، ام انا الزوجة التي تدمر بيتها من اجل الدفاع عن والداها ليعيش حياة سعيدة مطمئنة، ولا يذله احد ما في يوم من الايام، قرار من خلاله تغير كل شىء في حياتى، تركت عملى الجامعى وزوجى هجرنى واصبح يعاملنى اقذر وابشع معاملة، وخيانته المتكررة لى، هو يقول انه لم يفعل ولكن فعل حتى لو بالوهم، كنت اعتقد بانه عندما يرانى بانى اخونه سيطلقنى ولكنه تمسك بى ليس حبا فى، بل لكى يذلنى، اليوم انا اصبحت لا اريد شىء غير ان يبتعد عنى الجميع واولهم زين، الذي تسبب في جروحى واوجاعى والالمى التي تحتاج الى الكثير لانتهائها، الجميع منكم يرى بانى اخطات وكان يجب ان اخبر زوجى بكل شىء او ابى واعيش حياة هادئة وسكينة ويولع الطرف الاخر، انانية مفرطة من يتخلى عن مبدا الحرية ليعيش هو بسلام بعيدا عن النيران التي تحرق من حوله، ايتها السيدة ضعى نفسك مكانى ولو مرة واحدة، واذهبى الى زوجك واخبريه بان امك خائنة لابيك وجربى حظك معه، ستكون ردة فعله سهلة جداااااااااا وغير مكلفة ولن يبالى بكلامك، وعند اول شجار بينكم سيذكرك بخيانة امك لابيك، ويشكك في صدق علاقتك به حتى لو كنت معروفة بالعفة، فلام تشابه امها في كل شىء، وهذا معروف في امثالنا القديمة، قراره سياخذها بين احضانه ويعاملها احسن معاملة، ام سيجعل الغير ينتظرها بصدر رحب، انا كنت وحيدة وحزينة وتعيسة واخترت ان اظهر بصورة الخائنة ولا اسمع كلمة من زوجى تهين كرامتى وتقلل من شائنى، او ابى يقتل امى وينخرب البيت الذي لا يعد موجودا، قلبى يتوجع وينقهر وحالتى النفسية اصبحت اكثر تعقيدا من ذى قبل، اليوم انا كالصحراء الجرداء لا ذرع بها او ماء، جرداء المشاعر والعواطف متبلدة، كل ما يتحرك حولى في دوائر مغلقة بالنسبة لى، الحزن يظهر عندى في كل ملمح من ملامح وجهى، اموت بالبطىء وشعورى بالمسئولية والذنب يتضاعف، اتهالك وانكسر بسبب امى العاهرة في الماضى اهملتنى واليوم اجبرتنى على الصمت ومازالت تتطالب بانتحارى حتى ترتاح، اذا لم تكن قادرة على رعاية ابنائك وتحمل مسئوليتهم لا تكونى امى، وتهد الحياة عليهم وتشعريهم بضائلة انفسهم وفقدانهم الامان بكل انواعه، الام هي الملجا الاول لابنائها، عندما انقطعت طرقاتى لم اجد احد يقف بجوارى، الى اين ساركض الى امى التي هي علتى الوحيدة وسبب تعبى في الحياة، اخرجت تنهيدة حزن من صدرها، ثم نظرت الى طبيبها المعالج، الذي تعد ثلاث جلسة لها معه، اخيرا استطاعت ان تنطق وتخرج ما في جوفها، فالجلستين الاولى كانت مضطربة ومتوجسة ولا تريد ان تخرج كلمة من فمها خشية بان يخبر احدا ما، لكن بعد ان اطمئنت له، وعاهدته بان لا يفشى سرها، كان هذا الامر مثيرا للسخرية بالنسبة له، اعتبر بان التي تطلب منه هذا الطلب طفلة وليست امراة متزوجة ولديها ابنتين، وتلك المعلومات عرفها من خلال زوجها الذي اخبره بكل شىء عن حالتها والسر الذي جعل حياتهن تعاسة في تعاسة، ولكن ذلك الطبيب الذي يعد من سن والداها كان يريد ان تتحدث هي بنفسها وتخرج كل ما في قلبها، ومن خلال جلسة اليوم نال بعض من مراده...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة