قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل التاسع والثلاثون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل التاسع والثلاثون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل التاسع والثلاثون

قال باستفهام، وهو يقف امامها مباشرة.
- انا لو قولتلك هتصدقينى.
قالت بهدوء له عكس تماما ما تعانى منه توا.
- هحاول.
- لا لازم تصدقينى ؛ لانى ماهكدبش عليكى.
- اتكلم انا سمعاك.
- طب ممكن تبطلى عياط.
- مالكش دعوة بيا.
- ازاى مكنوش ليا دعوة بيكى.
- هو انا ماقالتكش لو شفتك قدامى هتشوف وشى التانى.
- انتى اللى جيتى قدامى.
- العقد بتاعى ضاع وبدور على.
- دى بجد.
- انا مش زيك علشان اكدب.
- طب انا اسف تعالى ندور على.

لم تعطيه اهتمام وتركته هو يبحث عن عقدها، والافكار تذهب وتعود في راسها، والمنظر الذي راته من قليل اسقطتها ارضا على ركبيتها، سمع صوت سقوطها فذهب اليها، وجثى على ركبيته امامها، رائهاا منهارة وعينيها كلها عتاب ووجع، لماذا تفعل هكذا، كيف تكون بتلك الطريقة، مجرد انك على علاقة معها اوجعنى بكثرة، واراك في ذلك الوضع اللعين. من ماذا انت مصنوع. ولماذا دائما الحظ التعيس يجمعنى معك، لماذا وقلبى المجنون الذي اختار خطا، كانت تضع يدها على قلبها الذي ينحرق ويتمزف الى اشلاء منتهية الاستخدام، كل الورود تذبل في داخلى مجددا، سيتفتحون في ربيع اخر، قلبى وعقلى المتعب يقاومونى، لم انهزم من قبل، لكن اليوم انهزمت امامك ايها الظالم، دائما هناك امل في قلبى، والشجاعة ذاتها دائما، في داخلى صوت يقول اصبرى اصبرى، من بين كل هذه الاحلام، وبعد كل المحاولات، الشىء الوحيد الذي بقي لى، خيبة الامل مجددا، قلبى يصبح سما ويصرخ وينادى دائما، ولا يبقي لدى فرصة لاحلام اخرى، فقد اختارت الطريق الواعر.

- ممكن اقولك ايه اللى حصل.
قالت ببكاء، وهي تصرخ في وجهه.
- مايهمنيش.
- بس انا يهمنى انك تعرفى.
- اعرف بصفتى ايه.
قال بصدق، وهو يرمقها نظرة عشق.
- انك سرقت كل حاجة فيا.
- وانتى فاكرنى هصدقك.
- ماتصدقنيش بس بصي في عينى وهتعرفى اذا كنت صادق ولا كاذب.
ارتبكت من جمال عينيه. التي هي السبب في ضياعها.
- فقالت بعصبية له، وهي تبوخه بقسوة. انت ااااااااااااااايه شيطان.
- كنت الاول قبل ما اشوفك.
- على اساس دلوقتى ملاك.

- لا مش ملاك بس في وجودك هكون.
- طريقي غير طريقك.
- خلينا امشى معاكى وعرفينى الصح من الغلط.
- انت مابتخفش من ربنا.
اغمض عينيه وهطلت دموعه اول مرة امام احد، لم يكن ابدا في حياته يبكى او يحزن او يتاثر، لكن منذ دخولها في حياته، يشعر ان كل شىء تغير به، قلبه يدق وضميره اصبح موجودا، لم تبالى بدموعه وانهياره امامها.
- قالت بحدة له. ازاى بتعمل كدة وهو شايفك وهتسال قدامه.
قال بصدق، وهو يفتح عينيه وينظر لها.

- عمرى ما فكرت في كدة.
- ازاى ما تفكرش. دى اهم حاجة تفكر فيها.
- لان مافيش حد في عالتى عمره قال ليا ايه الصح والغلط.
- حتى لو مقلوش انت كبرت ولازم تعرف.
- طب ادينى فرصة.
- فرصة ايه؟! ان اكون معاك.
- وليه لا.
- انت فاكرنى زيها.
- انتى مستحيل تكونى زيها او زى اى حد.
- ما انتى بتساوينى زيها اهو.
- احسان انا عايز الحلال.
- دور عليه في حتة تانية بعيد عنى.
- احسان انا بح...
قالت برجاء، وهي ترفع يدها امام وجهه.

- ماعايزاش اسمع الكلمة دى وخاصة منك انت.
- للدرجة دى.
- انت واحد ماتعرفش غير تغضب ربنا. وانا واحدة بدور كل لحظة على رضاى.
- كلامك بيوجع.
- لازم تتوجع ؛ علشان تفوق من اللى انت فى.
- ياريتنى ماكنت قابلتك.
- ولا انا. بس اكيد في حكمة.
- انى اتعلق بيكى رغم رفضك الشديد ليا.
- ماتخفش يومين وهتنسى.
- تفتكرى؟
- دى اكيد. قضى ليلة مع واحدة من معارفك وانت تنسى.
- ياريتنى ارجع طبيعى زى الاول.

قالت بغيرة، ودموعها تنزل على وجنتيها بوجع.
- ياااا هتموت على الذنب.
- بدور على النسيان. مش الذنب.
- ياريت تبعد وتخليك في حالك.
- دى اخر كلام.
قالت بطلب، وهو تقف على قدميها بصعوبة.
- ابعد يا مالك. الطرق مش واحدة. قالتها بتاكيد.

جمع كتبها الساقطة ارضا، وقام من مكانه واعطاها لها، اخذتها منه ومسحت دموعها، وتنحت من جانبه وذهبت بخيبة ووجع دون ان تخرج كلمة واحدة من فمها، نظر الى رحيلها بوجع، جرحى لا يشفى ولا استطيع النسيان، تركتنى مع الالم ورحلت، لا استطيع الهروب فصورتها في كل مكان حولى، ايامى بعد رحيلك لكن تكون سعيدة، انظر في المراة ارى وجهى المتعب والالمى المتفرقة، صدقينى اصبحت لا اعرف نفسي...

كان يواصل عمله ويجهز الاوراق التي طلبها منه اديم، بعد ان انتهى امسك الهاتف، وقرر ان يطمان على زوجته، خاصة انها ذهبت الى الطبيب اليوم بمفردها، كانت تفتح لها الخادمة الباب، اخرجت الهاتف من حقيبتها، عندما رات اسمه فتحت على الفور.
- قائلة برقة. السلام عليكم.
- وعليكم السلام اخبار حبيبتى ايه النهاردة.
- الحمد لله كويسة.
- يارب دايما.
- شكرا يا زين.
- العفو. الدكتور قالك ايه.
- في تطور.

- طب الحمد لله والسفر.
- كلمته وقالى قرار كويس. ومنه تغيرى جو.
- طب الحمد لله انا هكلم اديم اخلى يحجز لينا.
- والبنات؟
- ما احنا اتكلمنا قبل كدة هانخدهم معانا.
- حاضر يا زين هجهز الشنط.
- حاضر يا روحى. في رعاية الله.
- ونعم بالله. قالتها واغلقت معه. وذهبت عند الليفنج روم، رات صافي تشاهد التلفاز رغم عقلها في مكان اخر...
قالت لها باستفهام، وهي تقتحم عليها الخلوة التي تجلس فيها بمفردها.
- بتعملى ايه.

قالت صافي بايجاب، وعينيها مسلطة على الاشىء.
- زى ما انتى شايفة.
قالت باستفهام وهي تجلس بجوارها.
- كلمتى بابا.
- واكلمه ليه ما يولع.
- يا صافي حرام عليك دى بابا.
قالت بغضب، وهي تعتدل لها بعصبية.
- هو بيحس.
- على اساس انك اللى حساسة اوى.
- طبعا على الاقل ما هروحش اتجوز في العمر في ده.
قالت بعند فيها ؛ لتشعل غضبها وغيرتها اكثر.
- والله هو حر.
- ولعة تولع في وفيها.
- ما تبطلى عندى وتقوليله.

- دى على جثتى خلى يتجوز ويفضحكوا.
- تارا ببرود. ويفضحنا ليه هو عمل جريمة.
- لم يفكر في السن ده يتجوز وكمان على مراته يبقي ايه.
قالت ببرود، وهي تغمز لها.
- ما تتجوزى انتى والفضيحة تكون اكبر.
- انتى بتتكلمى ببرود كدة ليه. ناقص يعمل فرح.
- تصدقي فكرة.
قالت بتافف وهي تقوم من جوارها وتذهب.
- تصدقى انك مستفزة زى ابوكى
- راحة فين
قالت بغضب، وهي تنصرف من امامها.
- غايرة في ستين داهية.

طلبت لها نسمة من البوفيه عصير برتقال، ورحبت بها بحفاوة، وسط استغرابها واستنكارها، واجلستها على قالت نسمة بادب لها، وهي تجلس بعيدا عنها على الاريكة...
- اخبارك يا ورود.
قالت ورود برقة، وهي ترد بطيبة.
- كويسة يا انسة نسمة.
- نسمة يا ورود من غير انسة.
هزات راسها بتفهم.
- نورتى الشركة.
- بنورك.
- تحبى افرجكك عليها.
- لا شكرا.
- العفو. عاملة ايه في الكلية؟
- الحمد لله كويسة.

ترددت ان تطلب منها السماح ولكنها قالت بصدق.
- انا اسفة على عملته معاكى.
قالت بطيبة، وهي ترمقها نظرة كلها براءة.
- انا خلاص نسيت.
- مهستغربش حب اديم ليكى. فعلا ملاك.
دخل ادم وجد نسمة تتحدث مع ورود، فتضايق جدا من وجودها ورمقها نظرة حنق، وجدت نسمة ملامحها تغيرت للحزن والعتاب...
قالت ورود بنظراتها له التي جميعها عبارة عن عتاب.

- انا شفتك امبارح وماييفا في حضنك. وكانى وجودى لا يعنى ليك. للدرجة دى انت قاسي وغير مهتم بمشاعرى. ولا بقلبي اللعين اللى حبك من غير حساب.
نظرت في اتجاه عينيها وجدت ادم، ينظر لها نظرات كلها كره وضيق، سعدت نسمة بوجوده، خاصة انها لم تراه من مدة طويلة، فقامت من على مقعدها، وذهبت اليه.
- قائلة بترحاب، وهي تسلم عليه بحرارة. واحشتينى يا ادم.
قال بسعادة، وهو يتجاهل ورود تماما.
- انتى اكتر يا اسطى نسمة.

- تانى اسطى يا ابنى انا خلاص هتجوز.
- دى بجد. مين سعيد الحظ؟
- ابن عمتى الدكتور فؤاد.
- وكمان دكتور لا دى انتى وصلتى.
- شوف ازاى بقي.
- طب فرحك امتى؟
- الصيف الجاى ان شاء الله.
- حصل خير. ربنا يجعلها اخر الاحزان.
- حرام عليك يا آدم.
- يا بنتى انا بعيشك على ارض الواقع.
- ما الواقع ده اخوك معيشنى فى.
- اه مع الاسف.

دخل عليهم زين حتى يخبر اديم انه سيسافر معه هو وزوجته وبناته، فوجد ادم سلم عليه، وسال نسمة على اديم، اخبرته انه في اجتماع مع المصممين، فنظر في اتجاه الاريكة، راى كتلة من البراءة والطفولة تجلس. وواضح عليها الحزن ممزوج بالخجل.
- فقال استفهام. وهو ينظر لها. مين دى؟
اردفت نسمة بايجاب.
- قائلة بتعريف. دى ورود خطيبة اديم.
قال بسعادة، وعينيه تتسع بانبهار.
- يا نهار ابيض على الجمال.

قال ادم بانفعال، وهو يهب فيه بغيرة.
- في اى يا عم زين وتارا بنت عمى.
قال بتبرير، ومازالت نظراته مسلطة عليها.
- انا مقصديش بس دى حلوة اوى.
ضحكت ورود على كلامه، وخجلت من وقاحته في الحديث. ترك ادم يغلى ونسمة تتندم على نفسها. وذهب اليها.
- قائلا بتعريف. وهو يمد يده لها. انا زين جوز تارا بنت عم اديم وصاحبه في الشغل فهمتى حاجة.
قامت من مكانها بكل رقة. قائلة بادب، وهي تسلم عليه.
- انا ورود.

- ورود اي يا شيخة قولى صاروخ.
قال ادم بغضب، وهو يجز على اسنانه.
- يا زين انا صبرى قرب يخلص.
قال ببرود، وهو يتجاهل كتلة الغضب التي تقف ورائه.
- خلى يخلص بعيد عنى.
ثم تابع يتحدث معها بصدق. اوعى تفتكرى انى بعاكسك اصلك عاملة زى بناتى.
- خديجة وعائشة.
- انتى تعرفيهم؟!
- اه اديم وادم قالوا على بناتك ومدمتك تارا.
- وادبم برضو قالى عنك كتير وفرحت جدا لخبر الخطوبة.
- مرسي يا مستر زين.

- انا زين بس وبعدين انا في مقام اخوكى الكبير.
كان ادم مل من حديث زين مع ورود، فذهب اليهما ووقف بينهما. قائلا بتحذير، وهو يهب فيه بعصبية.
- انتى ناسى انها خطيبة اديم.
- هو في حد اهبل يحب مرات اخوه.
- اوام خلاتها مراته.
- اومال لا اومال طبعا.
قال بحنق، وهو يرمقه نظرة ضيق.
- احترم نفسك يا زين.
ثم تابع بغضب، وهو يتحدث اليها بتحذير.
- وانتى كمان بطلى الجو الرخيص ده.

قالت بحزن، وهي تعاتبه على توبيخه لها امام الاغراب.
- هو انا عملت حاجة.
- صدق اديم لم قال انك مطلع روحها.
- هي دى كمان قالها.
- هو في حد في الكون يزعل الملاك ده.
- اللهم طولك يا روح.
انتهى الاجتماع وخرج المصممين. وكان معهم اديم، الذي كان يبدو عليه الحزن والارهاق، عندما راى ورود امامه تبدلت حالته الى الهدوء والسكينة، فاقترب منها بحنية، وسط ضيق ادم وحزن نسمة وسعادة زين.
- قائلا بترحاب. ازيك يا ورود.

- ازيك يا اديم. اخبارك.
- بقيت كويس لم شوفتك.
رمقته نظرة امتنان.
ثم تابع بطلب منها.
- ندخل؟
هزات راسها ايجابا ودلفت الى مكتبه.
قال اديم بطلب لادم، وهو ينظر له.
- وانت يا ادم عايزاك.
تافف بضيق، ثم دلف ورائه ومعه زين. الذي عندما رائه اديم استغرب وجوده
قال باستفهام له، وهو يجلس على الاريكة وبجواره ورود. - في حاجة يا زين.
- انا جاى اقولك انى انا وتارا والبنات هنسافر معاكوا.
قالت ورود باستفهام. وهي تنظر له.

- هو انت هتسافر يا اديم.
اردف زين باعجاب.
- قائلا بطيبة. يخربيت الرقة.
لم يبالى اديم بكلام صديقه بخلاف ادم الذي كان يشتعل. غير انه قال له باستفهام.
- انت عرفتها دى ورود يا زين.
- اه عرفتها بس ظلمتها جامد في الوصف.
- الصراحة كلامك صح.
قال باستغراب، وهو ينظر لادم.
- ازاى مقعد الملاك ده مع الشيطان ده.
قال ادم بهدوء خطير لاخيه. وهو يجز على اسنانه بغضب.
- سكته لان صبرى خلاص بينفذ.

- تمام بس اهدى. وعموما يا سيدى انا موافق تسافرو. اه منه تارا تغير الجو.
- والله تفكيرك من تفكرى.
قال بادب، وهو يشاور الى ورود.
- عن اذنكوا. سلام يا ورود.
- سلام يا زين.
قال ادم بغيرة عليها، وهو يرمقها نظرة غضب.
- ما تقومى تسلمى عليه بالمرة.
- ياريت يا ادم دى انا حتى اخوها الكبير.
استدار له ادم.
- قائلا بعصبية. وهو ينظر له بتحذير.
اطلع برا يا زين.
قال بادب، وهو ينصرف من امامهم.
- حاضر.

بعد ذهاب زين. نظر لها اديم.
- قائلا بهدوء لها. زى ما سمعتى انا مسافر.
تضايق ادم من وجوده معهما.
- قائلا بانفعال. طب وانا مالى.
قال اديم بطلب، وهو ينظر له.
- اسكت يا ادم خلينا نتكلم.
قال بضيق، وهو يقوم من على الاريكة، ويذهب عند النافذة الشفافة، ويقف امامها.
- هخرس.
قالت ورود برقة، وهي تنظر لاديم بادب
- اتفضل يا اديم انا سمعاك.
- عندى عرض في فرنسا اسبوعين بالكتير وهرجع.
- ربنا يقويك.

- الله يخليكى يا ورد. انا عايزك ماتزعليش منى فترة وهتعدى.
- دى شغلك واكيد ماهتعطلوش يعنى.
- عارف انى جاى عليكى كتير و ادم.
استدار له ادم.
- قائلا بعصبية. وهو يهب فيه بانفعال. وماله ادم.
- عايزك تخلى بالك منها الفترة اللى هكون مش موجود في مصر.
- اديم ما تطلع من دماغى.
ردت عليه ورود
- ماتشغلش دماغك بيا انا هعرف اخلى بالى من نفسي كويس.
- ماتخفش عليها دى قردة.
- يا ابنى ماينفعش تكلمها كدة.

- والله هو انا كدة اذا كان عاجبها.
قالت بابتسامة، وهي تنظر له برضا.
- اكيد طبعا عاجبنى.
اراد ان يحرق دمها. فطرح سؤاله الغير متوقع. الذي نزل عليهما مثل الصاعقة.
- قائلا بسخرية. هي خطوبتكم امتى.
- ايه لزمة السؤال ده يا ادم.
- ايه لازمة وجودكوا مع بعض.
- نقى الفاظك.
- جاوب على سؤالى.
- اكيد دى قريب وقريب كمان اوى.
قال بضيق، وهو يذهب.
- كويس مبروك.
- رايح فين؟

- قال بعند فيه، وهو يستدير له. ابارك لنسمة على الخطوبة.
قال بضيق.
- اه بارك ليها.
قال، وهو يذهب من امامهما.
- عقبالكوا.
هزات ورود راسها بتفهم، واديم لم يرد واكتفى، بالصمت...
اغلق باب المكتب ورائه، وجلس على مقعد مكتب نسمة الذي رات على وجهه الحزن والضيق. فطرحتها سؤالها بحنية.
- قائلة باستفهام. مالك يا ادم؟
قال بحزن، وهو يتافف بضيق.
- زفت وبجامد كمان.
- ليه انت عملت كارثة جديدة.
- ماعملتش حاجة.

- طب ايه اللى مضايقك؟!
- حاجات كتير ومنها انا بكره ورود اوى.
- ليه دى رقيقة جدا.
- تغور دمها يلطش.
قالت نسمة بفضول.
- هي عملت معاك ايه؟
- هو في حد يقدر يعمل معايا حاجة.
- ما دى اللى مستغرباله.
- من يوم ما عرفها خدت كل تركيزه وانا مابقتش موجود.
قالت بوجع، وهي تتنهد بحزن.
- دى اكيد ملكة قلب اديم.
- انتى انخطبتى ازاى، وليه؟
- عادى واخوك زى ما انت شايف عمره ماهيحس بيا.
- خطب فقولتى تردهله.

- مش كدة بالظبط وخاصة ان فؤاد انسان كويس.
- فين حبك لاديم؟!
- خلص وبندور على البديل.
- بس كدة غلط وبقوة كمان.
- انا من يوم ما ارتبطت بفؤاد وتفكيرى بقي اهدى بعيدا عن الضغط والتوتر.
- اهم حاجة راحتك.
- شكرا. هااا اخبار دنيتك.
- مافيش جديد زى ما انا.
- امتى بقي تبطل.
قال بخبث، وهو يغمز لها بمكر.
- ابطل ايه.
- علاقاتك اللى ما بتخلصش.
- دى مستحيل اصل دى حاجة بتجرى في دم.
- وايه اللى بيجرى.

- الستات وحبي الدائم ليهم.
- مصيرك تقع.
- ما افتكرش.
احسان وصلت عند البيت باعجوبة، لا تعرف كيف ركبت التاكسي او وصلت الى المنزل، فتحت امها لها، انصدمت من انهيارها التام فساندتها.
- قائلة بخوف. مالك يا احسان.
- تعبانة شوية يا مامى.
- يعنى ايه تعبانة انتى ما شايفش نفسك.
- ما عايزاش اشوف نفسي.
قالت باستفهام، وهي تستغرب رد ابنتها.
- انتى بتتكلمى كدة ليه.
تخلصت من يدها.

- قائلة بطلب، وهي تذهب الى غرفتها. مامى ممكن تسبينى ارتاح. عن اذنك.

ذهبت الى غرفتها. واغلقت الباب ورائها، وارتمت على لسرير تبكى على الذي عاشته من ثوانى، عندما راته مع نسرين وهما يتبادلون القبل بكل وقاحة وعهر، وبعد ذلك يطالب منها ان تعرفه ما هو الصواب والخطا، ويريد ان تكون موجودة في حياته، كيف يكون قادر على جرحها بتلك الطريقة البشعة، اذا كان اليوم طعنها بسكين فذلك افضل بكثير مما راته فى، اتالم اتالم اتالم، ولا احد يسمع صوتى غير قلبى المنكوب، جربت كل الطرق في البعد، ولا شىء ينجح، تركت قلبى في منتصف الطريق، روحى تحترق وقلبى يتوجع، اوقعتنى في حبك، كسرت مقاومتى وتركتنى محطمة بالكامل، افعل كل ما بوسعى، افعله بعقلى، لكننى لا استطيع التحكم بقلبى...

اقتحمت امها عليها الغرفة، راتها تحضن الوسادة وتبكى.
جلست على السرير بجوارها واخذتعا في حضنها.
- قالت بحنية. وهي تربت على ظهرها بحنان. مالك يا روح ماما.
اردفت بايجاب.
- قائلة ببكاء. قلبى بيوجعنى اوى.
قالت رقية بعدم فهم لحالة ابنتها، او استنكار.
- ماله واديكى للدكتور.
- لا.
قلقت من منظرها الحزين ورفضها التام.
- قائلة بخوف. انتى قابلتى مالك؟!
- ماتجبليش ليا سيرته.
- هو ضايقك تانى؟
- ماما هو عمل حاجة صعب اوى.

- عمل ايه احكى ليا.
- لو سمحتى. ماعايزاش اتكلم.
هبت فيها بانفعال.
- قائلة بعصبية. هو في ايه؟ ما انا لازم افهم.
- صعب اقولك.
- حبيبتى قولى ماتسكسفيش.
قالت بضعف العالم، وهي تنظر لامها بعجز.
- انا بحبه.
قالت بعدم تصديق، وعينيها تتسع بصدمة.
- انتى بقولى ايه.
- بقول الكلام اللى ماكنتش قادرة اقوله.
- انك بتحبى.
- ما هو مش بايدى.
- يا نهار اسود.
- حاولت ابعد بس غصب عنى.

قالت بغضب، وهو تقوم من جوارها وتقف امامها مباشرة.
- هو انا محذرتكيش.
- حذرتينى. بس انا مش ماسكة رمود علشات اضغط على.
- خلاص مابقتيش تروحى الكلية تانى.
- قائلة برفض. لا لا انا ماهقدرش.
- ليه؟ كدة افضل ليك.
- هموت لو ماشفتوش يوم.
- للدرجة دى؟!
- الموضوع وصل للعجز.
- انتى قوية وهتقدرى.
- انا مش زيك قادرة اكمل وانا بحب.
- حبيبتى فترة وهتعدى.
- انا مش زيك يا دكتورة رقية.
- احسان مالك زى بابكى.

- عارفة وده اللى وجاعنى وبزيادة.
اردفت ببكاء على ابنتها.
- قائلة بوجع. هتعيشي نفس اللى انا عشته.
- طب بابا حبك واتجوزك. لكن ده عايز يتسلي وبس.
- ليه يا احسان؟
- قدر ونصيب.
- يا رب يفك كربك.
- يارب بموت يا ماما. انا بحبه بحبه بحبه.
ارتعبت على حالة ابنتها اكثر.
- قائلة ببكاء. انا هتصل بابكى يشوفك حل.
- هيعمل ايه ليا انا خلاص انتهيت.
- طب يا روحى حاولى.
- فكرك ماحولتش كل يوم بحاول بس بفشل.

- طب بصى اخلى بابى ينقلك كلية تانية.
- هو انا لعبة في ايدكوا. روحى هنا تعالى هنا.
- طب اعمل ايه.
- يا قلبى. شفته معاي اه اه يا امى اه.
- طب اتكلمى يمكن ترتاحى.
- اقولك ايه.
- قولى اى حاجة.
- العقد ضاع فروحت...

بعد ان ترك اخيه مع ورود، ذهب الى النادى الليلى...
وجد صديقه يجلس عند البار، اقترب منه وجلس امامه، وطلب كاس من الخمر، رائه مالك. الذي كان ضائع وتائه.
- قائلا بسكر. وهو ينظر له ببتساؤل. ايه اللى جابك.
قال ادم بحزن وهو يتجرع رشفة من كاس الخمر.
- الهم.
قال مالك بحزن عنيف.
- آدم انا مش موجود.
- والله ولا انا.
- احسان رفضت.
- هو انتو اتكلمتو؟
- مع الاسف اه.
- طب ايه؟
- رافضة كل حاجة.

- ما انا قولتلك من الاول الطريق مش واحد.
قال بصدق، وهو ينظر له بعجز وعدم تصديق لقلبه الذي ينزف على حبه لها.
- انا بحبها.
- قال بعدم تصديق. وهو مصدوم من الذي سمعه. ايه بتقول ايه.
- انا بحبها والاحساس ده من اول ما بوستها وكانت في حضنى وبين ايدى.
اردف بعدم استيعاب.
- قائلا باستغراب. طب ازاى؟!
- اهو حصل الشىء الى ماكنتش عايزه يحصل.
- طب قولتلها.
- رفضت تسمع حتى اعترافى.
- مالك انت كويس.

هزا راسه بنفى وقال وهو يتجرع كاس الخمر مرة واحدة.
- انا بموت بس.
- الموضوع مهلك.
- دى مميت.
- هتعمل ايه.
- هفضل اشرب لحد ما انسى حتى اسمى.
- طب ما تكلم نسرين.
- الله يحرقها.
- ما هي دى ممكن تخفف شوية.
- احسان شافتنا مع بعض النهاردة في المدرج.
- شفتكوا ازاى.
- شافتنا يا ادم ما تفهم.
- يا نهار اسود الامور اتعقدت اكتر.
- هي مش محتاجة تعقيد هي اصلا خربانة.
قال ادم بحيرة، وهو حزين على صديقه.
- مش عارف اقولك ايه؟!

- ماتقولش حاجة غير ان دى عقاب كبير انا مش قده.
- طب ممكن تكون موهوم باحساسك بيها.
- ياريته كان وهم. بس دى زفت حب.
- انت ايه اللى عرفك.
- كل حتة في جسدى وقلبي وروحى بتصرخ باسمها عايزاها بكل الطرق.
- ما انت لم بتشوف اى واحدة بتعوزها.
- عايز اتجوزها بغار عليها من كل حاجة. حتى لم جيت اضربك لانى كنت غيران.
- هو ايه احساس الغيرة ده.
- حاجة خارج السيطرة كل اللى عليك عايز تموت اى حد يقرب في اللى ملكك.

ارتعب ادم عندما سمع الاجابة. ولكنه تجاهل الذي يطرق بين ضلوعه.
- قائلا بوجع. لا دى انت ضعت.
- هو انت بتسال ليه.
قال بكذب، وهو مرتبك من سؤال صديقه.
- فضول مش اكتر.
- نصيحتى ليك اوعى تحب.
- انا ابتديت اخاف على نفسي.
- لازم تخاف تطلع واحدة ليك من الارض تشقلب حياتك.
- هي دى شقلبت.
- دى خلتنى اقرف من نفسي.
- طب اهدى.
- ماعدش في هدوء انا وقعت واتعلم على.
- طب ما تحاول تقرب.

- دى شايفنى شيطان. لعنة ايه اللى انا وقعت فيها دى.
- اكلمها ليك.
- اوعى الامور كدة تتعقد.
- طب لازم اعملك حاجة ماينفعش اسيبك كدة.
- عايز اصرخ واخرج كل الوجع من قلبي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة