قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السابع والعشرون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السابع والعشرون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السابع والعشرون

قالت امها بنداء لها، وهي تخرج من مكتب رئيس الجامعة وورائها عمر الصياد.
- احسان.
- قالت بخوف، وهي تنظر لها. نعم يا ماما.
- ذهبت لها ووقفت امامها
- قائلة بعتاب، ازاى تقولى لى كدة.
- دى واحد غلط فيا ولازم ارد عليه.
- وردك يكون بالطريقة دى. هو انا علمتك كدة.
- مامى دى انسان قليل الادب.
- احسان اسكتى بدل ما تشوفى تصرف مايعجبكيش.
-...

- قالت رقية باعتذار، وهي تنظر الى عمر بادب. انا اسفة يا باشا مهندس على اللى حصل ده.
- قال بتقدير لشخصها المحترم، وهو يرمقها نظرة امتنان. ولا يهمك يا دكتورة ولاد وغلطوا.
- بكرر اسفى ليك واوعدك اول واخر مرة تتكرر.
- انا اللى بعتذر لحضرتك انتى واحسان على ما صدر من مالك.
- عامة دى ماهيحصلش تانى. طرق الولاد مختلفة. واللقاء مابينهم تانى مستحيل.

هزا راسه موافقا على كلامها. الذي فهمه بالحرف الواحد. بان احسان ومالك علاقتهما انقطعت عند هذا المكان وكفى. وان ابنه لا يحاول ابدا ان يقترب من ابنتها. فهى مثل الاسد الثائر الذي اذا اقترب احدا منه يقتله في التو والحال. دون التفكير في العواقب القادمة.
قالت بوداعة، وهي تاخذ ابنتها وتدلف من امامهما.
- عن اذنك.
بعد ذهابهما وخلو المكان من تواجدهما. نظر لابنه بضيق.
- قائلا بعصبية. ينفع اللى انت عملته ده؟

- بابا هي السبب مش انا.
- واى واحدة تعصب حضرتك تبوسها في الكلية.
- ما انت شفت الفيديوهات وشفت طريقة كلامها المستفزة.
- الصراحة بت لسانها متبرى منها.
- شفت انت بتقول اهو.
- ايا كان كلامك بس ماينفعش تصرفك الوقح ده.
- خرجتنى عن شعورى خلتنى مش شايف قدامى غير انى اعمل كدة.
- ما انت خبطت ايدها ووجعتها.
- حاولت اتكلم معاها بهدوء لاقيتها قطر في طولة اللسان.
- مش عارف الاولى على الجمهورية ازاى دى.

- هو انت كمان عرفت.
- اه مامتها قالت جوا لرئيس الجامعة.
- هي اصلا شخصية غريبة محجبة وشاطرة ولسانها طويل اوى.
عمر بهيام.
- قائلا باعجاب. بخلاف مامتها جدا.
- قال بمكر، وهو يغمز له بوقاحة. اى يا حج عمر انت بتفكر ولا ايه؟
شخط فيه بحزم.
- قائلا بتوضيح. افكر في ايه يا ولد. انا بتكلم على اختلاف الشخصيات مش اكتر.
قال مالك باعجاب شديد لتلك الرقية الناعمة والهادئة.

- انا اصلا مش مصدق ان دى مامتها دى صغيرة وجميلة جدااااااا.
- ماهى برضو جميلة.
- قال بتاكيد، وهو يتذكر جمالها البرىء. جميلة بس مجنونة.
- مالك احسان مش سكتك ومامتها قالتها بطريقة غير مباشرة.
- ولا انا سكتها.
- كويس، واول واخر مرة تعمل مشاكل.
- هحاول...
بعد ان انتهت من جلستها مع طبيبها النفسى، الذي ارتحت معه جدا، بعد ان اخرجت كل ما في قلبها من حزن فرح سعادة ظلم اسى، الخ.

ذهبت مع زوجها ليوصلها الى المنزل، وقفت السيارة امام فيلا اولاد عمها، التفت لها قبل ان تنزل. وسالها بحنية.
- قائلا باستفهام. بقيتى كويسة؟
اجابته بامتنان.
- قائلة بهدوء. وهي تنظر له. احسن شوية.
- طب كويس بكرة ان شاء الله هتكونى افضل بكتير.
- ان شاء الله.
- قال بصدق، وهو ينظر لها بعشق. واحشتينى.
-...

سكتت، ليس لديها شىء تقوله له، فكل الكلمات توا التي تريد ان تخبرها بها، ليست في مكانها وزمانها المناسب، او حتى العتاب لا تريد فيكفى الى هذا القدر، فهى تحاول بكل استطاعتها ان تتخلص من الهم القابع بين اضلعها، لا تريد ان تجرحه وتكسر خاطره، وهو منذ تركها للمستشفى وهي في بيت عمها، لم يعلق وايضا لم يجبرها على الرحيل، حتى بناتها اصبح يوميا ياتى بهما اليها، وبحث لها عن طبيب نفسي حتى تتعالج، وترجع اليه مثلما كانت وافضل بكثير، الحب الذي يجمعه مع تلك الانسانة، ليس كلام عشاق يدون في روايات، او كلمتين يكتبهم شاعر، او مشهد رومانسي يجسد في فيلم ما، فهو اعمق واكبر من جرة قلم يخطها الانسان، فحبهما صادق لابعد الحدود، هو لم يصمت فواصل حديثه...

- قائلا بهيام، وهو يمسك يدها. واحشنى كل حاجة فيكى ضحكتك، وصوتك لم بتتعصبى، ونظرة عينيك اللى كانت كلها حب.
- هي دلوقتى ايه؟
- كلها عتاب ولوم.
- مصيرها تتغير مع الوقت.
- وانا هستنى لحد لم تتغيرى.
- هتستنى قد ايه يا زين؟
قال بصدق، وهو يقبلها على يدها.
- واحشنى اسمى من شفايفك.
سحبت يدها من يده بخجل.
- قائلة باعتذار. عن اذنك.
- خلى بالك من نفسك.

هزات راسها ايجابا، ثم فتحت باب السيارة ونزلت منها، و قالت برقة، وهي تغلق الباب ورائها.
- تصبح على خير.
- وانتى من اهله يا تارا.

رمقته ابتسامة رقيقة، وذهبت من امامه، ام هو ظل في مكانه ينظر الى طيفها وهو يختفى من امامه، فاخرج تنهيدة اشتياق من صدره لها، لقد احترق قلبي من الشوق، احترق واحترق حتى انتهيت، بعدما كان قد طار عاليا في السابق، بيننا جبال ثلجية كثيفو، شوقى كالشتاء في حضنى، حل براسى اشياء مستحيلة، مات قلبى في غيابك، في عيونى دموع دامية، منذ رحيلك امتلا قلبى بالف هم، لم تسال عن حالى ابدا، ولم تربطى لى جروحى، قلة حيلتى اغلقت طريقي، وقيدتنى في مكانى...

- قالت رقية بعصبية، وهي تغلق باب شقتها وراء ابنتها. كدة يا احسان هو دى اللى اتفقنا على.
- قالت بضيق، وهي تلتفت الى امها بغضب. هو اللى خرجنى عن شعورى.
- تسيبي يبوسك في قلب الكلية وسط الناس.
- لانه انسان وقح وقليل الادب.
- لم لاقتى كدة ليه مابطلتيش جدال معاى.
- ازاى اسيبه يغلط فيا واسكتله.
- لا تعلى صوتك عليه وتضربى بالقلم وهو يبوسك.
- وانا كنت اعرف ان هو هيعمل كدة.

- الرؤية عندك مش واضحة مش شايفى ان هو ولد شمال.
- والله انا راح اتعلم مش راحة اركز مين مؤدب ومين شمال.
- مالك دى نسخة من بابكى لم شفته كانى شايفة كامل قدامى.
- مامى ازاى تجيبي الحيوان ده لبابا.
- لان اسلوبه وطريقته وكلامه نسخة منه.
- ومدام هو زيه كنتى بتعذريله ليه.
- اولا لانك غلطتى في لم ضربتى قدام زمايله. ثانيا علشان ماتكونيش النسخة التانية منى.

- قالت بذهول، وهي تضم حاجبيها باستغراب. ماما انتى بتقولى ايه.
- اللى زى مالك ده بيصاحب كتير وبيكون لى علاقات حرام بس لم يجى يتجوز ياخد اللى ذيك واحدة متربية وملتزمة وحافظة كتاب الله.
- انا مش رقية الضعيفة اللى حبت من اول نظرة.
- كلنا بنقول كدة بس وقت الحب مافيش فرق بينا وبين بعض.
- انا احسان كامل فرغل. اللى يرتبط بيا يكون زى بيخاف ربنا.
- علشان كدة لازم تبعدى عنه ومالكيش دعوة بى ابدا.

- ماما هو ايه اللى هيجمعنى مع مالك تانى.
- اسمعى الكلام من غير جدال او نقاش.
- حاضر يا ماما.
- كويس وعامة مافيش كلية الاسبوع ده.
- طب ليه؟
- وبتسالى.
- هو انا مهخلصش من العقاباات.
- هتخلصى لم تبطلى مشاكل.
- بقي كدة.
- هو كدة واتفضلى على اوضتك صلى لحد ما احضر الغداء.
هزات راسها ايجابا. ودلفت الى غرفتها...

فى صباح يوم جديد ننتقل الى عاصمة الجمال والازياء باريس عاصمة فرنسا في مكان مملوء بالمقاعد البيضاء المتفرقة عن بعضها، وخلفهم الاشجار الكثيفة بلونها الاخضر الرقراق، وفوقهم السماء الصافية باشراقها الراقى وصباحها الجديد، تسير اولئك العارضات بغرور وثقة باجسادهم التي تنطق بالنحافة والجسد الممشوق، مرتدين افضل الازياء للمصمم العالمى اديم كارم النوار الذي يجلس على احد المقاعد بهيبة وجلال ببدلته السوداء الانيقة وواضع قدم فوق الاخرى، يتابع كل تفصيلة في بروفة عرضه الذي سيبدا بعد ايام، كل ذلك كانت تحت اشراف لورين التي كانت تدربهم على شغلهم، والطريقة الصحيحة التي يسيرون بها، وهم ينفذوا تعليماتها بحذفيرها بدون نقصان او زيادة، كانت تنظر الى ذلك الوسيم، وتحاول ان تلفت انتباهه من حين لاخر، وهو كان يتجاهل كل ذلك مشغول بعالمه وملاكه التي خطفت قلبه من اول نظرة، اخرجت تنهيدة ياس من صدرها، فهو يعتبر عمله اهم منها بمراحل، بعد ان انتهى العرض وسط الاغنية الفرنسية الشهيرة، قام اديم من على مقعده بتواضع وصفق لكل العارضات بحماس وتشجيع، جميعهم هزوا راسهم له كتعبير على تشجيعه واحتراما له، ام هي ذهبت له. - قائلة بالفرنسية. ما رايك؟

اردف بانبهار من عملها.
- قائلا باعجاب، وهو ينظر لها. كم انه لشيئا رائع.
اردفت بتذمر من كلماته القليلة.
- قائلة بعتاب. هذا فقط.
- تعلمين يا لورين راى بك. واذا لم يكن عملك يعجبنى لما اتيت الى فرنسا.
- لقد اتيت من اجل العمل.
- وان اصالحك فانتى شخصا عزيزا على قلبى.
- سارى من التي اختطفتك منى.
- اخرجيها من راسك.
- لن اخرجها ويوما ما ساعرفها هل تستحق حبك ام لا.
- لورين نحن اصدقاء عمل. وليس اكثر من ذلك.

قالت بضيق، وهي تدلف من امامه.
- وهذا ما افعله توا. عن اذنك.

زم فمه لامام بضيق من تصرفاتها الطفولية الغير معقولة، وانها تركته بمفرده وذهبت من امامه، بادعائها استكمال العمل، لاحظ ان وجوده هنا غير مجدى، قرر ان يذهب الى الفندق ويريح اعصابه قليلا، وبعد ذلك يعرف اخبار وروده وكيف تتاقلم مع الكلية، بعد ساعة كان وصل الى الفندق، وانتهى من جولته المعتادة من حيث استحمام وصلاة وبعد ذلك تناول غدائه، جلس على السرير، ليسترخى من تعب اليوم، ثم جذب الهاتف مع على الكومدينو ليتصل، كانت في تلك اللحظة منكبة في عملها، تحاول قدر الامكان ان تتقن عملها، حتى لا يلاحظ احد الفرق وتختل موازين الشركة في غيابه، فهو سافر وترك لها كل شىء مسئولة عنه، حتى يعود بالف سلامة، لا تستطيع ان تنكر على نفسها بانها لم تشتاق له، برغم خاتم الخطبة الذي ترتدى ولكنها ماذا تفعل في قلبها اللعين، الذي مازال لحد الان يخفق له، لقد رحل واخذ كل شىء فيها واولهم قلبها، رن هاتفها افاقها من خيانتها لخطيبها، امسكت الهاتف لتجيب انصدمت من المتصل فهو اديم كارم النوار بحد ذاته يكلمها توا، وكأن القدر يرفض ان تنساى وتعيش مع شخص لا تكن له سوى الاحترام، ام أديم مسيطر على كل شىء بها، تركت هواجسها على جنب وردت عليه.

- قائلة بجدية. السلام عليكم يا مستر اديم.
اردف بصوته العذب الجميل.
- قائلا بايجاب. وعليكم السلام يا نسمة اى اخبارك.
قالت باختصار شديد، دون ان تساله عن حاله.
- الحمد لله كويسة.
- طب كويس مافيش ليا.
- اخبارك يا مستر.
- اخبارك يا مستر بعد ما انا قولتلك.
- سورى الشغل هنا كتير.
- ومن امتى الكلام ده كان ما بينا.
- مستر حضرتك عايز حاجة.
- كنت عايز اطمن عليكى ولكنه لم يخرجها من فمه على طريقة كلامها القاسية له.

- قائلا بغضب. تصدقى انك مستفزة.
- ليه بتقول كدة يا مستر هو انا ضايقتك في حاجة.
- اكيد مرتاحة في عدم وجودى.
- اكيد لا.
- نسمة انتى في وعيك.
- ليه بتقول كدة؟!
- لانك تعبانة من عدم وجودى.
- لا حضرتك فهمت كلامى غلط.
- اومال ايه؟
- انا قصدى الشغل هنا كتير على ولو ح...
- هو انت ليه عايزة توصلى ليا انك مبقتيش مهتمية بيا.
- مستر علاقتنا شغل وبس.
- والكلام ده بقي من امتى.
- من يوم الملجا.

- ايوا اعترفى وقولى بقى انك اخدتى القرار تتجاهلى وجودى.
- دى بناء على طلب من حضرتك ومراجعة حساباتى.
- نسمة انتى اختى.
قالت باختصار سريع، وهي تغلق الهاتف في وجهه. دون ان تسمع رده او باقى كلامه.

- مستر روح كلم ورود عن اذنك ؛ علشان عندى شغل. رمت الهاتف على المكتب بعصبية وانفجرت في بكائها، معاتبة نفسها بشدة على اشتياقها وحبها له، ولكن ماذا تفعل حتى تكف عن ذلك الحب اللعين، فهى حاولت بشتى الطرق وفشلت ودائما قلبها يقودها له، وهو مصر دائما ان يذكرها بانها اخته وليست حبيبته، اه اه اه اه اه على وجع قلبى
اما هو عض على شفتيه غيظا من تصرفاتها، ورمى الهاتف بجواره على السرير. واردف بعصبية وعتاب لنفسه.

- قائلا باستغراب. ازاى تكلمنى كدة. وكمان تقفل التليفون في وشى. هو انا عملت ايه علشان تعمل معايا كدة. وبعدين انا ايه اللى خلانى اكلمها وانا عارف ومتاكد انها هتضايقنى بكلامها المستفز واسلوبها البارد. انا كان المفروض اكلم ورود. اللى هي حبيبتى. ايه اللى خلانى اكلم نسمة.
ثم تابع بعصبية شديدة. وهو يعبث في شعره بعدم تصديق لفعله توا.
- هو ايه اللى بيحصل معايا باالظبط.

اقتربت الشمس من المغيب، وانتهى يوم الكلية ما بين الهزار والضحك، وذهبوا سويا الشلة الفاسدة آدم ومالك وسراج الى بار، كان سراج يرقص مع احد العاهرات، ومالك وآدم يجلسون قبالة بعضهم البعض على اريكتين التي تتوسطان المكان، ويحتسون كل ما يغضب رب العباد، ويهز عرشه من سبع سنوات، وحولهم الفتياات العاهرات، يتمايلون باجسادهم الرخيصة، التي يكشفونها للعلن بدون اى خوف من الله، بعد ان انتهت السجارة وضعها ادم في المنفضة. واعتدل في الاريكة. متسائلا في داخله بفضول على سرحان صديقه، الذي منذ ان جلس معهم، وهو لا يفعل شىء غير الشرود هما في عالم وهو في عالم اخر. فاراد ان ادم ان يعرف سره. فاردف بخبث له.

- قائلا بمكر، وهو ينظر له. بس غريبة صحبتك ماجتش النهاردة.

- قال مالك بسخرية، وهو يعتدل في الاريكة. في ثوانى خلتها صحبتى.
- اومال لا اومال طبعا.
- وكمان بتقلش.
- قال بفضول، وهو يغمز له بوقاحة. تفتكر ماجتش ليه النهاردة.
- تلاقيها مكسوفة من اللى حصل معاها.
- اجابة مقنعة بس اشك.
- قال بعصبية، وهو ينفعل فيه بغير سبب مقنع. قصدك ايه يا ادم.
- اهدى يا مالك. مالك اتنرفزت كدة ليه.
- يعنى كانت مرحبة باللى انا عملته.
- انا ماقصديش كدة انا قصدى انها جريئة ومابيهمهاش حد.

قال بعصبية، وهو يرمقه نظرة ضيق. ثم سحب كأس الخمر من على الطاولة. وتجرعه مرة واحدة.
- يهمها ولا مايهمش اصلا موضوع وسخ وقفل على.
- قال بمكر، وهو يغمز له بخبث. طب اهدى يا اسد انا بتكلم عادى.
- دى اصلا انسانة غرببة ومستفزة.
قال آدم باستغراب، وهي يضحك على تصرفها.
- تصدق اول مرة اشوف جرى كدة.
- ما شفتهاش قدام رئيس الجامعة اقسم بالله كانت هتاكله.
- بنت بميت راجل.
- هتعمل زى بابا.
- هو الحج عمر رايه من راى.

قال باستفهام، هروبا من الحديث عن تلك المشاكسة.
- شوفت ازاى سيبنا منها. عملت ايه مع ماييفا.
اردف آدم بثقة.
- قائلا بغرور. عيب عليك دى سؤال.
- يا عينى عليكى يا ماييفا هتنضمى لقايمة طويلة عريضة وفي الاخر مهتوصليش لحاجة.
- عيبك نظرتك سطحية.
ضم حاجبيه بتساؤل.
- قائلا باستفهام. قصدك ايه؟
- ماييفا و احسان دولى مالهمش في الشمال.
- وايه اللى جاب احسان في الحوار؟
- انت مش ملاحظ طريقتك في الحوار عاملة ازاى.

- انا اللى الاحظ ولا حضرتك اللى بترجعنا لنفس ام البنت.
- في ايه يا مالك هو حصل حاجة غير اللى انت حكيته عنها.
- محصلش بس خلصنا من ام الدايرة دى.
- انت بتتكلم على اساس انك نمت معاها.
- انت ازاى تقول كدة؟
- دى مستحيل يحصل بس انت تتمنى.
- انت بتجيب الكلام ده منين.
- من عصبيتك الواضحة عليك النهاردة وعينيك اللى ما تشلتش طولة اليوم من على باب الكلية مستنياها.
-...

لم يعلق على كلامه، الذي كله صحيح فهو اليوم. لا يعرف ماذا اصابه غير الضياع. كان يبحث عليها هنا وهناك بين جميع الفتيات، ولكنه لم يراها...
- قال بهروب، وهو يقوم من على الاريكة. انا بقول كفاية كدة النهاردة.
انصدم آدم من تصرفه.
- قائلا باستغراب، وهو ينظر له. ماتقولش انك هتمشى.
قال بعند، وهو يغادر من امامه.
- لا ما هقولش لانى همشى فعلا.

ادم استغرب جدا تصرفات صديقه الغير مفهمومة. موقنا في داخله انه يريدها ولكنها مستحيلة. فهى اميرة عفيفة ملتزمة حافظة كتاب رب العباد. ومالك ضال وفاسق...
فالطرق بينهما مستحيلة.
زم آدم فمه لامام ببرود.
- قائلا بلامبالة، وهو يمسك الهاتف من على الطاولة. وانا مالى ما اكلم كوكى.
-...
- خلاص يا كوكى انا هستناكى في الشقة.

بعد ساعة وصل الى بيته، ودخل غرفته وتركها مظلمة كما هى، لم يهتم باتصال جيداء او غيرها عليه، ارتمى على سريره بارهاق وتفكير عميق، امسك هاتفه وفتحه، وكتب اسمها في البحث على الفيس بوك، ظهرت اسماء كثيرة له لم يلفته شىء، غير تلك الصورة وهي كتاب الله، ومكتوب اسمها بالعربي، احسان كامل فرغل، ودخل على حسابها الشخصى، وبدا يتفحص فيها، كانت كلها عبارة عن ادعية وايات قرانية، ولا يوجد لها صورة واحدة، او حتى مقولة بذيئة، كل منشوارتها كانت دالة على ثقافتها الدينية وحبها الشديد للمصطفى الامين سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين، كان يريد ان يدخل على المراسلة ويكلمها، ويسالها لماذا لم تاتى اليوم او قبله، وجعلتينى طوال اليوم مشغول البال عليك، ما هو سبب غيابك، لا يكون اباكى عاقبك عقاب شديد، وحرمك من تعليمك، اسئلة كثيرة وكلام اكثر يدار في داخله، عندما ياس القي الهاتف بجواره، وزفر بغضب وضيق وارجع شعره بيده للخلف بعصبية شديدة، يا ليتنى لم اراك حتى تتوغلى كل تفكيرى...

بعدما وصلت من الكلية، غيرت هدومها ببيجامة مريحة صلت للرب، ونامت قليلا لتستريح من ضغط المحاضرات، ثم قامت وتناولت عشائها، ونظفت مكانها، واحضرت حقيبتها واخرجت منها كشكول المحاضرات، وكانت تريد ان تحبرها، ولكنها مع الاسف ليس لديها كشكولا اخر، تنهدت بحزن عندما تذكرت بان ليس لديها المال، واذا اتصلت بالسائق فماذا سيفعل لها، هو مكلف بنقلها هنا وهناك، وليس اعطائها المال، ظلت تفكر بحيرة ماذا تفعل الان، لماذا لا تذهب له وتطلب منه بعض المال، فاديم اخبرها اذا ارادت شىء تذهب له وتطلب مساعدته، وخاصة المال الذي كان معها انتهى، فهى لا تريد ان تشترى كشكولا فقط، بل تريد ان تشترى طلبات للبيت فلاشياء على وشك الانتهاء، ومستلزماتها الشخصية ايضا، قامت من مكانها بتردد وذهبت الى شقته بقلة حيلة فليس امامها غير هذا الحل، وقفت امام باب شقته وطرقته بخوف، كانت تقول لنفسها كلمات وتشجعها وتحفزها على ذلك الفعل، بانها لم تفعل خطا وهذا هو الصح، وادم ليس انسان سىء بذلك الشكل تاكيدا انه يمتلك مقدار من الطيبة والدفء والحنان وتقريبا ملاك بجناحين، سمع طرق على باب شقته، ذهب ليفتح الباب بسعادة.

- قائلا بحماس، وهو يفتح الباب. اخيرا جيتى.
اتسعت عينيه بصدمة عندما راى ورود امامه.
- قال بغضب، وهو يعض على شفتيه بضيق. في ايه؟ عايزة ايه؟
حزنت من كلامه بشدة.
- قائلة بتلعثم، وهي تنظر له. ا صل انا.
تسمر في مكانه من ملامح وجهها الرقيق، الذي لا يوجد به ذرة واحدة من المكياج، وشعرها الطويل الجميل الذي يغطى ذراعيها، شتم في نفسه بتوبيخ.

- قائلا بقسوة، وهو يتحدث معها بعصبية. هو انا ماقولتكيش تنسينى، وكأنى مش معاكى في زفت ام العمارة دى.
- حضرتك غصب عنى.
هب فيها بانفعال.
- قائلا بعصبية، وهو يتجاهل نبرة الخجل التي تتحدث بها. وورود لخصى وقولى ايه اللى جايبك دلوقتى.
- قالت بطلب، وهي تخشى من عصبيته. ممكن تهدى حضرتك.
- اكيد الهدوء في وجودك مستحيل. لخصى عايزة ايه؟
- ممكن نتكلم جوى.
- وليه جواى ماتتزفتى تقولى هنا.

- لو سمحت حضرتك اصل الموضوع محرج.
- قال بحنق، وهو يتيح لها المجال ؛ لتدلف الى الداخل. اتفضلى لحد ما نشوف اخرتها.
هزات راسها ايجابا، ودلفت الى الداخل بتوتر وخجل، في تلك اللحظة كانت وصلت كاميليا في المصعد دلفت منه، رنت الجرس، ذهب ادم ليفتح الباب، وجد كاميليا امامه برونقها وانوثتها المعتادة، وعلى الفور هجمت على شفتيه وقبلته باشتياق عنيف، بدون خجل او حياء، ورود شهقت بصدمة وهي تضع يدها على فمها بخجل.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة