قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل التاسع والعشرون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل التاسع والعشرون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل التاسع والعشرون

قالت بتهديد، وهي تحاوط يدها حول رقبته بكل وقاحة. وسط استمتاعه.
- عارف لو عرفت على واحدة انا ممكن اعمل معاك ايه.
قال بضيق، وهو يرفع حاجبيه باستغراب من تهديدها.
- وايه اللى جاب السيرة دى لكلامنا.
هزات كتفها بدلع.
- قائلة بشر. بحذرك مش اكتر.
قال بحدة، وهو يرمقها نظرة ادخلت الرعب الى قلبها.
- وآدم كارم النوار مابتهدديش. او حد يحذره انتى اللى تخافى على نفسك مش انا.

لن تستطيع ان تنكر خوفها من نبرة التهديد الواضحة.
- قائلة بارتباك. انا مستحيل اكلم حد غيرك.
- هي في واحدة ممكن تكون معايا وتفكر تكلم غيرى. يبقي في حاجة مش طبيعية بقي.
- دى انت واثق اوى.
- فوق ما تتخيلى.
- وانا كمان واثقة انك مستحيل تكلم غيرى.
- ما هو كان من الاول. وبعدين انتى اجمل بنت في الكلية فمستحيل ابص لغيرك.
سعدت بكلامه بشدة، وانشقت السعادة على اوتار قلبها.
- قائلة بحماس. بجد يا آدم.

- بجد يا عيون وقلب آدم.
قالت ماييفا بعشق وهي ترتمى في حضنه.
- يا حبيبي.

في تلك اللحظة، كانت تراهم ورود التي انصدمت من جراة ووقاحة ماييفا اللى ارتمت في حضن واحد، لا منه انه زوجها او خطيبها، ولا يوجد رابط مقدس يجمعهما، فهو مجرد صديق لها في الكلية، ظلت تذكر اسم الرب في سرها، آدم ليس غريبا عليه فعل تلك القذرات، فهذه عادته ولن ولم يغيرها، لكن هذه البنت أين اهلها، أين كرامتها كبريائيها، كل هذا داست عليه مقابل حبة مشاعر مزيفة من اتجاه الطرف الاخر، آدم هذا شخصيته خارجة عن كل التصنيفات، البارحة كان مع امراة من سن امه، واليوم مع فتاة اصغر منه سنا، يضحك عليها بوسامته وكلامه المعسول، والبنات تصدق كل اكاذبيه ورواياته المستعرة، والاسطوانة التي يستخدمها في كل مرة للسيطرة على عقول الفتيات، انتهى البريك، فذهبت لمواصلة محاضراتها تاركة ورائها ذلك الكاذب والعربيد يفعل ما يشاء، فتلك ماييفا تستحق ما يحدث معها، فهى تمتلك من الغرور ما يكفى لهدم دول باكملها، حقا الطيور على اشكالها تقع، بعدما انتهت من محاضراتها في الكلية، طلبت من السائق ان يذهب بها الى الكنيسة، لكى تصلى للرب، بقد دقائق وصلت الى مكانها المنشود، وهي تدلف للكنيسة بسعادة وحماس، وقفت امام الرب وضمت يدها صدرها، وبدات تسترسل في حديثها.

- قائلة ببكاء. مااعرفش بيعمل كدة ليه. والذنوب كلها بتجرى في دمه. امبارح كان مع واحدة. والنهاردة هزار وضحك مع ماييفا. دى غير اخوه خلاص ويمكن يكون شبه وانا مااعرفش. وفوق دى كله سيبنى ومشى من غير ما يسال عنى. وآدم بيعاميلنى بطريقة وحشة اوى. ونظراته ليا كلها احتقار. ودى كله علشان اخوه عايزينى. اللى انا مستحيل اكون لي. سامحنى يارب. انا غلطت وغلطى جامد اوى.

رائها القس منذ ساعة هنا تعترف وتبكى، قرب منها وكلمها بحنية.
- قائلا بصوت يحمل كم من الطيبة. ليه بتعطى يا ابنتى؟
قالت ببكاء، وهي تلتفت على صوته.
- ابونا انا عملت ذنب كبير.
- ايا كانت ذنوبك الرب باذنه هيسامحك.
- كان غصب عنى امشى في الطريق ده.
- طريق ايه يا ابنتى.
- حضرتك ماتفهمنيش غلط.
- طب وضحى ليا الصحيح.
هزات راسها ايجابا، وبدات في قص حكايتها.

بعدما اغلقت معه نسمة الهاتف، و اسمعته ابشع الكلام والالفاظ، واهانت كرامته بصورة غير مباشرة، استغرب من نفسه بشدة، فهو كان مقرر ان يكلم ورود ويطمان على اخبارها، ما الذي دفعه ان يكلم نسمة، والاغبي من ذلك انه كان يريد ان يطمان عليها وعلى صحتها، وفي المقابل سمعته توبيخ من العيار الثقيل، قام من على سريره، سائلا نفسه بحيرة، لماذا تكلمنى بتلك الطريقة والاصعب من ذلك انها طلبت منه ان يهتم بخطيبته ويكلمها، ويحل عن راسها، عاتب نفسه جدا، وظل يدلف المكان ذهابا وايابا بعصبية شديدة، بعد تلك المعاتبات والمشحنات لنفسه، اتى ثانى يوم ذهب الى العمل في حالة واضح عليها الضيق و الحزن، لاحظت عليه نورين ذلك، ولكنها لم تساله او تهتم به ذرة واحدة، يكفى تجريح في شخصها الى هذا الحد، انتهى اليوم سريعا سريعا، وهو باله مشغول مع نسمة وورود، ذهب الى احد المحلات الفاخمة بالعاصمة واشترى لهم ملابس وهدايا، وكل واحدة منهما اختار لها الشىء الذي يليق عليها، وذهب الى الفندق، وفي الصباح الباكر حضر حقيبته وكل مستلزماته وركب باول طائرة متوجهة الى القاهرة، واول مكان ذهب اليه، كان يقف امام شقة اخيه، ومعه شنط هدايا لها وله، وكاد ان يضع يده الى البصمة ؛ ليفتح الباب، سمع صوت المصعد يفتح، التفت ليرى من؟ هل اخيه وهذا من المستحيل، ام تلك البريئة الرقيقة، توقعه كان في محله، دلفت منه وتسمرت في مكانها بعجز وعتاب، عندما رات امامها أديم، هو كان اكثر منها من حيث الاستغراب والاستنكار، وجهها بالكامل حزين ومتعب، وعينيها واضح فيها الضياع والانهيار، ويدها مستكينة بجوارها بحزن والم، التي امامه لم تكن ورود بتاتا، فالتى يعرفها مفعمة بالحب والامل والاشراق، لكن التي امامه فاقدة لكل شىء من الامان والطمائنينة والسكينة، اقترب منها ليسالها ويعرف سر حالتها.

- قائلا بحنية. مالك يا ورود؟
تجاهلت سؤاله. وطرحت هي سؤالها.
- قائلة باستفهام، وهي تنظر له بحزن. كنت فين يا اديم كل ده؟
- كنت مسافر تبع الشغل.
- انا عارفة ده بس ماكنتش بتسال ليه.
- اعذرينى يا ورود مشاغل الشغل.
- انا هعذرك بس انت كمان اعذرنى ورجعنى الفيوم.
قال بعدم تصديق، وهو مصدوم من طلبها الغير متوقع بتاتا.
- انتى بتقولى ايه؟!
بمنتهى البرود اجابته، وكأن الامر لا يعنى لها بتاتا.

- قائلة بعدم اهتمام. اللى حضرتك سمعته.
- بس دى ماكنش اتفاقنا.
قالت بشجاعة، وهي ثابتة وجامدة في مكانها.
- مافيش حد بقي بيوفى باتفاقه كله بيخلف.
قال باستغراب، وهو يهب فيها بانفعال.
- انا عملت ايه وخالفت معاكى.
- لم تسيبنى من غير ماتسال عنى الفترة دى كلها وكأنى كلبة. يبقي اي...
- انا كان ورايا شغل وآدم كان موجود.
- هو آدم اللى اتفق معايا ولا انت. وبعدين آدم مالهوش دعوة بيا انا اخصك انت.

- انا اسف بس ظروف شغلى جت كدة.
- وانا برضو اسفة وعايزة ارجع.
- ايه اللى خلاكى تغييرى قرارك ما انتى كنتى موافقة.
- انا عمرى ما وافقت بس انجبرت.
قال باستنكار، وعينيه تتسع بصدمة.
- انجبرتى. بقي انا في نظرك كدة.
ثم تابع بسخرية حزينة.
- قائلا باستفهام، وهي يضع يده في جيب بنطاله ؛ ليمتلك الثبات والهدوء. وياترى بقي حضرتك جبرتك في ايه؟

- لم توفر ليا الكلية اللى كنت بحلم بيها. اكيد هوافق بوجودى هنا. والام تهددنى بانك ماهتدفش المبلغ الكبير اللى بتتبرع بى للبنات اللى في الملجا دى تسمى ايه.
تفاجا بفعل الام المشين، وحزن في داخله بان سبب وجودها هنا هو الاكراه، وليس الاتفاق الودى الذي حدث بينهما.
- قائلا ببرود مصطنع. انا ماليش دعوة بلام عملته.

قالت بحدة، وهي تتفاجا من رده الغير متوقع، ولكن التفاجى لم يستمر طويلا، فنحن في زمن تقلبات الاراء.
- في ثوانى بتتخلى عن فعلها برغم انه كان في صالحك.
- ورود انتى مابتحبنيش بس اكيد في سبب لرجوعك.
- انا مابحبكش وهفضل كدة لانك اخويا الكبير.
- طب ادى لنفسك فرصة.
- مستر اديم حضرتك غالى على بس ماتنفعش تكون ليا.
- وانتى غالية على وعارفة انى بحبك.
- انا اسفة على كل اللى حصل وعايزة ارجع بلدى.

- هو حد ضايقك هنا. آدم عمل معاكى حاجة.
وكأنه اذا ذكر الملاك اتى على سيرته، دلف من المصعد. راى اخيه وتلك الشريرة تقف معه كما يصفها. اتسعت عينيه بفرح، وركض عليه وارتمى في حضنه.
- قائلا باشتياق. واحشتنى يا اديم. واحشانى موت.
- قال بضيق، وهو يبادله الحضن بحزن. وانت كمان يا آدم.
استغرب نبرة صوت اخيه الغير معتادة عليه، وخرج من حضنه. وسائله بقلق، وهو ينظر له.
- مالك يا اديم.
- مافيش يا حبيبي انت عامل ايه.

قال بعدم فهم، وهو يبعد عنه ويتوسط بينهما.
- كويس بوجودك بس مالك.
قال بادب، وهو ينظر اليها بعتاب على كلماتها الجارحة له. التي من المستحيل ان يفعلها شخصا ما معه.
- ورود متضايقة شوية.
ثم تابع بتساؤل، وهو يوجه حديثه له.
- هو انت زعلتها في حاحة؟

رمقها نظرة كره واحتقار من اولها لاخرها، فهل لحقت ان تخبره بكل افعاله الدنيئة والقذرة معها. كاد ان يفحمها برد يجعلها تخرس العمر باكلمه. ولكنها سبقته على عجالة من امرها.

- قائلة بكذب، وهي تنظر له بحزن. لا اطلاقا. دى انت من يوم ما سافرت وهو مهتم بي بيودانى الكلية ويجبنى. مابخلنيش محتاجة حاجة من جدول محاضرات لاسكاشن كل حاجة هو في خدمتى فى. الصراحة اخوك يا اديم ربنا يخليهولك مقصرش معايا في حاجة. ولا ايه حضرتك؟!

نظر لها بضيق ولم يعلق على كذبها الحزين. فهو كان يتوقع منها غير ذلك بتاتا وكالعادة ذهلته وجعلته عاجز عن الرد عليها، اما اديم فضحك بحزن على وجعها الظاهر في كلامها، وتوا عرف سبب اصرارها على السفر، والرجوع الى بلدها وترك فرصة كتعليم في الجامعة الامريكية.
- قال بطلب، وهو يرمقها نظرة اعتذار. بطلى كذبى يا ورود.
هبت فيه بانفعال موجع.
- قائلة بدموع تترقق من عينيها بصمت. لا انا بقول الحقيقة.

- الحقيقة غير اللى انتى قولتيها كلها.
- مش دى اخوك الملاك اللى سباق في الخير وبيعمل كل حاجة حلوة.
- اخويا طيب بس مش ملاك.
- حضرتك صورت ليا بان هو ملاك.
تجاهل حزنها الدفين. ووجه عتابه لاخيه.
- قائلا باستفهام. زعلتها في ايه يا ادم.
بمنتهى البرود اجابه بكره شديد لتلك الورود.
- ماهى قدامك اسالها واذا كنت ضايقتها في حاجة تقولك.
- اسائلها هو انت مش شايف الكلام اللى بتقوله عليك.
- يبقي خلاص طلعنى منها.

- ادم انت عملت ايه معاها.
- بتحسسنى كأنى قتلتها.
- هو مش للدرجة القتل بس العن وازبل.
- والله هي قدامك واسالها.
هب فيه بانفعال.
- قائلا بعصبية. انت بتفهم منين. وبعدين اطمن هي مستحيل تقول انت عملت فيها ايه. فانا عايز اعرف منك.
- انا ماعنديش حاجة اقولها.
- بطل الشغل دى على وقول عملت معاها ايه.
- ملاحظ يا انت اديم بتكلمنى ازاى.
قال بغصب منه، فهو لم يعد يضيق مرواغته في الحديث.

- اعمل معاك ايه؟ وانت مخلى حالة البنت واصلة لانهيار.
- والله هي تخصك ماتخصنيش.
- مش هي دى الامانة اللى طلبت منك تخلى بالك منها.
- هي ماكنتش خطيبتى ولا مراتى علشان ارعايها.
- دى مترعهاش لكن تخلى بالك من علاقاتك الوسخة اللى شبهك.
- ايوا دى اللى اخلى بالى منها غير كدة ماليش دعوة.
- اتكلم معايا عدل ومتكوتش مستفز.
تدخلت في حديث بينهما ؛ لتفك حدة التوتر والانفعال الدائر.

- قائلة برجاء. خلاص يا اديم هو ملوش ذنب.
لم يضيق آدم تمثيلها كما يصورها.
- قائلا بعصبية، وهو ينظر لها بكره. ايوا اعملى نفسك ملاك وبريئة.
- انت ازاى تتكلم معاها.
- انت خايف على زعلها وانا اولع.
- انت عملتها ايه خلاها كدة.

- قالت ورود بحنية، وهي تنظر لاديم برجاء. كفاية يا اديم هو معملش حاجة. اخوك رعانى في غيابك وخلى ليا سواق خاص يودينى ويجيبنى وجيه امبارح ادانى فلوس. اخوك طلب منى ابعد عنه علشان ماحدش يجى جنبى او يكلمنى.
- مدام بيعاملك كويس كدة. ليه عايزة ترجعى؟
اردفت بتوضيح له سبب طلبها الرحيل.
- قائلة بحزن. لانى موجودة في مكان لا هو شبهى ولا حتى الناس شبهى.
- ليه عايزة تكون وحيدة هناك.

- هناك عمرى ما كنت وحيدة لكن انا هنا لوحدى يا اديم.
- عارف انى غلطت لم سبتك لكن اوعدك المرة الجاية هاخدك معايا.
قالت بقرار نهائى، وهي ترمقه نظرة امتنان لاهتمامه الشديد بها، ولكنها حسمت امرها بالرحيل.
- انا خلاص خدت قرارى وعايزة ارجع.
- انا اسف اذا كان ضايقك.
رفضت ورود اعتذاره نيابة عن اخيه.
- قائلة بهدوء. انت ليه مصر ان هو ضايقنى.

لقد مل دفاعها عنه، واصرارها بانه لم يفعل شىء. ماذا تريد تلك الشريرة. ان تظهرنى امام اخى الملاك البرىء.
- فهب فيها بعصبية، وهو ينظر لها بغضب. بطلى كدب بقي.
انصدم اديم من ردة فعل آدم الغير طبيعية.
- قائلا باستغراب. ادم انت بتقول ايه؟

- قال بعصبية، وهو يضغط على حرف كل كلمة بقسوة، دون مراعاة اية ذرة من مشاعرها. بقالها ساعة بتكدب عليك. ايوا انا ضايقتها وطلبت ماتكلمنيش في الكلية لان بشكلها ومنظرها هيخلى سمعتى زفت. وامبارح انا شاتمها وماسح بكرامتها الارض واديتها فلوس لانها جت عندى وشحتت منى.
لم ينصدم فكان ظاهر من انهيارها ماذا فعل معها آدم. ولكنه حزن على قسوة قلبه معها.
- قائلا بعتاب. وقلبك طاوعك تعمل معاها كدة؟

بمنتهى البرود وعدم الاهتمام بمشاعرها.
- قائلا بعند. اه طاوعنى لانها مش لايقة علينا ولا عليك.
- وياترى مين اللى في نظرك اللى تليق بيا. واحدة منفتحة وتعرف ناس قبل منى واحدة من العاهرات اللى بتنام معاهم.
قال بحنق، وهو يرمقها نظرة احتقار.
- واحدة زى مامى تارا لكن دى لا.
- وانت برضو لا.
صعق من بيع اخيه له.
- قائلا بصدمة. وهو ينظر له بعدم تصديق. انت بتقول ايه يا اديم؟

- انا ببيعك يا اخويا ويا صحبى ويا ابنى علشان واحدة عاهدت نفسي امام الله ان اكون ضهرها سندها.
قال بصراخ ممزوج بانفعال.
- انا آدم ازاى تبيعنى.
- ذى ماهانت عليك وعذبتها طوال الفترة اللى ماكنتش فيها.
- دى واحدة مانعرفهاش لكن انا اخوك وابنك.
- اخويا ماوقفش جنبى لم طلبت مساعدته.
- قال بوعيد، وهو يجز على اسنانه بغضب. دى انا اقتلها لو فكرت تبعدك عنى.
تجاهلت وعيده لها.

- قائلة بهدوء عكس ما بها من وجع. انا هلم هدومى وارجع الفيوم.
قال بغضب، وهو ينظر لها بضيق.
- خربتيها وبعدتينى عن اخويا وبتقولى هتمشى.
- انا اسفة لحضرتك.
- اسفة ايه؟ كان يوم اسود لم شفتك.
- لو سمحت يا اديم ادم ملوش علاقة.
- ورود لو سمحتى راجعى قرارك.
- الرجوع هيحل مشاكل كتير وقرارى عمره ما هيتغير.
- قال بوجع، وهو ينظر في وجه اخيه مباشرة ؛ ليستعطفه. اديم انت اكيد بتهزر انا اموت من غيرك.

- خلصت يا ادم وانت اللى اخترت.
- انا اموت لو سبتنى او بعدت عنى.
- احساسك ده هي حاسى بى طول الوقت ؛ لانها يتيمة ومالهاش حد غير ربنا ثم انا.
- انا مش مجبر بيها.
- فين انسانيتك انك تراعى واحدة زيها.
- موجودة بس مع اللى يستحقها.
قالت ورود بوداعة لتفك الشحار الدائر بينهما.
- انا عايزة اروح الملاهى.
استغرب اديم من طلبها.
- قائلا بتعجب، وهو ينظر لها. انتى بتقولى ايه؟

- قالت برجاء، وهي ترمق آدم نظرة بان يوافق على طلبها.
نفسي اروح الملاهى عمرى ما رحتها ممكن تودونى.
تجاهل أديم وجود اخيه.
- قائلا بحنية. انا هوديكى مكان ما انتى عايزة.
- قالت برقة، وهي تنظر له برجاء. وانت يا آدم.
- غورى في ستين داهية بعيد عنى. عربية تشيلك.
علي الفور رد عليه أديم.
- قائلا بحنق. كفل الشر عليها.
- دى انت خايف عليها اكتر منى.
- لازم اخاف عليها لانها ملاكى الصغيرة.
- قصدك شيطانك الصغير.

- بتهيائلى الشيطان ليك انت.
هزا راسه بحزن على كلام اخيه وتوبيخه له، ثم رمق ورود نظرة تهديد.
- قائلا بضيق، وهو يدلف من امامه. عامة سيباهلك انت وملاكك.
بعد ذهابه من امامهما، ودخوله شقته، وجهت ورود حديثها لاديم.
- قائلة برقة. ليه قولتله كدة؟
- دى حاجة قليلة على اللى هو عمله معاكى.
- اديم متخلناش نضحك على بعض انت المسؤل مش هو.
- ورود ادخلى غيرى هدومك.
- لا انا ماعيزاش اخرج.

- ما انتى دلوقتى كنت عايزة تخرجى ايه اللى غير قرارك.
- معاملتك لاخوك وقسوتك عليه.
- صعبان عليكى اوى، وانتى مصعبتيش على ليه.
- دى حاجة بقي مايعلمهاش الا الرب.
- قال بالايمان قاصدا بها الواحد الدايم. ونعم بالله.
ثم تابع باقتراح.
- قائلا بطيبة. طب ادخلى غيرى هدومك، وانا هروح اصالحه.
سعدت لطيبته وتلبية طلبها.
- قائلة بسرور. اذا كان كدة ماشى.

قال بحب، وهو يشير لها على حقيبة سفر كبيرة. اتى بها من باريس خصيصا لاجلها.
- خد الشنطة دى.
- قالت باستفهام، وهي تنظر لها بحماس. فيها ايه؟
- هدايا وهدوم جبتهالك من باريس.
سعدت جدا وخاصة انها اول مرة احد يهتم بها.
- قالت بامتنان، وهي ترمقه نظرة شكر. ماكنش في داعى تتعب نفسك.
- تعبك راحة يا ورود. هتعرفى تشليها ولا ادخلهلك جوا.
- قالت برقة. لا مااعرفش.

هزا راسه ايجابا، وفتحت باب الشقة بالمفتاح، ثم ادخل الحقيبة فيها ووضعها في الصالة، ودلف من امامها. متوجا الى اخيه.
ام هي اغلقت الباب ورائه بسعادة، وفتحت الحقيبة لتعرف بماذا اتى لها...

منذ ان دخل الشقة ويقف في الصالة، ويدلفها ذهابا وايابا ويشد في شعره من العصبية، كان يفكر في كلام ورود، ومعاملة اديم له وتوبيخه امام تلك الشريرة، كان يجن اكثر، وخاصة ان هي السبب في كل الذي حدث معه، هذه تعد اول مرة اخاه يقول له ذلك، والصادم في الموقف بشدة، انه يشتريها هي ويبعينى انا، لكن على من. اردف بكره.
- قائلا بوعيد. اديم بس يرجع شغله تانى. واقسم بالله لاعيشك ايام سودة.

- قال أديم باستفهام، وهو يغلق باب الشقة ورائه. بتستحلف لمين.
- قال بغضب، وهو يلتفت له بعصبية. لست الحسن والجمال اللى حضرتك بعتنى علشانها واشترتها.
اقترب منه اديم، حتى وقف قبالته.
- قائلا بتوضيح. لانها وفية ومخلصة عنك.
- فوق يا اديم دى واحدة كدابة ومنافقة.
- فوق انت يا ادم. دى انسانة طيبة جدا ملاك بتمشى على الارض.
- انت ماتعرفهاش علشان تحكم عليها.

- قال اديم بسخرية، وهو يبتسم على عصبية اخيه. انت اللى تعرفها بقي؟
- ايوا طبعا اعرف انها كدابة وممثلة كبيرة.
- طب سؤال هي كدبت عليك في ايه.
- اه كدابة وخلاص.
- مافيش كدابة وخلاص. لازم يكون عندك سبب مقنع لاتهامك ليها.
- كفاية انك كلمتنى بطريقة عمرك ما عملتها معايا.
- لانك سبتها لوحدها تروح وتيجى الكلية.
- لا ماسبتهاش كان في سواق تاكسى مكلف بكل مشواريها.
- طب ماتدوهش انت ليه؟

- لانها شكلها ملخبط وهتفضحنى وسط صحابى.
- صحابك اهم منى؟
- مافيش حد اهم منك.
- اهمالى ليها خلاها عايزة ترجع بلدها ومتكملش دراستها.
- والله يبقي افضل. اصلا من ساعة ماشفتها والمشاكل نازلة ترف على.
اردف أديم بحزن على كلام اخيه.
- قائلا بعتاب. انت هامك نفسك وانا لا.
قلق بشدة على حزن اخيه. فساله بحنية.
- مالك يا اديم.
اردف باستنكار من السؤال، الذي كان مفروض ان يعرف سبب حزنه.

- قائلا بسخرية موجعة. فعلا مالى غير الانسانة اللى بحبها قررت تسيبنى.
- وتسيبك ليه هي كانت تطول انك تكلمها بس.
- انت فاكرها زى البناات اللى تعرفهم بيترموا على. لا دى واحدة شريفة وبتخاف على شرفها وكرامتها.
- تلاقيها بتقول كدة علشان تلفت انتباهك مش اكتر.
- تفتكر؟
- ايوا طبعا اصل صنف البناات كله نفس الاسلوب.
- بس ورود مالهاش في الجو ده. وبعدين هي مصرة جدا.
- ومدام متضايقة هنا ايه اللى جابها.

- انا واصرارى عليها.
- يا اخى ياريتك مااصريت ولا شفنا شكلها.
لاحظ حزن اخيه عندما تحدث عليها بتلك الطريقة، فلحق نفسه على الفور.
- قائلا باعتذار. خلاص انا اسف.
- بعد ايه؟ بعنى انت لم تخطب هعمل في خطيبتك كدة.
- اطمن من الموضوع ده ؛ لانى مستحيل اعملها.
- مصيرك تقع على بوزك واشوفك غرقان في الحب.
- استحالة لانى ماقابلتش اللى تغير تفكيرى.
- ودى هتقابلك ازاى وانت كل يوم مع واحدة.
- ما انا قولتلك استحالة.

- عامة سيبك من دى كله والبس يلا علشات نخرج.
- انا ماعايزش اخرج، وخاصة مع البومة دى.
- ما هو مش بمزاجك لانها لو رجعت بلدها مستحيل يكون في كلام ما بينا.
- انت بتهددينى يا اديم بيها.
- اه بهددك لانك السبب في تبويظ علاقتنا.
- انا مالى انا مالى انا ماااااااااااااااااااااااااااالى.
شخط فيه اديم بغضب.
- بطل صوتك العالى ده ويلا.
- قال بدعاء على ورود، وهو يرمقه نظرة ضيق. ربنا على الظالم.
- بلاش انت تقول الدعوة دى.

- قصدك انى انا ظالم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة