قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثامن والثلاثون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثامن والثلاثون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثامن والثلاثون

- عارفة لو ماشلتيش اللينسزز اللى حاط في عينك ده. انا هعمل ايه.
- لينسزز ايه دى عينى؟!
نظر لها بصدمة. صدقا كلامها فالسحر الذي تمتلكه عينيها لا يكون غير ان يكون من خلق الله، القرب الذي كان بينهما جعل ضربات القلب تتقافز معا، تريد ان تخرج من الضلوع وتعبر عن المكنون الساكن بالداخل، يريد ان يحبسها بين ضلوعه ويزيل كل دمعة غادرة نزلت على وجنتيها...

- قال بحنية غير معتادة. وهو يضع يده على الكدمة الموجودة تحت عينيها. بتوجعك؟
قالت بخجل، وهي مرتبكة من تصرفه الغير مفهوم.
- شوية.
- معلشى اصل مالك غبي.
- عادى ولا يهمه.
قال بهمس، وهو يلامس وجنتيها باشتياق.
- ليه ماتبعديش وتخليكى بعيد.
قالت بصدق، وهي تذوب بين لمسات يده.
- انا بعيدة يا ادم بس مش شايفنى.
قال بصدق، وهو يبلل شفتيه بتوتر.
- مش شايفك. مع الاسف انا ماشافيش غيرك.
قالت بطلب، وهي تبعد يده من على وجهها.

- ممكن تروحنى.
قال باقتراح، وهو حزين من رفضها له.
- لو تعبانة اخدك على المستشفى.
- هو انا كنت فين من شوية.
- زيادة اطمئنان.
- لا انا كويسة. وعلشان اديم مايقلقش.
قال بحزن، وهو يبلل شفتيه بضيق.
- اه اديم.
ثم اعتدل في مكانه. ليقود السيارة ويذهب الى بيتهم، طوال الطريق لم يتجاذبوا اطراف الحديث، وخاصة ادم الذي يقود بعنف وملامح وجهه تحولت من الحنان والدفء، الى العصبية والعتاب، تحدثت معه بهدوء.

- قائلة برقة. في حاجة مضايقك؟
قال ببرود عكس ما به من نيران تحترق بين ضلوعه، ونظراته مسلطة على الطريق.
- لا انا كويس.
- مش باين كدة.
- وايه اللى باين ليكى بقي.
- انك متضايق.
- مافيش غير ان انا وماييفا شدينا مع بعض.
- هو دى اللى مضايقك.
- هو في حاجة غير كدة تضايقنى.
- قائلة بحزن. لا طبعا ماييفا اهم حد في الكون.
- دى صحيح.

نظرت له بغيظ. ثم نظرت من نافذة السيارة والحزن بداخلها يتفاقم، حاله لا يختلف عنها بل كارثي، هذه خطيبة اخيه وحبيبته، يريد ان يبعدها بكل الطرق لكن القدر مصر على جمعهما سويا...

فتح باب غرفته بمنتهى الحزن، يتنهد بوجع من كلامها الجارح له، وتجاهلها التام لما يقوله او يفعله، الى متى ستظل هكذا. حتى لا تطيق الحديث معه او الوقوف معه، دائما الرفض سلاحها الوحيد، رمى الهاتف على السرير، وذهب عند البلكونة، وضع يده على سورها، وعينيه مسلطة على السماء، الحزن يتلالا بين الضلوع، يعبر عن النواح الموجود بداخله، مشتاق لها حتى في وجودها، دائما العتاب والجرح طريقها، للهروب منه باية طريقة، دلفت اليه امه، اقتربت منه وجدته في عالم اخر لا يشعر بها، وضعت يدها على كتفيه.

- قائلة بحنية. مالك يا مالك.
قال بصدق، وهو ينظر لها بحزن
- تعبانى يا مامى.
وقفت بجواره على السور.
- قائلة بقلق. ليه يا حبيبي.
- ماتشغليش نفسك بيا.
- طب اشغل نفسي بمين.
- خليكى في مشاكلك مع بابي.
- خلاص اتعودت على مشاكلنا مع بعض. بس انت مالك.
- اقولك ايه؟ دى حتى الكلام اصبح صعب في التعبير.
- حد مضايقك في الكلية.
- لا بس انا وآدم شادينى النهاردة مع بعص.
اتسعت ابتسامتها وحلق قلبها بسرور.

- قائلة بسعادة. احسن واخيرا العلاقة دى انتهت.
- ماما ماتقوليش كدة.
- عارف لو بعدت عن ادم ده حياتك هتكون افضل.
- ماتحاوليش تبوظى اللى مابينا لان ده مستحيل.
- يعنى ده االى مضايقك؟!
- لا.
- طب ايه؟
- بقولك صعب صعب اقولك.
- مالك هو انت بتحب.
- حب. هو موجود يا امى الحب ده.
- اه موجود واكبر دليل وجودى مع بابك لحد دلوقتى.
- بس دى اهانة وقلة كرامة.
- لم يكون تبادل من الطرفين. بيكون عشق وغرام واجمل احساس في الكون.

- وايه تانى يا ست اليسا.
- بطل تريقة وقول بقي انت بتحب.
- بس انا ماعايزاش كدة.
قالت بتوضيح، وهي تشير على قلبه الذي يدق لاول مرة في حياته.
- مش بمزجك. دى بمزاج ده.
اغمض عينيه بياس يحاول ان ينجح في البعد ويفلح.
- احكيلى يا مالك. مين.
قال باعتراف، وهو يفتح عينيه لها.
- مختلفة عن كل اللى قابلتهم في حياتى.
- ازاى؟!
- محجبة وملتزمة ومالهاش في الشمال.
- وانت كل يوم مع واحدة.
هزا راسه بحزن. وتابعت قائلة بامل.

- هي ممكن تقبل.
- تقبل ايه يا مامى دى مابتطقيش تبص في وشى.
- للدرجة دى.
- اكتر من كدة رغم التزامها سليطة اللسان وجرئية ومبيهماهش حد.
- هي دى البنت اللى عملت معاها مشكلة.
قال بحزن وهو يتنهد باشتياق عنيف لها.
- اه هي مع الاسف. ياريتنى ما قابلتها ولا عرفتها ولا شفتها.
- دى قدر ونصيب وانت مالكش فى.
- ماكنتش عايز القدر ده.
- استغفر ربنا يا مالك.
- استغفر الله العظيم. مش عارف اعمل ايه. انا هتجنن من رفضها ليا.

- ياااااااا اخيرا لقيتك بتحب.
- حب ايه. انا بتعذب.
- طب ما تحاول تقرب.
- بقولك رافضة بكل الطرق.
- اكيد في حل.
- مافيش غير انى ابعد.
- هتقدر.
- بحاول بس دى صعب اوى.
- انا من راى تحاول.
- انا النهاردة كنت معاها قالت ليا لو شفتك قدامى هتشوف وش عمرك ماشفته.
- دى صعبة اوى.
- دى مستحيلة. مستحيل تحس بيا.
- مش عارفة اقولك ايه.
- قولتلك خليكى مع بابى افضل.
- انا مهخلكش تحب من طرف واحد.
- هتعملى ايه.
- اكيد هتصرف...

تنهد بحزن شديد ونظر الى الاشىء
كنت اخاف عند مرور اسم الحب، ولسنوات كنت اهرب لكى لا اكون عاشق، وفي لحظة حدث كل الذي قلت انه لن يحدث، لو كنت على دراية لما احببتك كهذا، يا اللهى من اين احببت، ومن اين سقط هذا البلاء، احترقت وتمردت واصبحت ضحية لهذا العشق، اصبت قلبى في ابعد طرق الاشتياق...

ان لم ابتعد عنك ستنهار كل حصونى، ويفضح كبريائى امام ستار ذلك الحب اللعين، يا اللهى اسمعنى يكفى هذا العذاب انقذنى، فهمت ان كل شىء كذب، من دون ان ترجف عينيه انهانى هذا العشق، تحمل يا قلبى تحمل.

كانت ساجدة وتدعى ربها، ان يزيله من كل مكان احتله في داخلها، انه مثل السم اخترق جميع خلايا جسدها، تحاول ان تبتعد عنه، و كل مرة تفعل ذلك تجده امامها، وكأنه يتحداها بانه مستحيل ان يخرج منها، ظلت اسبوعا بعيدا عن الكلية، وعندما عادت وجدته امامها، تريده ان يبعد للمكان بعيد. هي ليست حمل كلماته ولا نظراته ولا جرائته ولا جماله الذي لا يوجد عليه اختلاف. قالت ببكاء وهي ساجدة.

- يا رب ابعدنى عنه. يارب خلينى طبيعية. يارب ماتفضحنيش قدام حد. يارب انا عارفة انى بعمل ذنب كبير لم بفكر في بس اعمل ايه. مش بايدى. والله ما بايدى.
دلفت اليها امها.
- قائلة بحنية. حبيبيتى خلصتى ص...
احسان انتى بتعيطى.
قامت من على سجادة الصلاة، وهي تعطيها ظهرها.
- قائلة بكذب. وهي تمسح دموعها. لا يا امى.
قالت رقية بحدة، وهي تعقد ذراعيها اماما صدرها.
- ممكن تبصي ليا.

رتبت سجاة الصلاة ووضعتها على مكتبها. واستدارت لها. رات وجهها مغرق باكلمه الدموع.
قالت رقية بقلق، وهي تقترب منها.
- في ايه. مالك.
- مافيش انا كويسة.
هبت فيها بانفعال.
- قائلة بعدم اقتناع. كويسة ازاى. وايه الدموع اللى في عينك دى.
- اصلى كنت بدعى ربنا. فبكيت.
- شىء كويس الخشوع بس مش انهيار.
- انهيار؟! لا ابدا.
- انتى ماشايفش نفسك عاملة ازاى ولا كان حد ميت ليكى.
- ماما زى ما قولت لحضرتك كنت بدعى لربنا.

- احسان بطلى لف ودوران قوليلى مالك.
لم تجد مفر من امها فانفجرت في البكاء وارتمت في حضن امها تستمد منه القوة.
- قائلة بندم. انا اسفة يا مامى.
قالت بقلق، وهي تربت على ظهرها بحنية.
- عملتى اااايه وبتعذرى ليه.
- سامحينى على اللى عملته.
- عملتى ايه تانى.
قالت بوجع، وهي تخرج من حضنها.
- كان غصب عنى.
- انا ابتديت اقلق. في ايه.
- قالت ببكاء متقطع. ان ا...
- انتى ايه. قولى ماتخفيش.
قالت بوجع، وهي تتذكر كلامه.

- بيعمل علاقة مع الدكتورة.
قالت باستفهام، وهي ترفع حاجبيها باستغراب.
- هو مين؟!
- مش مهم. المهم ان هو قادر يكون زبالة اوى كدة.
قالت بعصبية.
- ازاى مش مهم.
ثم سكتت قليلا لتستوعب انهيار ابنتها امامها.
- قائلة بذعر. مالك اللى بتتكلمى عنه مش كدة.
انصدمت من طرح اسمه. فرفعت وجهها لامها تحاول ان تكذبها، رفعت اصبعها امام وجهها.
- قائلة بتحذير. اوعى تكدبي.
- انا مهكدبش بس عايزة اوضحلك.
- انتى مالك بى.

- انا مليش دعوة.
- بتعيطى ليه؟! وعلشان ايه؟!
- اصل الموضوع في ذنب كبير اوى.
قالت بقسوة.
- كويس انك عارفة في ذنب كبير. ويلا علشان ناكل. اول واخر مرة تذكرى اسم الكائن ده.
هزات راسها ايجابا.
ثم تابعت بامر.
- مشاعرك دى تقتليها وماعيزاش اشوف دموعك دى تانى.
- مشاعر ايه يا مامى.
- احسان انتى فاهمة كلامى كويس. مش هو دى الشخص اللى نبكى على.
- حاضر يا مامى اى اوامر تانى.
- دى مش اوامر دى امر واقع ولازم يتنفذ.

- هتخلص من كل حاجة
- كويس وان ضايقك سبينى انا اتصرف معاى.
هزات راسها ايجابا.

انسدل الليل علينا، وهي منذ ان تركت صديقتها، وهي في ذلك المكان اللعين، ظلت تجرى عليه اتصال وراء اتصال، وهو خارج التغطية، تشرب كاس ورائه كاس والهاتف في يدها، تحاول الوصول له، لا تشعر بشىء نهائي، غير الوجع والعتاب لتصرفات ادم معها، بعد ان نفذت طاقتها ذهبت له، ورنت جرس شقته، فتح الباب رائها امامه، اتسعت عينيه بصدمة، وخشى ان تراهم ورود معا، فهب فيها بانفعال.

- قائلا بعصبية. وهو يبعدها عن الباب. بتعملى ايه هنا.
قالت بحزن، وهي ترتمى عليه بسكر وعدم اتزان.
- ما بترديش على تليفونى ليه.
- قال بغضب. وهو يمسكها من خصرها. انتى اتجننتى. جاية هنا علشان تسالينى السؤال ده.
قالت بصدق، وهي تنظر له بعشق.
- اه اتجننت. انا بحبك.
- ماينفعش الكلام ده.
قالت بهمس، وهي تحاول ان تقبله...
- بحبك.
قال برفض، وهو يبعد وجهه عنها.
- ابعدى يا ماييفا.
قالت باصرار، وهي تهمس في اذنه.

- ماهبعدش لانك حبيبي ومن حقى.
شم رائحة فمها المعبرة عن شربها للمنكر. التفت لها
- قائلا باستفهام. انتى شاربة؟
no. its not truth. -
- بطلى كدب ريحتك فضاحاكى.
- اعمل ايه ماكنتش بترد على.
- فتشربي وتيجى لحد باب البيت.
وضعت يدها على وجهه ونظرت في عينيه.
- قائلة بعتاب. ادم انت ليه خدت الزفتة دى معاك.
- ماتقوليش عليها كدة.
- طب عايزانى اقول ايه غير كدة.
- ماتقوليش حاجة غير انك ت...

- ايه اللى بينك وبينها يخليك تدافع عنها كدة.
قال بكذب، وعينيه تهرب من صدق الاجابة.
- مافيش حاجة بينا.
- خوفك وقلقك دى كان ايه.
قال بتوتر، وهو يبتلع ريقه بصعوبة.
- مالك ضربها ضربة جامدة.
- ادم واجه نفسك انا ولا هى.
- اى انتى ولا هى. ايه الهبل ده.
- انا شفتها وهي بتدافع عنك ولهفتك عليها.
- ماييفا روحى البيت دلوقتى.
- ماهروحش غير لم اسمع اجابة سؤالى.
- ولا دى الزمان والمكان الى ينفع نتكلم فى.

- طب ريح قلبي اللى بيحبك وهيموت علشانك.
- لو سمحتى.
- لو سمحت انت. ايه اللى حصل؟
- محصلش حاجة وروحى على البيت.
- مهمشيش غير لما افهم.
- تفهمى ايه؟
- عدم ردك على واهتمامك بورود.
- واحدة دافعت عنى فمن واجبى اخدها على المستشفى.
- لكن خوفك اللى كان واضح عليك ده تسمى ايه؟!
- انا ماعايزاش اتكلم في اى حاجة.
هبت فيه بانفعال.
- قائلة برفض. لا من حقك على تقولى.
- ماييفا انا هخرج عن شعورى.
- انت بعيد بعيد اوى يا ادم.

- انا قربب ليكى.
- تصرفك النهاردة اثبت العكس.
- طب ممكن تهدى.
- اهدى ازاى وانا شايفك بتضيع منى.
- كلامك كبير اوى ومالوش اى معنى.
انفجرت في بكائها.
- قائلة باعتراف. وهي ترتمى في حضنه. انا بحبك بحبك.

خرجت ورود من شقتها لتلقى القمامة، رات ماييفا في حضن مالك، تسمرت في مكانها، وهو انصدم عندما رائها امامه، كان يريد ان يخرجها من حضنه، ويبرر لها خاصة ان نظراتها كلها عتاب ووجع، وفي نفس الوقت لا يستطيع ان يفعل ذلك، حتى لا تراها ماييفا ويحدث كارثة اكثر من الاول، فضمها لحضنه اكثر، ضاربا بكل هذا عرض الحائط، ونظراته معلقة بها.
- قائلا بعشق. انا بحبك. بحبك اوى.

هنا نزلت دموع ورود على وجنتيها بصمت رافضة وجود امراة اخرى في حضنه، ولكنها ماذا تفعل، فهو ليس لها ومن حقها.
قالت ماييفا بعشق، وهي تحاوطه من خصره بتملك.
- انا من غيرك اموت.
- انا اللى من غيرك ضايع. خلينى في قلبك وماتفكريش في حد غيرى.

هنا لم تعد تحتمل، دلفت الى الداخل سريعا، واغلقت باب الشقة بهدوء ؛ حتى لا يسمع لها صوت. وضعت يدها على فمها وانفجرت في بكائها المعتاد، لكن اليوم اصعب بكثير، من الذي مر عليها في حياتها، لا داعى للهروب فهى تعشق ادم كارم النوار للنخاع وهذا الامر تم من النظرة الاولى، لكن هو من المستحيل ان يشعر بها، وان شعر فهذه لعنة الحب المنبوذ...

هل صباح جديد على ابطالنا
(دار ازياء أديم كارم النوار)
ثم تابعت بانفعال.
- قائلة بعصبية. هو انت عايز تمشى الكون على مزاجك.
قال بحميمية، وهو يرمقها نظرة خاص.
- انا عايز امشيكى انتى.
- وتمشينى ليه هو انا اخصك.
- لحد دلوقتى مافهمتيش سبب غضبى.
- لا فهمت وكويس اوى كمان.
- اى هو؟!
- انك انانى وعايز كل حاجة ليك.
قال بعدم تصديق، وعينيه تتسع بصدمة من اتهامها له.
- انا انانى انتى شايفنى كدة.

- تصرفات حضرتك اللى بتقول كدة.
- انانى في ايه بقي.
- ما اعايزاش اتكلم.
- ما تتكلمى وتقولى وتواصلى اتهاماتك ليا.
- دى حقيقة.
- ان انا انانى.
اردفت نسمة بقوة.
- قائلة بتحدى. انا خلاص بقيت مع حد تانى.
- في ستين الف داهية.
- داهية؟!
- عايزة اكتر من كدة.
- لا شكرا.
- العفو يا انسة نسمة.
هزات راسها بعجز، ثم دلفت للتخرج.
- جهزى الشنط علشان هنسافر بكرة.
قالت بحزن، وهي تفتح الباب لتخرج...
- اوامر تانية.
- لا كفاية كدة.

قالت بادب، واغلقت الباب ورائها.
- عن اذنك.
- اتفضلى.
بعد ان خرجت ذهب عند نافذة المكتب. ياخذ شهيق وزفير...
قائلا بغضب من نفسه.
- فوق يا اديم وبطل هبل. انت خاطب وقريب هتتجوز. يارب ايه اللى بيحصل.

ذهبت هي على مكتبها تواصل عملها، ولكنها مشغولة به فقط، رمت القلم بعنف على المكتب، ماشانى ان انعكس القمر على البحر، ما شأنى اذا أشرقت الشمس وتفتحت الزهور، ما شأنك انت من عشقى المؤلم، لا اريدك فلا تاتى، ما شأنى اذا امسك يدك شخص أخر، ما شأنى اذا دخل الى عينيك شخص غريب، بالتاكيد سانسى ويرحل ذلك الحب الى مكانا بعيدا، وانت ظن باننى ساعود، وانت انتهيت في داخلى، لا اعلن اى يوم هذا مضى بدونك، لقد احببتك دائما وما كنت تشعر بذلك ابدا، من كان على حق او على خطا فهذا لم يعد هاما، طوال الليل اتذكر اسمك، وما كنت تسمعنى. عيناك اعميت عن حبى، ولسانك اصبح لا ينطق بعد ارتباطى، انت لم تستحق حبى ابدا، انت اشتريت الماس على الجوهر، بعت من فعلت كل شىء لاجلك، فاليوم لا يوجد عتاب بين الضلوع، فانت المبتدا وليس الخبر، كان لايطيق نفسه ابدا، فاتت ورود على راسه، فتوجه الى متكبه وامسك هاتفه، ليتصل بها وتاتى اليه، ويتكلم معها ويخرج كتل الحزن التي بداخله، لانه سينفجر من تصرفات نسمة وتجاههلها التام لمشاعره، وليعلمها بخبر سفره ايضا، كانت انتهت من محاضراتها، وتركت احسان تذهب الى المدرج تبحث عن عقدها الذي سقطت منها سهوا، وركبت مع السائق الذي كلفه ادم بتوصيلها والاهتمام بها، سمعت الهاتف فاخرجته من حقيبتها، فردت برقة.

- نعم يا اديم.
- انتى فين يا ورود؟
- انا مروحة على البيت.
- طب قولي بالسواق يجيبك هنا على الشركة.
- ليه في حاجه.
- لا ابدا بس عايز اتكلم معاكى شويه.
- طب تمام هاقول له.
- لا اديله التليفون وانا هقوله على العنوان.
قالت بطاعة. وهي تعطي السائق الهاتف بادب.
- حاضر.

اخذه منها واعطاه اديم العنوان، وفي خلال دقائق كانت وصلت امام الشركه، نزلت من السيارة انبهرت بالصرح العملاق الذي تراه امامها، وكانه في الافلام، هذا ليس مجرد دار ازياء بسيطة، بل ماركة عالمية في الشرق الاوسط باكمله، دلفت للداخل بتوتر وخوف، وكانت تنظر هنا وهناك، المشاعر التي كانت تنتابها التوتر والانبهار بجمال المكان ونظافة واناقة الموظفات التي تعمل به، كان الجميع ايضا ينظرن لها، والاسئلة التي كانت تطرح في راسهم، من هذه، وماذا تفعل هنا، فهذه الطفلة والمكان باكلمه لا يشبهها بتاتا، سالت موظفة الاستقبال عن مكتب اديم، الذي اخبرهم بان ستاتى ضيفة له، رحبت بها موظفة الاستقبال بحفاوة، واشارت لها على المصعد والدور الذي يقطن فيه مكتب اديم، هزات راسها لها بامتنان، وتوجهت اليه وركبت فيه، وصلت عند مكتب نسمة، التي وجدتها كانت مشغوله في عملها، القت عليها التحية بتردد.

- قائلة بادب. سلام عليكم.
نظرت لها نسمة وانصدمت من وجودها امامها وشكلها الجميل والرقيق، جمالها زاد عن الاول، فاصبحت ترتدى اجمل الملابس والموديلات، فتلك هي ورود التي عشقها اديم وفضلها عليها، بدات تنظر لها بشدة، وترى ما الزائد عنها، ولتعرف لماذا اختارها هي ويحبها هى...

فى تلك اللحظة، كان يقف مالك امام نسرين في احد زوايا المدرج، ليتحدثوا ولينهوا تلك العلاقة التي كانت خطا من الاول، ولكنها لا تتقبل ذلك ابدا، هب فيها بملل.
- قائلا بنفاذ صبر. خلاص خلصنا.
قالت بلهفة، وهي تهجم على شفتيه وتقبله بوقاحة.
- واحشتنى اوى.
قال بكره، وهو يبعدها عنه برفض شديد. فهو لم يعد يضيق ان تقترب منه، اصبح يمقت ذلك بشدة، فهو كان من قبل يتمنى نظرة منها لكن اليوم الوضع تغير كليا.

- نسرين ااااابعدى.
- مالك انت واحشتنى انا ماوحشتكش.
- بطلى قرف وابعدى.
انصدمت من كلامه.
- قائلة بحزن. اشتياقك ليا بقي قرف.
- انتى شايفة ايه.
قالت بانانية، وهي تهب فيه بانفعال.
- انت بتاعى انا مش بتاع اى حد.
- بطلى الجنون.
- الجنون هيحصل لو معوضتش اشتياقي ليك. ورجعت علاقتنا زى الاول.
- احنا في الكلية يا مجنونة.
- على اساس ان دى اول مرة مانعملهاش هنا.
- انا ماعيزاش.
- دى كله بسببها.
- مالكيش دعوة بيها.

- لا. دى انا هيكون ليا وليا.
- خلاص خلصنا يا نسرين.
- هقولها على علاقتنا والفيديوهات اللى ما بينا.
- فيديوهات ايه نهارك اسود.
- انت ناسي كل مرة نكون مع بعض فيها كنا لازم نتصور.
- اكيد ماهتعمليش كدة.
- لا دى انا هعمل وهعمل.
- بس الفضيحة ماهتكونش ليا لوحدى.
- مايهمنيش المهم اكسرك زى ما انتى كسارنى.
- انتى عايزة ايه؟
- عايزاك.
- نسرين انا مابقتش عايز اكمل.
- سبلي نفسك وعلاقتنا هترجع زى الاول واحسن كمان.

- يا بنتى ارحمينى.
قالت بوقاحة، وهي تهجم على شفتيه مرة اخرى.
- انا بحبك.

دلفت عليهما احسان وذلك من حظها التعيس مثلها، ورائتهما سويا وقعت الكتب من يدها، وظلت متسمرة في مكانها، تحاول تستوعب ان مالك في حضن الدكتورة يتبادلون القبل بوقاحة وعدم اهتمام لوجود الملك، وضعت يدها على قلبها الذي عشقه بجنون، ودموعها نزلت على وجنتيها بصمت، بعدها عنه عندما سمع صوت. انصدم عندما راى ملاكه على تلك الهيئة، ضرب على راسه بغضب، انها راته في تلك الصورة الشنيعة، فهو كان لا يود ذلك ابدا، لكنه ماذا يفعل امام وقاحة نسرين، التي التفت الى احسان ببرود، وكانها لم تفعل شيء، فاقترب منها ليفهمها، عدلت من نفسها وتركتهما سويا بكل واقحة. بعد ان نالت غرضها...

قال هدوء، وهو يقترب اليها بتردد.
- ممكن تهدى. انا هفهمك كل حاجة.
قالت بوجع، ودموعها سيول على وجنتيها.
- انت بتعمل ايه؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة