قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السادس والخمسون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السادس والخمسون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السادس والخمسون

حاول ان يبعدها ولكنه فشل.
- قائلا بعجز. ابعدى حرام عليكى.
- انا بحبك. انا موت لم عرفت.
- ليه يا ورود بتزودى الوجع.
خرجت من حضنه ونظرت في عينيه.
- قائلة بوجع. قطعت ايدك وقلبى انقطع كل حاجة فيا.
- انتى ملك اخويا.
- انا ملكك انت.
- اطلعى من حياتى.
- اطلب منى حاجة تانية الا ده.
امسكها من ذراعيها وهزها بقوة.
- قائلا بوجع. افهمى. انتى خطيبة اديم اللى قدم كل حاجة ليا.
هبت فيه بنفاذ صبر.

- قائلة بانفعال. انت ليه مش عايز تفهم انا مش خطيبته.
- انا عارف كده. بس اديم جابك هنا عشان تتعلمي، وبعد كده تردي عليه.
- وردى عليه ان مستحيل اتجوزه دي مستحيل.
- اديم هتلاقى زيه فين؟
- ادم انت مجنون انا باحبك انت عايزاك انت.
- اخرسي يا ورود اخرسي. كفايه وجع اكثر من كده.
- الوجع ده انت اللي بتعمله فينا لما بتقول ليا روحى انخطبى لواحد تانى.
- انا ما بقولكيش انت جيتي عشان تتجوزي اديم بتمنى انك تنسيني.

- استحالة اعمل كدة.
صرخ فيها بانفعال.
- قائلا بغضب. افهمى بقي.
- مافيش حاجة واحدة بس افهمها غير انى بحبك.
- كفاية على ذنوب اكتر من اللى فيها.
- حبك ليا ذنوب.
- ولعنة مرفوضة من كل الاطراف.
- واو للدرجة دى.
- انتى مش متخلية اللى انا عملته.
- انت ليه بتشيل نفسك ذنب كبير.
- لان دى الحقيقة.
- مافيش حقيقة واحدة غير انى بحبك ومن غيرك ماقدرش.
- كفاية يا ورود انتى مرات اخويا.

- انا مش مرات حد. انا حبيبتك انت ملكك انت...

فى تلك اللحظة. كان اديم في شركته وجالس على مقعد مكتبه ويفتح الرسالة التي تركتها له، ويقرا ما بها، وكان مكتوب فيها كالتالي...
لقد عشقتك بجنون وحلمت يوما ما ان تكون لي، ولكن قلبك لم يختارني بل اختار غيري، وعندما حاولت الفرار من حيل القلب رجعت اليك مره اخرى.

انا اليوم ارحل ولا اعود مرة ثانية. الا عندما اتاكد بانك اصبحت ملكا لشخصا اخر، ساعود يا اديم ولكن سيكون يوم زفافك ؛ حتى يتاكد قلبي ويستطيع ان يتناساك يوما بعد يوم لانك عندما تكون خاليا فهذا يتيح له المجال يفكر كثيرا بك. لا استطيع النكران فانا لم اخلعك يوما من بالي ولم اجرد حبك من قلبي، بل بصمة بحبك في الحياه وساعيش به مدى عمرا طويلا، فانت الرجل الذي منحتني الحياه سواء كانت سيئه او جميله، فانا راضيه بكل شيء، ساعود اليك واكون قادره على ان اراك مع شخص اخر غيري، ربما يقتنع قلبي ويستطيع ان يتلاشك رويدا رويدا، انا في مكان بعيد ولكنني قريبه جدا منك، فكل لحظه تمر على لا تغيب عن بالي، فانت شخص لم تمر بحياتي مرور الكرام، اشتقت اليك ومن منا لا يشتاق الى قلب هواه وعاش لاجله كل شيء، في داخلي يناديك ويريدك ان تشعر به ولكن لست انا المرادة والمرغوبه فيها، فيوجد غيري في قلبك، توغلت اليك قبل مني، انت لم تريدني حبا فينى ولكنه منك لانك اعتدت على وجودي، كسرت كل شيء داخلى، العزة الكبرياء الكرامة، وجعلتني انسانة تنتظر حبك وتلح عليه. برغم انه من المستحيل ان تبادلنى نفس الشعور، انتهت جميع الفصول وظل لي فصل الخريف وتساقط اوراق شجر قلبي، اشتقت الى عينيك الى ابتسامتك الى صوتك الرخيم الذي يجعل قلبي يدق اكثر من الاف المرات ان تشعر به وان تحس بخفاقاته، ولكنني كنت غير مرئيه، مهمشة لا تشعر بى في شىء، كنت كظلك اراقب ايماءاتك احيئاتك حركاتك وصوتك، واتعلم منك فالعشق لا يريد شيئا بل يقدم المزيد والمزيد، ولكنه يطلب الاحساس به هل هذا الامر كان كثيرا عليك، اعتقد كان كثيرا عليك، قرار الرحيل كان منذ زمن، ولكنه اتى، وداعا يا من عشقه قلبي او لم يشعر به يوما ساراك يوم زفافك...

طوى الرسالة و الدموع على وجنتيه تتدفق.
- قائلا بعدم تصديق. ازاي تعملي كده. ازاي تمشي من غير ما تساليني. كل مره ما كنتيش بتمشي وكنت بترجعي. ليه المره دي مشيتي. ومهترجعيش غير يوم فرحى. فرحي ايه يا نسمه وعلى مين على شخص قلبي عمره ما حبه ولا هيحبه. انتى بتفكري كده ازاي ازاي ازاي. قالها بصراخ وضرب على المكتب بعصبية.
- ثم تابع بحزن. اانا يتيم من غيرك وحيد حاسس انى ضايع ازاى تعملى كدة ازاى...

(على الجانب الاخر، احسان ومالك يقفون امام سيارته، يتجاذبون اطراف الحديث.
قالت احسان باستفهام.
- صاحبك قال لك ايه.
- هيقول ليا ايه؟ ؛ ده حزين.
- هو السبب في اللي حصل ده كله.
- على اساس ان هو اللى اختار يحب ورود من نفسه.
- ما اعرفش بس ضحك على واحده بريئه زي ورود.
- الاثنين حكايتهم تصعب على الكافر.
- الكارثة ان ورود مش قادره تنساى، والموضوع قوي.
- وادم نفس الموضوع بيحاول بس شكله هيرجع لنفس النقطه ثاني.

تنهدت بحزن وعدم تصديق.
- قائلة بدعاء. استغفر الله العظيم.
- الموضوع واجع ادم اكتر من ورود. حاسس بذنب كبير من ناحيه اخوه وان هو بص لخطيبته الموضوع كارثي وذنب كبير جدا.
- انا مش عارفه افكر خالص احسن دماغي هتشل.
- الحل ان هو يبعد.
- وانا من ناحيتى هاحاول اخليها تبعد.
- هو هيبعد وهي هتبعد بس الاثنين متعلقين ببعض للدرجة مجنونه.

- ورود لم سمعت الخبر انهارت، وفضلت تبكي حتى لو لم وصلنا رفضت انها ترجع البيت وقالت ان هي لازم تيجي تشوفه.
- الموضوع بياخد منحنياات تانية بس خير ان شاء الله.
- استغفر الله العظيم انا مش شايفة خير خالص الاتنين بيعكوا.
- سيبها لله هو اللي قادر يدبرها.
- ونعم بالله.
- وانا اقول المكان منور له. اتاري مالك حبيب قلبي هنا. قالتها صافى التي هجمت على حديثهما.

- قال بابتسامة، وذهب ليسلم عليها. طنط صافي ايه الاخبار.
- الحمد لله كويسة. مين القمر دى.
- احسان صاحبتنا في الجامعه.
قالت بادب، وهي تمد يدها لتسلم عليها.
- ازي حضرتك يا طنط.
- الله يسلمك يا حبيبتي نورتى البيت اتفضلوا جوا.
- لا ما ينفعش انا مستنيه ورد لما تخلص ونخرج.
- ليه انتى مش عايزه تطمئني على ادم.
- اكيد عايزة اطمن. اخباره ايه دلوقتى.
- الحمد لله بقى كويس وهيكون افضل لو دخلتى جوه وسلمتى عليه.

- عشان ما اتاخرش، وبعدين امى كده هتقلق علي.
- هتقلق من ايه ما انتى هتيجى تسلمى على. ولا الواقفة مع مالك حلوة.
- حضرتك بتقولى ايه.
- احسان دى طنط صافى كبيرة.
- مش سامعها بتقول ايه؟
- هو في حاجة يا ولاد.
- ابدا يا طنط احنا جايين نشوف ادم.
- اتفضلوا. قالتها بترحاب وهي تتيح لهم المجال ليعبروا.
نظر اليها راى وجهها عابس. فتحدث بصوت منخفض.
- قائلا بطلب. متكشريش اوى كدة هي مش هتعضك على فكرة.

- انا ايه اللى جابنى هنا.
غمز لها بوقاحة.
- قائلا بغزل. قلبك.
نظرت له بحدة.
- مالك احترم نفسك.
ضحكت صافي هلى همس لبعضهم. قائلة باعتراف.
- صعب ان هو يحترم نفسه.
- فعلا صح كلامك يا طنط.

في تلك اللحظة كان ادم اتى باخره من ورود، فهى مصرة على استمرار العلاقة مهما كانت العوافب، وهو استحالة ان يخون اخاه، حتى اذا كان عشقها هو الذي يحييه، هو فعل الكثير من الذنوب والمعاصى، لكن عند اديم يقف كل شىء، فيقوم بطردها من الليفنج روم ويستقروا في البهو.
- قائلا بصوت عال. اخرجي بره انا مش عايزه اشوفك هنا.
انصدمت من فعله.
- قائلة بعدم تصديق. انت بتقولي ايه.

- بقول لك اخرجي انتى ما بتفهميش. انا ما بطقيكيش. ما باحبش اشوفك. بره.
سمع صوته كريم وزين وتارا ركضوا اليه، وجدوا فتاة تعطيهم ظهرها. وتبكى بحرقة، ولا تستطيع الكلام او الدفاع عن نفسها، فادم الذي احبته يفعل بها ذلك الفعل، فهذا امر من رابع المستحيلات ان يصدق...
نظر لهم ادم بعصبية.
- قائلا بطلب. خرجوا البنت دى من هنا انا ماعيزاش اشوفها قدامى.
فتحت صافى الباب على صراخه. فاقتربت منه بحنينة.

- قائلة باستفهام. في ايه يا ادم؟
- قال بحنق وهو يشير عليها. خرجى البنت دى من هنا. انا ماعيزاش اشوف وشها.
- ليه وعلشان ايه؟
هب فيهم بانفعال.
- قائلا بعصبية. بقلكوا خرجوها انتوا مابتسمعوش الكلام ليه.
اقترب منه كريم.
- قائلا بوقار. عيب تعمل في ضيف عندك كدة.
- والضيفة دى مش مترحب بيها.
- ليه عملت ايه؟
- انا عايزها تخرج.
- يا حبيبي ما هو الكلام بالعقل.
- طولت ما هي موجودة ماهيكونش في دماغى عقل.

اردفت صافي بحيرة من وضعه.
- قائلة بعدم تصديق. هي عملت ايه مش ورود اللى سابت كل...
نظر لها بعنف.
- قائلا بانفعال. مامى انتى بتقولى ايه.
- ورود؟! قالها زين بتعجب وهو يقترب منها، وجدها هى.
ثم قال بعدم تصديق.
- اى ده دى ورود؟!
سالته صافى باستغراب.
- قائلة باستفهام. انت تعرفها يا زين.
- اه دى خطيبة اديم.
اتسعت عينيها بصدمة.
- قائلة بذهول. ايه. خطيبة اديم. اللى هو ازاى يعنى.
سعدت تارا عندما عرفت انها هى.

- قائلة بحماس. هي دى ورود يا زين.
- ايوا يا تارا هى.
تجاهلت صافي حديث تارا التافه.
- قائلة باستفهام. واديم خطب امتى.
- الموضوع ده من فترة وكان هو هيقولوا ليكوا.
- لا انا مش فاهمه حاجه ازاي خطيبته.
- عادي يا جماعه هو كان هيقول لكم.
- يقول لنا ايه. وازاي يخطب من غير ما يقول لنا.
- هي اصلا مش خطوبه دى لسه كلام بس يعنى مجرد تعارف.
- لا لا انا الكلام ده مش داخل دماغي.

- اهدي يا صافي كده خلينا نفهم. قالها كريم بحنية.
- اهدى ازاي. انت مش شايف شكل ادم. وده بيقول انها خطيبة اديم ازاي.
- الموضوع يا جماعه مش سر هو كان هيقول في الوقت المناسب لما يتم اعلان الخطوبه.
- وايه اللي سكته يا زين. قالها كريم باستفهام.
- السؤال ده بقى تساله ليه مش لي.
نظرت الى ابنها وسالته.
- قائلة بعصبية. هو انت كنت عارف انها خطيبته.
نظر لها بحزن.
- قائلا ببرود. اه كنت عارف.
- وما قلتليش ليه.

- لان هو طلب مني ما قلش لاحد. واعتقد ان هو حر في حياته.
- لا مش حر لما يخبي على موضوع زي ده مش حر.
- ممكن تبطلى صراخ.
- صوتى ازعجك اسفة يا ادم باشا.
- اهدي يا صافى واتكلمي بالراحه.
- ما تقوليش اهدى يا كريم انا على اعصابى انتوا مش فاهمين حاجة.
اقتربت منها تارا ونظرت اليها وجدت ملامح ملائكية يعجز الشعر عن وصفها. فقالت باعجاب.
- بس انتى طلعتى احلى من اللي وصفك اديم.
- شكرا لحضرتك.

رمقتها نظرة حنينة، ثم مدت يدها لها.
- قائلة بتعريف. انا تارا بنت عم اديم، مش بنت عم ادم خالص.
ابتسمت على طريقتها المتواضعة، ومدت يدها له.
- قائلة بخجل. تشرفت بيكى انا ورود.
- اسمك حلو زى شكلك.
- دى من ذوقك. واسفه على الازعاج. قالتها لتنصرف.
اوقفتها صافى بحديثها.
- قائلة باستفهام. انتى راحه فين.
التفت لها بادب.
- قائلة بايجاب. انا ماشيه.
- انتى ما هتمشيش من هنا. لما تفهميني انتى مين بالظبط.

- ما هم قالوا لحضرتك انا مين.
- ازاي وانت كنتى جاية...
نظر لها ادم بحدة. جزت على اسنانها بغضب.
- قائلة باصرار. انت ما هتمشيش من هنا الا ما افهم في ايه؟
- متسبيها تمشى.
تجاهلت طلب ادم.
- قائلة بحدة. اتصل باديم يا كريم خلى يجى دلوقتى.
- اتصل بي ليه.
- كريم ماتجننيش.
نظر لها ادم بقسوة.
- قائلا بغضب. انا قلت لك امشي لكن ازاي تحب المشاكل زي عينيك.

لم تعد احسان تضيق تلك النظرات اليها او الاتهامات. فهبت فيه بانفعال.
- قائلة بغضب. ما بالراحه عليها وكلمها بالادب هي غلطانه انها جايه تطمن عليك.
- اخرسى يا احسان ماعايزش اسمع صوتك
. تدخل مالك بدافع عن احسان.
- قائلا بطلب. ادم اهدى.
- مالك خليك في نفسك.
صرخت فيهم صافي.
- قائلة بامر. بطلوا.
وضعت يدها تحت خصر صديقتها الحزينة والموجعة.

- قائلة بقوة. يلا يا ورود نمشي واسفين على ازعاجك يا استاذ ادم. قالتها ليذهبوا...
فتح اديم الباب، ود ورود امامه مستندة على صديقتها، والدموع محتلة كل اركان وجهها، صافي واقفه على اعصابها، وتارا محتاره وزين يخبره ان الموضوع لا يبشر عدو او حبيبي، وكريم في عينيه كل اسئله الدنيا، وادم الحسرة والوجع في قلبه لا يستطيع ان يتحدث، تجاهل كل الاسئلة، تحدث مع ورود بحنية.

- قائلا بطيبة. اى يا روحى مالك؟ ايه اللى مزعلك كدة.
ادم حرفيا انقهر واغمض عينيه بعجز، يريد ان يسد اذنيه عن حديثهما، ولكنه حاول مع نفسه ان يقف بثبات وهدوء، حتى لا ينفجر مذكرا نفسه بان هذا اديم وهذه ورود زوجته المستقبلية.
ردت عليه بكذب كالعادة.
- قائلة بنفي. ما فيش انا عايزه امشي.
- ايه اللي مزعلك كده انت مش شايفه نفسك.
- انا عايزه امشي. اديم خليني امشي من هنا.
- هو في حد زعلك هنا.

- صدقني ما فيش حد ضايقني هنا.
- مين دي اديم.
وجه اهتمامه الى سؤال صافي.
- قائلا بايجاب. دى ورود.
عقدت ذراعيها امام صدرها.
- قائلة بهدوء عكس ما بها من بركان. ما انا عارفه انها ورود. بالنسبه لك تكون ايه.
نظر الى ادم الحزين وزين الحائر. فتنهد بضيق.
- قائلا بعدم اهتمام. خطيبتي يا صافي.
فكت يدها وقالت بنفس الهدوء.
- خطيبتك واحنا فين بقى من حوار الخطوبه ده.
- موجودين بس الموضوع لسه مش رسمي.

- هو انت بقى مستني لما تخلف تبقى تقول لنا.
- ما جاءتش مناسبه.
- يا سلام. والمناسبه دي بقى هتيجي امتى.
- صافى انا تعبان ومش قادر اتكلم.
- هي دي البنت اللي انت كلمتني عليها الصبح.
اغمض عينيه بتعب وحزن.
- قائلا بكذب. اه هى.
- وليه ما قلتش.
- يا جماعه قلت كنت مستني مناسبه.
- والخطوبه على كده امتى يا اديم. قالتها صافي بسخرية.
- من غير تريقة يا صافي.
- هو انا لسى اتريقت.

- اذا كنتى هتتكلمى بالاسلوب ده ماهردش عليكى.
هبت فيه بغضب.
- قائلة بانفعال. هو اللى بيننا يوم او اتنين دى عمر كامل.
- قولتلك ماجتش مناسبة. عامة الخطوبة اخر الاسبوع ده.
اتسعت عين ورود بصدمة وكادت ان ترد عليه برفضها التام له. لكنه اسكتها بنظرة من عينيه عبارة عن رجاء بان تلتزم الصمت حتى يفهمها الحوار فيما بعد. ام صافي نظرت الى ابنها الدى واضح عليه الحسرة والقهرة. فقالت بحزن.
- الاسبوع ده. تحدث ادم بقوة.

- قائلا بسعادة. واو مبروك يا عرايس. الاسبوع ده يا صافي هتكون خطوبة اديم.
تدخل كريم بحيادية.
- قائلا بهدوء. ازاى الخطوبة هتم. واحنا مارحناش لاهلها واتقدمنا ليها.
- ورود زى يا كريم يتيمة.
- يا حبيبي ربنا يعوض عليها. بس خال عم.
هزا راسه بالنفى.
- انا اسف ماكنش قصدى. وبعدين اخنا خلاص هنكون اهلها. ولا ايه يا ورود.
استدارت له ببرائة.
- قائلة بلامتنان. شكرا لحضرتك.
- على ايه يا حبيبتى دى انتى خدتى زينة الشباب.

رمقته نظرة امتنان. ونظرت الى ادم الذي تلاشي النظر اليها.
لاحظت صافي الحزن على اديم ايضا. فسائلته بقلق.
- قائلة بحنية. مالك يا اديم مش فرحان كدة ليه.
- لا فرحان.
- مش باين عليك خالص.
- يعنى عايزانى اعمل ايه امسك صجات وارقص عليها.
حزنت من رده.
- قائلة بضيق. لا ماتمسكش حاجة.
- انا اسف.
- انا اللى اسفة.
- ما تتكلميش بالطريقه دي انت عارفه زعلك عندي غالي قد ايه.
- انت مش فاهم حاجه يا اديم. مش فاهم حاجه.

- اى يا حبيبتى اللى عايزانى افهمه.
- ولا حاجة.
- اهدى يا مامى دى اديم هيخطب وتفرحى بى. وتكونى اصغر جدة.
- تعرف تخرس يا ادم.
- انا هاخد ورود اروحها. قالها اديم وهو يمسك يدها ويذهبوا.
هذا اوجع ادم فجعله يركض على غرفته امام انظار الجميع وخاصة امه. تارا اخذتبناتها وكريم ومالك اخذ احسان ليوصلها...

يقف في البلكونة يراهم سويا، ويفتح لها باب السيارة وقلبه يتوجعا قهرة والم عليها. دلفت امه عليه واغلقت الباب ورائه.
- قائلة بعصبية. ادم.
التفت لها بحزن.
- قائلا بحنق. نعم يا مامى.
- هي دى اللى قطعت ايدك علشانها.
اتسعت عينيه بصدمة.
- قائلا بارتباك. انتى بتقولى ايه.
- بقول الحقيقة يا ادم هي دى.
- اسكتى يا صافى.
- هي دى يا ادم حبيبتك ورود.
صرخ في وجهها بعصبية.
- قائلا بطلب. بقولك اسكتى يا صافى.
صرخت في وجهه.

- قائلة باصرار. انا ماهسكتش. هي دى يا ادم.
جز على اسنانه بغضب.
- قائلا بقسوة على نفسه. دى مرات اخويا مش اكتر ولا اقل.
- يا نهار اسود. قالتها وهي تلطم على وجهها.
اقترب منها بحنية.
- قائلا بطلب. اهدى.
- فين الهدوء وانت بتحب خطيبة اخوك.
انفجر في بكاء مرير.
- قائلا بصدق. غصب عنى.
- ليه وازاى.
- ما اعرفش.
- يا قلب امك. قالتها واخذته في حضنها تبكى.
احتضنها يستمد منها القوة.
- قائلا بطلب. ادعى ليا تعدى.
- هتعدى ازاى.

سكت ليخرج كل ما في داخله، وبعد ان هدا قليلا خرج من حضنها.
- قائلا بقوة. انا هقدر انساها.
- كان اللى قبلك نسي.
هزا راسه بعدم فهم.
- قائلا باستفهام. مين.
- متاخدش في بالك. وهى؟
- بتحبنى.
- وصل الموضوع لفين؟
- متقلقيش انا مش زبالة للدرجة دى.
- قطعت ايدك علشانها.
- قطعت ايدى. علشان اديم مايستحقش كدة.
- وانت يا حبيبي.
- مجرد واحد مالوش غير في العلاقات.
- ادم انت حبيت.
- حب غلط في وقت غلط.
- يا قلبى عليك.

- هتعدى زى ما دخلت قلبى هتخرج منه.
- ازاى؟!
- لم اشوفها معاى. صمت لم يستطع الحديث والدموع تددفقت اجبارا عنه.
امسكته من ذراعيه وهزته.
- قائلة بوجع. انت مش جبل.
اردف بتحدى ممزوج بوجع.
- قائلا بقوة. هكون جبل لان اديم قدم كل حاجة ليا.
- هو مقدمش ليك لوحدى دى ليا انا كمان.
- يبقي ادوس على قلبى علشان سعادته.
قالت ببكاء وهي تضع يدها على قلبها.
- قلبى يا ادم بيتقطع.
- استحملى علشان نقدر نرد الجميل.
- جميله تقيل اوى.

- لان اللى عمله لينا مكنش قليل.
- ادم هتنهار.
- لا انا هكون قوى. وان شاء الله هخلص السنة دى وهسافر.
- هتسافر.
- لانى مهقدرش اشوفها معاى.
- وتسيبنى.
- عندك حل تانى.
- وانا اللى لم شوفتها فرحت بيها قولت دى هتكون مرات ابنى.
- ما هي هتكون مرات اديم.
- اه مرات اديم مش ادم.
- دى ذنب كل واحدة ضحكت عليها ولعبت بمشاعرها. هو دى العدل يا امى.
- فوقت يا ادم من ذنوبك.
- فوقت بس بوجع وذنب كبير.
- قولتلك مصيرك تلاقي الحب.

- لاقيته يا صافي مع انسانة مستحيل تكون ليا.
- هو اديم عرفها ازاى وامتى.
- هحكيلك...

اصطفت السيارة امام البناية. نظر الى وجها العابس الذي يملائه كم من الحزن غير طبيعى.
- قائلا بادب. انا اسف.
اعتدلت له بغضب.
- قائلة باستفهام. بتعتذر على ايه.
- على انى حطيتك في موقف بايخ مع عالتى.
اردفت بقوة دون ذرة خوف.
- قائلة باعتراف. انا اللى روحت هناك برجلى. علشان اطمن على ادم.
- عارف ان ادم اكيد ضايقك بكلامه.
- ادم مضيقنيش على قد ما انت قولت خطوبتنا اخر الاسبوع.
صمت قليلا ثم تحدث بوجع.

- قائلا بحزن. مشيت يا ورود.
هزات راسها باستفهام.
- قائلة باهتمام. هي مين؟
- الروح اللى كانت مخلينانى عايش.
- اديم في ايه؟
ضرب مقود السيارة بغضب.
- قائلا بحزن. قلبى واجغنى اوى اوى اوى.
قلقت عليه. - قائلة بطيبة. تروح للدكتور.
- دكتورى هي وعلاجى هى.
صرخت في وجهه بنفاذ صبر.
- قائلة بعصبية. هي مين.
نظر اليها.
- قائلا بايجاب. نسمة.
- قالت بصدمة. السكرتيرة.
- اه هى؟
- عملت فيك ايه؟

- خدت قلبى وروحى وعقلى وكل حاجة معاها.
- اديم.
- انا اسف انا عمرى ما حبيتك.
صرخت في وجه بانفعال.
- قائلة بعصبية. ومدام مابتحبنيش خطوبتنا الاسبوع الجاى ليه.
- لانها مهترجعش غير لم تشوفنى بتجوز.
- انا مش فاهمة حاجة.
- نسمة سافرت وكتبت في رسالة لى رجوعها هيكون يوم فرحى.
- فانت قولت انك تستغلنى علشان ترجع حبيبتك.
- متسمهاش استغلال انتى بتساعدينى زى اخوكى.
- فين الاخ ده يا اديم. وانت بتاخد قرار من غيرى.

- ورود انا موجوع.
- وانا اكتر منك.
- انتى معرفاش حاجة.
- انت اللى مش عارف حاجة.
- انا من غير نسمة ميت.
- انا عايزة ارجع الفيوم.
- ورود لو سمحتى.
- لو سمحت انت نفذى رغبتى ولو مرة في حياتك.
- انا عمرى ما طلبت منك طلب.
- طلبت وجبتنى بالكدب والتدليس.
- اعتبرينى اخوكى.

- اخويا. اخويا ده اللى كان مفروض يسالنى انا بعيط ليه او ايه اللى واجعنى. لكن حضرتك دوست على كل حاجة علشان تحقق رغبتك. اللعبة خلصت. قالتها بقرار نهائى. ثم فتحت باب السيارة ودلفت منها.
فتح باب سيارته وخرج منها ووقف امامها.
- قائلا باصرار. انا عندى استعداد اعمل ليكى اى حاجة بس وافقى.
- اوافق على ايه. انت بتطلب شىء مستحيل.
- بقولك بحبها وبموت من غيرها.
- وانا كمان بموت وانت مش حاسس باى حاجة.

- ورود هو انتى حبتنى.
- اديم كارم النوار انت هتفضل بالنسبة ليا اخ كبير وانسان بحترمه لحد اخر نفس في عمرى.
- طب ايه.
-، لم ترد عليه.
- انتى بتحبي.
- انا عايزة ارجع الفيوم. قالتها وانصرفت من امامه.
امسك يدها.
- قائلا باستفهام. هو مين.
- انت مش من حقك تمسك ايدى بالشكل ده. قالتها بغض وهي تتخلص من يده.
ضحك على رد فعلها العنيف.
- قائلا باستفهام. هو بيغار عليكى.
- تصبح على خير.

- لا مهتمشيش قبل ما تجاوبى على اسئلتى.
- حضرتك بتسال اسئلة مالهاش اساس من الصحة.
- يا سلام.
اردفت بارتباك شديد.
- قائلة بخجل. ايوا دى حقيقة.
- ولا خايفة اتهمك انك خونتينى والمفروض ان احنا هنتجوز.
انصدمت من كلماته.
- قائلة بانفعال. الخيانة دى لو انا مكتوبة على اسمك. لكن كان بينا اتفاق واخر السنة هرد عليك.
- وردك كان هيكون ايه.
- انى مستحيل اتجوزك.
- مستحيل.

- ايوا والقرار ماكنش وليد اللحظة انا لم خرجت من الفيوم اجبارى قررت اقولك الرد اخر السنة. فانا لو حبيبتك مافيش خيانة نهائى.
- جبتى القوة دى منين.
- اتعلمت من اللى حصل فيا.
- العبي غيرها اللى حبك اثر في شخصيتك.
- انت ليه مصر.
- يا بنتى عينيكى فضاحكى.
- ولو ده حقيقة عايز تخطبنى ليه.
- علشان ترجع نسمة.
- وهي ليه سابتك. وازاى كنت بتحبها وكنت ناوى تخطبنى.
- اكلتى.
- اى السؤال الغريب ده.

- لان الموضوع كبير ومحتاج كلام كتير وانا ماكلتش من الصبح.
- تعالى نطلع عندى ونعمل اكل وتحكى ليا.
- حلو الكلام وبعدين تحكى ليا مين اللى خلاكى بالقوة دى.
- اديم...
- خلاص متزعليش يلا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة