قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السابع والخمسون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السابع والخمسون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السابع والخمسون

اصطف بسيارته امام منزلها، وهي تفتح حزام الامام.
- قائلة بادب. شكرا على التوصيله دي.
- اى يا بنتى الرقه دي. نظرت له بغضب.
- قائلة بانفعال. تصدق اني غلطانه.
غمز لها بوقاحة.
- قائلا بغزل. بحبك وانت منفعله.
- انت ازاي تقول ليا كده.
بنفس البرود.
- قائلا بقوة. باقول لك بحبك.
- انت اكيد اتجننت.
- اه اتجننت بس بحبك.
- لا انا شكلى اتماديت معاك.
قال بفضول وهو ينظر داخل عينيها بعمق.

- احسان انت ليه بتداري مشاعرك اتجاهى.
جزت على اسنانها بغضب. - قائلة برفض. ما ينفعش اللي انت بتقوله ده.
- لا ينفع وبزيادة كمان.
- بصفتك ايه تقول ليا كده.
- بصفتى انه قريب اوي هاكون خطيبك و قريب اكتر كمان هتكوني مراتي.
- ومين قال لك انى هرضى.
- هترضي غصب عنك.
- هو الجواز بالعافيه.
- ما فيش حاجه بالعافيه بس هترضى.
- انت الكلام معاك منتهي.
- الكلام. لانك ما عندكيش جواب.
- اعتبرها زي ما تعتبرها.

- دى حقيقة مافيش كلام تقولى.
- لا عندي رد على كلامك. بس قاسي وهيوجعك.
- لا عارف كلامك ان انا وانتى ما ننفعش بعض انتى سما وانا الارض وكلام كثير وان انتى الحلال وانا الحرام انا تغيرت عشان اكون انسان مناسب لك.
- ده شيء كويس.
- بطلي تهربي. انت بتحبيني وانا بحبك.
- ما ينفعش.
-ايه اللى ماينفعش انى بحبك وبعشقك.
- مالك ماينفعش الكلام اللى انت بتقوله.
- احسان الاحساس اللى بعيشه معاكى. عمرى ما عشته قبل كدة.

- افهم الطريق مش واحد.
- انتى بتدوري على اي حاجه وخلاص.
- مالك افهم. حتى لو انت زي ما بتقول امى مستحيل توافق.
- ده ليه ان شاء الله.
- اولا لاننا مختلفين. - الاختلاف عمره ما كان سبب للرفض.
- يا مالك انت كل تصرفاتك بتشبه بابي وامى حظرتنى كتير منك.
- لا استنى تصرفاته زى تصرفاتى ازاى.
ابتلعت ريقها بصعوبة.
- قائلة بتوتر. بابا وماما منفصلين.
- طب انا مالى واحد بيحبك وعايز يتقدم ليكى.
صرخت فيه بانفعال.

- قائلة بحزن. افهم بقي بابا كان بيخون امى دايما...
بعد ان انتهوا من تناول الطعام، قامت تجمع الاطباق، وتضعها في المطبخ، وهو ايضا قام لمساعدتها يحاول ان يقنع فيها، ان توافق على ان تمثل امام الجميع انها خطيبته، وكان الرفض دائما جوابها...

بعد ان انتهت من غسل الاطباق، ذهب وجلس على الطاولة، حتى تحضر كوبين من الشاىء، انتهت من تجهيزهما ذهبت اليه وضعته امامه اخذ كوبه بهدوء، وهي ايضا اخذت كوبها وجلست على مقعد الطاولة امامه، ارتشف اول قطرة من كوبه، اعجب بطعمه اللذيذ ورمقها نظرة امتنان...
تحدثت معه بهدوء.
- قائلة برفض. اللي انت بتطلبه ده شيء مستحيل.
قائلا بحزن وهو يضع الكوب على الطاولة.
- ليه مستحيل ده اسبوع.
- انت بتتكلم ببساطه كده ازاي.

هب فيها بغضب.
- قائلا بوجع. عايزاني اتكلم ازاي حبيبتى بتضيع مني.
صرخت في وجهه بغضب.
- قائلة بعصبية. وانا مالي هو انا اللي ضيعتها.
- عارف انك مالكيش ذنب بس ساعديني.
- مرفوض اني اساعدك.
- ورود انت قاسيه اوي.
- وانت إلى طلبته مني مش قاسي.
- انت ما بتحبنيش.
- ولا عمري حبيتك.
- طب ايه؟! رافضه ليه؟!
- لاني مش لعبه. وقت ما تحبها تكون في ايدك وقت ما تسيبها عايزها تكمل معاك.
- عارف اني غلطان بس اعمل ايه.

- ما تعملش حاجه غير انك تسيبني ارجع الفيوم.
- هاسيبك. بس تكملي معايا.
- اديم بطل انانية. ما نسمة كانت قدامك ماحليتش الا لم بعدت عنك.
- قصدك ايه؟!
- قصدي انك ما بتعرفش تحب وعايز كل حد يكون في ايدك.
- كلامك مش صح نهائي.
- ايه بقى الصح حضرتك.

- اني كنت معجب بيكى لانك مختلفه ونسمة ما كنتش شايفها ؛ لانها كانت موجوده طول الوقت. بعدها عني عرفني اهميتها وقيمتها في حياتي. ورود ساعديني انا فعلا تعبان من غيرها عايزها ترجع باي طريقه.
- رجوعها بقى يكون على حساب كرامتي وكبريائي.
- مين اللي اذى على كرامتك او كبريائك.
- بتصرفك ده دوست على كرامتي وبزياده كمان.
- يا ورود انتى ماهتلبسيش الشبكة مجرد رجوعها الموضوع هيتفركش.
رمقته نظرة حادة.

- قائلة بصرامة. اديم انا قلت كلمتي.
- كلمتك دي بتنهيني.
- ما تشوف واحده غيري. - ما ينفعش لان نسمه عارفه بوجودك واهلي بقوا عارفين.
- ذنبهم ايه اهلك تكذب عليهم.
- مش ذنبهم حاجه. بس انا واحد بيحب ومش عارف يرجع حبيبته ازاي.
- ما دام ما بتحبنيش جبتنى من الفيوم ليه؟!
- لانه ربنا عايز كدة. وبعدين يا ستى انتى لاقيتى الحب الحقيقي هنا.
- اديم انا ارفض الطريقة دى.
- بطلى عصبية. انتى بتحبى ودى كله ظاهر في عينيك.

- انت جايب الكلام ده منين؟
- جبته من طريقتك من غير اي اانفعالات.
- الكلام دى كله كذب.
- طب لو كذب ساعدينى.
- مرفوض انى اساعدك شوف غيرى.
- طب انا اسف.
- وانا كمان اسفة انا مهقدرش اكمل.
- يا روود اسمعينى.
- اسمعني انت. انا مش لعبه بين ايدك تجيبها من البلد وتقعدها مع ناس ما تعرفهمش ومطلوب مني اني اتاقلم ويوم ما اتاقلم جاي تقول لي انك ما حبتنيش وعايزني اكمل معاك في تمثيليه بايظه و فاشله ارحمني.

- انا اسف بجد. بس نسمة مش هترجع الا لما تشوفني مع واحده غيرها.
- ورجوع حبيبتك ده هيكون على اساسي انا.
- بقول لك ساعديني ساعديني واطلبي اي شيء مني.
قامت من على مقعدها بحزم.
- قائلة بقوة. انا عايزه انام تصبح على خير.
- هي كده.
- ايوه كده.
- طب انا اسف على الازعاج. قالها باحراج، وقام من على مقعده وذهب من عندها، لم يستطع الذهاب الى منزله فدلف الى شقة اخيه ؛ لينام فيها...

بعد ان انتهت من سرد حكايه اباها وامها له، استغربها كثيرا وانها فتاه في عمرها عانت انفصال امها واباها. وليس انفصال فقط بل خيانه اباها المستمره لامها. لذلك كانت تمقته ولا تريد الحديث معه ابدا وكانت تحاول بشتى الطرق ان تبتعد عنه. اشفق على حالها وحزن لاجلها، لانها لا تستحق ما حدث.
- اعتقد دلوقتى ان انت فهمت الحكايه.
- علشان كده مامتك هترفضني.

- ايوه لانك مش شبه الراجل اللي هي رسمته في خيالها لبنتها.
- بس احنا مش ملائكه على الارض.
- كلامك صح. بس غلط عن غلط يختلف.
- انتى من يوم ما دخلت حياتي انا ما عرفتش واحده غيرك، واللي يثبت حبي واخلاصى ليك. والله انا اتغيرت علشانك.
- لازم تتغير عشان ربنا عايز كده لان ده الصح.
- احسان انا...
- تصبح على خير يا مالك. قالتها وفتحت باب السيارة وانصرفت من امامه...
وهو ظل يفكر مع نفسه.

انارت الشمس ارجاء المكان، وسقطت على وجهه الوسيم، وهو نائم على مقعد في بلكونة غرفته، كان طوال الليل ينتظر اخيه وعينيه تطيل النظر على الطريق، وساعه تجذب ساعه وهو لا ياتي، والغيره تتاكل بين ضلوعه، يصرخ في داخله كل اوجاع العالم، بانه توا احد معها يحاول اقناعها، يريد ان يصرخ ويبكي على حاله، ولكن اذا فعل ذلك لا احد سيشعر به، فهو اختار طريقا ليس من نصيبه، بل كان من نصيب اخيه، احتل قلب بريء وتوغل فيه واخذ اجمل ما لديها وبعد ذلك تركها، الامر ليس هينا عليه بل اصعب منها بمراحل فهو يعانى الام الفراق والحزن مشاعر كثيره ومختلطه، عقابه مع الملك شديد وعسير، من كم مرة كسر قلوب واهان سيدات، وجرح وداس وذل وفعل ما يشاء في بنات الناس، دون قيود او شروط، يدوس على كل القيود البشرية، تنهدت بحزن من صدره. - قائلا بوجع. انا بموت وعارف انى غلط ومعملتش حاجة حلوة في حياتى. بس انا بموت. الانسانة اللى انا حبيتها دلوقتى مع اخويا. اللى مليش الا هو. اغمض عينيه ودع الدموع تنزل بحرقة على وجهه، يريد ان يفيق من وجعه، فروحه وقلبه وكل شىء به عاجز ضعيف، يحتاج اليها يريد توا ان تكون بين ضلوعه فهى حبيبته الاولى والاخيرة، كل شىء بها ملكه فقط وليس لاحد غيره، - اه يا ورود اللى اندفن حبنا قبل ما يطلع للنور. ويعرف العالم انتى مين بالنسبة ليا، كلها ايام وتكونى مع اديم. انا مش قادر اتخيلك معاى دلوقتى. ازاى هقدر اتخيل انك هتكونى في حضنه. يارب ساعدنى. انا عارف انى مذنب بس ساعدنى. لانى مش قادر، طال الحديث مع ربنا فجلس على المقعد ينتظر اخيه، حتى اشرقت الشمس...

دلفت اليه امه لم تجده في سريره، والفراش كما هو، كأن لم يبيت عليه احد ليلة البارحة، رات البلكونة مفتوحة على مصرعيها، دلفت للداخل، راته يغط في نوم عميق، انصدمت عندما راته على ذلك الوضع، اشفقت على حاله بشدة، فابنها بين يوم وليلة تغير حاله، ليس لافضل بل الاسوء بكثير، جثت على ركبتيها بجواره.
- قائلة بحنية. ادم حبيبي.
قال بنعاس وهي غرقان في النوم.
- نعم يا مامى.
- قومى يا حبيبي نام في السرير.

- ما انا نايم في السرير.
- لا يا ادم انت نايم في البلكونة.
- بلكونة اى بس؟
هزته من يده.
- قائلة بصوت عال. قوم يا ادم.
فتح عينيه راى نفسه في البلكونة بالفعل.
- قائلا باستغراب. هو انا نمت هنا امبارح.
- اى اللى نيمك هنا؟
قال بكذب وهو يفرك في عينيه.
- عادى كنت بشم الهوا. اظاهر راحت على نومة.
- كنت عايز تعرف اديم رجع امتى؟
انصدم من سؤال امه.
- قائلا بتوتر. ايه الكلام اللى انتى بتقولى ده.

نظرت في عينيه لتاكد له كذبه مثلما كانت تفعل عندما كان طفلا صغيرا.
- قائلة بحزن. ده مش كلامى. دى نومك هنا اللى بيقول.
تجاهل صدقها وقام من على المقعد ودلف داخل غرفته.
- قائلا بطلب. ماما لو سمحتى.
دلفت ورائه بغضب.
- قائلة بامر. فوق لنفسك.
صرخ في وجهها.
- قائلا بعجز. عايزانى اعمل ايه.
- مش حابة اشوفك دة.
- هو بايدى يعنى.
- للدرجة دى بتحبها.
ابعد عينيه عنها.
- قائلا برجاء. لو سمحتى.

- قالت بحنية. وهي تمسك وجهه بين يديه. ارجع ادم بتاع زمان.
- بتاع زمان ماكنتيش بتحبى.
- بس كان ارحم من دلوقتى.
- كل حاجة فات اوانها وانتهت.
- لا ماانتهتش بس حاول تتخطى.
- هحاول.
- طلعتلك منين.
- مش عارف.
اقتحم عليهم اديم الغرفة.
- قائلا بحزن ضفيف. صباح الخير.
بعد ادم وجهه ليمسح دموعه. ام صافي ردت عليه.
- قائلة بايجاب. صباح النور.
- اى يا بنى كنت فين.
- نايم في شقة ادم. قالها بايجاب وهو يدلف للداخل ويقترب منهم.

- ليه خير ان شاء الله.
- اه خير. بس ما حبتش اسيب ورود لوحدها.
- ليه حد هياكلها.
- ورود 18 سنة يا صافي يعنى طفلة.
- يازين ما اخترت وهتتجوزها بقي على سنه ده.
- بلاش طريقة السخرية دى.
هبت فيه بانفعال.
- قائلة بغضب. اديم انت عندك كام سنة والفرق ما بينكوا قد ايه.
- الحب مابيعرفش سن وانا بحبها وعايزاها.
اعتصر قبضة يده بغضب حتى تالمت وانفتح الجرح. فصرخ اثر الالم.
قال اديم بقلق. وهو يمسك يده بحنيه.

- ادم في ايه. قال بالم. وهو يحاول يسيطر على وجعه.
- الظاهر ان الجرح اتفك.
- جرح ايه اللى اتفك. قالتها صافي بخوف.
- ممكن تهدى يا مامى.
- اهدى ازاى. تعالى معايا. قالتها وهي تاخذه على السرير وتجلسه فيه وتضع وسادة خلف ظهره.
- انا هتصل بالدكتو يجى حالا. هزات راسها ايجابا وهي تجلس بجوار ابنها...

اجرى اتصال مع الطبيب، وبعد نصف ساعة اتى اليه، وغير له على الجرح وطلب منه عدم الانفعال او الغضب نهائيا فهذا يؤثر على جرحه ويدخلهم في مشاكل مرضية هم في غنى عنها. شكره اديم جدا وصافي ايضا التي ذهبت لتحضر له طعام خفيف. بعد ذهابها جلس اديم امامه على السرير.
- قائلا باستفهام. ايه اللى خلاك تنفعل.
- مافيش حاجة.
- لسي برضو مش عايز تقول هي مين.
- لو كانت موجودة كنت قولت عليها.

- دى موجودة ومحتلة كل حاجة فيك بس هي مين.
رمق اخيه نظرة حسرة فكلامه صحيحا مائة بالمائة فهى فعليا احتلت كل شىء...
- سكت يعنى.
- ماتشغلش بالك بيا.
- اشغل نفسي بمين مثلا.
تمالك على نفسه وقال بقوة.
- ورود خطبيتك.
- ورود دى هتتجننى.
- ليه اى اللى حصل.
- عايزة ترجع الفيوم ومتكملش الخطوبة.
- اى اللى خلاها تقول كدة غريبة.
- ولا غريبة ولا حاجة انا اصلا من يوم ما عرفتها هي مش عايزة تكمل الخطوبة وترجع الفيوم.

- مادام عايزة ترجع ماتسيبها ترجع.
- ترجع ازاى وانما محتاج لها.
- طب ازاى وهي مش محتاجكك.
- انا بحبها افهم بقي.
- قال بوجع وهو يضغط على يده. اه بتحبها. ما لازم تحبها...
- ادم ماتضغطش على ايدك.
- انا ماضغتطش عليها.
- بطل كدب. انا عارف انك مابتحبش ورود وسيرتها بتعصبك.
- حاجة زى كدة.
- يعنى انت لم تحب وتتجوز هكره مراتك.
- لا اطمن من الناحية لانى عمرى ما هتجوز.
- ليه يا ابنى بتقول كدة.

- لانى بكره حاجة اسمها الحب والجواز.
- لا ابعد عنى انا بحب وعايز اتجوز.
- ربنا يسعدك.
- يارب. انا عايزك تكلم ورود.
- اكلمها في ايه.
- خليها ترجع عن اللى في دماغها. لانى من غيرها ميت. ا
قتحمت صافي عليهما الغرفة. وهي تضع طاولة الطعام امام ادم.
- قائلة بحنية. انا عايزاكوا انتوا الاتنين تنهوا الاكل ده.
- ليه احنا فيلة.
- اديم نفذ الكلام وانت ساكت.

- انا برا الحوار انا رايح انام. قالها وهو يقوم من على السرير ويتركهم سويا.
- هو شكله تعبان كل انت.
- خدى الاكل ده يا مامى انا ماليش نفس.
- ادم يا ح.
- لو سمحتى.
- انا هسيبك الاكل واعمل اللى تعمله. قالتها بحزن عليه وانفجرت في البكاء ودلفت خارجا وهو ارجع راسه للوراء وترك الدموع تنزل على وجنتيه بغزارة...

بعد ان انتهوا من المحاضرات، ذهبوا الى كافيتريا الكلية ليشربوا شىء، ويتجاذبوا اطراف الحديث عما حدث بالامس، قصت لها احسان كل شىء قاله لها مالك. وهي كانت ستحكى لها، حتى اتاها اتصال من ادم، جعلها ترقص فرحا.
- اى يا بنتى فرحانة كدة ليه؟
- ادم بيتصل بيا.
- وفرحانة اوى كدة ليه؟
- اكيد حس بغلطته وقرر ان هو يعتذر ليا.
احسان بعدم اقتناع.
- جايز برضو.
قامت من على المقعد بحماس.

- قائلة بادب. عن اذنك يا احسان. هروح ارد على.
- اذنك معاكى يا اختى.
وقفت بعيدا وفتحت الهاتف.
- قائلة بسعادة. كنت عارفه انك هتكلمني يا حبيبي.
ضغط على قلبه بقوة لمجرد نطق كلمة حبيبي بين شفتيها. - قائلا بغضب. انت ليه عايزه تفسخي خطوبتك من اديم.
انصدمت من سؤاله.
- قائلة بعصبية. ما انت عارف عايزه افسخها ليه؟
قال بامر وهي يتجاهل عصبيتها.
- ورود انت دلوقتى تكلمي اديم وتعتذري ليه.
- انا مستحيل اعمل كده.

- اللي اقولك عليه يتنفذ.
- هو انا جارية.
- لا مش جاريه بس الا وجع قلب اخويا.
- اخوك ما بي...
- ايا كان السبب. انا ارفض اني اشوف اخويا كده.
- ادم يا حبيبي افهم واسمعني...
- بطلي كلمه حبيبي دي انا مش حبيبك.
- لا حبيبي واكتر من حبيبي.
- ورود بطلى عند.
- انا بحبك ومستحيل اتخلى عنك.
- ماتجننيش.
- انت اللى بتجننى بكلامك ده.
- اخويا جاى متضايق من رفضك ليه.
- اخويا مش انا اللى مضايقة في حد تانى وهى...

- مايهمنيش. المهم انك تكلمى وتراضى، وترجعى عن اللى في دماغك ده.
- انا مستحيل اعمل كدة ؛ لانى بحبك.
قال بعصبية، وهو يصرخ برفض.
- اخرسي وبطلى قلة ادب بقي.
- حبي ليك قلة ادب.
- ولعنة، واللى هقولك على تنفذى من غير كلام فاضى كتير.
- انت بتكلمنى ليه عايز ايه.
- عايزك تكلمى اديم.
- انا بحبك ازاى عايزنى اكلمه.
- انتى مرات اخويا بتفهمى ازاى.
- في ثانية خلتنى مراته.
- لان ده واقع ولازم تعيشي.

- انا هرجع الفيوم. انا لا عايزة اشوفك ولا اشوف اخوك.
- هو انتى كنتى تطولى اخويا يبص ليكى في يوم من الايام. فوقى لنفسك واعرفى انتى بتكلمى مين.
اتسعت عينيها بصدمة مت الذي سمعته.
- قائلة بعدم تصديق. ادم انت اللى بتقول الكلام ده.
- اه انا اللى بقوله. انتى واحدة من غير اصل ولا فاصل. انتى ليكى الشرف ان اديم كارم النوار بص ليكى.
قالت ببكاء والدموع تنزل على وجنتيها.
- وانا ماطلبتش منه يبص.

- نصيب بقي. وده من حظه التعيس.
- حظه التعيس!
- اه طبعا. شكلك يا حلوى ماتعرفيش مين اللى عايز يتجوزك خدى من وقتك الثمين دقيقة وادخلى على الجوجل واكتبى اسمه وانتى تعرفى.
- ما عايزاش اعرف.
- لا ادخلى ؛ لان ده هخليكى تقدرى النعمة اللى في ايدك.
- شكرا. عرفت قيمة نفسي بالنسبة ليك وازاى انتى شايفنى.
- العفو دى اقل حاجة اقدمها ليكى.
- كلامك حسسنى انى ولا حاجة.
- دى حقيقة من غير كدب.
- حقيقة؟ واى حقيقة؟

- انتى تكلمى اديم وتعتذرى لى. انا عايز ما اشوفوش زعلان ابدا.
- وحياة حبى ليك ماهخلى يزعل ابدا.
- عارفة لو حكيتى لى اى حاجة. قسما بالله يا ورود هتشوفى وش ماهتحبهوش ابدا.
- تاكد انى شوفته وعرفته النهاردة.
- من غير سلام. قالها واغلق الهاتف في وجهها...

اما هي واقفة في مكانها بعجز وضياع، العالم يدور من حولها، وتزيد دوراته وهي دموعها سيول على وجنتيها بوجع وعتاب. حتى سقطت مغشيا عليها، وتجمع الجميع حولها واولهم احسان التي صرخت باعلى صوت لديها، كان مالك قريبا منهم، ركض على الصوت رائها ورود وليست احسان، حملها بين ذراعيه وركض بها الى مستشفى الجامعة...

قلبه انقسم نصفين على الكلام الذي قاله لها، كان يتمنى الموت مئات المرات ولا يوجعها بتلك الطريقة المهينة البشعة، لكن ماذا يفعل وهو يرى اخيه لاول مرة عاشق...

انشق القمر طريقه في ليل جميل وجديد، كانت فاقت من صدمتها واخذتها احسان الى منزلها وجلستها في سريرها بهدوء، واعدت لها طعاما خفيفا، تناولته بعد الحاح واصرار منها عليها، لم تسالها عن سبب السقوط والاغماء الذي كانت فيه من ساعات، فالوجع الذي يملا عينيها توا يبوح بكل الاسرار.
- فقالت بهدوء لتخفف عنها. ان شاء اللى خير.
- المرة دى غير كل مرة.
- الوقت كفيل ان هو يدواى الوجع.
- الوجع؟! انا عديته بكتير.

- ورود انتى قوية ومصير الايام دى تتعدى وبكرة تضحكى عليها.
- فين بكرة وكل يوم بيعدى بيكون اصعب من اللى قبله.
- خلى عندك ثقة في ربنا.
- انا عايزة اصلي يا احسان.
- ورود انتى بتقولى ايه؟
- انا عايزة اصلي.
- دى بجد تصلى زينا.
- مش انتى بتقولى انك لم بتكونى تعبانة وتصلى كل الوجع بيروح.
- اه طبعا دى اكيد.
- فانا عايزة اجرب اى المانع.
- مافيش مانع خالص يا حبيبتى.
- بس لو ما ارتحتش.
- هترتاحى خلى عندك ثقة في ربنا.

هزات راسها ايجابا، وقامت من السرير، اسندتها احسان وذهبت بها الى المرحاض، توضات وهي كانت تقلدها، تريد الراحة تريد ان يهدا قلبها وتعود سكينتها اليها، الوجع ينزف بداخلها ويصرخ باعلى صوت لديه، تريد ان تشاركها الاشياء المتحجرة في القلب ذلك الالم، فهى منذ ان خلقت في تلك الحياة لا ترى منها سعادة، وسعادتها عندما اعترف لها ادم بحبه وجعلها تعيش معه ايام من الجنة، وبدون سابق انذار هدم معبد السعادة الذي كانت تبنيه طوبة طوبة، بعد ان انتهت ارتدت ملابس فضافضة وحجاب على راسها، ووقفت احسان بجوارها.

- وقالت دعاء الصلاء في خشوع، وسط دقات قلب ورود.

سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك. اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد. وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي، وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ، وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِين َ، اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْت َ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لَا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْت َ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْك َ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْك َ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْت َ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ. اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَة ِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِك َ، فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُون َ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم ٍ. اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْض ِ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَكَ الحَمْدُ أَنْتَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، أَنْتَ الحَقُّ، وَوَعْدُكَ الحَق ُّ، وَقَوْلُكَ الحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ الحَقُّ، وَالجَنَّةُ حَق ٌّ، وَالنَّارُ حَق ٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَق ٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْت ُ، وَبِكَ آمَنْت ُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْت ُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْت ُ، وَبِكَ خَاصَمْت ُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْت ُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْت ُ، أَنْتَ إِلَهِي لاَ إِلَهَ إِلَّا أَنْت َ.

انا كنت تعبانة جدا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة