قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثاني والثلاثون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثاني والثلاثون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثاني والثلاثون

ظل اخذها في حضنه يربت عليها بحنان ودفء، ويتنهد بحزن وكآبة لا يعلمها غير الواحد الدايم، بعد ان اخرجت كل ما بها من انهيار وبكاء، خرجت من حضنه.
- قائلة باحراج من الموقف ككل. انا اسفة.
نظر لها باستغراب.
- قائلا بادب. هعتبر نفسي ماسمعتش حاجة.
رمقته نظرة بامتنان.
وهو تابع بحنية.
- صافى انتى اختى. وحد غالى على جدا.
- عارفة يا اديم من غير ما تقول.
- لا ماتعرفيش لانك لو تعرفى ماكنتيش قولتى كدة.

- معلشى يا اديم معرفاش اتصرف.
- مافيش حل غير انك تعترفى انك بتحبى.
- اعترف بايه انت اكيد اتجننت.
- لا حضرتك انتى العقل نفسه.
- بطل تريقة لو سمحت.
- صافى كريم هيتجوز.
- ما هو بجح وقليل الادب.
- دى بقي مش قضيتنا.
- فين كرامتكم وكبريائكم؟
- احنا اصلا عايلة ماعندهاش كرامة.
- يعنى انت موافق على جوازه.
- مايتزفت بعيد عنى.
- صحيح انك بجح زيه.
- اعمله ايه؟
- دى عيب وغلط.

اراد ان يكشف كل الاوراق، ويرفع الستار الزائف الذي تضعه لنفسها.
- قائلا بخبث ممزوج بطلب. صافى ماتبطلى لف ودروان وكلمى وقول لى انك بتحبى.
اردفت برفض شديد.
- قائلة بقرار قطعى. دى مستحيل ولو فيها موتى.
قال بسخرية، وهو يقوم من جوارها.
- خلاص كملى وصلة البكى الجميل بتاعك.
- رايح فين خليك قاعد معايا.
- لا هسيبك تعيدى حساباتك.
اردفت بحنية الام على ابنها.
- قائلة بطيبة. طب اكلت.
- الصراحة لا.
قالت وهي تق...

- طب هقوم اعمل ليك الاكل.
قال بحزن، وهو يشير لها بيده لتجلس.
- لا ماليش نفس.
قالت بقلق، وهي تجلس.
- ليه مالك.
- متضايق شوية.
- من ايه؟ لسي انت ونسمة متخانقين.
- لا خلصنا الخلافات اللى كانت ما بينا.
- اكيد سمعت كلامى وجبت ليها هدية تحفة فتصلحتوا.
تنهد بحزن من صدره، وذهب يجلس على الاريكة التي امامها بعيدا عنها قليلا.
- قائلا بضيق. نسمة اتخطبت.
قالت بعدم تصديق، وعينيها تتسع بصدمة.
- ايه! ايه الجنون ده.

- تخيلى بقالها فترة مخطوبة من غير ما تقول لحد.
- دى حتى ماعزمتنيش الندلة.
- صافى انتى بتقولى ايه.
- اه احنا حبايب مع بعض. ازاى ماتقوليش.
- يعنى دى اللى وجعك؟
اردفت صافى بمكر لتلعب معه.
- قائلة بلؤم. هو في حاجة غير كدة تضايق.
قال بضيق، وهو يقوم من على الاريكة.
- لا مافيش عن اذنك.
- متزعلش اوى كدة ؛ علشان تحس بقيمتها.
قال بضيق، وهو يرد عليها بغضب.
- قيمة ايه اللى احس بيها.

- واحدة كانت موجودة في حياتك بتحبك وتخاف عليك. ضيعتها من ايدك.
قال بوجع، وهو يصرخ فيها بعنف لاول مرة في حياته.
- كفاية بقي كل ماحد يتكلم يقولى بتحبك بتحبك بتحبك.
اردفت بانفعال مثله. لتفيقه من الوهم الذي يعيش فيه.
- قائلة بقسوة عليه. اه بتحبك ودى حقيقة مفهاش هروب.
- فين حبها وهي اتخطبت لحد تاتى.
- فضلت مستنياك كتير وانت ولا بتتكلم ولا حاسس حتى بيها.
- احس بيها ازاى كان مطلوب منى ايه اعمله؟

- نسمة كانت واضحة بمشاعرها باهتمامها الزايد بيك.
- كنت بقول حبها اخوى مش اكتر.
- ليه؟ هي بتعاملك زى مثلا. دى اكتر بمراحل.
قال بحزن، وهو يغمض عينيه بوجع.
- صافى انا مخنوق فوق الخيال.
اردفت بحنية.
- قائلة بهدوء. معلشى فترة وهتعدى.
ثم تابعت لتغيظه.
- قائلة باستفهام. المهم شوفت خطيبها.
قال بصراخ، وهو يفتح عينيه بصدمة على سؤالها المستفز مثلها.
- قائلا بصراخ. صافى!؟!
ضحكت على حالته الغريبة بالنسبة لها.

- قائلة ببرود. اعمل ايه مش مصدقة ان نسمة اتخطبت.
- يكش تولع.
غمزت لها بخبث.
- قائلة باستفهام. من قلبك.
- تصدقى حلال فيكى اللى بيعمله كريم.
- عمك دى بجح. انا مااعرفش ازاى هيعمل كدة.
- يمكن عايز يدوقك من نفس الكاس.
اردفت بعند طفولى.
- قائلة بقوة. انا هسلط على ادم. يمنعه من التصرف ده.
- انتى بتتكلمى على اساس ان كريم ده عيل صغير ومطلوب منا نوقفه.
- طب اعمل ايه. وماتقوليش اعترفى بحبك لي.

- خلاص بقي كملى عياط. وافضلى ابكى على الاطلال.
تجاهلت سخريته عليها.
- قائلة بجدعنة. انا هكلمك نسمة.
- هتكلميها في ايه؟
- تفسخ الخطوبة وتكون ليك.
- تبقي اكيد اتجننتى وهربت منك.
اقتحمت عليهما تارا الغرفة، واضات الانوار.
- قائلة باستغراب. عيب يا اديم تقول لصافى كدة.
قال بعصبية، وهو ينظر لها.
- لا دى اتجننت.
استغربت تارا طريقته المهينة التي يتحدث بها اول مرة وخاصة مع صافى.

- قائلة باستفهام. ليه؟ ايه اللى حصل لدى كله.
- نسمة اتخطبت.
تحمست تارا بشدة من الخبر.
- قائلة بسعادة. واو مبروك.
- اخرسى يا تارا.
- ليه يا صافى.
- اى يا حبيبتى اللى الحماس بتتكلمى بى دى كله؟
قالت تارا بهدوء، وهي تنظر في عين اديم مباشرة. وكأنها تعاتبه على تجاهله حبها له.
- انها اخيرا تخلصت من حبها لاديم وقررت تشوف حالها.
ضحكت صافى على كلامها.
- قائلة بسخرية. لا ما طلع اديم هو كمان بيحبها.
- دى بجد.

- ما انت قولتلك انى صافى اتجننت ماصدقتنيش.
قالت تارا بعدم بتاكيد.
- تصدق كلامك صح.
تضايقت صافى من رفضه الحقيقة. فقالت بتحدى له.
- طب انا اتجننت. انت بقي مخنوق ليه؟ وحالك متغير.
- دى وضع طبيعى انها اتخطبت من غير ما تقولى.
اردفت صافى بعدم اقتناع لحديثه ولو واحد بالمائة.
- قائلة بخبث. يا راجل.
- لا من الواضح فاتنى كتير.
- مش كتير اوى.
قالت بحماس، وهي تجلس على الاريكة بجوار صافى.
- خلاص بقي نتكلم.

لقد مل الحديث معهما، ويريد ان ينفرد مع نفسه.
- قائلا بانصراف. انا سايبها ليكى انتى وصافى تخترعوا حوارات.
قال تارا باستفهام، وهي تغمز له بخبث.
- انت بتهرب ليه.
- شكلك هتكملى في الجنان معاها.
قالت صافى بحنية له.
- طب انت مااكلتش.
قال بضيق، وهو ينصرف من امامهما.
- اتسدت نهائى.
قالت تارا بفضول شديد لصافى بعد ذهاب اديم، وهي تلتفت لها.
- هو ايه الحوار.
- ماعرفش قيمتها الا لما راحت منه.

- وانتى ايه اللى عرفك ان هو بيحبها.
- احكيلك.
- واحشتنى النميمه.
-...
فتح باب غرفته، واغلق الباب ورائه، وظل ينظر هنا وهناك في عتمة الغرفة، بخلاف النور الذي ياتى من البالكونة، يشعر بانه غير طبيعى بالمرة، من وقت ما سمع خبر خطبتها، وهو في دوامة وعالم غريبا عليه، كله استغراب وصدمة وحسرة وفوات آوان، في هم كبير على قلبه ووجع ينزف عندما يتذكر ذلك الامر...
سائلا نفسه بضيق.

- قائلا باستغراب. طب ليه دلوقتى. ما هي جنبى طول الوقت. وبعدين كل ما حد يتكلم يقول بتحبك بتحبك. فين الحب ده. ماراحت اتخطبت لواحد تانى. وانا كمان اعتبر خطبت ورود. يا ربى اى الحيرة الكبيرة دى. وايه اللى بيحصل معايا. انا خلاص هتجنن مابقتش فاهم حاجة.
سكت قليلا. ثم تحدث باقناع لنفسه.
- قائلا ببرود عكس البركان الكامل الذي يحدث معه توا.
- انا متضايق لانها ماقلتش ليا انها اتخطبت مافيش اكتر من كدة.

بعد ان انتهت من شرودها لمشاعر اديم التي اصبحت واضحة للجميع مما لا شكى فيه. فقررت ان تتحدث معها بجدية.
- قائلة باستفهام. طب كريم يا صافى؟
لا تنكر انها ارتبكت عندما ذكرتها به. فتحدثت ببرود كأن الامر لا يعنى لها.
- قائلة بكذب. هو حر في حياته بعيد عنى.
- هتقدرى تشوفى مع حد تانى.
قالت بوجع، وهي تنتهد بحزن على حالها.
- ما انا قدرت قبل كدة مابقتش فارقة.
- كريم هيضيع والمرة دى مافهاش رجوع.

- كريم ضاع لم عرفت بكدبه على.
- حتى لو عرفتى ان هو انظلم في الحكاية دى.
قالت بعدم اهتمام، وهي تقوم من على الاريكة ؛ لتذهب من امامها. فالكلام اصبح ثقيل على قلبها.
- كل الكلام ده مايعنيش ليا.
قامت تارا من على الاريكة. هبت فيها بانفعال.
- قائلة باستغراب. ازاى ما يعنيش ليكى انتى بتحبى وهو كمان.
قالت بوجع، وهي تلتفت لها بانهيار.
- ما هو واضح والدليل على كدة. ان هو رايح يتجوز.

- يمكن عايز الحجر اللى جواكى يتكلم.
- عمره ماهيتكلم ؛ لانى كبرت وعندى ابن على وش جواز.
- انتى كدة بتدفنى حياتك.
- ادفنها احسن ماحد يقول عليا خطافة رجالة.
- بابى بيحبك انتى.
- شاهيناز فين حقها.
اردفت تارا بكره العالم.
- قائلة بغضب. مالهاش اى حق فى.
- ازاى تقولى على مامتك كدة.
اردفت برفض تام.
- قائلة بقسوة. ما تقوليش عليها امى دى اكتر انسانة بكرهها في الكون.
- ليه عملت ايه ؛ علشان تكرهيها بالشكل ده.

ابتلعت انفاسها بصعوبة. وفجرت القنبلة.
- قائلة باعتراف ممزوج بالدموع. لانها السبب في خراب بيتى وحياتى.
رفعت حاجبيها باستغراب.
- قائلة باستفهام. خربت بيتك في ايه؟
- متخليش شرها يكمل معاكى.
اردفت بعدم فهم لكلامها.
- قائلة باستغراب. يا حبيبتى شر ايه اللى بتقولى عليه.
وضعت يدها على صدرها وهي ترتعش.
- قائلة ببكاء. كلكوا فاكرين انها طيبة وملاك.
ثم تابعت بانفعال غير طبيعى.
- قائلة بصراخ. انا بس اللى اعرف حقيقتها.

لاحظت صافى مرضها النفسي من ملامح وجهها التي اصبحت غير طبيعية. فاقتربت منها بحنية، قائلة باستفهام، وهي تمسك يدها.
- حقيقة ايه اللى انتى مخبياها علينا.
قالت بتعب، وهي تنظر له برجاء.
- كلمى بابى وخليكوا تكملوا حياتكوا مع بعض. كفاية ان عمركوا ضاع في الفاضى.

لم يعد يهمها زواج كريم مقدار تلك الحالة التي تراها توا. فتارا ابنتها التي لم تنجبها. فارادت ان تعرف ماذا اقترفت امها في حقها ؛ حتى اصبحت على تلك الشاكلة.
- قائلة بهدوء. شاهيناز عملت معاكى ايه يا تارا.
هزات راسها برفض شديد، فهى كان يخيل لها انها تراها امامها. وتريد ان تخرب عليها سعادتها كما فعلت في الماضى. فصرخت في وجه صافى.
- قائلة بامر. متذكريش اسمها على لسانك ؛ علشان ماتشفيش اذاها.

- انتى كدة بتخوفنى عليكى. ماتقولى عملت ايه.
تذكرت كل شىء من معاملتها القاسية عليها وضربها لها وهي صغيرة، انتهائا بخيانتها لاباها، وضعت يدها على راسها.
- قائلة بصوت عالى. ماعايزاش افتكر اى حاجة. ابعدى عنى. ماعايزاش اشوفك انا بكرهك.
- اهدى يا حبيبتى.
- خليها تبعد عنى انا بكرهها.
- هي مش موجودة.
- لا دى موجودة في كل مكان وشرها بيقرب ياذى كل واحد بحبه.
- مالك يا تارا ايه اللى حصل.

- خليها تبعد يا صافى هتاذيك.
- هتاذينى ازاى.
- زى ما اذتنى وبعدتنى عن زين.
- طب يا روحى اهدى.
الخادمة سمعت صوتها، فاستيقظت على الفور، ورات حالة تارا التي لا تسر عدو او حبيب، واضعة يدها على اذنها، وكأانها ترى شىء امامها، و جسدها بالكامل يرتجف، دموعها سيول على وجنتيها، وتقول جمل ليس مفهوم منها شىء. غمزت لها صافى ان تذهب لاديم.

فعلى الفور. ذهبت الى غرفتها وطرقت الباب عليه باستعجال، كان ملقى على السرير بملابسه لم يبدلها، يفكر. فاق على صوت الاستغاثة. فتح الباب. اخبرته بحالة تارا. فركض بدون كلام. وراى وضعها انصدم جدا، ولكنه ترك الصدمة والذهول على جنب، واقترب منها بهدوء جدا، ثم اخذها في حضنه عنوة، وسط رفضها وصراخها العنيف، ولكنه لم يتركها ابدا، ظلت تحاول وتحاول، وهو يحضنها بقبضة من حديد ويربت على ظهرها بحنان، ويهمس في اذنها بانه اديم اخاها وابن عمها، وصافى تبكى وتقرا الفاتحة لها لتهدا من حالتها، وبعد محاولات من اديم لتهدائتها، استكانت في حضنه، وانفجرت في بكائها الطبيعى، وهو يملس على شعرها بحنان، وجلس بها على الاريكة، وصافى امرت الخادمة بكوب من عصير الليمون ليهدا اعصابها، ثم جلست بجوارها ايضا تربت على ظهرها، وتدعو الله في سرها، ان يفك كربها ويزيل همها.

- قائلة ببكاء. «لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لا إلَهَ إلَّااللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ ورَبُّ الأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ الكَرِيم».

«اللهم يا مسهل الشديد ويا ملين الحديد، ويا منجز الوعيد، ويا من هو كل يوم في أمر جديد، أخرجها من حلق الضيق إلى أوسع الطريق، بك أدفع ما لا أطيق، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، رب لا تحجب دعوتي، ولا ترد مسألتي، ولا تدعني بحسرتي، ولا تكلني إلى حولي وقوتي، وارحم عجزي فقد ضاق صدري، وتاه فكري وتحيرت في أمرها، وأنت العالم سبحانك بسرها وجهرها، المالك لنفعها وضرها، القادر على تفريج كربها وتيسير أمورها » تكرر اسم الله وتدعو لها...

واديم ينحسر على زهرة شباب ابنة عمه التي تكون بمثابة اختا له، ويبكى بصمت في داخله على الحالة التي وصلت لها، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، ماذا حدث لها، فهى من دقائق كانت جيدة في الحديث تضحك وتتشاور، ولكن ماذا نقول فالمرض النفسي ليس له رقيب، اذا ابتلى به اية شخص فعليه بالصبر والصلاة مثلما قال رب العباد في كتابه العزيز. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ...

(صدق الله العظيم).

(اليوم التالى).

كان في اجتماع مع المصممين، وكان على راسهم اديم الذي كان يتراس الطاولة، وبجواره على اليمين نسمة، التي كانت جالسة بوقار وجمال غير طبيعى وتاركة شعرها للعنان، بيدها قلم تسجل على النوت كل يقال في الاجتماع بكل همة ونشاط، وامامها زين الذي كان ايضا يجلس، حتى يعرف ميزانة تكاليف تفصيل الملابس، كم ستكون، وباقى المصممين يتحدثون عن المجموعة الجديدة، التي سيتم عرضها في فرنسا بلد الازياء والموضة، كان كل فرد يتحدث عن رايه بدون اجبار او اكراه، وأديم معهم ايضا في الحديث، متجاهل تماما النظر الى نسمة، فهو ليلة البارحة اخذ قرار على نفسه ان العلاقة بينهما ستكون عمل وليس اكثر من ذلك، خاصة انها من عادتها تاتى اليه في المنزل، لتعلمه عن جدول اعماله، وهذا الكلام منذ عملها في الشركة، لكن اليوم كل شىء تغير بعد خطبتها من السيد فؤاد، هزا راسه بصرف التفكير في افعالها التي اصبحت لا تطاق بالنسبة له انتبه الى عمله، والتفت الى زين وقال بادب.

- شوف يا زين التكلفة هتكون قد ايه.
اردف زين بعملية.
- قائلا بايجاب. هحسبها واقولك.
هزا راسه بتفهم. ثم تابع باستفهام.
- قائلا بتواضع. حد عايز يضيف حاجة.
احد المصممين قال بادب.
- لا يا مستر.
مصممة اخرى. قالت باستفهام.
- حضرتك رايك ايه في التصاميم.
اجابها بمنتهى الاخلاق.
- قائلا بايجابية. في تطور كبير جدا. وحاجات هتكون معانا في الديفيله ده.
تحمست مصممة اخرى.
- قائلة بامتنان. ميرسي يا مستر على دعمك لينا.

- مابحبش اسمع الكلمة دى. ويلا بقي كل واحد على شغله.
هزاوا راسهم ايجابا وذهبوا من امامه، وهي تقوم لتذهب. تحدث معها بصفة رسمية.
- قائلا بطلب. خليكى انا عايز اتكلم.
قالت بادب، وهي تعود الى مكانها.
- نعم يا مستر.
قال بطلب، دون ان ينظر في وجهها.
- جهزى نفسك احنا هنسافر بعد يومين لباريس.
- قالت بتعجب. هنسافر.
قال باستغراب، وهو ينظر لها بضيق.
- مالك بتتكلمى كدة كانك اول مرة هتسافرى معايا.

- لا مقصديش بس لازم اقول لخطيبي.
- دى اكيد لازم طبعا.
قالت بهدوء، وهي تقوم من على مقعدها.
- في حاجة تانية يا مستر.
- لا اتفضلى.
قالت بادب وهي تنصرف من امامه.
- عن اذنك.
ام هو رمى القلم الذي كان يمسكه بيده. وقلد طريقتها.
- قائلا بحنق. لا مقصديش بس لازم اكلم خطيبي. حاجة تحرق الدم.

عندما خرجت من عنده، وجدت كل اصدقائها البنات، في الشركة مجتمعين في انتظارها، حتى يباركوا لها على الخطبة، عندما راتهم امامها سعدت بشدة، وكل واحدة منها اخذتها في حضنها، وبدائن بالقبلات والمباركات، تلك عادات المصريين التي لم ولن تتغير، فهذه سمة هامة من سماتنا، وزيادة ذلك الامر الحشرية والفضول، فبدائوا يسالونها عن خطيبها، وكيف تعرفت عليه، ولماذا لم تعزعهم او تخبرهم حتى؟
فهذا امر طبيعى بين الاصدقاء...

- والزفاف متى موعده؟
- وما عمله؟
- وهل وسيم مثلها ام لا؟
- وكم عمره؟
كل هذا واكثر من الاسئلة اجابت عليه، واحد يلو الاخر، بدون ضيق وحنق، سمع صوت ضحك وهزار، فقام من على مقعده، وفتح باب المكتب، وجد كل فتيات الشركة من اصغر موظفة الى اكبر موظفة، يقفن يتحدثون مع نسمة على خطيبها وهي تريهم خاتم الخطبة، وسعادتها لا توصف لاحد، هب فيهم بانفعال.
- قائلا بغضب، وهو يقف امامهم. هي بقت سوق. وانا ما اعرفش.

انصدمن جميعهن من وجوده امامهم، وسقط على راسهم الصمت التام. وتابع هو فيهن بانفعال اكثر.
- قائلا بامر. كل واحدة تروح على مكتبها حالا.
هزوا راسهم وهربوا من صوته العالى. بعد رحيلهم نظر لها بضيق.
- قائلا باستهزاء. حضرتك مش اول واحدة في العالم اتخطبت.
قالت بتوضيح، وهي تنظر له بهدوء.
- فعلا كلامك صح. بس ماكنش ذنبهم حاجة انك تتعصب عليهم كدة.
- احنا في مكان شغل مش سوق يا استاذة.

- هم ماغلطوش لم ايجوا يباركوا ليا.
- قال بحدة، وهو يرمقها نظرة ضيق. المباركة دى تكون برا. مش في الشركة.
- كان ممكن توجه كلامك ليا من غير ما تزعلهمش.
- هو حضرتك مش شايفة نفسك غلطانة؟
- غلطت في ايه؟ صحابى فرحانين بيا وبيركوا ليا.
- كان فين صحابك دول لم اتخطبتى وعرفوا بعد فترة.
- كل واحد وظروفه.
- قال بقسوة، وهو قاصد كل حرف يوجهه لها. اى بقي ظروفك في ان هم مايعرفوش بخطوبتك. بتحبى واحد مثلا وماعيزاهوش يعرف.

انصدمت من اتهامه الصريح لها، فهبت فيه بانفعال.
- قائلة بعدم تصديق. انت ازاى تكلمنى كدة؟
- بواجهك بالحقيقة اللى بتهربى منها.
- حقيقة ايه؟ انى بحب واحد غير خطيبي.
رد لها نفس النبرة.
- قائلا ببرود. والله انتى ادرى.
رفعت يدها امامه بحدة.
- قائلة بتحذير. مستر اديم انا مااسمحلكش.
تجاهل تحذيرها ونبرة الوجع الواضحة في صوتها.

- قائلا بامر، وهو يذهب الى مكتبه. اللى حصل دلوقتى ما يتكررش تانى. وصعق الباب في وجهها بعنف...

وهى كانت غير مصدقة لما قاله لها توا، وحزينة من كلامه وموجوعة جدا، ولكنها لم تتركه ان يعينها بتلك الصورة ويقلل من شائنها، ويتهمها في اخلاقها، ذهبت له بغضب وعصبية، فتحت الباب عليه دون ان تطرقه، كان يقف امام النافذة لياخذ انفاسه، التفت ليعرف من اقتحم مكتبه دون ان يطرق الباب، انصدم من وجودها وعصببتها الواضحة بشدة عليها.
- قال بغضب، وهو يذهب اليها. ازاى تدخلى من غير ما تخبطى.
هبت فيه بانفعال.

- قائلة بقوة. زى ما حضرتك بتعمل.
- امتى دى حصل؟
- لم تتهمنى بالخيانة يبقي عملت اصعب من كدة بكتير.
- تصرفاتك هي اللى بتوحى بكدة.
- قالت بصراخ. ليه حضرتك شفتنى مع حد.
- انت بتعلى صوتك ليه.
قالت بصراخ اعلى.
- لان اتهامك ليا مرفوص.
قال بضيق من بكائها الذي يالمه قبل منها.
- روحى على مكتبك يا نسمة.
- ماهروحش غير ما ننهى القرف اللى احنا في ده.
انصدم من كلامها.
- قائلا بدهشة. علاقتك بيا بقت قرف.

- انت شفت ايه على علشان تقول كدة.
- ليه ما بتجاوبيش على السؤال علاقتنا قرف؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة