قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثالث والأربعون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثالث والأربعون

رواية لعنة الحب المنبوذ للكاتبة سهير محمد الفصل الثالث والأربعون

فى غرفة الفندق.
اردفت تارا بغضب.
- قائلة باستغراب. وهي ترزع الصالة ذهابا وايابا. ازاى اديم ما يقوليش ان هو خطب.
اردف زين بهدوء.
- قائلا بتوضيح. وهو يجلس على السرير. يراقب تحركها امامه. يا بنتى مافيش خطوبة دى مجرد تعارف.
قالت بغضب، وهي تنظر له.
- ايا كان. احنا فين من دى كله.
- موجودين بس البنت لسي بتدرس.
قالت بتساؤل، وهي ترفع حاجبيها باستغراب.
- بتدرس ايه؟
- ادارة اعمال في الجامعة الامريكية.

- هي دكتورة آدم هناك.
- لا دى طالبة في سنة اولى.
قالت بذهول، وهي مصدومة من الذي سمعته.
- ايه؟! هي قد آدم.
- لا اصغر هي في سنة اولى.
- ايه الجنان ده. اكيد بتهزر.
- لا ما بهزرش.
- اللى هو ازاى يعنى؟!
- القلب وما يريد.
- ازاى دى طفلة.
- دى من الاسباب اللى مخلهوش يقول ليكو.
- يقول ايه دى صغيرة جدا على.
- احنا مالنا يا تارا.
- مالنا ازاى دى ابن عمى وفي مقام اخويا الكبير.
- نعمل ايه يا تارا كل واحد وقراره.

- ما تعملش حاجة انا اللى هعمل.
- ابعيدنا عن المشاكل وخلينا في نفسنا.
- انا هكلم صافى وهقولها على كل حاجة.
- اديم هيزعل منك.
- هو كمان اللى هيزعل.
- معلشي غصب عنه.
- هو ايه اللى غصب.
- ما تكلميش صافي علشان اديم مايزعلش.
- يخبط دماغه في الحيط. انا اصلا زعلانة منك ازاى ما تقوليش.
- هي دى رغبته.
- قالت بسخرية. مكسوف من خطوبته لطفلة.
- هرجع اقولك تانى القلب وما يريد.
- ما البنات الواعية كتير مش معنى دى.

- نرجع نتكلم تانى.
- ازاى اديم مايقوليش دى انا اخته وهفرح لي.
- دى اكيد يا حبيبتى هتفرحيله.
- شفت خطيبته.
- اه شفتها.
- وكمان شفتها وانا ولا على الخريطة نهائى.
- ليه بتقولى كدة؟
- يعنى ابن عمى خطب ومقاليش وجوزى عارف ومقالش وعايز تحطنى على الخريطة.
- تارا انتى بتدورى على الزعل وخلاص.
- قصدك انى انا نكدية.
- لا انا نكدى...

كانت تجلس بينهما، ولورين لا تتوقف عن غزلها وحبها باديم، وهو لا يتفاعل معها في شىء، فنظراته وحواسه كلها مسلطة على القابعة التي تجلس امامه، التي تشتعل نارا من الغيرة، والذي زاد الامر سوءا انها امسكت يده بحميمية شديدة، وهو لا يفعل لها شىء، تريد ان تقوم توا بضربها، حتى تكف عن تلك الافعال القذرة، عينيها تنظر له بعتاب شديد، بانه تركها تفعل به ما تشاء، وهو لا يتحرك ساكنا في مكانه، غير انه يبادلها تلك النظرات باشتياق، اتى لها اتصال من امها، فاتت لها تلك الفرصة حتى تتركهما على انفراد، استاذنت بالفرنسية، وذهبت بعيدا لتجيب عليها، اما هو ازاح يد لورين من عليه، ورمقها نظرة كره. اردفت باشتياق حقيقي، وحزن من تصرف اديم بانه ترك تلك العاهرة تقترب منه بتلك الطريقة.

- قائلة بلهفة. وهي تفتح الهاتف. عاملة ايه يا ماما واحشتيني.
هبت فيها بعصبية.
- قائلة بغضب. فرحتى من اللى عملتى.
قالت بعدم فهم، وهي تستغرب من طريقة امها.
- هو انا عملت ايه.
- لا معملتيش فؤاد فسخ خطوبته معاكى.
- نعم بتقولى ايه؟!
- بقولك فؤاد فسخ الخطوبة بعد عملتك السودة.
- هو انا عملت ايه.
- لا ما عملتيش سفرك من غير علمه ده يكون ايه.
- ماما انا حاولت اتصل بي ولم ماردش بعت لى رسالة.

- ولم تتجوزى ومايردش عليكى هتسافرى منك لنفسك كدة.
- ماما وضحى ايه اللى حصل.
- بقولك فسخ الخطوبة هي فيها توضيح اكتر من كدة.
- ما هو لو ماكنش موافق على سفرى كان رد على رسالتى.
- هي العلاقة بقت ما بينكوا كدة تليفونات ورسايل.
- اعمل ايه اكتر من اللى عملته.
- دى سمعنى كلام ماكنتش اتوقع ان هو يقوله.
- ليه هو قالك ايه.
- كفاية ان هو يفسخ الخطوبة من غير حتى ما يسمع كلامى.
ترقرقت الدموع من عينيها على حالها البائس.

- قائلة ببكاء. كدة افضل انا اساسا ماعيزاش اتجوز.
قالت بطلب، وهي تهب فيها بانفعال.
- فوقى يا نسمة اديم عمره ماهيحبك.
قالت باستغراب، وهي مصدومة من كلام امها.
- ماما انتى بتقولى ايه.
- بفوقك وبعيشك على الواقع.
- ماتخفيش انا عايشة في وعارفة قيمة نفسي.
- لا ماتعرفيش بامارة انك ضيعتى ابن عمتك من ايدك.
- ما انتى ماكنتيش موافقة على الحوار دى كله.
- كان سبب رفضي حبك لاديم. واللى كنت خايفة منه حصل.

- ماما بعد اذنك انا هقفل.
قالت بحزم. وهي تغلق الهاتف معها، وتدعى لها بان ربنا يهديها لنفسها، ويبعدها عن ذلك الحب الصعب والمستحيل...
- هسيبك مع نفسك تكملى عتابها.
ظلت دقائق مع نفسها، تحاول ان تجمع شتاتها، ولكنها خذلت ولا تستطيع، حاولت مرة واثنان وثلاث، وبعد عدة محاولات تمالكت نفسها ومسحت دموعها وذهبت لهما...
عندما رائها على ذلك الوضع سالها بقلق.
- مالك يا نسمة.

قالت بانكار، وهي تاخذ حقيبتها من على المقعد.
- مافيش يا مستر عن اذنك.
قال بغضب، وهو يهب فيها بانفعال.
- مافيش ازاى. انتى ماشيفاش نفسك.
- لو سمحت سبنى لوحدى.
قال بوجع، وهو يضحك بسخرية.
- ما انا سيبك لوحدك.
- كويس انك تسبنى خالص.
- هو السبب في الدموع دى.
قالت بالفرنسية، وهي تهرب من امامهما.
- عن اذنك يا لورين.
ضرب على الطاولة بغضب فذلك اللعين احزن نسمة.
- ماذا حدث مع نسمة.
- لا يوجد شىء.

- ما هذا الحزن الذي في وجهك.
- انا ضائع ولدى شعور غريب.
- هذا هو الحب.

فتح عينيه مبتسما وسعيدا، ركض من سريره على غير المعتاد منه، بعد دقائق نظر لنفسه في المراة، كان ارتدى اجمل ما لديه، ومشط شعره للخلف، ووضع برفانه الاخاذ للعقول، لم يتناول افطاره فقرر ان يتناوله معها، ذهب اليها ورن جرس شقتها، بعد دقيقة فتحت له وطلت برقتها وجمالها الطبيعي الذي يفوق جميع الوصف، سعدت بشدة لوجوده امامها.
- قائلة برقة. صباح الخير يا ادم.
قال بسعادة، وهو نظر لها بحب.
- صباحك ورد يا ورود.

- شكلك متحمس للكلية النهاردة.
- اكيد لازم اتحمس في وجودك.
قالت بارتباك، وهي خجولة من غزله ونظرات عينيه المصوبة فيها بدقة، وكأنه خائف من فقدانها يريد ان يحفظ كل شىء بها.
- طب كويس. يلا بينا قبل ما نتاخر.
- مافيش كلية النهاردة.
- قالت بحزن. ليه ماهتجيش النهاردة.
- وانتى كمان ماهتروحيش.
- ليه بقي؟!
قال وهو يمسك يدها ليذهبوا.
- من غير ليه ويلا.
قالت بتساؤل، وهي تتخلص من يده بخجل.
- يلا على فين.

قال بايجاب، وهو يغمز لها بمكر.
- سر.
- سر ايه؟! هو احنا صغيرين.
- هنرجع صغيرين.
- ايه الالغاز دى ما تقول هنروح فين.
- تصدقى انك رغاية اوى.
- ما انا لازم اعرف انا راحة فين.
تجاهل الرد عليها.
- قائلا باستعجال. وهو يمسك يدها لكن تلك المرة بقوة. حتى لا تفلت منه مرة اخرى. يلا بقي قبل ما نتاخر.
هزات راسها ايجابا وتركت يده برقة، وذهبت لتغلق باب الشقة ورائها، ثم ذهبت معه...

فى تلك اللحظة، على السفرة يتجمعون، ليتناولوا وجبة الافطار في هدوء وسكينة، لا يسمع غير صوت المعلاق، هو يجلس على الجانب الايمن من والده الذي يتراس الطاولة، واضعا راسه على يده لا يفعل غير انه يقلب في طبقه بدون ان يتناول طعامه، وكانت تلاحظ عليه ذلك امه التي تجلس قبالته بجوار اخته، فهو كان مهموما وحزين من كلامها القاسي وتجريحها الدائم له، فهى دائما تتعمد ان تقتله في مقتل ام بالكلام او بالفعل، ولكنه وسط بكائه ووجع قلبه قرر ان يبعد عنها، حتى لو في ذلك الامر موته بالبطىء، فيكفى الى هذا القدر، فاحسان موجعة ووميتة في تعنيفها له، مذا فعل له هذا القدر، فهو غرق في بحر حبها، ولا يستطيع الخروج منه، فهو فقد هوية السباحة لديه عندما رائها.

قال والده باستفهام، وهو يخرجه من شروده.
- عامل ايه في الكلية يا مالك؟
اعتدل له.
- قائلا بايجاب، وهو ينظر له بحزن. الحمد لله يا بابا كويس
- ناوى على النجاح السنة دى ولا زى كل سنة.
- ان شاء الله ناوى يا بابا.
قال عمر ببرد، وهو يسخر منه.
- كل مرة بتقول كدة ومافيش فايدة.
قال بانفعال عليه، فهو تعصب من طريقته الباردة وسخريته الدائم عليه.
- خلاص ناوى على الفشل.

لم تستغرب امه اناهيد طريقته فهى تعلم سبب وجع ابنها. ونوران اخته قالت في داخلها ان كلام والداه له كان فيه استهزاء شديد، لكن عمر استنكر طريقة ابنه والحزن الواضح في ثنايا حديثه، فسائله بحنية اب.
- قائلا باستفهام. مالك يا مالك بتتكلم كدة ليه.
قال باعتذار، وهو يتنهد بحزن.
- اسف يا بابا متضايق شوية.
قال باستفهام، وهو يرفع حاجبيه باستغراب.
- وايه اللى مضايقك؟! هو انت عملت مشاكل مع البنت اللى اسمها احسان.

لمجرد ذكر اسمها تسارعت دقات قلبه اشتياقا لسارقة كل حواسه.
- قائلا باسي. مافيش مشاكل وبعدين احنا طريقنا مش واحد.
- كويس انك خدت بالنصيحة.
قالت نوران بخبث، وهي تتدخل في الحديث.
- مين احسان دى يا ميكا واحدة من حبايبك.
قال بغصبية، وهو يهب فيها بانفعال على غير عادته معها.
- اخرسي ازاى تقولى عليها كدة.
هب فيه عمر بغضب.
- قائلا بعصبية. انت ازاى تكلمك اختك كدة.
- انت مش شايف كلامها.
- هي قالت ايه بتسالك عن البنت.

- بتقول حبايبي قصدها ايه بالكلام ده.
قالت اناهيد بهدوء ؛ لحد من غضبه وانفعاله الذان تعرف ما سببهما.
- اهدى يا حبيبي اختك مش قصدها.
قام من على مقعده. قائلا باعتذار، وهو يذهب من امامهم.
- انا اسف عن اذنكوا.
اوقفه عمر بصوته الصارم.
- قائلا بامر. استنى يا مالك.
قال برجاء يكسوه الحزن. وهو يعطيه ظهره.
- لو سمحت يا بابا سبنى امشى.
قال عمر بصرامة.
- ارجع مكانك وفهمينى ايه تصرفك اللى عملته دلوقتى.

- اناهيد برجاء. سيبه يا عمر دلوقتى.
- اسيبه ازاى مش شايفة طريقته.
نظرت له بدون كلام واخبرته بعينيها انها ستتحدث معه فيما بعد. هزا راسه بعدم اقتناع.
- قائلا ببحدى. روح دلوقتى على واضتك ونتكلم بعدين.
قبل ان يسمع باقى الحديث ركض من امامهم.
قال بانفعال، وهو ينظر لها بغضب.
- ممكن تفهمينى ايه بقي يا هانم الموضوع.
- هحكيلك كل حاجة...

فى سيارة ادم، كان يقود السيارة بسرعة جنونية كعادته، وهي خائفة بشدة ولا تريد ان تخبره بذلك الامر.
- قائلة باستفهام. لكسر حاجز. ممكن اعرف هنروح فين؟
قال بتساؤل، وهو يركز في قيادة السيارة.
- هو انتى فطرتى؟
- اكلت حاجة خفيفة.
- يبقي مافطرتيش.
- ادم هو انت مسيبنى محاضراتى علشان تسالنى فطرتى ولا لا.
- صحيح عديمة الافق.
- قصدك عديمة الذوق.
- كنت عايز اقول كدة بس قولت بلاش اجرحك.
- قلبك طيب.

- هل عندك شك في ده؟!
- هو انا اقدر اقول غير كدة خاصة انك سايق العربية بطريقة مجنونة.
قال باستفهام، وهو ينظر لها باهتمام.
- هو انتى خايفة.
- شوية.
قال بعتاب لها، وهو يهدا من سرعته كثيرا.
- طب ليه ماقلتيش.
- خفت اضايقك.
- هو انتى بتخافى منى؟!
هزات راسها ايجابا.
- للدرجة دى.
- اصلك ما بتشفش نفسك لم تتعصب وخاصة على.
- عامة دى كان ماضى وخلص.
- اتمنى مايرجعش تانى.
- دى اكيد. بس ليا شرط.
- اتفضل قول.

- ماتخفيش طولت ما انتى معايا.
- تمام.
- اى حاجة تضايقك او تخافى منها تقوليلى عليها على طول.
هزات راسها ايجابا.
- كويس ان احنا اتفقنا...
رمقته نظرة امتنان.

بعد ان انتهت من المحاضرة الاولى، التي لم تركز في كلمة بها، خرجت من القاعة لعلها تجده، رات ازدحام الطلبة، على ورق يعلق على الحائط، فهمت من حديث بعض الطلبة بان اسماء الطلبة نزلوا، لعمل البحث التجارى، وهذا يعتمد على اثنان معا، ذهبت لتعرف مع من ستشارك، رات اسمها مع آدم كارم النوار...

بعد ان تناولوا اشهى كريب في افخم محل من محلات القاهرة، نادى على النادل ليدفع له الحساب، اتى له بعد دقائق دفع له وبزيادة ايضا، دلف من امامهما وتركهما سويا.
- قال ادم باستفهام. وهو ينظر لها بحنية. ايه رايك في الكريب؟
قالت بايجاب، وهي تمسح يدها بالمناديل المبللة.
- طعمه حلو بس اسمه غريب.
- سيبك من الاسم خليكى في المضمون.
- المضمون كويس جدا.

ابتسم على براءة حديثها ورقة صوتها وتسمرت عينيه على جمالها الذي لم يجد له مثيل، وهي ايضا تاهت فيه، الخيال الذي عاشت ترسمه في راسها ها هو الان امامها، يتجسد حقيقة على الواقع، من يصدق؟! بان ادم ذلك الشخص الذي ظلت سنين تتمنى ان تقابله، وجدته اخيرا، بكل تفاصيله، امسك يدها الموضوعة على الطاولة، نظرت الى يده التي تمسكها بقوة، وكأنه يخبرها بانه استحالة ان يتركها او يكون لغيرها، تركت نفسها له، لحظات من الزمن تسرق، فتلك اللحظات لم تعوض بسهولة، تاهوا وضاعوا وتجاهلوا عن وجود من حوالهما، وكأنهما في تلك اللحظة، لا يوجد سواهما، فالمقاعد فارغة والطرقات خالية، والحياة اصبحت هادئة جدا، صوت هاتفه المزعج اقتحم تلك اللحظة، التي لم تكن من نصيبهما، ارتبك بشدة وترك يدها على الفور. اخذ الهاتف من على الطاولة، وجد اسم ماييفا عبس وجهه، وهي حاولت تهرب من عينيه المعتابة لها...

قال بضيق، وهو يفتح عليها.
- نعم.
قالت باستفهام، وهي تستغرب طريقته.
- مالك يا ادم بتكلمنى كدة.
- يعنى ما تعرفيش؟
- انا اللى مفروض ازعل مش انت على فكرة.
- وتزعلى ليه حضرتك.
- لانك سبت واحدة زى ورود واحسان يضربونى.
- احسان تضربك اه لكن ورود لا.
قالت بعصبية، وهي مصدومة من رده.
- ادم انت بتكدبنى.
- دى اكيد.
- اكيد دى تخاريف احسان. انا بنت ناس مش جاية من الشارع.
- والله اللى عملتى امبارح مابينش كدة.

- قصدك ايه هما قالوا ليك ايه.
- مش محتاج حد يقولى لان الحقيقة واضحة.
- آدم انت فين لازم نتقابل.
- ماييفا فركش.
- هو ايه اللى فركش؟!
- علاقتنا انتهت.
- هو ايه اللى انتهى. آدم ازا...
اغلق الهاتف في وجهها بعصبية، ووضعه على الطاولة بغضب.
اردفت ورود بعتاب له.
- قائلة بهدوء. آدم ليه كلمتها بالطريقة دى.
- لانها تستحق بعد اللى عملته معاكى.
- بس انت جرحتها.
- وهي لم ضربتك ماجرحكتيش.

- اكيد جرحتنى بس انت ليه تقطع علاقتك بيها.
- هو انتى مش فرحانة بقطع العلاقة ما بينا.
- اكيد لا لانك بتحبها.
قال بصدق، وهو ينظر لها بغضب.
- انا ما بحبهاش يا ورود.
- طب ليه كنت بتكلمها.
اردف بلا مبالة.
- قائلا ببرود. عادى.
- هو ايه اللى عادى ممكن تفهمنى.
صمت قليلا ثم تحدث بصدق.
- اللى يجرحك يجرحنى واللى يوجعك يوجعنى فهمتى.

ابتلعت ريقها بصعوبة من حديثه، فتلميحاته اليوم كثيرة عليها، فالخجل اصابها وتوردت وجنتيها كالطماطم، اعجب بشكلها على تلك الهيئة.
- قائلا بتغزل. وهو يعض على شفتيه. شكلك حلو وانتى خجولة.
- ممكن نمشى؟
- دى اكيد.

هزات راسها ايجابا، وقامت من على المقعد بهدوء. وهو ايضا وساروا سويا. حتى وصلوا لسيارته وركبوا بها وتوجهوا الى الوجهة الثانية، اتى آدم اتصال ازعجه بشدة وهو من الخادمة التي تعمل في منزلهم، اخبرته فيه بان امه لم تعد الى البيت منذ ليلة البارحة، اوقف السيارة بعصبية وقلق، واجرى اتصال على هاتفها...

عندما تنجذب ارواحنا، وتتشابك ضلوعنا، ويصبح كل شىء بيننا واحدا، فتلك هي الطبيعة التي خلقها الله، لاى زوجين تجمعوا في حلال الملك تحت سقفه، الحلال يكسر الثلج والجليد بين الافكار، تتحول كل النقمات في حياتنا الى نعمات، وقرارات غير معتادين عليها، واختيار طريقا كان مستحيلا، لتاكيد باننا نستحق الافضل، بالحب والسلام سنعبر طريق الامان، كانت غارقة في حضنه بسعادة وسلام، ليلة الامس كان الشجار بينهما محتدم لعنان السماء، واليوم اصبحوا واحدا، تجمعت شتات الزمن، وتغيرت القرارات التي كانت مستحيل طرحها، حتى لو في الخيال، كل شىء كسر، فالحب قوته تفوق كل الحواجز والحدود، وهذا يعتمد على مدى صدق الحب، فليس هو كلمات تدون او جمل تقال في فترات المراهقة، بل صبر وتحمل فراق الحبيب مهما طالت السنين، وكانت المستحيلات اكثر من الممكنات...

قامت مفزوعة من نومها، على صوت هاتفها، وجدت نفسها ملك لكريم النوار، افاق على رعشة جسدها وخوفها.
- قائلا باستفهام. وهو ينظر لها بحنية. مالك يا حبيبتى؟!
عضت على شفتيها بخوف. ولم تستطع الرد عليه، فهى في تلك اللحظة ترسم في راسها الالاف من السيناريوهات، قال بقلق، وهو يعتدل في مكانه.
- في ايه يا صافى حاجة بتوجعك.
قالت بخوف، وهي تهز راسها بالنفى.
- موبايلى بيرن.
- طب ما تردى.
- خايفة يكون آدم.

- وايه يعنى يا حياتى.
- ازاى هرد اقوله ايه؟
قال بهدوء، وهو يقبلها على وجنتيها بعشق.
- خلاص بطلى خوف ردى احسن كدة يقلق.
- انتى تفتكر كدة.
- اكيد يا روحى.
هزات راسها ايجابا، ولفت ملاءة السرير على جسدها العارى، واخذت الهاتف من على الكومدينو، وبالفعل توقعها كان في محله انه ابنها فتحت عليه.
- قائلة بتوتر. واحشنى يا روحى.
قال ادم بقلق، وهو متلهف عليها.
- ماما انتى فين؟ وليه ما ردتيش بسرعة؟

من اسئلته الكثيرة التي نزلت على راسها، انفجرت في البكاء على الفور. قام كريم من مكانه سريعا، واحتضنها من الخلف، وآدم ارتعب من صوت بكائها.
- قائلا بقلق. مالك يا مامى. هو انتى فين؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة