قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السابع والثلاثون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السابع والثلاثون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل السابع والثلاثون

وقعت في حضنه، فنزل بها ارضا، صارخا في مالك.
- قائلا بعصبية. يا اااااااااااابن المرة.
- والله ما اعرف جت ازاى.
- انا هخليك تعرف ازاى؟ بس هي تفوق. ورود.

كانت لا تشعر بشىء حولها، وهذا نتيجة تلك الضربة العنيفة التي تلقتها من ذلك المجنون، كان سيجن خاصة انها لا تستجيب لندائه، رفع يده بتردد ؛ ليربت على وجهها برقة وبحنان وكأن ملمسها العفيف اصابه بصاعق كهربائى، كان خوفه واضح لجميع الحاضرين الذين يشاهدون تلك الواقعة، واستنكارهم لفعلة مالك بانه كان سيضرب آدم ودفاع تلك الفتاة عنه، يوجد لغز كبير بين هؤلاء الاشخاص، ولكنه عاجلا او أجلا سيتم حله، تجاهل كل هؤلاء وتركيزه فقط على القابعة بين احضانه توا.

- قائلا بهدوء. ورود فوقى يا ورود.
اردفت احسان باقتراح.
- قائلة بطلب. آدم خلينا ناخدها على المستشفى.
- انا شايف كدة برضو.
قال ادم بامر، وهو ينظر له بحدة.
- انت تخرس خالص.
- يا آدم ماكنش قصدى خالص.
قال بانفعال. وهو يحملها بين ذراعه.
- اومال قصدك ايه؟
- انا كنت جاى اضربك. ما اعرفش ايه اللى جابها قدامى.

تجاهل آدم كلامه ولم يجيب على سؤاله، وهو حاملها بين ذراعه ومتوجها بها الى المستشفى، كان شعرها الطويل الجميل يتطاير مع نسمات الهواء العليل، شعر جسده العاهر بملبس جسدها الرقيق ورائحته الشهية، تلك الفتاة تمتلك هالة من الرقة والوداعة والرقة والجذب المغناطيسي الغير الطبيعى، يسير بها في استعجال وعينيه ودقات قلبه كلا منهما يؤدى وظيفته على اكمل وجه، العينين تنظر اليها بشوق ولهفة، ودقات القلب تتقافز بين ضلوعه ولا يعرف سبب ذلك الدقات اطلاقا، واحسان ومالك ورائهم...

- قالت بعصبية. وهي توجه حديثها له. ازاى تفكر تعمل كدة.
- ماكنش قصدى يا جدعان.
- انسان حشرى وقليل الادب.
لم يرد عليها ؛ لانهم وصلوا عند سيارة آدم، فتح مالك الباب الخلفى، ادخلها آدم برقة، واحسان اخذتها على قدمها، وركب مالك بجوار آدم الذي قاد السيارة باعلى سرعة لديه...
التفت ماييفا الى صديقتها نورين وجيداء.
- قائلة بعدم تصديق. هو اللى حصل ده حقيقة.
تحدثت جيداء بشماتة بها.
- قائلة ببرود. ايوا يا ماييفا.

- يعنى اااااااااااااااااااااايه آدم يشيل ورود.
قالت نورين بهدوء، لتهدائة صديقتها.
- اهدى يا ماييفا.
- اهدى ايه يا نورين وسمعتى وكرامتى.
قال جيداء بسخرية منها.
- اعتقد ماعدش في كرامة من الاساس.
- اخرسى يا جيداء انتى ماشايفاش وضعها.
- وماله وضعها ما هو آدم مستحيل يبص لغيرها.
- اخرسى انا ماييفا السباعى مستحيل اقارن بنكرة.
- والله النكرة دى خلته خاف عليها وخدها على المستشفى من غير ما يتردد لحظة.

- انا مش زيك يا جيداء.
- مع الاسف بقيتى واصعب كمان يا حرام.
- حرام عليكى ازاى تقوليها كدددددددددددددددددددة.
- دى واحدة دفعت عنه فهو خدها. مش زيك واحد رافض حتى يقعد معاكى في مكان واحد.
- كلامك صح بس من الواضح ان آدم احسان و ورود عاجبينه. نعمل ايه بقي يا روحى هم الرجالة كدة يموتوا في التغير.
- لو ماخرستيش دلوقتى.
- هتعملى ايه؟ ولا اقولك شوفى فضيحتك.
قالت ماييفا بغل، وهي تذهب من امامها.

- الفضيحة دى مش ليكى وحسابى معاكى بعدين.
بعد ذهابها. هبت فيها نورين بانفعال.
- قائلة باستغراب. ازاى تقوليها كدة.
- خليها تفوق شوية من غرورها.
- اذا كان عندها غرور فانتى الكره بحد ذاته.
- ومالو بس تحس نفس احساسى ولو شوية.
- انتى مش طبيعية.
- وانتى بقي اللى طبيعية.
- انا ماشية.
- في ستين داهية.
قالت برقى، وهي تنصرف من امامها.
- شكرا يا مؤدبة.

غرفة الكشف وضعها على سرير المستشفى الخاص، الذي فضل ان يذهب له بدلا من مستشفى الجامعة، بعيدا عن القيل والقال، والاهتمام بها سيكون افضل، دلف الطبيب لهم، وبدا يكشف عليها، الذي انبهر بجمالها الملائكى، وهذا كان واضح عليه من نظرات عينيه، ومن لاحظه كان آدم الذي كان يريد ان يقتله ويقتلها في التو والحال، ولكن حسابها معه فيما بعد، ليس امام اصدقائه...

كان لديها كدمة تحت عينيها، وهذه من تسبب في اغمائها، التفت لهم الطبيب بحدة.
- قائلا باستفهام. مين اللى ضربها.
اشار آدم على مالك.
- قائلا بابجاب. الحيوان ده.
- ميرسي بجد.
قال الطبيب بتوبيخ له. دفاعا عنها كانها اخته.
- ازاى تفكر تضرب ملاك زى دى.
- نعم يا اخويا. انت بتخرف تقول اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااايه.
قال بتحذير، وهو يرفع يده في وجه ادم.

- انا الدكتور هشام وماسمحلكش تقولى كدة.
- دكتور على نفسك.
قال مالك بهدوء له.
- ما تهدى يا آدم ماينفعش كدة.
- انت مش شايفه بيقول ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااايه؟!
- انا بسال مين اللى ضربها. ما اجرمتش يعنى.
- ما انا قولت ليك فماكنش في داعى لملاك وحوارتك الفاضية دى.
- طب ممكن تطلعوا برا علشان اكشف عليها.
- هو انت لسي ماكشفتش.

- حضرتك انا هشوف عينيها. وكمان لو محتاجة لاشعة علشان نطمان.
- طب ما تجيب ليها دكتورة.
- يا استاذ انا متجوز.
- وانا مالى؟!
- اصل حضرتك غيران عليها.
- هغار على مين؟!
- الانسة.
لاحظت ان الوضع سيزداد سوء. فتدخلت بهدوئها الغير متعارف عليها نهائي.
- قائلة برجاء. مالك انت وآدم اطلعوا برا وانا هكون معاها.
قال ادم بعند.
- ماهطلعش يا احسان. و يكشف عليها وانا موجود.
- يا استاذ حضرتك كدة بتخالف القوانين.

- ما تخلص وتشوف شغلك بدل ما اعلم عليك.
لاحظ الشر في عينيه. فهزا راسه ايجابا، وشرع في فتح عينيها التي ظهر جمال لونهم الذي يعجز المرء في تفسير جاذبيتهم، بعد ان انتهى من الكشف، وجه حديثه لهم.
- قائلا بتوضيح. انا هحط لها تلج على الكدمة. وان شاء الله هي دقايق وهتفوق.
اردفت احسان بادب.
- قائلا بامتنان. شكرا يا دكتور.
- العفو بس بعد ما هتفوق هتكون دايخة شوية. وابقوا اعملوا ليها كمادات.
- دى اكيد حضرتك.

قال بادب وهو ينصرف من امامهم.
- الف سلامة.
قبلتها احسان على راسها. ثم قالت لهم. وهي ترفع راسها عنهم.
- تعالو نخرج برا لحد ما تفوق.
هزوا راسهم ايجابا وانصرفوا خارجا امام غرفتها التي اغلقتها احسان بهدوء...
(سيارة ماييفا)
اردفت نورين بطلب. وهي تربت على ظهرها بحب
- قائلة برجاء. اهدى ماتعمليش في نفسك كدة.
صرخت ببكاء.

- قائلة بانفعال. وهي تنظر لها بحزن. انتى ماشفتيش كان خايف عليها ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااازاى.
- اكيد لانها دافعت عنه.
- وليه تعمل كدة من اساسه.
- الله اعلم.
- الكلبة اللى اسمها جيداء شمتانة فيا.
- سيبك منها هو دى العادى بتاعها. ولو عملت غير كدة ما تكونش جيداء.
- هموت هموت. آدم ومالك واحسان وورود. مع بعض طب ازاى.
- ما اعرفش ليه آدم قام من مكانه.

- ما اعرفش وده اللى هيجننى.
- بس واضح اوى ان مالك بيحب احسان.
- احسن تستاهل جيداء.
- يا بنتى حرام عليكى.
- والكلام اللى قالته ليا مش حرام.
- ما ترديش السىء بالسىء.
تجاهلت كلامها.
- قائلة بحقد. دى من حبه فيها كان هيضرب آدم.
- اه يا بنتى بيغار عليها.
- والزفتة اللى اسمها ورود وقفت قدام آدم علشات تدافع عنه. تفنكرى انها،؟
- لا يا شيخة اصلهم مختلفين اوى.
- انا مابتكلمش عن آدم انا بتكلم على ورود.
- ممكن؟

- دى يبقي نهارها اسود لو كانت كدة فعلا.
- هو بمزاحها دى حاجة غصب عن الواحد...
- غصب عن مين. ازاى تفكر لاعلى منها.
- هي قلوبنا دى بايدينا يا ماييفا.
- كل واحد يختار على قد مقامه.
- هو دى كمان في مقامات.
- ايوا طبعا.

لم يجلس على مقعده بجوار مالك، يضع يده في جيب بنطاله ويدلف ذهابا وايابا، يشتعل في داخله من الغيظ والكره، كلما تذكر نظرات ذلك الطبيب لها واعجابه الشديد بها وخاصة عينيها، ينتظر حتى تفيق وسيعلمها من اول وجديد، فتلك الورود تحتاج الى اعادة ضبط المصنع...
اردفت احسان بطلب له. التي تجلس قبالة مالك على المقعد الاخر.
- قائلة بادب. آدم ممكن تقعد.
قال بغضب، وهو يتحدث معها.

- ازاى اقعد والزفت ده اتجرا و ضربها.
- مكنش قصدى.
- اومال قصدك تضربنى انا؟
- قال بشجاعة. دى اكيد.
- وكمان بجح وقليل الادب.
- طب اكدب عليك.
- يا غبى ازاى تغار منى على احسان.
قالت احسان باستفهام، وهي ترفع حاجبيها باستغراب.
- يغار على مين؟!
- اسكتى انتى وخليكى في نفسك.
- ياريت انت اللى تخليك في نفسك وتبعد عن حياتى نهائي.
- لا ما هبعدش وهفضل لازق.
- انت عايز ايه منى؟
- قولتلهاك قبل كدة.

- يا حيوان انت مين علشان تقولى كدة.
- انا مالك الصياد قاتل قلوب العذارى.
- انت مريض محتاج تروح لدكتور فورا.
- لازم اكون مريض في وجودك.
- ااااااااااااااااااااااااااااااااااااوف حيوان.
- وانتى ملكة جمال الجامعة.
- تصدق بالله. انك حيوان فعلا.
- ميرسي يا جميلتى.
- العفو يا بجح. ازاى ده صحبك.
- على اساس ان هو امام مسجد.
- هقطع علاقتى بيا لو حصل لها حاجة.
- كلامك صح وخاصة اخوك لو عرف هيقتلك انت وهو.

- قال ادم باستفهام. وهو يرفع حاجبيه باستغراب. وانتى ايه اللى عرفك باخويا.
- ما ورود قالت ليا كل حاجة.
- كل حاجة كل حاجة.
هزات راسها ايجابا. وتابعت قائلة.
- حتى معاملتك البشعة معاها.
- هو كدة عنده قلة ادب مش على حد.
- اخرس انت.
- مفروض تعاملها كويس خاصة انها يتيمة.
- تقولى بقي لمين ومين يسمع. دى انسان عديم الضمير.
- اخرس يا مالك بدل ما اضربك.
- تصرفه مايختلفش عن تصرفك هو ضربها وانت قللت منها.

- انت شايفة كدة.
- ايوا طبعا.
- خلاص تبعد عنى ومالهاش دعوة بيا.
- بس انتو هتكونوا عائلة واحدة.
- لم نكون بقي.
- تصدق انك زيك زيه.
- لتكونيش فاكرة ان احنا ملايكة.
- ولا حتى شياطين.
- احسان ماتحاوليش تعمل زى اماهتنا.
- مابعملش زى حد انا بفكركم بدينكم.
- خليكى معايا انا وفكرينى.
- مالك بطل هزار.
- طب ماتسبينى اهزر.
- بتموت في قلة الادب.
- دى اساسى.
- انت بتتفاخر بايه.
قال مالك بجراءة، وهو يغمز لها بوقاحة.

- ماتسبيى نفسك ليا.
- ربنا يخدك.
- يا قلبى.
- ما تبطل نحنة يا عم مالك.
- قادرة تغير كل حاجة فيا.
- يتك القرف في شكلك.
- شكلى. اكيد محتاجة تلبسى نضارة.
- لم عينك تتعمى ماهتبصش على حد.
- قال بنحنة، وهو يفتح عينه لها؛ ليرايها جمالها. يرضيكى عيونى الملونة دى ما تشوقش الجمال دى كله.
- ربنا ينتقم منك.
- اكتر من كدة انتقام.
- استغفر الله العظيم.
قال ادم بنفاذ صبر من تصرفات صديقه الغير طبيعية بالمرة.

- يا ابنى ارحمنا.
- ومين يرحم قلبي العاشق.
- كسرة في قلبك.
- ما تجيبي قلبي اللى انتى خدتى.
- اعقل يا مالك.
- معدش في عقل. انتى عملتى ايه فيا؟
قال ادم بعدم تصديق.
- ارحم نفسك.
ثم اتاه اتصال، اخرج الهاتف من جيب بنطاله، عندما راى اسمها مط شفتيه لامام بضيق. ذهب بعيدا ورد عليها.
- قائلا بحنق. نعم في ايه؟
قالت ماييفا بغضب.
- انت بتكلمنى كدة ليه؟!
- يعنى ما عرفتيش اللى حصل.
- لا عرفت وشوفت كمان.
- طب بتسالى ليه؟

- انت فين يا ادم.
- انا في المستشفى.
- انا عند مستشفى الجامعة وانت مش موجود.
- انا برا.
- طب ابعت ليا اللوكشن انا جايه.
- ما تتعبيش نفسك هطمن على البنت وهاجى.
- ما تولع هى. انا عايزة اطمن عليك انت.
- ماييفا انتى بتقولى اااااااااااااااااااااااااااااااايه؟!
- اللى سمعته يا ادم وابعت بقي اللوكيشن.
- مافيش حاجة هتتبعت.
- ادم انا قلقانة عليك وعايزة اطمن.
- ليه هو انا عيل صغير؟

- مش كدة يا حبيبي. بس الجربوعة دى ازاى تش.
- طب اقفلى علشان ما اققفيش عليكي.
- انت هتقافش على علشان واحدة ج...
اغلق الهاتف في وجهها، وتركها تاكل وتغل في نفسها.
- قالت بصراخ. وهي مصدومة من فعلته. دى قفل السكة في وشى.
قالت نورين بهدوء ؛ للحد من عصبيتها.
- اهدى يا مايبفا.
قالت بعصبية، وهي تنظر لها بانفعال.
- انا يتعمل معايا كدة. وعلشان مين واحدة جربوعة مالهاش لازمة.
- طب تقولى ليه عليها كدة.

- لانها كدة؟ ماشى يا آدم ان ما عرفتك مين ماييفا السباعى ما بقاش انا.
- يا حبيبتى اهدى.
- ااااااااااااااااانزلى يا نورين.
- انزل ليه هو انتى هتروحى فين.
- رايحة في ستين داهية.
- يا حبيبتى.
- بقولك ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااانزلى.

هزات راسها ايجابا. ودلفت من السيارة. وكانت ستحدثها قادت السيارة باعلى سرعة عندها وتركت نورين تضرب كف على كف من تصرفاتها...

لاحظ ان صديقه مخنوق. فساله بفضول.
- قائلا باستفهام. ايه الحوار.
- ماييفا يا سيدى.
- مالها.
- بتخرف.
- طب ما تروح تصالحها وانا هفضل جنب ورود.
- تفضل مع مين يا روح امك.
- آدم بلاش غلط قدام احسان.
- غلطتك لم ضربت ورود.
- هي ماكنتش ليها هي كانت ليك.
- وتضربنى ليه من الاساس.
- هو انا هرجع اجاوب تانى على السوال ده.
- اسكت يا مالك ماعيزاش اسمع حاجة.
- مالك يا بوص؟
- قرفان ومتضايق.
- ما انا بقولك روح صالحها.

- اروح اصالح اللى قرفانى ومضايقنى.
- هو انت هتفركش ولا ايه؟
خرجت ورود بعد ان تلقت العلاج المناسب، ذهبت لها احسان على الفور وساندتها من ظهرها.
- قائلة باستفهام. انتى كويسة يا روحى.
اردفت بتعب
- قائلة بارهاق. اه الحمد لله.
قام مالك من على مقعده، وذهب اليها.
- قائلا بندم. انا اسف بجد يا ورود.
قالت بتعب، وهي لم تفتح عينيها الا قليلا.
- حرام عليك يا مالك دى بتوجع.

قال ادم بوعيد له، وهو ينظر لها بحنية ليطمان عليها.
- متزعليش نفسك لم نخرج هعمله خريطة في وشه.
قالت بعدم تصديق، وهي ترفع راسها عندما سمعته يتكلم ويدافع عنها.
- انت هنا من امتى؟
- ورود انتى فقدتى الذاكرة؟
هزات راسها بالنفى. ثم تابع هو بتوضيح.
- انتى اغمى عليكى وانا اللى شلتك وجبتك.
تفاجات من كلامه وسعدت بشدة.
- قائلة برقة. شكرا يا آدم.
- العفو.
قال مالك بندم، وهو يعتذر لها.
- متزعليش منى غلطة ومهكررهاش تانى.

قالت بطيبة، وهي ترمقه نظرة بان يطمان.
- خلاص يا مالك عادى ولا يهمك.
- يعنى مهتقوليش لاديم.
- لا مهقولهوش حاجة ؛ علشان ما يقلقش على.
- قالت احسان بتمنى. لا قوليلوه. وتعالى نطلع على القسم نقدم بلاغ.
اردف ادم بابتسامة.
- قائلا بسعادة. وانا موافق.
- موافق على ايه؟ نهارك اسود.
- اهو منه تدخل السجن وتتربى.
- يعنى انا لوحدى اللى هتربى.
- قصدك ايه؟
- انها امانة اخوك ليك ولو حصلها حاجة هتلبس معايا. وبزيادة كمان بقي.

- هي اصلا ماهتقولش لاخويا حاجة.
- لا هتقول وتفضحك عنده.
- هو انتى هتقولى حاجة؟
هزات راسها بالنفى.
- دى انت واثق بقي. علشان كدة بتتكلم بقلب جامد.
- دى اكيد.
- خلاص يا جماعة حصل خير واسفك مقبول يا مالك.
- ورود اكيد بتهزرى لازم الاشكال اللى زى دى تتربى.
- تموتى وتولعيها.
- نفسي ادخلك القفص واشوفك معدوم.
- سيبك من الاعدام وانا موافق على القفص.
- ما تسكت صاحبك ده.
- اخرس يا حيوان. ويلا يا ورود.

- ماتيجى ياورود تباتى معانا النهاردة انا ومامى.
- تبات فين هي مالهاش بيت.
- احنا هنكلم اديم.
- وانا كلامى بقي في الجزمة.
- هي مقصدهاش كدة انا هستاذن من اديم. يعنى ماهروحش من غير اذنه.
- مافيش بيات برا البيت.
- ماتسيبها يا آدم على راحتها. على الاقل احسان تهتم بيها.
- خليك في نفسك.
- انا عايزة...
قطعها عن الحديث.
- قائلا بعنف. ماتنطقيش كلمة ويلا قدامى.
هبت فيه احسان بانفعال.

- قائلة باستفهام. ومين اللى هيهتم بيها في تعبها.
- انا.
- انت كداب لانك مابتقبلش وجودها وبتكرهها.
- احسان انتى بتقولى ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااايه.
- لازم نكون صرحة ان عمرك ما هتساعدها لانك مش فاضى ليها.
قال بغضب، وهو يرمق ورود نظرة غيظ.
- من الواضح ان كل اسرارى بقت عند صحبتك.
- ماتكلمهاش كدة وخلى كلامك معايا.
- انتى ايه اللى يدخلك في خصوصيات ملكيش دعوة بيها.

- ورود دى اختى وتعنى ليا اكتر منك.
- طب انا بقي مش مطلوب منى اهتم بيها.
- وماحدش قالك تهتم بيها. دى حتى مسالتهاش هي كويسة ولا لا. وكمان مستقتر عليها تلاقى حد يهتم بيها.
- كل الهرى اللى قولتى ده في الزبالة بالنسبة ليا.
- لانك انسان زبالة.
- احسان انا مش مالك هتشتمى وهيسكتلك.
- وانا مش ورود هفضل ساكتة على قلة ادبك.
نظر لها بعصبية وهي منكمشة على نفسها.
- قائلا بحنق. عجبك الفضايح اللى حضرتك عملتيها دى.

اردفت بخوف حقيقي.
- قائلة برقة. انا اسفة يا آدم.
هبت فيها احسان بانفعال.
- قائلة بطلب. ماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااتعتذريش لحد. الاتنين هما اللى غلطانين ولازم يعتذروا ليكى.
تدخل مالك برازنة.
- قائلا بهدوء. خلاص بقي يا احسان.
تجاهلت حديثه ولم تهتم به مثقال ذرة.
- قائلة بعند. انتى هتيحى معايا وهكلم اديم واقوله.

- خلاص تيجى عندنا البيت. وقبل ما تنصدمى ماما وبابا واختى الصغيرة موجودة هناك.
قال ادم بقرار نهائى، وهو ينظر لها بغيظ.
- كل واحد يوفر كلامه لنفسه لان ورود هتيجى معايا.
قالت ورود برفض، وهي تنظر له بتحدى.
- انا ماعيزاش اجاى معاك.
- وانا ماباخدش اذنك.
- انت هتجبرها بالعافية.
تجاهل حديث احسان ونظراته ثابته على ورود.
- قائلا بحزم. يلا علشان ماتشوفيش وش عمرك ماشفتى.

- ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااانا ماعيزاش اجى.
- بطلى شغل اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااطفال ويلا.
- انا مش طفلة.
- امال تصرفاتك تسميها ايه.
- حابة اكون مع صحبتى.
قال بعصبية، وهو يشدها من ذراعها بقوة له.
- مااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااطلعيش جنونتى عليك. ويلااااااااااااااااااااااااااااااااااااا.

قالت احسان باستغراب، وهي تحاول ان تخلصها من يده. التي قبضت على ذراعيها ولا تريد اركها ابدا.
- انت ازاى تمسكها كدة سيبها.
قال بحزم لها.
- خليكى في حالك يا بت انتى.
- لو ماسبتهاش دلوقتى هعمل فضيحة.
- الفضيحة هتكون ليكى مش ليا.
- ليه ان شاء الله.

- اسالى مالك. قالها بخبث. ثم قبض على يدها بعنف، وسحبها ورائه اجبارا، كانت تحاول ان تتخلص من يده، ولكن لا حياة لمن تنادى، فهى بتصرفاتها اشعلت فتيل الغضب الذي بداخله، والذي زاد الطين بلة رفضها الذهاب معه، وقصها كل شىء عنه...
لاحظ مالك شرودها. فكانت تفكر في كلام آدم لها.
- قائلا باستفهام. احسان انتى روحتى فين.
قالت بتساؤل له.
- هو صحبك قصده ايه بكلامه ده.
مط شفتيه لامام بعدم فهم.
- قائلا بصدق. ما اعرفش.

قالت بضيق، وهي تذهب وراء صديقتها تنادى عليها في طرقة المستشفى.
- انا بسالك ليه ما انت كذاب زيه.
ثم خرجت خارجا تواصل ندائها عليه، وهو كان لا حياة لمن تنادى، فهو ادخلها السيارة اجبارا، ودار حولها وركب بجوارها وانطلق الى مكانه باقصي سرعة لديه.
قالت بصراخ وهي ترى السيارة حلقت الى مكان بعيدا عنها.
- يا ورود يا ورود.
قال مالك بهدوء ؛ وهو يقف خلفها ليطمانها.
- ماتخفيش آدم ماهعيعملش ايا حاجة.
- وايه الضامن.

- صاحبى وانا عارفه.
- انا كدة خوفت اكتر.
- انتى ليه بتكرهينى؟
قالت باستغراب، وهي تلتفت له.
- واكرهك ليه كنت حبيبي وخنتينى مثلا.
- مش كدة بس غريبة كرهك.
- دينى بايمرنى ما كلمش الغريب وخاصة امثالك.
- مالهم امثالى دول ملايكة.
تجاهلت سخريته الواضحة في الحديث. وعدم ادراكه لذنوب التي يقترفها في حق ربه. وطرحت سؤالها بتردد.
- قائلة بارتباك. هو انت على علاقة مع الدكتورة نسرين؟
قال بتوتر، وهو يبتلع ريقه بصعوبة.

- علاقة ايه يا احسان انتى.
- يا ترى علاقة عابرة ولا اتنين متجوزين.
انصدم من جرائتها في الحديث.
- قائلا باستغراب. انتى بتقولى ايه؟!
- اعتقد انك سمعت كلامى كويس.
- ودى الغريب.
- وايه الغريب في سؤال زى ده.
- سؤال زى ده؟! وبعدين دى شىء يخصك في ايه.
- كويس اوى الكلام ده.
- بمعنى؟!
- انك تبعد عن طريقي نهائى. اقسم بالله يا مالك لو قربت منى تانى لاخليك تشوف وش عمرك ماشفتوش.

- ماواخدش بالك انك اتخطتى حدوك. وبزيادة كمان.
قالت بصرامة، وهي تشير بيدها للسيارة اجرة...
- انت اللى بدات والبادى اظلم.
اصطفت السيارة امامها وركبت بها، وتركته مجروحا بالكامل.

(فى السيارة عند ادم)
كان يقود السيارة بغيظ شديد. تحدث بضيق.
- قائلا بغضب. تحكى لصحبتك كل حاجة.
- قالت بخوف. انا كنت بتكلم عن اديم فانت جيت في الطريق.
- كمان عن علاقاتى.
- لا مقولتلهاش على كدة.
- غلطانة كان مفروض تقولى.
- آدم انا اسفة.
- ده اللى باخده منك حاجة تقرررررررررررف.
عندما سمعته يقول لذلك، انوجعت بشدة، فانفجرت في بكائها الحزين، الذي اذا سمعه الجاحد سيرق قلبه لها. هب فيها بعصبية.

- قائلا بامر. ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااخرسى مش كفاية مركبك معايا العربية.
- نزلنى مااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا عايزاش اركب معاك.
- ولا انا عايزاك. بس اعمل ايه مجبور عليكى.
- وايه اللى جابرك.
- اخويا.
- لا عادى و انا مهقلوش حاجة.
- تقفى قدامى ليه. افرضى كان جرى ليكى حاجة.
- ان شاء الله اموت مالكش دعوة بيا.
اوقف السيارة بعنف. وقال بصراخ، وهو ينظر لها بعصبية - انتى بتقولى ايه.

قالت ببكاء له.
- ملكش دعوة بيا انا بكرهك.
- لا انا اللى بموت في التراب اللى بتمشى على.
فتحت باب السيارة وحاولت. امسكها من ذراعها وضغط عليه بعنف متجاهلا المها.
- قائلا بغضب. طلعتلى منين.
قالت بالم، وهي تحاول ان تتخلص من يده.
- سيبنى يا ادم.
- ما انا كنت سيبك. ايه اللى دخلك حياتى.
- انا مدخلتش. انا بعيدة عنك.
- وفعلتك النهاردة.
- كان غصب عنى ما قدرتش اشوفك تتاذى.
- ليه بتحبينى واهمك مثلا.

قالت ببكاء طفولى، وهي تحاول ان تتخلص من قبض يده على ذراعها الرقيق.
- دراعى بيوجعنى.
- مايجيش حاجة لم بشوفك قدامى.
- اول واخر مرة اعمل كدة.
- كل مرة بتقولى كدة وفي الاخر بشوفك قدامى.
- اعملك ايه تعبتنى معاك.
- الدكتور النهاردة كان هيموت عليكى.
قالت باستفهام، وهي ترفع حاجبيها باستغراب.
- دكتور مين.
قال بغيرة واضحة.
- اللى كان بيكشف عليكى عينيكى وشعرك وشكلك. جننوه.
ثم تابع وهو يجذبها له اكثر.

- عارفة لو ماشلتيش اللينسز اللى حاط في عينك ده انا هعمل ايه.
- لينسز ايه دى عينى؟!
نظر لها بصدمة. صدقا كلامها فالسحر الذي تمتلكه عينيها لا يكون غير ان يكون من خلق الله، القرب الذي كان بينهما جعل ضربات القلب تتقافز معا، تريد ان تخرج من الضلوع وتعبر عن المكنون الساكن بالداخل، يريد ان يحبسها ضلوعه ويزيل كل دمعة غادرة نزلت على وجنتيها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة