قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السابع والستون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السابع والستون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السابع والستون

يبقى الوضع كما هو عليه، مازال يعمل لديه عامل نظافة، يريد ان يحن عليه ويعطيه رد مقنع، لكن هيهات وهيهات فهو تركه يهان ويذل كل ليلة ليس من العمل فقط بل من الاشتياق الى حبيبته، فلولها لم يفعل ذلك الامر بتاتا، لكن ماذا يفعل ما باليد من حيلة، فهو يحبها ويريد ان يتزوجها، اقتحم عليه شروده ذلك الرجل الذي اخذ مكانه في العمل.
- قائلا بطيبة، وهو يعطيه سندوتشات فول وطعمية. مالك يا ابنى خد الاكل بتاعك.

قال بامتنان، وهو ياخذ منه الطعام.
- شكرا يا عم فتحى تعبتك معايا.
- تعب ايه؟! مش كفاية بتعمل شغلى كله.
- لا مش شغلك. انا اللى مسؤل عن نظافة المصنع كله.
- انا بقالى شهر باجى هنا وانت اللى بتعمل شغلى كله.
- والله يا عم فتحى حكم القوى على الضعيف.
- لا مؤاخذة انت باين انك من عايلة غنية. ليه بتشتغل هنا؟
- ما انا قولتلك حكم القوى على الضعيف.
- عليك ديون لكامل باشا.
- حاجة شبه كدة.

- برغم ان هو يبان قاسى من برا، لكن هو طيب مع العمال.
- فين الطيبة في اللى بيعمله فيا.
- مصيرك تعاشره وهتعرفه.
- لم اعاشره بقي.
- اسيبك بقى تاكل براحتك. عن اذنك. قالها بادب وانصرف من امامه.

فى تلك الاثناء، كانوا يجلسون بجوار بعضهم البعض على الاريكة، يشاهدون احد الافلام الاجنبية في هدوء وسكينة، وامامهم الفيشار على الطاولة يتناولون منه من حين لاخر. تنظر اليه بتعمق وهو مشغول في الفيلم. فاقتحمت تعمقه برقتها.
- قائلة بهدوء. انت وعدتنى بعد الامتحانات هنروح الملجا.
رد عليها، وهو يشاهد الفيلم.
- قائلا بايجاب. وانا عند وعدى عايزانا نروح امتى؟
- النهاردة.

قال بحب، وهو يعتدل لها وينظر في عينيها.
- خلاص النهاردة هو احنا عندنا كام ورود.
- بس ممكن طلب.
- اتفضلى.
- حابة اشترى حاجات لاصحابى.
- ورود دى ملجا وعدد كبير جدا.
- انا هشترى من فلوسى.
- مش قصدى. انا اقصد ان كل واحدة مختلفة وليها ذوق غير التانية.
- البنات هناك ابسط من اللى خيالك يوصله.
- زيك كدة؟
- اكتر منى بكتير.
- لا انا شوفتش حد زيك ابدا.
- لانك مروحتش الملجا هناك.
- خلاص هروح واشوف يمكن الاقى بنت تعجبنى.

- مين اللى تعجبك؟
- بنت من هناك.
قالت بغيظ وهي تمسك بالوسادة وتضربه.
- شوف كدة هعمل ايه؟
- هو انتى قد الضربة دى؟
- فاكرنى هخاف منك.
- دى احنا اتجرانا.
- عايز تبص لغيرى.
- وايه المانع؟
- قالت بغضب، وهي تضربه بالوسادة مرة اخرى. ادم بطل رخامة.
- قال بهزار معها. وهو يبعث بشعرها ويسقطه على وجهها. لا انتى كدة وصلتى مرحلة خطر.
هبت فيه بانفعال.
- قائلة بعصبية. بطل تبوظ شعرى.
- دى انا كدة بصلحه.

قالت بتذمر، وهو تعدل من شعرها.
- فين الاصلاح ده؟
- تصدقى شكلك كان حلو الاول.
- قصدك ايه؟ انى انا وحشة.
- ومين قال كدة؟
- انت.
- امتى ده؟
- والله.
- قال بعشق، وهو يلامس وجنتيها بحميمية. شكلك ده هو السبب في حبى ليكى.
- اردفت بهمس ممزوج بعتاب. بتحبنى علشان شكلى؟
- هو سبب جنونى. لكن باقى التفاصيل بتخلينى في مكان تانى.

- انت الانسان اللى كتبت عنه وكان نفسى اقابله. ساعات كنت بقول هقابلك وهعيش الحب، وساعات بقول لنفسى فوقى يا ورود انتى عايشة في خيال مش اكتر.
- انت بقى ماكنتيش في بالى، اصلا الحب كان خارج كل حسبتى. كله بيقولى لم تحب هتعرف. فعلا الحب ده غير كل شىء عشته.
- بتشوفه ازاى؟
- الحب هو انتى يا ورود. انسانة غير كل اللى قابلتهم. بحس انك بنتى وصحبتى واختى وامى كل شىء كل شىء.

- بيك اتصالحت مع كل مشاكلى وعجزى. بيك شوفت الحياة بلونها الحقيقة.

ذهبت الى والداها عند المصنع فهو طلب رؤيتها، لم تكذب خبر خاصة انها اشتاقت له، عندما دخلت اتسعت عينيها بصدمة، فوجدت مالك يرتدى ملابس عامل نظافة ويجمع القمامة من على الارض، والعرق يتصبب من على وجهه من اثر التعب والارهاق، رفع وجهه عندما راى حذاء امراة امامه، رائها امامه، تسمر في مكانه فهو كان لا يريد ان تراه على ذلك الوضع المهان، لكن اين الاهانة فانا عاشق اريد ان اصل الى معشوقتى ايا كانت الطريقة او الوسيلة يكفى ان تكون معى وتشاركنى حياتى بحلوها ومرها، رمقها نظرات تملائها الاشتياق واللهفة، فهو حن لها من اخر مرة رائها فيها، اخترقت نظرات العتاب والاشتياق. عندما قالت بعدم استيعاب.

- مالك انت بتعمل ايه هنا؟
- قال بايجاب. بشتغل زى ما انتى شايفة.
- ومش معنى هنا؟! وعامل نظافة. طب ليه؟
- دى شرط بابكى علشان يوافق على جوازى منك.
قالت باستغراب، وهي تعقد حاجبيها بتعجب.
- جوازى؟!
- اه. انا طلبت ايدك من بابكى يوم ما جيه ليا البيت.
- ومقولتليش ليه على الشرط ده.
- السبب بسيط لانى بحبك وعايز اتجوزك.
- دى اهانة كبيرة ليك.
- مش مهم. الاهم ان هو يوافق على جوازنا.
- ومين قال انى هرضى!
هب فيها بانفعال.

- قائلا بغضب. ماتعبتيش من الفراق.
-...
ماذا ستجيب عليه، وهي كل ليلة تبكى على وسادتها من اثر الفراق، وعندما تنهار حصونها اكثر، تركض على البلكونة لتاخذ انفاسها وتهدا قلبها ولو قليلا، هي عانت جدا في فراقه، طوال عمرها تمر باختبارات دراسية، واول مرة تعانى في الامتحانات بالشكل هذا، كان عقلها وقلبها معه طوال الوقت.
تحدث مالك بصدق.
- قائلا باشتياق. واحشتينى.
تجاهلت الكلمة التي اخترقت حصون قلبها ودق لاجلها.

- قائلة باستفهام. اهلك يعرفوا انك بتشتغل هنا.
- ماحدش يعرف غير انتى وبابكى.
- ازاى تقبل على نفسك كدة؟! ايا كانت اسبابك.
- لسى مش مصدقة حبى ليكى. جيداء دى واحدة كدابة روحى واساليها.
- مالك ممكن بعد المرمطة دى بابى مايواففش.
- هو لعب عيال.
- انتقام لكسرة قلب بنته.
- انتى لسى فاكرة انى اترهنت عليك.
- مش معنى؟!
- ازاى مش معنى وانتى لسى موجوعة منى.
- الوجع ده لم اكون بكن ليك مشاعر.

- بطلى تكابرى انتى بتحبينى زى ما انا بحبك.
قالت لتذهب. - عن اذنك هروح اشوف بابا.
قال باصرار وهو يمسك ذراعها ويقربها له بقوة.
- ماهتمشيش غير لم تجاوبى على سؤالى.
قالت بعصبية. - مالك. ايه اللى انت بتعمله ده؟ ماينفعش.
قال باستفهام، وهو ينظر في عينيها.
- طب ايه اللى ينفع، وانتى رافضة تسمعينى.
- مالك انا سمعت كفاية.
- انتى اصلا ماسمعتيش غير نفسك واعتقادك الخاطىء عنى.
- عايزانى اعملك ايه؟

- عايزك تحسى بقلب حبك من اول لحظة شافك فيها. ومستعد يعمل اى حاجة علشان تصدقى.
- يا ريتك ماكنت خبطنى بالعربية.
- ربنا اراد كدة علشان اشوفك واحبك.

احبك كما لم اعشق من قبل، اتنفس خصلات شعرك الناعم بين رحيق الازهار، لقد احترق قلبى من حسرتى وشوقى اليك، تعبت راسى من كثرة الاحلام بك، روحى عندك حياتى عندك، انا بدونك ماذا افعل وكيف حالى، حتى اذا نسيتنى فانا لم انسى، هءا حبك العميق ينهينى ويدمرنى، لا اجيب على اسئلة قلبى عندما يسئلنى عنك، لقد اخفيت حبك في قلبى وعن نفسى، لا استطيع فراق يديك، لا استطيع فراق عينيك، لا استطيع فراق وجهك، لا تتركينى لا تهجرينى، استحلفك بالله لا تفعل ذلك...

عندما افاقت على نفسها، ولاحظت نظرات جميع العمال عليهم، ابعدته عنها بقسوة.
- قائلة بضيق. ايه الجنون ده؟!
- ده مش جنون.
- ازاى تقبل على نفسك كدة.
- لانى بحب.
- ايا كان بس فين كرامتك؟
رائهم كامل على ذلك الوضع. ذهب اليهما.
- قائلا باستفهام. هاى يا ولاد اتفقتوا.
ارتبكت عندما رات والداها بينهما.
- قالت بصدمة. بابا.
قال بحنية، وهو يقبل راسها.
- روحى نورتى المصنع.
- كنت عايزانى في ايه؟
- واحشتينى فقولت تجى اشوفك.

- انت جايبها هنا ؛ علشان تشوفنى وانا بشتغل، فاكرنى هزعل؟
- وايه اللى يزعل؟! دى اتفاق كان بينا.
- ويا ترى لسى على اتفاقك معايا؟
- انا عمرى ما رجعت في كلمة قولتها.
- امتى هيتم الجواز.
قالت بصدمة. - الجواز؟!
- وليه نستنى؟
- دى انت مستعجل.
- اكتر من اللى خيالك يتصوره.
- بابا انا عايزة اتكلم معاك.
- اكيد يا روحى. شوف شغلك يا مالك. قالها بصرامة واخذ ابنته وصعد بها على غرفة مكتبه...

جلس على مقعد مكتبه ببرود. وهي امامه تغلى من العصبية. هبت فيه بانفعال.
- قائلة بغضب. ازاى تعمل في كدة؟!
- دى شرطى علشان اوافق على جوازه منك.
- انت هنت كرامته وذليتله.
- انا ماجبرتوش على حاجة.
قالت بصراخ، وهي تضرب على مكتبه بغضب.
- استغليت حبه ليا.
صرخ فيها.
- قائلا بعصبية. انا باخد حقك.
- فين الحق وانت بتهين كرامته.
- هو اللى وافق. ماحدش ضربه على ايده.
- دى واحد بيحب هيعمل اي حاجة علشان يوصل لحبيبته.

- يعنى معترفة ان هو بيحبك.
- وهي دى حاجة فيها شك.
- يعنى سامحتى؟
- دى انسان بتذله بحبه.
- انا اب وباخد حق بنتى.
- وفين حقه في اللى بيحصل.
- بتحبى يا احسان؟
- بحبه انا بعشقه. وبرفض اهانته بكل الاشكال. دى انسان زبالة وقذر وبتاع ستات، لكن اللى عمله النهاردة ماكنتش اتوقعه ابدا.
- انا بعمل كل ده علشانك.
- ماقدرش اشوفه بالشكل ده.
- كبرتى امتى؟ وبقيتى بتدافعى عن حبك.
- انا بدافع عن واحد حبيته.

- انتى ماينفعش معاكى خطوبة.
- بابا انت بتتكلم عن ايه؟
قال بايجاب، وهو يقوم من على مقعده ويقف امامها، ويمسكها من ذراعيها بحنية.
- عن جوازك من مالك. ومين غيره يستاهل يكون جوزك.
- بابا.
- انا اعمل اى حاجة. مقابل تكونى سعيدة.
-...
- انتى حتة منى جزء رئيسى في حياتى. مهما الدنيا تروح او تيجى مااحبكيش تنوجعى او تنجرحى. انا اب يا احسان. اه قاسى الطبع وصعب التعامل. بس عمرك ما هتلاقى حد يحبك في الكون قدى.

- وانا كمان يا بابا بحبك.
- تصرفى مع مالك. عايز اشوفه بيحبك بجد ولا بيتسلى.
- وحضرتك شوفت ايه؟
- هو ده اللى ينفع يكون جوزك، رغم عيوبه اللى كلها شبهى تقريبا.
- بابا. قالتها بخجل وارتمت في حضنه.
- يا عمره يا نور عيونه.
- ربنا يخليك ليا.
- ويخليكى ليا ويهدى رقية وترضى ترجع ليا.
- لازم تعمل زى مالك ؛ علشان ترجع ليك.
- اذل نفسى.
قالت بايجاب، وهي تخرج من حضنه.
- اه. هي رقية اى حد؟

- لفيت كتير وقليل مالقتش ليها بديل.
- الله عليك يا كامل بقيت بتقول شعر.
- هي رقية كدة حالة عشق لوحدها.
- فينك يا ست رقية من الكلام ده.
- بقولوا ليها بس مافيش فايدة فيها.
- اصبر عليها اصل اللى حضرتك عملته مش قليل.
- ما هو الصبر ده لو طول هعمل مع امك الجلاشة.
- الجلاشة؟! جبتها منين؟
- من افلام محمد رمضان.
- بابا بتهزر.
- تعالى في حضنى سيبك من اى حاجة في الدنيا. بكرة ياخدك مالك من حضنى.

بعد ان انتهى من دوامه. ذهب اليه احد العمال واخبره بان الاستاذ كامل فرغل يريد مقابلته، هزا راسه ايجابا، وذهب اليه. طرق على باب مكتبه. اذن اليه بصوته الحاد، دلف اليه.
- قائلا باستفهام. حضرتك عايزانى في ايه؟
- اتفضل اقعد.
- لا شكرا.
- انا قولت اقعد.
قال بحنق، وهو يجلس على مقعد امامه.
- حاضر.
- مستنيك انت واهلك يوم الخميس في البيت.
اتسعت عينيه بسعادة مفرطة.
- قائلا بعدم تصديق. بجد.

- انا مش فاضى ليك علشان اهزر.
- يااااا، وانا اللى كنت بقول عليك شرير.
- خليك معتقد زى ما انت ؛ لان قلبتى وحشة.
- طب ليه تخوفنى منك؟
- لازم تخاف ؛ علشان ماتجرحش بنتى.
- احسان دى هتكون في عينى.
- اتمنى تكون قد كلمتك.
- قدها بس انت قدم الخبر بس.
- ماعنديش ثقة فيك.
- اعملك ايه علشان تثق فيا.
- ما انت عملت. بس انا لسى قلقان منك.
- صفى ضميرك من ناحيتى وكل شىء هيكون كويس.
- انت ازاى تكلمنى كدة؟

- انا من فرحتى مابقتش عارف بقول ايه؟
- لا ركز وخاف على نفسك.
- احسان واخدة منك الشخصية.
- مش بنتى.
- دى السبب انى حبيتها ومابقتش شايف غيرها.
- لانها مميزة ومختلفة.
- فعلا. قوية وجريئة ومابتخفش نهائى من حد.
- انا علمتها كدة ماتخفش الا من اللى خلقها.
- ونعم التربية.
- عملنا مجهود وفي الاخر هنجوزها لواحد صايع. - ما الصايع اتغير.
- يكون احسن.
- ما تخلينا نجى بكرة ونختصر الحوار.
- روح شوف شغلك.

- ما خلاص الشرط انتهى.
- روح يا مالك على شغلك.
- حاضر. قالها بضيق ودلف من امامه.

اخذها وذهب بها الى مول ؛ لشراء بعض الهدايا لاصدقائها، فرحت كثيرا بالتجول معه هنا وهناك، كانت الابتسامة لا تفارق محياها ابدا، هو كان سعيد لذلك الامر، فحبيبته سعيدة وراضية، كانت عندما تشير الى اشياء يشتريها لها، ولا يرفض لها طلب ابدا، فكلامها اوامر على رقبته، دون جدال او نقاش، انتهت من شراء اشياء بسيطة، وخرجوا من المول محملين بالهدايا، ووضعوها في صندوق السيارة، وذهبوا ليركبوا وضعت حزام الامان، وحلق بها الى الفيوم، لقد اشتاقت الى كل شبر بها، الايام مرت عليها صعبة وعسيرة، فجمالها ليس بخلاب لكن تمتلك طاقة ايجابية وهدوء طبيعى، ايا كان فهى البلدة التي ترعرعت بها، على قدر السعادة والحماس التي تملا جوانب قلبها، لكن كان يوجد بعض القلق والخوف، سائلة نفسها.

- ياتري هيرجعوا يحبونى زى الاول؟ وهل هم فاكرينى ولا نسيونى؟
اقتحم ادم شرودها.
- قائلا باستفهام. روحتى فين؟
- معاك.
- مش واضح.
- مقلقة شوية.
- من ايه؟
- ان الهدايا ماتعجبهمش.
- انتى بتقولى ان هم بنات بسيطة فاقل حاجة هتفرحهم، ولا في حاجة تانية؟
- خايفة من ردة فعلهم لم يشفونى هيفرحوا بوجودى ولا لا.
- انتى هتفرحى بوجودهم؟
- جدا.
- هم كمان. وبعدين بتفكرى في حاجات لسى هتحصل ليه؟ وايه اللى هيخليهم مش حابين وجودك.

- مش عارفة!
- ورود انتى بتفكرى في حاجات فارغة.
- فارغة؟!
- اه فارغة اى سبب ضيقهم منك.
- لانى انا اللى روحت ادخل كلية حلوة وهم لا.
- ما انتى جبتى مجموع كببر.
- صح كلامك بس مش دى الحقيقة. ماحدش يعرف انى سافرت علشان اتجوز اديم. ازاى ده؟!
- ده كان اتفاق ما بين الام واديم.
- الام دى قاسية جدا.
- واديم ايه؟!
- زيها برضو.
- قسوتهم دى خلتنى اشوفك.
- انتى احلى حاجة حصلتلى.
- وانت كمان.
- بحبك.
- عارفة.

- بطلى بخل وقولى وانا كمان.
- مهقولش حاجة.
- عنيدة.
- تربيتك.
- تربية زبالة.
- متقولش على حبيبي كدة.
- يا فرج الله.
- صوتك يا ادم
- هو في حد حوالينا في الصحرا دى.
- انا ماكنتش اعرف انها صحرا. غير لم سافرت القاهرة اول مرة.
- انتى مش خايفة منى؟
- اخاف من ايه؟
- اتغرغر بيكى مثلا.
- تتغرغر. لا اطمن انت الامن بالنسبة ليا. قالتها بامان، ووضعت راسها على كتفه.
- هي دى السعادة.

وبعد ساعتين من السفر وصلوا الى الدار، فتح لهما البواب البوابة، ترجلت من السيارة بحماس تنظر الى كل شىء تركته ورائها، مازال كل شىء في مكانه الطبيعى، حتى شجرتها التي كانت تحكى لها كل اسرارها، مازالت ثابتة في مكانها، تركت ادم وركضت اليها واحتضنتها باشتياق ولهفة، وسط استغراب ادم واستنكاره، ضحك ادم على ردة فعلها الطفولية التي لا تختلف بتاتا عن الاطفال.

فى تلك الاثناء خرجت مجموعة من الفتيات من المطعم، وجدوا شاب يمتلك وسامة طاغية، ويضع نظارة شمسية على وجهه، ظلوت ينظرون اليه نظرات تملائها الاعجاب والانبهار، رائتهم ملاك جورج على تلك الهيئة، ذهبت اليهم وسالتهم عن ماذا ينظرون، اشاروا لها عن ادم، فايقنت سبب وقوفهم، وعنفتهم بقسوة بخلاف طيبة قلبها المتعارف عليها، واخبرتهم بان يذهبوا الى الدار او الكنيسة، او تخبر الام مريم صموئيل، ركضوا سريعا الى الكنيسة، ام هي ذهبت اليه وعندما وصلت لعنده سالته.

- قائلة باستفهام. انت مين؟
قال بايجاب وهو يرفع النظارة من على وجهه.
- ادم كارم النوار.
اتسعت عينيها بسعادة.
- قائلة باستفسار. حضرتك اخو مستر اديم.
- ايوا يا فندم.
- اكيد جايب تبرع للدار.
- قال بخذلان، وهو يهز راسه بالرفض. مع الاسف لا.
- اكيد جاى تشوف الدار الاول ؛ علشان تقدر تحدد المبلغ اللى هتدفعه.
- لا برضو.
- طب جاى ليه؟
قال بايجاب وهو يشير على ورود.
- انا جاى معاها.

التفت رات ورود عند الشجرة. اتسعت عينيها بسعادة وذهبت اليها.
- قائلة بسرور. ورود واحشتينى.
رات ملاك امامها. فقامت من جوار الشجرة، واخذتها في حضنها.
- قائلة باشتياق. انتى اكتر يا امى.
قالت بصدق وهي تحتضنها بقوة.
- يا حبيبتى.
- عاملة ايه؟
قالت بايجاب، وهي تخرج من حضنها.
- انا كويسة يا عيونى.
- الحمد لله.
- ورينى نفسك كدة.
ارتها نفسها. سعدت كثيرا عندما راتها انها اصبحت اجمل من زى قبل بكثير، قائلة بسعادة.

- احلويتى اوى يا ورود.
- انتى اللى عيونك حلوين.
- الام مريم هتفرح جدا لم تشوفك.
- هي فين؟
- انتى نسيتى انها في مكتبها في الوقت ده.
- طب يلا نروح ليها. قالتها وذهبت معها متجاهلة ادم الذي وضع النظارة مرة اخرى على وجهه ؛ لكى يشاهد تلك الدار الغريبة والعجيبة في صمت دون ان يشعر به احد.
طرقت على باب مكتبها. تحدثت بصوتها الصرامة.
- قائلة بادب. ادخل.
- انا جيب يا امى. قالتها ورود برقة، وهي تدخل لها.

هبت من على مقعدها بسعادة، وذهبت اليها.
- قائلة باشتياق. ورود بنتى.
- واحشتينى يا امى.
قالت بحنية، وهي تربت على وجهها.
- وانتى كمان يا نور عيونى. انا اسفة يا ورود.
- على ايه يا امى؟
- اسيبكوا انا بقى لوحدحوا. قالتها ملاك وانصرفت من امامهما.
- انى غصبتك على السفر وكنت قاسية معاكى، ماسبتكيش تاخدى قرارك بنفسك.
- اكيد حضرتك عملتى الصالح ليا.
- فين الصالح انك تتجوزى واحد ولا من سنك ولا من دينك.
- مشيئة الرب.

- الرب مابيختارش لينا الغلط.
- قدر الله وما شاء فعل.
- بقيتى زيهم يا ورود.
هزات راسها باستغراب.
- قائلة باستفهام. هم مين؟!
- المسلمين.
- هو وحش.
- لا بس احبك تفضلى على دينك.
- وانا لسى على دينى.
- اديم عامل معاكى ايه؟
- اديم هيتجوز.
- علشان كدة جيتى تدعينى على الفرح بتاعكوا.
- امى اديم هيتجوز حد غيرى.
- ليه؟!
- لانه مابيحبنيش.
- ازاى؟! طب هو كان واخدك ليه؟
- علشان يعرف ان اقرب انسانة لى هو اللى كان بيحبها.

- بطلى هزار يا ورود.
- والله مابهزرش.
- طب فهمينى هو ليه خدك مادام مابيحبكيش.
- علشان يكتشف ان هو بيحب نسمة السكرتيرية بتاعته.
- طب لم عرفتى كدة ماجتيش ليه؟
- اصله اصر على.
- بس كدة؟ ولا في حاجة تانية؟
- مافيش حاجة تانية. اصراره اللى خلانى اقعد.
- مافيش سبب تانى.
- لا مافيش.
- عامة براحتك.
- انا جبت هدايا للبنات.
- ليه تعبتى نفسك.
- دى كلها حاجات بسيطة.

خرجت شذا من الكنيسة، رات ادم يستند على باب سيارته الفاخرة.
- قائلة في نفسها باعجاب شديد. مين الصاروخ ده؟ هي الدار انحرفت ولا ايه يا جدعان. ممكن يكون متبرع للدار؟ جايز برضو. هو انا تاعبة نفسى ليه؟ مااروح اساله. قالتها وذهبت الى عنده، ووقفت امامه وسط استغرابه واستنكاره.
- قائلة باستفهام. اسمك ايه؟
قال بضيق وهو يرفع النظارة من على وجهه.
- يا دى ام السؤال.
قالت باعجاب، وهي تغمز له بجراءة.

- ما تجاوب يا قمر.
ضحك على ردها.
- قائلا باستفهام. انتى مين؟
- انا شذى مديرة بنك الاستعلامات.
- والله دمك زى العسل.
- شوفت ازاى؟ قولى انت مين بقي؟
- تدفعى كام؟
- هو في حد قاعد في الدار دى حلته حاجة.
- اى مبلغ منك.
- والله كان على عينى متلاقيش.
- خلاص يا ستى انا هرحمك واقولك اسمى.
- اكيد هيكون وسيم قمر جمال جميل حاجة من الحاجات دى.
- لا انا اسمى ادم عادى.
- اسمك حلو زى شكلك.
- دى من ذوقك.
- هو انت جاى هنا ليه؟

- انا جاى مع ورود.
- ورود؟!
- اه ورود. هو انتى تعرفيها.
- دى انا صحبتها الانتيم. هي فين؟
قال بايجاب، وهو يشير على مكان مشيها.
- مشيت من هنا.
قالت بنداء، وهي تركض اليها.
- يا ورود وورد ورود ورود.
خرجت مع الام وجدت صديقتها الوحيدة. تركضت اليها، تركتها وركضت اليها باشتياق ولهفة واخذتها في حضنها.
- قالت ببكاء. واحشتينى يا شذى.
اردفت ببكاء.
- قائلة بعتاب. نستينى يا ورود.
- في حد ينسى روحه يا شذى.
خرجت من حضنها.

- قائلة بحزن. لا نستيها وسبتيها تعانى هنا لوحدها.
قالت بصدق، وهي تمسح دموعها.
- غصب عنى والله.
- واحشتينى يا ورود.
- انتى اكتر يا شذى.
- الحياة كانت صعبة اوى من غيرك.
- يا عمرى. روحتى الكلية.
- اه دخلت اداب قسم تاريخ.
- دى كويس اوى.
- بس مافيش حاجة ليها طعم من غيرك.
- ولا انتى يا شذا.
- ما هو واضح من شكلك وحلاوتك.
- ما انتى كمان حلوة.
- بس مش زيك.
- لا يا روحى انتى حلوة كفاية روحك الجميلة.

- ما انا عارفة. هو في حد في جمالى.
- ومدام عارفة بتسالى ليه؟
- غلاسة. وبعدين مين الواد الموز اللى معاكى ده.
- ده ادم كارم النوار...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة