قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الأربعون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الأربعون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الأربعون

- دى شايفنى شيطان. لعنة ايه اللى انا وقعت فيها دى.
- اكلمها ليك.
- اوعى الامور كدة تتعقد.
- طب لازم اعملك حاجة ماينفعش اسيبك كدة.
- عايز اصرخ واخرج كل الوجع من قلبي.
- حالتك صعبة.
- صعبة دى مش حاجة عن الوجع اللى جوايا.
- مالك في حفلة استقبال الطلبة الجدد بكرة.
- عارف.
- طب ايه.
- فاكر السنة اللى فاتت.
- اه طبعا خربناها.
- لكن السنة دى.
- ومالها السنة دى نخربها زى السنة اللى فاتت.

قال بياس، وهو يتلاعب بكاس الخمر بين يديه.
- تفتكر هقدر؟!
- دى اكيد. وبعدين البت جيداء هتموت عليك.
- ماعدش ينفغ اكوتغ مع حد تانى.
- ليه يا ابنى دى حتى جيداء ملكة جمال العالم.
- هو بالجمال يا ادم.
- طب بايه يا روميو؟
قال بوجع، وهو يشير على قلبه الذي ينزف حبا عليها.
- بقلبى اللى حبها ورافض كل الناس بديل ليها.
- انت بتقول شعر يا مالك.
- انت لسي هتشوف العجب.
- عامة هاااا هنروح الحلفة ولا لا.
- ماعايزاش اروح هناك.

- ليه يا اخويا.
- ممكن تكون احسان هناك.
- وايه اللى وديها اماكن زى دى.
- هي راحة كباريه. دى راحة حفلة استقبال الطلبة.
- خلاص فهمت.
قال مالك برجاء له.
- آدم ما تكلم ورود تسالها.
- اخلعنى منها.
- انا معرفش انت بتكرهها ليه؟!
- هو كدة.
قال باستغراب، وهو مستنكر كره آدم لها.
- ليه دى انسانة طيبة جدا.
- مالك خلينا في احسان.
- لا خلينى ابعد. مجرد التفكير فيها بيقتلنى.
- وانت هتفضل في الدوامة دى كتير.
- ما اعرفش.

- حاول يا مالك.
- بحاول وارجع نفس النقطة.
- لا احنا نشرب. لحد ما ننسى السواد.
. قال مالك وهو يضرب كاسه مع آدم.
- فعلا. toast you.

دخلت عليها امها كانت مشغولة بتحضير شنطة سفرها.
- قائلة بتساؤل لها. بتعملى ايه يا نسمة.
قالت بايجاب دون ان تلتفت لها. وهي مشغولة بتحضير الحقيبة.
- زى ما انتى شايفة يا ماما.
- قولتى لفؤاد يا حبيبتى.
- بعد ما اخلص هقوله.
استنكرت طريقة ابنتها.
- قائلة بسخرية. بعد ما تخلصى. طب افرضى موافقش.
- مايوافقش ازاى هو انا راحة العب.
- لا مش راحة تلعبى. بس كنتى كلمتى خطيبك الاول وبعد موافقته تقولى لمستر اديم.

- ماما كنت مشغولة وماجتش فرصة.
- لسي اديم في قلبك.
قالت بغضب، وهي تلتفت الى امها بضيق.
- اى يا ماما الكلام ده.
- دى مش كلامى دى تصرفاتك اللى بتقول.
- ويا ترى بقي تصرفاتى قالت ايه؟
- انك متجاهلة خطيبك ومهتمية باديم اكتر منه.
- ايه الكلام ده يا ماما دى شغلى.
- اه طبعا بس خطيبك اهم.
- ومين قال غير كدة.
قالت بحنق منها، وهي تنصرف من امامها. بعد ان رمت لها كلام فيه الكثير من المعانى.
- شوفى انتى بقي.

تركت ما بيدها، وجلست على السرير، تنهدت بحزن وهي تنظر الى سقف الغرفة، وهي تعلم جيدا سبب سفرها، فهى لا تستطيع ان تتركه بمفرده، فهى اعتادت كل مرة في عروض ازيائه، ان تكون معه وتشجعه وترى نجاحه امامها، فتلك اللذة لا تستطيع ان تتخلى عنها، بعد ان اهلكت من كثرة التفكير، امسكت الهاتف تتصل على فؤاد، ولكنه كان غير متاح، فارسلت له رسالة بانها مسافرة غدا، وعادت تواصل تحضير حقيبتها...

علي الجانب الاخر، يجلس اديم مع ورود بافخم مطعم في القاهرة قبالة بعضهما البعض...
اردف اديم بوقار.
- قائلا باستفهام. اجبلك ايه من فرنسا؟
اردفت ورود بخجل.
- قائلة برقة. ماتجبش حاجة كفاية سلامتك.
- قولى ماتكسفيش.
- مافيش كسوف وكفاية اللى انت جبته.
- انا ماجبتش حاجة دى اقل حاجة اقدر اجيبها ليكى.
- ميرسي على ذوقك.
- هااااا اجبلك ايه.
- انت مصر.
- مافيش كلام.

قالت بادب، عندما وجدت انه مصر ولا يوجد فائدة من تراجعه.
- خلاص اى حاجة على ذوقك.
- ااتمنى ذوقى يعجبك.
- دى اكيد هي دى فيها كلام.
- ورود.
- نعم يا اديم.
- اتمنى اتك ماتزعلش من ادم.
- انا خلاص اتعودت على.
- هو طيب جدا بس مااعرفش ماله معاكى.
- كل واحد وظروفه بقي.
قال بصدق، وهو يرمقها نظرة امتنان.
- عارفة يا ورود اكتر حاجة بحبها فيك. تفهمك للامور.
- الحياة مش مستحقة جدال او خلافات في لحظات بتخلص وتنتهى.

- فعلا لكن تقولى لمين ومين يسمع.
- هو انت على طول بتسافر كدة.
- اه من يوم ما دخلت المجال ده بسافر على طول.
- مش معنى؟!
- علشان نعرف الناس التانية عن ذوقنا وقد ايه احنا مبدعين ومش كلام وبس.
- متزعلش منى انى مابهمش في شغلك.
- عادى ولا يهمك اهم حاجة تكونى فاهمة في الكلية.
- اه الحمد لله فاهمة كويسة.
- عايزاك اخر السنة تطلعى الاولى ؛ علشان اعرف اغيظ ادم.
- لا بلاش تغيظه ليكرهنى اكتر.

- هو مابيكرهكيش بس حتة انى مابقتش لى لوحده بتوجع.
- بس احنا لسي ما تخطبناش علشان يعمل كدة.
- فيما بعد يعنى يا ورود.
- ربنا يقدم اللى في الخير.
- اكيد وقريب هتكونى زوجتى العزيزة.
حزنت من كلامه خاصة انها استحالة تكون زوجته، وهي تعشق اخر ولا تستطيع ان تخبره بذلك، وخجلت من نفسها.
- قائلة بطلب. ممكن تخلى الكلام ده في وقته.
- انا مهضغطش عليكى نهائي والقرار اللى هتاخدى مهيغيرش في علاقتنا حاجة.

- ما عرفاش اقولك ايه.
- مافيش كلام واتفضلي خلصى الاكل دى كله.
هزات راسها ايجابا وبدات في تناول الطعام.
انتهى اليوم واتى صباح يوم جديد مشرق وجميل، بعد ان انتهت من صلاتها، امسكت الهاتف واجرت اتصال مع صديقتها لتطمان عليها، وتعرف سبب عدم حضورها اليوم للكلية...

استيقظت من النوم كانت لا تريد ان تذهب الى اى مكان، فاخذت بنصيحة امها وفضلت ان تكون اليوم في المنزل، خاصة بعد الانيهار الذي اصابها ليلة البارحة. ادت فرضها وتناولت غدائها، اتاها اتصال من صديقتها، ففتحت الهاتف سمعت صوتها الرقيق.
- قائلة باستفهام. اى يا بنتى ماجتيش النهاردة ليه.
- قالت احسان بايجاب. كنت تعبانة شوية.
قلقت عليها بشدة.
- قائلة بخوف. مالك كفل الشر.
- ماتقلقيش اوى كدة شوية ارهاق وراحوا لحالهم.

- طب بقيتى كويسة.
- اه الحمد لله بقيت احسن. قوليلى ايه اللى حصل في الكلية النهاردة.
- مافيش جديد خدنا المحاضرات كالمعتاد. و الطلبة النهاردة كانت بتتكلم على حاجة غريبة اوى.
- اى هي الحاجة الغريبة دى؟!
- حفلة اسمها استقبال الطلبة الجدد.
قالت احسان بتوضيح، وهي تضحك على عفوية ورود.
- دى حفلة يا حبيبتى بتتعمل كل سنة كاستقبال الطلبة.
- اه. طب ما تيجى نروح.
- لا يا ورود انا مش حابة.
- طب ليه؟

- ما عايزاش اشوف حد هناك.
- حد زى مين؟!
- على اساس انك مش عارفة.
قالت بطلب، عندما فهمت بمن تقصد.
- ما تفكك منه.
- لا ما عايزاش اشوفه نهائى.
- اعتبرى مش موجود.
- لو انا عملت كدة ما هيعملش هو كدة.
- طب احسان انا عايزة اروح.
- مالك متحمسة اوى كدة.
- عندى فضول اعرف اللى هيحصل هناك.
- مافيش غير رقص وحوارت وكلام فارغ.
- انا عايزة اروح بقي اشوف الكلام الفارغ ده.
- ما تروحى.
- من غيرك ماهقدرش.

- ليه يا بنتى هو انتى صغيرة.
- لا مهعرفش من غيرك تعالى معايا.
قالت بملل، وهي تتنهد بضيق.
- خلاص هاجى.
- قالت بسعادة. وهي متحمسة للذهاب. ايوا كدة. هنلبس ايه.
- اكيد مش لبس الجامعة.
- طب ايه؟ انا ما اعرفش في الحاجات دى.
- حاجة سورايه يا ورود.
- هدور في الدولاوب واشوف.
- طب تمام.
- هخلص واكلمك.
- اوكى. سلام يا ورود.
قالت بدعاء، وهي تغلق معها الهاتف.

- يحميكى الرب. قالتها وذهبت لتحضر نفسها. فهى تريد ان تكون جميلة امام خاطف قلبها وسارق روحها منها. رغم كرهه الشديد لها. فهى عاشقة له للنخاع...

(مطار القاهرة الدولى)
كانت تلوح لهم صافى وهم عند البوابة. فاتت اليوم لتودع احبابها تارا وبناتها وزوجها واديم ونسمة.
- قائلة بصدق. هتوحشونى خلى بالكو من نفسك.
اشاروا لها وبعد ان انتهوا من اوراقهم اختفوا من امامها، وهذا احزنها بشدة ؛ لانها ستشتاق الى تارا وبناتها واديم ايضا.
قال كريم بتوضيح. وهو يقف خلفها.
- على فكرة هما مشيوا.
قالت بضيق، وهي تلتفت له بحنق.
- انا عارفة على فكرة.
- طب بتشاورى ليه.

قالت بضيق، وهي تدلف من امامه.
- حاجة ماتخصكش. عن اذنك.
امسكها من ذراعه وقربها له. فتلاقت اعينهما في اجمل واعذب سمفونية في العالم، متجاهلين الزمان والمكان ونظرات الناس لهم، واسئلتهم الفضولية التي لا تنتهى.
- قال كريم بهمس، وهو ياكلها بنظراته المشتاقة. مابقش فاضل غير انا وانتى.
هزات راسها باستفهام.
- قائلة بعدم فهم. قصدك ايه.
- البيت فضى عليكى.
قالت بتحذير، عندما فهمت مغزى كلامه الوقح مثله.

- كريم احترم نفسك.
- تعبت من الاحترام.
- روح شوف خطيبتك.
- تصدقي نسيتها في وجودك.
قالت بغضب، وهي تهب فيه بانفعال.
- انت ايه يا اخى.
- انا بحب واحدة قلبها قاسي. ويمكن يكون حجر.
- لا والله. وانت ايه؟
- واحد ضايع وتايه من غيرك.
- والله انت اللى اخترت بايدك.
- اخترت ايه؟! ان يكون عندى بنت و متجوز.
قالت بعتاب، وهي تجز على اسنانها.
- مدام انت كدة قربت ليه.
قال بعنف، وهو يهزها من ذراعها.
- اصله كان بمزاجى يعنى.

- كريم انت كنت بتخون مراتك.
- عمرى ما حسيت بذنب من اتجاهها. لكن لم حبيتك حسيت بخونك معاها.
- اى الجنون ده؟!
- فعلا جنون لم الزمن يمر وانا كل يوم بحبك اكتر من الاول.
- وانا ما بحبكش.
- كدابة انتى هتموتى ومشتاقة ليا اكتر منى.
- وايه دليك بقي.
- قربنا لبعض.

نظرت الى يده التي تمسكها بقوة. والحالة التي وصلوا لهما سويا، وكأن ساحة المطار خالية من البشر، تخلصت منه قالت بغضب، وهي تتخلص من يده التي تقبض على ذراعها بتملك.
- ابعد يا كريم والزم حدودك.
- انا ممكن ابعد بس بشرط.
قالت بضيق، وهي تدلف من امامه.
- الشرط ده حطه لخطيبتك مش ليا.
قال بطلب، وهو يسير معها.
- ما تسمعى الاول.
- ما عايزاش اسمع منك حاجة روح لخطيبتك.
- دى حرقاكى اوى.
توقفت اقدامها عن السير.

- قائلة بعصبية. وهي تنظر له بغضب. تحرق مين. اكيد شبهك.
- وايه المانع مش انا الراجل الجميل اللى حبتى.
- كريم اعقل انت جد.
- قائلا بضيق. وهو يجز على اسنانه بغيظ من تلميحها المعتاد له. عارف انا زفت.
- المعرفة غير الادراك.
- قضي معايا اليوم كله وانا اوعدك ماهقربش منك تانى.
- دى مستحيل.
- ليه خايفة تفتكرى الماضى وتحنى.
- فعلا خايفة افتكر وجعك وجرحك ليا.
- هنسيكى الماضى ووجعه.
- ابعد عنى.

- انا كدة ماهبعدش لو مانفذتيش شرطى.
- كريم انت مش صغير على تصرفات المراهقين دى.
قال بحزم، وهو يتجاهل اسطوانتها المعتادة
- ها قولتى ايه؟
- اعملك ايه علشان تبعد وتسيبنى في حالى.
- مالكيش غير توافقى على طلبى.
- طب لو وافقت هنعمل ايه.
- هنتتجنن.
قالت برفض، وهي تتسع عينيها بصدمة.
- ايه. دى مستحيل.
قال بهدوء، وهو يتجاهل رفضها التام.
- هنخرج ونتفسح ونبسط.
- طب افرض حد شافنا.
- هنروح الاماكن اللى كنت باخدك ليها زمان.

ابتسمت بمرارة.
- قائلة بحزن. عايز تفكرنى قد ايه كنت هبلة ومغفلة.
- لا عايز افكرك قد ايه كنتى بتحبينى.
- كنت وخلص الكلام ده من زمان.
- انا لسي عند كلمتى هنخرج اليوم من اوله وبعد كدة ماهتشوفيش وشى نهائى.
- يعنى بعد اليوم ده مهشوفكش خالص.
- قال بحزن. دى اكيد.
- طب موافقة لم اشوف اخرتها معاك.
- انا عايزك بقي تسبيلى نفسك خالص.
- من غير غلط يا كريم.
رغم حزنه من طلبها الواضح والصريح هزا راسه بتفهم. ثم تابع بطلب.

- نقفل موبيلتنا الاول.
- طب ليه.
- ما عايزاش حد ياخد لحظة معاكى.
قالت بنفاذ صبر، وهي تخرج الهاتف من حقيبتها وتغلقه مثلما طلب منها.
- لم نشوف اخرة الجنان ده.
قال وهو يغلق هاتفه ايضا
- خير ان شاء الله.

بعد ان انتهى من محاضراته ذهب الى شقته، كان نائم على بطنه في عالم ثانى، استيقظ على تليفون مزعج مثل التي تتصل. قام ينفخ نار واخذه من على الكومدينو.
- قائلا بضيق. نعم مين.
اردفت ماييفا بايجاب.
- قائلة بمياعة. انا يا حبيبي.
- قال بنعاس. اى يا حياتى في ايه.
- قالت بتذمر. ادم انت لسي نايم.
- هقوم اعمل ايه.
- والحفلة؟
- اوبس دى انا نسيت.
- ازاى تنسي واحنا متكلمين النهاردة.
- غصب عنى متزعليش.

- اوكى يا روحى قوم ظبط نفسك بقي علشان الحفلة.
- تمام هخلص وهعدى عليك اخدك.
- اوكى.
- دقايق واكون معاكى.
- هتوحشنى الوقت ده.
- وانتى اكتر يا روحى.
- see you later.
-...

(تسارعت الاحداث سريعا، مساءا في قاعة...

افضل قاعات الاحتفال بالقاهرة، تجمع طلاب ادارة اعمال بالجامعة الامريكية، كل طالب ارتدى اجمل ما لديه، وكانهم اليوم يتنافسون على من الافضل والاحسن، دلف ادم كارم النوار خطف كل الانظار اليه بحلته السوداء الانيقة بدءا من الحذاء انتهاءا بالقميص الاسود الذي ترك به اول ثلاثة ازرار منه، حتى يستطيع ان ياخذ عقول البشر اكثر من ذلك، ومشط شعره الكثيف للخلف وترك بعض الخصل على وجهه تتغزل بجماله المثير ومعه ماييفا التي كان يحسدها الجميع بانها حبيبته، ومثلما يقولون حسب ومال وجمال، ولكنها ايضا لفتت الانظار بفستانها الاحمر العارى، كان مفتوح اعلى فخذها بطريقة مثيرة اظهرت جمال اقدامها البيضاء، وفتحة صدرها التي ابرزته، وانحناءات جسدها الابيض الرشيق، اشار لهم مالك الذي كان يرتدى ملابس كاجول بنطال من الجينز وتيشرت ابيض وفوقه قميص بدرجات البنى المختلفة، فهو كان لا يطيق ان يتزين يكفى ما يعيشه قلبه التعيس ومعه جيداء ونورين اللتان لا يختلفان ازيائهما عن ماييفا ولكن اقل اثارة، فماييفا تعمدت فعل ذلك، حتى ينبهر بها آدم ولا يتركها ثانية، فهى تعرف جيدا من هو آدم كارم النوار، صاحب العلاقات الاشهر في الجامعة، ولا تريد ان يشمت ويفرح فيها احد...

ذهبوا لهم عند الطاولة التي يلتفوا حولها، وسلموا عليهم، وبدائوا يتحدثوا عن تجهيزات الحفل، وعن روعة المكان وجماله...

ومالك يتكلم تارة ويصمت تارة اخرى، وعينيه لا تتحرك من عند باب الدخول، يريد ان تدخل وتتطل بوجهها الملائكى وروحها الطيبة، لقد اشتاق اليها كثيرا، فهى اليوم لم تاتى الى الكلية، كان يريد ان يرسل لها رسالة ليطمأن عليها، ولكنه منع نفسه بصعوبة من السؤال عنها، فهذا اقصى عقاب له، عدم رؤيتها اليوم. لقد ابتلاه الله بحب مستحيل من جميع الطرق، فقلبه اختار من تكرهه بجنون، وتنظر له باحتقار، الجميع يتحدث ويضحك وقلبه يتقطع الالاف المرات، لا احد يشعر به نهائىا، حتى اذا تحدث مع احد، فالكلمات المعتادة.

انتوا مش شبه بعض، انسى يا مالك، انت بتضحك على نفسك انت ما بتحبهاش، احساسك ده كله وهم في وهم...
كل شخص يتحدث من وجهة نظره بعيدا عن التجربة، لانهم ببساطة لا يعرفون ما هو الحب؟ او الاشتياق؟ والفراق الذي اشعر به يوميا رغم وجودها معى في الكلية...
اقتحمت افكاره عندما اطلت سارقة قلبه وكل حواسه. اردف بسعادة.
- قائلا بحب. احسان جت.

جميعهم تركوا الحديث، وتوجهت انظارهم على احسان التي كانت ترتدى فستان رقيق باللون السماوى وعليه حجاب مناسب له وواضعة القليل جدا من مساحيق التجميل، حقا ملكة في زيها الاسلامى المحتشم، وورود ايضا اخذت الجانب الاكبر بشعرها الغجرى الطويل الذي تركته مفرودا على ذراعيها، وفستانها الوردى الذي لا يظهر شىء من جسدها، بخلاف انه كان يحضن معالم انوثتها بطريقة يعجز المرء عن وصفها، فاظهر مدى رشاقة وانوثة جسدها، تعصب ادم بشدة وذهب اليها متجاهلا نداء اصدقائه، او سؤاله عن سبب ذهابه اليها. الدافع لذهابه انها كانت جميلة جدا وملفتة، وهذا جعله يحترق نارا...

انبهروا بالمكان وجماله وسعدت ورود بشدة مثل الاطفال فهى اول مرة تذهب الى اماكن مثل هذا، كان يوجد كل شىء من طعام وشراب واغانى يرقصون عليها بعض الطلبة.
- قالت باعجاب. المكان جميل اوى يا احسان.
قالت احسان بصدق، وهي ترمقها نظرة حب.
- ماحدش احسن منك.
قالت ورود بتساؤل، وهي سعيدة من كلامها.
- دى بجد.
- ايوا طبعا. ورود انتى قمر النهاردة اوى.
- انا ماجيش جنبك حاجة.
- لا تيجى وتيجى بعيونك الملونة دى كمان.

قالت بطلب، وهي خجولة من كلامها.
- اسكتى بقي علشان هتكسف.
- طب لو اديم قالك الكلام ده. هتعملى ايه؟
- لا اديم مابيقوليش كدة.
- ليه يا بنتى؟ يمكن لانكوا لسي في فترة خطوبة.
- في حدود جدا في العلاقة.
- الحدود دى كلها هتروح لو شافك دلوقتى.
قالت بضيق، وهى.

- لا ماعايزاش يش، قالتها وصمتت عن الحديث. عندما راته يقترب منها بمنتهى الجمال والاثارة بحلته السوداء التي يرتديها، فهى اول مرة تراه على تلك الهيئة دائما ملابس كلية وخلافه، وقف امامها وعينيه تخرج كم من الشرار والكره، والغضب ظاهر بشدة فيهما. تفحص جسدها بوقاحة. وهذا اصابها بالخجل الشديد.

- قائلا بعصبية، وهو يريد ان يقتلها في التو والحال، فالفستان كان يفصل جسدها بطريقة مثيرة. تجعل الحجز ينطق من شدة جمالها وانوثتها. انتى ايه اللى جابك هنا؟
حزنت من سؤاله، ولكنها اجابته بوداعة خوفا منه.
- قائلة بادب. حبيت اجى اشوف.
قال بغضب، وهو يهب فيها بانفعال.
- تشوفى ايه هو انتى هبلة ولا بتسعبطى.
قالت احسان بقوة دفاعا عن صديقتها التي لم تستطع ان ترد عليه.
- انت بتكلمها كدة ليه ما تحاسب على كلامك.

قال بامر، وهو ينظر لها بتحذير.
- احسان اطلعى منها وخليكى في حالك.
- ماهطلعش.
اردفت ورود بحزن.
- قائلة برجاء لها. لو سمحتى يا احسان.
- انتى ماشيفوهش بيكلمك ازاى.
قال بغضب، وهو يضع يده في خصره بعصبية.
- وايه اللى انتى لابسها ده.
ردت عليه احسان بدلا من ورود.
- قائلة بصدق. ماله دى شكله جميل جدا.
قال بغضب، وهو يجز على اسنانه بغيظ.
- قائلا بغضب. مفصل كل جسمها.
رفعت حاجبيها باستغراب.

- قائلة باستفهام. فين اللى مفصل ده. دى رقيق وظريف جدا.
- ومدام حضرتك حاشرة نفسك ترضى تلبسي واحد زيه.
- ماينفعش لانى محجبة.
- الموضوع مالهوش علاقة بحجاب او غيره دى فستان وحش جدا.
قالت ورود بعتاب له ممزوج بالحزن.
- انت كدة اى حاجة بتشوفنى بعملها او بلبسها بتشوفها وحشة.
- فعلا اى حاجة منك وحشة.
- حرام عليك يا ادم ليه بتقولها كدة.

نظرت ورود لماييفا التي كانت تغلى نار. وجدت ماذا ترتدى هذا اصابها بالحزن الشديد.
- قائلة له. ما ماييفا لابسة ازبل من كدة.
- مالكيش دعوة بماييفا خرجيها من حساباتك.
- احسان بسخرية. ادم كلامه صح خرجيها من حساباتك لانها اصلا مش لابسة.
- هو انتى ما بتعرفيش تخليكى في حالك.
- حاولت بس لاقتك اكتر منى حشرى ورخم.
- دى خطيبة اخويا.
اردفت احسان بخبث.
- قائلة بمكر. اديك قولت خطيبة اخوك مش خطبتك.

قال باستناكر، وهو مرتبك من كلامها.
- انتى قصدك ايه؟
- انت فاهم قصدى كويس مش محتاجة لف ودوران.
قال بعصبية، وهو يهب فيها بانفعال.
- احسان متخرجنيش عن شعورى.
قالت بمنتهى البرود.
- انت مش محتاج لانك خارج بالفعل.
- هي بقت كدة.
قالت بقوة، وهي تمسك يد ورود وتنصرف من امامه.

- وابو كدة وابعد بقي خلينا نستمتع بالجو. قالتها و تركوه ياكل في نفسه، كان سيموت لان شكلها جميل بشدة في الفستان، وكل العيون لم ترفع من عليها، نظر في اتجاه اصدقائه، وجد سراج عينيه تفصل كل قطعة في جسدها، احساسه في تلك اللحظة كان مميت...
اقترب منه مالك.
- قائلا باستفهام. وهو يقف امامه مباشرة. في ايه.
اردف بغيظ، وهو يجز على اسنانه.
- قائلا باستغراب له. احسان دى بتحب فيها ايه نفسي اعرف.

ضحك مالك على رد صديقه. وعرف بانه لم يسلم من لسان حبيبته.
- قائلا بهيام. يمكن اللى انت في ده هو السبب في حبي ليها.
- لسانها طويل وحاشرة نفسها في اللى مالهاش فى.
- هي دى احسان. بس ايه اللى حصل المرة دى.
- مش شايف لبس الزفتة اللى اسمها ورود.
- ماله دى حتى مخلى البت صاروخ جدا.
قال بحدة، وهو يرمقه نظرة مميتة.
- مالك.
- يا ابنى وانت مالك خطيبها وراضى.
- مش شايف نظرات سراج ليها.

تحدث مالك بعفوية لانه لا يعلم عن النيران التي تتاكل في قلب صديقه.
- هو سراج بس دى الحفلة كلها هتموت عليها.
- قال ادم بتوعد لها. ودينى لاربيها بعد الحفلة ما تخلص.
قال مالك بطلب، عندما راى ماييفا تقترب منهما.
- طب اهدى لان ماييفا جاية.
بعد ان وصلت له. وضعت يدها على كتفه.
- قالت بمياعة. اى يا حبيبي في حاجة مضايقك.
قال بكذب، وهو يتخلص من يدها بضيق.
- لا.
- مالك بتتكلم كدة ليه يا آدم.

قال بحنق، وهو يتجاهل الرد عليها.
- عن اذنك.
- رايح فين.
قال بغضب، وهو ينصرف من امامها الى الخارج.
- اولع سجارة بدل ما اولع في نفسي. قالها بتافف وانصرف من امامها.
قال مالك ايضا، وهو يذهب وراء صديقه.
- خدنى معاك يا ادم...
تركوا ماييفا بمفردها وسط شماتة جيداء وحزن نورين عليها، اقسمت في داخلها انها ستعيد تربية ورود من اول وجديد، اشارت لخمسة من اصدقائها وتوجهوا اليها على الفور، وطلبت منهما كالتالى...

علي الجانب الاخر دخلت ورود الحمام تبكى وورائها احسان ؛ لكى تطيب خاطرها...
- قالت ببكاء، وهي تنظر الى نفسها في المراة. شوفتى بيقول ايه.
قالت احسان بطلب، وهي تربت على كتفها بحنان.
- سيبك منه دى مجنون.
قالت بحزن، وهي تعتدل لها.
- دى ماييفا مش لابسة، لكن انا زفت.
قالت ماييفا بكره، وهي تقتحم عليها الحمام ومعها خمس بنات حربيات.
- وانتى ايه اللى وصلك يا ليا.

نظرت لها ورود. راتها تقف بقوة وكم من الكره والتعالى.
تدخلت احسان كالعادة.
- قائلة باستغراب. وهي تلتفت لها. انتى بتكلميها كدة ليه.
قالت بحدة، وهي ترفع اصبعها في وجهها بتحذير.
- انا موجهتش كلام ليكى.
قالت احسان بهدوء، متجاهلة طريقتها الوقحة مثلها.
- ماييفا ابعدى عن ورود.
- لم هي تبعد عنى الاول.
- وهو ضيقتك في ايه بقي.
- لم تقرب في اللى يخصنى يبقي كدة نهت على نفسها.
رفعت حاجبيها باستغراب.

- قائلة باستفهام. يخصك ايه؟! بطلى الكلام ده.
- قولتلك يا احسان خليكى في نفسك.
- انا اصلا ماكلمتوش.
قالت باحتقار لها، وهي تهب فيها بانفعال.
- ازاى يكلمك يا جربوعة انتى.
قالت ورود بحزن، وعينيها تتسع بعدم تصديق.
- جربوعة؟!
- زعلتى يا حرام. دى انا كدة رقيتك وبزيادة كمان.
انفعلت احسان على صديقتها.
- قائلة بتحذير. انا ماسمحكليش تقوليلها كدة.
لم تهتز بتهديد احسان ذرة واحدة.

- قائلة بسخرية. لا انتى تسمحى لمالك ان هو يبوسك.
انصدمت من اتهامها لها.
- قائلة بعدن فهم. يبوس مين؟!
- الفيديو بتاعك عندى فابعدى بدل ما يوصل لبابكى.
- انا مابخفش من حد.
قالت ماييفا بهدوء خطير لها.
- لازم تخافى.
ثم تابعت بغل، وهي تمسك ورود من شعرها.
وانتى بقى تعالى...

بدات في ضربها بعنف شديد دون تفكير منها، والخمس فتيات امسكوا احسان وقيدوها عن الحركة والدافع عن تلك المسكينة، التي كانت ماييفا لا ترحمها في ضربها قائلة بكره لها، وهي ترفع وجهها وتلقنها قلم عنيف على وجهها.
- انا ماييفا السباعى مش واحدة زيك تاخدى منى حبيبي.
قالت احسان بصراخ، وهي تحاول ان تتخلص من هولاء الفتيات.
- سبيها يا ماييفاااااااااااااااااااااااااااااااااااا.
- ماهسبيهاش غير لم اعرفها مقامها.

قالت احسان بصراخ، وهي تحاول ان تتخلص منهن.
- سيبنى يا بنت انتى وهى.
قالت احد الفتيات باصرار، وهي تمسكها من ذراعها بقوة.
- مستحيل نسيبك خليها تربيها.
- والله ماحد عايز تربية الا انتوا.
قالت ورود ببكاء شديد وهي تحاول ان تتخلص من ضربات ماييفا القاسية لها.
- معملتش حاجة.
قالت بحقد، وهي تشد في شعرها بغل اكثر.
- عملتى يا جربوعة لم قربتى في اللى ليا.
- ماهيحصلش كدة تانى انا اسفة.
- دى اقل حاجة تعمليها ليا.

قالت بقلة حيلة، وهو تحاول سحب يدها من على شعرها.
- سيبى شعرى يا ماييفا انا اسفة.
- شعرك اللى انتى فرحانة بى ده هقلعهولك.
- والرب تسبينى حرام عيكى.

احسان كانت وصلت لاعلى ذروة الغضب، فعضت الفتيات من ايدهم بقوة، فتركوها على الفور، وخرجوا خارج المرحاض، فهم يعلمون تمام المعرفة من هي احسان كامل فرغل، هجمت على ماييفا بقوة وامسكتها من شعرها، فصرخت بالم من جذبها لشعرها. وتركت ورود التي فرت من المرحاض خارجا، وخارج القاعة ايضا، فالذى شاهدها مالك الذي استغرب انهيارها وركضها وهي تبكى وتبعثر شعرها، التفت في اتجاه المرحاض، راى تجمع الفتيات، فذهب الى هنالك ؛ ليعرف ماذا يحدث، او ماذا اصاب ورود.

حاولت ان تتخلص من يدها ووتدافع عن نفسها، لكن لا يوجد فائدة، فاحسان قررت ان تعيد تربيتها من اول وجديد، فتلك المغرورة اهانت صديقتها بطريقة بشعة، وقللت من شانها نهائيا، وذلك بسبب من؟! ذلك العاهر والفاسق...
دلف الى الداخل وجد احسان تضرب ماييفا وسط صراخها ومحاولاتها في التخلص...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة