قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السادس والستون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السادس والستون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السادس والستون

شعرت به وفتحت عينيها، راته ينظر لها بعشق شديد فخجلت من نظراته وسحبت يدها من يده.
- قائلة برقة. صباح الخير.
قال بحنية.
- صباح الخير يا ورود.
- عامل ايه دلوقتى؟
قال بحزن وهو يتنهد بضيق من صدره.
- هكدب عليكى لو قولتلك انى كويس.
- قوم صلى وانا هكون حضرت ليك الفطار.
قال باستغراب وهو يعقد حاجبيه.
- اصلى؟!
- وايه المانع؟! ما انت مسلم.
- تصدقى اول مرة حد يقولى صلى.
- اكيد قالوا ليك كتير بس ماكنتش مقتنع.

قال وهو يمط شفتيه لامام.
- جايز برضو.
ثم تابع بحزن.
- قائلا بياس. هو انا هفتكر ايه من اللى حصلى؟
- ادم لازم تسمع لمامتك. اكيد في حاجة غلط.
- الغلط لم سمحت ليها انها تعمل كدة.
- لازم تسمع لها ممكن تكون ظالمها.
هب فيها بانفعال.
- قائلا بغضب. ظلم ايه في انا شوفته.
- مش كل اللى بتشوفه عينينا بتكون الحقيقة.
- وانا ماعايزاش اعرف الحقيقة.
- ازاى كدة؟!
- ورود انا اسف على جرحك الفترة اللى فاتت دى كلها.

- ادم احنا في ايه؟
- مافيش اهم انى اعتذر عن جرحى ليكى.
- كلنا بنغلط وبعدين هعديها ليك علشان عندنا امتحان بكرة.
- امتحان ايه؟! انا دماغى مش موجودة.
- على اساس انها قبل كدة كانت موجودة.
- بس برضو.
- متقلقش انا هذاكر معاك.
- بجد.
- ايوا طبعا.
قال بهمس، وهو يرمقها نظرة امتنان.
- انتى طيبة اوى.
- اكيد مش اكتر منك.
- فين الطيبة في اللى انا كنت بعمله معاكى.
- عادى بقى.
- يعنى سامحتنى.

- هسامحك نص نص لو قومت صليت وفطرت معايا.
- دى اكيد. قالها بحماس وهو يرفع الغطاء من عليه ودلف الى المرحاض. وهي ذهبت الى شقتها لتغسل وجهها وترتب نفسها وتبدل ملابسها...

علي الجانب الاخر، انتظر الصباح بفارغ الصبر، حتى اتى واخذ الماذون وذهب الى منزل والداها، ها هو يجلس في غرفة الصالون ومعه الماذون، ينتظرها تاتى هي ووالداها...
وبعد دقائق دلفت الى الغرفة بتعالى وكبرياء مع والداها، جلس اباها بعجرفة على الاريكة المقابلة لهما بدون القاء السلام، وابنته ايضا لم تلقى السلام وجلست بجواره.
- قائلا باستفهام. ايه اللى جايبك يا كريم؟
رد عليه كريم بقوة.

- قائلا بجراة. جايب معايا الماذون علشان اطلق بنتك.
اردف الحناوى بعجرفة.
- قائلا بخبث. دلوقتى تطلقها. لكن قبل كدة كانت كويسة. علشان كان ليك مصلحة معايا.
قال ببرود متجاهلا اتهامه الصريح له.
- اعتبرها زى ما تعتبرها.
ثم تابع وهو بتحدث مع الماذون.
- قائلا بطلب. اتفضل يا شيخ.
هب فيه بانفعال.
- قائلا برفض. انا بنتى ماتطلقش بالشكل ده.
اردف كريم بسخرية.
- قائلا باستفهام. طب هتطلق ازاى؟! على الموضة يعنى.

هبت فيه شاهيناز بغضب.
- قائلة بتحذير. الزم حدودك يا كريم.
- انتى اللى ملزمتيش حدودك. لم روحتى لمراتى وهددتيها بفيديو زبالة زيك.
- انت هتجيب الزبالة دى لبنتى.
قال بتحذير، وهو يقوم من على الاريكة بعصبية.
- ما اسمحلكش يا حناوى تغلط في مراتى.
رد عليه بعصبية، وهو يقوم ايضا من على الاريكة.
- انت لسى ماشوفتش غلط يا ابن النوار.
- اكتر من كدة غلط. دى انتوا عديتوا الحدود.
صرخت شاهيناز فيه بغضب.

- قائلة بكره. اخرج برا بيتى.
- ماهخرجش غير لم اطلقك واخرجك من حياتى نهائيا.
- انا بنتى استحملتك كتير وعند هنا واقف.
- اتفضل يا شيخ افتح الدفتر.
اردف الماذون بادب.
- قائلا برجاء. يا جماعة صلوا على النبى واستهدوا بالله.
- عليه الصلاة وافضل السلام.
- وحدوا الله.
- لا اله الا الله. اصل دى عالم قادرة تخرجك عن شعورك.
رمقها والداها نظرة استغراب.
- قائلا باستفهام. انتى متمسكة بى على ايه؟ دى عايز يبيعك في ثانية.

قالت بحقد وهي تنظر لكريم.
- هو عارف انا متمسكة بى ليه؟
- لتكون فاكر بنتك بتحبنى وهتموت عليا.
- طب ايه؟! - هي عارفة انى من يوم ما اتجوزتها عمرى ماحبيبتها، ودايما كنت بخونها. ولم عرفت صافى وحبيتها. وجودها معايا كان عقاب على حبى لغيرها.
انصدم والداها من الذي قال ونظر الى ابنته وسالها.
- قائلا باستفهام. انتى كنتى عارفة ان هو مابيحبكيش.
قالت بمنتهى البجاحة.
- وايه المانع؟
هب فيها بغضب.

- قائلا بعصبية. وفين كرامتك؟
- كرامتى انهانت لم حب واحدة زبالة على.
- انا بحذرك يا شاهيناز ماتغلطيش فيها.
- لا انا اغلط براحتى.
صرخ فيها بعصبية.
- قائلا بانفعال. بصفتك ايه؟
- مراتك.
- كنتى. والنهاردة هنهى الحوار ده.
- ازاى كنتى عايشة معاى وعارفة ان هو مابيحبكيش.
- بس انا بحبه.
- دى مش حب. دى انانية.
قالت بغضب، وهي تنظر لابيها.
- فين الانانية انى بدافع عن بيتى وجوزى.

- كنت حافظتى على وخلتينى احبك. وكنتى اهتميتى ولو شوية ببنتك.
التفت اليه بعصبية.
- قائلة بغضب. هو انا كنت فاضية من علاقاتك اللى مابتخلصش.
- ما انا لو لقيتك مهتمية ماكنتش خنت.
- ازاى بنت الحناوى تقبل على نفسها كدة.
- زى ما قبلت تجوزنى بالطريقة دى.
- جوزتك ازاى؟!
- جواز مصلحة وانا اللى اندست في الرجلان.
- انا مغصبتكيش على.
- ومين يرفض كريم النوار؟

- ماتعشيش الدور يا شاهيناز ولا انا ولا انتى عمرنا حبينا بعض. بس كملنا علشان تارا.
- خلاص يا كريم كملوا علشان تارا.
- اللى عملته مع صافى هد كل حاجة.
- ليها حق لم تكون زوجة تانية.
- لا بنتك المحترمة. صورتنى مع مراتى فيديو وورته لابنها واهلها.
- انتى عملتى كدة يا شاهيناز؟
- كان لازم اعمل كدة. لانى لو قولتلك هو بيخونى ماكنتش هتصدقنى.
- كنتى اسالينى وانا هقولك انى متجوز. وبعدين انتى جبتى الفيديو ده منين؟

- خليت واحد يراقبك ويصوركوا مع بعض.
- هو الراجل ده معاى فيديو لينا.
- هو دى كل اللى شاغلك.
هب فيها بغضب.
- قائلا بعصبية. شرفى يا محترمة اللى خليتى واحد غريب يصوره.
- انا لسى هخلى العالم كله يشوف الشرف ده.
ذهب اليها بعصبية وامسكها من شعرها امام ابيها غير مهتم بتاتا بوجوده.
- قائلا بغضب. صحيح انك بجحة وقليلة الادب.
قالت بصراخ، وهي تحاول تخلص يده من شعرها.
- سيب شعرى يا كريم.

- مسلطة على واحد يا حيوانة يصورنى مع مراتى.
- هو مصوركوا في السرير.
- فرقت يا شاهيناز.
- خلى يسيب شعرى يا بابا.
- ماهسبش شعرك غير لم تقوليلى مين ده اللى صورنا.
- مهقولش ليك. غير لم افضحك انت وهى.
قال الحناوى بطلب للشيخ.
- اتفضل يا ماذون شوف شغلك.
- قالت بصدمة. بابا انت بتقول ايه؟
- بقول اللى كان لازم اقوله من زمان.
قالت برفض شديد.
- انا ماهطلقش من كريم.

- لا هتطلقى. سيب شعرها وانا هعرف مين الكلب اللى صورك مع مراتك.
تركه بكره. وهي حاولت ان تصرخ وترفض. رمقها والداها نظرة صارمة بان تلتزم الصمت نهائيا حتى لا يقتلها توا. ثم نظر الى الماذون وامره ان يفتح الدفتر وينهى ذلك الخلل نهائيا، فيكفى الى هذا القدر...

استيقظت من نومها الذي لم تنم فيه الا القليل، اعتدلت في السرير وجذبت الهاتف من على الكومدينو، لتتصل به لعل وعسى يرد عليها...

كان في تلك اللحظة يجلس قبالة ورود على طاولة الطعام، ويتناول افطاره بصعوبة الذي حضرته بنفسها له، وكانت تحاول بشتى الطرق تخرجه من الخراب الذي يعيشه توا، لكن هيهات وهيهات فمشهد قبلات امه مع عمه لا يغيب عن ذهنه ابدا، سمع صوت هاتفه الموضوع على الطاولة، نظر الى الاسم عندما راى اسمها اغلقه في وجهها بغضب، نظرت اليه ورود بقلق.
- قائلة باستفهام. مامتك.
هزا راسه بضيق دون ان يجيب عليها.

- لازم تسمعلها اكيد في سبب لفعلها ده.
اردف بحزن شديد.
- قائلا برجاء. ياريت يا ورود نقفل على الحوار ده.
- اللى تشوفه يا ادم.
قال باعتذار وهو ينظر لها بحنية.
- انا اسف اذا كنت ضايقتك.
- عادى ولا يهمك.
- انا فيا وجع كبير ماحدش حاسس بيا.
- علشان كدة بقولك اسمع لها، ماتحكمش عليها زى.
- هيكون في ايه؟ غير اللى انا شوفته.
- اكيد في سبب.
- لو سمحتى يا ورود.
- يا حبيبي لازم...
- ايه؟ بتقولى ايه؟
ارتبكت من سؤاله.

- قائلة بتلعثم. قصدى انك تسمع لها.
قال باستفهام، وهو يتجاهل كذبها.
- كنتى بتقولى ايه يا ورود؟!
- اى رايك في الاكل.
- بطلى تهربى كنتى بتقولى ايه؟
- ادم انت ليه مسكت في الكلمة.
- لانك قولتيها.
- اعتبر نفسك ما سمعتهاش.
- ازاى اعمل كدة وانا سمعتك بتقوليها.
- بلاش احراج لو سمحت.
- قوليلها بترجاككى.
قالت برقة، وهي تعض على شفتيها بخجل.
- انتى حبيبى وعارف كدة كويس.

- وانتى حياتى وكل حاجة ليا. قالها وهو يمسك يدها وينظر لها بعشق شديد...

علي الجانب الاخر، خبطت على مكتبه لتدخل له، لم يرد عليها فدلفت الى الداخل وجدته ينظر من النافذة الشفافة وواضع يده في جيب بنطاله، ذهبت اليه ووقفت بجواره.
- قائلة باستفهام. في ايه يا اديم مابتردش ليه؟
قال بايجاب، وهو ينظر الى الناس المارة في الشارع.
- ورود وادم.
قالت باستفهام ممزوج باستغراب.
- مالهم؟!
- طلعوا بيحبوا بعض.
قالت بعدم تصديق.
- ايه؟! بتقول ايه؟!
- الكلام ده فعلا بيحبوا بعض.
- طب ازاى؟!

- مش عارف ازاى هو حبها.
- انت متاكد؟
- شوفتهم مع بعض في وضع بياكد حبهم لبعض.
- دى مختلفين جدا.
- سيبك من الاختلاف. اخويا يوم ما يحب يحب حد كان هيكون ملكى.
قالت بحزن وهي تعقد حاجبيها باستغراب.
- ملكك؟!
قال بتوضيح، وهو يستدير لها.
- حاولى افهمى كلامى.
- ما انا بحاول افهم.
- نسمة ورود دى امانة واخويا حبها.
- وايه المانع؟ هي قلوبنا عليها سيطرة.
- فعلا كلامك صح.
قالت بحزن ممزوج بغيرة.
- هو انت زعلان على خسارتها؟!

- انا زعلان من اخويا ان هو مقالش ليا.
- وهي دى حاجة تتقال.
- اه تتقال.
- اكيد بتهزر.
- فين الهزار في اللى انا بقوله؟
- هيجى يقولك اديم انا بحب اللى كانت هتكون خطيبتك.
- هي اصلا مش خطبتى.
- هو ايه اللى هيعرفه بقى انك ماكنتش بتحبها.
- انا لو بحبها هسيبها علشان خاطر اخويا.
- ما هو ده اللى عمله سابها علشانك.
- كان بيتعذب قدامى وانا ما اعرفش انى سبب عذابه.
- التزم الصمت علشانك وكان بيتوجع لوحده.

- دى قطع ايده وحاول يخلص من حياته. وكل لم اساله عنها يقولى ماتت مش من نصيبي وكلام كتير وانا زى الاهبل مش فاهم حاجة.
- حاول صلح علاقتهم مع بعض.
- لازم اربيهم الاول.
قالت باستغراب، وهي تعقد حاجبيها.
- ترببهم؟!
- اه. لان ورود عارفة انى ماكنتش بحبها وفركشت معاها من زمان.
- اديم بطل شغل عيال.
- شغل العيال هم الاتنين هيعرفوا على اصله.
- بلاش الفترة دى لان عندهم امتحانات.
- يخلصوا بس ويقابلوا منى.
- طب ليه؟!

هب فيها بانفعال.
- قائلا بعدم تصديق. ازاى ميقوليش انها حبيبته وهي كمان سالتها كانت رافضة بكل الطرق.
- استوعب هي هتقولك انا بحب اخوك انت.
- وايه المانع؟!
- انت بتتكلم ببساطة كدة ازاى.
- لان الموضوع مايستحقش التعقيد دى كله.
- دى واحدة كانت هتكون مراتك. اخوك خانك وحبها.
- خانى؟!
- اه خيانة. افرض انك بتحب ورود فعلا. واخوك بص ليها وحبها.
- بمعنى؟
- ان هو مستحيل يقولك حتى لو فيها موته.
- بعد الشر على.

- تقبل ان اخوك مقالش ليك ليها.
- صعب التقبل جدا لان هو كان بيتعذب.
- اهى فترة وعدت واكيد دلوقتى الامور هتتصلح ما بينهم.
- ما انا لازم اساعدهم.
- سبهم براحتهم علشان ماتسببش ليهم احراج.
- انتى شايفة كدة؟!
- دى اكيد.
- ادم حب.
- دى شىء لا يصدقوه عقل. وخاصة ان ورود بنت رقيقة ومميزة ومختلفة عن ادم جدا.
- هو في اتجاه وهي في اتجاه تانى خالص.
- النصيب بقي.
- بس حبها امتى؟ وازاى؟! دى ماكنش بطيق وجودها.

- الحب ده كدة بيجى من غير مواعيد.
- وادم كان مستنى انى اجيبها من الفيوم علشان يحبها.
- الصراحة البنت تتحب. فيها جمال غير طبيعى.
قال باستغراب وهو يرمقها نظرة عشق. ازاى ماكنتش واخد بالى منك الفترة اللى فاتت دى كلها.
خجلت من النظرات التي يرمقها اياها. خلع يده من جيب بنطاله وامسك وجهها برقة ورفعه له.
- قائلا بهمس. ازاى كنتى حواليا وانا مش شايفك؟!
- اقولك ومتزعلش.
- مجنون؟!
هزات راسها موافقة.

- والله فعلا كلامك صح. انا مجنون لانك كنتى قدامى وماشفتش قد ايه انك مميزة ومختلفة وانى بعشقك مابحبكيش.
- كان لازم اتخطب علشان حضرتك تتحرك.
قال بحنية وهو يلمس وجنتيها بدفء.
- ماحستش بقيمتك الا لم لقيتك بتضيعى منى.
- انا بقي كنت حاسة بقيمتك من يوم ما عرفتك. نجم ساطع وبعيد صعب الوصول لى.
- للدرجة دى؟!
- لم حبيتك قولت مستحيل يبص ليا او حتى يحس بيا.
- ليه؟!
- لانك كنت بعيد وحواليك بنات احلى منى بكتير.

- مافيش حد احلى منك في عينى.
- لم قولتلى انك هتخطب ورود. عرفت وقتها انك مستحيل تحس بيا او بالقلب اللى كان بيموت كل لحظة فيك.
- القلب حس بيكى وكان عاشقك من زمان.
- قول انك بتحبنى.
- الحب مش كافية على الاحساس اللى جوايا من ناحيتك.

غابت الشمس وحل مكانها القمر
(قصر كارم النوار).

بعد ان طلقها بامر من والداها، وانتهت كل العلاقات بينهما نهائيا واصبح حر طليق بدون تلك البغيضة، ذهب الى زوجته الوحيدة ليخبرها بامر الطلاق، دلف الى القصر وسال عنها الخادمة، قالت له انها في غرفتها منذ الصباح ولم تخرج منها حتى لتتناول افطارها، حزن عليها بشدة، وذهب الى عندها وطرق على غرفتها، ثم دلف بهدوء اليها وجدها تقف في البلكونة، ذهب اليها بلهفة، واحتضنها من الخلف.
- قائلا باشتياق. واحشتينى يا صافى.

رفعت يده من على خصرها. والتفت له بدموع على وجنتيها.
- قائلة بضيق. ابعد عنى يا كريم.
انصدم عندم راى وضعها. قال بحنية ؛ وهو يقترب منها ليمسح دموعها.
- حبيبتى ليه بتبكى؟ انا طلقت شاهيناز. الجدار اللى كان بينا هديته.
قالت بحزن ممزوج بياس. وهي تبتعد عن مسار يده.
- بعيد عنى.
- صافى ممكن تسمعينى.
- اخرج برا يا كريم.
- انا طلقتها خلاص.
- مايهمنيش ابنى من امبارح مابيردش على، ودى كله بسببك.
- حبيبتى.

قالت برجاء، وهي تجز على اسنانها بغضب.
- ماتقوليش حبيبتى.
قال اديم بطلب الذي سمع حديثهما، وهو يدلف الى غرفتها.
- اهدى يا صافى.
- خرجه برا يا اديم.
قال باستغراب، وهو يذهب الى عندها.
- ازاى اعمل كدة؟!
- اخرج برا يا كريم. انا خسرت ابنى واتفضحت قدامه ونزلت من نظره. عايز ايه تانى؟ كفاية اوى اللى عملته فيا.
- انا هروح اكلمه.
- بقولك ابعد عنه وملكش دعوة بيا.
- يا صافى لازم يعرف الحقيقة.

- الحقيقة انك تخرج من هنا وتبعت ليا ورقة طلاقى.
- انتى في وقت غضب.
- من يوم ما عرفتك وانت دمرت حياتى. الاول خدعتنى بحبك وبعد كدة خسرتنى ابنى. ربنا ينتقم منك يا كريم.
- صافى انا ماليش ذنب.
- الذنب ذنبى مين في خسارتى لابنى.
- كل الامور هتتصلح.
- بعيد عنى. انت بالنسبالى خلصت.
- الامور ما تكونش كدة.
- تكون ازاى؟ وابنى شافنى في وضع معاك ماينفعش.
- واحد بيبوس مراته. ايه الذنب اللى ارتكبته؟!

- الذنب كان ذنبى لم وافقت اتجوزك.
- احنا مغلطناش.
- هو في غلط اكتر من اللى احنا فى.
- انا طلقت شاهيناز وبقيت ليكى لوحدك.
- بقولك بعيد عنى.
- ماقدرش ابعد عنك لانى بحبك.
- الحب ده اللى ودانى في داهية.
قال اديم برجاء لها.
- صافى اهدى وكريم هيحكى كل حاجة لادم.
- يبعد عن ابنى. كفاية اللى حصل.
- هيفضل واخد فكرة وحشة عننا.
قالت بتعب، وهو يغشى عليها.
- انا ابنى عنده امتحانات...

قال كريم بصراخ وهو يمسكها من خصرها ؛ حتى لا تسقط ارضا.
- صافى في ايه؟
- ممكن تكون من قلة الاكل.
- قال بغيظ وهو يحملها ويضعها في سريرها بهدوء.
- المجنونة مااكلتش حاجة من امبارح.
قال اديم بطلب وهو ينصرف.
- هروح اكلم الدكتور وانت خليك معاها.
بعد ذهابه هو نظر الى وجهها المتعب.
- قائلا باعتذار. انا اسف على كل الوجع اللى سببته ليكى. اعمل ايه؟ يوم ما حبيتك كان الوقت الغلط والمكان الغلط...

فى تلك الاثتاء جلسوا امام بعضهما البعض على الطاولة، منكبين على الكتب والمحاضرات التي احضرتها له، وبدات تذكر له يركز تارة معها ويسرح تارة اخرى، وهي في كل مرة تجذبه لها حتى لا يسرح بخيالاته، لكن هو كان حزين جدا ولا يستطيع ان يسيطر على حزنه، فالمشهد الذي رائه لامه وعمه كان بشع للدرجة يصعب وصفها، فهو كان يعتبره في منزلة ابيه، صرخ في داخله بانفعال.

- قائلا بغضب. ازاى يعمل كدة؟! ازاى يخونى في ضهرى؟! واديم من الواضح ان هو عارف وساكت للدرجة دى. كانوا بيلعبوا بيا وانا ولا حاسس. ازاى طوعهم قلبهم يعملوا فيا كدة؟! وكانوا مدعين الفضيلة على. ليه يا ربى؟ استغفر الله العظيم.
- ادم خليك معايا.
قال بحزن ممزوج بالم.
- ازاى يعملوا فيا كدة يا ورود.
قالت بهدوء وهي تضع القلم في الكتاب وتغلقه.
- ما انا بقولك اسمع لمامتك جايز في سبب.

- اروح اقولها عملتى علاقة مع عمى ليه؟ افرضى ماعندهاش جواب لعملتها السودة دى.
- اكيد عندها.
- اديم كان عارف وساكت.
- يا ادم ماتتعودش تظلم.
- انا مش ظالم.
- انا ماقصديش بس اسمع.
- وانا ماعايزاش اسمع.
- هتفضل كدة تعبان وموجوع.
- الوجع جاى من اقرب الناس ليا.
- اكيد مش قصدهم يوجعوك.
قال بعصبية، وهو يقوم من على المقعد. ويذهب الى البلكونة ؛ لياخذ انفاسه التي تختنق.
- طب كان قصدهم ايه؟

قالت بهدوء وهي تذهب له وتقف بجواره.
- اسمع لهم.
نظر اليها بعصبية.
- قائلا ببكاء. مش قادر مش قادر.
قالت ورود بحيرة.
- اعملك ايه قولى اعملك ايه؟
- مش عارف غير انى موجوع.
- ماتقولش كدة يا ادم. قالتها بحنية وهي تاخذه في حضنها.
قال ببكاء وهو في حضنها.
- ليه يا ورود؟ ليه؟ امى وعمى مع بعض ايه الوضع الزبالة ده.
قالت بحنية وهي تربت عليه.
- ادم ماتشيلش نفسك اكتر من طاقتها.

- مش قادر انسى اللى شوفته. المشهد كل شوية بيتكرر قدامى.
-...
- امى دى اهم كائن بالنسبة ليا تعمل فيا كدة.
قالت بهدوء وهي تخرج من حضنه.
- اكيد مش قصدها. دى انسانة بتحب.
- فين الحب؟ في القرف اللى انا شوفته.
-...
- انا بتعاقب في امى.
- ادم ماتقولش كدة.
- طب اقول ايه؟
- يا حبيبي خير.
- حبيبك موجوع اوى يا ورود.
قالت بحب وهي تمسح دموعه.
- ماتقولش كدة وانا موجودة.
- انا من غيرك كنت قتلت نفسي.
- كفل الشر عليك.

- اللى شوفته قتلنى مليون مرة.
- انا عندى الحل.
- حل ايه؟!
- نروح الملجا اللى اتربيت فى.
- مش معنى؟!
- لم تيجى معايا هتعرف.
- ماعايزاش اروح في حتة.
- انت هتروح مشى. ما انت هتركب العربية.
- لا ما عايزاش اروح.
- لا هتيجى هتنبسط اوى.
- هو انا طالع رحلة.
- هي حاجة شبه كدة.
- دى ملجا يا ورود.
- بس هتنبسط هناك.
- ماينفعش عندنا امتحان بكرة.
- تصدق غابت عن بالى.
- شوفتى بقي.
- يا ادم كلها كام ساعة ونرجع نكمل المذاكرة.

- اوعدك اول ما هنخلص الامتحانات نهائى. هنروح الملجا بتاعك.
قالت باستغراب.
- بتاعى؟
- طب بتاعى انا؟
- لا بتاعى انا.
ابتسم على طريقتها اللطيفة.
- اضحك مصيرها تتحل.
رمقها نظرة امتنان.
قالت بطلب، وهي تمسك يده بحب.
- نروح نكمل مذاكره.
هزا راسه موافقا على كلامها وذهب...

هل سيمر الوجع وينقضى؟ الوقت قادر وكفيل بذلك الامر. لقد مر على الانسان الكثير والكثير ومع مرور الثوانى والساعات مر الالم او اعتاد عليه، انقضى شهر الامتحانات بحلوها ومرها، لا يستطيع ان ينكر بان كل يوم كان حملا ثقيلا على قلبه، كل ليلة يسال نفسه، لماذا فعلت امه به ذلك؟ وكل مرة يعود الى نفس الاجابة بان يسمع لها، ولكنه كان يرفض حديثها بشتى الطرق، لا يريد ان يعرف او يسمع خوفا من ان يكون حجتها قليلة وليس لها سببا قويا، فتنزل من نظره اكثر من ذى قبل، فهرب منها في كل مرة من خلال الهاتف المحمول او في الكلية لتقص له كل شىء، وتتخلص من حمولتها الثقيلة وظنونه السيئة بها، ولكنه رفض واقسم على نفسه بعدم الاستماع لها، متجاهلا تماما تعبها ووجعها وبكائها المستمر على وسادتها ليلا، كان يواسيها زوجها من بعيد للبعيد، فهى ايضا رفضته بابشع طريقة ومثلما فعل ابنها فعلت به ولفظته من حياتها نهائيا، استسلم لهجرها له وصبر نفسه، بان العاصفة ستهدا يوما ما ويعودوا مثلما كانوا وافضل من ذى قبل، فصبرا في مجال الحب صبرا، فحبيبته معاتبة له وليست مهاجرة قلبه، فهى تعشقه وتموت الما على فراقه، لكن فراق الابن موجوعا ومؤلم، تنتظره كل ليلة على الطرقات، حتى ياتى اليها ويستمع لها، ويعرف حقيقة الامر كاملة ولا يحكم عليها بالباطل دون الانصات لها، فهذا ظلم بين...

اديم كان يحاول معه بكل الطرق، ولكن الرفض هي الاجابة على جميع الاسئلة، فطلبت منه نسمه ان يعطيه المجال كاملا، حتى يهدا ويستمع لهما جيدا، وافق على كلامها خاصة ان ادم مازال غاضب بشدة، فتركه على راحته حتى يهدا وبدا هو في تجهيزات الزفاف الذي اوشك على البدء، ونسمة ستكون في القريب العاجل زوجة له، كم هذا مريح وميسر...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة