قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الحادي والأربعون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الحادي والأربعون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الحادي والأربعون

اردفت ماييفا بالم.
- قائلة ببكاء. سيبنى يا حيوانة.
- والله ماحد حيوان الا انتى.
- انتى مجنونة.
قالت بغيظ، وهو تشدها من شعرها اكثر.
- يا كافرة هان عليكى تعملى فيها.
قالت بكره، وهي تنظر لها بغضب.
- لانها تستحق.
- والله ماحد يستحق الا انتى.
- سبينى شعرى بيجوعنى.
- وهي شعرها ما وجعهاش. انا هربيكى من اول وجديد زهقت من غرورك.
- هفضحك وانشر الفيديد بتاعك.
- ورينى هتعملى ايه.

دلف الى الداخل وجد احسان تضرب ماييفا وسط صراخها وببكاء، لم يستغرب فعلها فهذا المعتاد منها، لكن ماذا حدث حتى تفعل ذلك، تاكيدا يوجد سبب لفعلها
فاردف بهدوء لها من الخلف.
- قائلا بطلب. احسان سبيها.
قالت ماييفا بلهفة.
- الحقنى يا مالك.
تجاهلت طلبه وهي مستمرة في ضربها. فهب فيها بانفعال. - قائلا بغضب. انا بكلمك على فكرة.
رمتها في الحائط بقوة وتركتها. ام هي لم تسكت. قالت بغل وهي تعدل من شعرها وثيابها.

- هفضحك وهقول لبابكى.
- ماتقدريش تعملى حاجة.
اردف مالك بعدم فهم.
- قائلاا باستفهام. تفضحك بايه؟
التفت اليه بضيق.
- قائلة بغضب. وهي تنظر له بكره. انت مالك. وماتلعبيش بالنار.
- النار دى حطتى نفسك فيها لم ضربيتنى.
قال بعصبية، وهو يهب فيهما بغضب.
- حد يفمنى ايه اللى بيحصل.
قالت ماييفا بتوضيح له، وهي تضع يدها على راسها من شدة الالم.
- ضربتنى المتخلفة دى علشان الجربوعة صحبتها.
قالت بغضب، وهي تستدير لها.

- انا متخلفة يا زبالة البنات.
قالت ماييفا بحقد، لتشعل غضبها اكثر.
- عامة دى اخرك معاى يبوسك وبس.
- اااااااااااااااااااخرسى يا ماييفا.
- ماهخرسش انتى فين وهو فين.
قال بانفعال، وهو يصرخ في وجهها بغيرة.
- مين اللى باسك.
اردفت ماييفا بخبثها المعتاد لتشعلها.
- قائلة بمكر. خلاص يا مالك دى اسرار بنات.
تجاهل الرد وواصل حديثه مع تلك الباردة.
- قائلا بامر. انطقى يا احسان مين اللى باسك.

نظرت له باحتقار وانصرفت من امامه. دون ان ترد عليه او تهتم بوجوده، هو لم يذهب ورائها بل ركض، كان آدم يدلف القاعة، وجد احسان تسير بركض، وكأنها تبحث عن شخصا ما، ومالك ورائها ينادى عليها...
اقترب منها وسائلها.
- في ايه يا احسان حد زعلك؟
قالت باستفهام، وعينيها تبحث هنا وهناك بقلق وخوف ؛ لعلها تجدها.
- شفت ورود.
- لا ماشفتهاش هي راحت فين؟
- ماييفا ضربتها بنت...
- مين اللى ضربها؟!
- ماييفا ضربتها في الحمام.

قال بغضب عنيف، وهو يصرخ بعصبية غير معتادة منه.
- دى نهار ابوها اسود. وليه تعمل كدة بنت الجزمة.
- مش وقت كلام شوفها راحت فين.
قال مالك بغضب، وهو يمسكها من ذراعها.
- مين ده.
قالت آدم بغيظ من تصرفاته، وعينيه تبحث عنها في القاعة.
- مش وقت تفاهتك خالص. ورود فين يا مالك؟
- ما اعرفش انا لاقيتها خارجة من القاعة وبتعيط.
قال ادم بخوف عليها، وهو يضرب كف على كف.
- يا نهار اسود دى متعرفش حد هنا نهائى.

قالت احسان بغضب، وهي تحاول ان تتخلص من يده.
- سيب ايدى.
قال بعند فيها، وهو يقتلها بنظراته المشتاقة اليها.
- ماسبهاش غير ما تجاوبى على سؤالى.
- صحبتى ضايعة وانت بتدور على تفاهات يا مالك.
- ضربتها ليه؟! وعلشان ايه؟!
قالت احسان بصرخ في وجههما.
- مش وقت اسئلتك انت وصحبك نهائى. روحوا دورا عليها.
قال بوعيد وعينيه تخرج نار، وبعد ذلك ركض خارج القاعة يبحث عنها...
- ماشى يا ماييفا.

وجد سيارته الفارهة ركبها، وشغل مقودها وتوجه الى مكان مجهول للبحث عنها، داعيا في داخله ان يجدها ولا يحدث لها شىء...
تخلصت من يده باعجوبة، وركضت خارج القاعة، وهو ورائها ينادى عليها ولكن لا حياة لمن ينادى، وصلت عند الجراج، لتفتح باب سيارتها، وجدت من يقف خلفها ويغلقه بقوة.
قالت بغضب، وهي تلتفت له بضيق.
- عايز ايه صحبتى ضايعة.
- انتى عارفة فجاوبى على سؤالى افضل.
- بصفتك ايه؟ علشان اجاوبك.

- حابة تسمعى الصفة ولا هتسدى ودانك.
- مالك صحبتى ضايعة.
- كل كلامك في الهوا. مين اللى باسك؟
قالت بخجل، عندما وجدت اصرار عنيف في عينيه.
- انت.
قال باستفهام، وهو يرفع حاجبيه باستغراب.
- انا؟!
- ايوا انت اللى بوستنى.
- وهي بتتكلم على حد تانى ليه؟
- لان عندها غل.
- دى مريضة انا كنت هبهدلك.
- خلاص عرفت الاجابة ممكن تخلينى اروح اشوف صحبتى.
- ما تخلينا ندور سوا.
- مالك.
- يا عيونه وروحه.
- ورود ضايعة وانت بتقول ايه؟

- ما آدم موجود وهيلاقيها.
- الكلام ده ما ينفعنيش.
- علشان كدة ضربتى ماييفا.
- انا ما ضربتهاش علشان كدة.
- طب ايه؟
- لانها ضربت ورود فكان لازم تتربى.
- انتى ماكنتيش بتضربيها. انتى كنتى بتموتيها.
- دى اقل حاجة فاللى عملته مع صحبتى.
- ماتخفيش آدم بس يلاقى ورود، وهيمسح بكرامه ماييفا الارض.
- آدم يعمل كدة دى مستحيل.
- ليه ان شاء الله.
- لانه بيكره ورود كره غير طبيعى.
- دى نكرة ودى نكرة.
- ايا كان. ممكن امشى؟

هزا راسه ايجابا. وابتعد عنها. فتحت باب السيارة ودلفت بها واغلقت بابها وترجلت من امامه...
وهو ايضا لم يكذب خبر ركب ايضا سيارته وذهب للبحث...

لا احد يستمع لما يقوله قلبى، لا احد يفهم ما يحدث لى، غير الظاهر لهم، في عراقيل الحياة وحروبها الكاذبة، كنت انا الخاسرة والمدانة في تلك الحياة، وبعد سنوات تقف مع نفسك حين تتذكر الذكرياات وانت حزين، الندم لا يتركك وقدرك المشؤوم يلاحقك اينما ذهبت، ونار الحب لا تستسلم الى المياه الباردة، ولا يستطيع احد ان يصمت الوجع الذي بداخلى، لانهم لا يشعرون بى، لا اريد ان اعيش تلك اللحظات التعيسة، لكن مع الاسف لا يوجد مكان اذهب اليه ولا باب اطرقه، ستفهم هذا جيدا يا صديقى عندما تكون وحيدا في هذه الحياة، هناك كلام كثير تريد قوله لكن لا احد يريد سماعك او فهمك، الجميع يحكم من الظاهر، والضحكة المتصنعة على الوجه، هل فكر شخصا ما ان يقترب من انسان حزين ووحيد، لا لم يحدث ذلك، فهم مشغولون بانفسهم واطماعهم الداخلية، متجاهلين كلتلة الحزن التي تسير على الارض، بعد ان انهكها التفكير وقتلتها كلمات العتاب...

وقفت عند النيل تبكى بحرقة عن حظها التعيس، واهانة تلك الفاسقة لها، لم تكتفى بتوبيخها بالكلام، بل اذتها بطريقة بشعة وهو ضربها بتلك الوسيلة العنيفة المقلة لشانها ولكرامتها وكبرياائها كانثى، لم تجد امامها غير الفرار، لا تريد ان تعرف او تفهم، غير ان تهرب وتكون مع نفسها، لتسالها ماذا فعلت، حتى تهان بتلك الطريقة، لماذا الحياة دائما قاسية معها، وطيبة مع الاخرين، ماذا فعلت؟ ماذا فعلت؟

لقد تعبت من جرح الناس لى، ايتها الدنيا الكاذبة، انا الوحيدة، التي ستظل وحيدة ويتيمة، قالتها بصراخ داخلها وهي تعاتب كل شىء على وجعها، هي لم تختار ان تكون يتيمة وتتربى في بيت للراهبات...
كان يقود السيارة، وهو متغاظ بشدة منها وقلقان عليها، ويسال نفسه الى اين ذهبت؟

فهى لا تعرف احد هنا في القاهرة، الغضب والقلق كانوا المسيطران عليه في تلك اللحظة، يتوعد في داخله لها، بانه عندما يجدها سيعاقبها عقاب شديد، ويسمعها ما لا تحمد عقاباه...
اردف بعصبية، وهو يضرب مقود السيارة.

- قائلا بخوف. ليه يا اديم مالقتش الا دى تحبها وتخطبها ما البنات كتير وعلى قف مين يشيل. ولا دى من كوكب تانى. اصغر منك ودينها غير دينك. لكن العند والزفت. يلعن اللى اسمه الحب. نعمل ايه فى. حسبي الله ونعم الوكيل فيكى يا ورود. انا عملت ايه ياربى علشان ادبس في واحدة زيها. وهو يتحدث مع نفسه، وجد مجموعة من الشباب تعاكس فتاة، عندما ركز وجد انها هى، اصطف بالسيارة امامهم، ثم نزل من السيارة بغضب وتوجه اليهم...

اقترب مجموعة من الشباب منها معجبين بجمالها الاخاذ، وجسدها المغرى في ذلك الفستان اللعين.
قال احد الشباب بوقاحة.
- مالك يا جميل بتبكى ليه.
خشيت منهم وبعدت عنهم. فوقف امامها واحد اخر وعطل طريق سيرها.
- قائلا بعتاب. ما تردى على صحبي انا كدة ازعل.
ورود بخوف حقيقي.
- قائلة باستفهام. انتو عايزاين ايه؟!
- حلو جدا السؤال.
قال بجراة. وهو يغمز لها بوقاحة.
- عايزينك طبعا يا قمر.

ذهبت وتركتهم في طريق اخر، فخبطت في حائط من الحديد، فامسكها من ذراعها، فابتعدت عنه بخوف راته امامها، ويوجد في عينيه كم من الغضب والعتاب غير طبيعى، ولكنه تجاهلها الان وركز على هؤلاء الفشلة، قال بعصبية. وهو يهب فيهم بانفعال. وعروقه رقيته تنفر من الغضب.
-. في حاجة انتوا وهو.
- قال احدا منهم وهم يهربوا. فنظرات عينيه كانت ابدا لا تبشر بالخير لا مافيش يا باشا عن اذنك.
بعد ذهابهم نظر اليها.

- قائلا بعصبية. وهو يصرخ في وجهها. كانت لحظة سودة لم اخويا شافك وحبك.
كانت تتوقع ان يقلق عليها يسالها لماذا ضربتها ماييفا، ولكنه تجاهل كل ذلك وسبها بطريقته المعتادة. فكتمت توبيخه بقوة.
- قائلة بادب. شكرا جدا على ذوقك.
- بطلى تمثيل بقي مش على. ودموع التماسيح بتاعتك دى امسحيها
قالت بطاعة. وهي تمسح دموعها.
-حاضر.
- انتى عارفة انى بكرهك. رغم ده كله بتدورى على اى حاجة ؛ علشان تتضايقنى بس.

قالت بحزن. وهي تبكى.
-. انا اصلا ماحدش بيحبنى فمافيش استغراب.
تجاهل الوجع والحزن الظاهر في نبرة صوتها بخلاف دموع عينيها التي تحرك الحجر. وطرح سؤاله ببرود عكس ما به من ضعف عنيف.
- قائلا باستفهام. ماييفا ضربتك ليه.
اردفت ببرود.
- قائلة بكذب. مافيش غلطت فيها وضربتتى.
- قال بعصبية. وهو يهب فيها بانفعال. وانتى مالك ومالها.
- معلشى غباء منى.
- قولتيلها ايه خلتيها تفقد اعصابها.
- غصب عنى انا اسفة.

استطاعت ان تزيد من غضبه. مع رودها الباردة.
- فقال بانفعال. ورود ماتجننيش. قولى ايه اللى حصل؟
- يعنى لو قولتلك اللى حصل هتصدقنى.
- هحاول.
- قالت بحزن. وهي تذهب من امامه. لا تطيق ان تتكلم او يبوخها مرة اخرى. خلاص انا اللى غلطانة.
امسكها من ذراعها. فالتفت له بعتاب العالم كله.

- قائلة في داخلها. ليه بتوجعنى وانا، فاكرة ايه يا ورود انتى نكرة بالنسبة لى مستحيل يحس بيكى او ينوجع علشانك. دى واحد مابيحبش الا ماييفا حتى لو مبيحبهاش الطرق ما بينا مستحيلة.
قال بعتاب. وهو ينظر في عينيها، وهو يضغط على ذراعها بغيظ.
- ليه يا ورود؟
- ايه اللى جابك وبتدور على ليه.
قال بوجع. وهو يجز على اسنانه بحزن
- لانك زفت خطيبة اخويا.
- لا ما تحملش نفسك مسئولية.
- انتى ما تعرفيش حاجة هنا.

- حاجة ماتخصكش اعرف ولا ما اعرف.
- بقيتى بتردى.
- بتعلم ولو جزء بسيط منك.
- ويا ترى بقي اتعلمتى ايه تانى؟
- ما تعلمتش غير كدة.
- طب ليه ما تخلينى اعلمك.
- ما عايزاش اتعلم.
قال بغضب. وهو يرمق جسدها نظرة شهوانية.
- ليه لبستى الزفت.
- كل الناس عجبهم الا انت.
- انتى مش شايفة ان هو مفصل جسمك ازاى.
- آدم انت ازاى تقولى كدة.
- انا بقولك الكلام اللى حضرتك مش واخدة بالك منه.
- انا ما اسمحلكش.

- لكن تسمحى لشوية صيع ان هم يعكسوكى.
حزنت بشدة من طريقته الموجعة لها. فردت له الرد بقوة.
- قائلة بشراسة. على الاقل محترم عن اللى ماييفا لابسة.
اراد ان يستفزها بعد ان احرقته بردها.
- قائلا لاغاظتها. دى حرقاكى ومولعة فيكى بقي.
تعصبت من رده. وتخلصت من يده وبعدت عنه.
- قائلة بغضب. وتحرقنى ليه.
عض على شفتيه. وقال ببرود، وهو يضع يده في جيب بنطاله.
- شوفى انتى بقي.

- الواحد يتحرق من واحدة افضل منه مش واحدة عارضة جسمها للرجالة.
- انتى بتتكلمى ازاى؟!
- دى مغروروة. وشايفة نفسها.
- ومين سمحلك تتكلمى عنها كدة.
- لم انت حشرت نفسك في لبسي.
- هو دى لبس.
- على الاقل افضل من ماييفا بتاعتك.
- انتى شايفة نفسك مش غلطانة.
- لا مش غلطانة واللى غلطت حبيبة القلب.
- غلطت في ايه بقي.
هبت بانفعال شديد.
- قائلة ببكاء. لم ضربتنى من غير وجه حق.
تعصب من دموع عينيها.

- قائلا بغضب. ممكن تبطلى عياط.
صرخت في وجهه.
- قائلة بطلب. مالكش دعوة بيا.
- طريقتك مستفزة جدا.
- اكيد احسن من طريقتك.
- انتى بتعبطى ليه وانتى اللى غلطانة.
- هي اللى غلطانة مش انا.
- ليه مش انتى بتقولى انك اللى غلطانة.
- عايزنى اقولك ايه؟ انها ضربتنى جامد وخلت خمس بنات يمسكوا احسان.
قال بعدم تصديق. وهو مصدوم من حديثها.
- ماييفا مستحيل تعمل كدة.
- لا عملت واسال البنات.
- وايه الدافع لكدة.

- السؤال دى بقي تسؤالها ليها مش ليا.
- وانا ماهسالهاش انا عايز اعرف منك انتى.
- وانا معنديش حاجة اقولها.
- بطلى عند وقولى في ايه.
- على اساس انك هتصدقنى.
- هصدقك بس قولى.
- انا هقول لاديم كل حاجة.
- هتقوليه ايه.
- كل حاجة انا خلاص قرفت.
نفر عرق من رقبته لمجرد ذكرها اسم اخيه.
- قائلا ببرود. ماتقوليله انتى فاكرانى هخاف.
- انا هرجع الفيوم ومهكملش في الاتفاق ده.
قال باستفهام، وهو يرفع حاجبيه باستغراب.

- اتفاق ايه؟!
- مالكش دعوة. فين موبيلك.
- هتعملى ايه؟
- هكلمه والغى كل حاجة وارجع بلدى.
- مهدكيش حاجة غير لم افهم.
قالت بغضب، وهر تصرخ في وجهه.
- تفهم ايه؟!
- اتفاق ايه اللى بتقولى عليه.
- حاجة ما تخصكش.
- لا دى بالذات بقي تخصنى.
- ما تخليك في نفسك.
قال بتسرع، وهو ينظر لها بعشق.
- ما هقدرش لانك نف...
قال بتسؤل لاحقا نفسه في ثوانى.
- اتفاق ايه؟
قالت بوجع، وهي تتنهد بحزن.
- انا مش خطيبة اخوك.

قال بذهول، وهو مصدوم من كلامها.
- ايه؟! بتقولى ايه.
- انا مش خطيبة اخوك.
- اومال انتى ايه؟!
- انا بنت عادية جدا. فتحت عينى من صغرى لقيت نفسي في ملجا.
- ملجا ايه؟!
- انا تربية ملاجا. ماليش حد غير الرب ثم اصحابى في الملجا.
- طب ليه اديم كدب.
- اكيد علشان منظره. زى ما انت طلبت منى مكلمكش في الكلية.
- وعرفك ازاى والطرق ما بينكوا مستحيلة.

- هو بيتبرع للدار كل سنة ودى كانت اول مرة يجى الدار. فحصل مشادة ما بينا. وده اللى خلى يتمسك بيا فجيه بعد فترة اتقدم ليا.
- ورود انتى بتقولى ايه.
- انا رفضته. لكن ازاى اديم كارم النوار يترفض. فدفع مبلغ كبير لام فوافقت وبعتنى لاخوك.
- انا اخويا مستحيل يعمل كدة.
- لا اخوك عمل وعلشان يضمن موافقتى دخلنى الجامعة الامريكية كنوع من الابتزاز والضغط على.
- ولو كلامك صح زى ما بتقولى. ماحدش جبرك.

- لا انجبرت واتهددت.
- انتى فين اهلك.
- انا يتيمة لا اب ولا ام ولا خال ولا عم، انا اسمى بس ورود.
- مافيش حد ليكى.
- مافيش غير الرب. انا ما اعرفش اذا كنت مسلمة او مسيحية.
- وليه ما قولتيش ليا.
- لانك عمرك مادتنى فرصة اتكلم معاك. ودايما تقولى انك بتكرهنى وماعيزاش تتكلم معايا او تتعرف على.
- ايا كان بس كنتى قولى.
- اقولك ايه؟! انى تربية ملاجى. ومش خطيبة اخوك.
- طب انتى بالنسباله ايه.
- ولا حاجة.

- طب اي خطيبته دى.
- هقوله الرد بعد سنة.
قال ادم بعصبية، وهو لا يصدق بتاتا ما فعله اخيه.
- طب ليه ما قاليش دى انا اخوه.
- زى ما كدب على في اخلاقك.
- الموضوع في لغز.
- هيقولك ايه ان هو حب واحدة وانجبرت على.
- بس انا اخوى ومافيش فرق بينا.
- في حاجات ما ينفعش تتقال.
- وقرارك ايه؟!
- هرجع الفيوم وكفاية كدة.
- والكلية؟
- عادى.
- ايه اللى عادى وبعدين لو رجعتى هتعملى ايه؟!
- هترهبن واكون في خدمة الرب.
- وحياتك؟

- ما انا قولتلك هقضيها في خدمة الرب.
- انتى مجنونة.
قالت بانفعال، والدموع تترقرق من عينيها.
- انا كنت مجنونة لم وافقت على الهبل ده.
قال بهدوء، وهو ينظر لها بحنية على غير عادته.
- طب ممكن تهدى.
- انا تعبت وزهقت، والنهاردة انت كملت على.
- لان حضرتك غلطانة.
- قولى فين الغلط اللى ارتكبته.
- انتى مش شايفة لبسك ونظرات الناس ليكى.
- على اساس انى اللى اشتريت الفستان. دى اخوك اديم.

- هو اى حد يجيب ليكى حاجة تلبيسها. من غير ما تعرفى حلوة ليكى ولا لا؟ تلبيسها.
- هو مصمم كبير فاكيد عارف. ما ماييفا لابسة ابشع منه.
- انا ماتعنيش ليا ماييفا.
- اه لان دى ماييفا هانم حبيبة القلب.
- انتى لحد دلوقتى مافهمتيش.
- لا انا فاهمة ان اى حاجة على ماييفا رائعه، لكن انا زفت.
- اسكتى يا ورود.
- ما انا هسكت زى كل مرة بتطلب منى كدة.
اقترب منها بدون سابق انذار رافعا يده على وجهها.

- قائلا بعتاب لها، وهو يمسح دموعها بحنية. ليه ما قولتيش.
- ماكنش هيغير حاجة.
قال بحنية، وهو يرمقها نظرة عشق.
- لا كان هغير في تعاملى معاكى.
- ما انت عارف انى يتيمه.
- بس ما اعرفش انك في ملجا.
- ما فارقتش يا ادم.
قال بحزن، وهو يبعد يده عن وجهها بصعوبة، فهو كان يريد ان يظل اكبر فترة ممكن ؛ ولكنه ماذا يفعل فهى محرمة عليه.
- دى انتى طلعتى حكاية.
- ينفع يتعمل ليا رواية.
- ليه عايزة الناس تنتحر.

- ليه دى في ناس اصعب منى بكتير.
- لا ما اعتقدش.
- دور بس وانت تلاقى.
- تصدقى انك نكدتى على جدا جدا جدا جدا.
قالت برقة، وهي تضحك على كلامه.
- انا اسفة ماكنش قصدى.
قال بطلب، وهو يحاوطها من خصرها بتملك، وياخذها بين احضانه.
- تعالى يا بت.

ارتمت بين ضلوعه. وبكت بقوة وضعفت بين ثنايا قلبه فهذا هو الانسان الذي تعشقه العشق الابد وتموت عليه وتتمنى ان يعود الزمن، وكان هو الذي يزور الدار ويراها هناك ويخطبها هى، ادم مختلف جدا عنها في كل شىء، لكن القلب وافعاله ماذا نفعل له؟

دق قلبه لمجرد ان وضعت راسها عليه، هذه الانسانة لديه سحر وتاثير غير طبيعى، حزن بشدة عليها وعاتب نفسه على قسوته وحدته معها في التعامل، وانه كان كل مرة كان يراها فيها يبحث عن اى شىء، حتى يوجعها ويهينها ويقلل من شانها، لكن ماذا يفعل وهو لم يعرف حقيقتها كاملة، لكن الذي حدث معه اليوم قلب كل الموازين، وهذا سيجعله يعوضها عن كل شىء، وماييفا حسابها معى، كان يربت على شعرها بحنان ابوى، فاراد ان يمزاحها.

- قائلا بسخرية. ورود انتى قصيرة اوى.
قالت بارتباك، وهي تخرج من حضنه بخجل.
- علشان مش لابسة كعب.
- ومالبستيش ليه ما انتى خربتيها من كل الجهات. هي جت على دى ووقفت.
- ما بعرفش البس كعب.
قال باستفهام، وهو يرفع حاجبيه باستغراب.
- ليه؟
- علشان في الملجا ماعلمونش نلبس كعب.
- انسى بقي الملجا انا هعلمك.
- ما تتعبش نفسك.
- لازم اتعب نفسي علشان لم احضنك تعرف تنامى على كتفى.
قالت بخجل، وجنتيها تكسى بالحمرة.

- آدم انت بتقول ايه؟
- هحضنك زى بنتى ياورود.
- بنتك ايه؟
- بقالك ساعة في حضنى ولسي جاية تفتكرى.
- انتى اللى خدتنى.
قال بهزار، وهو يغمز لها بوقاحة.
- ما هو كان بمزاجك.
- قصدك ايه؟
- انا هعلمك كل حاجة.
- شكرا جدا يا آدم.
- دى مش طيبة منى. دى في مقابل.
- انا برضو حسيت بحاجة غلط. قولت دى مش آدم.
- بصي بقي انا بقالى تلات سنين مبلط في سنة اولى. فساعدينى انجح وبتقدير كمان. علشان افرح اديم.
- دى حاجة سهلة اوى.

- انا بقي هخليكى اجمد واحدة في الجامعة كلها.
قالت بحماس، وهي ترفع حاجبيها باستغراب.
- ازاى بقي؟
- ازاى دى بقي بتعتى انا.
- اوكى موافقة بشدة.
- يلا بينا ولا هنبات هنا.
قالت برجاء، وهي متردد ة من طلبها.
- آدم ممكن طلب.
- بدانا الطلبات.
- دى طلب صغير لو سمحت اعمله ليا.
- اؤمرى يا ستى.
- عايزة اركب مركب في النيل.
- هو دى الطلب.
- اه و ياريت تحققه ليا.
- فعلا ما تختلفيش عن بنات تارا.
- هتعمله ليا.

- دى اكيد احنا عندنا كام ورود.
- شكرا يا آدم.
- you welcome. قال بابتسامة. وهو يسير معها ليحقق رغبتها التي تعد اقل من البساطة من وجهة نظره.

بعد ان دلفوا شوراع القاهرة، وعادوا بالزمن للعشرون سنة، صرخت معدتهم جوعا، فذهبوا الى المطعم، الذان كانوا يذهبون اليه في الماضى، دخلت للمكان الذي كسر فيها كل شىء جميل.
الذى عرفت فيه هي من؟ وتعشق من؟

كانت سعيدة جدا وهي بين احضانه، لكن القدر كان له راى اخر، تنظر على المقاعد الفارغة من الناس، مازالت كما هي لم يتغير شىء، غير الزمان وبعض تجاعيد الملامح، رغم كل شىء انتهى الحب الذي كان بيننا، صمتت كل الاصوات واختفت الشمس، جمبع الافكار تلاشت من عقلى، وضرباات الشاطىء مع الالم المتزايد في قلبى، لقد طارت مع الرياح وتعاتبنى على الفراق، الصيف ليس كافيا، فانا اريد الفصول الاربعة جتى تشعر بنيران قلبى المشتعلة، وعمرى ايضا ليس كافيا لتلك النيران والصراعات التي تتفاقم داخل قلبى، اخبر الماضى، بانه لا يوجد سعداء في تلك القصة، فلامير والاميرة انتهت حكايتهما، ابتسمت بسخرية وقلبها يدق بصراخ شديد، لم اصبح عليه، وتزوجت باقرب شخص له، كان من الصعب ان اكون ملك احد غيره، ولكنها رات معه الحنان، والامان الذي فقدته عندما عرفت حقيقة كريم كاملة، انجبت واصبحت ام، وتوفى زوجها لكن ذلك المجنون الذي يقف خلفها لم يتركها ظل يهاجمها في كل مكان، لا استطيع نسيانك، لا تقلق يا حبى الاعمى، عشت بقدر ما عشت ولكن حبك مازال في قلبى طفل صغير يكبر مع الزمن، روحى كلها ذهبت معك، هل احببت بعدك، لا، لم يطاوعنى قلبى ان يعشق غيرك، لكن جسدى اصبح ملكا لغيرك، قلبى مازال على وعده معك، كبدى يحترق وبشرتى تجعدت، وروحى تنزف في صمت، عينى ممتلئة بالدموع وليس لديك اى خبر بما حدث لى، والدموع تسيل بداخلى ليلا يتابعه النهار والعكس صحيح...

قال كريم بوجع، وكأنه يعتاب الزمن.
- مر الزمن.
- فعلا مر. بس حسيت بكل تفاصيله.
- انتى حسيتى لكن انا فقدت الاحساس.
- في المكان ده لم دخلته غير لم خرجت منه.
- كان عيد ميلادك.
قالت باستفهام، وهي تلتفت له بحزن.
- انت لسي فاكر.
- اكيد دى مش سؤال.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة