قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثلاثون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثلاثون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثلاثون

- بلاش انت تقول الدعوة دى.
- قصدك انى انا ظالم.
- ظلمك لنفسك بانك تغضب ربنا.
قال آدم بهروب، وهو يدلف من امامه.
- ياااااا على ام الاسطوانة انا داخل البس.
- قال بدعاء من خلف ظهره. ربنا يهديك.
- في حياتك ان شاء الله.

علي الجانب الاخر فتحت الحقيبة وجدت فيها كل شىء، هدايا طفولية جميلة عبارة عن دبدايب مختلفة الاشكال، وملابس جذابة ورقيقة، فرحت بشدة واخذت جيبة باللون الاحمر وبلوزة باللون البمبى، وارتدتهم واعتلت لهم حذاء باللون الابيض، وتركت شعرها مفرودا على ذراعيها...

كان ادم انتهى من ملابسه، وركبوا المصعد سويا في انتظار ورود، عند سيارة اديم الفاخرة، كان يتحدث ادم واديم سويا حتى تاتى ورود، فبعد دقائق هلت باطلاتها الرقيقة والجذابة، وشعرها الطويل مفرود على ظهرها، وتنورتها التي فوق ركبتها وتظهر مدى انوثها، وتيشيرت باللون البمبى وضعتها فيها، كانت في تلك الاطلالة تجعل الحجر الصامت ان ينطق ويعبر لها عن مدى رقتها وانوثتها، سعد اديم جدا انها ارتدت الملابس التي اتى بها، ام ادم دق قلبه بشدة، وتضايق من منظرها ذلك. واول ما وصلت لهم. هب فيها بغضب.

- قائلا بعصبية. ايه اللى انتى لبساها ده؟
قال اديم بتساؤل، وهو ينظر لها باعجاب.
- جميل صح.
قال بغضب وهو ينظر لها. والضيق يتاكل من داخله.
- مافهوش من الجمال حاجة.
قال اديم برجاء، وهو يلكزه في ذراعه.
- ماتتريقش دى ذوقى.
- لو على حد تانى هيكون روعة.
حزنت من كلمات ادم الجارحة لها.
- قائلة بادب. شكرا
- العفو.
اراد اديم ان يحد من الشجار الذي سيبدا توا.
- قائلا بطلب. نركب بقي ولا هنكمل خناق هنا.

قال ادم بضيق، وهو يفتح باب السيارة الخلفى.
- اكيد هنتزقت.

ام اديم اخذ ورود عند باب السيارة وفتحه لها بكل ادب واحترام، رمقته نظرة امتنان وهي تركب بداخلها، امام اخينا الذي يموت قهرا وغيرة، اغلق الباب ورائها بهدوء ودار حول السيارة وركب بجوار ورود، وقاد السيارة الى الملاهى، وبعد دقائق وصلوا، اول ما دخلت ورود سعدت بشدة، ولم تستطع ان تخفى فرحتها، فهى اول مرة تذهب الى مكان مثل هذا، يوجد بها كل الالعاب التريفهية المختلفة التي تتفق مع جميع الاعمار، واول سؤال قاله اديم لها.

- تحبى تركبى؟
هزات كتفيها بطفولة.
- قائلة بصدق. مش عارفة.
- قال بطلب. طب تسبينى اختارلك انا على زوقى.
امسكت يده
- قائلة بفرحة غامرة، وهي تقفز من السعادة. ياريت يا اديم.
وجه حديثه لادم ؛ حتى لا يشعر بالغيرة من اهتمامه بورود.
- قائلا باقتراح له. نبدا بالعربياات ولا ايه يا ادم.
- تمام يلا بينا.

دفع ادم الفلوس، وبعد ذلك ركب ادم بمفرده، واديم في عربية اخرى ومعه ورود، وبدات الحرب بين الاخوات، عادوا لذكرياتهم القديمة، عندما كانوا يذهبوا الى الملاهى وهما صغار، وهناك كانوا يركبوا كل شىء، وادم كان دائما ياخذ مكان ورود، لحد ما كبر واصبح له شخصيته وكيانه، كانت ورود تضحك وسعيدة، وهما يتحدوا بعضهم ويخبطوا سيارتهما، سعيدة باختراع تلك الالعاب العجيبة التي قادرة على اخراج اجمل ما في الانسان من طاقة، انتهى السباق الذي بينهما بسرعة، وبعدها ركبوا دولاب الهوا، الذي دار في اول لفة، داخت فيه ورود، فاضطر اديم ينادى على صاحبها، بان يوقفها لاجل عيون ست الحسن والجمال مثلما نعتها ادم، وقال في سره كالعادة عليها.

- بتمثل علشان تلفت الانتباه.
عندما وصلت العربية عند الارض، نزلت وراسها تلف واديم يمسكها من يدها ويساندها من كتفيها بحب وحنية. وسالها بقلق.
- مالك يا ورود؟
اردفت بتعب.
- اصل انا مااكلتش حاجة من الصبح.
انصدم من عدم اكلها.
- قائلا بعدم تصديق. اكيد بتهزرى يا ورود.
- معلشى غصب عنى.
- يا بنتى وصحتك.
- اصل لم جيت ماكنتش اكلت.
لم يقول لها الف سلامة، ولا اية شىء من هذا القبيل. غير
- طب نروح على مطعم ناكل.

- كلامك صح يا ادم يلا يا ورود.
تسارعت الاحداث، وذهبوا الى افخم المطاعم التي بالقاهرة...
جلس آدم قبالتهم على طاولة، واتى النادل وطلبوا منه ما يريدونه، واثناء حديثهم هنا وهناك، اتى ووضع لهم الاكل الذي طلبوه من محمر ومشمر مثلما يقولون، نظر لها اديم بنظرة ابوية.
- قائلا بحنية. انا عايزك تاكلى دى كله.
- بس دى كتير اوى.
- كلى واجبلك تانى.
- هو انا فيل.
- ايوا. وكمان انا عايزك فيل. اساسا اكلتك ضعيفة جدا.

تضايق ادم من اهتمام اخيه الزائد بها.
- قائلا عندا فيها. على اساس انها اتخن من كدة.
- خليك في حالك يا رخم وكل.
- اتنين مخطوبين ايه اللى جايبنى معاكوا.
- اخطب انت ونبقى نطلع كابل.
- دى في الجنة ان شاء الله.
قالت ورود سريعا له، بعدم استيعاب.
- وماييفا.
قال بتوبيخ، وهو يهب فيها بانفعال.
- وانتى مال ام...
قال اديم بحدة، وهو يقطعه عن مواصلة توبيخه لها.
- قائلا بحدة. ازاى تكلمها كدة.

- انت ماشيفتش حشريتها في الكلام.
- انا اسفة ماكنش قصدى.
- ايوا اعملى نفسك ملاك وبريةء.
- اعتذر ليها يا ادم.
قال آدم برفض تام، وهو يهب من مكانه بانفعال.
- دى مستحيل وعن اذنكوا.
- قال باستفهام، وهو ينظر له بضيق. انت رايح فين واكلك؟
- خلى ست الحسن والجمال تشبع بى.
- انا ماكنش قصدى ولو سمحت ارجع كمل اكلك.
- قال بعصبية، وهو يضع يده على الطاولة، وينظر في عينيها بحدة. اومال كان قصدك ايه بذكر اسمها.

- ان انت وهي بتحبوا بعض. واكيد قريب تتخطبوا.
قال اديم بتمنى.
- ياريت تخطب يا ادم.
- اديم انت هتعمل زى ورود.
- اقعد بقي ماتخلنيش ازعل منك، وبعدين دى اختك الصغيرة.
- قائلا بضيق منها، وهو يجلس بتذمر. دى ماتفرقش عن بنات تارا في تصرفاتها.
- قال اديم بصدق، وهو يضحك عندما تذكر بنات تارا. تصدق يا آدم عندك حق.
قالت ورود باستفهام ممزوج بفضول.
- مين تارا؟
اردف اديم باهتمام.

- قائلا بايجاب. وهو ينظر لها. دى بنت عمنا وفي مقام اختى الصغيرة.
- قال ادم بشرح لها. بس بالنسبالى انا اختى الكبيرة. وعندها بنتين قمرات عائشة وخديجة تصرفاتك زيهم بالظبط.
- دى بقي اهانة ولا مدح؟
- اتمنى انك تاخديها اهانة.
- وانا هعتبرها مدح.
- تصدقى انك غلسة.
- شكرا جدا على ذوقك.
قال باستغراب، وهو ينظر لاخيه بتساؤل.
- انت هتستحملها ازاى دى.

- زى ما انا مستحمل تصرفاتك. ناكل بقي ونبطل كتر كلام. قالها اديم وهو يسمى الله ثم شرع في الاكل. وادم مثله سمى.
ورود عندما رات ذلك الوضع، فعلت مثلهما وسمت الله. الاتنين اندهشوا من فعلها. فاول من تحدث هو آدم.
- قائلا باستغراب. هو انتوا بتعملوا زينا.
قالت ببراءة ممزوجة برقة.
- لا بس انا حسيت مافيش مشكلة لو سميت.
اردف أديم باعجاب من تصرفها الدال على حسن نيتها.
- لم بتسمى ربنا بيبارك في الاكل.

قالت بحماس طفولى.
- دى بجد.
- ايوا طبعا هو الكلام دى في هزار.
- ماتعرفش تدى النصيحة بالراحة.
- لا ما اعرفش وكلوا يلا.
- براحة علينا للقمة تقف في زورنا.
- قال بقصد لها، وهو يرمقها نظرة كره. ان شاء الله الاعداء.
-...

لم ترد عليه ورود. فهذا زاد من غيظه ؛ لانه كان يريد ان ترد عليه. ولكنها بذكائها قطعت عليه الطريق. وخاصة ان الطعام كان طعمه شهى بشكل غير طبيعى. فمن مجنون يترك ذلك الجمال وينتبه الى التوبيخ المترصد والمتعمد من قبل آدم، انتهوا من الطعام، وصاروا قليلا بالسيارة وسط المزاح والهزار بين ادم واديم، والشجار كالعادة بين ورود وادم، لكنهم ثلاثتهم استمتعوا، كل واحد منهم كان يحتاج ان يخرج من الضغط الذي يعيش فيه كل يوم، وخاصة لو مع الناس الذين نحبهم، اصطفت السيارة امام العمارة، نزل اديم وفتح لورود باب السيارة، ام ادم ففتح الباب وتركهم على راحتهما...

- قال اديم بحنية، وهو يقف امامها. لسي متضايقة.
- قالت باستفهام، وهي تهز راسها بعدم فهم. من ايه؟
- من تصرفات ادم.
- لا خالص اتعودت عليها. وبعدين هو زى اخوىا.
- هتمشي ولا هتكملى.
- لا هكمل.
- شكرا على تقبلك يا ورود.
- شكرا انت على الحاجات الحلوة اللى جبتها ليا.
- دى اقل حاجة اجبها ليكى.
- قالت بدفء، وهي ترمقه نظرة امتنان. روح بقي نام زمانك تعبت اوى.
- انتى بتتكلمى فيها انا جيت من السفر عليكى.

- طب ليه ماروحتش وبعد كدة جيت.
- دى عادتى لازم اطمن على آدم الاول وانتى بقيتى موجودة.
- ربنا يخليكوا لبعض.
- ويخليكى ليا.
خجلت من رقة كلماته. ثم قالت بادب.
- تصبح على خبر.
- وانت من اهله.

كل هذا كان تحت انظار ادم، الذي يقف في البلكونة يضع يده في جيب بنطاله، متضايق جدا في سيطرتها التامة على اخيه، ماذا يفعل؟ حاول ان يبعدها عن اخيه بكل الطرق، لكن دون فائدة، هانها ومسح بكرامتها الارض، ولكنها مازالت على وضعها ولم تتحرك درجة، وهو يفكر في مصيبة لورود ان هو يتخلص منها، اتاه اتصال، جذب الهاتف من جيب بنطاله وفتحه، اول كلمة سمعها من صديقه، الذي كان يدلف الغرفة ذهابا وايابا من كم الغضب والضيق الذان يتفاقمان بداخله.

- قائلا بمنتهى الوقاحة. انا عايزاها.
- قال باستفهام، وعينيه مازالت عليهما. هي مين.
اردف مالك بانفعال.
- قائلا بعصبية. الزفتة اللى اسمها احسان يا ادن.
- قال بتوضيح، وهو يتنهد بحيرة. ما احنا قولنا احسان دى مش سكتك ولا طريقك.
- مافيش واحدة مالهاش سكة.
- الا دى.
- ليه ملاك نازل من السما.
- مش للدرجة بس برضو.
- آدم انا عايزاهااااااااااااااااااااااااااااااااااااا.
- يا ابنى بتفهم ازاى. دى مش سكتك.

- انا هخليها ليا.
- انت بتحلم.
- هحول الحلم للحقيقة.
- شاغل دماغك بيها ليه يا مالك.
- عند مش اكتر.
- عندك هيخسرك كتير ابعد عنها احسن.
- ما انا هبعد بس لم اعمل اللى في دماغى.
- انت بتتكلم على اساس انها كل يوم معانا في الكلية، يا ابنى دى من وقت الفضيحة ماحدش شاف وشها.
- ما هو دى اللى هيجنن. ليه ماجتش.
- قال بصدق، وهو يرمى القنبلة في وجهه. انت حبتها يا مالك.
انصدم من كلام صديقه الذي بالكامل صحيحا.

- قائلا برفض لكل مشاعره. انت بتقول ايه؟
- الحقيقة اللى باينة عليك ولازم تصدقها.
- آدم انت شكلك شارب حاجة وبتخرف على اخر الليل.
- ياريتنى اكون بخرف ومشاعرك مجرد عند مش اكتر.
- ايوا عند. وبعدين من قلة البنات احب دى.
- هم البنات كتير. بس اللى زيها مستحيل.
هب فيه بانفعال عنيف.
- قائلا بصراخ. اقفل يا آدم انا كلب انى كلمتك.
استنكر صراخ صديقه عليه.
- قائلا ببرود. مالك قفشت كدة ليه؟ هو انا قولت حاجة؟

قال باختصار شديد، وهو يغلق الهاتف معه.
- لا انا اللى. قولت تصبح على خير.
وسط استنكار واستغراب آدم. الذي قال بمكر وعدم تصديق.
- والله حبيتها يا مالك.

(بعد ساعة)
وصل الفيلا دخل الليفنج روم، وجد صافى وتارا يشاهدون التلفاز، ومنسجمين اخر انجسام، وامامهما جميع المسليات من كل ما لذا وطاب، قطع عليهما الخلوة والتنهيدات نتيجة الفليم الرومانسى الذان يشاهدونه.
- قائلا باستفهام. هم الحلوين بيعملوا ايه؟
التفتوا على اثر الصوت، اول ما راته تارا اتسعت عينيها بسعادة. وقامت من على الاريكة وارتمت في حضنه على. - قائلة بلهفة. واحشتنى يا ندل.

قال بحب، وهو يبادلها الحضن.
- والله وانتى كمان.
قالت صافى بعتاب، وهي تقوم من على الاريكة ايضا. لتسلم عليه.
- دى ندل كلمة قليلة على قولى يا زبالة.
- حتى انتى يا صافى.
قالت صافى بعتاب، وهي تقف امامه لتسلم عليه.
- فرنسا نستك حبايبك ولا ايه يا اديم.
قال بصدق، وهو ينحنى لها بادب ويقبل راسها.
- لا ابدا.
- قالت بتذمر وهي تبتعد عنه. ما هو واضح من سؤال كل يوم علينا.
- مشاغل الشغل نعمل ايه.
- ما نعملش حاجة اكلت.

- قال بصدق، وهو يرمقها نظرة حب. ام قلب كبير. انا اكلت مع آدم.
- انا قولت ندل ماحدش صدقنى.
عرضت عليه تارا.
- قائلة بادب. طب تعالى اقعد معانا.
اردف أديم بارهاق.
- قائلا بنعاس. هسيبكوا تكملو الفيلم واطلع انام.
- ما هو لسي بدرى يا أديم خليك معانا شوية.
- بدرى من عمرك يا صافى انا مانمتش من وقت ما جيت.
- قالت تارا بعتاب له. طب ليه مانمتش اكيد روحت الشركة.
صافى بايجاب.
- لا بيروح لادم الاول. هو عامل ايه؟

- كوس زى ما هو.
- الندل اللى زيك من يوم الكلية ما بدات ماشفتش وشه.
ضحك اديم على تصرفات اخيه. التي من المستحيل ان تتغير.
- قائلا بتوضيح. معلشى اصل الندالة وراثة في عيلتنا.
اردفت تارا بدفاع.
- قائلة بتبرا منهما. انت واخوك اه. لكن انا وبابى لا.
- وانا اللى كنت فاكرك هتدافعى عننا.
- لا انا مع صافى في اللى بتقوله.
قال وهو يدلف من امامهما.
- اروح منكوا فين. عامة بكل الاسف. احب اقولكوا goodnight.
- goodnight.

هو ذهب لينام. وهما ذهبوا الى اماكنهم لمواصلة مشاهدة التلفاز.

اتى الصباح الباكر، ادى فرضه بخشوع وايمان، ثم ارتدي ملابسه، وتناول افطاره في هدوء وسكينة، وذهب الى الشركة، التي تركها اسبوعا كاملا، وكان يتابع عمله مع زين بعيدا عن تلك المزعجة، التي اصبحت مؤخرا لا تضيق كلمة واحدة له، لا يستطيع ان ينكر انه جدا مشتاقا لها، ومتلهف ومترقب للحديث معها...
فى تلك اللحظة كانت منكبة على عملها، فاتت لها صديقتها في العمل، قطعتها عن مواصلة عملها.

قالت فاتن وهي تضع بعض الاوراق على مكتبها.
- نسمة الورق ده محتاج يتمضى على.
- قالت بايجاب، وهي ترفع وجهها من على الاوراق. ما انتى عارفة يا فاتن مستر اديم مسافر.
- ما هو رجع.
قامت من على مقعدها باشتياق.
- قائلة بلهفة لم تستطع ان تخباها. رجع؟ طب هو فين؟
ابتسمت على ردة فعل صديقتها التي افشت مدى حبها للسيد أديم.
- قائلة بمكر. تحت في الريسبشن.
قالت بهدوء، وهي تاخذ الاوراق منها.
- طب هحط الاوراق دى على مكتبه.

قالت باستغراب، وهي تجد في اصبعها الايمن خاتم خطبة.
- اى دى يا نسمة هو انتى اتخطبتى.
قالت بارتباك، وهي تبتلع ريقها بصعوبة.
- اه يا فاتن.
- طب ليه ماقولتيش؟
- معلشى ماجتشى مناسبة.
- ومناسبة ايه اللى كنتى مستنياها علشان تقولينا انك انخطبتى.
- والله ماقصدى ب...
صمتت عن الكلام عندما وجدت سارق قلبها بهيبته ووسامته الشديدة، يقف امامها برجولته وشخصيته المسيطرة بالكامل على كيانها، دق قلبها بسرعة واشتياق.

رمى عليهما السلام بادب.
- قائلا بصوته الصلب. السلام عليكم.
ردوا عليه بادب.
لاحظ ضيق وحزن فاتن. فسائلها.
- قائلا باستفهام. مالك يا فاتن؟
نظرت لها نسمة بان لا تخبره. ولكنها لم تستطع ان تمسك لسانها.
- قائلة بانفعال، وهي تشرح له بحزن. ينفع يا مستر. نسمة تتخطب من غير ما تقولى.
قال بعدم استيعاب، وعينيه تتسع بصدمة.
- مين اللى انخطبت؟
- نسمة يا مستر اتخطبت.

نظر لنسمة نظرة كلها عتاب وعدم تصديق، وتركهما سويا بدون ان ينطق كلمة واحدة متوجها الى مكتبه، ورزع الباب ورائه بقوة شديدة، يكاد ان يقلع من مكانه من شدة الغضب، فالصدمة شلت لسانه عن الحديث او الصراخ في وجهها، كيف وماذا واين، وكل علامات الاستفهام التي كانت تدار في راسه، لمعرفة سبب فعلتها تلك، اعتذرت من فاتن وذهبت الى عنده وطرقت الباب بهدوء، عندما سمع طرق على الباب، ذهب الى مقعد مكتبه وجلس عليه، وامسك بعض الاوراق وادعى ان يعمل فيها، ثم اذن لها برقى، دلفت الى الداخل ومعها الاوراق واغلقت الباب ورائها بهدوء وذهبت الى عنده، رفع وجهه لها، ورمقها نظرة كلها ضيق.

- قائلا باستفهام. ممكن افهم في ايه؟
وضعت الاوراق امامه على المكتب ثم قالت بايجاب. وهي ترفع يدها اليمنة ؛ لتريه الخاتم في اصبعها.
- اصلى اتخطبت.
تجاهل فعلتها تلك باعجوبة شديدة.
- قائلا بتمالك اعصابه فيها قبل الانفجار. يعنى ايه اتخطبتى؟
- يعنى اتخطبت مالك مستغرب كدة ليه.
- اصلها غريبة انك تتخطبى.
- ليه ما شبهش؟!
- ماقصديش بس عمرى ما شوفتكيش زى البنات.
- عامة قررت اكون زى البنات.

- قال بوجع، وهو يرمقها نظرة كلها عتاب. من غير ما تقوليلى.
- ما كنت هقول لحضرتك لم ترجع. واهو رج...
- اسمه ايه؟
- فؤاد الدكتور فؤاد.
قال بضيق من حماسها.
- دكتور في ايه ان شاء الله.
- دكتور بيطرى.
- قولتيلي.
- مالك بتقولها بسخرية كدة ليه.
- اصل افتكرت.
- افتكرت ايه؟! انى ما هتجوزش مثلا.
- وايه المانع انك متتجوزيش انتى بنت متعلمة ومثقفة.
- وجميلة.
- اه طبعا.
- دى الكلمة اللى بيقولها ليا فؤاد.
- اه فؤاد.

- هتفرح اوى يا مستر. لم تتعرف على.
- مش معنى دكتور بيطرى.
- انسان جميل عطوف ورقيق. على قدى وعلى قد امكانيتى وقريبي كمان.
- ناقص تقولى مافيش راجل زيه.
- هو مش للدرجة دى بس هو غير.
- نسمة اخرجى براااااااااااااااااااااااااااااااا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة