قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثامن والعشرون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثامن والعشرون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثامن والعشرون

كانت وصلت كاميليا في المصعد دلفت منه...
اغلق الباب وذهب لها.
- قائلا بضيق، وهو يقف امامها. هاااا عايزة ايه؟
- اص...
رن جرس الشقة، ذهب ادم ليفتح الباب، وجد كاميليا امامه برونقها وانوثتها المعتادة، وعلى الفور هجمت على شفتيه وقبلته باشتياق عنيف، بدون خجل او حياء، ورود شهقت بصدمة وهي تضع يدها على فمها بخجل، انصدم ادم من وجودها وتصرفها المخجل، بعد كاميليا عنه بصعوبة، اردفت كاميليا بضيق.

- قائلة باستغراب. في ايه يا دومى انت...
انخرست عندما رات تلك الفتاة الخجولة، التي تكون في عمر ابنتها، نحته عنها بعصبية. وذهبت لها وقفت امامها.
- قائلة بغضب. مين دى؟
اغلق باب الشقة بعصبية، وذهب لها.
- قائلا بوقاحة. ادخلى الاوضة وهبقي اقولك بعدين.
- قالت برفض، وهي تصر على موقفها. انا ماهدخلش اي مكان الا لم تقولى مين دى.
هب فيها بانفعال.
- قائلا بعصبية. كاميليا اسمعى الكلام من غير ماتطلعى الجنونة.

- انت بتتكلم بعصبية كدة ليه.
نظر الى ورود التي تضع راسها ارضا بخجل، من ذلك الموقف اللعين. وقال ببساطة بدون خوف على مشاعرها.
- لان وجود الكائن ده بيضايقنى وبيخلينى اطلع اوسخ ما فيا.
رفعت نظرها له بصدمة.
- قالت بصعوبة، وهي تمسك دموعها. انا اسفة اذا كنت ازعجتك. قالتها وهي تمشى من...
امسك يدها وضغط عليها بقسوة وعنف، وسط تؤلمها ووجعها
- قائلا بغيظ. هو انا مش منبه عليكى.
- كان غصب عنى اعذرنى غلطة ومهتتكررش.

- قال بغضب، وهو يضغط على يدها اكثر. وانا مطلوب منى بقي انى استحمل غلطاتك.
لم تستطع ان تتحمل وجع يدها، فخانتها دموعها ونزلت على وجنتيها بعجز وانكسار.
- قائلة بالم، وهي تبكى. يا استاذ ادم ممكن تسيب ايدى ومابقتش هكلمك تانى.
حزنت كاميليا بشدة على تلك الصغيرة، التي وقعت بين براثين الشيطان، ورات نظراته المهينة والكريهة لها، فادرفت بهدوء.
- قائلة بطلب، وهي تمسكه يده بحنية. سيبها يا ادم.

- اطلعى منها يا كاميليا وخليكى في نفسك.
- البنت ايدها وجعتها مش شايفها بتبكى ازاى.
- قائلا باستهزاء عليها، وهو ينظر الى وجهها الملائكى، والدموع التي تغطى كل جزء من وجنتيها. بتبكى ايه؟ دى دموع تماسيح مش اكتر.
اغمضت ورود عينيها بوجع من كلماته الجارحة والمهينة لشخصها الجميل.
- طب علشان خاطرى سيبها.
- عارفة انى مابطقيش ورغم دى كله جيتى عندى.
- اول واخر مرة بس سيبنى.
- انا مستحملك بس علشان اخويا.

قالت برجاء، وهي تنظر له بعجز.
- سيب ايدى انت وجعتنى.
- من يوم ماشفتك بتصرفاتك وتمثيلك وانا بكرهك.
- انا اسفة اول واخر مرة.

كاميليا كانت تقف مصدومة من انفعال ادم، وعروق رقبته التي ظاهرة ونافرة من مكانها، ويده التي تمسك يدها باصرار وعند، رافض بكل الطرق تركها، من الواضح انه يوجد شىء غير طبيعى بينهما، من اين يبوبخها، ومن اين عينيه تقول شيئا اخر، الذي يرى منظرهما توا يقول انهما اثنين من العشاق يتاعتبوا، هزات راسها برفض لتخيلاتها، وتابعت حديث آدم الجارح لها، وهو يقول بمنتهى القسوة وعدم الاهتمام بمشاعرها.

- ورود انا بكرهك. بكره وجودك وبكره تصرفاتك.
ثم تابع بعصبية، وهو يترك يدها، بعد ان جعلها شديدة الاحمرار.
- اخرجى برا بيتى و ماتبقيش تخبطى عليه مرة تانية.
هزات راسها ببكاء. ودلفت من امامه، وهي تجر اذيال الخيبة والحسرة. هبت فيه كاميليا برفض.
- قائلة بانفعال، وهي تقف امامه بغضب. انت اكيد اتجننت ازاى تتكلم معاها كدة.
هب فيها آدم بانفعال.
- قائلا بعصبية. كاميليا اخرسي.
وقبل ان تغلق الباب، وتذهب التفت له.

- قائلة بتوضيح. انا كنت جاية علشان محتاجة فلوس. واسفة مرة تانية اذا كنت ازعجتك. قالت كلماتها له، واغلقت باب الشقة ورائها بهدوء حتى لا تزعج العشاق اكثر من ذلك، ام هو تسمر في مكانه بصدمة، فهى كانت محتاجة المال، ولهذا السبب اتت، ضرب على راسه بعصبية فاخاه قال له ان يعطيها المال الكافى، ولكنه لم يفعل ذلك، فتلك الورود قادرة على اخراح اقذر شىء به.
وجهت كاميليا حديثها له.

- قائلة باستغراب. انت من امتى كنت بتتكلم مع حد كدة.
- بتتكلمى على اساس انى ملاك.
- مافيش حد ملاك. بس انت حنين وطيب اوى. ازاى يا ادم طاوعك قلبك تعمل كدة.
- هي السبب.
- هي السبب في ايه؟ البنت معملتش حاجة.
- انا مابحبش اشوفها.
- ليه هي عملت ايه لدى كله. حتى لو عملت ده مش مبرر برضو.
- بتحسيسنى انى انا قتلتها.
- انت جرحتها وبسكينة باردة كمان، ومن الواضح انها طيبة.
- دى ممثلة كبيرة، وعرفت تضحك عليكى زى اديم.

- انا مش صغيرة ولا عيلة علشان مااعرفش اللى قدامى اذا كان طيب ولا شرير.
- كاميليا انا بكره البنت دى. عارفة يعنى ايه بكرهها.
قالت بانفعال. بعد ان تعصبت من طريقته وكره لتلك البريئة.
- ليه عملت ايه معاك.
قال بغضب، وهو يصرخ في وجهها.
- هو كدة وخلاص.
- انت بتتكلم على اساس انها كانت حبيبتك وخانتك.
انصدم من كلامها، الغير متوقع بالمرة، حبيبة من وعشيقة من، فورود ملك لاخيه الوحيد واباه وسنده في الحياة.

- رد عليها بعصبية. ايه اللى انتى بتقولى ده؟
- انا ما بقولش حاجة. تصرفاتك اللى بتقول كدة.
- دى جنون وهبل.
- ادم انت مش طبيعى. اول مرة اشوفك كدة.
قال بكره، وهو يتذكر دموعها التي وجعته قبل ان تفعل بها.
- لانها قادرة تخرج الانسان عن شعوره.
- طب انسي تصرفاتها وروح اديها فلوس.
- دى مستحيل.
- حرام عليك انت عمرك ما كنت قاسي كدة.
- مع دى القسوة كلها.
قالت بدلع مقصود، وهي تربت على يده بحنية.
- طب ليه يا حبيبي.

تجاهل كل شىء.
- قائلا بوقاحة، وهو يجذبها الى حضنه.
اخيرا قولتى حبيبى. سيبك بقي منها وتعالى اعيشك ليلة عمرك ما شفتيها.
- قالت برفض، وهي تبعد عن حضنه. ادم ماهينفعش.
- قائلا بسخرية، وهو يغمز لها بوقاحة. ليه عندك عطل فنى.
- ماينفعش اكون معاك والمسكينة محتاجة فلوس.
- تولع ورود على اللى جابها.
- ماتقولش عليها كدة يا دومى.
عض على شفتيه، وهو يقربها له اكثر.

- قائلا بخبث. ما انتى نسيتى دومى. وشاغلة دماغك في تفاهات.
- اعمل ايه؟
- سهلة اوى ادخلى غيرى هدومك وخلينا ننسي.
- ماينفعش.
- قال بهمس، وهو ينظر لها بشهوة.
كاميليا please انت واحشانى.
- انت شايف كدة.
- وابوا كدة.
هزات راسها ايجابا ودلفت الى المرحاض. لارتداء قميص نوم فاضح.
اما هي كانت تصلى للرب.
- قائلة ببكاء. الهي الحبيب الصالح
الى من نلجأ يا رب و كلام الحياة الابدية عندك.

يحاربني الشيطان بكل الطرق و الوسائل فلا اجد لي ملاذا غيرك.
تحاربني شهواتي واهوائي فاهرب منها مستنجدا بك يا ملاذ الملتجأين اليه.
يحاربني العالم بكل ما يملك من اسلحة الغواية والفساد و الضلال تارة و باسلحة القهر و الآلم تارة اخرى و اجد نفسي وحيدة.
و انظر خلفي فلا اجد آثار اقدامك بجواري
و كنت قد تعودت يا رب في شدائدي و ضيقاتي أن ارى اثار قدميك مع آثاري على رمال الطريق فأسألك يا ربي صارخا.

لماذا تركتني في الشدة وحدي.
فاسمع صوتك الحنون هامسا يا ولدي انك حين نظرت و لم ترى سوى اثارا واحدة على الطريق لم تكن هي اثارك، بل اثارى انا فقد حملتك و عبرت بك الضيقة لذلك فانت لم ترى سوى اثاري انا
حقا يا رب. انت هو الملجأ لنا.
انت هو المعين في الشدائد.

فكن معنا الى الابد. كن معى وابعدنى عن ذلك الطريق الواعر. الذي اجبرت ان اسلكه بمفردى. ايها الرب العظيم. انا وحيدة وحزينة ويتيمة. احتاجك. قالتها وانفجرت في بكاء مرير.

وجعها كسرها هانها. لا بل اكثر من ذلك. نظرات الكره والضيق التي كان ينظر لها بها. اكبر دليل انه مستحيل ان يعاملها بطريقة حسنة. حتى لو كان تمثيلا. فهى لا يطيق وجودها بكل الطرق. لماذا يكرهنى بتلك الطريقة. لماذا يتعمد دائما ان يتجاهل وجودى. لماذا...
ماذا فعلت حتى انال كم الكره والاحتقار الذي لديه. على شخصى الطيب والبرىء والمتواضع...
كانت كلمات كثيرة تدار في عقلها. وتجرح قلبها الطيب.

بعد ساعتين ارتفع من عليها واعتدل في السرير جالسا، بعد ان اخذ منها كل ما يريد، دون خجل او خوف او حياء من الواحد الدايم، واخرج فيها كل طاقة الغضب والضيق مما فعلته به تلك الورود اللعينة، جذبت الغطاء على نفسها. ورمقته نظرة تساؤل.
- قائلة باستغراب. كنت عنيف النهاردة.
- يا ترى كويس ولا وحش.
- قالت برفض، وهي تقوم من جواره وعليها ملاءة السرير. اكيد لا.
-...

لم يعلق على كلامها، غير انه سحب علبة السجائر، الموضوعة على الكومدينو الذي بجواره، واخرج منها سجارة واشعلها بالقداحة، واخذ اول نفس منها بغضب، فهو كان متعصب جدا بشكل غير طبيعى، وهذا تم تفسيره في علاقته الحنيسية مع تلك العاهرة...
نظرت له بضيق من عدم رده عليها.
- قائلة بغضب. انا ماشية عايز حاجة.
نظر لها بشهوة.
- قائلا بطلب، وهو يخرج دخان السيجارة من انفه. ماتباتى معايا النهاردة.
- لا علشان بنتى.

- هو انتى مش سيباها مع الدادة.
- برضو يا ادم ماينفعش.
- كلامك صح بس انا عايزك النهاردة معايا.
- طاقة الغضب اللى عندك دى انا مش حملها.
قال بغضب، وهو يعبث في شعره بضيق عندما فهم مقصدها.
- هو انا غلطت؟
- جامد.
- للدرجة دى
- واكتر من اللى خيالك يتصوره.
- قال بتبربر لنفسه، وهو يزفر بحنق. ماهى اللى خرجتنى عن شعورى.
- هي برضو. عامة دى بقي في الماضى. روح اعتذرلها واديها فلوس.
- دى مستحيل.

- وليه مستحيل اعتبرها واحدة عايزة تشقطها.
اتسعت عينيه بصدمة من كلامها وعدم تصديق لقولها. وصرخ في وجهها.
- قائلا بعصبية. انتى بتقولى ايه دى مرات اخويا.
انصدمت من كلامه، وليس صوته العالى عليها.
- قائلة بذهول. هو اديم اتجوز.
- قال بغضب، وهو يجز على اسنانه بضيق. دى حبيبته في مقام مراته يعنى.
- والله ما اعرف كنت فاكرها حبيبت.
نظر لها بحدة. قطعها عن مواصلة حديثها.

- قائلا بانفعال. ماتفتكريش. ازاى عقلك يصورلك انى ممكن ابصلها.
- طريقة كلامك معاها خلتنى افتكر...
- كاميليا اخرجى برا.
- ادم انا ماقصديش.
- بقولك اخرجى.
قالت بصدق، خشية على انقطاع صداقتهما فآدم يعنى لها الكثير، فهو الشخص الوحيد القادر على تعويض كل النواقص التي بداخلها.
- انا اسفة.
قال بامر، وهو يتجاهل اعتذارها، او نبرة الندم التي تحدثت بها.
- امشى علشان ماتشفيش وش عمرك ماشفتى.

هزات راسها بخوف من نظرات عينيه، ودلفت الى المرحاض لتبدل ملابسها، وفي اقل من نصف ساعة كانت تركته وذهبت الى ابنتها بدون ان تتفوه بكلمة واحدة. بعد ساعتين وجد نفسه امام باب شقتها، فهو لم يطيق النوم لحظة واحدة، فكلما يتذكر بكائها واحراجها وكسرتها بتلك الطريقة، يهرب النوم من عينيه، ويعاتبه قلبه بشدة على فعلته معها، رفع الغطاء من على نفسه، وها هو يخبط على الباب بقوة ممزوجا بعصبية، يكاد ان يكسره من كم الغضب والضيق الذان ينتابه توا، قامت لتفتحت فنظرت من خلال العين السحرية فعندما تعرفت عليه، كانت لا تريد ان تفتح له لكنها خافت من ردة فعله تكون عنيفة من تجاهلها له مسحت دموعها، وذكرت اسم الرب ان يملك الهدوء والسكينة، ثم فتحت له، رائها امامه تصعب على الكافر، وجهها كله دموع، وانفها حمراء من اثر البكاء اللعين، وشفتيها اه و الاف اه من شفتيها، تلك الشفايف تريد من يعالجها بقلبة نارية من العيار الثقيل، بوخ نفسه بعنف من افكاره اللعينة التي ترواده عندما يراها، لقد ذهبت الى مكان لا يشبهه بتاتا، فتلك خطيبة اخاه، وفي مقام اخته الصغيرة، هتف فيها بانفعال.

- قائلا بعصبية. ازاى ماتقوليش انك عايزة فلوس.
قالت بايجاب، وهي تعقد يدها امام صدرها ؛ لتحمى نفسها من كلماته الجارحة. التي دائما يتعمد استخدامها ؛ ليوجعها اكثر من مرة.
- ما انا قولت لحضرتك.
نحاها جانبا باشارة من يده، ليس تقليلا من شانها، حتى لا يلمسها فهى لا تحق له، هزات راسها برفض طفولى من دخوله شقتها. ضحك على فعلتها.
- قائلا بابتسامة. وسعى علشان ادخل.
- مافيش كلام يجمعنى مع حضرتك.
- ورود وسعى.

- ماهوسعش مافيش كلام يجمعنا.
قال بحدة، وهو يرمقها نظرة تهديد.
- لا ماوسعتيش ماهيعجبكيش تصرفى.
خشيت منه فاتاحت له مجال الدخول، فدلف الى الداخل، ووضع يده في جيب بنطاله، وهي اغلقت الباب ورائها، وذهبت له ووقفت امامه...
كان هو اول من تحدث.
- قائلا بعتاب. لم خبطتى على باب شقتى، مقولتيش ليه الاول انك كنتى عايزة فلوس. لكن حضرتك فضلتى تروغينى وتضايقنى بطريقتك.

- قالت باستفهام، وهي تنظر له بحزن. طريقتى ضايقتك في ايه.
- ممكن تبطلى تمثيل.
- انا مابمثلش ولا بكدب وهي دى حقيقتى.
- حقيقتك. ليه بتخلينى ابان قدامك الانسان السىء والشرير.
قالت بصوت منخفض جدا.
- ممكن دى حقيقتى وانت مش واخد بالك.
ضحك في داخله على تصرفها الطفولى.
- قائلا بصوت منخفض مثلها. ليه بتوطى صوتك. خايفة منى.
هبت في بانفعال.
- قائلة برفض كاذب. واخاف ليه هتاكلنى مثلا.
لاحظ جرائتها البسيطة في الرد.

- قائلا بابتسامة، وهو يغمز لها. دى انتى بتعرفى تردى اهو.
- انت اللى خلتنى كدة.
- طب كويس علمتك حاجة مفيدة.
- انت عايز ايه. وجاى تخبط على ليه.
- انتى بتردهالى.
- انا عايزة انام بدرى ورايا كلية.
- على اساس انك كنتى نايمة مثلا.
- دى حاجة ماتخصكش.
- والله كويس يا انسة ورود بقيتى بتعرفى تتكلمى وتردى كمان.
قالت بحزن من كلامها له، فهى لا تريد ان ترد له الضربة مثلما فعل معها. فهى افضل وارقى منه في الرد.

- انا عمرى ماكنت كدة ولا عايزة اكون كدة.
- قال بطلب، وهو يرمقها نظرة خاصة. ماترميش عيوبك على.
- انت السبب في ده واتفضل لو سمحت.
- هو انتى فاكرة انى ممكن اعتذر ليكى. تبقي اتجننتى وبقيتى تشوفى احلام غير طبيعية.
- انا ماطلبتش منك اعتذار او تيجى حتى تخبط على بابى.
- هو انتى فاكرة انا جاى علشان سواد عيونك. انا بس جاى علشان عارف هتقولى لاخويا كل حاجة وتعملى مشاكل مابينا.

- اطمن حضرتك من الناحية دى. انا مش فتانة ولا عمرى هقوله.
- وايه الضمان؟
- مافيش غير انى عمرى ماهكلمك في حياتى ابدا.
- ابدا و في حياتك.
- اللى انت عملته النهاردة كسرنى بطريقة بشعة ووجعنى.
قال ببرود مصطنع، وهو يتجاهل طريقتها في الحديث التي وجعته اكثر منه هو شخصيا.
- هو انتى بتحسى زينا.
- ليه بتتعمد تجرحنى وتوجعنى بكلامك؟
- مش عارف يمكن علشان متاكد انك ممثلة كبيرة اوى.
- انت فاكرنى زى الاشكال اللى تعرفهم.

- الاشكال اللى اعرفهم.
- الست اللى هجمت عليك وباستك من غير خحل او حياء. اللى واضح انها اكبر منك.
- قال بخبث، وهو يغمز لها بوقاحة. دى انتى مركزة بقي.
قالت بخجل، وهي تفرك يدها بتوتر ممزوج بارتباك.
- ماتنساش حضرتك ان انا اللى شفتها بتعمل كدة معاك.
- ودى بقي هتقوليها لاديم ولا هتعملى ايه.
- انا كلمتى واحدة وانا مشفتش حاجة.
- ورود انا عايزة اقولك حاجة.
- اتفضل حضرتك.

قال بقسوة لها، وهو ينظر في عينيها الذي ضاع في جمالهما، ولم يستطع ان يحدد لونهما.
- انا بكرهك لابعد ماخيالك يجيبه ويصورلك.
انصدمت من كلامه جدا. فكانت تعتقد بانه سيعتذر لها.
- قائلة بالم. انت بتوجعنى.
قال بقسوة، وهو بتحدث ببرود خلاف ما في قلبه.
- انوجعى علشان ماتلعبيش معايا مرة تانية.
- هو انا عملت ايه ضايقتك في ايه.
- وجودك وطريقتك واسلوبك كلهم بيضيقونى.
- اعتبرنى مش موجودة شفت الموضوع سهل ازاى.

- ده اللى كنت بعمله الايام اللى فاتت. لكن حضرتك كسرتى كل حاجة النهاردة لم خبطتى على بابى.
- كان غصب عنى و محتاجة فلوس.

تذكر سبب مجيئة الى هنا، ليس للشجار معها او تعنيفها مرة اخرى، بل اعطائها المال الكافى، الذي ستحتاجه في شراء اية شيئا تريده، اخرج من جيب بنطاله فيزا كارت، تنتمى له فيها مبلغ كبير من المال، ووضعها على الطاولة، ولم يكتفى بهذا القدر اخرج حوالى عشرة الاف جنيها من جيبه، ووضعها ايضا على الطاولة.
- قائلا بهدوء، وهو ينظر لها بضيق. والفلوس اهى.
- انا ماهخدش الفلوس دى وفرها لنفسك.
- ورود خلي عندك على جنب.

- انا بكرة هنزل ادور على شغل.
- انتى اتجننتى لو فكرتى تعملى كدة.
- انا اتجننت فعلا لم جيت هنا.
- وايه اللى جبرك تيجى هنا.
- وعود واهية وكلام مزيف.
- عرفتى انك اكبر ممثلة في التاريخ.
- ومعلومات حضرتك جبتها منين.
- لم سالتك ايه اللى جبرك كنت مستنى منك انك جيتى علشان حبك لاديم او حاجة شبه كدة. لكن تقولى وعود وكلام.
-.
- سكتى ما انتى ماعندكيش حاجة تقوليلها.
- سكت لانى لو اتكلمت هتقولى انى بمثل.

- على فكرة دور البراءة ملايقش عليكى خالص.
- ولا انت دور الشيطان ماينفعش ليكى.

فهم كلامها جدا بانها تريد ان تكون مصلح اجتماعى في حياته مثلها مثل اهله، تعمد ان يضايقها اكثر، فاقترب منها بخبث، ونظراته لا يوجد بها براءة نهائى، كان يريد ان يخوفها منه، حتى لا تتدخل في حياته ولا تطرق بابه مرة اخرى. تعيد حساباتها الالاف المليارات، خافت منه ورجعت للخلف بارتباك وذعر، حتى خبط ظهرها في باب الشقة، وعينيها مملوةء بالتوتر والقلق من تصرفات ذلك المعتوه...
ضحك في داخله على منظرها بسخرية.

- قائلا باستهزاء. ممكن تعدى علشان افتح الباب واخرج.
اردفت ورود بخوف.
- قائلة بتلعثم من قربه لها. با ب ايه؟
- باب شقتك يا ورود.
هزات راسها بخوف وبعدت عن الباب. فتح الباب وقبل ان يخرج...
- قال بحنية كنوع من الاعتذار، وهو ينظر لها بطيبة. خدى الفلوس ولو احتجتى حاجة. اوعى تخبطى على الباب بتاعى تانى.
ثم تابع بصوته العذب الجميل الذي يلفت اليه اى احد له. وهو يغلق الباب ورائه بهدوء.
- تصبحى على خير.

حطت يدها على قلبها، غير مصدقة تصرفاته المجنونة والغير محسوبة، نظرت الى المال بضيق، ثم ارتسمت ابتسامة على شفتيها عندما تذكرت فعلته معه.
(صباح يوم جديد على كلية أدارة الاعمال).

بعد ان اخذ البريك من المحاضرات، كانت تقف ماييفا امام باب سيارة آدم الفاخرة، وامامها آدم الذي يحاوطها بذراعه، والذراع الاخر واضعه في جيب بنطاله، مقترب منها بشدة لا يفصل بينهما سوى أنشا واحدا، وكل ذلك تحت انظار الجميع، فآدم وماييفا اصبحوا العشاق الجدد للكلية. فاستطاع من ثانى يوم بالكلية، ان يجعلها خاتم في اصبعه، فهذا هو آدم زير النساء الاول.
تحدثت ماييفا معه بمياعة.

- قائلة بدلع. انا كلمت بابى ومامى عليكى النهاردة.
- قال بمكر، وهو يغمز لها بوقاحة معتادة منه. وايه اللى جابنى في الحوار.
- انت كل يوم في الحوار.
- ويا ترى قولتليهم اى بقي على.
- انك صديقي المفضل في الكلية دى كلها.
- بجد.
- قالت بصدق، وهي ترمقه نظرة عشق. ادم انت ماتعرفش انت بقيت ايه بالنسبالى.
- لا عايز اعرف.
همست ماييفا بحب.
- قائلة بضعف اتجاهه. دى كله ماعرفتش.
- هو انتى عملتى حاجة تثبت عكس الكلام.

- كفاية انى سبت كل اللى هيموت على في الكلية وبقيت معاك انت و بس.
- اذا كان انتى سبتى فانا سبت اكتر منك بكتير. انتى ماشفياش البنات هتموت على ازاى.
اردفت بغيرة شديدة.
- قائلة بقوة. تفكر واحدة منهم بس تقربلك وتكون نهايتها على ايدى.
رفع يده من على السيارة، ولمس وجنتيها.
- قائلا بمكر، وهو يعض على شفتيه. حبيبي يا شرس.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة