قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثامن والخمسون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثامن والخمسون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثامن والخمسون

كانت تريد ان تهدا ويستقر وجع قلبها، الوقوف بين يدي الله ليس بالامر الهين، دقات القلب تتضارب بين الضلوع، تنادي باستكمال اللقاء مع الواحد القهار، حقا طاعه اعجازيه ان تكون بين الملجا والامان والسكينه والطمائنية، في غابه الحياه بحثت كثيرا عن تلك المشاعر، لم اجد في دروبها شيئا غير المذله والاهانة والوجع والعتاب واللوم والكثير والكثير، ها انا هنا خاشعه متذلله في المكان الصحيح، لا مانع من نزول الدموع واستشعار تلك اللحظات السعيده، انا اليوم ولدت في البحر الايمان الصادق، احساس بالهدوء والسلام يراودني في كل سجدة لله وفي كل لفظه ينطقها قلبي قبل لساني، اطالب بالرضا والسماح والغفران، اريد ان تنتهي الرحله هنا في تلك اللحظه، فانا راضية ممتنه لكل شيء فيها لن اكون ناكره جميلها ابدا، فبسببها ارسلتني الى جزيره السلام والامان. طاف بالسلام طائفه السلام يوقظ النيام عهده الوثيق لوحة النجاة اول الطريق هو منتهاه، لا اريد غير الرضا والنور في طريقى الجديد، مجرد الوقوف على سجاده الصلاه تغيرت كل المعايير والموازين وايقنت بان الذي مررت به في الدار والكنيسه لا يضاهي تلك اللحظه سلمت احسان وهي تفعل مثلها، بعد ان انتهت من الصلاة. نظرت لها.

- قائلة باستفهام. ارتحتى يا ورود.
نظرت لها بامتنان.
- قائلة بصدق. اه الحمد لله.
- مش انا قولت ليكى هترتاحى.
- كلامك طلع صح فعلا.
- وقت ما تكونى تعبانة صلى وربنا قادر يفك الكرب من عنده.
- باذن الرب.
قالت وهي تلم سجادة الصلاة.
- انا بقي هسيبك واروح.
قالت بطلب وهي تقوم.
- ما تخليكى شوية.
- الدكتورة رقية زمانها قلقانة على. والحمد لله انتى بقيتى احسن.
- طب هتروحى ازاى؟
- هاخد تاكسى هي قضية.

- لا انا هاتصل بعمى محمد ياخدك.
- وليه تتعبى الراجل.
- واتعبه ليه؟ علشان اكون مطمنة عليكى.
- اللى تشوفى.
امسكت الهاتف واتصلت به. فاتى على الفور واخذ احسان واوصلها لمنزلها...
كان نائم على السرير ومغمض عينيه بحزن. اتاه اتصال. امسك الهاتف من جواره راى اسمها وورد بتعب.
- قائلا بضيق. نعم.
اندهشت من طريقته وحزنت ايضا.
- قائلة بعتاب. اديم انت بتتكلم كدة ليه.

انفعل عليها. - قائلا بغضب. عايزانى اتكلم ازاى وكل حاجة خسرتها.
- للدرجة دى.
- ورود انا بحب نسمة وهموت علشان ترجع.
- وانا هساعدك ترجعها.
قام من مكانه.
- قائلا بسعادة. بجد.
- ايوا طبعا. بس بشرط.
- اى حاجة اطلبيها وانا هعملها ليكى.
- مجرد وصولها انا هرجع الفيوم.
- والكلية؟!
- عمرها ماكانت مكانى ولا حلمى.
- ورود كدة ماينفعش.
- اديم وافق على رغبتى علشان احقق ليك حلمك.

- اوافق على ايه؟ انك تسيبى الكلية وترجعى الملجا.
- ده مكانى الطبيعى مهما روحت او جيت انا بنت الملجا.
- الكلام ده هبل وتخلف.
- كلامك مهيخلنيش ارجع عن قرارى.
- طب بصى. انا هاجى ليكى ونتكلم بالعقل.
- حتى لو جيت واتكلمت قرارى ماهيتغيرش.
- ليه العند؟
- كدة افضل لجميع الاطراف.
- وحبيبك.
هبت فيه بانفعال.
- قائلة بغضب. مافيش حبيب.
- ازاى مافيش.
- قرارى واحد انا هرجع الفيوم.
- ورود الكلام مابيكونش بالطريقة دى.

- امال بيكون بايه. انا قررت وهعمل كدة.
- طب اهدى كدة. وانا هاجى ونتكلم.
- ماتتعبش نفسك ؛ لان مافيش حاجة هتتغير.
- انا مقدرش ابنى حياتى على سبيل تعاستك.
- فين التعاسة دى. انا هرجع لمكانى الاصلى.
- مكانك هنا في الكلية بتاعتك وجنبى.
- عايزانى اعمل ايه جنبك؟
- تخلصى كليتك على خير وتشتغلى معايا في الشركة.
- دى استحالة انا هرجع الفيوم.
- بطلى عندى.
- لو ماوافقتش اعتبر ان اتفاقنا لاغى.

- انتى بتمسكينى من ايدى اللى بتوجعنى.
- وافق لان ده الحل المناسب...
فتح باب غرفته، وذهب عند الباكونة، وهو يتحدث معها على الهاتف.
- قائلا باستفهام. روحتى ولا لسي.
ردت عليه بايجاب وهي جالسة على سرير غرفتها.
- قائلة برقة. انا بقالى ساعة في البيت.
اردف بهمس حميمى.
- قائلا بغزل. يا بخته.
احسان بعدم فهم.
- قائلة باستفهام. هو ايه اللى بخته؟!
- البيت بوجودك فى.
- اللى بخته بجد بقي اوضتى.

- تصدقى فعلا. نفسي اشوف شكلها.
- ودى ليه ان شاء الله.
- عشق حب اشتياق اى حاجة حلوة منك.
- مالك فوق.
تنهد بعشق.
- قائلا بصدق. مش عارف انا بعشقك يا اجمل كائن في الكون.
- حرام كلامك ده على فكرة.
- طب ايه الحلال قولى ليا.
- انك تبطل كلامك ده.
- ابطل ازاى؟ انتى عايزة قلبى يقف.
- كفل الشر عليك.
- خايفه علي.
- انت شكلك فاضي.
- انا كلي ليكى انتى واحدك بس.
- خلينا نتكلم جد شويه.

- والله ما عارف. نفسي دلوقت اجيء اخذك في حضني واقوللك انتى ملكي انا وبس.
اقتحمت امها عليها الغرفة.
- قائلة. احسان الاكل جاهز.
ارتبكت عندما وجدت امها امامها. والذي زاد التوتر اكثر عندما سالتها بشك.
- قائلة باستفهام. انتى بتكلمى مين؟
ابتعلت ريقها بصعوبة.
- قائلة بتلعثم. اصل انا بكلم.

اغلق الهاتف معها ؛ ليس خوفا بل تجنب شجارها مع امها وعدم حدوث مشاكل لها. اقتربت امها منها على السرير، واخذت الهاتف منها ؛ لتكتشف من المتصل. قبل ان تبحث اجابت احسان بقوة.
- قائلة باعتراف. انا بكلم مالك.
رمت الهاتف على السرير بغضب.
- قائلة باستنكار. مالك مين؟
- حضرتك عارفى.
عقدت ذراعيها امام صدرها.
- قائلة بهدوء ما قبل العاصفة. لا ما اعرفش انك بتكلمى ولاد.
قامت على استيحاء، ووقفت امامها بتوتر.

- قائلة بتوضيح. ولاد مين؟ دى مالك.
- اللى باسك في الكلية.
هزات راسها ايجابا دون تنطق بكلمة.
هبت فيها بانفعال.
- قائلة بعصبية. هو انا مولتكيش مالكيش دعوة بى.
-...
- قائلة بصراخ. ردى انتى ساكتة ليه؟
- هرد اقول ايه يا مامى.
- بتكلمى من امتى.
- من وقت الرحلة.
- من وقت الرحلة. دى كان واضح انى كنت نايمة على ودانى.
- حضرتك بتكلمنى كانى عملت جريمة.

- انتى عملتى اكبر من الجريمه. لما تكلمي واحد ما فيش علاقه ما بينك وما بينه.
- دى مجرد زميل لي في الكليه.
- الواضح ان هو ما بقاش مجرد زميل.
- احسان بكذب. لا زميل.
- بطلى كدب.
- انا مابكدبش لان دى حقيقة.
- هتكلمى كدبك تانى.
لم تعد تطيق. فصرخت في وجهها.
- قائلة بوجع. حاولت انفذ كلامك وفشلت ما هو قلبي مش الزرار هادوس عليه وهينفذ اوامرى.
- عرفتى انك كدابة.
- انا انسانة وليا مشاعرى.

- ما انتى لو كنتى سمعتى كلامي ما كانش حصل ده كله ليكى.
- اسمع كلامك في ايه؟ بعدت وما عدتش بشوفه وعملت كل حاجه وبرجع لنفس النقطه وحضرتك شايفاني بتوجع وبتالم وما بتتكلميش.
- لانك انت اللي اختارت الطريق الغلط. اختارت تبعدي عن ربنا وتختاري انسان مستحيل يكون ليكى.
- انا بعدت عن ربنا في ايه؟ انا بنت عاديه قابلت شاب وحبته.
- كلامك ده ذنب كبير انتى مش حمله.
انفجرت في بكاء.
- قائلة باذلال. انا بحبه يا امى.

- اخرسى ما اسمعش الكلمة دى.
- ان لسانى انخرس قلبى موجود جوايا وبينبض بي.
- انتى اكيد اتجننتى.
- اتجننت في ايه انى بحب.
- انتى عايزة تكونى زى.
- الناس مش كلها كامل فرغل.
- اه مش كلهم بس الواد ده بالذات شبه.
- اه كان بتاع ستات وكدة. بس اتغير علشانى.
- وانتى زى الهبلة صدقتى.
- ماصدقوش ليه؟ ايه اللى هجيبروا ان يكدب.
- اللى زى مالك ده يقدر يعمل اى حاجة علشان يقدر يكسب الفريسة بتاعته.

- انا مش فريسة لحد وهو عرفانى كويس، وبعدين هو عايز يجى يتقدم ليا، يعنى مابيلعبش بيا.
- وانا مستحيل اوافق على.
صرخت فيها بقهر.
- قائلة بوجع. ليه عايزة تكسرى قلبى؟
- ينكسر قلبك دلوقتى. احسن ما تخسري كل حياتك.
- انا مش زيك ولا هو زي بابى. احنا مختلفين عنك وحكايتنا مختلفه.
- هي نفس الحكايه نفس السيناريو بس باختلاف الابطال. وانا مش هرضى انك تعيشى نفس اللي انا عشته.
- سيبيني اختار طريقي.

- اسيبك تختارى طريقك. لم يكون صح.
- دى حياتى وانا حرة فيها.
- انا اخدتك من حضن ابوكى القاسي والظالم وربيتك على الدين الاسلامى، وحفظ كتاب ربنا.
- انا مش رقية. اللى لسي بتحب واحد برغم خيانته ليها.
رفعت يدها بقسوة وضربتها بالقلم.
- قائلة بغضب. اخرسى.
اتسعت عينيها بصدمة وهي تضع يدها على وجنتيها.

- قائلة بصراخ. وانتى فاكرة انك كدة هتسكتينى. انا بحب مالك الصياد زير النساء. انا بس مابحبهوش انا بعشقه. ومصدقة كل كلمة بيقولها ليا.
امسكتها من ذراعيها وهزتها بقوة.
- قائلة بعصبية. يا حمارة فوقى دى بيضحك عليكى.
تخلصت من يدها.
- قائلة بحزن. انا راضية كفاية ان في حد مابيامرونيش زيكوا.
- انا هتصل بابوكى يجى يشوف ليكى حل.

- مهما تحاولى او تعملى اللى في قلبى ماهيتغريش ابدا. لانى بحب سواء غلط او صح انا بحب. ومايهمنيش راى اى حد فيا.
- هو عمل فيكى ايه؟ انتى مش احسان اللى عرفها.
- احسان اللى بتعتبريها طفلة صغيرة بتامريها بس. حتى الحب يا امى بتقولى ليا احب مين واكره مين.
- هو انا غلطانة انى خايفة عليكى.
- قولتلك انى مش رقية، ومالك مش كامل.
- لا انتى رقية. الضعيفة المكسورة العاجزة.

- انا احسان اللى ماحدش بيقدر يقرب منها. اللى يوم ما مالك خبطها بالعربية. دمرتهلوه. انا احسان كامل فرغل اللى كانت بتعمل مشاكل في كل مراحل حياتها ولا نسيتى.
- مانستش. بس الحب هيدمرك.
- مين قال هيدمرنى؟ ما يمكن يصلح كل العجز اللى جوايا.
- مالك مش شبهك هيكسر كل حاجة حلوة فيكى.
- هي الحياة كدة لازم نتوجع علشان نتعلم.
- وايه اللى يوجعك.
- قلبى اللى خده منى واحد تانى.
- حبيبتى اكيد انتى موهومة.

- انا اكيدة انا بحب مالك الصياد...

فتح لها باب الشقة. دلفت بعصبية والقت حقيبتها على اقرب اريكة.
- قائلة بغضب. كارثة كارثة.
اغلق باب الشقة ورائها وذهب لها.
- قائلا بهدوء. يا ساتر يا رب. في ايه يا صافى.
- آدم يا كريم.
- ماله تانى.؟
- بيحب.
- طب ما احنا كلنا عارفين ان هو بيحب.
- انت عارف هي مين؟
- مين؟
- ورود خطيبه اديم.
اتسعت عينيها بصدمة.
- قائلا باستنكار. ايه بتقولي ايه.
- باقول لك ورود خطيبه اخوه.
- اكيد بتهزري.
هبت فيه بانفعال.

- قائلة بغضب. انت شايف وشي ده بيهزر.
- لا. بس ده جنان. هو التاريخ بيعيد نفسه.
- ده الواضح.
- طب ازاي وامتى وفين؟ وبعدين واضح ان هو بيكرهها جدا.
- الكره ده كله طلع حب.
- انتى ايه اللي عرفك ممكن يكون بيتهيالك.
- هو قال ليا بنفسه.
- ازاي؟!
- ما اعرفش انا دماغى هتنفجر من كتر التفكير.
- عشان كده قطع ايده.
- ما قدرش يتحمل اللي عمله في اخوه.
- يعني يوم ما يحب. يحب واحدة مش لى. طب ازاى.
- ما اعرفش القلب وما يريد.

- والبنت مشاعرها ايه؟
- بتحبه.
- يا نهار اسود.
- ما شفتش منظرها يوم ما شتمها.
- كريم وصافى طلعوا موجودين ما بيننا تاني.
- انا مش عارفه اعمل ايه؟
- اكيد لازم نوقف ده كله.
- انا ماعايزاش وجعنا يتكرر تانى. واديم كل شويه بيضغط عليه بكلامه وهو مش قادر يتحمل.
- الخطوبه الجمعه دي. اديم بيحبها؟

- بيعشقها. وانا المفروض دلوقتى اكون طايرة من السعاده عشان اديم. لكن ابني يا كريم بيموت مش عارفه اعمل ايه. قالتها وانفجرت في البكاء.
اخذها في حضنه يربت على ظهرها بحنية.
- قائلا بحنية. طب اهدى.
قالت ببكاء وهي تحضنه تستمد منه القوة.
- اهدى ازاى وانا قلبي موجوع على ابنى.
- ان شاء الله هتتحل.
- انت مش عارف ان ادم زيك عمره ما هينسها ولا هيشيلها من باله. والبنت باين عليها انها بتحبه اوي انا هاموت.

- كفل الشر عليكى ربنا يخليك ليا اكيد هنشوف حل.
خرجت من حضنه.
- قائلة برجاء. اعمل اى حاجة يا كريم.
قال بايجاب وهو يمسح دموعها بحنية.
- حاضر يا حبيبتى انتى تؤمرى.
رمقته نظرة امتنان.
- قائلة بعشق. شكرا انك موجود.
- شكرا انك موجودة وبتشاركينى. قالها بامتنان، وقبلها على شفتيها. فهو كان مشتاق لها بشدة.

انسدل الليل في ارجاء المكان، كان هو انهى اتصاله معها والسعادة لا تفارق قلبه، اتصل بالسكرتيره البديله مكان حبيبته، واخبرها بعمل كروت دعوه لحفله خطبته، اندهشت من ذلك الامر وعقبت عليه بانها باركت له، طلب منها ان توزع الكروت في كل مكان، ويصل كارت دعوة خاص الى سكرتيرته القديمة نسمة، طلبت منه اسم العروس، اخبرها بان تكتب سارقة قلبه...

استنكرت فعلته فكانت تريد ان تعرف من هي العروس، التي استطاعت ان تحلت عزوبية قلبه، فيما لا شك فيه تاكيدا انها من الطبقة الراقية صاحبة حسب ونسب مثله، فهو اديم كارم النوار، لا تليق به اية احد...
- قائلة بطاعة. كل كلام حضرتك هيتنفذ.
- يكون في اسرع وقت. لان الخطوبة هتكون الجمعة دى.
- دى اكيد يا فندم. الف مبروك.

- الله يباركك فيكى. قالها واغلق الهاتف معها. وهو يتخيل تلك اللحظه عندما تتصل بها امها وتخبرها بموعد خطبته، حتما ستنوجع وتعود على الفور كما وعدته، مشتاق الى تلك اللحظه ومتلهف، يريد ان يراها فقد اشتاق اليها كثيرا وصبر نفسه بانه مر بالكثير وما يتبقى الا القليل وسوف تعود عاجلا او اجلا وتكون زوجته على سنه الله ورسوله، وبعد ذلك يحل مشكله ورود ويجعلها تتراجع عن قرارها، ويحاول مع ادم ان يعرف من هي حبيبته التي هجرته، خلع التشيرت الذي عليه ودلف الى المرحاض...

كان ادم يجلس في الحديقة الخلفية يستنشق الهواء العليل، الذي يهدا من وجع قلبه، يتذكر كل لحظاتهما سويا، بحلوها ومرها، ضحتكها ابتسامتها بكائها رقتها...
كل شىء فيها يتذكر فهو يعرف ادق تفاصيلها، يتنهد بحزن شديد، فهو مشتاق حق الاشتياق الى تلك المخلوقة، سائلا نفسه. ماذا حدث لها بعد كلامه الجارح معها، وماذا تفعل توا...
وجع والم وعتاب واشتياق...

اقتحم عليه خلوته اخيه. عندما ساله باستفهام، وهو يجلس امامه على مقعد الطاولة.
- اى يا ابنى بتفكر في ايه؟
افاق من شروده.
- قائلا بكذب. ولا حاجة.
- انت لسه برده ماعايزاش تقول هي مين؟
- يفيد بايه انى اقولك، وهي ماعدتش موجوده. قالها ادم بحزن
ارتعب اديم عليها.
- قائلا بقلق. ليه هي ماتت؟
قال بياس.
- حاجه شبه كده.
- وضح؟
- سافرت وما بقتش موجوده.
- ليه؟
تنهد بحزن.
- قائلا بوجع. لانها ما كانتش من نصيبي.
- هي متجوزه؟

- سيبك منها يا اديم.
استغرب طريقة حديثه.
- قائلا باستفهام. ليه بتهرب تتكلم معايا. او تقول ليا اصل الحكايه.
- لان حكايه خلصت بسفرها.
- عشان كده قطعت يدك.
- حاجة تشبه كده.
- مافيش تغيير الاجابه.
ضحك على طريقته. وحدثه بابتسامة.
- قائلا بحزن. ما فيش تغيير لاجابة.
- طب قول ليا عنوانها فين وانا اجيبها ليك.
- هي مش لعبه دي انسانه.
- انت هتعمل زي ورود.
مجرد نطق اسمها دق قلبه اشتياقا لها.

- قائلا بثبات مصطنع. مالها ورود؟!
- بتقول نفس الكلام انا انسانه مش لعبه توديها وتحركها وكلام من ده كثير.
- انا كلمتها ليك.
- عارف.
- هي قالت ليك.
- لا يا سيدي عرفت من موافقتها على الخطوبه.
انقهر عندما سمع بموافقتها، ولكنه تلاشى حزنه سريعا.
- قائلا بتصنع. واو هي وافقت.
- هو انت عندك شك في قدرتك.
- لا طبعا بس مش بالسرعه دي.
- هو انت قلت ليها ايه؟ يخليها توافق بالسرعة دى.
- ولا حاجه.

- ازاي ولا حاجه دى كانت مصرة ترجع الفيوم.
- ما تشغلش بالك المهم انها وافقت.
- على رايك.
- اخيرا هاشوفك عريس.
- شفت ازاي.
- مبروك يا حبيبي عقبال ما اشوف اولادك.
- عقبالك يا ادم.
- انا والجوااز انسى انا كدة مرتاح.
- مصيرها ترجع حبيبتك. هي هتلاقى زيك فين.
- لقيته واحسن منى بكتير.
- على قد ما انا حزين عليك. على قد ما انا فرحان. انك لقيت الحب اخيرا.
- لقيته وفي ثانية ضاع ما بين ايدى.

- طب ما تقول ليا يا ابني هي مين. انا اساعدك انها ترجع
- بقول لك سافرت ما عادتش هترجع هنا تاني.
- هو يعنى اللى بيسافروا ما بيرجعوش.
- حاجة شبه كدة.
- نفس الاجابة تانى.
- اقولك ايه؟
- هي مين؟
صمت قليلا يفكر.
- ثم تحدث بوجع. هي لعنة الحب المنبوذ.
- يا ستار يارب. هو في حد يقول على حبيبته كدة.
- اه في انا.
- طب ليه لعنة ومنبوذة؟
- لانها دخلت حياتى وشقلبتها وبعد كدة طلعت اكبر لعنة.
- واد يا ادم هي من عبدة الشيطان.

ضحك على كلامه.
- قائلا بابتسامة. ايه اللى بتقوله ده يا اديم؟
- عايزانى اقولك ايه وانت بتسمى حبيبتك كدة.
- فكك المهم انك مبسوط وطظ في الباقى.
- فعلا طظ في الباقى الا انت.
نظر له بامتنان وحب...

اغلق الهاتف معها خوفا من حدوث مشاكل لها، لكن نيران القلق كانت تتقاتل بداخله، يريد ان يعرف ماذا فعلت امها لها، ويزرع الغرفة ذهابا وايابا، دلفت اليه امه فسالته بقلق.
- قائلة باستفهام. في ايه يا مالك.
نظر لها بحزن.
- قائلا بايجاب. احسان يا مامى.
- مالها يا حبيبي؟
- اصل...
هبت فيه بانفعال.
- قائلة بعدم تصديق. ازاى تقفل السكة في وشها وتسيبها في الوضع ده.
- ما عرفتش اعمل ايه خوفت عليها.

- ده خوف. ده اسمه جبن.
- ازاي تقولي كده.
- معنى انك تقفل السكه في وشها يعني انت بتهرب من العلاقه ما بينكم وبتصدرها هي للامر الواقع.
- انا ما كانش قصدي كده اساسا ده خوفا عليها.
- لا يا حبيبي هي هتتفهم زي ما انا قولت ليك.
- لا لا انا لازم اروح ليها.
- انت رايح فين يا مجنون. انت مش عارف الساعه كام.
- مش مهم. المهم انها تعرف انى ما تخلتش عنها.
- لما تقابلها بكره في الكليه ابقى قول ليها.

- انا ما هاخليهاش تنام الا لما تعرف حقيقه موقفي.
- مش عارفه اقول لك ايه؟
- انا هاروح حتى لو انتى وافقتى او رفضتي.

وبالفعل بعد ساعة. كان يقف امام منزلها ويرن عليها. افاقت من نومها او غيبوبتيها الحزينة. امسكت الهاتف وجدت اسمه. لا تريد ان ترد عليه او تتحدث معه، فصوتها ضاع من كثره البكاء والانفعال والشد والجذب مع امها، فهي تريد ان تقنعها بانها تحب ذلك الشخص وتصدقه وتعلم جيدا بانه تغير، فمالك اصبح انسان مسؤول وليس ذلك الكائن الذي يبحث عن اللهو والعبث والمجون، لكن هيهات وهيهات فامها تعتقد ان جميع الرجال زوجها السابق، الذي خانها الاف وعدة المرات هي ليست بمخطئة، ولكن ليست جميع الكفوف مثل بعضها، فكل انسان يختلف عن الاخر وكل تجربه لها مضمونها وكل قصه لها ابطالها فنحن مختلفون...

الخوف والقلق يتفاقم بصدره وهي لا ترد عليه، يجز على اسنانه.
- قائلا بغضب. ردي ردي يا احسان انا هاموت من القلق عليكى.
واخيرا استجاب له الهاتف.
- قائلا باستفهام. ايه اللي حصل طمنيني عليكى.
استغربت نبرة صوته.
- قائلة بايجاب. انا كويسه يا مالك.
- ايه اللي هيحصل؟
- ماحصلش حاجة كنت بتكلم انا وامى عادى.
- انا قفلت التليفون لاني كنت خايف يحصل مشاكل ليكى. لكن انا ماتخلتش عنك.
استغربت كلامه.

- قائلة بدهشة. ايه الكلام الكبير ده.
- اصل لما قلت لامي. قالت ليا انك هتفتكرى انى تخليت عنك. ودي استحاله.
- مالك انت بتتكلم ازاي.
- احسان اطلعي بره انا عايزه اشوفك.
- تشوفني فين انا ما ينفعش اخرج دلوقتى.
- انا واقف بره قدام البلكونه بيتكم.
- ايه واقف فين.
- قدام البلكونه واطلعي انا عايز اشوفك.
- لا طبعا ما ينفعش.
- انتى لو ما طلعتيش انا هافضل طولت الليل هنا مستنيكى لحد ما تطلعي.

- يا مالك اطمئن انا كويسه. مش هتاكد الا لما اشوفك قدامي.
- انت خايف ليه؟ هتكون ماما هتقلتنى مثلا.
- بطلى هرى كتير واطلعى انا عايزة اشوفك.
- اقنعك ازاى انى كويسة.
- اقنعينى لم اشوفك قدامى.
زفرت بتافف.
- قائلة بنفاذ صبر. اوف على زنك.
- هو كدة اطلعى بقي.
- طب ثوانى هحط حاجة على شعرى.
- تمام.

قامت من على السرير، واخذت الحجاب وضعته على شعرها وذهبت عند البلكونة وفتحتها. رائها امامه بطلتها الطفولية الرقيقة فانبهر على الفور.
- قائلا باعجاب. اى الجمال دى كله.
- مالك انت اكبر كذاب في العالم.
- وانتى اجمل واحده في الكون.
تجاهلت غزله.
- قائلة بخجل. اطمنت بقى. انا كويسه اهو قدامك.
- انتى ازاى جميله كده.
- انت ما بتعرفش تبطل الكلام ده.
- وحياتك عندي انا قابلت بنات وستات كتير بس عمرى ما شفت جمال زى ده.

- انت اطمنت على سلام. قالتها سريعا ودلفت الى الداخل.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة