قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الحادي والثلاثون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الحادي والثلاثون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الحادي والثلاثون

- نسمة اخرجى برا.
قالت بعتاب، وهي تنظر له باستغراب.
- انت ليه بتضايقنى في يوم سعيد بالنسبالى.
- بالنسبالك انتى. اخرجى برا.
- مستر اديم حضرتك بتكلمنى كدة ليه.
- قال بعصبية. وهو يقوم من على مقعده. ويقف امامها. يعنى مش عارفة ليه.
لم تخجل من قربه الشديد لها، ولا نظرات الغضب الواضحة في عينيه.
- قائلة باستنكار. هو انا عملت ايه لدى كله؟
- عملتى ايه؟
- مستر اديم وضح كلامك.

قال بهدوء ما قبل العاصفة، واضعا يده في جيب بنطاله. ليتمالك اعصابه ؛ حتى لا يثور عليها اكثر من ذلك.
- يعنى ايه تتخطبى من غير ما تقولى، واكون كمان اخر من يعلم.
- حضرتك كنت مسافر هقولك ايه.
- ما انا لم خطبت قولتلك حتى ماقراتش فاتحة.
- يا مستر لو كنت اعرف حضرتك هتزعل كدة كنت قولت.
- هو انتى مستنية ردة فعلى علشان تقولى.
- يا مستر ما انا قولت لحضرتك.
- عرفك ازاى؟! ومنين؟

قالت باستفهام، وهي ترفع حاجبيبها باستغراب.
- هو مين؟
- الزفت اللى اتخطبيله.
- مستر لو سمحت ماتقولش على كدة.
- مش معنى؟
- لانه خطيبي وفي المستقبل هيكون جوزى.
- جوزك اه جوزك.
- حضرتك متضايق ليه؟ واحدة اتخطبت زيها زيك.
- ماتقوليش زى انا قولتلك.
- وانا قولتلك.
- بعد ايه كان ناقص تتجوزى وتيجى تقولى.
- حضرتك كنت مسافر.
- وكلمتك كنتى قولتى ليا. دى لو هامك الموضوع.

قالت بقوة ضاغطة على حروف الكلمة الاخيرة بقوة وجراءة ؛ حتى تذيقه من نفس الكأس.
- ازاى مايهمنيش! حضرتك في مقام اخويا الكبير.
- قال بضيق، وهو يهزا راسه بتفهم لتصرفها جيدا. هي بقت كدة.
- هو في غير كدة ما حضرتك في مقام اخويا.
- قال بثبات انفعالى، وهو يرد لها الضربة بقوة. ومادام اخوكى الكبير. ابقى اخر من يعلم.
-...
قال بخبث، وهو يضحك على صمتها.
- سكتى يعنى. ما تتكلمى.
قالت بخجل، وهي تغادر.
- انا اسفة.

امسكها من ذراعها، وجذبها له بقوة.
- قائلا بعتاب، وهو ينظر داخل عينيها بحزن. ليه عملتى كدة؟
قال بقوة، وهي ترمقه نظرة تشتمل كلها على كبرياء الانثى التي بداخلها.
- حضرتك غير مسمحولك تمسكنى كدة.
- لكن هو مسمحله.
- لم يبقي جوزى دى اكيد طبعا.
شعر برخاصة نفسه، وحقارة فعله المهين، فابعدها عنه على الفور. واعتصر يداه باصابعه.
- قائلا بتمالك اعصابه ممزوج برجاء. ممكن تطلعى برا.
قالت بقوة. وهي تدلف من امامه.

- دى اكيد عن اذنك.
ام هو ذهب عند نافذة المكتب، وفتحها لياخذ انفاسه التي قبضت عند سماع ذلك الخبر الفظيع، وبدا ياخذ شهيق وزفير زفير وشهيق، لا يستطيع ان يصدق الذي سمعه او رائه، نسمة انخطبت واصبحت غير موجودة في حياته، اصبحت مجرد موظفة وكل اهتمامها به اصبح لغيره، فاردف بغيظ.

- قائلا بعدم تصديق. طب ازاى ده انا عمرى ماشفتهاش مهتمية بالامور دى، ولا حتى سمعتها في يوم بتتكلم عن حب. وضع يده على جبهته يفركها بغضب. كان قلبه ينزف حزنا غير طبيعى، كل الذي كان عليه ان نسمة اصبحت لغيره ولم تعد ملكه...
فى تلك اللحظة كان زين يطرق على باب مكتبه. ً. يريد ان ياذن له ويدخل، فسال نسمة اذا كان معه احد ام لا، اخبرته بانه لا يوجد احد في الداخل معه، استغرب جدا.

- قائلا بحيرة لها. طب ليه مابيردش؟
قالت نسمة ببرود.
- ما اعرفش يا مستر بس شكله متعصب جدا.
قال بفضول، وهو يرفع حاجبيه باستغراب.
- ليه هو ايه اللى حصل؟
- لو سمحت يا مستر طلعنى برا الموضوع.
- حاضر يا نسمة انا هطلعك وادخل انا اشوف ماله.
- براحتك.
هزا راسه ايجابا، وفتح الباب ودخل له. واغلق الباب ورائه بهدوء، كان يعطيه ظهره ومنظره غير طبيعى كان يضع يد في خصره والاخرى على جبهته. اقترب منه بهدوء.

- قائلا بقلق، وهو يقف بجواره. مالك يا اديم.
قال بضيق، وهو لم يلتفت له.
- زى الزفت.
- ليه كفل الشر.
نظر له ولكنه صمت بماذا يجيب. فكل الذي يشعر به توا كله جنون في جنون. وماذا الذي يثير غضبه بتلك الطريقة مجرد موظفة لديه خطبت واصبح لها حياتها الخاصة. فهذا وضع طبيعى جدا. واذا حدث غير ذلك فهو الجنون. لاحظ الحيرة والقلق غى عينيه.
- قائلا بهدوء. في حاجة حصلت ما بينك وبين ورود.

سعد بشدة من سؤاله. الذي سينقذه من هذا الموقف التعيس.
- قائلا بايجاب. اه مع الاسف.
- ليه ايه اللى جرى.
قال بايجاب، وهو يذهب ليجلس على مقعد مكتبه.
- آدم بيعاملها بطريقة سيئة جدا.
قال باستغراب. وهو يجلس على مقعد قبالته.
- آدم ماصدقش. وبعدين معروف حبه الشديد للبنات.
- والله ده اللى بيحصل.
- طب ليه؟ هي عملت حاجة ضايقته.
- لا ابدا دى ورود ملاك ماشى على الارض.
- وانا اللى كنت فاكر هيعاملها معاملة غير.

- انا كنت بقول كدة. بس لم رحت اطمن عليها لقيت الوضع كارثى.
- اخوك ده مخلوق من ايه.
- ما اعرفش مابيحبهاش ليه.
- يمكن علشان بتروح الكلية وعارفة كل فضايحه.
- جايز برضو.
- عرفت؟
هزا راسه باستفهام.
تابع زين بايجاب.
- نسمة انخطبت.
- قال بجمود متصنع. لمجرد ذكر اسمها تسارعت دقات قلبه. اه لسى عارف.
- الصراحة انصدمت.
- كلنا هذا الوضع.
- اصل انا قولت مستحيل تتجوز.
- وليه لا؟! مش زى البنات.
- زيهم اه. بس دى بتحبك.

اتسعت عينيه بصدمة من اعتراف صديقه بانها تحبه.
- قائلا برجاء. بطل هزار يا زين.
- انا بتكلم بجد الموضوع مافهوش هزار.
- لو على كلامك. واضح انى اخر من يعلم.
- اديم نسمة مابتحبكش الحب الاخوى. نسمة بتحبك ب...
- اسكت يا زين. ماعايزاش اسمع حاجة.
- الصراحة كلامك صح، وبعدين خطيبها انسان محترم.
- ليه هو انت تعرفه؟

- لا ابدا. بس شفته مستنيها مرة. كان جاى ياخدها من الشغل. فسالتها مين ده فقالت ليا. انسان قمة في الاخلاق والذوق. ربنا يسعدها.
لم يرد عليه غير ان اخذ الاوراق التي احضرتها، وبدا ينغمس فيها. لاحظ زين ان اديم لايريد الحديث، فانسحب بكل احترام تاركا اياه يواصل عمله او تصنعه بذلك، بعد خروجه ترك الاوراق التي بيده. وزفر بغضب شديد.

شهر كامل مر واكثر، لم يكن يراها في نهائيا، من اخر لقاء جمعهما بعد الفضيحة التي كانت زوجته تريد ان تعملها لها، فاغلقت صافى الباب في وجههما، وهربت من كل التساؤلات التي ليس لديها اية اجابة عليها، ومن بعد قبلته الاولى والاخيرة لها، وهو كل يوم يحاول ان ينام ويتناسي تلامس شفتيهما ولكنه لا يستطيع، ففعلته تلك اشعلت فيه نيران اكثر من الاول، واصبحت حالته اسوء من ذى قبل، فحزم امره واقسم في داخله ان يكسر كل كلامها، ويذهب لها ويقابلها في عقر دارها، ويقطع عليها الخلوة التي اقامتها على نفسها، لقد انتهى وقت الشباب فالعمر ما هو الا لحظات وثوانى تنتهى في غمضة عين، فيجب ان يقتحمها ويجبرها ان تعترف، لانها بطريقتها من المستحيل ان تكون له في يوم من الايام، وفعلا نفذ جنونه ورمى بكل كلامها عرض الحائط، وذهب اليها وها هو يجلس في الليفنج روم في انتظارها، دخلت اليها الخادمة في غرفتها، واخبرتها بوجوده هنا، كانت تقرا كتاب في هدوء وسكينة، فعندما سمعت بوجوده انتفضت في مكانها، فهى لا تريد ان تقابله بتاتا حتى لو بالصدفة وظلت راسها تذهب وتعود من الاسئلة التي ليس لديها اجابة عليها، وخاصة انها قالت له بانها لا تريد ان ترى وجهه بتاتا، فهى لا تريد مشاكل او فضائح مع زوجته...

الخادمة لاحظت حيرتها وارتباكها، رفعت راسها لها راتها تنظر لها بفضول، قالت لها تحضر له حق الضيافة، وهي دقائق وتنزل له، تجهزت وارتدت فستان اخضر رقيق مثل ملامحها وتركت شعرها للعنان، ونزلت له وجدته جالس يشاهد التلفاز في هيبة وجلال، فهذا هو كريم النوار، مهما العمر يعمر فسيظل ذلك الشاب الوسيم الذي خطف قلبها من اول نظرة، ولكنه كان خائن وغدار جرحها بسكينة متينة وغرزت داخل اعماق قلبها، تحولت الابتسامة الهائمة من على وجهها الى ملامح شديدة السواد والبغض، تنحنحت بصوتها لتلفت انتباهه بوجودها في المكان، استدار لها رائها في قمة جمالها ورونقها الذي لم يغيره الزمن، لكن نظرات عينيها كانت كلها اتهام بالكامل موجهة له، نظرت له بضيق وحنق.

- قائلة بغضب. ايه اللى جابك يا كريم؟
بمنتهى البساطة اجابها. برغم اشتياقه الشديد لها.
- قائلا بمكر. جاى اطمن على بنتى.
- ومدام جاى تتطمن عليها طلبتنى ليه.
- اصل عايزك في موضوع مهم.
- موضوع ايه اللى هيجمعنا.
- هتعرفى لم تارا تيجى.
وبالفعل اتى الطيب عند ذكره. اقتحمت تارا عليهما المكان. - قائلة باشتياق لاباها، وهي تركض اليه وترتمى في حضنه. بابى واحشتنى.
- قال بحب، وهو ياخذها في حضنه. واحشتينى يا تارا.

- وانت اكتر.
- قالت بلوم، وهي تنظر له بعتاب. لو كنت واحشتك كنت جيت سالت على.
- ظروف، وبعدين خلاص هاجى اسال على طول.

انصدمت صافى من كلامه وتلميحه الواضح بانه سياتى هنا كل يوم ليسال على ابنته، جلست تارا بجوار والداها على الاريكة، ليتحدثوا، كانت واقفة صافى لا تريد ان تجلس معهما، ولا تسمع صوته الذي يجعلها تضعف ويذكرها بحبها اللعين له، نظر لها لاحظ حيرتها وكرهها الواضح له. ورفضها وجوده هنا بتاتا. انوجع من داخله بشدة على وضعها الذي هو بالكامل المسبب له.
- قائلا بحنية. ممكن تقعدى.

هزات راسها بامتعاض وجلست مجبرة على الاريكة التي امامه مبتعدة عنه.
اول من تحدث تارا.
- قائلة باستفهام، وهي تنظر له بحب. في ايه يا بابا قلقتنى؟
- قال باطمئنان، وهو يرمقها نظرة حنان. مافيش قلق يا روح بابا.
ثم تابع بقوة، وهو يرمى القنبلة.
- انا قررت اتجوز.

لم تكن الصدمة وحدها من نصيب تارا، بل نصيب الاسد كله كان لصافى، التي صعقت وكأن دلو من الماء الثلج توا سقط عليها، في عز برودة الطقس، لم تستطع ان تمسك نفسها. فهبت فيه بانفعال.
- قائلة بصراخ. انت بتقول اااااااااااااااااااااااااااااااااااايه.
انصدم من ردة فعلها. هو كان يريد ان يحركها لكن هذا كان اكثر من المتوقع. فاراد ان يشعلها اكثر.
- قائلا ببساطة. هتجوز.
- وايه اللى يخليك تعمل كدة ما انت متجوز.

- القرار ده موجود من زمان وخاصة انها موافقة.
- موافقة. وهي مين بقي سعيدة الحظ؟
- واحدة اتعرفت عليها في النادى.
قطعت تارا عليها الحديث. عندما قالت بتاييد لطلبه.
- بابا انا موافقة انك تتجوز.
قال بتلهف، وهو سعيد جدا لموافقة ابنته.
- يعنى مافيش مشكلة بالنسبالك يا تارا.
- قالت بصدق، وهي ترمقه نظرة اطمئنان. لا ابدا يا بابا اللى ريحك.
- انتى بتوافقى على ايه دى بابكى جد.
قالت ببساطة، وهي تحدثها بهدوء.

- وايه المانع يا صافى. بابا لسي وسيم وجميل.
- ومراتك رايها ايه في اللى انت بتقوله ده.
- طظ في رايها اهم حاجة العروسة الجديدة.
- دى انت بقى حسبت كل حسبتك.
- اهم حاجة سعادتى، ولا ايه يا تارا؟
- دى اكيد يا بابا.
اردفت صافى بغيظ.
- قائلة بصوت منخفض. صحيح انك بجح.
لاحظ ان توبجه في سرها. فضحك على تصرفها الطفولى، ولم يكف عن ذلك. فسائلها بعند
- قائلا بسماجة. بتقولى حاجة يا صافى.
- لا ابدا.
قالت تارا بحماس.

- هااااا هتتجوز امتى.
- احنا لسي في مرحلة تعارف.
- طب ما تيجى نعزمها يوم واتعرف عليها.
- ما انا هعمل كدة. وده طبعا بعد اذن صافى.
- وايه اللى دخلنى في الموضوع.
قال عندا فيها ؛ ضاغطا على حروف كل كلمة.
- اصل هعزمها هنا. اصلها حابة جدا تتعرف على الاولاد.
- وهي قابلة تكون زوجة تانية.
قال كريم بوقاحة شديدة ؛ ليشعل فتيل غضبها اكثر.
- وايه المانع مادام هيكون ليها كل الحق فى.

فنجح في ذلك بالفعل. عندما قالت بغيظ مهموس.
- تنكسر مناخيرك يارب.
- بتقولى حاجة يا صافى.
نظرت له وهي تبتسم ابتسامة صفراء بلهاءة.
- قال بتوضيح، وهو يريد ان يحرقها اكثر. موضوع زوجة تانية ولا اولى المهم انا هحسسها بايه.
بللت شفتيها بتوتر، من كلامه الجرىء، وهزات راسها بضيق موافقة على كلامه الغير معقول بالنسبة لها.
- انا فرحتلك اوى يا بابى.
- مااعرفش ايه الحماس ده يا تارا.
- انا متحمسة لفرحة بابى.

- ومامتك ردة فعلها هتكون ايه.
- اكيد هتزعل في الاول وبعد كدة هتتقبل.
- انتى شايفة كدة.
- طبعا.
لم تعد تضيق الجلوس هنا ولو دقائق، تريد توا ان تذهب الى غرفتها وتفرغ بها كل ما سمعته الان.
- فقالت بغضب. وهي تكاد تذهب. طب عن اذنكوا بقي.
- كريم باستفهام. ايه مافيش مبروك.
- لا فى. مبروك يا عريس.
- قال بقسوة، وهو ينظر في عينيها. الله يبارك فيكى عقبال آدم واديم.

قالت بضيق، وهي تدلف من امامهما قبل ان تولع في كريم امام ابنته.
- في حياتك انت وعروستك.
بعد خروجها، التفت تارا الى والداها باهتمام.
- قائلة باستفهام. هو حضرتك بجد هتتجوز.
- ايوا طبعا.
- وصافى يا بابى.
هزا راسه بعدم فهم.
- قائلا باستفهام. مالها صافى.
بللت شفتيها بتوتر.
- قائلة بحسم. حضرتك بتحبها وازاى هتتجوز واحدة تانية.
انصدم من معرفة ابنته بحبه لصافى.
- قائلا باستفهام. عارفة دى من امتى.

- دى موضوع يطول شرحه. المهم انت هتتجوز ولا لا.
- مافيش ولا. انا خلاص قابلت الانسانة المناسبة.
- انت شايفها كدة.
هزا راسه ايجابا على كلامها. ثم قال.
- اهم حاجة تكونى انتى مرتاحة ومافيش مشكلة بالنسبة ليكى.
- ما انا قولتلهالك. راحتك من راحتى.
قال بحب وهو ياخذها في حضنه. ويربت عليها بدفء وحنان غير طبيعى.
- حبيبة ابوها.

هى استسلمت لحضنه ولطيبة قلبه، برغم انها تشك في الامر بشدة ولكنها لم تعلق ستنتظر ماذا سيحدث...
اما هي دخلت غرفتها، واغلقت الباب ورائها بعنف، الغيظ والضيق كانوا ياكلوا فيها، كانت تريد توا ان تنزل تكسر راسه وتاكل من لحمه اكل، كيف يفكر ان يفعل ذلك، اردفت بغيظ شديد.
- قائلة بغضب. وفين بقي حبه ليا والشعر اللى كان بيقوله. صحيح انك طلعت اكبر كداب يا كريم. ازاى ازااى؟

بعد ان انتهى دوامها، ذهبت له تخبره بانها ذاهبة، اذا كان يريد شىء ام لا، طرقت على باب مكتبه بهدوء، فاذن لها بادب، دلفت الى الداخل باحترام، ولاحظت ان حالته التي كان فيها من ساعات تغيرت نهائيا، وعاد اديم الى سابق عهده في الهدوء والرزانة. رفع وجه لها.
- قائلا ببرود. في حاجة يا نسمة؟
- كنت جاية اقول لحضرتك انى ماشية لو عايز حاجة.
رمقها نظرة امتنان.
- قائلا بهدوء. لا شكرا يا نسمة.

قالت بامتنان وهي تذهب.
- طب يا مستر. عن اذنك.
سمعته من خلف ظهرها يقول.
- مبروك يا نسمة.
استدارت كليا له بعدم تصديق.
- قائلة بصعوبة. الله يبارك فيك يا مستر.
- اتمنى لم تعملى فرح تبقي تدعينى.
- دى اكيد حضرتك هتكون اول المدعوين.
تنهد بحزن من كلامها. ثم اردف بصعوبة.
- قائلا بحنية. ماتزعليش منى.
- عادى ولا يهمك يا مستر.
هزا راسه بتفهم لكلامها.
قالت بادب، وهي تدلف من امامه.
- عن اذنك.

وتركته بمفرده في مكتبه بين اربع حوائط، لديه شعور بالحزن والضيق لا يعرف ما سببهم، فمنذ ان عرف بخطبتها وهو يشعر بوجع والم في قلبه، ينظر الى الباب الذي خرجت منه بحزن، ويكلمه بوجع ويعتابه على السماح لها بالذهاب، فهو من قرر واختار عليه تحمل نتيجة افعاله المتهورة، وتقبل خطبتها سواء شاء ام ابا، بعد ان انهكه التفكير، اخذ مفاتيح السيارة من على المكتب، وذهب الى بيته، وصل بعد ساعة ودخل الى غرفة الليفنج روم، وجدها مظلمة بالكامل، بخلاف التلفاز الذي تجلس امامه صافى وتشاهده، شعرت بوجود اديم من خلال رائحة عطره، اراد ان يضىء الانوار. لم تلتفت له. اردفت برجاء.

- قائلة بكآبة. لو سمحت سيبه كدة.
- قال بقلق، وهو يلاحظ الحزن المكتوم في صوتها. مالك يا صافى.
- قالت بحزن وهي تشاهد التلفاز. مابقاش في حاجة في مكانها.
هزا راسه بعدم فهم لكلامها. ثم قال باستغراب، وهو يجلس بجوارها.
- هو في ايه؟
- الموضوع طلع بيوجع اوى!
- هو ايه اللى بيوجع يا بنتى.
- عمك!
- ماله حصله حاجة.
- ماتقلقش على اوى كدة. دى زى القرد.
- طب ايه اللى حصل؟
- قالت بغضب، وهي تلتفت له بعصبية. البجح هيتجوز.

اتسعت عينيه بصدمة من كلامها.
- قائلا بذهول. ااااااااااااااااايه؟ مين اللى هيتجوز.
- شوفت انصدمت ازاى.
هب اديم بانفعال مصطنع.
- قائلا بحدة مزيفة. دى اكيد اتجنن هو فاكر نفسه صغير.
- عمك جد وهيفضحكوا.
- فعلا كلامك صح انا هكلمه يبطل الجنان ده. قال يتجوز قال. دى اكيد اتجنن.
- لازم يلاقى حد يوقفه.
قال بخبث ؛ وهو يفضخ مشاعرها الغاضبة.
- خلاص طمنى نفسك ومتشغليش بالك.
لاحظت طريقته.
- قائلة بارتباك. انا بتكلم عليكوا.

- قال بلؤم، وهو يغمز لها بخبث. طب ايه علاقة النور بجوازه.
قالت بكذب، وهي تبتلع ريقها بصعوبة.
- اصل انا بحب اتفرج في الضلمة.
- صافى على بابا.
- مافيش حاجة.
لم يعد يسايرها. فقرر فضحها بالكامل وتعرية مشاكلها ؛ حتى تتخلص من عندها وتكون لحبيب قلبها الاول والاخير.
- قائلا بامر. قرى واعترفى لم عرفتى عملتى ايه؟
- ماعملتش حاجة.
- ماهو واضح من الدموع اللى في عينك.
ارتبكت من كلامه.

- قائلة بتوتر، وهي تضع يدها على وجهها ؛ لتمسح دموعها. دموع ايه؟
- خلينا نتكلم جد.
- ما عيزاش.
- لسي هتهربى.
هبت فيه بانفعال.
- قائلة بوجع باكى. خلاص يا اديم. كريم مابقاش ليا و هيتجوز.
- ما اكيد طبعا ماهيفضلش عمره لوحده.
- ومراته اللى موجودة في حياته دى مالهاش قيمة.
- لو كان ليها قيمة ماكنش حبك. وفضل لحد دلوقتى على حبك.
- حب ايه يا اديم. دى كريم طلع كداب.

- ما الراجل حاول كتير وحضرتك كل مرة بتصدى محاولاته بالرفض التام.
- عايزانى اعمله ايه. اوافق على جنونه.
- وليه لا؟
- وانت وآدم وسمعتكوا وسط الناس.
- طظ في اى حد انتى ماعملتي
ش حاجة حرام. وحطى تحت حرام دى مليون خط.
- انا مستحيل اعمل كدة.
- ماتعمليش حاجة. غيرك انك تفضلى تبكى على الاطلال.
- دى مستحيل اعمل كدة.
- قال باستهزاء من كذبها الواضح على نفسها، وهو يرمقها نظرة ساخرة. ما هو واضح من الشلال اللى في عينك.

- ازاى هنت على بالشكل ده.
- ما هو هان عليكى.
- انا ظروفى غيره.
- لا هو اصعب منك. لكن حضرتك ماشيفاش غير كدة.
- اصعب في ايه. آدم لو عرف هيقطع علاقته بيا.
- صافى احنا بشر ومالناش حكم على قلوبنا.
- قالت برجاء، وهي تمسك يده. اديم لو ليا معزة في قلبك ماتقولوش يعمل كدة. الموضوع مؤلم اوى.
- كل اللى اقدر اقوله ان هو يديكى فرصة تصلحوا الغلط اللى عملتوا.
- انا مش صغيرة للكلام ده.

- لكن قلبك لسي طفل رضيع بيحب انسان مهما مر الزمن لسي بيدق باسمه.
- حاولت كتير انساى بس فشلت.
- قال بدفء، وهو يربت على شعرها بحنان اخوى. طب ممكن تهدى.
قالت بالم. وهي ترتمى في حضنه تستمد منه القوة.
- قلبى بيموت وماحدش حاسس بيا.
- قال برجاء، وهو يربت عليها بطيبة. ما تقوليش كدة يا صافى. كل حاجة هتتحل باذن الله.
- مافيش حل غير انى اشوفه بيكسرنى تانى واسكت.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة