قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثاني والأربعون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثاني والأربعون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثاني والأربعون

تنهدت بحزن عميق، ثم اجابته بصدق.
- لان اخوك مش حبيبي.
- ومين اللى حبيبك؟
كانت تريد ان تخبره بانه هو حبيبها الذي يحتل كل خلية من دقات قلبها، ولكنها ماذا تخبره. وهو يكرهها ولا يطيق وجودها. قالت له بحزن، وهو تجيبه بياس من شعوره بها.
- مافيش غير في الخيال.
قال باستفهام، وهو يضم حاجبيه بعدم فهم.
- خيال ايه؟ ممكن توضيح.
- فارس احلام في خيالى.

- قال بدهشة. وهو يضحك على احلامها البسيطة. هو انتى زى البنات اللى بتفكر في فارس الاحلام؟!
- اه مع الاسف زيهم.
قال باستفهام، وهو يتخيل معها.
- ويا ترى بتحددى على اساس ايه؟ طول الشعر ولون العين والجسم وكدة.
- قالت بخجل. تقريبا.
قال بسخرية.
- ولقيت بقي.
قالت بنفى، وهي تنظر له بتمنى ورجاء.
- لا مالقتهوش.
- ما لازم ماتلاقهوش. دى استحالة.
- وليه استحالة ما ممكن الاقى.

- طب ما اديم في كل الصفات اللى اى بنت بتتمناها ورغم دى كله ما بتحبهوش.
- اديم شخصية ما يترفضش، لكن هو بالنسبة ليا اخويا.
- انتى عايزة تفهمينى انك هتضحى بكل الثراء اللى في اديم علشان فارس الاحلام.
- اكيد بس الاقى.
قال بذهول، وهو مصدوم من تخليها عن كل شىء مقابل لحظة حب مجنونة.
- دى هبل يا ورود.
- يمكن يكون كلامك صح.
- هو مش يمكن دى اكيد انك مجنونة.

- طب نفرض ان كلامك صح. تعرف يا آدم ان فارس الاحلام ده الحاجة الوحيدة اللى بتسعدنى في الحياة.
- بتسعدك ازاى دى خيال يا بنتى في دماغك.
- انا لو معشتيش الخيال ده انا ممكن اموت.
- وليه الموت ما انتى تحبى على ارض الواقع.
- وهل اللى زى مسموح ليهم يحبوا.
- وايه المانع في كدة؟
- الاجابة سهلة انا تربية ملجا يعنى لا اصل ولا فصل.
- في ناس كتير ما بتبصش للحاجات دى.
- كدب.
- فين الكدب ما اديم حبك واختارك.

- اديم ما بحبنيش.
- طب جابك هنا ليه؟ وهو ما بحبكيش. مضيعة للوقت مثلا.
- اديم جبنى هنا عند وانانية.
- انا اخويا عمره ما يكون كدة.
- اخوك علاقته بيك غير علاقته بيا. هو اخوك الكبير وفي مقام والداك. لكن انا مجرد بنت حب فيها البراءة والطيبة لكن حب حب ما افتكرش.
قال ادم بتفكير، وهو يمط شفتيه باقتناع.
- جايز يكون كلامك صح او غلط.
- دى اكيد.
- ومنين التاكيد ده.
- تعامله معايا.
- ما هو ما عايزاش يفرض نفسه عليكى.

- يمكن. بس بحس ان هو مابحبنيش.
- يمكن احساسك ده نابع من انك ماتبادلهوش نفس المشاعر.
- لا يا آدم في فرق.
- الفرق في ايه؟ دى حب من طرف واحد.
- مصيره يقابل اللى تناسبه.
- دى اكيد لان اخويا ما يترفضش. لكن انك تقابلى فارس الاحلام مستحيل.
- انت قمة الاحباط.
- دى حقيقة ولازم نعيشها.
- سيبنى في خيالى وعندى ثقة في الرب انى اقابله.
- تصدقى ساعات بنسى انك مسيحية.
قالت بابتسامة، وهي سعيدة بمجالسته.
- وانا كمان.

- انتى كمان ايه؟
- بنسى انك مسلم.
- ايه احساسك لم كنت بضايقك.
- اكيد يعنى كنت بعيط.
- قال بحنية، وهو يرمقها نظرة اعتذار. ماكنتش اعرف.
- خلاص ولا يهمك.
- فعلا ملاك زى ما قال اديم.
- مافيش ملايكة على الارض.
- طب فين وهم موجودين قدامى.
قالت بصدق، وهي تشير بيدها على السماء.
- الملايكة فوق في السما.
- منك نستفيد.
- لا انت هتستفيد كتير.
قال بتمنى، وهو ينظر لها بغرابة. يقتحم اسوار داخلها. حتى يعرف من تلك الفتاة.

- ودى امنيتى.
قالت بهروب منه، وهي خجولة من نظراته بشدة.
- انا انبسطت انى اتكلمت معاك.
قال باستغراب. ونظراته كما هي عليها.
- انتى طلعتى كارثة غير المتعارف عليها.
- شكرا على ذوقك.
قال باعجاب، وهو يمسك شعرها ويداعبه. وسط صدمتها وخجلها.
- شعرك حلو اوى.
قالت بخجل، وهي تهرب من نظراته المصوبة اتجاهها بقوة.
- ادم.
قال بهمس، وهو يموت عليها.
- ورود انتى ساحرة في جمالك.

قالت باستفهام، وهي تهرب من نظراته وامساكه لشعرها بتلك الطريقة المثيرة.
- هو انت بتيجى هنا على طول.
قال باستعباط، وهو مازال على وضعه.
- هنا فين؟
- النيل يا آدم.
- اكيد طبعا باجى. بس في سفينة كبيرة مش مركب.
- كل واحد على قد فلوسه.
قال باستفهام، وهو يترك شعرها بصعوبة، فهو كان يريد اكثر من ذلك ان يشمه ويغوص بين خصلاته الناعنة.
- بتلمحى انى ما دفعتش للراجل.

قالت بانكار، وهي ترجع شعرها خلف اذنها التي ظهر صغر حجمها في حركة توتر منها.
- ماقصديش.
قال بتساؤل، وهو يرفع وجهها بيده، ونظر في صفاء عينيها.
- ليه متوترة؟
- قالت بخجل. وهي تبعد يده عنها. وسط حزنه وضيقه من فعلتها. لا مش متوترة.
قال بصدق، وهو يعض على شفتيه بندم.
- كنت فاكر انك بتمثلى الخجل قدامى.
- انت شفت احسان؟
- انتى بتهربي تانر.
- لا اصلي خرجت من غير ما اقولها.

- عامة هكلم مالك واقوله انى لقيتك. ويدورعليها.
هزات راسها بتفهم. وهو يخرج الهاتف امام عينيها. ليرسل له رسالة.

كان يقود سيارته وراء احسان، لم يذهب الى البحث عن ورود، لانه كان يخشى عليها، ولا يريد ان يتركها ابدا، ارسل له ادم رسالة بانه وجد ورود. وعليه ان يبحث على احسان، حتى يعرفها وتذهب الى بيتها، اغلق الهاتف، وقاد سيارته اسرع وكسر على سيارتها، انصدمت عندما حدث معها ذلك، فنزلت بعصبية مفرطة ؛ لتربى من فعل ذلك. وجدت مالك امامها ينزل من سيارته.
- قائلة باستغراب. وهي تصرخ في وجهه. انت ايه اللى بتعمله ده.

- كنت عايز اقولك ادم لاقى ورود.
قالت بتساؤل، وعينيها تتسع بسعادة.
- دى بجد.
- هو في هزار في كدة.
قالت بشكر، وهي تنظر الى السماء.
- الحمد لله يارب.
ضحك بشدة في داخله بتعلقها بربها وحمده بابسط الامور. بعد ان انتهت.
- قالت له بضيق. وهي تنظر له بغضب. طب ايه اللى عرفك مكانى.
اجابها بمنتهى البساطة.
- قائلا بصدق. انا اصلا كنت ماشى وراكى.
- ليه عملت كدة.
- خايف عليكى.
هبت فيه بانفعال.

- قائلة بتوبيخ. وايه الداعى للخوف ده هو انا قريبتك.
هب فيها ايضا.
- قائلا باعتراف. اقولك الاجابة اللى مش حابة تسميعها.
- وانا هرجع واقولك الطرق مش واحدة.
- نقربها او نغيرها.
- ايه شايفنى لعبة وعايز تتسلى بيها.
- انتى ليه بتقولى كدة.
- مش انا اللى بقول الجامعة كلها عارفة كل فضايحك.
- دى كان زمان قبل ما اقابلك.
قالت باحتقار، وهي تهب فيه بعصبية.
- انت زانى عارف يعنى ايه زانى.

قال بعتاب لها، وهو مصدوم من كلامها بشدة برغم انه ليس غريبا عنها.
- كلامك بيوجع اوى.
- كلامى اهون من عقابك عند ربنا.
- كل انسان بيغلط.
- كلامك صح بس غلط عن غلط بيفرق.
- شكرا على وجعك ليا باستمرار.
قالت بضيق، وهي تدلف من امامه.
- العفو.

ركبت سيارتها وذهبت دون ان تهتم بكلماتها القاسية التي القتها في وجهه، دون مراعاة لمشاعره او احساسيه، كان الندم ياكلها، ولكنها لا والف لا تكون له، فهو جهنم وبئس المصير، ارتمى ارضا على الطريق، يبكى بندم وقهر.
- قائلا بوجع، وهو يصرخ بحزن. ليه يا احسان قابلتك وحبيتك، ليه.

يتراقصون على اغنية احضنى نفسي اضمك. لا يشعرون باى شىء غير انفاسهما التي تمتزج مع بعضهما، ودقات قلبهم التي تعبر عن الكثير والكثير...
احضنى نفسى اضمك نفسى اكمل عمرى جمبك
قلبى سامع نبض قلبك هموت عليك
يالى حبك صحى فيا كل حاجة حلوة فيا
قلبى روحى يا نور عنيا د ا أنا كلى ليك
نفسى اغمض عينى واحلم ان ايدى بين ايديك
ولما افتح عينى القى احلى نظرة من عنيك
يالى وصفك مستحيل كل حاجة لقيتها فيك.

قلبى قالى انك انت حته منه وروحه فيك
ولو تغيب عن عينه ثانية هو بس يحس بيك
حتى وأنت جنب قلبى بحضنك من الخوف عليك
احضنى نفسى اضمك نفسى اكمل عمرى جنبك
قلبى سامع نبض قلبك هموت عليك
يالى حبك صحى فيا كل حاج حلوة فيا
قلبى روحى يا نور عنيا دا انا كلى ليك
كان يحتضنها من خصرها بتملك.
- قائلا باعتراف. وهو ينظر في عينيها بحي. انا بعشقك.
قالت برجاء، وهي تائهة بين احضانه.
- اسكت يا كريم.
- طب لو سكت قلبى ماهيسكتش.

- ماينفعش اللى انت بتقوله ده.
قال بطلب، وهو يتجاهل نبرة الرجاء الواضحة في كلامها.
- اتجوزينى وخلينا نرجع اجمل الذكريات اللى كانت بينا زمان.
- سيبنى مستسلمة في حضنك وانسى كل حاجة وانا بين ايدك.
قال بهمس، وهو يجذبها لحضنه اكثر.
- انا عايزاك تستسلمى وانتى مراتى ملكى.
ارتعشت بين احضانه وتسارعت دقات قلبها.
- قائلة برجاء له، وهي تبتلع ريقها بصعوبة من قربها العنيف منه. هنرجع نتكلم تانى في الحوار ده.

- ماحدش هيعرف بجوازنا هيكون في السر.
قالت برفض، وهي تهب فيه بانفعال.
- دى مستحيل.
- خلاص في العلن.
- كريم ماينفعش.
- انا تعبت معاكى شوفى اللى يرضيكى.
- انك تبعد عنى ومالكش دعوة بيا.
- دى بقى اللى مستحيل.
- حرام عليك اللى بتعمله معايا ده.
- حرام عليكى انتى. انتى بتحبينى وانا بحبك يبقي ليه نبعد.
- لان ده قدرنا.
- نغيره ما هنقفش عنده.
- ليه بتتكلم في موضوع عارف ان هو منتهى.
- نتجوز في السر.

- وافرض حد عرف هيكون شكلنا ايه.
- عادى احنا ما عملناش حاجة حرام.
قالت بعصبية، وهي تتخلص من احضانه بصعوبة.
- حضرتك بتتكلم عادى هو انت اللى هتكون متهم قدام ابنك.
قال بغضب، وهو يصرخ في وجهها.
- متهم بايه؟!
- انى خنت باباه واتجوزت عمه.
- باباه؟ هو فين باباه؟! دى ميت يا مدام.
- ايا كان. وبعدين ما حضرتك هتخطب بتكلمنى على الجواز ليه.
- مافيش خطيبة دى كله خيال في خيال.
- لا والله.

- اعمل ايه وحضرتك مقضياها عند ورفض.
- هفضل كدة لحد ما تبعد عنى.
- مافيش بعد نهائى وشوفى حل للحالة اللى احنا فيها.
- في مليون سبب يمنع وجودنا مع بعض.
عبث في شعره بعصبية من رفضها التام له واصرارها على البعد واختيار اصعب الطرق. ثم قال لها برجاء حقيقي.
- خلينا نكسر كل الحواجز ونكون مع بعض.
- و ابنى؟
- ما هيعرفش.
- ولو عرف.
- سبيها للظروف.
- وانا هفضل على الظروف دى كتير.

- العمر بيجرى وكفاية الوقت اللى ضيعنا في بعدنا عن بعض.
- انت السبب في ده مش انا.
- هنرجع لنفس ام الاسطوانة.
- عمرها ما هتخلص طولت ما انت ماسيبنيش في حالى.
قال بوجع، وهو يعد على اصابعه.
- اسيبك ازاى وانا قلبى وروحى وعقلى بيموتوا فيكى.
ضعفت من كلامه، وترقرقت الدموع من عينيها.
- قائلة بعتاب له. ليه كل ما احاول ابعد عنك بترجعنى ليك تانى.
قال بعشق، وهو يجذبها من خصرها الى احضانه بتملك.
- انا بحبك يا صافى.

- قالت باعتراف، وهي ترتمى في حضنه بضعف. وانا يا كريم.
قال بهمس، وهو يلمس ظهرها بحميمية.
- حبيبتى هنتجوز ولو حصل حاجة انا اللى هكون في وش المدفع. بس وافقى.
اغمضت عينيها والدموع تترقرق من عينيها على كتفه.
- قائلة بعجز. موافقة...
تسارعت الاحداث بعد ساعة.

رفع المازون المنديل من على ايديهما، الذي دق على بابه في وقت متاخر، فهو يسكن في احد الاماكن الشعبية، ذهب له كريم خصيصا لانه بعيد عن كل الاخبار، يريد ان يعيش مع حبيبته حياة كلها سلام في الوقت الحالى، واذا علم احد، فهو مستعد لكل شىء الا البعد عنها، فاخيرا تلك المجنونة وافقت ان تكون ملكه، كان متحمس وسعيد وغير مصدق لم يحدث توا، وخاصة عندما اردف الماذون بدعائه المتكرر في تلك الحالة.

- قائلا بابتسامته البشوشة. بارك الله لكم وجمع بينكما في خير.
قائلين بسعادة. وهما يردون عليه معا.
- اللهم امين.
قال كريم بادب، وهو يعطيه مبلغ كبير من المال.
- شكرا لفضيلتك، واسفين على ازعاج حضرتك.
قال بامتنان، وهو ياخذ المال منه.
- العفو يا ابنى ربنا يسعدكم.
- يارب.

خرجوا من عنده، متمنيا لهم سعادة طويلة الابد. لا يشوبها الخلاف او الجدال. ركبت بجواره في السيارة. لا تصدق نهائيا بانها فعلت ذلك الامر بتاتا، فهى نهارا كانت تبوخه وتعنفه وتطلب منه البعد عنها، والان هي زوجته وعلى اسمه، تشعر بخجل شديد، وكأنها اول مرة تتزوج، وانها لم تقم بذلك الامر بتاتا، عند زواجها من كارم كان شعورها مختلفا، فهو كان الرفض والخوف، ولكنه بطيبة قلبه جعلها تستسلم له جسديا وليس اكثر من ذلك، لان كريم كان محتل كل شىء في قلبها. نظرت له وهو يقود السيارة.

- قائلة بعدم تصديق. انا ازاى عملت كدة.
قال بسعادة مفرطة، وهو ينظر لها.
- عملتى يا زوجتى المصون.
- اسكت يا كريم ما تفكرنيش.
- لازم تفتكرى لانى اللى هيحصل النهاردة مايتنسيش نهائى.
قالت بتلعثم، وهي مرتبكة من كلامه الواضح. منه انه غير مريح بتاتا.
- هي حص ل ايه؟ وبعدين روحنى على البيت.
- بيت ايه؟ انا هاخدك على احسن فندق في مصر.
قالت بانفعال.
- فندق ايه انت اكيد بتهزر.

- اومال انا متجوزك ليه علشان كل واحد مننا يكون في مكان.
- ما ينفعش االلى انت بتقوله. ده ماكنش اتفاقنا.
- واحنا من امتى كنا اتفاقنا.
- كريم لو سمحت روحنى على البيت.
قال بعند فيها، وهو يرمقها نظرة عشق.
- مافيش بيت احنا هنروح على الفندق.
- طب ليه نروح هناك.
- علشان نقضى الدخلة.
قالت بغضب، وهي خجولة بشدة من كلامه الوقح.
- كريم ايه اللى انتى بتقوله.
- انا لسى بقول لكن الفعل كبير اوى.
- روحنى على البيت.

اوقف السيارة، وامسك يدها بحنية.
- قائلا باستفهام. انتى ليه خايفة؟
- انا اصلا مجنونة انى وافقت اعمل كدة.
لم يعد يتحمل كثرة كلماتها، فهجم على شفتيها وقبلها. وسط صدمتها وعدم تصديق. استجابت له بضعف، وبعد ذلك تذكرت اين هي وماذا تفعل توا. فبعدته عنها باعجوبة.
- قائلة بانفعال. وهي تمسح شفتيها من اثر قبلته الهوجاء. ايه اللى انتى بتعمله ده.
اردف بقوة.
- قائلا بتملك. واعمل اكتر من كدة انتى بقيتى مراتى.

- قالت بتذمر طفولى. وهي غاضبة منه. ايه اللى اللى انا عملته في نفسي ده.
- قال بامتنان، وهو يقبلها على وجنتيها. دى احلى حاجة عملتيها.
قالت بخجل، وهي تنظر هنا وهناك.
- كريم الناس.
- انتى مراتى.
- مش مبرر.
قال بوقاحة وهو يغمز لها.
- هنقذك ونطلع على الفندق.
- انا اللى جبته لنفسي.
امسك يدها وقلبها بحنية.
- قائلا بطلب. اهدى بقي يا حبيبتى.
- كريم انا...
- يا عيونه وقلبه. كل حاجة هتكون تمام بس نبطل خوف.
- متاكد؟

- اكيد بس خلى عندك ثقة فى.
هزات راسها بخوف. رمقها نظرة كلها حنان. ثم شغل السيارة وذهبوا...
اصطفت السيارة امام فندق فاخر اسمه...

حجز جناح لهما سويا، كانت خائفة ومرعوبة وسعيدة ايضا. بعد ان انتهت الاجرات امسك يدها بحنية. وتوجهوا الى المصعد. دلفوا به وبعد دقائق نزلوا منه، فتح الجناح بالكارت الذي كان في يده، دلفت للداخل انبهرت بجماله ورقيه في الاثاث، ذهبت عند البلكونة ؛ لتاخذ نفسها وتهدى دقات قلبها، فتحت الستائر ؛ لتشاهد، المراكب والسفن وهي تسير في النيل. اجمل واروع منظر في العالم، تنهدت بسعادة مفرطة وخوف وقلق، مشاعر مختلطة لا يعرفها غير من ذاق تجربتها، التجربة كانت قاسية ومتعبة بكل مفرادتها، ولكنها اليوم قضت عليها بزواجها من حبيبها الاول والاخير كريم النوار، ذلك الرجل الذي عشقته من اول مرة جمعهما الحديث سويا، في حروب الحياة وعراقيلها اختلفت طرقهم، واصبح كل واحد منهما يسير في طريق اخر، لقد كان معهما القدر غير منصف بتاتا، بعدت المسافات وزادت القيود والحواجز بينهما، من ناحية المجتمع ونظرته السطحية لامثالهم وردة فعل ابنها، التي ارتعش قلبها خوفا عندما تذكرت تلك المعضلة، لكنها اليوم استسلمت لطلبات قلبها ونفذت ما يملى عليها بدون تراجع او استسلام، وهو ايضا كان دوره اكبر في موافقتها اليوم، كان لديه اصرار وعند والحاح، حتى اصبحت من نصيبه، فهذا هو الحب الحقيقي، وليس كلام يدون على الورق بل صبر على فراق الحبيب، وتحمل منه كل شىء، حتى تعود مرة اخرى الى احضانه وتسلك نفس طريقه، ويصبح سيرهما واحدا، حمد لله كثير فبعد الصبر جبر، اغلق الباب وذهب اليها، ووقف خلفها وابعد شعرها من على ظهرها، واحتضنها من الخلف بقوة واشتياق، يشم عبير رائحتها الذي حرم منه لاكثر من عشرين سنة، يا من يتساقط الحب من هوائها ومائها، لدى حبيبة اجمل من ورود العالم، لو وهبونى الدنيا بكل ما فيها، لا يكون بقدر قيمتك، بل اقل بكثير من مشاعرى اتجاهك، حبها الذي يرن في قلبى، اسمعها في كل صوت، واشعر بها في دقة من قلبى، تلك الروح التي حبها ابدى في داخلى، استنشقها في كل نفس، حبى الاول والاخير والروح التي اعرفها، حبيبتى الرقيقة والجميلة، التي مهما مر عليها الزمن ستظل كما هى، عندما اتقاسم همى بهمك، تسمعينى جيدا، فانت هبة عمرى، ورضى الله على، فها هي تلك الفتاة التي سرقت لب قلبه من اول نظرة، الان بين يده وملكه فقط، لقد عانى كثيرا في فراقها، وكانت اكثر فترة موجعة، زواجها من اخيه الوحيد، وهو يتخيل كل لحظة انها توا بين احضانه، ويغازلها باجمل وارق الكلمات الحب، شعرت بدموعه على رقبتها.

- قائلة باستفهام. ليه الدموع.
- بقينى مراتى.
التفت له اخيرا.
- قائلة بهمس، وهي تضع راسها على جبينه. انا ملكك انا كلى ليك.
- كل يوم كنت بتخيل اللحظة دى.
- انا بطلت اتخيل لانك متجوز.
بعد جبينه عنها. ونظر في عينيها اول مرة بتلك الطريقة.
- قائلا برجاء. انسى كل الناس اللى برا وخلينا مرة واحدة. نعيش لنفسنا.

ارتمت في حضنه. بادلها الحضن بقوة، وبعد دقائق حملها بين ذراعيه برقة وحنان، وكانها طفلته الصغيرة، وتوجه بها ؛ ليقضى معها اجمل لحظات حياته التي حرم منها.

بعد ان انتهى من عمله في المزرعة والكشف على الحيوانات، ذهب الى السكن الذي يقطن به، امسك الهاتف وفتحه، وجد عدة اتصالات من نسمة، وفي الاخر رسالة منها وكان محتواها كالتالى حاولت اتصل بيك ولكنك مش بترد. عامة انا مسافرة بكرة فرنسا مع مستر اديم. ولو خلصت شغلك كلمنى
قال بغضب، وهو يرمى الهاتف على السرير بعصبية.
- دى اكيد اتجننت. انا ماهتصلش بيها وبكرة اكون عند امها.

وفعلا صدق في كلامه، اول ما الشمس هلت سافر على القاهرة، ووصل عند بيتها فتحت لها امه، دخل جلس في الصالون، رحبت به بحفاوة، وسالته بوقارها المعتاد.
- تشرب ايه؟
قال بادب، وهو يرد عليها.
- ما تتعبيش نفسك يا طنط واتفضلى اقعدى.
- تعبك راحة يا حبيبي. قولى تشرب ايه؟
- قولتلك اتفضلى.
لاحظت الحزن في كلامه. فجلست على مقعد بعيدا عنه.
- قائلة باستفهام. مالك يا فؤاد.
لم يعد يطيق اكثر. فهب فيها بانفعال.

- قائلا بعصبية. ازاى بنتك تسافر من غير ما تقولى.
كانت تريد ان ترد عليه برد عنيف، ولكنها التزمت توبيخه.
- قائلة بهدوء. ما هي قالتلك.
- برسالة هي علاقتنا بقت عبارة عن رسالة.
- معلشى يا ابنى هي كانت مشغولة.
قال بانفعال، وهو يرفع حاجبيه باستغراب.
- مشغولة؟! مشغولة عنى بايه هو مش من الواجب تاخد راى قبل موضوع زى ده.
- غصب عنها ما انت عارف مستر اديم.
- قولتليلى اديم.
- مديرها في الشغل تعمل ايه.

- ماتعملش اصل انا رجل كرسي.
- ما عاش اللى يقول عليك كدة.
- لا بنتك قالت وبزيادة كمان.
- خلاص حقك على ولم ترجع ابقي اتكلم معاها.
- الحق عند بنتك وهي اصلا ماعدتش تلزمنى.
اردفت باستغراب.
- قائلة باستفهام. ايه اللى انت بتقوله ده يا فؤاد.
قال بغضب، وهو يخلع الدبلة من يده. ويضعها امامها على الطاولة.
- انا كنت بقول قبل كدة، لكن النهاردة انا هعمل.
قالت برجاء، وسط صدمتها وعدم تصديقها.

- يا فؤاد يا ابنى الموضوع اخد وعطى.
قال بحسم، وهو يقوم من على مقعده.
- خلاص خلصت يا طنط.
هبت فيه بغضب. وهي تقوم من على مقعدها.
- قائلة بعدم تصديق. خلصت ازاى هو انتوا صغيرين.
- اللى بنتك عملته معايا. هي كدة جابت النهاية.
- صغيرة وغلطت ماتعملش كدة.
- الصغيرة دى سافرت مع واحد غريب من غير ما تاخد راى.
- اولا هو مش غريب. ثانيا هي لم بعتت ليك رسالة ماردتش عليها ليه.
- كنت مشغول في الشغل.

- ولم خلصت كنت مشغول برضو.
- هو انتى عايزة تقولى انى انا اللى غلطان.
- انتوا اللى اتنين غلطتوا. والحل مايكونش بفسخ الخطوبة.
قال بغضب وهو ينصرف من امامها...
- انا قولت اللى عندى. عن اذنك
فى تلك اللحظة في فرنسا، كانوا يجلسون حول طاولة مستديرة، وكل شخص منهما يتناولوا وجبته في هدوء وسكينة، ويضحكون على عائشة وخديجة في تصرفاتهم الطفولية الجميلة، اتت تلك الساحرة الفرنسية لورين كامبل.

- قائلة بالفرنسية. لقد نورت فرنسا بكم.
قام اديم من على مقعده وبكل ذوق منه، سحب لها واحد فجلست عليه. رد عليها بلباقته المعتادة.
- قائلا بالفرنسية. هذا من ذوقك.
قالت بادب، وهي تنظرت بامتنان.
- العفو.
اردف زين بترحاب.
- قائلا بغزل. اهلا بملكة جمال فرنسا.
قالت بسعادة، وهي تضحك على غزله.
- مازلت كما انت يا زين.
- مثلما مازالت تحافظى على جمالك.
قالت بامتنان.
- هذا من لطفك.

ثم تابعت باستفهام، وهي ترى فتاة بجواره ومعها فتاتين. هل هذه تارا؟
قال بايجاب، وهو ينظر لها بعشق.
- نعم هى.
قالت بمجاملة، وهي ترمقها ابتسامة هادئة.
- كم انها جميلة اكثر من وصفك لها.
سعدت تارا من كلامها.
- قائلة بصدق. سعدت بلقالك.
- انا اكثر وخاصة انك اتيت معه.
- هذا بعد الحاح منه.
- له كل الحق بانه لا يتركك بمفردك. ابنتيكم رائعين مثلكما.
- هذا من ذوقك.
- هذه حقيقة.
- تاكيد انك عشت في مصر.

قالت بحزن، وهي تنظر الى اديم.
- لم يحدث ولكنى تمنيت.
فهمت تارا نظراتها فهى سيدة وتعلم تلك النظرات جيدا. فتحمست لها.
- قائلة بسعادة. هذا شرف لنا حضورك.
- سيكون قريبا في فرح اديم.
- على هذا الوضع ستنتظرى كثيرا.
- ولماذا فهو خطب.
قالت بتساؤل، وهي ترفع حاجبيها بعدم فهم.
- من الذي خطب.
- اديم يا سيدتى.
قالت بتساؤل، وهي تنظر الى اديم بانفعال.
- اديم هي الكلام اللى بتقوله ده حقيقي.

اندهش اديم من الذي سمعه من لورين وانصدم اكثر من سؤال تارا ماذا سيقول، والكارثة اذا علمت صافى ستكون نهايته على يدها لا مفر من ذلك، وتبدا كلمات العتاب والتوبيخ وواصلات البكاء التي ليس لها اول من اخر.
- انت ساكت ليه ما ترد.
- اه يا تارا.
- قالت بعصبية وعدم تصديق. وازاى متقوليش.
- لان الموضوع لسي مش رسمى.
- واحنا فين من ده كله.
- انا اسف.
قالت بالعربية، وهي تاخذ بناتها وتنصرف من امامهم.

- اسفك ده ماينفعش. عن اذنكوا.
وضع يده على شعره يبعث فيه بغضب.
- قائلا لزين بطلب. حاول تهديها يا زين.
قال زين بتاكيد، وهو يدلف وراء زوجته.
- دى اكيد. بالهنا والشفا.
بعد ذهابهما. قالت لورين باستفهام، وهي تنظر الى اديم.
- ماذا حدث. هل فعلت شيئا خطا.
اردف اديم بكذب.
- قائلا بهدوء. لم يحدث شىء.
- لماذا تركت تارا الطاولة بتلك الطريقة.
ردت عليها نسمة بهدوء.
- قائلة بكذب. لترتاح قليلا في غرفتها.

- هل هذا الكلام صحيح يا اديم؟
- نعم صحيح يا لورين.
- شكرا للرب اعتقدت انا السبب.
قالت نسمة باستفهام.
- ولماذا تكونى السبب.
- لاحظت ذلك من تغير وجه تارا.
- لا تشغلى نفسك ما هي اخبارك.
- كانت جيدة قبل معرفتى بخطبة اديم.
قال بضيق، وهو يتافف بغضب منها.
- سنعود مرة اخرى الى تلك النقطة.
- سنظل فيها حتى اعرف من هى؟ هل هي افضل منى اعتقد لا.
- افضل او اقبح اتمنى تتقبلى ذلك.
اردفت باصرار.
- قائلة برفض. لن اتقبل.

قال بغضب، وهو يجز على اسنانه بنفاذ صبر.
- لورين لا تجعلينى اخرج عن شعورى.
- انا احبك يا اديم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة