قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السادس والثلاثون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السادس والثلاثون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السادس والثلاثون

هزات رأسها بقلة حيلة وذهبت معها، ذهبوا من المكتبة، ونزلوا من على سلم الكلية، و اخرجت ورود الهاتف من حقيبتها، وكلمت السائق محمد، حتى ياتى لياخذها هي وصديقتها، اخبرها انه في خلال دقائق سيكون متواجد، وقفوا في انتظاره معا خارج الكلية، وفي غضون دقائق كان اتى، وركبوا الاثنتين في الخلف بجوار بعضهما البعض...
تحدثت احسان بحماس لها.
- قائلة بطيبة. مامى هتفرح اوى يا ورود.
- ما اعرفش ازاى وافقت على كدة؟

- متقلقيش احنا مابنغتصبش الناس.
- قالت بابتسامة ممزوجة برقة. انتى بتقولى ايه؟!
- اصلك بتتكلمى انك عملتى مصيبة.
- ماقصديش بس اول مرة اروح بيت حد غريب على.
- ورود انا مش حد انا احسان.
قالت بهدوء، وهي تخرج الهاتف من حقيبتها.
- طب انا هكلم اديم واقوله.
- تفكير سليم؟ علشان لو قتلناكى يكون عارف.
قالت بابتسامة وهي تتصل به.
- اللى يشوفك انتى بتتكلمى كدة مايشفكيش لم بتقلبى وشك على اللى اسمه مالك.

- ماتفكرنيش اسمه بس بيضايق...
قطعت عن الحديث عندما سمعت صوت اديم
- قائلا بادب. ايوا يا ورود. اخبارك ايه؟
- انا كويسة الحمد لله. انت عامل ايه؟
قال بضيق، وهو يتنهد بحزن من صدره.
- مخنوق في الشغل شوية.
- ماعرفاش اقولك ايه غير ربنا يقويك.
- متقوليش حاجة كفاية سمعت صوتك الملائكى.
اردفت بخجل طبيعى.
- قائلة برقة. شكرا.
- العفو يا انسة ورود. هو آدم لسي بيضايقك؟
- هو بقي متجنينى خالص.

- انا اسف جدا. عارف انى ظالمك معايا اوى.
- عادى ولا يهمك.
- كل اللى اقدر اقوله ليكى لم افوق من اللى انا في هعوضك.
- كفاية اللى عملته معايا.
- ورود ماتحرجنيش انا مقصر معاكى جدا.
- ما انا بروح الكلية ومبسوطة.
- اهمالى ليكى وعدم السؤال. بس ده علشان ما اضغطش عليكى في القرار اللى هتاخدى.
- ولا ضغط ولا حاجة المهم انك تكون بخير.
- ياريت كل الناس كان تفكيرهم زيك.
- لو كانوا زى؟ ايه اللى حصل؟

- هتلاقى كل الناس بتحب بعضها وعبارة عن سلام وامان.
- اديم انت بتحب تجاملنى اوى.
- والله من غير مجاملة. دى اقل حاجة في حقك.
- ميرسي يا اديم.
- العفو. بس اى سر اتصالك بيا؟
- كنت عايزة منك طلب.
- عيونى يا ورود.
- صحبتى عازمنى على الغداء ولو سمحت ممكن اروح معاها.
- صحبتك اسمها ايه؟
- احسان!
- انا عايز الاسم بالكامل.

نظرت لها ورود بتردد، لا تعرف ماذا تقول لها، وخاصة انها لا تعرف اسمها كاملا، سهلت عليها احسان الامور، عندما اخذت منها الهاتف بهدوء.
- قائلة بايجاب. السلام عليكم معاك احسان.
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
- قالت بثقة ممزوجة بقوة. انا احسان كامل فرغل الحناوى.
انبهر من ردها. وسعد بشدة من تصرفها.
- قائلا باعجاب. اجابتك مباشرة اوى.
- طبعا ماعايزش اسمى بالكامل.
- انا موافق.

- لو كنت بنت عادية ماكنتش هتوافق.
- لا انا وافقت على صراحتك وجرائتك في الحديث خاصة انى ما اعرفش بابكى.
- انا بابى رجل اعمال للحديد والصلب.
- وانا مصمم ازياء فمعرفش الطائفة دى.
- والله، ولا انا اعرف مصممين ازياء.
- يبقي بصرة عامة خلى بالك من ورود. وبعد ما تخلصوا الغداء. خليها تتصلى بيا اجى اخدها.
- لا حضرتك هي اتصلت بالسواق الخاص بيها ودلوقتى هودينا على البيت.
- طب كويس ادينى اكلمها.

- اه تمام. قالتها بادب، واعطت ورود الهاتف.
- قائلة بوداعة. نعم يا اديم.
- خلى بالك من نفسك. وبعد ما تخلصى كلمينى.
- ماتقلقش اوى كدة.
- لازم اقلق وخاصة انك ماتعرفيش حد هنا.
- اطمن.
- هحاول.
قالت بادب وهي تغلق الهاتف معه.
- سلام.
تحدثت احسان بصدق.
- قائلة بهدوء. شكله كويس.
- جدا.
- طب ليه ماتحاوليش.
- انا بعتبره في مقام اخويا الكبير.
هزات راسها بتفهم على كلامها.
- قائلة بدعاء. ربنا يقدملك اللى في الخير.
- يارب.

وفى اثناء كلامها رات ورود الكنيسة التي تذهب اليها وتصلى فيها. طلبت من محمد بادب.
- قائلة برقة. لو سمحت يا استاذ محمد اوقف.
هزا راسه ايجابا ووقف، فهو يعرف جيدا سر طلبها، وهذا منذ ان عمل لديها، بانها ناردا تترك يوم للصلاة الكنيسة.
استغربت احسان طلبها.
- قائلة باستفهام. هتروحى فين يا ورود.
اجابتها بتردد.
- هصلى.
- طيب يا بنتى ما احنا راحين بيتنا وهناك نتوضى ونصلى مع بعض.
- بس انا مبتوضاش.

- انتى على وضوئك تمام.
-انا بصلى في الكنيسة يا احسان.
- وايه اللى جاب الكنيسة للجامع؟!
بللت شفتيها بتوتر خوفا من ردة فعلها.
- قائلة بايجاب. انا مسيحية.
اتسعت عينيها بصدمة.
- قائلة باستفهام. ايه بتقولى ايه؟!
- انا مسيحية وصلاتى بتكونى في الكنيسة مش المسجد.
نظرت لها باستغراب وعدم تصديق نهائى. وسيل من الاسئلة توا يضرب في ام راسها، كيف ولماذا...
وكل هذا واكثر.

- قائلة في داخلها بذهول. يعنى ايه ورود مسيحية. طب ازاى وهي عمرها ما وضحت ده او اتكلمت عنه. او حتى بان في تصرفاتها. اه نعم هي غير محجية. لكن لديها قدر عالى من الاخلاق والاحترام والبراءة التي اصبحت مفقودة في ذلك الزمن اللعين. لا اله الا الله.
حزنت ورود من ردة فعلها.
- قائلة باستفهام. هو انت عندك اعتراض على ديانتى.
- لا ابدا.
- طب ايه ردة فعلك دى.
- لانى متخليتش انك تكونى مختلفة عنى.

- طب ما انتى مختلفة عنى وانا بكلمك.
- يا بنتى الاختلاف ده من عند ربنا لينا نتقبل و نوافق.
- يعنى هترجعى في صداقتك معايا.

- ورود ربنا بيقول بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)
صدق الله العظيم.
لكم دينكم ولى دين فانا مين علشان اعترض الدين لله والوطن للجميع.
سعدت بشدة من كلامها وارتمت في حضنها.

- قائلة بحب. يا حبيبتى يا احسان.
- وعلشان تصدقى انا هاجى معاكى.
قالت بعدم تصديق، وهي تخرج من حضنها بسعادة.
- دى بجد.
هزات راسها ايجابا.
وتابعت ورود سعادتها.
- قائلة بتاكيد. انتى هتحبى المكان وخاصة الرب هيفرح.
- ربنا يرضا عنا جميعا...
نزلت معها من السيارة، وذهبوا على الجانب الثانى من الطريق، ودخلوا الكنيسة، ذهبت ورود الى مكانها الطبيعى وبدات صلاتها على الرب يسوع...

- قائلة بصوت خاشع. إلهي وسيدي اعترف بأنه لا يحدث أمر إلا بسماح منك، وأن يدك الرؤوفة هي التي على الآن بهذه المحنة، لا لتهلكني، ولا لتعذبني، ولا لتنقص مني،
وأني مستحقاً لأكثر من ذلك، بسبب خطاياي، ولكنك إله رحوم رؤوف حنون، فتجاوز وأصفح عن ذنوبي ومعاصي، أنظر إلى آلام أبنك الحبيب على الصليب من أجلي، وترائف علي، أرجوك ياإلهي أن لاتؤدبني بغضبك، ولاتبكتني برجزك، ولا تسلمني لمرام أعدائي، بل برحمتك أدبني،.

فإنه خير لي أن تأدبني أنت ولا يؤدبني الناس، التمس من صلاحك نعمة، بها أخضع لكل ما ترسمه يداك وترتبه عنايتك الإلهية، أملأني من روحك لتعزيني في كل شدة كي أستطيع أن أقول عند كثرة همومي في داخلي تعزياتك تلذذ نفسي.
أعطيني مع التجربة المنفذ حسب وعودك لأستطيع أن أحتمل. أذكر يارب ان الفاخوري لا يترك آنيته في النار
حتى تحترق وتفني، هبني نعمتك لأحمل صليبي وأتبعك،.

وأذبح كبرياء نفسي، وأحيا من جديد بسيرة، نقية تليق لمجد أسمك القدوس.
امين.
واحسان جلست في اخر مقعد، تنظر على الصور المعلقة على جدارن الكنيسة هنا وهناك، والتي كانت عبارة عن صور الرب يسوع ومريم العذراء والصليب في كل مكان. ورائحة البركة و البخور تفوح في كل قطعة من جدران تلك الكنيسة المباركة. كان في داخلها احساس غريب، ليس كره بل استغراب.

- قائلة في نفسها. فعلا اشخاص غريبة هم كانوا شافوا فين سيدنا عيسى ولا العذراء. بيقولوا عليها عذراء ازاى؟ وهم مؤمنين استغفر الله العظيم انها زوجة الرب. ربنا يهدى.
كل شخص يدخل يستغرب جدا، وجود تلك الملابس الواضح عليها ايمانها من لبسها المحتشم الجميل، كان يرمقونها نظرات كلها استفهام، من انتى؟ ولماذا اتيت الى هنا، والكثير والكثير...
وهى في مكانها تدعى على نفسها.

- قائلة بغيظ. كان لازم اعمل نفسي اوى منفتحة ومافيش مشكلة الدخول. اه مافيش مشكلة. بس حاسة برهبة واحساس غريب. ورود على راسى بس ماكنش لى لازوم دخولى. خلاص بقي بطلى فرك. اهى ورود خلصت.
انتهت ورود من صلاتها، وذهبت اليها.
- قائلة برقة. يلا.
هزات احسان راسها ايجابا، وخرجوا من الكنيسة.

(بعد ساعة)
تفتح احسان باب الشقة بالمفتاح الذي معها، وجدت اباها وامها تطرده كالعادة، عندما راى ابنته خبا على خجله من امها. ذهب اليها، واخذها في حضنه.
- قائلا باشتياق. روح قلب واحشتينى.
- قالت بحب، وهي تحتضنه. وانت كمان يا بابى.
- قال بعتاب، وهو يخرج من حضنها. شوفتى مامتك بتطردنى ازاى؟!
دلفت الى الداخل. ومعها ورود التي تقف ورائها بخجل.
- قائلة بسخرية. على اساس ان دى اول مرة.
صرخت فيها رقية.

- قائلة بحدة. احسان.
تجاهل رد ابنته.
- قائلا باعجاب، وهو ينظر الى ورود عندا في رقية. مين القمر دى؟
- دى ورود صحبتى.
- قالت راقية بابتسامة بشوشة. يا ماشاء الله.
ثم تابعت بحب، وهي تفتح ذراعها لها.
- تعالى يا حبيبتى.
ذهبت ورود لها بخجل تسلم عليها. ارتمت بين ذراعيها. شعرت في حضنها بالدفء والامان.
- ايه الجمال دى كله؟
- ميرسي يا طنط.
اغلق كامل الباب ورائهم.
- قائلا لابنته. صحبتك صاروخ يا احسان.
هبت فيه بانفعال.

- قائلة بعصبية. بابا.
تضايقت رقية من سخريته في الحديث، وعدم الترحيب الملائم لصديق ابنته.
- قائلة بحدة. متخافيش يا حبيبتى دى العادى بتاعه.
قال بصدق، وهو يرمقها نظرة غيظ.
- دى في مقام بنتى يا دكتورة.
- هو انت مخلى بنتك ولا غيرها؟
- هو انتى بتغيرى على ولا ايه.
- واغير ليه جوزى مثلا؟!
قطعت عليهما احسان وصلة الخناق. التي ستبدا توا.
- قائلة بطلب. ماما احنا عايزين نتغدا.
- وانا جعان.
- ثوانى هنجهز الاكل يا بابى.

- حاضر يا روحى وانا هقعد مع صحبتك.
- بابا متعكسهاش.
- هو انا وش ذلك.
قالت احسان بسخرية، وذهبت مع امها الى المطبخ.
- انت ذلك نفسه.
لاحظ التوتر والخجل في عيون تلك الصغيرة التي تقف امامه، فعمرها من عمر ابنته العنيدة والمشاكسة مثله.
- قائلا بحنية. تعالى نقعد في الصالون لحد ما يحضروا الغدا.
- انا كنت حابة اساعد معاهم في الاكل لو احتاجوا حاجة.
- يا بنتى انتى ضيفة هو الضيف بيجى بس يتشال على كفوف الراحة.

رمقته نظرة امتنان.
- قائلة برقة. انا اسفة انى ماجبتش حاجة معايا.
- متقوليش كدة انتى في مقام احسان بنتى.
- ربنا يخليها ليك.
- ويخليكى لاهلك يا بنتى.
- يلا نقعد بقي ؛ اصل انا راجل عجوز ورجلى وجعتنى.
هزات راسها ايجابا، ودلفوا الى غرفة الصالون، وجلسوا قبالة بعضهما البعض، تحدث كامل بتعريف.
- قائلا. انا كامل بابا احسان وطليق رقية بكل الاسف.
- اتشرفت بحضرتك يا فندم.
- الشرف ليا بلاكتر، وانتى مين؟
- انا ورود.

- الله اسمك حلو زى شكلك.
- شكرا لحضرتك.
- العفو يا بنتى. بنت مين بقي؟
ارتبكت من سؤاله. الذي تقريبا لم يكن متوقع بالنسبة لها. ولكن ماذا تفعل ما باليد حيلة. فيجب عليها ان تخبره حقيقتها. استجمعت شجاعتها.
- قائلة بصعوبة. انا...
اقتحمت احسان الغرفة في الوقت المناسب.
- قائلة بتذمر. بابا بطل اسئلتك واتفضل الاكل جهز.
- جهز جهز ولا في حاجة ناقصة.
- اطمئن حضرتك كله جهز.
قال وهو يقوم من على مقعده، ويتوجه خارجا.

- لم نشوف.
نظرت الى ورود بحنية.
- قائلة باستفهام. انتى كويسة.
- اه الحمد لله.
- يستاهل الحمد. بابى لو سائلك في حاجة تانى ابقي حاولى اهربى من الاجابة باى طريقة.
- انا كنت هقوله على كل حاجة.
- انتى عبيطة تقولى ايه؟
- ايه الغلط انى اتكلم؟!
- الغلط مافكيش الغلط في المتلقى.
قالت رقية بصوت عالى، وهي تضع اخر طبق على السفرة. التي تضم كل ما لذ وطاب ومثلما يقولون المحمر والمشمر...
- يلا يا بنتى.
- تعالى ناكل يلا.

جلسوا على السفرة، وتراس كامل الطاولة كما اعتاد، كانت ورود خجولة جدا، لا تستطيع ان تاكل باريحية، فهى توا امام ناس اغراب عليها، لا ينتمون لها ولا هي تنتمى لهم، مختلفون في كل شىء، والفارق الواضح والبارز العقيدة والايمان بالله...
لاحظت عليها رقية، فهى كانت تجلس امامها بانها لا تتناول غير القليل. فقالت لها بحنية.
- كلى يا روحى متتكسفيش.
هزات راسها بخجل. وبدات تدعى انها تاكل.
- سيبها براحتها يا رقية.

- خليك في حالك يا كامل.
قال بجراءة، وهو يغمز لها بوقاحة امام الفتاتين.
- حالى هو حالك.
- سكتى ابوكى يا رقية.
- متخلى يعبر عن مشاعره يا مامى.
- انت هتعملى زى بابكى؟!
- هو الكلام ببلاش يا مامى كل انسان من حقه يتكلم ويطبل برضو.
- ياريتك ما اتكلمتى يا احسان.
- ليه يا بابى ما انا بدافع عنك.
- دى اسمه دفاع.
- انا غلطانة. اهى دى اخرتها.
- متعمليش نفسك ملاك.
- بابى!
- خلاص متزعليش انتى احلى ملالك في الكون.

- حبيبى. عامل ايه مع مراتك الجديدة.
تضايق وارتبك من سؤالها المطروح في غير مكانه.
- قائلا بحنق. بنتك خدت عادتك يا رقية.
- عادتها في ايه؟!
- انها تموت وتنكد على.
- دى العادى بتاعنا ؛ لكن حضرتكوا ملايكة بقي!
- بنت اتكلمى كويس مع بابكى.
- شكرا يا دكتورة على اهتمامك.
- طلعنى برا حواراتك يا كامل.
- ازاى اطلعك وانتى اصل الموضوع.
- اى رايك في الاكل؟

تجاهل سؤالها للهروب كالعادة منه على عدم الرد عليه. ووجه حديثه لابنته.
- انا بفكر اطلق مراتى.
لم تستغرب احسان كلامه. فهذا المعتاد منه، واذا فعل ذلك استحالة ان يكون اباها. صاحب السيطرة والعلاقات.
- قائلة بحزن. كويس وشوف واحدة جيدة بقي.
قال باستغراب، وهو مصدوم من كلام ابنته الجارح له.
- انتى بتتكلمى كدة ليه؟!
هبت فيه بانفعال.
- قائلة بوجع. اقولك ومتزعلش.
قالت رقية بامر لابنتها.

- اسكتى يا احسان، وكفاية فضايح قدام صحبتك.
- لا عادى ما مصر كلها عارفة بجوازت بابى اللى ما بتخلصش.
ترك المعلقة من يده. واستاذن بالادب وذهب.
قامت رقية من على مقعدها ؛ لتلحقه على الدرج.
- قائلة باستفهام. انت رايح فين؟
التفت لها
- قائلا بحدة. وهو يقف على الدرج. لم تعرفى بنتك ازاى تتكلم مع باباها وقتها اكون موجود.
قالت بوجع، وهي ترمقه نظرة عتاب.
- انت اصلا مش موجود يا كامل.
- ليه يا رقية؟

- لانك بعت قلوب حبتك علشان نزواتك وشهواتك.
- غلطت وراجع اصلح.
- خلى صلاحك مع حد تانى مش معايا انا.
- قلبتى البنت على.
- انا ماطلبتش منها تقولك كدة.
- ماكنش لازم تطلبى لانك مكرهها فيا.
- بترجع تانى وتظلمنى.
- اومال تسمى كلامها دى ااااااااااااااااااااااااااااااااايه.
- دى بنت صغيرة متاخدش على كلامها.
- انا عارف انى زفت. وقوليها بابا اسف.
قالت احسان ببكاء، وهي تركض عليه، وترتمى في حضنه.

- انا اللى اسفة. انا بحبك اوى برغم اللى بتعمله معايا.
قال باستفهام، وهو يربت على ظهرها بحب.
- هو انا وجعك اوى كدة.
قالت بصدق، وهي تبكى.
- موجوعة جدا يا بابا.
- يا حبيبتى.
- انا اسفة متزعلش منى.
- حد يقدر يزعل من نفسه.
-...

(اليوم التالى).

دخلوا الطلبة المدرج كلهم، وبدات المحاضرة مع الدكتورة نسرين، التي القت التحية ثم همت بالشرح مباشرة، فقطعت عليها احسان استكمالها الشرح، عندما طرقت الباب بادب ودلفت الى الداخل على مراى ومسمع الجميع، عندما راتها تلك العقربة اختنقت من وجودها بشدة، اولا انها قطعتها عن عملها وهذا ما لم تستطيع ان تتحمله، وثانيا وهذا الاهم، ان تلك هي احسان الخاصة بمالك، والذي كان بسببها قطع العلاقة بينهما، التي دامت لثلاث سنوات في سعادة واشراق، فقطعت بسبب تلك اللعينة، مالك الصياد التي لم تستطع فتاة اينما وصل مرحلة جمالها او حسبها او نسبها ان تنهى العلاقة بينهما، حتى اتت تلك وانتهى كل شىء، واصبح لا يضيق اتصالاتها، التي كان ينتظرها بفارغ الصبر، لكن الان لا يوجد ما كان في الماضى، نظرت له راته ينظر لها بلهفة وشوق، واستمتاع وتلك النظرة التي كان يرمقها اياها عندما كان يريدها، تاكدت من هنا انه احبها بعيدا عن تلك الخرافات التي كان يدعيها، حزنت في داخلها بشدة انها فقدته بتلك السهولة، وعاودت نظراتها مرة اخرى اليها، تنظر لها من فوق لتحت، لتعرف ما المميز بها، الذي جعلها تحتل قلب الصياد، فملابسها واسعة عليها ومحتشمة زيادة عن اللازم...

قطعت عليها احسان نظراتها المتداخلة والفضولية.
- قائلة بادب. ممكن ادخل يا دكتورة.
قالت بحقد، وهي تنظر لها بضيق.
- ايه اللى اخرك على المحاضرة.
احابتها بضيق.
- قائلة ببرود مستفز. الطريق يا دكتورة.
- طب اتفضلى برا.
- انتى بتقولى ايه؟!
- اللى سمعتى. برااااا.
- اكيد بتهزرى.
- واهزر ليه هو حضرتك صحبتى مثلا.
- ما احبش اصلا تكونى صحبتى.

الطلبة انصدموا من ردها، وسعدوا ايضا لان معاملتها معهم سيئة جدا بالاضافة الى غرورها وتكبرها، ومعاملة الجميع بانهم اقل منها، مالك لم ينصدم من ردها فهو يعلم جيدا سلاطة اللسان التي تمتلكها احسان، وخاصة هو خير شاهد على ذلك، كان مستمتع بشدة من المعركة التي تدار امامه توا، انصدمت من رد الفتاة القوى عليها، والتي وجدت فيها انها لا تخشى احد، ولا تعطى اهتمام لاحد في حياتها. فتعصبت.

- قائلة بصراخ. بنت انتى ازاى تكلمنى كدة.
قالت بنفس البرود ؛ لتشعل العصبية اكثر في داخلها.
- زى ما انتى كلمتنى. ها انا هدخل ولا نكمل الوصلة دى.
تعصبت اكثر. وخاصة امام الطلبة. ونادت بصوت عالى.
- قائلة بصراخ. انت اللى اسمك ابراهيم.
دخل لها فرد امن المدرج.
- قائلا بلهفة. نعم يا دكتورة.
- ازاى تدخل الاشكال دى هنا.
- اشكال مين؟ دى انا احسان كامل فرغل الاولى على الجمهورية في الثانوية العامة.

تجاهلت حديثها وكأنها نكرة امامها.
- قائلة بامر. نادى الامن يطلعها برا دلوقتى.
- قال سريعا وهو يركض من امامها ؛ لينفذ اوامرها على الرحب والسعة. حاضر يا دكتورة.
- انا هعرفك ازاى تردى على.
- ما تيجى نعرف بعض برا.
- انتى ازاى دخلتى الكلية دى؟!
- سلامة السمع انا الاولى على الجمهورية في الثانوية. فسهل جدا دخولى كلية زى دى.
- اكيد غاشه.
- ليه انتى فاكرة الناس كلها زيك.

- صحيح ااااااااااااااااااااااااااااااااااااانك قليلة الادب.
- اكيد مش اكتر منك.
- حد ياخد البنت دى من قدامى.
كان جالس ويرى الوضع كله من اوله لاخره ولم يعجبه بتاتا، وخاصة ان الوضع سيزاد سوءا، قام ادم من جوار ماييفا المصدومة، وذهب الى احسان ووقف بجوارها.
- قائلا بادب. ممكن نتكلم برا.
قالت بقوة، ونظرها موجه الى تلك العقربة.
- لا كلامنا هيكون هنا.
تحدث بهدوء معها ؛ ليقنعها بطلبه.

- متعمليش مشاكل زى المرة اللى فاتت وتنحرمى من الكلية.
قالت بانفعال، وهي تلتفت له بعصبية.
- انت فاكرنى ايه؟
- لو سمحتى بقولك نتكلم بهدوء بدل ما نلم علينا الناس.
- انت ازاى تقوم من مكانك من غير استئذاااااااااااااااااااان.
قال ادم بقوة، وهو ينظر لها بحدة.
- هو الكلام دى ليا انا.
قالت بخوف من نظراته.
- لو سمحت ارجع مكانك وملاقش دعوة بالبنت دى.
- مالها البنت دى؟
- يلا يا احسان نتكلم برا.

- ارجع مكانك يا آدم وسيبك منها.
- انا موافقة يلا نخرج نتكلم برا.
- كويس يلا.
هزات راسها ايجابا ودلفت معه، وسط غيرة مالك العنيفة وحقد ماييفا، واستغراب ورود، وغل نسرين...

وهما خارجين من المدرج، وجدوا ثلاثة رجال من الامن وعلى راسهم العم ابراهيم مقبلين عليهما، اخرج آدم فلوس من جيبه، واعطاهم مبلغا كبيرا لكل فرد فيهم، وطلب منهم ان يتجاهلوا الدكتورة نسرين فهذا العادى لديها، فسعدوا كثيرا بالاموال وذهبوا من امامهما.
قالت بقوة، وهي تعقد ذراعيها امام صدرها.
- انت عايز ايه.
رد عليها بهدوء، وهو يقف امامها مباشرة.
- ماتخفيش ماهاكلكيش.
قال بضيق، وهي تفك ذراعيها من امام صدرها.

- هو انت اصلا تقدر.
- من ناحية اقدر، فانا اقدر على فكرة.
- طب ما تورينى نفسك.
- انتى ليه على طول عنيفة كدة.
- لا ماتخفش ده مع اشكالك بس.
اخذ نفس عميق بهدوء شهيق وزفير ؛ حتى لا ينفجر عليها. - قائلا بادب. ممكن تهدى بقي.
هبت بانفعال فيه.
- قائلة بعصبية. ازاى بنت الكلب دى تكلمنى كدة.
- علشان كدة خرجتك ؛ لانك كنتى شوية هتضربيها وتحصل كارثة من كوارثك.
- دى كان اقل واجب ولكنه هيحصل في القريب العالج.

- مش غلط بس بعيد عن الجامعة علشان المشاكل.
- التاخير كان غصب عنى اعمل ايه؟
- يا بنتى المشكلة مش فيكى.
- طب في مين؟!
- لا دى سر ماينفعش اقوله ليكى.
- طب ما تقول وتخليك جدع.
- لا بقي هو اللى يقولك.
- هو مين؟!
اشار لها براسه. فالتفت رات مالك خرج ومعه ماييفا. جيداء ونورين سراج، ذهب اليهم على الفور، والغيرة واضحة جدا.
- قائلا بعصبية. انتوا بتتكلموا في ايه.
- وانت مالك.
تجاهل وقحتها في الرد عليه.

- قائلا بصراخ. انا بكلمك يا ااااااااااااااااااااااااااادم.
- ماتهدى يا مالك. في ايه؟!
- انا اللى اهدى. لم تاخدها على جنب وتطلع بيها برا يبقي ايه؟

خرجت ورود من المدرج. على صرخة مالك. وذهبت الى احسان. عندما رائها آدم نظر لها من اول لاخرها. فكانت ترتدى ملابسها رياضية انيقة مفصلة عليها، وكأنها عملت لاجلها، وشعرها تتركه للعنان، تقتل جميع العيون العاشقة لها بانهم لا يستطيعون ان يلمسوا شعرة منه، والعيون الحاقدة التي مهما حاولت ان تحصل عن شعر مشابهة له لا يوجد، فهى الاجمل والاحلى، فاق من نظراته المتفحصة لها. على صوتها الرقيق الجميل مثلها.

- قائلة بقلق. انتى كويسة.
- اكيد يا روحى انا ماحدش يقدر يضايقنى.
قال مالك بغيرة عليها.
- وحد يضايقها ليه دى واقفة مع آدم.
- وانت مالك.
- اسكتى بدل ما اعرف اسكتك بطريقتك.
- انتى انسان قليل الادب.
تجاهل الرد عليها ووجه حديثه لادم بانفعال.
- انت كنت عايز منها ايه، وواقف معاها ليه؟!
- ماتظبط في الكلام يا مالك.
قال مالك بعصبية، وهو يضربه في صدره بقوة.
- وانت بتدافعها عنها ليه؟ تخصك.

اغمض آدم عينيه ؛ ليتمالك تصرفات صديقه التي اصبحت واضحة للجميع.
- قائلا بهدوء. ممكن تهدى وتخلينا نتكلم.
قال بنفس الانفعال، وهو يضربه مرة اخرى.
- بتقولى اهدى وانتى واقف معاها.
- احسان بعدم تصديق. انت بتتكلم ازاى كدة؟!
قال بامر، وهو يلتفت لها بغضب.
- بقولك اااااااااااااااااااااااااااااااااااسكتى حسابك معايا بعدين.
- ولو مسكتش هتعمل ايه.
- هضربك يا احسان.
- تضرب مين يا دكر. لا انت شكلك اتجنتت.
- سيبه يا آدم.

- اسيبه ازاى دى اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااتجنن.
قال بغضب، وهو ينظر له.
- اااااااااااااااااااااااانت لسى ما شفتش جنان.
- افهم يااااااااااااااااااااا مالك وبطل جنان.
- الجنان انك وقفت معاها.
- لا اسيبها تعمل مشكلة وماتجيش الكلية.
- لا والله يا حبيبي وخايف عليها كمان.
- شكرا جدا يا آدم على ذوقك.
- عادى ولا يهمك.

عند هنا ولم يعد يتحمل مالك اكثر من ذلك فرفع يده بعصبية شديدة، وعدم سيطرة على نفسه، فاتت ورود واخدتها مكان آدم، فاغمى عليها بين احضانه...
فصرخ في وجهه بعصبية.
- قائلا بانفعال. يا اااااااااااااااااااااااااااااااابن المرة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة